عوالم خفية حادثة تل ٦١١

[جدو سامى 🕊️ 𓁈]

في مساء يوم 29 يناير 1986، شاهد عشرات السكان في بلدة دالنيغورسك في أقصى الشرق السوفييتي كرةً نارية متوهّجة بلون برتقالي-أحمر، تحلق في صمت على ارتفاع يقارب 700 إلى 800 متر. استمر الجسم في التحليق حتى فقد السيطرة تدريجيًا، ثم اصطدم بتلّ صخريّ يُعرف باسم تل 611، فانفجر انفجارًا خافتًا واختفى وسط وميض قصير.
لاحقًا، أصبح الحادث يُعرف في الإعلام الغربي بـ "روزويل روسيا"، في إشارة إلى حادثة روزويل الأمريكية الشهيرة عام 1947.

في الثالث من فبراير، أُرسل فريق من فرع أكاديمية العلوم السوفييتية إلى الموقع. وجد العلماء بقعة محترقة في الأرض بحجم مترين تقريبًا، وأوراق أشجار متفحمة من جهة واحدة فقط، وكأن مصدر الحرارة كان موجهًا بدقة.

كما صُوّر الموقع بكاميرتين، لكن الغريب أن كلا الفيلمين خرجا فارغين تمامًا، وكأن شيئًا تدخّل في تعطيل التصوير أو محو البيانات.

في الموقع أيضا، تم إيجاد قطرات معدنية سوداء قطرها 2–5 ملم، مكونة من مزيج من النيكل والكروم والألمنيوم. كانت شديدة الصلابة ولا يمكن قطعها إلا باستخدام مشرط ماسي. بعض العينات وُجدت أنها مواد لابلورية، وهي حالة لا تتشكل إلا تحت ظروف تجريبية حرارية وضغطية شديدة.

عُثر كذلك على خيوط مجهرية مترابطة داخل بعضها، مكونة من الذهب والفضة وعناصر نادرة أخرى. الغريب أن هذه الخيوط كانت تختفي من مجال الرؤية عند محاولة فردها، في ظاهرة لم يستطع العلماء تفسيرها.

جذع شجرة في موقع الاصطدام بدا وكأنه مغطى بطبقة من مادة منصهرة، ما يشير إلى حرارة فورية قد تصل إلى أكثر من 3000 درجة مئوية، وهي حرارة غير ممكنة في أي حريق طبيعي.

كشفت تحاليل التربة وجود عناصر مماثلة لتلك التي وُجدت في موقع انفجار تونغوسكا الشهير، عام 1908، ما يثير احتمال وجود طاقة غير تقليدية.

في موقع الاصطدام، النباتات لم تنمُ لعدة سنوات بعد الحادث.

تعرّض العديد من الزائرين لمشاكل صحية مثل الصداع والغثيان والتقيؤ بعد زيارة الموقع.

كانت الأجهزة الإلكترونية تتوقف عن العمل في محيط الموقع.

في 8 فبراير 1986، شوهدت كرتان ضوئيتان صفراء اللون تحومان فوق التل.

في 28 نوفمبر 1987، ظهر ثلاثون جسماً ضوئياً على ارتفاع منخفض، خمسة منها بقيت ثابتة فوق التل 611 لعدة دقائق.

- فرضيات لمحاولة تفسير الحادث.

- 1: تجربة عسكرية سوفييتية سرية.

التفسير يقول إن الجسم ربما كان جزءًا من تجربة جوية أو فضائية سرية فشلت.

لكن لا يوجد أي حطام معروف أو وثائق علنية أو تسجيل لإطلاق صاروخ أو تجربة في تلك المنطقة وقتها.

- 2: نيزك أو جسم سماوي.

قد يكون الجسم مجرد نيزك انفجر عند اصطدامه بالأرض.
حيث يفسر هذا الاحتمال، الضوء الشديد والانفجار والحرارة العالية.

لكن لا يمكن أن يكون النيزك مسؤولاً عن تشكيل خيوط دقيقة من الذهب، أو تكوين مواد غير بلورية معقدة.

- 3: مركبة غير أرضية (UFO).

النظرية الأكثر تداولاً في الأوساط غير الرسمية، وتقول إن الجسم كان مركبة من خارج الأرض تحطمت بسبب خلل.

لأنها تفسر الصمت التام للجسم، مواده الفائقة، وشكله الكروي الغريب، والظواهر المصاحبة بعد الاصطدام.

لكن لا توجد أدلة قاطعة تربط الجسم بحضارة خارج الأرض، ولا توجد صور أو شهود عيان أغلبوا عن رؤية مخلوقات غير بشرية.

- 4: ظاهرة جيولوجية.

بعض الجيولوجيين يعتقدون أن التل يقع فوق نقطة تصدع أرضي نشطة تولّد طاقة مغناطيسية عالية.

ما قد تفسر ظهور أضواء غريبة وتعطّل الأجهزة.

لكن لا تفسر وجود الحطام المعدني المتطور أو الشبكات الذهبية النانوية.

- لماذا الحادث بقي غير مفسر؟

الأدلة المادية الموجودة تختلف تمامًا عن أي حادثة طيران أو اصطدام نيزكي معتاد.

وجود شهود عيان موثوقين، من بينهم طلاب مدارس وأفراد من المجتمع المدني.

تأكيد العلماء على أن بعض العينات تحتوي على مواد لا يمكن تصنيعها بتقنياتنا الحالية.

عدم ظهور أي تفسير رسمي أو نفي حكومي واضح، حتى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

استمرار الظواهر غير الطبيعية في الموقع لسنوات بعد الحادثة.

حادثة تل 611 تبقى واحدة من أعقد وأغرب حوادث الأجسام الطائرة المجهولة في التاريخ الحديث.
ما بين الأدلة الفيزيائية الغريبة، والمواد النادرة، والشهادات المتعددة، تبقى الأسئلة مفتوحة:
هل شهد العالم أول تحطم علني لمركبة غير أرضية؟ أم أن ما جرى كان تجربة فاشلة لعلم لم يُكشف للعالم بعد؟
الجواب، حتى اليوم، لا يزال طيّ الكتمان.

المصادر:

UFO Insight: "The 1986 ‘Height 611’ Dalnegorsk UFO Crash"

Alien Wiki (Fandom): "Hill 611 UFO crash"

The Sun: Mystery of Russia’s Roswell" "where blazing red orb UFO crashed"

---------------
سليل رشيد