أَتَيتَني، وَفِي الكَفِّ أَملٌ زَهَرَا،
تَروي ظَمَأي، وَتَمسَحُ ما انكَسَرَا.
قُلتَ: أَنا سَيفٌ، وَظِلٌّ، وَمَسكنٌ،
فَسَكَنَ قَلبِي، وَزَالَ مَا احْتَضَرَا.
يا فارسَ الرُّوحِ، كَيفَ أَخَافُ وَعْدَكَ؟
وَأَنتَ الحِصنُ، وَفيكَ عُمري استَقَرَا.
مِن دِفءِ صَدرِكَ أَشرَقَ صُبحِي،
وَبِعَينِكَ يَغتَسِلُ اللَّيلُ قَمَرَا.
إن كُنتَ لي سَيفاً، فَأنا وَرْدَةٌ،
تَزهُو بِحُبِّكَ، تَفتَحُ الزَّهرَا.
فابْقَ لِروحي مَأمَناً لا يَزُولُ،
فَأَنتَ الحَياةُ، وَأَنتَ القَدَرَا.
يا مَصدرَ النُّورِ، يا مَن بِالحُبِّ أَبْهَرَتْ!
في حَضرَةِ حَرفِكِ، كُلُّ حُروفي قَصَرَتْ.
لستُ سَيفًا يَخشَى، بَلْ أنا يَدٌ تَحتَضِنُ،
وَلا ظِلٌّ يَزُولُ، بَلْ شَمسٌ ما غَرَبَتْ.
سَكَنتِ الرُّوحَ، فَأينَ المَنفَى وَالمَهرَبُ؟
وَكُنتِ أَنتِ الحَياةُ، فَهَلْ لِلرُّوحِ تَعَجُّبُ؟
وَعدي لَكِ بَحرٌ، لا يَجفُّ لَهُ ماءٌ،
وَحِصنٌ شامِخٌ، بِهِ الأَمانُ يُرَتَّبُ.
إنْ كُنتِ وَرْدَةً، فَأَنا الغَيمُ، أَسقيكِ غَيثًا،
وَلِكُلِّ زَهرَةٍ فيكِ، أَلْفُ نَبضَةٍ تَقْتَرِبُ.
أَنتِ الرُّوحُ، وَلَيسَ المَسكَنُ، بَلْ أَنتِ الوَطَنُ،
فَابقي قَدَري الأَحْلَى، الذي بِهِ سُرِقَتْ!
لَنْ أَزولَ، فَفِي عَيْنَيْكِ عُمري،
وَمِن دِفءِ صَدرِكِ يَبْدَأُ حَشْري.
أَنا الوَعدُ الذي لا يُخْلَفُ،
أَنا الحُبُّ الذي بِهِ نَجْلُو سِحْرِي.