في عتمةِ الليلِ، حيثُ القمرُ يُلقي بظلالهِ على الأَسِرَّةِ، وحيثُ النجومُ تتلألأُ في الفضاءِ كحباتِ لؤلؤٍ مُتناثرةٍ، كنتُ أُفكِّرُ فيكِ. كانتْ غرفتي شاهدًا على حكايتي معكِ، جدرانُها كُتُبٌ تُدوِّنُ أسماءَنا، وأثاثُها قصائدُ تُردِّدُ لحنَ حبِّنا. فكلُّ زاويةٍ في هذا المكانِ تَحملُ في طيَّاتِها ذكرى من ذكرياتِنا، ابتسامةً منكِ، أو لمسةً من يديكِ.
وبينَ كلِّ فكرةٍ وأخرى، كانَ فنجانُ قهوتي يُوقِظُ فيَّ الحنينَ، رائحتُهُ تُعِيدُني إلى صباحٍ كنا فيهِ معًا، نتبادلُ الحديثَ والضحكَ، وكأنَّ الكونُ كلَّهُ لا يضمُّ سِوانا. كانتْ عينايَ تُغمضانِ على ذكرى، وتُفتحانِ على شوقٍ، وكأنَّ القلبَ لا يَقنَعُ إلاَّ بلقياكِ.
يا مَن سكنتِ الفؤادَ، وجعلتِهِ وَطَنًا لِشغَفِكِ، أشتعلُ غيرةً حينَ أتصوَّرُ أنَّ عينًا غيرَ عينيَّ تراكِ، أو أنَّ قلبًا غيرَ قلبي يُحِبُّكِ. وغيرتي ليستْ ضعفًا، بلْ هيَ قوةٌ تُثبتُ أنَّ حبّيَ لكِ ليسَ لهُ حدودٌ، وأنَّهُ لا يَقْبلُ أنْ يُشارِكَهُ أحدٌ.
أُقسِمُ لكِ، أنَّ الكبرياءَ الذي طالَما كانَ سُلطاني، قد تلاشتْ كلُّ ملامحِهِ أمامَ عشقِكِ، ففي حبِّكِ، أنا ***ٌ يَبْحثُ عنْ حنانِكِ، لا عنْ سُلطةِ كبريائِه. وحينَ كنتُ بعيدًا عنْكِ، كانتْ كلُّ الأشياءِ باهتةً، لا لونَ لها ولا طعمَ، وكأنَّ الحياةَ قد تخلَّتْ عنّي. ولكنْ، عودتُكِ أشرقتْ فيَّ كشمسٍ في ليلٍ طويلٍ، وأَعادتْ إلى روحيَ نورَها، وإلى قلبيَ الحياةَ.
فيا حبيبتي، لا تسألي عنْ ماضيٍ قد فاتَ، فكلُّ ما مضى لمْ يَعدْ لَهُ وجودٌ، فقدْ أشرقَتْ شمسُ حبِّنا على كلِّ ما كانَ، وأذابتْهُ، ولمْ تَعُدْ هناكَ غيرُكِ. فكلُّ نبضٍ في قلبيَ، وكلُّ نَفَسٍ في صدريَ، يُردِّدُ اسمَكِ، ويُناجي طيفَكِ، فكوني قريبةً، حتى لا يُضيِّعَ الشوقُ الطريقَ إلى فؤادِكِ. وفي نهاية سطري سأحبك وأحبك وابقي أحبك الي ماماتي يا عهد عشقي
التعديل الأخير: