في حتة هادية كده في القاهرة، ريحة الورد كانت بتتخانق مع ريحة العربيات، كان فيه سيف، دكتور صيدلي عنده 24 سنة، فاتح صيدلية قد كده، بس بالنسبة له كانت أكبر من قصر. كان بيحبها حب غير طبيعي، ويخاف عليها من أي منافس، كأنها بنته اللي خايف عليها من الدنيا. مش مجرد شغلانة، دي كانت روحه كلها.
قصاده بالظبط، كان فيه لارا، عندها 25 سنة، فاتحة محل صغير كده كله حاجات يدوية تحس إنها بتنور المكان. كانت شاطرة وبتعرف تعمل حاجات من لا شيء. كانت بتبص عليه من شباك محلها، تشوفه وهو بيعالج كل حاجة في الصيدلية بنفسه، وتلمح نظراته اللي بتجري عليها كل ما تعدي من قدامه.
القصة بدأت في يوم عادي، لما سيف دخل يشتري هدية لأمه. قعد يتكلم معاها عن الألوان، وعن الشغف اللي في كل قطعة، وإزاي كل حاجة في المحل ليها روح. لارا في اللحظة دي حست إن سيف مش مجرد دكتور صيدلي، لأ ده كمان فنان وروحه حلوة.
الإعجاب كبر في صمت، وكل واحد بقى بيراقب التاني من بعيد. سيف كان بيدور على أي حجة عشان يروح محلها، ولارا كانت بتخلق أي فرصة عشان تعدي من قدام صيدليته. حبهم كان عامل زي وردة بتكبر بالراحة، ومستنية وقتها عشان تفتح. بس كان فيه تحديات، هما الاتنين كانوا مدفونين في شغلهم، بيحاولوا يكبروا مشاريعهم الصغيرة، وده كان بياخد كل وقتهم وجهدهم.
في ليلة من ليالي القاهرة الطويلة، وبعد يوم شغل صعب، قعدوا على الرصيف قدام الصيدلية المقفولة. اتكلموا عن أحلامهم، عن خوفهم من الفشل، وعن رغبتهم في مستقبل أحسن. لارا في اللحظة دي قررت تكسر الصمت، وقالت له بصوت هادي: "سيف، مشاعري ناحيتك مش مجرد إعجاب، أنا مؤمنة بيك وبكل أحلامك."
كلامها كان زي الصدمة الحلوة لسيف. ساعتها ما شافش بس لارا، شاف مستقبلهم مع بعض، شاف الصيدلية بتكبر، والمحل بيكبر. فهم إن الحب مش مجرد مشاعر، ده مغامرة، مغامرة عشان يبنوا حياة مع بعض، إيديهم في إيد بعض، ويواجهوا أي صعاب.
قرروا خلاص، إنهم هيكونوا سند لبعض، وإنهم هيقاتلوا عشان أحلامهم. كانوا عارفين إن الطريق مش سهل، بس كانوا مستعدين للمغامرة، مغامرة حبهم اللي نورت وسط صيدلية صغيرة ومحل صغير في قلب القاهرة.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.