خواطر بين رحاب الحب وعمق العشق

A l F Ã H D

إداري سابق محذوف
عضو
ميلفاوي نشيط
إنضم
16 ديسمبر 2024
المشاركات
8,963
مستوى التفاعل
6,487
النقاط
0
نقاط
6,403
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
FvCtuwJ.md.jpg
upload
الحب، تلك الرحاب الواسعة التي تتسع للكل، هو نهر الحياة الجاري الذي يسقي القلوب بالود والسكينة. يبدأ كشعور رقيق، اهتمام خفيف، ثم ينمو ليصبح احتواءً دافئًا، رغبة صادقة في سعادة الآخر. فيه تجد الأمان، والصداقة، والتقدير المتبادل. الحب هو أن ترى الجمال في العادي، وأن تتقبل العيوب قبل المزايا، وأن تبني جسورًا من الثقة والتفاهم تصمد أمام رياح الزمن. إنه ينبوع العطاء الذي لا ينضب، والملجأ الآمن الذي تعود إليه روحك لتستكين.
أما العشق، فهو درجة أعمق وأكثر جنونًا، هو تجاوز لمفهوم الحب التقليدي. إذا كان الحب نهرًا، فالعشق محيط لا تُرى شطآنه. العشق ليس مجرد شعور، بل هو حالة وجودية، احتلال كامل للروح والفكر. فيه يصبح المحبوب هو محور الكون، تتلاشى كل الأشياء الأخرى أمامه. إنه حالة من الذوبان، من الهيام الذي لا يعرف حدودًا.
في العشق، تتجاوز العقلانية لتصل إلى حد الوله. قد لا يرى العاشق إلا محبوبه، ولا يسمع إلا صوته، ولا يشعر إلا بوجوده. العشق يوقد نار الشوق في الأعماق، ويجعل الفراق عذابًا لا يطاق، واللقاء جنة لا توصف. هو احتراق روحي يطهر النفس من كل شوائبها، ويدفعها نحو أقصى درجات التضحية والفناء في المحبوب.
يُقال إن الحب هو البداية التي تهذب الروح وتعدها، والعشق هو الذروة التي تبلغها هذه الروح في اتصالها العميق. كلاهما ضروري للحياة، الحب يمنحها الاتزان والاستمرارية، والعشق يمنحها الشغف والعمق اللامتناهي. فالحياة بلا حب جفاف، وبلا عشق فراغ. إنهما وجهان لعملة واحدة، كل منهما يكمل الآخر ليصنعا معًا أسمى معاني الوجود الإنساني.
 
أعلى أسفل