فتحت عيني على برودة غريبة الأرض تحتيا خشنة، والنور خافت زي عيون واحد بيموت.
أول حاجة خت بالي منها ريحة عفن، وريحة صدأ ماليه المكان.
بصيت حواليا كنت في أوضة ضلمة، وبابها حديد مقفول بمزلاج، وفيها شباك صغير عليه سلك متآكل، ولمبة في السقف بتلعب لوحدها، بتنور وتطفي.
وأنا بدور بعيني لقيت كلام مكتوب على الحيط بالرش الأحمر:
لو عايز تعيش اعرف إنت هنا ليه.
وقفت مكاني وقلبي وقع في رجلي.
مين اللي كاتب الكلام ده؟
قبل ما أستوعب لمبة حمرا نورت فوق، وعدسة كاميرا ظهرت.
وسمعت صوت تك… تك… تك غريب
بصيت ناحيته، لقيت ساعة بتعد ورايا:
10:00 … 09:59 … 09:58
الصدمة مسكتني.
عداد؟ ليه؟
صرخت:
فيه حد؟ هو ايه الهزار ده؟
بس مفيش رد جالي.
جريت على الباب، وشديت المزلاج برجلي وبإيديا ولا بيتحرك.
جريت على الشباك، مسكت السلك الصدئ وحاولت أشده، بس إيديا اتجرحت وبرضه ولا فرق.
الساعة بتجري:
09:20 … 09:19 … 09:18
وأنا بدور زي المجنون، عيني وقعت على ورقة صغيرة في الأرض.
شلتها بسرعة وفتحتها لقيت مكتوب عليها كلمة واحدة:
فكر فيا.
وقفت مكانى.
فيا؟ مين؟
العرق نزل من دماغي، وقلبي عامل زي الطبلة.
بصيت حواليا، لقيت في الركن صندوق خشب صغير.
سحبته، وفتحته
ولقيت جواه برفان قديم أول ما ريحته دخلت مناخيري، الزمن رجعني غصب عني.
ريحة ملك.
الاسم وقع في دماغي زي الرصاصة.
ملك اللي كانت بتحبني بجنون، وأنا كسرت قلبها.
أنا اللي فضحتها.
أنا اللي نزلت صورها في جروب صحابي وعلي النت عشان أبقى جامد.
العداد بيجري:
08:00 … 07:59 … 07:58
وفجأة السماعة في السقف اشتغلت
صوت بنت، هادي وبارد يخش القلب زي السكينة:
فاكر ريحتي يا كريم؟
أتجمدت في مكاني.
صرخت:
مين؟ مين بيتكلم؟
ضحكة قصيرة خرجت، ضحكة بردت دمي:
مش فاكرني؟ ولا بتحاول تنساني؟
رجلي سايبه، وروحي بتتهز، وصوت العداد بيرن في وداني.
وصوتها رجعلي كل اللي كنت دافنه جوايا.
ملك.
مش ممكن.
هي راحت فين بعد اللي حصل؟ أنا كنت فاكرها سافرت أو ماتت.
لكن الصوت ده
الصوت ده حي، بارد زي الموت نفسه.
قربت من السماعة وأنا باصرخ:
إنتي فين؟ عايزة إيه؟
ردها جالي زي حد بيكسر حتة من ضهري:
عايزة اللي ضاع من حياتي ومش ممكن يرجع.
سكتت ثواني وبعدين قالت:
عندك 7 دقايق. بعدها هتختفي زي ما حاولت تخليني أختفي.
بصيت ناحية العداد:
07:00 … 06:59 … 06:58
الوقت بيجري، وأنا عرقان زي فار في مصيدة.
صرخت وأنا برزع في الباب برجلي:
ملك! لو إنتي بتلعبي لعبة، خلاص كفاية!
ضحكت ضحكة قصيرة، وقالت ببرود يخوف:
أنت أول واحد علمني إن اللعب ممكن يقتل.
الجملة دي كسرتني.
وفجأة صوت تسجيل قديم اشتغل من السماعة.
صوتي وأنا بضحك بصوت عالي مع صحابي:
بصوا يا رجالة ملك اللي بتقول بتحبني شوفوا شكلها!
وضحك… ضحك كتير من صحابي.
وقعت على الأرض.
إيديا بتترعش، نفسي بيقطع.
افتكرت اليوم ده كأنه قدامي.
ملك بعتتلي صور في لحظة غباء وأنا من غير ما أفكر، رفعتهم على النت.
كان عندي 22 سنة، شايف نفسي جامد، وعايز أبقى راجل في عين صحابي.
وهي؟ اختفت تاني يوم.
والنهارده؟ رجعت.
صوتها رجع تاني، أقوى:
عارف كام يوم قعدت أستنى إنك تعتذر؟
ولا مرة حتى بعد ما دمرتني، كنت عايش حياتك دلوقتي جيه دورك.
بصيت على العداد:
05:00 … 04:59 … 04:58
الهلع أكل دماغي، بدأت أبص حواليا زي المجنون، يمكن في أي مخرج
لقيت درج حديد في الركن، ومفتاح صغير وقع من السقف.
فتحت الدرج لقيت شاشة صغيرة شغالة لايف فيها أنا.
الكاميرا بتصورني من فوق، وفي نص الشاشة مكتوب:
LIVE – 18,432 Watching
شهقة طلعت مني من غير وعي.
العالم كله بيتفرج عليا وأنا بتهان؟
صوتها رجع هادي، ومميت:
المرة دي الناس بتتفرج عليك انت.
وسكتت ثواني وقالت بضحكة باردة:
زي ما فضحتني هخليك تموت قدام الكل.
العداد:
03:59 … 03:58 … 03:57
صوتها رجع:
عايز تطلع؟ فيه خزنة في الأوضة مفتاحها كلمة.
الكلمة اللي قلتهالي أول يوم اعترفتلك بحبي.
قلبي وقع ولقيت الخزنة تحت الترابيزة.
ركعت قدامها، وفتحت لوحة المفاتيح.
وبدأت أكتب:
بحبك… غلط.
مجنونة… غلط.
مش وقته… غلط.
02:00 … 01:59 … 01:58
افتكرت آخر رسالة كتبتها ليها: انتي بالنسبة ليا لعبة كتبت لعبة… برضو غلط.
الشاشة صفرت، والخزنة فضلت مقفولة.
وصوتها رجع، أهدأ من الأول وأقسى:
عارف ليه عمرك ما هتفتحها؟ لأنك عمرك ما عرفتني ولا حبتني.
… 00:09 … 00:08
أنا باخبط في الخزنة برجلي، وإيديا بتنزف، ودماغي عمالة تجيب وتودي مفيش فايدة.
صوتها رجع، هادي بشكل يقتلني:
خلصت يا كريم.
ثانية صمت وبعدين صوت تك من السقف.
أنبوبتين فتحوا، والغاز بدأ يخرج، تقيل، بيحرق المناخير.
ونفسي بيضيق، وعيني بتغيم، ورجلي مش شايلاني.
العداد بيصرخ آخر أرقام:
00:03 … 00:02 … 00:01
آخر صوت سمعته قبل ما الدنيا تسود:
زي ما موتتني وأنا حية أنا كمان هاخد حياتك.
وبعدها كل حاجة سكتت.
بصراحه وانا بكتب القصة دي، كان في جوايا صراع غريب
أنا مش عارف كنت متعاطف مع مين أكتر ملك اللي اتكسرت واتعلقت بحب قديم، ولا كريم اللي اتسحب فجأة من واقعه لعالم كله وجع وذكريات.
بس اللي متأكد منه، إن اللي بيكتم وجعه بييجي عليه يوم وينفجر.
وفي أوقات، الماضي مابيعديش بيفضل مستنينا على أول غلطة، علشان يفكرنا هو كسرنا إزاي.
أنا ماكتبتش القصة دي علشان أبرر، ولا علشان ألوم
أنا كتبتها علشان أقول إن في حاجات، حتى لو عدت، بتسيب وراها ريحة وجع، لسه ماطردهاش الهوا.
وأنا خلصت حكايتي بس دلوقتي جه دورك
قولي، شايف مين الظالم؟ ومين المظلوم؟
ولو كنت مكان ملك كنت هتسامح؟
أول حاجة خت بالي منها ريحة عفن، وريحة صدأ ماليه المكان.
بصيت حواليا كنت في أوضة ضلمة، وبابها حديد مقفول بمزلاج، وفيها شباك صغير عليه سلك متآكل، ولمبة في السقف بتلعب لوحدها، بتنور وتطفي.
وأنا بدور بعيني لقيت كلام مكتوب على الحيط بالرش الأحمر:
لو عايز تعيش اعرف إنت هنا ليه.
وقفت مكاني وقلبي وقع في رجلي.
مين اللي كاتب الكلام ده؟
قبل ما أستوعب لمبة حمرا نورت فوق، وعدسة كاميرا ظهرت.
وسمعت صوت تك… تك… تك غريب
بصيت ناحيته، لقيت ساعة بتعد ورايا:
10:00 … 09:59 … 09:58
الصدمة مسكتني.
عداد؟ ليه؟
صرخت:
فيه حد؟ هو ايه الهزار ده؟
بس مفيش رد جالي.
جريت على الباب، وشديت المزلاج برجلي وبإيديا ولا بيتحرك.
جريت على الشباك، مسكت السلك الصدئ وحاولت أشده، بس إيديا اتجرحت وبرضه ولا فرق.
الساعة بتجري:
09:20 … 09:19 … 09:18
وأنا بدور زي المجنون، عيني وقعت على ورقة صغيرة في الأرض.
شلتها بسرعة وفتحتها لقيت مكتوب عليها كلمة واحدة:
فكر فيا.
وقفت مكانى.
فيا؟ مين؟
العرق نزل من دماغي، وقلبي عامل زي الطبلة.
بصيت حواليا، لقيت في الركن صندوق خشب صغير.
سحبته، وفتحته
ولقيت جواه برفان قديم أول ما ريحته دخلت مناخيري، الزمن رجعني غصب عني.
ريحة ملك.
الاسم وقع في دماغي زي الرصاصة.
ملك اللي كانت بتحبني بجنون، وأنا كسرت قلبها.
أنا اللي فضحتها.
أنا اللي نزلت صورها في جروب صحابي وعلي النت عشان أبقى جامد.
العداد بيجري:
08:00 … 07:59 … 07:58
وفجأة السماعة في السقف اشتغلت
صوت بنت، هادي وبارد يخش القلب زي السكينة:
فاكر ريحتي يا كريم؟
أتجمدت في مكاني.
صرخت:
مين؟ مين بيتكلم؟
ضحكة قصيرة خرجت، ضحكة بردت دمي:
مش فاكرني؟ ولا بتحاول تنساني؟
رجلي سايبه، وروحي بتتهز، وصوت العداد بيرن في وداني.
وصوتها رجعلي كل اللي كنت دافنه جوايا.
ملك.
مش ممكن.
هي راحت فين بعد اللي حصل؟ أنا كنت فاكرها سافرت أو ماتت.
لكن الصوت ده
الصوت ده حي، بارد زي الموت نفسه.
قربت من السماعة وأنا باصرخ:
إنتي فين؟ عايزة إيه؟
ردها جالي زي حد بيكسر حتة من ضهري:
عايزة اللي ضاع من حياتي ومش ممكن يرجع.
سكتت ثواني وبعدين قالت:
عندك 7 دقايق. بعدها هتختفي زي ما حاولت تخليني أختفي.
بصيت ناحية العداد:
07:00 … 06:59 … 06:58
الوقت بيجري، وأنا عرقان زي فار في مصيدة.
صرخت وأنا برزع في الباب برجلي:
ملك! لو إنتي بتلعبي لعبة، خلاص كفاية!
ضحكت ضحكة قصيرة، وقالت ببرود يخوف:
أنت أول واحد علمني إن اللعب ممكن يقتل.
الجملة دي كسرتني.
وفجأة صوت تسجيل قديم اشتغل من السماعة.
صوتي وأنا بضحك بصوت عالي مع صحابي:
بصوا يا رجالة ملك اللي بتقول بتحبني شوفوا شكلها!
وضحك… ضحك كتير من صحابي.
وقعت على الأرض.
إيديا بتترعش، نفسي بيقطع.
افتكرت اليوم ده كأنه قدامي.
ملك بعتتلي صور في لحظة غباء وأنا من غير ما أفكر، رفعتهم على النت.
كان عندي 22 سنة، شايف نفسي جامد، وعايز أبقى راجل في عين صحابي.
وهي؟ اختفت تاني يوم.
والنهارده؟ رجعت.
صوتها رجع تاني، أقوى:
عارف كام يوم قعدت أستنى إنك تعتذر؟
ولا مرة حتى بعد ما دمرتني، كنت عايش حياتك دلوقتي جيه دورك.
بصيت على العداد:
05:00 … 04:59 … 04:58
الهلع أكل دماغي، بدأت أبص حواليا زي المجنون، يمكن في أي مخرج
لقيت درج حديد في الركن، ومفتاح صغير وقع من السقف.
فتحت الدرج لقيت شاشة صغيرة شغالة لايف فيها أنا.
الكاميرا بتصورني من فوق، وفي نص الشاشة مكتوب:
LIVE – 18,432 Watching
شهقة طلعت مني من غير وعي.
العالم كله بيتفرج عليا وأنا بتهان؟
صوتها رجع هادي، ومميت:
المرة دي الناس بتتفرج عليك انت.
وسكتت ثواني وقالت بضحكة باردة:
زي ما فضحتني هخليك تموت قدام الكل.
العداد:
03:59 … 03:58 … 03:57
صوتها رجع:
عايز تطلع؟ فيه خزنة في الأوضة مفتاحها كلمة.
الكلمة اللي قلتهالي أول يوم اعترفتلك بحبي.
قلبي وقع ولقيت الخزنة تحت الترابيزة.
ركعت قدامها، وفتحت لوحة المفاتيح.
وبدأت أكتب:
بحبك… غلط.
مجنونة… غلط.
مش وقته… غلط.
02:00 … 01:59 … 01:58
افتكرت آخر رسالة كتبتها ليها: انتي بالنسبة ليا لعبة كتبت لعبة… برضو غلط.
الشاشة صفرت، والخزنة فضلت مقفولة.
وصوتها رجع، أهدأ من الأول وأقسى:
عارف ليه عمرك ما هتفتحها؟ لأنك عمرك ما عرفتني ولا حبتني.
… 00:09 … 00:08
أنا باخبط في الخزنة برجلي، وإيديا بتنزف، ودماغي عمالة تجيب وتودي مفيش فايدة.
صوتها رجع، هادي بشكل يقتلني:
خلصت يا كريم.
ثانية صمت وبعدين صوت تك من السقف.
أنبوبتين فتحوا، والغاز بدأ يخرج، تقيل، بيحرق المناخير.
ونفسي بيضيق، وعيني بتغيم، ورجلي مش شايلاني.
العداد بيصرخ آخر أرقام:
00:03 … 00:02 … 00:01
آخر صوت سمعته قبل ما الدنيا تسود:
زي ما موتتني وأنا حية أنا كمان هاخد حياتك.
وبعدها كل حاجة سكتت.
بصراحه وانا بكتب القصة دي، كان في جوايا صراع غريب
أنا مش عارف كنت متعاطف مع مين أكتر ملك اللي اتكسرت واتعلقت بحب قديم، ولا كريم اللي اتسحب فجأة من واقعه لعالم كله وجع وذكريات.
بس اللي متأكد منه، إن اللي بيكتم وجعه بييجي عليه يوم وينفجر.
وفي أوقات، الماضي مابيعديش بيفضل مستنينا على أول غلطة، علشان يفكرنا هو كسرنا إزاي.
أنا ماكتبتش القصة دي علشان أبرر، ولا علشان ألوم
أنا كتبتها علشان أقول إن في حاجات، حتى لو عدت، بتسيب وراها ريحة وجع، لسه ماطردهاش الهوا.
وأنا خلصت حكايتي بس دلوقتي جه دورك
قولي، شايف مين الظالم؟ ومين المظلوم؟
ولو كنت مكان ملك كنت هتسامح؟