تـــوتـــا
انـــا ثــم نفســي ثــم كبـريائـي ثــم لا احــد
أوسكار ميلفات
قمر ميلفات
عضو
ميلفاوي نشيط
نجم ميلفات
ناشر عدد
ميلفاوي متفاعل
ميلفاوي دمه خفيف
آدم: شاب عنده فضول داخلي ناحية جسده، متربي تربية محافظة، لكن عنده أسئلة كتير مش لاقي لها إجابة.
سلمى: صديقة أونلاين، جريئة فكريًا، بتكلم آدم بصراحة ومش بتحكم عليه، عايشة برة التقاليد شوية.
---
"سلمى، هو أنا غلط؟"
---
آدم:
سلمى… ممكن أسألك سؤال بس بلاش تضحكي؟
سلمى:
ولا هضحك، ولا هحكم… قول.
آدم:
أنا… مش طبيعي؟
يعني، إني أكتشف جسمي… إني أحس بحاجة… ده غلط؟
سلمى:
غلط؟ على حسب مين بيحكم. إنت حاسس بإيه؟
آدم:
بحس إني مش أنا… أو يمكن أنا الحقيقي؟
بس أول ما اللحظة تخلص… بحس بذنب. كأني ارتكبت جريمة.
سلمى:
ده لأنهم ربّونا نربط اللذة بالذنب.
مع إن جسمك ملكك… وإحساسك مش جريمة.
إنت بتحاسب نفسك على طبيعتك، بس بصوت مش صوتك.
آدم:
بس ده حرام… مش كده؟
يعني أنا كل مرة بعمل كده… بقول لنفسي: "**** مش هيغفرلي".
سلمى:
عارف يا آدم…
أنا مش مفتي، بس هقولك حاجة:
اللي بينك وبين ****، هو اللي شايفك وانت بتتوجع بعد كل مرة.
وانت بتسأل بصدق.
يمكن ده أصدق من ناس كتير بيظهروا الطُهر، وقلبهم مليان عفن.
آدم:
أنا تعبت…
مش قادر أكون النسخة اللي هما عاوزينها…
بس برضه خايف أكون النسخة اللي أنا حاسس بيها.
سلمى:
إنت مش مطالب تكون نسخة.
إنت إنسان… بتمرّ، بتتطور، بتغلط، بتتعلم.
ولو صوتك الداخلي لسه بيحب يسأل… يبقى انت لسه حيّ.
آدم:
سلمى…
أنا أول مرة حد يسمعني كده…
من غير ما يقفل الباب في وشي.
سلمى:
وأنا أول مرة حد يعترف لي بضعفه كده…
ويمكن ده مش ضعف، يمكن ده بداية الصدق.
آدم:
هو أنا…
لسه أقدر أحب نفسي؟ زي ما أنا؟
سلمى:
مش بس تقدر،
إنت لازم.
---
الصمت بقى دافي. مفيش صوت جوّه آدم بيصرخ.
لأول مرة، حس إن فيه مكان جواه… بيقبل نفسه.
---
"سلمى… أنا مش لوحدي؟"
---
آدم (صوت مرتجف، مسجّل صوتي):
كنت نايم… وقومت من حلم سخيف، أو حلو؟ مش عارف…
كنت فيها مع واحدة، مش بفتكر ملامحها، بس كنت حاسس بدفا غريب…
وصحيت، وإيديا لسه متشابكة.
سلمى، هو ده طبيعي؟ إني أحلم بالشكل ده؟ إني أصحى كده؟
سلمى (نص مكتوب):
طبيعي جدًا يا آدم…
جسمك مش روبوت، ومخك مش مطفي.
رغباتك مش لعنة، دي لغة تانية…
وكل حلم بيقولك حاجة عن نفسك، مش بيحكم عليك.
آدم:
بس أنا حلمت إن جسمي عاجبني… وده خلاني أخاف أكتر.
عمري ما حسيت إني أستاهل أكون مرتاح فيه.
سلمى:
وإمتى قررت تصدّق إنك ما تستاهلش؟
مين اللي قالك كده؟
آدم، الجسد مش عدوك… ولا الحلم عيب.
اللي عيب… إنك تعيش عمرك في حرب مع نفسك.
---
آدم (مكالمة ليلية):
سلمى… ممكن أقولك حاجة عمري ما قلتها لحد؟
أنا أول مرة…
أول مرة لمست نفسي كنت فاكر هتفتح بوابة نار تحت السرير.
فضلت أبص للسقف بعدها، مستني العقاب.
بس مفيش حاجة حصلت… غير إني حسيت بالوحدة أكتر.
سلمى (بهدوء):
عارفة الإحساس ده.
الذنب اللي بييجي من حاجة انت أصلاً مش فاهم ليه بتحاسب عليها.
بس آدم…
كل مرة بتلمس نفسك، دي مش بس رغبة…
دي حاجة أعمق.
يمكن بتدور على حد يلمسك بس مش بجسمه… بعينيه، بكلامه، بقبوله ليك.
آدم:
أنا تعبت من الاحتمالات… تعبت من التفكير.
أنا عاوز حد يقولّي "انت مش وحش".
حتى لو فيّا حاجات مش مفهومة.
سلمى:
طيب اسمعني كويس…
إنت مش وحش.
وكل اللي فيك… مش لازم يتفهم عشان يُحَب.
أحيانًا، اللي محتاجينه هو الحضن… مش التفسير.
---
آدم (بصوت منخفض):
سلمى، أنا بدأت أحب أكلمك أكتر من أي حد في حياتي.
مش حب بالمعنى ده…
بس حب إني أقدر أكون على طبيعتي.
من غير ما ألبس وشوش.
سلمى:
وأنا كمان بحب وجودك.
عارف ليه؟
لأنك مش بتهرب من نفسك، حتى وانت خايف.
ويمكن… يمكن اللي بينّا ده بداية شفاء.
مش من ذنب، لكن من خرافة الذنب.
---
آدم (آخر رسالة صوتية، بعد أسبوع صمت):
أنا بقالي أسبوع ساكت… كنت بجرب أسمع صوتي من غيرك.
الصراحة؟ طلع صوتي ضعيف شوية… بس مش مكسور.
أنا بدأت أحبني حتة صغيرة… بسببك.
مش علشان قُلتلي إيه صح، لكن علشان سِمعتيني، وسِبتيني أكون.
سلمى (رسالة أخيرة):
أنا مش باقية للأبد يا آدم…
بس لو وصلت تحب نفسك، حتى بنسبة ١٪
يبقى بينا كان حقيقي.
---
أطفأ آدم شاشة الموبايل…
ومدّ إيده ناحية قلبه…
ولأول مرة، ما حسّش بوصمة… حسّ بدفء.
---
---
"قربت منك… وكنت أنا"
---
(مكان اللقاء: كافيه هادي، آخر النهار، صوت موسيقى ناعمة من بعيد. آدم قاعد على ترابيزة ووشه فيه تردد. بيبص حواليه. فجأة تدخل سلمى، بهدوء.)
آدم
(واقف متوتر)
سلمى؟
سلمى
(بتبتسم ابتسامة فيها حذر)
آدم… إنت فعلاً جيت.
آدم
لو ماجيتش… كنت هفضل أهرب منّي.
ويمكن… منك.
(يسكتوا لحظة. عيونهم بتتكلم قبل لسانهم.)
سلمى
أنا كنت فاكرة إنك هتبعت، زي العادة.
بس وجودك… صادق أكتر من أي كلمة.
آدم
أنا كنت دايمًا بخاف أبص في المراية.
دلوقتي… لما ببصلك، بحس إني شايفني من غير خوف.
سلمى
(تسند راسها على إيدها، وتبص له)
كل مرة حكيتلي فيها عنك… كنت بتحب نفسك أكتر.
وكل مرة سمعتك… أنا وقعت أكتر.
آدم
(بصوت مبحوح)
أنا عمري ما تخيلت إني أحب حد من جوّه… من غير ما ألمسه،
بس معاك… كل كلمة كانت لمسة،
وكل سِكوت كان حضن.
سلمى
(بعينين فيها دموع خفيفة)
أنا مش ملاك يا آدم… ومش هعرف أعالجك،
بس لو جنبي يخفف عنك… فأنا هنا.
آدم
(يمسك إيديها بتردد، وبصوت واطي)
أنا بحبك…
مش لأنك وافقت عليّ،
لكن لأنك خلتيني أوافق على نفسي.
سلمى
(تشده بهدوء وتبص في عنيه)
وأنا كمان…
بحبك من قبل ما تقول.
يمكن… كنت مستنياك تتكلم عشان أصدق.
(لحظة صمت ناعمة بينهم. ما فيش حاجة تقال… بس كل حاجة اتقالت.)
آدم (من داخله – مونولوج):
مكنتش محتاج ألمسها عشان أحسها،
ولا أضمها عشان أحتمي فيها.
وجودها كان ضمّة من غير إيدين…
وحبّنا كان أول حبّ حقيقي…
لإني كنت فيه، أنا.
---