قصة "القعدة الأخيرة"
حكاية مشتركة من خمس فصول، جمعت بين أقلام مميزة: @Le rebelle @المشاكسه حنين @ana loka @الراوى و @الخديوىرحلة مختلفة في كل جزء، ومشاعر متشابكة ما بين الحكاية والتفاصيل.
نتمنى تعجبكم وتسيب فيكم أثر.

الجزء الأول
بقلم : @Le rebelle
الهدوء سيد الموقف، السكوت يعم المكان ولا صوت إلا صوت القلم الجاف، الذى يرسم حروفا مكونا بها تلك الكلمات..
" فى هذه الحياه يوجد الكثير والكثير من الأشياء التي لا أنا ولا أنت تصورنا
أن تحدث معنا في أحد الأ..
قطع الصمت صوت اشعار على التليفون، فما كان من الشخص اللى بيكتب إلا أنه يسيب القلم و يبص فى التليفون يشوف مين فكر يبعت ليه رساله فى الوقت ده، الساعه ١٢ فى منتصف الليل و الوقت ده فى الشتاء معروف بأن النوم بيفرد سلطانه على الخلائق فيه.
الرساله كانت من خلود، واحده من الصديقات القدامى لصاحب الكلمات السابق ذكرها و الذى يدعى..
خلود : حمزه أزيك عامل إيه ؟ بقولك يا حمزه أنا عارفه إنك مش هتنزل الجامعه بكره كالعاده، لكن حصل عندى ظرف فى البيت و هضطر أغيب بكره، ف معلش لو مش هتقل عليك، تنزل بكره تحضر و تسجل ليا المحاضره.
حمزه شاف الرساله و ابتسم بشكل تلقائي، لكن ما هى إلا ثوانى و رجعت علامات القلق تكسو وشه، وده لأنه عارف خلود مش بتغيب إلا لو كان الموضوع فعلاً جدّى و يستحق.
حمزه : أزيك يا خلود ، أنا تمام الحمدللـه كويس، انتى ايه الأخبار ؟ عارف أنه مش من حقى اسأل إيه سبب غيابك بكره، بس لو فيه حاجه أقدر أساعد، او لو عايزه حد يسمع انتى عارفه بابى مفتوح، وبخصوص المحاضره متقلقيش، هكون موجود أول واحد فى المدرج.
خلود : شكراً جداً يا حمزه، مش عارفه من غيرك كنت هجيبها أزاى، وأنا الحمدللـه كويسه، بس ماما تعبانه شويه و محتاجه اكون جنبها، وشكراً مره تانيه على المساعده.
حمزه : بلاش الكلام اللى يزعل ده يا خلود، احنا مش معرفة يوم ولا اتنين ده احنا نعرف بعض من أيام ثانوى، وأكيد هحاول أساعدك وقت ما تحتاجى.
انقطع الكلام بين الطرفين، ورجع حمزه يلقى نظره على الكلام اللى اتكتب..
" فى هذه الحياه يوجد الكثير والكثير من الأشياء، التي لا أنا ولا أنت تصورنا
أن تحدث معنا في أحد الأ..
دماغ حمزه سرحت و افتكر أيام الثانويه العامه.
حمزه بطبعه انطوائى قافل على نفسه، وده مش طبع فيه، بل شئ اكتسبه مع الوقت بسبب ظروف معيشته، اللى أثرت في شخصيته بشكل ملحوظ !
ترك حمزه القلم و قرر يستسلم لسلطان النوم، بعد ما ظبط المنبه و راح نام على السرير و قفل جفون عينيه، وراح فى سبات عميق.
" فى الصباح "
فى صباح اليوم التالي مكنش حمزه محتاج المنبه، لأنه بالفعل كان صاحى من نومه و باصص بعينيه الاتنين للسقف بتاع الاوضه بتعبيرات وش جامده.
رن المنبه بصوته الجهورى، فمد حمزه أيده علشان يقفل المنبه، وقام من على السرير اتجه لدولابه، لبس كاچوال واتحرك على الجامعه، بعد ما اتاكد أنه معاه كل اللى ممكن يحتاجه.
فى الطريق للجامعه رن تليفون حمزه، وكان المتصل أمه..
أم حمزة بعصبيه : مش قولتلك لازم تكون موجود معايا النهارده علشان لما سعيد يجى !!
حمزه بهدوء : صباح الخير يا ماما.
أم حمزه : صباح الزفت، تقدر تقولى أنت فين بقه على الصبح ؟؟
حمزه ببعض الضيق : أنا نازل الجامعه يا ماما، عندى محاضره مهمه النهارده ف محتاج أنزلها.
أم حمزه : و ده من امتى ده ؟؟ ما أنت من أول السنه مش بتنزل يوم التلات، اشمعنا لما قولتلك تكون موجود النهارده، ولا هى خلاص جت عليا لما اعوز حاجه منك وتقف !!
حمزه بضيق : لا يا ماما هكون موجود، كل الحكايه إن محاضرة النهارده فيها جزء مهم، الدكتور هيشرحه علشان كده لازم أكون حاضر.
أم حمزه بنبره قويه : حمزه لو مجتش قبل ٣ العصر، صدقنى مش هيحصل كويس أنت فاهم!!
حمزه بضيق : أكيد هكون موجود سلام دلوقتى.
انتهت المكالمه بين الابن و أمه، وكل واحد منهم يشعر بالضيق، لكن حمزه بالرغم من شعوره بالضيق إلا أن تعابير وجهه أو حتى نبرة صوته وقت المكالمه لم تظهر ده.
الوقت برضه لم يسعفه لإظهار بعض الضيق ولو بشكل بسيط، لأن تليفون حمزه فى ثوانى كان بيرن للمره التانيه، لكن المره دى كانت المكالمه من خلود، اللى بمجرد ما حمزه بيعمل حاجه تخصها بيبتسم بشكل تلقائي.
خلود : صباح الخير يا حمزه، فينك كده وصلت الجامعه ولا لسه ؟
حمزه : صباح الفل يا خلود، قربت أوصل الجامعه أهو متقلقيش خالص، هكون موجود قبل بداية المحاضره.
خلود : تسلم يا حمزه بس مكنتش بكلمك علشان المحاضره، أنا واثقه انك هتحضر، لكن أنا برن عليك علشان موسى وفريده رايحين الجامعه هما كمان، وعايزين يقعدوا جنبك.
حمزه : يا شيخه بطلى هزار بقه هههه. فريده وموسى مين اللى نازلين يحضروا دول، أراهنك إذا كانوا يعرفوا عندنا مادة إيه النهارده أصلا

خلود : يعنى أنت مسكت فى فريده وسبت موسى

حمزة : أنا بقول كفايه نم علشان منولعشى

قفل حمزه مع خلود و اتواصل مع الاتنين فريده وموسى، واتفقوا يتقابلوا فى الكافتيريا قبل ما يدخلوا المحاضره.
وصل حمزه الجامعه قبل ميعاد المحاضره ب ربع ساعه، ف اتجه بسرعه متزنه للكافيتيريا قابل الثنائي، واتحركوا سوى على المدرج و قعدوا فى بنش ( مقعد ) من البنشات الخلفية وسط نظرات متفاجئه من الحاضرين.
طالب : واه، ده حمزه نزل النهارده يا رجاله !! غريبه، من امتى و انت بتنزل يوم التلات يا حمزه.
حمزه بهدوء و ابتسامه : شوفت الدنيا بقه ! عامل إيه يا حوده.
محمود : أنا زى الفل بس أنت اللى مش هتبقى فل.
حمزه باستغراب : و ده ليه بقه إن شاء اللـه ؟
موسى : علشان اللى هيدخل كمان شويه بيقوم الوجوه الجديده، وانت محضرتش من اول السنه،
حمزه بثقه : متقلقش كله بيعدى، بعدين انت موجود أهو لو اتزنقت تبقى تساعدني.
موسى ابتسم و رد على حمزه.
موسى : ياريت كان ينفع يا صاحبي، بس ده بِيْطَلَّع على المسرح هناك يعنى هتبقى قدام كل الجماهير العريضه الموجوده.
محمود بهزار : كده ولا كده أنا و انت عارفين يا موسى، إن حمزه مش هيحتاج مساعده، دا الدكتور اللى اللـه يعينه على حمزه

فريده : خلاص بقه كفايه رغى، ويلا علشان دقايق والدكتور هيدخل لو شافك هنا يا محمود انت اول واحد هتطلع جنبه، وابقى سلملى على اختك.
ساد الصمت لمدة دقائق من جانب حمزه، على عكس موسى و فريده اللى كانوا بيتودودا فيما بينهم، لحد ما دخل الدكتور وبدأت المحاضره.
فى المحاضره نفسها كان الدكتور شغال يشرح ويتحرك بين البينشات، وفعلاً كل ما كان يلمح حد جديد يقومه يروش عليه، علشان مش بيحضر، واللى بيقاوح معاه أو يناقشه، بيسأله سؤال يعجز الطالب عن الاجابه قصاده.
حمزه مكنش استثناء في الواقع، الدكتور قوم حمزه بعد ما قوم طالبين بس !! لكن حمزة كان مختلف، ده حتى نظرات الطلبة اختلفت لما شافت أن هو اللى قومه الدكتور.
الحماس دب جواهم لأن من المعروف ان حمزه مش بس مجتهد لأ، حمزه كمان بيتوسع في المنهج عن طريق أنه يقرأ المصادر اللى الدكتور حاططها فى كتابه، بل وكمان بيسمع محاضرين اجانب بيتكلموا عن الموضوع اللى بيناقشوا الدكتور في كتابه.
الناحيه التانيه الدكتور واللى غروره بيتغذى على تعجيز الطلبه، خصوصاً اللى مش بيحضر منهم فى المحاضرة، وفى الامتحان دفعته اللى بيجيب منهم ١٣، ده بيبقى المطرشم زى ما بيقولوا، وأغلب الدفعة بتعيد.
الدكتور قوم حمزة و بدأ يتمنظر عليه..
الدكتور بسخريه : حمداللـه عالسلامه يا بيه، أخيراً عمو السواق وصلك الجامعه.
حمزه : صباح الخير يا دكتور.
الدكتور بسخريه : صباح الفل يا كتكوته انتى طلعتى بتتكلمى.
حمزه بهدوء : ما تجيب من الاخر يا دكتور و قولى انت عايز تعمل ايه بالظبط علشان وقت المحاضرة.
الدكتور نبرته اتغيرت من السخرية للجديه.
الدكتور : تعالالى بره بقه يا لمض، مش انت عاملى فيها المجتهد اللى خايف على وقت المحاضرة، تعالالى بقه خلينا نشوف عارف منهجنا ولا لأ.
حمزه بابتسامه : تمام يا دكتور بس ياريت لو تسأل بقه أسأله صعبه.
الدكتور بتحدى : طب أنا هعمل معاك اتفاق مكون من شقين، الأول هو أنك تجاوب على اسئلتى كلها.
حمزة : تمام يا دكتور و التانى ؟
الدكتور بسخريه : لما تبقى تجاوب على الاسئله الأول.
حمزة : قبل ما نبدأ بس، إيه هو المقابل لو أنا كسبت فى التحدى ؟
العيون كلها كانت مترقبة من التصاعد الغريب والسريع فى الأحداث، لدرجة أن الدكتور بنفسه بيتحدى حمزه، اللى ميعرفش انه جهبذ الدفعة زى ما بيقولوا عليه.
الدكتور : لو كسبت التحدى كل طالب قاعد فى المحاضرة دلوقتى، ليه عندى عشر درجات زياده، لكن لو فشلت انت هتعيد السنة في مادتي و مش هتدخل امتحان الماده موافق ولا تنسحب ؟
الصمت عم المكان لثوانى وسط نظرة تحدى من الدكتور، ونظرات توتر وترقب من الطلبة، اللى عايز حمزة يوافق، واللى عايز حمزة يرفض، وكان أبرز الرافضين واللى حتى بيشاوروا لحمزة، هما فريدة وموسى، على اختلاف سبب كل طرف من الاتنين.
حمزه قطع الصمت بجملة كانت مفاجأة لكل الموجودين .. الطلبة و الدكتور.
حمزة بثقة : طيب ما نوسع التحدى و خلينى أسقط سنتين أو حتى تلاته، بس تخلى كل الدفعه تنجح السنادى، ولو حتى بدرجات الرأفة فى مادتك.
ثقة حمزه وقتها استفزت الدكتور، اللى حس أن حمزه بيتحداه، وده ممكن يهزه الصوره اللى هو رسمها قدام الطلبه، فقرر أنه يوافق.
بدأ التحدى بأسئلة عامة عن المادة فى الأول، حاجه زى الإحماء على تعبير الدكتور، لكن فى الواقع الدكتور كان عايز يعرف حمزة مهزوز فى أى جزء، ويبدأ يسأل منه، مكنش يعرف إن حمزة كان قارئ دماغه و هو اللى اداله الثغرة.
بدأت الأسئلة الجدية و حمزه مش بس بيجاوب، ده بيستعرض ويستفيض في الشرح، و نظرات الانبهار على وش الطلبة، والتفاجؤ على وش الدكتور، اللى مع كل سؤال حمزة بيجاوبه، بيصعب الاسئله أكتر، لحد ما قرر أنه يجيب الناهية.
الدكتور بخبث مخلوط بنبرة تحدي : طب جاوب بقه على آخر سؤال، ولو جاوبت صح، ف ننتقل للجزء التانى من التحدى،
الدكتور سأل سؤال إعجازي لدرجة ان الطلبة بلمت، وموسى وفريده كان نظرات اليأس على وشهم، لأن التوقعات لصالح حمزه هى صفريه، كمان حمزه نفسه ساكت مش بيرد.
الدكتور : اعتبر سكوتك ده تعبير عن الهزيمة ؟
حمزة بابتسامه : لأ أنا بس حبيت أضيف بعض السخونه لأجواء التحدى.
الجملة استفزت الدكتور بشكل كبير، وده خلاه يقوله، معاك ٥ ثوانى تبدأ الاجابه..
حمزه فى ثانيه كان بالفعل بدأ يجاوب بثقة، ويشرح كمان ده إيه دخله بالمنهج و موجود فى أى جزئية.
حمزة : ها يا دكتور مظبوط كلامى ؟
الدكتور من تحت ضرسه : اجابتك صحيحة.
الشق الثاني من التحدي: كان الأصعب، لأن الدكتور حب يزنق حمزة، ويخلى الاعتماد على نجاح الشق الثانى من التحدى، على طرف تالت غيرهم هما الاتنين، ألا وهو الطلبة.
كان التحدى الثانى عبارة عن إن حمزة هيشرح جزء معين الدكتور يحدده فى الكتاب، ومن ثم بعد ما حمزة يخلص الدكتور يبدأ يسأل الطلبة في اللى اتشرح، ولو واحد بس معرفش يجاوب يعتبر حمزة خسران التحدى.
الدكتور بسخريه : قدامك حل من اتنين يا توافق تكمل، يا تتراجع و تبقى برضه خسران بس كسبان مجهودك.
نبرة الدكتور كانت مستفزه، مش بس لحمزة لأ، كمان للطلبه اللى أخدت الموضوع تحدى ليهم هما شخصيا، وبقت النظرات بتحث حمزة أنه يوافق يكمل، وبالفعل حمزة وافق، و تم اختيار الجزئيه، وحمزة بدأ يبدع، وكان بيستقبل اسئله من الطلبة، و يجاوب و يشرح ازاى ده مربوط مع جزئيات سابقة، حمزة ببساطة ربط المادة كلها ببعضها، وهو بيشرح و دا خلى الطلبة مستعده لأي سؤال.
بدأ الدكتور يسأل، وكان بيختار اغلب الطلبه من ورا، اعتماداً على نظرية أن اللى ورا غالباً فشله، ومش بيعرفوا يجاوبوا، وأول كام اختيار نجحوا فى الاجابه، لكن اللى مكنش حمزة عامل حسابه عليه، أنه يقوم فريدة أو موسى بالذات فريده.
الدكتور قوم فريده و سألها سؤال، الكل تقريباً بلم قدامه، وحمزة حس هنا أنه خلاص اتزنق و الموضوع اتحسم.
الدكتور بابتسامة انتصار : شوفت بقه لم…
الباب خبط و دخل أمن المدرج يقول للدكتور أن فيه طلبه بره يدخلوا ولا لأ.
الدكتور وقتها شاط على عامل المدرج، وبدأ يوبخ فيه، وأنه مين قاله أن الدكتور ناوى يدخل طلبه أصلا.
و لسه عامل المدرج هيخرج، قام حمزة لمح خلود بره، وهى بنت معاهم فى الشله، كان لسه هيكلم الدكتور يدخلها، بس قطع تنهيدته اللى قبل ما ينطق كلام الدكتور.
الدكتور بغرور : اظن النتيجة أصبحت محسومة، ومعروف مين اللى قدر يكسب.
فريده : بس يا دكتور أنا ماخدتش فرصتى أجاوب.
الدكتور : احنا محددين ١٠ ث معاكى، تفكرى فيهم قبل بداية الاجابه و خلصوا.
طالب فى أول بنش: بس يا دكتور الاستوب ووتش لسه فاضل فيها ثانيتين فى إيدك أهو.
الدكتور حس أنه اتزنق بس فضل مصر على موقفه، خصوصاً أن فريده هى آخر طالبه المفروض يسألها، ف كان الحل من عند حمزه، اللى حس أنه ما صدق فقاله..
حمزة : طيب أنا عندى حل افضل يا دكتور، انت ممكن تسأل حد من الطلبه اللى داخله من بره، وأنا هرضى بنتيجة الشخص اللى هتختاره، حتى لو كان أول واحد هيدخل.
الدكتور وافق على طلب حمزة، وبدأت الطلبه تدخل و الدكتور عينه بتختار من وسط العشرين الشخص اللى دخل.
لحد ما وقعت عينه عليها خلود !!
الدكتور وقف خلود وسط دهشه من حمزه، لأنها كانت سبب أنه ينزل يحضر المحاضره دى أساسا.
الدكتور سألها نفس السؤال بتاع فريده وسط ترقب من الجميع و كانت المفاجأة !!
" بعد المحاضره "
الكل كان منتظر يشوف حمزه و يتكلم معاه، خصوصاً بعد نتيجة التحدى لكن حمزه مكنش موجود !!
بمجرد انتهاء المحاضره جرى حمزه على بره من باب خلفى، قبل ما يبدأ الكل يبص ناحيته، هو عارف كويس أن الكل هيكون عايز يتكلم معاه، لكن هو مش بيحب الزحمه.
اتجه حمزه للخارج و اتحرك ناحية إحدى المكتبات الموجوده خارج الجامعه، خطواته كانت سريعه لدرجة إنك تشوفه، تحس أنه واحد بيهرب من حد، يمكن الحاجه الوحيده اللى تفرق ما بينهم، إن حمزه بيمشى لكن التانى غالباً هيكون بيجرى،
وصل حمزه المكتبه، دخل بكارنيه العضويه و مسك كتاب بدأ يقرأ فيه كالعاده لما بيكون محتاج يشتت دماغه عن حاجه معينه.
بعد مرور بعض الوقت، بدأ تليفونه يرن بشكل مستمر.. مره واتنين وتلاته بدون ما هو يرد، لأنه عارف مين اللى بيرن عليه، وعارف أنه لو فتح مش هيقدر يقاوم نفسه و يقاوم سحر كلماتها لانه بيحبها !
وصلت الساعه ما يقارب اتنين الضهر، وبدأ تليفونه يرن مره تانيه، لكن المرادى كان المتصل ذو هويه مختلفه .. كما توقعت يا صديقي .. المتصل كانت أم حمزه..
أم حمزه بعصبيه : أنت مش قولت هتبقى موجود قبل الساعه ما تدق تلاته !! فينك بقى، ولا هو حلال لابوك و حرام ليا، حمزه لو مجتش كمان ساعه اعتبر إنك لا ابنى ولا اعرفك أنت فاهم !!
المكالمه انتهت من قبل ما حمزه يفتح بوقه، هو كان متوقع اللى هى هتقوله، وفى نفسه عارف أنها هارشه حركاته المستمره، علشان يجبرها متعملش اللى هى عايزاه ده..
حمزه كان لسان حاله، أنه من الواضح ان صدفة ولادته فى أسرته دى هتكلفه أنه يعيش حياته منبوذ وحيد، لا له أهل يودهم أو يودوه، لكن على كُلٍ الأمر أصبح مصير محتوم.
رجع حمزه الكتاب و راح سجل فى الدفتر ميعاد رجوع الكتاب، ومن ثم خرج من باب المكتبه متجه لبيتهم، علشان ينفذ حكم إعدام مؤجل التنفيذ على نفسه.
" فى البيت "
وصل حمزه تحت عمارتهم، وكان واضح ان العماره متنضفه فى نفس اليوم، مع وجود قصرية من الورد على كل كام درجه سلم قبل باب شقتهم، وموكيته طويله حمراء محطوطه بالطول من باب شقتهم ل باب الشقه المقابله.
دخل حمزه شقتهم شافها مترتبه لأول مره من اسبوع فات، مع وجود ريحه حلوه فى المكان، فى العادى ده يخلى أى شخص يحس بالسعاده، إلا فى حالة حمزه، اللى كلها كام دقيقه و يخبط على شقتهم شخص هيطلب منه ايد والدته !!
صوت خبط على الباب خلى حمزه يتجه ناحيته، علشان يفتح ويستقبل عريس والدته ب ابتسامه مصطنعه أكدت عليه أمه أنه يفضل محافظ علي وجودها، علشان البيه اللى جاى ميحسش بأن ابنها مش عايز الجوازه .. وقتها حمزه سخر و قالها..
حمزه بسخرية : لأ وهو حسيس أوى ما شاء اللـه.
على كُلٍّ، الأحداث قد قدرت بالفعل، حمزه غصب عنه هيفتح وهو مبتسم فى وش زوج والدته المستقبلى، اللى حتى مش مسموح له يبدى رأيه فيه، لأن والدته بالفعل طلبت منه الموافقه.
اتجه حمزه علشان يفتح الباب و هو مبتسم، لكن بمجرد فتحه اختفت عنه تلقائيا الابتسامه، لأن عمره ما كان يصدق ان الموضوع يوصل معاه لكده، دكتور سعيد اللى حمزه احرجه قدام الطلبه النهارده، وكسبه فى التحدى هو عريس والدته !!
دكتور سعيد كان اسم على مسمى، أثناء جلوسه مع حمزه علشان يطلب من حمزه يد والدته منه.
سعيد كان سعيداً بشكل مَرَضِى، كما إن كان على وشه ابتسامة سمجه تخلى اللى أعصابه حديد يتوتر، لكن للأسف حمزه مكنش يقدر يعمل حاجه الموقف مكنش فى صالحه من كافة النواحي.
سعيد كان قادر يستغله بأفضل شكل ممكن، غالباً كان عايز يعوض خسارة الصبح، فكان واضح من الأول أنه بيتعمد يهمش حمزه، بدافع التقليل منه علشان حمزه أصغر منه و كمان طالب عنده.
الوضع كان سئ للدرجه اللى خلت حمزه شايط أكتر من ما هو شايط، لكنه مضطر على الصعب، هو عارف إن عذاب أمه أفضل من نار أبوه، اللى قريب جداً هيزولوا الاتنين و يدخل جحيم الدنيا !
حمزه قرر بعد خروج سعيد وعيلته من المكان، أنه يدخل ينام من غير حتى ما يتعشى، وده بسبب كتر التفكير فى أحداث اليوم، اللى مكنتش هينه عليه من اولها لآخرها.
دخل لبس حمزه البيجامه بتاعة النوم، وفتح ضرفتين الشباك قبل ما ينام من كتر ما الجو حر، ظبط بعد كده منبه النوم على الساعه ٧ الصبح، وبدأ يغمض جفونه، لكن النوم مكنش راضى يزوره، تقريباً كان عايز يخليه يفتكر الماضي، اللى كان جميل ولو لبعض من الوقت.
قام حمزه من على السرير و اتحرك تجاه مكتبه فى الأوضه، ومسك قلمه الجاف و بدأ يكمل جملته اللي كانت ناقصة..
فى هذه الحياه، يوجد الكثير والكثير من الأشياء، التي لا أنا ولا أنت تصورنا
أن تحدث معنا في أحد الأيام،
تلك الأحداث تؤثر على
واقعنا ومصيرنا
بص حمزه للجمله بعيون مركزه و مدققه كأنها بتدور على حاجه جوه الجمله، والحقيقة أنه حمزه شاف نفسه جواها.
فى هذه الحياه، يوجد الكثير والكثير من الأشياء، التي لا أنا ولا أنت تصورنا
أن تحدث معنا في أحد الأيام،
حمزه حياته مكنتش سيئه بالشكل ده فى الأول، بل و حتى أمه مكنتش بتعامله بالشكل السئ ده بشكل دائم، بل كانت بتعامله بشكل جيد، لفتره بيتمنى حمزه انها ترجع.
لسه فاكر حمزه عيد ميلاده ال ١٤، يومها والدته اخدته وخرجوا راحوا مول كبير، واشتروا حاجات كتير مش قليله، وبعدين راحوا اتغدوا فى مطعم له صيته، وانتهى اليوم بفيلم كوميدي في السينما.
أيامه فى المرحله دى من عمره كانت أفضل أيام بالنسباله، لأنه كان حاسس بالدفا و حنان الأم، لحد ما بدأ العرسان يتوافدوا، وبدأ يحس حمزه بتغير معاملة أمه معاه، وترجمة ده عنده، إن أمه لقت اللى يشغلها عنه، وعلشان كده حمزه بيْمنى نفسه أن موضوع الخطوبه بتاع أمه يتفركش علشان يفضل يتمتع بحنانها ودفء حضنها لأطول وقت ممكن.
ساب حمزه القلم من ايده ورجع يحاول ينام، لكنه فضل يتقلب على مرتبة السرير زى الفراخ المشويه على الشوايه، الفرخه تلف تنزل دهون و حمزه يتقلب ينزل عرق كتير، لحد ما سمع الصوت اللى خلاه يركز !
بدأ حمزه يقوم من على سريره و يرمى ودنه مع الصوت، اللى كان عباره عن تأوهات أنثى جاى من الاوضه اللى جنبه.. الموضوع كان صادم ل حمزه اللى بدأ يقول ويرد على نفسه..
حمزه : معقوله !! معقوله ماما بتعمل، بتعمل سكس فون مع سعيد !!! لا لا ده أكيد مش حقيقي
نفسه: طب ماهو كده كده هيحصل ايه بقى اللى مضايقك ؟
حمزه : مش عارف، مش عارف أنا مخنوق أوى

نفسه : يا حمزه ما انت اللى رضيت إن حالك يوصل لكده، أنت اللى قبلت انها تستهفأك وإنها تبقى شايفاك قليل.
حمزه : مقدرتش أعمل زيه، بعدين ما هو على يدك اللى استخدم المدرسه العكسيه جابت ضرفها و جت على دماغى انا فى الاخر.. انا متضايق اوى متضايق اوى

نفسه : طب أه…
قطع حديثه مع ذاته صوت تليفونه، اللى كان بيرن للمره التانيه، لكنه مأخدش باله وكان المتصل هو موسى ولسبب لا يعرفه حمزه، قرر أنه يرد عليه بعد ما حاول يمسح دموعه و يتمالك اعصابه..
موسى : اخيييييييرا إيه يبنى ده احنا زهقنا من كتر الرن عليك إيه كل ده ؟
حمزه : معلش يا موسى كان عندى مشوار ضرورى اخلصه.
موسى : مشوار برضه، ولا انت اتضايقت من حركة خلود ؟
حمزه ببعض التوتر: و أنا هتضايق ليه يعنى ؟
موسى بخبث : يسطا مش عليا انا، دا أنا موسى، يمكن أه معرفكش أوى زى ما اعرف ناس تانيه فى حياتى مثلاً، بس انا عارف انك واقع لشوشتك.
حمزه بهدوء : مفيش منه الكلام ده اسمع منى.
موسى : على راحتك، بس خليك عارف إن مفيش حد بيعرف يشيل جواه كتير، ولو حبيت تفضفض، انت عارف إن انا موجود كمان لو احتجت حاجه قولى، وانت عارف لو ليك حاجه عند مين هجيبهالك.
حمزه شك من كلامه أنه بيلمح ل موضوع سعيد فحب يفهم أكتر.
حمزه باستفهام : تقصد ايه ؟؟
موسى : هقصد إيه يعنى يا حمزه !! ما انت عارف إن موسم الامتحانات قرب، وانت النهارده شيلت من عليا هم المذاكرة للامتحان بتاع زفت سعيد، ده غير إنك كل سنه بتظبطها معايا، وتخلينى أوصل للامتياز ف لو عايز حاجه قولى، وانا علاقاتي تسد، وتبقى واحدة قصاد واحدة، وهى مش أول مره يعنى.
حمزه فكر فى اللحظه دى يخلى موسى يشوف حد يخلص من قرف سعيد بأى طريقه، ينقله بقى مكان تانى، يلبسه تهمه يعمل فيه أى نيله.
خوف حمزه من المصير المجهول اللى بيلاحقه لو جوازة أمه وسعيد تمت، مخليه مش قادر يفكر وحاسس الدنيا قافله عليه من كل حته، لكنه رجع وقال، موسى هيقعد يسأل عن سر طلبه، ومش بعيد الكل يعرف أن أمه هتتجوز فى السن ده، ومن واحد اصغر منها ب ٧ سنين، شكله هيبقى وحش أوى قدام شلته، وخصوصا قدامها.
موسى : اييييه يبنى روحت فين ؟
حمزه : ها لا أبدا أنا بس سرحت يا موسى، لكن تسلم يا غالى، بعدين مفيش بينا الكلام ده، فى النهايه احنا مش معرفة يوم ولا اتنين.
موسى : حبيبي يا حمزه أنا هبلغ الجماعه على الجروب بقى إنك تمام، ولو إنك بوظت علينا المفاجأة.
حمزه بتفاجئ : مفاجأة إيه دى ؟
موسى : إيه ده هو انت ناسى ولا اى

حمزه : إيه ده !!! أيوه صح ده النهارده ١٠ فى الشهر.
موسى : احا ده انت كنت ناسى بجد


حمزه : تسلموا جميعاً، مش عارف أقول إيه الحقيقه، بس شكراً، دا الأقرب منكم ليا مفتكرش إن النهارده عيد ميلادى أصلا. ( يقصد أمه )
موسى : علي إيه يابنى بس، ده حتى انا كنت محضرلك اصطفه إنما إيه حكايه، بس انت اللى مش مرزق.
حمزه : لا ياعم انت عارف مليش فيه أنا الكلام ده، لكن المهم اعتذر من الناس معلش، وقولهم إن مخدتش بالى أصلا أن النهارده عيد ميلادى.
موسى : أبقى قولهم انت بقى، دا فريده مستحلفالك هى و البت موكا علشان نزولهم المخصوص ليك و فى الأخر تخلع كده

حمزه : هبقى اكلمهم بكره حاضر.
انتهت المكالمه بين الاتنين، والأحاسيس عند كل منهم مختلفة حمزه حس بالأسى والحزن على حاله و بقى يقول لنفسه..
حمزه : ده أصحابى افتكروا عيد ميلادى، وأنا لأ، حتى ماما و بابا محدش فيهم افتكر يقولى كل سنه و انت طيب.
حمزه كان حاسس بالتهميش لفتره كبيره من عمره، لكن اللى كان مخليه مستغرب هو ليه معترض دلوقتى، اشمعنا دلوقتى بالذات عايز يغير الواقع، لكنه في الآخر استسلم لسلطان النوم و ساب أمه الناحيه التانيه عايشه ليلتها بدون ما ياخد رد فعل قصادها.
الناحيه التانيه: موسى بلغ الشله أنه اتواصل مع حمزه، وظاهريا انه كويس، لكنه حاسس بغير كده، و فضلوا شويه يتكلموا عن حمزه، لحد ما اتفتح موضوع جديد.
الأيام فضلت تجرى و بقه حمزه على المنوال التالى..
يصحى الصبح يروح الجامعه، ويرجع على المكتبه و يروح البيت يذاكر و ينام، حتى أصحابه أصبح بيتجنب يقعد معاهم.
الخوف كان سيد المرحله، حمزه أصبح قافل على نفسه اكتر و اكتر، خايف حد يكتشف السر، خايف حد يعرف ان أمه اتخطبت لسعيد، وخايف سعيد يشوفه ولو بالصدفة ويستفزه.
الشله نفسها فى الوقت ده، لاحظت انطواء حمزه على نفسه اكتر من المعتاد منه، وكتير حاول يتواصل معاه، لكن بلا جدوى، لحد ما جه الحدث اللى غير مسار ايام حمزه !!
بعد انتهاء إحدى المحاضرات في الجامعة، وأثناء ما حمزه كان خارج من الباب، سمع بعض الطلبه بيتكلموا عن رحلة سفارى أعلنت عنها الجامعه، وفكر حمزه انها فرصه يغير جو، لكن ما هى إلا ثوانى و افتكر أصحابه اللى بعد عنهم، وكمان فكر فى سعيد اللى غالباً هيبقى طالع الرحله دى باعتباره مشرف، ماهو كل رحله تبع الجامعه هو ناطط فيها.
حمزه صرف نظر عن الموضوع، لكن اللى مصرفش نظر هى أمه !!
حمزه وصل بيتهم، كان البيت هادى جدا لحد ما سمع صوت جاى من الحمام، راح ناحيته، لغاية ما سمع صوت أمه، ففهم انها بتعمل اللى بتعمله مع سعيد.
دخل حمزه أوضته و قفل على نفسه، وبدأ يذاكر اللى اخده، لحد ما الباب بتاعه أصدر صوت خبط، وأمه بتطلب منه يفتح..
حمزه : خير ؟ عايزه ايه منى ؟؟
أم حمزه : اعمل حسابك اننا طالعين بعد كام يوم رحلة سفارى.
حمزه : لا أنا مش فاضى.
أم حمزه : يا حبيبي مهو احنا هنطلع علشانك انت، أنا شايفاك تعبان طول السنه ولازم تريح نفسك شويه.
حمزه باستغراب : و ده من امتى ده ؟؟
أم حمزه : مالك بس يا حمزه، طب ما انت حبيبي بجد، وهو يعنى فيه أم تكره ابنها، خصوصاً لو زيك كده.
حمزه بسخرية : أه واضح أوى، دا أنتى حتى روحتى عملتى اللى فى دماغك، وعايزه تبعدى عنى عايزه تتجوزى !! و مين الدكتور بتاعى، شكلى إيه قدام دفعتى، أو حتى شلتى لو الموضوع اتعرف دلوقتى، حرام عليكى يا ماما


انهار حمزه بين ايديها من البكاء، الضغط عليه شديد ومفيش له مخرج، حتى الحاجه الوحيده اللى كانت مخلياه مستحمل اضطر يبعد عنها بسبب أمه.
أم حمزه : طيب بس يا حبيبي أهدى، أهدى بااس باااس…
بدأت أم حمزه تحاول تهدى حمزه و اقنعته انه يطلع معاها الرحلة بتاعة سفارى، علشان خاطره هو، وإن بالرغم من أن سعيد طالعها، إلا أن هو سبب موافقتها الطلوع أصلا.
للأسف حمزه اقتنع، أو كان عايز فى الوقت ده يقتنع علشان ده الضوء الوحيد فى وسط العتمة، لأن اللى مكنش يعرفه حمزه، أن أمه كانت بتلعب على نفسيته الهشة، اللي هي كانت عارفه كويس تستغلها لصالحها.
اليوم ده حمزه قرر أنه يرجع يكلم أصحابه، أو شلته اللى عاتبوه على غيابه المفاجئ وانفصاله عن الجميع مره واحده.
تناقشوا كلهم فى موضوع الرحله و اجمع الكل أنه هيطلعها علشان يغيروا جو سوى، خصوصاً إن حمزه طالعها و هما أصلا كانوا حاسين أنه نفسياً مش متظبط، وده خلق عندهم إحساس بالتعاطف، وأنهم حابين يطلعوه من المود الكئيب،
" في الرحله "
مر اليومين بشكل سريع، وبدأ حمزه يدخل فى المود نوعاً ما مع أصحابه، لكنه لسه بيتجنب أنه يظهر قدام سعيد و لو بالغلط لحد ما جه يوم الرحلة.
اتفاجئ حمزة من جلوس أمه جنب سعيد، مش بس هو اللى اتفاجئ الحقيقه، لكن كمان أصحاب حمزة تفاجؤوا بشكل كان واضح أوى وظاهر لحمزه، لكنهم فضلوا الصمت حفاظاً على مشاعر حمزه اللى كانت أصلا فى الحضيض.
لكن اللى مكنوش يعرفوه، إن حتى وهما ساكتين نظراتهم ليه كانت بتدبحه من جوه بالبطئ.
وصل الأتوبيس بعد مدة وجهته المنشودة، ونزل الكل للفندق المطلوب، وهناك كل فردين اخدوا اوضه، وكان حمزه موجود مع موسى فى نفس الاوضه، وأم حمزه موجوده مع واحده من المشرفات فى أوضتها، ده كان الترتيب اللى جاى من الجامعه.
حمزه فضل النوم بعد السفر الطويل على عكس موسى، اللى نزل يشوف حاجه ياكلها.
بعد مرور ساعتين صحى حمزه، لقى موسى على السرير اللى جنبه نايم، فقرر يسيبه نايم و يخرج يشوف أمه فين، فى الأول نزل سأل تحت فى الرسيبشن على رقم الاوضه، عرف انها اوضه في آخر الدور اللى هما فيه.
طلع حمزه الدور بتاعه، واتجه للاوضه، خبط مره والتانيه، لكن محدش رد، لكن المشرفه فى الأوضه اللى جنبهم لما سمعت تخبيط، خرجت له و قالت له..
المشرفه : انت بتخبط عليهم ليه ؟
حمزه : لا أبدا أصل والدتي موجودة مع أستاذه ….. و كنت جاى طالب منها شئ معين سايبه معاها.
المشرفه : اهااااا تمام، عموماً أنا اللي أعرفه أنهم راحوا المطعم اللى موجود فى الفندق تحت علشان يتغدوا.
حمزه : تمام شكراً جداً لحضرتك.
نزل حمزه يشوف والدته فين وجواه احساس بيقوله أنها موجودة مع سعيد.
أول ما نزل حمزه اتحرك في اتجاه المطعم، وهناك شاف أمه و سعيد فعلاً خارجين، ف اتحرك وراهم و مخدش باله من اللى جاى وراه ومراقبه !!
اتحرك حمزه وخرج وراهم و شافهم بيجروا فى اتجاه الطريق بره، وركبوا فى عربيه وقفت قصادهم، والعربيه اتحركت وسط حيرة حمزه.
لكن حيرته راحت فى ثوانى لما سمع صوت كلاكس عربيه جاى من وراه وموجود فيها موسى، اللى قاله اركب و طلعوا وراهم من غير صوت.
كان الصمت سيد الموقف فى العربيه، محدش من الاتنين بيتكلم، بل حتى محدش فيهم بص التانى.
حمزه كان نفسه يسأل موسى انت عرفت منين، وموسى نفسه يسأله إيه اللى بيحصل ؟ لكن كل واحد احتفظ بسؤاله لنفسه.
بعد دقائق من الجري و مراقبة العربيه، اللى فيها سعيد وأم حمزه، وقفت العربيتين و نزلت أم حمزه وسعيد من عربيتهم واتحركوا وراء صخره كبيره، بينما موسى وحمزه فضلوا فى العربيه شويه، والهدوء سيد الموقف لحد ما قطع موسى الهدوء و قال..
موسى : انزل انت وراهم و لو احتجتنى فى حاجه شاورلي هتلاقينى فى ضهرك علطول.
نزل حمزه بدون كلام و كأنه أله أو روبوت اخد أمر من موسى، وفى الحقيقه فى اللحظه دى، حمزه مكنش هيقدر يتكلم، أصل هيقول إيه حمزة انفضح قدام موسى و الكلام خُلُص، بس يا ترى الموضوع ده هيخلص على إيه ؟؟
اتحرك حمزه فى اتجاه المكان المنشود و دهو متوقع وعارف بشكل مسبق هيلاقى إيه، لكن قلبه بيتمنى ميكونش اللى عقله بيصوره ليه ده صحيح.
اتحرك حمزه وقرب جداً من المكان اللى هما موجودين فيه، وشافها تحت منه !!
حمزه وقف عاجز عن رد إبداء أى رد فعل تقريباً، شايف سعيد وهو نايم فوق أمه وعمال يبوس فيها ويقفش فى بزازها، وهى عماله تتأوه.
بدأ حمزه يركز اكتر وأكتر وشاف ايد سعيد وهى نازله لتحت بتدعك كس أمه من فوق الفستان بتاعها، اللى فى ثوانى كان سعيد بيرفعه، وبتظهر رجليها الناصعة البياض، وبدأ سعيد يدخل صباعه فى كسها وهى تضمه عليها اكتر واكتر وبدأ يخلعها سعيد الفستان واحده واحده, وبدأت تظهر معالم جسمها, بزازها اللى شبه الشمام, وكسها اللى باين عليه أنه نضيف, ونزل سعيد على كس أم حمزه ينهش فيه وهو واقف بيتفرج بدون أدنى إحساس بالغليان, اللى هو نفسه ملقتش له تفسير.
بدأ سعيد يلحس فى كس ام حمزة اكتر واكتر وهى تتلوى تحته زى التعبان, وتضغط بايديها على دماغه اكتر وأكتر, طالبه منه أنه يمتعها عن حرمان السنين اللى عاشته.
مرت دقائق على الوضع ده لحد ما قرر سعيد ينزل بنطلونه و يديها زبه تمصه, وفى نفس الوقت هى أدته كسها يكمل فيه لحس, وسط المتعه الواضحة على الاتنين, وزب حمزه اللى وقف من غير حتى ما حمزه نفسه ياخد باله من كتر ما هو مندمج مع اللى قدامه.
بعد دقيقتين من المص المتبادل من الطرفين قامت أم حمزه من فوقه, فردت نفسها على الأرض, وشها الناحيه العكسيه لابنها و سعيد وشه ليها و ضهره لابنها, وبدأ سعيد مرحلة الايلاج و النيك الساخن.
بدأ سعيد واحده واحده يدخل زبه فى كس أم حمزه, تحت أنظار أبنها المتخفى عن الأنظار, فضل سعيد يدخل زبه و يخرجه فيها على نفس الوضع لبعض الدقائق لحد ما جسمه اتخشب, و هنا فهم حمزه أنه غالبا كده خلاص سعيد جاب جواها !!
حمزه أخذ بعضه و رجع بكل هدوء على العربيه, تحت أنظار موسى اللى كان مستغرب رجوع حمزه لوحده, وبقه لسان حاله إن غالباً كده حمزه طلع ديوث على أمه.
دخل حمزه العربيه و هو شايف السؤال فى عيون موسى، لكنه قال جمله قطعت السؤال اللى كان ثوانى وهيطلع..
حمزه : رجعنى على الفندق يا موسى لو سمحت،
موسى لف و رجع بيه و هو فى دماغه الف سؤال، يا ترى إيه حصل وإيه سر التغيير اللى حصل فى شخصية حمزه مره واحده بالشكل ده، وبدأ يربط بين الفتره اللى غابها حمزه و بين اللى حصل قدامه دلوقتى، لكنه مش هيقدر يوصل لاجابات إلا من حمزه، اللى كان فى موقف لا يمكن يخاطر فيه أنه يفتح معاه الموضوع، لكنه قرر أنه يحاول مجرد محاوله بس ميكونش لوحده..
موسى وصل بالعربيه الفندق، وبمجرد الوصول، حمزه مد ايده يفتح الباب علشان ينزل، لكن موسى قبل ما حمزه ينزل قاله..
موسى : النهارده عايزك معايا بليل فى مشوار يا حمزه، مهم أوى إنك تيجى معايا.
حمزه بصوت أقرب للبكاء: متشكر بس مش عايز أروح فى حته.
موسى : صدقنى هترتاح لما تيجى مشوار النهارده، هعدى عليك فى الاوضه الساعة سبعة اخدك معايا.
نزل حمزه من العربيه واتجه لغرفة الفندق وهو بيغالب دموعه، كان نفسه يعيط ويبكى ويصرخ، لكنه كان حاسس بشئ ضاغط عليه بيمنعه من كده، بيقوله أنه لوحده فى الدنيا و أنه اتولد بس علشان يكون نكره، بسبب اتنين قرروا يتجوزا، علشان بس يرضوا رغباتهم، وسابوه هو يلعن فى نفسه، وانفجر فى البكاء اول ما دخل اوضته


بعد مرور ساعتين قرر موسى يرجع يشوف حمزه هدى شويه ولا لأ، لكن بيخبط محدش بيرد، خبطه فى التانيه برضه محدش بيرد قلق و فتح بالمفتاح اللى معاه، واتفاجئ بحمزه واقع على الأرض.
الموقف كان صادم، مش سهل حد يتصرف فيه لما تشوف صاحبك مغمى عليه وجمبه سكينه وأيده بتنزل ددمم !!
فى ثوانى كان خالع التيشيرت بتاعه، ولافه على الجرح علشان يحاول يهدى جريان الدم، وراح شايله على كتفه ودخل بيه الاسانسير ومنه طلع يجرى بيه على العربيه اللى كانوا راكبينها.
الموجودين فى الطريق من أول الاوضه فوق لتحت، كانوا فى ذهول لما شافوا موسى وهو خالع خالص من فوق، وشايل حمزه على كتفه وبيجرى بيه وسط ذهول اللى شايفين، لكن محدش قدر يلحق موسى اللى كان سريع جداً وهو شايل حمزه، وطار موسى بالعربيه على اقرب مستشفى لقطها ال GPS.
فى المستشفى كان موجود موسى واقف بره الاوضه باصص لحمزه جوه وهو نايم على السرير والأطباء حواليه، وفى وسط ما هو واقف تليفونه رن و كانت فريده اللى أول ما رد.
فريده : أهو رد، استنوا انت يا زفت الطين إيه اللى حصل وبعدين انتوا فين طمنى ؟؟
موسى بصوت متأثر : أنا روحت بيه على المستشفى.
فريده : طمنى طيب انتوا فى أنهى مستشفى علشان نجيلكم، ده حتى مامته قلقانه عليه جمبى أهو.
موسى بعصبيه : متجبيش سيرة الست دى تانى قدامى، وبعدين أنا مش عايز حد معايا، أنا لما يبقى يفوق هبقى أقومه و نيجى.
فريده بعصبيه : ولاااا بقولك إيه متكلش دماغى احكيلى ايه اللى حصل بالظبط، وانتوا فين، وإلا ودينى ما هيحصلك كويس ده أنا مرضتش اديلك موكا اللى لما تشوفك هتعلقك.
موسى ببعض الهدوء : لو هتيجى يبقى انتى و موكا و خلود بس يا إما مش هقولك تمام ؟
فريده : تمام متفقين بس قولى بقه انتوا فين ؟؟
موسى : أنا موجود فى مستشفى ** بس تانى يا فريده لوحدكم لو حصل غير كده صدقينى هتبقى قطيعه ما بينا.
مر الوقت ووصل فعلاً للمستشفى التلاته بس خلود و موكا و فريدة.
موكا : أنت ياعم الزفت مش تقولنا كنا نيجى معاك.
موسى : هى رحله انتى التانيه !! ده كان هيموت نفسه !!
خلود : يلهوى ليه إيه اللى حصل ؟
موسى : الموضوع كبير و مقدرش أنا احكى.
فريده : انت هتعملى زى موضوع اسم المستشفى ما تنجز !!
موسى : صدقينى الموضوع كبير، وأنا نفسي مش فاهمه، بس اللى اعرفه إن صاحبنا محتاجنا و إحنا لازم نقف جنبه.
مر الوقت و فاق حمزه، لكنه كان برضه بيبكى، و لما شاف اصحابه واقفين، صعب عليه نفسه، وبص الناحيه التانيه وكمل بكى، فى مشهد مؤثر خلى حتى اللى بره هما كمان يبكوا.
حمزه مكنش صاحب عادى، حمزه وقت ما أى حد فيهم كان بيحتاجه كان بيقف معاه، فمكنش صاحب عادى بالنسبه ليهم.
موسى بلغ الدكاتره أنه فاق، والدكتور طمنهم أنه يقدر يطلع من المستشفى النهارده، بس بلاش يضغطوا عليه لأنه نفسيا ضعيف وهش.
آخر النهار خرجوا الخمسة من المستشفى. وبعد ما بعدوا عنها فجاة دخل موسى وسط الصحراء لمسافة معينة. لكنها مدروسة، وكان واضح أن موسى عارف المكان كويس..
فريده : انت رايح فين يا متخلف انت ؟
موسى : بس يا حماره انتى هتفهمى لما نوصل.
موكا : نوصل فين انت التانى، انت واخدنا بعيد عن الطريق و دتقولى هنوصل.
خلود : أيوه صح أنت واخدنا على فين ؟؟
موسى : خلاص وصلنا أصلا.
نزل الكل من العربيه و سط الصحراء بعتمتها الليليه، مفيش غير ضوء القمر المنعكس على الرمل وضوء جاى من على مسافه.
الخمسة بيشوفوا نار مولعة و خيم منصوبة على بعد معين, بيطلب منهم موسى يتحركوا معاه, ف بيمشوا بحذر بعض الشي، لأن الأجواء مرعبه، وموسى نفسه طريقته توحى بأن فيه شئ مرعب هيحصل.
موسى حس بكده ف حب يطمنهم.
موسى : لا بس شكلك حلو اوى و انتى ركبك بتخبط فى بعض كده يا فريده، اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش فى الكليه


فريده : بس يا رخم و بعدين انت جايبنا صحراء و عايزنا منخافش!!
موسى : جايبكم علشان نساعد صاحبنا، وبص لحمزه اللى كان صامت طول الطريق، وفجاه لقى الأنظار كلها ناحيته، لكنه فضل ساكت.
موكا : مالك يا حمزه فيك إيه ؟ انت بقالك فتره متغير، كنا بنقول أنها فتره عاديه وحابب تبقى لوحدك، بس، بس المرادى غير كل مره وكلنا حاسين ب ده.
خلود : أيوه يا حمزه، موكا معاها حق، انت فيك شئ متغير، روحك مطفيه، مالك، إحنا صحابك، وإن مكناش إحنا نساعدك مين يساعدك يعنى ؟
حمزه : مقدرش أتكلم، ويستحسن تسيبونى وتمشوا جايز أموت وارتاح.
الكل حس بالصدمه، الجمله نفسها كانت كبيره، و لأول مره يشوفوا حمزه سلبى بالشكل ده، لكن فريده حبت تخفف من حدة الجمله.
فريده : إيه ياعم جو الصعبانيات دى، بقى معاك ٣ مزز بيتحايلوا عليك تتكلم وتفتح قلبك ليهم، وانت تقولى عايز اموت، ده حتى حرام يا اخى

موكا : سيبيه سيبيه شكلها قالتله خلينا أخوات، وهو ياعينى قلبه مستحملش الصدمه، بقولك يا موسى ممعكش چوبين نظبط بيهم الدماغ.
موسى : وماله.
قام موسى دخل الخيمة وجاب من جوه كام سيجاره ملفوفه، وبدأ يوزع على الموجودين اللى كلهم اخدوا سيجاره عدا خلود.
الدماغ مع الوقت بدأت تهوى وحمزه تحسه بدأ يفك والفشه بقت عايمه عند الكل.
موكا : هههههههه بس كله كوم وسعيد وهو باصص ل حمزه بعد ما اتحط قدام الامر الواقع كوم تانى


فريده : اهههههههه بجد ده كان فظيع كان هيموت و يفلفص مننا بس جبنا آخرها معاه

موسى كانت دماغه لسه فيه شويه فحب ينكش حمزه..
موسى : ما تيجوا نلعب لعبة الازازه و نلفها و نبدأ نسأل و نفك كده.
خلود : إشطا معاك أزازه ؟
موسى : أكيد ده أنا موصى على دستة ازايز بيره معتبره، مش خساره فى حمزه، واحده نلعب بيها و نروق على مزاجه.
بدأ اللعب، وأول كام لفه الازازه مطلعتش قدام حد فيهم، وبدأ يندمج مع اللعب لحد ما جات الازازه عليه عشان يتسأل من فريده و كان السؤال..
فريده : احكيلنا يا حمزه إيه اللى مضايقك ؟
حمزه بهدوء : صدقونى مش هتفهمونى، هتعملوا زى ما أى حد ممكن يعمل، وهتحكموا عليا وهبقى خسرتكم للابد.
موسى : جربنا يا حمزه وأنا أول واحد أوعدك مهما طلع الموضوع أنا هقف فى ضهرك.
خلود : أيوه يا حمزه كلنا هنقف فى ضهرك، مش كده ولا ايه يا بنات ؟
الكل : طبعاً كلنا فى ضهرك يا حمزه.
حمزه بص ليهم بشك، لكنه كان فعلاً عايز يخرج اللى جواه ويحكى عن ألمه اللى بيعيش فيه لسنين و سنين.
حمزه : أنا حمزه محمد عبدالباقى، اتولدت فى اسره متوسطة الحال، بابا من عيله كبيره و شغال فى شركة جدو، اتعرف على ماما فى الشركه واتجوزوا بعد قصة حب بينهم دامت لفتره كبيره.
ماما أصرت على بابا أنه يدخلنى مدرسه لغات في مرحلة الابتدائيه و ده لأنها كانت طمعانه أبقى كبير العيله بعد كده، فكانت مصممه دائماً أخد الأفضل فى كل حاجه لحد ما حصل قدامى اللى غير مجرى الأمور.
مره كنت نايم بليل و صحيت على صوت زعيق جامد فى اوضة بابا و ماما، وقتها كنت *** مش فاهم حاجه، بس اللى كنت فاهمه كويس، إن ماما كانت بتعيط وبابا نازل فوقها ضرب بالحزام..
لسه قادر افتكر نظرته الوحشيه ليها وهي بتترجاه يوقف ضرب فيها، لكنه كان مش حاسس بيها، ونازل فوقها ضرب فما كان منى إلا أنى حاولت ادخل اساعدها و أبعده عنها، لكن بابا مكنش فى وعيه، ونزل فوقي أنا كمان ضرب لسه قادر أحس بلمسة حزامه على جسمى، وقادر أشوف نظرته ليا فى منامى وفى كل حته حواليا..
نظراته، وحتى سيرته وسيرة الموقف بتخلينى أحس بالخنقه، وأنى عايز اهرب من المكان اللى أنا فيه، أوحتى أحيانا بحس أنى محتاج انتقم منه، لدرجة إن فكرت مره فى قتله علشان اخلص منه، وأخلص ماما حبيبتي من شره لكن…
موكا : لكن إيه ؟
حمزه : لكنها طلعت انانيه هى كمان زيه، مش بتفكر إلا فى نفسها

خلود بتأثر: أيوه بس أنت ذنبك إيه ؟
حمزه : ذنبى انى ابنهم

فاكر وقتها لما قالتلى إنها هتخلينى معاها، بس لما ابقى تحت طوعها، وأنها هتعاملنى حلو، يومها حلمت بالحنان اللى افتقدته وقولت خلاص جه الوقت اللى هتعوضنى فيه، لكن اللى حصل كان العكس..
امى خلتنى معاها علشان متروحش عند عيلتها، وتعيش براحتها فى الشقه بتاعة جوازها من بابا اللى اخدتها تمكين


كبرت والخوف مسيطر عليا، بقيت بخاف حتى أدخل اوضتهم علشان يشوف المشهد اللى عمره ما طار من عينى، أبويا وهو بيضربها و يضربنى أنا كمان.
كبرت و أنا شايف قدامى أم بتستغلنى علشان تعيش براحتها، ومش قادر افتح بقى معاها، الحاجه الوحيده اللى كانت مخليانى قادر أعيش، هى انتم فكرة إن فيه ناس عارفانى علشانى مش علشان حاجه تانيه، كانت شيء يحسسني بأني إنسان، لكن حتى ده خلاص هتحرم منه.
موكا : ليه بتقول كده ؟؟
حمزه : لأن يوم ما روحت الجامعه يوم عيد ميلادى الاخير المشؤوم، رجعت البيت علشان، علشان…
موسى : قول يا حمزه متخافش.
حمزه بتردد : يومها رجعت البيت علشان ماما كان جاى ليها عريس!!
فريده : شوف الوليه البجحه !!
خلود برقت ليها لكن حمزه شافها وقال..
حمزه : متبصيش ليها يا خلود هى معاها حق، هى فعلاً بجحه، ومش بس بجحه، لأ، كمان انانيه ومغروره!! معملتش حتى حساب إن العريس بتاعها يكون بره عن دايرة الجامعه،





ساد الصمت بين الجميع ومعدش فيه غير صوت النار اللى بتاكل فى الحطب و صوت بكاء ونحيب من حمزه.
الأمر كان صادم لكتير منهم اللى مكنش عندهم فكره أزاى يتصرفوا فى الوقت ده، لحد ما قطع الصمت صوت حمزه وهو بيقول..
حمزه : عرفتوا بقى ليه مكنتش عايز احكى، علشان النظرات اللى فى وشكم دى !!
محدش كان عارف يرد عليه، بالرغم من إن كلهم عارفين إن لازم حد يقول حاجه، كانوا بيبصوا لبعض، كأنهم مستنيين حد منهم يرد، لحد ما جه الرد من فريده اللى قالت..
فريده : انت مش لوحدك يا حمزه .. طلعت نفس من السيجاره .. أنا كمان زيك عندى ماضى ممكن يغير وجهة نظركم كلكم عنى !!
الكل ركز معاها و الأنظار التفتت ليها.
حمزه بسخرية : شاكر محاولتك لمواساتى بس أنا عارف اللى فيها.
فريده بغموض : صدقنى لا تعرف اللى فيها ولا حاجه.
موسى : طب ما تحكى.
فريده بتجاهل : الدور عليا الف الازازه.
بدأ الكل يلف تانى، و الازازه بتتجاهل فريده تقريباً، خمس جولات كامله الازازه مجتش عليها، لكن فى السادسه كان الدور على موسى و الأزازه وقفت عند فريده.
موسى : اهى الازازه وقفت عندك و دورى اسأل، دلوقتي قوليلى إيه بقى حكايتك.
فريده ابتسمت واخذت بوق من ازازة البيرة ومن ثم قالت..
فريده : خليك فاكر أن أنت اللى قولت.