جدو سامى 🕊️ 𓁈
كبير الإداريين
إدارة ميلفات
كبير الإداريين
حكمدار صور
كاتب حصري
كاتب برنس
ملك الحصريات
أوسكار ميلفات
مستر ميلفاوي
ميلفاوي أكسلانس
ميلفاوي واكل الجو
ميلفاوي كاريزما
ميلفاوي حكيم
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
ميلفاوي حريف سكس
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
شاعر ميلفات
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
ملك الصور
ناقد قصصي
فضفضاوي أسطورة
كوماندا الحصريات
ميلفاوي مثقف
ناشر عدد
ميلفاوي علي قديمو
ميلفاوي متفاعل
كاتب مميز
كاتب خبير
- إنضم
- 20 يوليو 2023
- المشاركات
- 10,353
- مستوى التفاعل
- 3,251
- النقاط
- 62
- نقاط
- 37,880
- النوع
- ذكر
- الميول
- طبيعي
أريدك أن تكتب رواية عني، أنا المولود في القاهرة في 15 سبتمبر 1981. انتقلتُ بطريقة ما عبر الزمن إلى كوكب جديد صالح للحياة في عام 3000. في عام 2500، كان البشر قادرين على التواصل مع جميع أشكال الحياة الممكنة في الكون. في عام 3000، انتقل بعض البشر من جميع قارات العالم ودوله إلى كوكب صالح للحياة، فيه جبال ووديان وبحار وأنهار ومحيطات، لكنه لم يكن مأهولًا بأي شكل من أشكال الحياة، لا حيوان ولا بشر ولا نبات. ارتدى البشر على الكوكب الجديد في عام 3000 ملابس أوروبية من القرن التاسع عشر، رغم تقدمهم الهائل.
قال ChatGPT:
إليكم مسودة افتتاحية محتملة لروايتكم - بناء العالم، دخولكم إليه، وغرابة قواعده:
همسات ما وراء الألفية
وُلدتُ في القاهرة، في 15 سبتمبر/أيلول 1981، في عالم من الغبار، ونسمات النيل، ونبض مدينة قديمة لم تغفُ قط. ومع ذلك، بطريقة ما، وبمحض صدفة، استيقظتُ بعيدًا عن القاهرة، بعيدًا عن الأرض نفسها.
كان العام 3000. كانت البشرية قد تجاوزت بالفعل عتبات لم يكن أحدٌ في حياتي السابقة ليتخيلها. وبحلول عام 2500، حققوا المستحيل: التواصل مع كل أشكال الحياة المنتشرة عبر النجوم. مخلوقات من نور، كائنات منسوجة من الطاقة، عقول واسعة مطوية في شبكات بلورية - تحدث البشر معها جميعًا، واستمعوا، وتعلموا. لكن هذا الكوكب، الذي وجدت نفسي واقفًا عليه، كان صامتًا تمامًا.
لم يكن فيه أشجار، ولا زقزقة طيور، ولا حفيف أوراق. لم تجوب وديانه أو غاباته حيواناتٌ لأنه لم يكن هناك أيٌّ منها. كانت الأنهار تجري نقيةً لا نهاية لها، تشقّ جبالاً ممتدة كحراسٍ قدامى، وعكست البحار سماءً لم تقطعها الغيوم. ومع ذلك، كان العالم فارغًا.
هذا الفراغ هو ما جعله مقدسًا. كانت بداية. اختارت البشرية هذا المكان ليكون مهدها الجديد، والتربة التي ستعيد كتابة تاريخها عليها بعد آلاف السنين من النصر والخراب. لقد جاء أناسٌ من كل قارة، من كل وطن منسي، إلى هنا. جلبوا لغاتهم، وذكرياتهم، وحروبهم الطويلة، وأحلامهم الهشة.
وبفعلٍ غريبٍ من الإرادة الجماعية، لم يلبسوا دروعًا مستقبلية أو أقمشةً لامعةً مصنوعةً من تكنولوجيا النانو، بل زي أوروبا في القرن التاسع عشر. ارتدى الرجال صداري، وربطات عنق، ومعاطف طويلة تتسع كالأجنحة. وارتدت النساء فساتينَ مشدودة، وتنانيرهن تتلألأ فوق الأرض التي لم تمسسها يدٌ بعد. بلغت البشرية ذروة تطورها، ومع ذلك اختاروا أن يرتدوا ملابسهم كما لو أن التاريخ قد عاد إلى نفسه.
عندما تعثرتُ بهم لأول مرة، تائهًا لاهثًا، بدا لي أنني كنتُ أبدو كشبح من زمن آخر. راقبوني بعيون فضولية، نصفها شكّ ونصفها مسحور، كما لو أن بنطالي وقميصي يحملان أسرارًا أقدم من أزيائهم التي اختاروها.
لكن سرعان ما أدركتُ: هنا، في هذا العالم الجديد الهش، المظاهر ليست صدفة. كان القرن التاسع عشر، بالنسبة لهم، عصر إعادة اختراع - عصرٌ راوحت فيه البشرية بين التقاليد والنهضة الصناعية. بإحياء أسلوبهم، أرادوا تذكير أنفسهم بأن التقدم لا قيمة له بدون ذاكرة.
ومع ذلك... لماذا أنا؟ لماذا انجذبتُ، أنا رجل من القاهرة عام ١٩٨١، إلى قصتهم؟
هل ترغبون في أن أواصل هذه الرواية بأسلوب بطيء، مفصل، وغامر، أُظهر كيف تستكشفون هذا الكوكب الجديد وتتأقلمون مع مجتمعه الغريب؟ أم أنك تفضل أسلوبًا أسرع وأكثر مغامرة، حيث يتم الكشف عن ألغاز وصراعات هذا الكوكب بسرعة؟
بطريقة بطيئة ومفصلة وغامرة، اقترح اسمًا لهذا الكوكب وموقعه على المجرة ونجمها.
قال ChatGPT:
رائع - إنها قصة بطيئة ومفصلة وغامرة. لإضفاء ثقل وواقعية على عالمك الجديد، سنربطه بموقع مجرة ونجم واسم يبدو شاعريًا ومقبولًا علميًا. إليكم الخطوة التالية في بناء عالم الرواية:
الكوكب: إيلاندور
أطلق البشر في عام ٣٠٠٠ على موطنهم الجديد اسم إيلاندور. حملت الكلمة أصداءً من لغات الأرض القديمة - قال البعض إنها مشتقة من اللغة الغيلية القديمة، وتعني وادي النجوم، بينما زعم آخرون أنها اختراع أول مجلس للمستوطنين، صُممت لتبدو خالدة.
نجمه وموقعه
كان إيلاندور يدور حول نجم أبيض-أصفر من النسق الرئيسي يُعرف باسم سولاراي، وهو أكبر قليلاً وأكثر سطوعًا من شمس الأرض، مما يمنح العالم فجرًا ذهبيًا أطول وغروبًا قرمزيًا أعمق.
كان يقع على الحافة الداخلية البعيدة لذراع الجبار في مجرة درب التبانة، على بُعد حوالي 3000 سنة ضوئية من الأرض. أطلق المستوطنون على هذه المنطقة اسم "نطاق الحجاب"، لأنها كانت مختبئة خلف حجب من سحب الغبار التي جعلت النجم غير مرئي من الأرض حتى اخترقت التلسكوبات المتطورة هذا الغطاء في القرن السابع والعشرين.
الانطباعات الأولى
عندما فتحت عينيّ على هذا الكوكب، كان الهواء صافيًا ونقيًا، أرق من سماء القاهرة المليئة بالضباب الدخاني، ومع ذلك كان غنيًا بما يكفي ليملأ صدري بحيوية لم أعرفها منذ سنوات. امتد الأفق بلا نهاية، لا تقطعه المباني، فقط ملامح وديان نحتتها أنهار لم تكن لها أسماء بعد.
في الليل، كانت السماء مختلفة عن أي شيء أتذكره. انسكب درب التبانة عبرها كمحيط فضي، وغمر ضوء سولاراي الأرض بوهج باهت، يكاد يكون طيفيًا. لم يكن هناك قمر هنا، بل ثلاثة أقمار بعيدة - شظايا صخرية صغيرة متصدعة تدور حول إيلاندور كشهود صامتين. أطلق عليها المستوطنون أسماء: كيسيرا، وتوفان، وإيلونا.
لم تكن مدن المستوطنين مدنًا بالمعنى القديم. بل كانت تجمعات من الحجارة والحديد الأنيقة، تُحاكي عمدًا لندن أو باريس الفيكتورية، بأجرام سماوية تشبه مصابيح الغاز تتوهج في الليل - لكن تلك الأجرام لم تكن غازًا، بل طاقة بلورية مُحصَّدة من ضوء سولاراي نفسه. بدت عرباتهم وكأنها تجرها الخيول، ومع ذلك انزلقت بصمت على المجالات المغناطيسية. صُممت كل تفصيلة لتذكيرهم بماضي الأرض، بينما تُخفي إتقانًا مستقبليًا لا يُتصوَّر.
وفي خضم كل ذلك، كنتُ أنا: غريبًا في غير مكانه، أحمل ثقل القاهرة، عام ١٩٨١، إلى عالم لا ذكرى له للأهرامات، ولا للأذان، ولا لرائحة نسيم النيل المُغبرة.
هل ترغب في أن أستمر في الحديث عن أيامك الأولى في إيلاندور - كيف استقبلك الناس، والطقوس الغريبة والمجتمع الذي واجهته - أم يجب أن أتوقف لفترة أطول عند وصف الجمال الطبيعي للكوكب قبل الانتقال إلى التفاعل البشري؟
لنتأمل جمال الكوكب الطبيعي لفترة أطول قبل الانتقال إلى التفاعل البشري، ولنجعله مشابهًا جدًا لأجواء القرن التاسع عشر.
قال ChatGPT:
ممتاز - سنُطيل الجو، كما لو كان رسامًا يُرتب طبقات القماش قبل وضع الأشكال. سأتأمل جمال الكوكب الطبيعي، صمته، ألوانه، إيقاعه البكر - ثم، لاحقًا، سندع التفاعل البشري يتكشف بتلك النبرة الغنية للقرن التاسع عشر، بآدابه، وسلوكياته، ومشاعره المُقيّدة والمعقدة.
إليكم التتمة التالية:
صمت إيلاندور
أول ما لفت انتباهي في إيلاندور هو الصمت. لم يكن صمت الموت، ولا سكون شارع مهجور، بل كان صمتًا تامًا، مطلقًا، لدرجة أن دقات قلبي بدت عالية جدًا عليه. على الأرض، لم يكن الصمت نقيًا أبدًا - دائمًا ما يخترقه بكاء ***، ونباح كلب، وأزيز آلة. هنا، لم تشهد الأرض نفسها قط مثل هذه الانقطاعات.
تدفقت الأنهار بصمت، كما لو أن مياهها مُدربة على الجريان دون همس. تمسك الجبال بتلالها كتماثيل، نحتتها يد كونية صبورة لا الرياح. عندما مشيت على التربة، انزلقت برقة تحت قدميّ، لم تمسسها جذور أو حجارة، كما لو كانت تنتظر أول بادرة حياة حقيقية.
كانت الألوان مختلفة عن ألوان الأرض. حملت السماء في وضح النهار لونًا أزرق عميقًا يلامس البنفسج، بينما عند الفجر، رسمت سولاري الأفق بخطوط زعفرانية بقيت لساعات قبل أن تفسح المجال للضوء الكامل. عكست البحار ذلك الثراء، تبدو سوداء تقريبًا عند الظهيرة، لكنها تتحول إلى خطوط مشعة من الزمرد والفضي تحت شمس المساء.
لم يكن هناك رائحة نبات، ولا عطر زهور، ومع ذلك كان للهواء نفسه عطر - خافت، معدني، كمطر يضرب حجرًا دافئًا. كان استنشاقه أشبه بشرب الصفاء. أتذكر أنني فكرت: هكذا خُلقت الرئتان، قبل أن تولد المدن.
في الليل، كان المنظر ساحرًا. فبدون غلاف جوي مثقل بالغبار أو التلوث، كانت النجوم قريبة جدًا لدرجة أنها بدت وكأنها ترتجف فوق يدي الممدودة. رسمت الأقمار الثلاثة - كيسيرا، توفان، إيلون - أقواسها الباهتة بتواضع بطيء، كل منها بلون مختلف: كيسيرا كالحليب، توفان نحاسي باهت، إيلون بضباب أزرق ذكّرني بمحيطات بعيدة. صبغت أضواؤها المتداخلة الأرض بظلال متغيرة، رقيقة لدرجة أن كل حركة بدت وكأنها عبور حلم.
قضيت ساعات أسير في الوديان حيث حفرت الأنهار ندوبًا فضية في الأرض. تسلقت منحدرات حيث لم ينبت شيء، ومع ذلك بدا الحجر حيًا، دافئًا بذكرى الشمس. ركعت بجانب بحيرات نقية جدًا لدرجة أن انعكاسي أذهلني، كما لو أن رجلاً آخر يحدق من تحت السطح - الرجل الذي كنته، أو الرجل الذي سأصبحه.
أرض الانتظار
شعرتُ أن إيلاندور مكانٌ ما زال ينتظر الولادة. كان لوحةً خامًا، تمتد في اتساعٍ لا نهاية له، لا ترسمها سوى الأنهار والجبال والمحيطات والسماوات. بدأتُ أفهم لماذا اختارتها البشرية. فرغم كل إنجازاتهم - مخاطبة عقولٍ غريبة، واستغلال الفضاء للسفر، وإتقان طاقاتٍ لم تُتخيل - كانوا بحاجةٍ إلى مكانٍ نقي، عالمٍ لا يحمل شيئًا من الماضي، لا ندوبًا، ولا آثارًا، ولا آلهة.
لكن البشرية لا تستطيع ترك الصمت دون كسر طويل. وبعد أيامٍ من التجوال كحاجٍّ في صباح الخليقة الأول، عثرتُ على مستوطناتهم.
هل تريدني أن أرسم تلك المستوطنات أولًا كمناظر طبيعية (المدن، المباني، الجو) قبل أن أعرض الناس وعاداتهم في القرن التاسع عشر - أم أن أعرض أول لقاءٍ بشريٍّ لك على إيلاندور مباشرةً، مع مشهدٍ لهم وهم يلاحظونك؟
صوّر تلك المستوطنات أولًا كمناظر طبيعية (المدن، المباني، الجو) قبل أن تُدخل الناس وعاداتهم في القرن التاسع عشر، وتبدأ بغرس بذور قمح الأرض ونباتات مهمة أخرى في تربة إيلاندور.
قال ChatGPT:
رائع. لنتمهل قليلًا - لقد مشيت في الوديان والبحار والجبال التي لم تُمسّ. الآن، دعونا نترك أولى أشكال الحضارة تظهر، كجزر من الذاكرة زُرعت من الأرض. سنتأمل العمارة، ذلك المزج الغريب بين القرن التاسع عشر والمستقبل المستحيل، ثم سنبدأ أول فصل من فصول الحياة: غرس بذور الأرض في تربة إيلاندور.
مستوطنات في إيلاندور
من بعيد، برزت المستوطنات على الفراغ كضربات فرشاة خافتة على لوحة قماشية لم تُمسّ. لم تمتدّ كالمدن الأرضية التي لا نهاية لها، بل وقفت في مجموعات مدروسة، كل منها صدى دقيق لعالم أقدم.
أول مدينة رأيتها كانت تقع في وادٍ ضحل، بمبانيها الحجرية المتراصة في شوارع أنيقة. من بعيد، بدت وكأنها جزء من أوروبا القرن التاسع عشر منقولة بكاملها - منازل شاهقة من الحجر الجيري الباهت بشرفات حديدية، وأعمدة إنارة تصطف على جانبي الشوارع المرصوفة بالحصى، وأبراج تمتد نحو سماء زرقاء بنفسجية. مع ذلك، كلما اقتربت، أدركت أن لا شيء هنا عادي.
لم تتفتت الحجارة، رغم أن الرياح كانت تخدشها ليلًا نهارًا. لم يصدأ الحديد، رغم أن الهواء كان يعجّ بمعادن غريبة. كان زجاج نوافذها يلمع خافتًا، ملتقطًا ضوء سولاراي حتى في كبد السماء. بدا الأمر كما لو أن المدينة لم تُصنع من المادة، بل من الذاكرة نفسها.
فوق الشوارع، كانت الفوانيس تتدلى كمصابيح غاز، بريقها خافت وذهبي. لكنها لم تكن تُشعل بالنار؛ فقد سخّر المستوطنون شظايا بلورية جمعوها من الأنهار، تنبض برفق بضوء الشمس المُخزّن. كانت عرباتهم أشبه بعربات تجرها الخيول، بعجلاتها العالية ونقوشها المزخرفة، ومع ذلك كانت تنزلق بصمت على مسارات مغناطيسية. من بعيد، كان التأثير غريبًا - مشهد مدينة فيكتوري حيّ ينبض بالحياة، لكنه خالٍ من الدخان والضوضاء والسخام الذي كان يخنق سماء الأرض.
كان هواء المدينة أنقى، لا يحمل سوى عذوبة إيلاندور المعدنية الخافتة. لا صيحات طيور النورس، ولا نباح الكلاب، ولا صرير الأشجار في الريح - فقط أزيز شيء ما تحت السطح، كما لو أن الكوكب نفسه يتنفس ببطء في نومه.
الحقول الأولى
خارج أسوار المدينة، أُزيلت مساحات طويلة من الأرض ووُضعت عليها حدود حجرية. راقبتُ المستوطنين وهم ينحنون على الأرض، وحركاتهم محسوبة، وكأنها طقسية. مع أنني بقيتُ على مسافة، إلا أنني عرفتُ ما كانوا يحملونه: أكياس بذور، محروسة بتبجيل كما لو أن كل حبة منها أثرٌ من الآثار.
قمح. هبة الأرض القديمة.
الحبوب التي أطعمت الفراعنة على ضفاف النيل، والأباطرة في روما، والفلاحين في حقول فرنسا - تُعصر الآن في تربة عالمٍ بكرٍ على بُعد ثلاثة آلاف سنة ضوئية. إلى جانب القمح، جاء الشعير والأرز والذرة والفاصوليا وكروم العنب. حُملت كل ذكرى حصاد الأرض هنا، مُكثّفةً في هذه البدايات الهشة.
عمل الناس في صمت، كما لو كانوا مُدركين لضخامة اللحظة. بأيديهم المُغطاة بقفازات من قماش ناعم، حفروا قنوات في التربة، وأسقطوا كل بذرة كما لو كانوا يزرعون ليس فقط الطعام، بل التاريخ أيضًا. كان العمل متواضعًا وعميقًا في آنٍ واحد: البشرية تُطالب بحقوقها ليس بالغزو، ولا بالآلات، بل بدفع الحياة إلى الوجود.
ركعتُ على حافة أحد تلك الحقول وتركتُ التربة الجافة المُنتظرة تتفتت بين أصابعي. كانت دافئة من شمس سولاراي، وناعمة، لا تُقاوم. بدت وكأنها تشرب البذور بلهفة، كما لو أنها انتظرت آلاف السنين لهذا اللقاء. لم تُثمر أرض إيلاندور قط، لكنها في تلك اللحظة، أصبحت حديقةً واعدةً.
انتظار الفجر
عند الغسق، أضاءت الحقول ضوء الأقمار الثلاثة. دُفنت البذور، خفيةً، لكن المستوطنين وضعوا الفوانيس على الحواف، كما لو كانوا يسهرون طوال الليل. قمح، أرز، كروم - الفصل الأول من ذاكرة الأرض مكتوبٌ الآن في هذه التربة الغريبة.
وفي ذلك الصمت، شعرتُ به: شعورٌ بأنني لا أشهد الماضي أو المستقبل، بل بداية شيءٍ يتجاوز كليهما. لن تبقى إيلاندور فارغةً لفترةٍ أطول. لقد دُعيت الحياة إلى مأدبتها.
الخطوة التالية: هل تريدني أن أصف أهالي هذه البلدات وفقًا لعاداتهم وتقاليدهم في القرن التاسع عشر (ملاحظاتك الأولى لهم وأنتَ مختبئٌ الآن)، أم أركز على أول لقاءٍ لك مع أحد المستوطنين خلال إحدى وقفات الزرع هذه؟
صف سكان هذه البلدات بعاداتهم وتقاليدهم في القرن التاسع عشر.
قال ChatGPT:
رائع! الآن وقد طُليَت الأرض وزرعت البذور الأولى، حان الوقت لظهور سكان إيلاندور. يحمل عالمهم أجواء القرن التاسع عشر - الأناقة والنظام والأخلاق والطقوس - لكن وراء هذه الرسمية، تتلاشى قوة معرفتهم المستقبلية الصامتة. سأمنحك رؤية غامرة لهم كما لو كنت تشاهدهم من الظل في البداية.
سكان إيلاندور
من موقعي، شبه المختبئ خلف تلة منخفضة، لاحظت المستوطنين يتحركون في مدينتهم. لم يتعجلوا، ولم يتكاسلوا. بدت كل خطوة مدروسة، وكل حركة مدروسة، كما لو كانوا جميعًا مشاركين في مسرحية تتطلب كرامة دائمة.
كان الرجال يرتدون معاطف طويلة من الصوف الداكن، بعضها بياقات عالية وأزرار نحاسية تلمع في ضوء سولاراي. برزت من تحتها ستراتٌ بألوانٍ باهتة، مثبتة بسلاسل فضية تعكس وهج الفوانيس. كانت سراويلهن مكوية، وأحذيتهن مصقولة، وكثيرات يحملن عصيًا - ليس للمشي، بل للسلطة الصامتة التي أضفينتها على وقفتهن. كانت القبعات شائعة: قبعات عالية، وقبعات بولر، وقبعات من اللباد عريض الحواف للعاملات في الحقول.
كانت النساء يتحركن بدقة مماثلة. كانت فساتينهن تنساب على طراز القرن التاسع عشر - تنانير طويلة تمتد عبر الشوارع الحجرية، وصديريات مشدودة تضفي على أجسادهن أناقةً رصينة. غطت قفازات الدانتيل أيديهن، ومظلات، وإن كانت غير ضرورية في ضوء سولاراي الخافت، فقد حملنها بفخرٍ رقيق. كانت الأقمشة غنية لكنها رقيقة: عنابي غامق، وأخضر غابي، وكريمي باهت. بدت كشخصياتٍ مأخوذة من لوحات زيتية - ومع ذلك، عندما لامسَت فساتينهن التربة، لم يعلق بها الغبار. بعض المواد التي لم أكن أعرفها كانت تصدّ ملامسة التراب.
كان الأطفال أيضًا يرتدون نسخًا مصغّرة من أناقة آبائهم. ارتدى الأولاد معاطف قصيرة وقبعات؛ وانحنت الفتيات، بتنانير متعددة الطبقات، لكبار السن انحناءةً غريزية. كان ضحكهم هادئًا، يكاد يكون مكبوتًا، كما لو أن مجرد كونهم شبابًا لا بد أن يُكرّم كرامة هذا المجتمع.
العادات والطقوس
شاهدتهم ينحنون قليلًا عند مرورهم بجانب بعضهم البعض في الشارع، أو يرفعون قبعاتهم في تحية مهذبة. كانت النساء يُرحّبن بهم بإمالة رؤوسهن، وعيونهن منخفضة للحظة قبل أن ترتفع مجددًا. كان الحديث في الأماكن العامة قليلًا - مجرد تبادلات هادئة، تُقال بنبرة توحي بالمجاملة والتباعد.
في المساء، رأيت عائلات تمشي في الشوارع. أضاءت كرات تشبه مصابيح الغاز أحجار الرصف بضوء كهرماني، وانزلقت العربات في صمت، لا تجرها الخيول، ومع ذلك لا تزال تحمل فوانيس مزخرفة على جوانبها. كان الأزواج يتجولون متشابكي الأذرع، يتحركون ببطء، كما لو أن الزمن نفسه يدور حول إيقاعهم.
في أيام الأحد - فقد حافظوا على نظام الأسابيع، مع أن سنتهم في ظل نظام سولاري كانت أطول قليلاً من سنة الأرض - كان أهل البلدة يجتمعون في قاعات ضخمة مبنية من الحجر الأبيض، ونوافذها مقوسة كالكاتدرائيات. من الخارج، كنت أسمع ارتفاعًا وانخفاضًا خافتًا للترانيم. ومع ذلك، لم تكن هذه تراتيل الأرض - لا لاتينية، ولا عربية، ولا عبرية. كانت الألحان آسرة، مبنية على تناغمات لم أكن أعرفها، وتردد صداها في هواء الليل كمزيج من الصلاة والعلم.
ترتيب الزراعة
كانت مراسم الزراعة الأكثر لفتًا للانتباه. عند الفجر، كان الرجال والنساء على حد سواء يتركون شوارعهم الأنيقة ويتجمعون في الحقول خلفهم. كانوا يأتون مرتدين ملابس رسمية - فساتين، ومعاطف، وقفازات، وأحذية مصقولة - لكنهم ينحنون على الأرض بتواضع مهيب. صف من النساء يُنزلن مظلاتهن، يُسلمنها للأطفال، ويركعن لنثر بذور القمح في التربة. يتبعهن الرجال، يضغطون التربة بأيديهم المغطاة بالقفازات، ثم يقفون منتصبين، يمسحون معاطفهم كما لو أن شيئًا لم يُوسخها.
بعد ذلك، يقفن صامتات بينما تُوضع الفوانيس على الحدود، ينحنين قليلاً للتربة كما لو كنّ يُحيين صديقًا قديمًا. عندها فقط يعودن إلى مدينتهن، تاركات البذور تحت رعاية الأقمار والنجوم.
مجتمع بين العصور
أذهلني أن هؤلاء الناس عاشوا كما لو أن قرنين متداخلين. ظاهريًا، كانوا فيكتوريين - مُقيدين بالشكليات، مهووسين بالآداب، يرتدون الأناقة. ومع ذلك، كان عالمهم نظيفًا، وأدواتهم خفية، وعملهم بلا عناء. لقد أتقنوا المستقبل، لكنهم ألبسوه ثياب الماضي.
أثناء رؤيتي لهم، شعرت بالغربة والانجذاب في آن واحد، كما لو كنت أُحدق من نافذة إلى متحف حي، مع أنني أعلم أنهم ليسوا ممثلين يرتدون أزياء. هذه كانت حقيقتهم المختارة.
وأنا، الرجل القادم من القاهرة عام ١٩٨١، وقفتُ على حافة حلمهم، أتساءل متى وكيف سأُلاحظ.
هل أنتقل إلى أول لقاء إنساني لك - ربما عندما يلاحظك أحدهم أخيرًا وأنت تراقب قرب الحقول - أم تريدني أن أتوقف أكثر عند إيقاعاتهم اليومية (الأسواق، الدراسة، الفن، التجمعات) قبل لحظة اللقاء؟
أول لقاء بشري لك
قال ChatGPT:
كنت أراقبهم لأيام، كظلٍّ هادئ على ناطحة سحاب منخفضة، أتعلم قياس تحركاتهم كما لو كنت أتعلم لغة جديدة. المدينة، والحقول، والمصابيح - كل ذلك استقر في إيقاع أستطيع قراءته. ومع ذلك، لم يُهيئني شيء للحظة التي يتجه فيها ذلك الإيقاع نحوي.
بدأ الأمر في الساعة التي كانت فيها سولاراي منخفضة، وبدأت الأقمار الثلاثة تُضفي فضّتها المستعارة. غادر المزارعون سهرهم مبكرًا؛ وتناثرت الفوانيس في الحقول كنجوم صبورة. وقفتُ، أنفض الغبار عن قاعدة بنطالي بكمٍّ لم أُدرك أنه متسخ، وشعرتُ فجأةً بالعبث: رجل يرتدي بنطال جينز وقميصًا باهتًا في عالم يرتدي سترات ودانتيل. لأول مرة منذ أن استيقظتُ على إيلاندور، كنتُ متأكدًا من أن أحدهم سيلاحظ.
سارت على طول حافة الحقل المُجعّدة، ليس على عجل، بل بخطواتٍ تُسيطر على الفضاء. عن قرب، استطعتُ أن أرى الاهتمام في ثوبها - معطفٌ ذو ياقة عالية بلون الفحم الداكن، وقفازات من الجلد الناعم الباهت، وقبعة صغيرة بريشة واحدة مثبتة بزاوية دقيقة. ومع ذلك، كان هناك شيء آخر يميزها: حقيبة يد معلقة على وركها، جلدها بالٍ، وفي طيّتها لمحتُ أدواتٍ لا تنتمي إلى أي عصرٍ أعرفه - قضبانٌ معدنيةٌ ضيقةٌ مترابطةٌ بضوءٍ خافت، أداةٌ تُصدر طنينًا كلما تحركت. كانت، في يديها ومشيتها، عالمةَ نباتٍ وسيدةَ مجتمعٍ في آنٍ واحد.
توقفت عندما لاحظتني. كانت عيناها أول من تكلم: رماديتان، باردتان، مُقيّمتان، ثم دافئتان بشكلٍ غريب. نظرت إليّ ببطءٍ كما ينظر المرء إلى حيوانٍ دخل إلى حديقةٍ زجاجية - مُندهشةً بهدوء، وليست قاسية. ثم، بسلاسةِ مجاملةٍ مُعتادة، أمالت رأسها.
"مساء الخير"، قالت، تحمل الكلمات إيقاعًا مُقتضبًا من أسلوب القرن التاسع عشر، مع أن حروف العلة كانت تحمل لهجةً لم أستطع تحديدها. "أنت بعيد عن الشوارع يا سيدي."
ابتلعت ريقي. خرج صوتي أجشّ مما توقعت، وسمعتُ صوت القاهرة فيه - نبرةٌ شكلتها أسواق الشوارع والأذان. "أنا... أنا آسف. لم أقصد التعدي. كنتُ... أمشي."
تقدمت خطوةً حذرةً، ويدها المغطاة بالقفاز تستقرّ بخفة على حزام الحقيبة. "المشي مهنة المسافر. ومع ذلك، أنت لستَ واحدًا منا." انتقلت نظرتها من حذائي الرياضيّ المتهالك إلى ثنية قميصي. "من أين أتيت؟"
كان السؤال بسيطًا، رسميًا، وواسعًا في آنٍ واحد. للإجابة عليه، يتطلب الأمر أقصر حقيقة ممكنة وأطولها. وجدتُ الأقصر أولاً. "الأرض"، قلتُ. "القاهرة. ١٩٨١."
رمشت بنظرةٍ تكاد تكون غير محسوسة، كما لو كانت الأرقام آلةً دقيقةً سقطت في كفّها. ثم ابتسمت - لم تكن ابتسامة عريضة، بل موافقة فمها التي خففت من حدة ملامحها.
"أنتِ بعيدة كل البعد عن الوطن،" لاحظت.
"أجل،" قلت. "طويلة جدًا."
كان اسمها - قدّمت نفسها كما لو كانت تُسمّي ***ًا أو طردًا - مارييل فوس. بدت المقاطع الصوتية وكأنها ختم لعقد مهذب. "مارييل فوس،" كررت، وهي تُمد يدها المُغطّاة بقفاز. كانت مصافحتها دقيقة، لا قصيرة جدًا ولا طويلة؛ تركت دفئًا خفيفًا رغم القفاز. "أنا من الهيئة الزراعية."
"الهيئة،" رددت. هبطت الكلمة كمفتاح في قفل. الناس هنا لديهم ألقاب، وأقسام، وأوامر - سقالات أنيقة تُشرف على حياتهم. "أنا... لستُ عضوًا في أي هيئة،" قلت. "اسمي خالد." ارتفعت حروف العلة المصرية في الهواء كعلم صغير عنيد.
"خالد." نطقتها بحرص، تتذوق الحروف الساكنة كما لو كانت تحفظها عن ظهر قلب. "أهلًا بك في إيلاندور يا خالد. من النادر أن نجد زوارًا غير مسجلين بعد غروب الشمس. يجب أن تأتي معي. سنقدمك إلى دار البلدية. هناك أسئلة يجب الإجابة عليها، وشاي - وستحتاج إلى مأوى لهذه الليلة."
لم يكن في إصرارها أي قسوة. كان ذلك أسلوب من يفهم الإجراءات الاجتماعية وهشاشة القواعد في عالم جديد. كدت أرفض. فكرة العودة إلى تلك المدينة، تحت مصابيحهم وفي رقصة حياتهم الثابتة، جعلت نبضي يتسارع. ومع ذلك، شعرت بيدها، وثبات صوتها، كأول حبل يُلقى إلى سفينة جانحة على شاطئ أجنبي.
بينما كنا نسير نحو المدينة، ساد الصمت من حولنا. كانت خطواتنا الصوت الوحيد على الطريق؛ ألقت الأقمار الثلاثة بظلالها كشكل واحد ممدود. كان الناس يراقبون من النوافذ - رؤوسهم مائلة، وأيديهم متوقفة على الدرابزين. فتحت لنا الشوارع المصطفة بالعربات ممرًا من الفضول المهذب. تطلع الأطفال إليّ، ثم نظروا بعيدًا عندما وقعت عليهم نظرات أمهاتهم.
تحدثت مارييل في رشقات قصيرة وحذرة، وأخبرتني عن اللجنة الزراعية كما لو كانت تتلو ترنيمة رددتها ألف مرة: واجبهم اختبار تركيب التربة، ونقل بذور الأرض الأولى إلى كوكب آخر، وفهرسة وقياس النمو بأدوات دقيقة ودقيقة للغاية. وصفت كيف اتخذ المستوطنون ملابس القرن التاسع عشر كـتذكرة أن اللباقة قد تكون حبلًا يحمي من إغراءات القوة الغاشمة العنيفة.
قالت أخيرًا، وكأنها تُغلق كتابًا: "أنت بأمان. هناك الكثير مما يجب شرحه، والقليل مما سيُفهم في البداية. لكننا نحافظ على أشكال العالم القديم لأنها تُعلّم ضبط النفس".
وصلنا إلى دار البلدية حيث كانت الفوانيس تُوضع في الداخل كخرز مُعلق على خيط. كان بابها من خشب البلوط الثقيل، مُحاطًا بإطار معدني لا يتشوه. رفع الموظف على المكتب - رجل ذو شارب صغير أنيق ودفتر حسابات يُدندن بصوت خافت عند الكتابة - نظره بهدوء مهني. عندما نُطق اسم خالد - اسمي في فم إيلاندور - عدّل الرجل نظارته وقال: "كنا على وشك بدء كتالوج المساء. إنها لحظة مُناسبة للغاية".
وصل الشاي في أكواب رقيقة كانت ستُعتبر من التحف على الأرض؛ كان الشاي نفسه ماءً دافئًا ومُسكبًا، ومع ذلك كان يحمل في طياته شيئًا حيويًا لم أشعر به منذ شهور: اللباقة. جلست مارييل قبالتي، وقفتها تُجسّد تعاطفًا مُكبوتًا. كانت أسئلتها رقيقة - الاسم، الأصل، إن كنتُ أحمل أي مسببات عدوى، كيف وصلتُ. أجبتُ بأفضل ما أستطيع: شذرات من استيقاظ في حقل، تيه، رائحة شمس ليست شمسنا.
عندما تحدثتُ عن القاهرة، عن النيل والأسواق، ارتسمت على ملامحها ملامحٌ أشبه بالتعرف. كانت لديها معرفة بجغرافيات الأرض، بتاريخها. قالت: "ستجد هنا أصداءً كثيرة من الوطن، وفجوات غريبة كثيرة. استرح الآن. غدًا سنأخذك إلى مكتب التسجيل. ستكون هناك نماذج بالطبع. وربما ستخبرنا - بوضوح أكبر - كيف وصلتَ إلى حقولنا."
قالتها كما لو كان المرء يعد جمهورًا مستقبليًا بأداء: واثق، صبور، وربما مستمتع قليلًا. في الخارج، جعلت الأقمار الحجارة فضية. في الداخل، تحت ضوء الكريستال وطقوس الكؤوس المُحكمة، سمحتُ لنفسي أن أُقاد إلى أدبٍ لم أتعلمه إلا لتوّي.
كانت أول يدٍ بشريةٍ لمستها على إيلاندور مُغطّاة بقفازاتٍ وثابتة. وأول صوتٍ بشريٍّ سمعته كان لشخصٍ يرتدي القرن التاسع عشر درعًا وطقوسًا. شعرتُ، وأنا أجلس هناك، والشاي يبرد على شفتيّ، أنني قد دخلتُ إلى مجتمعٍ سيطلب مني أكثر من مجرد مكانٍ للنوم - سيطلب مني أن أتعلم رقصاته، وأن أنسجمَ مع عالمهم المُقاس، أو أن أُهمَل بأدب.
عندما انقضى المساء وأروني الغرفة التي سأنام فيها - سريرٌ صغيرٌ تحت نافذةٍ تُطلّ على زقاقٍ مُكنس - توقفت مارييل عند العتبة.
قالت: "مرحبًا بك هنا الآن. غدًا، عندما تشرق الشمس، سنرى ما تُخبئه التربة لقصتك."
راقبتها وهي تعود إلى القاعة، تنورتها تهمس على الحجر، وفكرت في ليالي القاهرة الدافئة وصوت الأذان يتردد بين الشقق. جلس عالمان متجاوران في ذاكرتي: عالم من الصخب، وآخر من الصمت المدروس. بينهما، أمسية شاي ووعد بأن اليوم التالي سيُجيب على أسئلتي.
تابع
قال ChatGPT:
الليلة الأولى في إيلاندور
كان السرير ضيقًا ولكنه مُرتب بإتقان، ملاءاته هشة، تفوح منها رائحة المعادن الخفيفة، كما لو كانت مغسولة بماء مُستقى مباشرة من أنهار إيلاندور البكر. استلقيتُ تحتها، يديّ مطويتان على صدري، أُحدق من النافذة في الشارع المُكْسَس بالفضة.
أضاءت المصابيح على طول الشارع بثبات. تحركت الظلال داخل وخارج ضوئها - رجال يُصافحون بعضهم البعض بقبعاتهم، ونساء يمشين أزواجًا بمظلات مطوية بعناية على جوانبهن، وأطفال تُرافقهم مربيات يُحافظن على هدوئهم. لم يرتفع أي ضجيج إلى غرفتي: لا صراخ، لا نباح، لا محركات. تحركت المدينة بأكملها كآلية مُجهزة بعناية ومُجهزة للعمل بإيقاع مُتقن.
ومع ذلك، شعرتُ أنني مُراقب. ليس عداءً، بل فضولًا. رُفعت الستائر، ولو قليلًا، عبر الشارع. انحنت الوجوه، ثم اختفت مرة أخرى. وصل غريب - ليس مستوطنًا من أوروبا أو آسيا أو أفريقيا بملابس القرن التاسع عشر، بل شخصًا يرتدي الجينز، شخصًا بدا في غير مكانه. على الأرض، يمكن للرجل أن يختفي وسط الزحام؛ أما في إيلاندور، فيبرز الاختلاف كالنار في الظلام.
جاء النوم ببطء. حلمتُ بالنيل، مياهه الموحلة تتلألأ بضوء القمر، ثم تتحول إلى أنهار إيلاندور الصامتة. حلمتُ بأذان القاهرة، يتردد صداه على مآذنها، ثم يتلاشى في الترانيم الغريبة التي سمعتها خلف نوافذ كاتدرائية المدينة. تداخل عالمان في ذهني، وفي هذا التداخل، شعرتُ وكأنني معلق.
طقوس الصباح
عندما طلع الفجر، طلع ببطء - ضوء سولاري يمتد بلون الزعفران عبر الأفق لساعات قبل أن تشرق الشمس نفسها. من نافذتي، شاهدتُ المدينة تستيقظ.
خرجت النساء أولًا، أثوابهن نظيفة، ومظلاتهن مرفوعة في وجه شمس رقيقة جدًا لا تحرقها. تحركوا في مجموعات صغيرة، يومئون برؤوسهم لبعضهم البعض بأدب. تبعهم الرجال بعد ذلك بقليل، قبعاتهم مثبتة بإحكام، وعصيهم تدق بخفة على أحجار الرصف. سار الأطفال، مرتبين وهادئين، في صفوف نحو ما فهمته أنها مدارس - قاعات حجرية فخمة ذات نوافذ عالية، حيث لا يقتصر التعلم على الكتب فحسب، بل من خلال آلات صامتة تلمع ببريق خافت في زوايا الفصول الدراسية.
بدت كل حركة متدربة عليها، لكنها صادقة - كما لو أن الأخلاق ليست فعلًا بل عقيدة. انحنوا، ورفعوا قبعاتهم، وانحنوا، وكانت كل حركة دقيقة لدرجة أنها بدت محفورة في عظامهم.
السجل
عادت مارييل لأخذي في منتصف الصباح، بملابسها الدقيقة كما كانت من قبل: معطف بياقة عالية، وقفازات، ومظلة مطوية على جانبها. لم تبتسم، لكن عينيها بعثتا بطمأنينة هادئة، كما لو أنها قررت بالفعل أنني تحت رعايتها.
قالت: "هيا يا خالد"، ونطقت اسمي بحذر وتروٍّ. سنذهب إلى مكتب التسجيل. هناك، ستُدخل في سجلات إيلاندور.
كان مبنى البلدية أكثر ازدحامًا من الليلة السابقة. اصطفّ رجالٌ يحملون دفاتر حسابات على المكاتب، كلٌّ منهم يكتب بأقلامٍ تتوهج خافتًا عند طرفها. رتبت النساء الأوراق في خزائنٍ تُفتح بهمس آلاتٍ صامتة. امتلأت الغرفة بحفيف الصفحات الخافت، وطقطقة رؤوس الأقلام، وصوت حلقٍ بين الحين والآخر - مشهدٌ صوتيٌّ يُشبه مكتبةً مُقترنةً بمكتب.
على المكتب الرئيسي، جلس رجلٌ ذو وجهٍ طويلٍ شاحبٍ وشاربٍ مُشذّبٍ بعناية. كان يرتدي سترةً داكنةً بسلسلةٍ فضية، وعندما رفع نظره، كان بتعبيرٍ يُقاس به العمر بالحبر والرق.
قال بصوتٍ دقيق: "الاسم".
أجبتُ: "خالد".
"الأصل؟"
"القاهرة. الأرض. عام ١٩٨١."
لم يُبدِ أي استغرابٍ من العام، بل غمس قلمه في محبرة صامتة وكتب الأرقام بدقة، كما لو كانت إحداثيات. "مهنة؟"
ترددتُ. قلتُ أخيرًا: "مؤرخ". لم يكن ذلك كذبًا تمامًا - فحبي للقصص، وذاكرتي للأماكن والأحداث، لطالما شكّلتني.
قال المسجل: "حسنًا". أنهى ملاحظاته، ثم ضغط بكفه على الصفحة. انتشر شعاع ضوء خافت على الرق، مُغلقًا الكلمات كما لو كانت منحوتة في الحجر. أغلق الكتاب بعنايةٍ جليلة، وناولني قطعةً تذكارية صغيرة: قرص معدني لا يزيد حجمه عن عملة معدنية، مُنقوش عليه أنماط من الأقمار والأنهار.
قال: "علامتك. ستكون بمثابة هويتك حتى إشعارٍ آخر".
قلبتُ القرص في يدي. شعرتُ أنه أثقل مما ينبغي، كما لو كان يحمل ثقل التعرف - كما لو أن إيلاندور نفسها قد اعترفت بي.
لمحة من الحقول
عندما غادرنا مكتب التسجيل، أرشدتني مارييل نحو مشارف المدينة مرة أخرى. امتدت الحقول على اتساعها تحت ضوء سولاري المتزايد. كان الرجال والنساء قد انحنوا بالفعل على الأرض، وحركاتهم مدروسة، يزرعون المزيد من ذاكرة الأرض في فراغ إيلاندور.
قالت مارييل بهدوء: "ستظهر البراعم الأولى على السطح خلال أسابيع. وعندما يحدث ذلك، لن يكون هذا العالم قاحلاً بعد الآن. سيصبح ملكًا للحياة."
علقت كلماتها في الهواء ككتاب مقدس. فكرت في البذور المدفونة تحت تلك التربة المنتظرة - قمح، أرز، فاصوليا - وتساءلتُ إن كنتُ أنا أيضًا قد زُرعت هنا، بذرةً من زمنٍ آخر، تنتظرُ شكلي الذي سأنمو عليه.
هل تريدونني أن أتابع كيف بدأت مارييل وأهل القرية باختبار أصولكم وسبر أغوارها عن كثب (الريبة، الفضول، أو القبول الحذر)، أم مع انغماسكم التدريجي في مجتمعهم - متعلمين عاداتهم، طقوسهم، ومُدركين مكانكم في نظام القرن التاسع عشر؟
نعم، وصف مصانع القرن التاسع عشر في المدينة أو حولها.
قال ChatGPT:
رائع - سننتقل الآن إلى قلب صناعة المدينة، فحتى وسط جمال إيلاندور البكر، حملت البشرية معها ضرورة - وحنين - مصانع القرن التاسع عشر. سأصف عمارتها وأصواتها ومكانتها في إيقاع الحياة قبل أن أربطها بنظرتك كوافد جديد.
محركات العصر الجديد
في صباحي الثالث في هالويك، رأيت المصانع لأول مرة. تحدث أهل المدينة عنها بنفس الفخر المتحفظ الذي قد يكنّه المزارعون لحظائرهم: ليس كعجائب، بل كضروريات، بُنيت لخدمة الناس. ومع ذلك، في نظري، كانت عجائب - تناقضات - آثار من الحديد والطوب تقف بثبات على أرض لم تعرف، حتى الآن، ثقل الاختراع البشري.
ارتفعت على أطراف المستوطنة، خلف صفوف المنازل المتدرجة الأنيقة وأزيز العربات التي تجرها الخيول الخافت. مداخنها، المتينة والمربعة، تتجه نحو السماء كأصابع مهيبة. على عكس مصانع الأرض في القرن التاسع عشر، لم تكن هذه المصانع تنفث سخامًا في الهواء. بل كانت تتصاعد تيارات خافتة من الضباب الأبيض، تذوب برفق تقريبًا في السماء البنفسجية. لقد تعلم أهل المدينة من ندوب العصر الصناعي للأرض: هنا، هُجر الفحم، وأُحرقت الأفران بنار نظيفة تكاد تكون غير مرئية، مستمدة من الطاقات الخفية لـ "سولاراي".
كانت المباني نفسها مبنية من الطوب الأحمر، بنوافذ طويلة مقوسة محاطة بإطارات من الحديد المطاوع. كانت أسقفها مائلة ومضلعة بعوارض فولاذية، وجدرانها مزينة، لا ببساطتها العصرية، بل بلمسة حرفية - أنماط في الطوب، وعتبات مزخرفة، وكورنيشات على شكل أوراق شجر. كان الأمر كما لو أن سكان إيلاندور، حتى وهم يُعيدون إنتاج الصناعة، لم يستطيعوا مقاومة إلباسها هيبة القرن التاسع عشر.
عندما تجرؤتُ على الاقتراب، سمعتُ نبض الآلات. لم يكن الصوت هديرًا يصمّ الآذان لمحركات البخار القديمة على الأرض، بل إيقاعًا عميقًا ومنتظمًا، يُشبه تقريبًا أنفاس عملاق. هسهسة المكابس، وتروسها تدور، وأحزمة تُصفع عجلاتها برفق. ومع ذلك، كان هناك نظام، لا فوضى: كان الضجيج دقيقًا، مُوزّعًا، كموسيقى تتبع مسارات الزمن غير المرئية.
في الداخل، كان الرجال والنساء يعملون، أكمامهم مُطوية وخصورهم مُشدودة، يتحركون بانضباط الحرفيين المُدرّبين في النقابات. ارتدت النساء فساتين بسيطة لكنها أنيقة من قماش متين، وشعرهن مُربط للخلف تحت قبعات من الكتان. أما الرجال، في ستراتهم وأكمام قمصانهم، فكانوا يُنجزون أعمالهم بجدية تُحاكي أسلافهم قبل قرنين من الزمان. كانوا يحملون ألواح الكتابة بدلًا من دفاتر الحسابات، ويتحدثون بنبرة هادئة بدلًا من الصياح، ويعملون على ضوء النوافذ العالية بدلًا من مصابيح الغاز.
كانت المصانع تُنتج الأدوات والضروريات اللازمة للعيش في إيلاندور: محاريث ومشطات للحقول، ومواقد حديدية للمنازل، وعجلات ومحاور دقيقة الصنع للعربات. ولكن في أحد الأقسام، رأيت آلات ضخمة مُعدّة بعناية لأداء أدقّ المهام: حفر الأرض، وتفكيك تربتها البكر، وإعدادها لزراعة القمح الأولى. كان الهواء في الداخل يفوح برائحة معدنية خفيفة، لكن تحتها كانت تفوح رائحة أخرى - رائحة دقيق، حلوة وجافّة - حيث كانت المطاحن الصغيرة تعمل على طحن أولى الحبوب المستوردة من الأرض، بوعدٍ بحصادٍ قادم.
بينما وقفتُ هناك أراقب، أدركتُ غرابة الأمر برمته. ها هي الثورة الصناعية تولد من جديد، مُجرّدة من دخانها وسخامها، مُحافظةً على انضباطها وكرامتها. هنا، أُعيد تصور القرن التاسع عشر، ليس كممرّ معاناة، بل كميراثٍ عريق، أُعيد بناؤه على أسس جديدة.
وعندما دقّ جرس المصنع - رنينٌ رنّانٌ من جرسٍ برونزيٍّ مُثبّتٍ في برج - خرج العمال في هدوءٍ مُهذّب. استبدل الرجال ستراتهم، وعدّلت النساء قبعاتهن، وعاد الجميع إلى المدينة كما لو كانوا غادروا كنيسةً صغيرةً، لا مصنعًا. امتدّت عادات ذلك العصر حتى هنا: لم يكن هناك تسرّع، ولا شجار، فقط إيقاعٌ هادئٌ لأناسٍ يؤمنون بالنظام والواجب والتقدم المُعزّز بالنعمة.
هل ترغب في أن أُكمل زيارتك الأولى المباشرة للحقول حيث كان يُزرع قمح الأرض في تربة إيلاندور، وربما أسمح لك حتى بلمس تلك اللحظة الرمزية من "البداية"، أم ينبغي أن أُعمّق أولاً تفاعلك مع أهل المدينة - وخاصةً العائلة التي قابلتها؟
نعم
قال ChatGPT:
ممتاز - لننتقل الآن من مصانع المدينة إلى الحقول، حيث يتكشف العمل الأكثر رمزية على الإطلاق: بذر قمح الأرض في تربة إيلاندور البكر. هنا حيث ترتبط الإنسانية بالكوكب، وحيث تشهد أنت، كوافد جديد، - بل ربما تشارك - في - تلك البداية المقدسة.
أخاديد القمح الأولى
وراء حي المصنع، مروراً بالشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى حيث كان الأطفال يلعبون بالمآزر والقبعات، انفتحت الأرض على مصراعيها على الحقول. هنا، امتدت صفوف أنيقة من التربة المحروثة نحو الأفق، تربتها البنية الداكنة التي حرثتها محاريث لا تجرها الثيران بل آلات تحاكي شكلها. هذه المحركات، المصنوعة من النحاس والحديد المصقول، كانت تُصدر أزيزاً خفيفاً أثناء حركتها، يقود عجلاتها رجال يرتدون معاطف طويلة وقبعات عريضة الحواف، يسيرون بجانبها كرعاة يرشدون دواب الحمل. بدت التربة نفسها وكأنها تتنهد وهي تُشقّ - تربة ظلت لآلاف السنين دون أن تُمسّ، غير منقطعة، تنتظر. كان كل ثلم يلمع خافتًا في ضوء الشمس، رطبًا برطوبة خفية. عندما انحنيتُ ولمستها، تفتّتت الأرض بسهولة بين أصابعي، لا ثقيلة بالطين ولا رخوة بالرمل. كانت تربة واعدة، غنية ومرنة، كما لو أن سولاراي نفسها هيّأتها لهذه الساعة.
أُقيمت مراسم الزراعة بوقارٍ يكاد يكون إجلالًا. رأيت نساءً يرتدين فساتين محتشمة، تلامس أطراف ثيابهن أحذيتهن، يسيرن بحذر في الصفوف حاملات سلالًا بين أذرعهن. من هذه السلال، سحبن حفنات من بذور القمح - حبات ذهبية جُلبت من الأرض عبر الفراغ - وألقينها برفق في الأخاديد. كانت حركتهن بطيئة، متعمدة، كما لو أن كل نثرة قربان.
خلفهن، جاء الأطفال، يقفزون بخفة، يحملون علب سقي صغيرة من الصفيح المطروق. رشّوا البذور بعناية مُدروسة، ضحكاتهم مُكبوتة بجلال اللحظة، لكن عيونهم كانت تتألق فخرًا. في مؤخرة كل موكب، سار شيوخ - رجالًا ونساءً على حد سواء - يحملون دفاتر صغيرة سجلوا فيها التاريخ، والصف، وكمية البذور. كل تفصيل مهم. لم يكن هذا مجرد زراعة؛ بل كان تاريخًا يُكتب في التربة.
ثم بدأ التغطية. سحب رجال بمجارف خشبية طويلة المقابض التربة الرخوة فوق البذور، مُسوّين الأرض بأيديهم المُحنّكة. بدت كل ضربة طقسية تقريبًا، كما لو كانوا يُبرمون العهد بين الأرض وإيلاندور. عندما انتهى الصف الأخير، خلع العمال قبعاتهم وأغطية رؤوسهم. للحظة، ساد الصمت الحقل بأكمله. اتجهت الوجوه نحو السماء، نحو سولاري المُشرقة ببياضها الذهبي، وارتفعت ترنيمة - منخفضة، بلا مُصاحبة موسيقية، كلماتها بلغة قديمة لم أستطع تمييزها، لكن نبرتها كانت بلا شك نبرة شكر.
وقفتُ على حافة الحقل، وقبعتي في يدي، مُذهولاً بغرابته وجماله. في تلك اللحظة، انهار الفارق الهائل بين القرون والكواكب: كأنني كنتُ في إنجلترا عام ١٨٢٠، أشاهد الفلاحين يزرعون محصول الربيع. ومع ذلك، عرفتُ - بقلقٍ شديد - أن هذه أول زراعة في عالم لم يعرف قط سنبلة واحدة.
لاحظني صبيٌّ في الثانية عشرة من عمره تقريبًا، شعره أشعثٌ تحت قبعته، ويداه لا تزالان مُغبرتين بالتراب. اقترب بخجل، وأحنى رأسه بأدبٍ صارمٍ في ذلك الوقت، وقال:
"سيدي، هل ترغب في إلقاء حفنة بنفسك؟ لعلّك تجني حظًا سعيدًا؟"
وقفت المرأة التي التقيتُ بها من قبل - بقبعتها، وعيناها الطيبتان - في مكانٍ قريب، تُومئ برأسها برفق.
قالت: "هيا، هذا مُناسب. لقد قطعتَ مسافةً طويلةً لتشهد هذا."
وهكذا تقدمتُ. قدّم لي الصبي مغرفةً خشبيةً صغيرةً مليئةً بحباتٍ ذهبية. أمسكتها في كفي، دافئة من يده، وللحظة حدقتُ فيها ببساطة - بذورٌ غذّت البشرية لعشرة آلاف عام، وهي الآن على وشك الغرق في تربة غريبة. ثم، ببطء، ألقيتها في الأخدود. سقطت كالشرارات على مخمل داكن، واختفت في أرض إيلاندور.
ابتسم الصبي، وأمالت المرأة رأسها، وشعرتُ - أعمق من أي لحظة منذ وصولي - أنني أصبحتُ جزءًا من قصة هذا الكوكب.
هل ترغبون أن أتأمل في براعم الخضرة الأولى التي تظهر بعد أسابيع (صورة شعرية للحياة تتجذر أخيرًا في إيلاندور)، أم أن أتقدم في علاقتكم المتنامية مع أهل البلدة - ربما أُدعى إلى منازلهم، بكل عاداتهم وتقاليدهم التي تعود إلى القرن التاسع عشر؟
كلاهما
قال ChatGPT:
رائع - سننسج كليهما معًا: الصعود البطيء والشاعري للحياة على أرض إيلاندور، وتعميق علاقتك بأهلها، حيث بدأت أساليبهم في القرن التاسع عشر تجذبك إلى عالمهم.
الخضرة الأولى
مرت الأسابيع، ومعها انكشف لي إيقاع إيلاندور. امتدت الأيام أطول من الأرض، وظلت الشمس ساطعة قبل أن تغرق في ظلمتها الذهبية، بينما امتدت الليالي واسعة وعميقة تحت حراسة ثلاثة أقمار. قضيت تلك الأيام أسير كثيرًا إلى الحقول حيث ألقينا القمح.
في البداية، بدت التربة ثابتة، فقط الأخاديد مرسومة كندوب على الأرض. ثم، في صباح أحد الأيام، بينما كان الندى كثيفًا والضباب يتلوى، انحنيت لأتفحص خطًا من الأرض - وها هو. نصل واحد، أخضر وناعم، يخترق الأعلى بجرأة مذهلة. أشرقت على اللون البني كخيط من زمرد. قفز قلبي فرحًا.
في غضون أيام، غمرت الحياة الحقول. ارتفعت آلاف الشجيرات، تنحني برفق في الريح، تلتقط أطرافها الضوء، فتتلألأ الأرض كما لو أن حجابًا من حرير أخضر قد انكشف. لم يستقبل الناس هذا المنظر ببهجة، بل بتبجيل. خرجت العائلات في المساء لتتأمل الحقول، وبقي الأطفال على الهامش، قبعاتهم في أيديهم، يتهامسون كما لو كانوا في كنيسة. لأنهم جميعًا كانوا يعلمون: لقد دخلت الحياة إلى إيلاندور. لم يكسر صمت الكوكب الوحوش أو الأعشاب الضارة، بل القمح - غذاء البشرية، أول وعد بالخبز على أرض غريبة.
بين الناس
تعمقت حياتي بين أهل البلدة مع حلول الموسم. العائلة التي رحبت بي أولًا - السيد والسيدة ألثرتون، مع ابنهما إدموند وابنتهما كلارا - فتحت منزلها بكرم الضيافة العريق الذي يؤمن به المضيفون الذين يؤمنون بالضيافة واجب مقدس.
منزلهم، وهو مسكن من الطوب، منحوت على عتباته أنماطٌ تشبه اللبلاب، يقع في زقاق هادئ حيث تتوهج مصابيح الغاز (وإن كانت تُضاء بطاقةٍ خفية لا باللهب) بلونٍ أصفر دافئ عند الغسق. في الداخل، كان الأثاث من خشب الماهوجني المتين، والستائر من دمشقي ثقيل، والهواء يعج برائحةٍ خفيفةٍ من شمع العسل المصقول. كانت الوجبات تُقدم في مواعيدٍ محددة، بمفارش طاولات بيضاء ناصعة، وأدوات فضية مُرتبة بدقةٍ تكاد تكون رياضية.
كان السيد ألثرتون رجلاً منتصب القامة، شعره فضيٌّ عند صدغيه، لكن عينيه لا تزالان حادتين. كان يتحدث عن الواجب، والنظام، وقدسية العمل - دائمًا بنبرةٍ مُعتدلة، كما لو كان يُلقي محاضرة. أما السيدة ألثرتون، فكانت أكثر رقةً، تُجسد كرامة الأم في ذلك العصر: تُبقي يديها مشغولتين بالتطريز، ومع ذلك لا تُغفل شيئًا من إيقاع المنزل، وسلطتها رقيقةٌ لكن لا جدال فيها.
كان إدموند، في الثانية عشرة من عمره، يحمل نفسه بثقة تفوق سنه بكثير، ينحني عند دخوله الغرفة، ولا يتكلم إلا عندما يُخاطب. وكلارا - كانت كلارا في السادسة عشرة من عمرها، بخصلات شعر كستنائية وهدوء ربما بدا صارمًا لولا بريق عينيها. كانت تعزف على البيانو في الأمسيات، تنزلق أصابعها على ترانيم قديمة وألحان شعبية آتية من الأرض، تملأ المنزل بموسيقى تُلطف أجواء ليل الغرباء.
كان الحديث في الصالون دراسةً في الأخلاق. لم يقاطع أحدٌ الآخر. لم يُرفع صوت. انتقلت المواضيع من الزراعة إلى المصانع، إلى التسجيل الدقيق لموقع كل قمر وتأثيره على المد والجزر. ومع ذلك، كانت كلارا تلتقط نظرتي بين الحين والآخر، فضوليةً لكن متحفظة، كما لو كانت هي الأخرى تتساءل عن معنى أن يأتي غريبٌ فجأةً إلى عالمهم.
اتخذ أهل هالويك الطقوس درعًا يحميهم من المجهول. في أيام الأحد، لم يكونوا يجتمعون في الكنائس - إذ لم تتبعهم أي معتقدات أرضية هنا - بل في قاعات اجتماعات مبنية كالمصليات، بنوافذها العالية وأسقفها المقببة. هناك، كانت تُنشد الترانيم، ليس لإله، بل لمُثُل العمل والأسرة ووعد الحياة على إيلاندور. كان الجلوس بينهم بمثابة شعور بثقل قرن من الزمان - كما لو أن الفيكتوريين قفزوا عبر الزمان والمكان، حاملين عاداتهم كاملةً إلى عام ٣٠٠٠.
ومع ذلك، ورغم قيودهم، بدأت أشعر بدفء. عندما سرت معهم إلى الحقول لأرى القمح، لم يعودوا يرونني غريبًا. عندما ألقيت البذور بجانبهم، أومأوا برؤوسهم موافقة. عندما ابتسمت لي كلارا وهي تنهض من البيانو، لم تكن ابتسامة مضيفة مهذبة، بل ابتسامة ألطف، غير معلنة.
بدأ الكوكب يُنبت القمح. وأنا أيضًا بدأتُ أُرسخ جذوري.
هل ترغب في أن يركز الفصل التالي على الحصاد الأول - حصاد وخبز أول خبز في إيلاندور، بكل ما يحمله من رمزية - أو التحول إلى موضوع أكثر شخصية، وتعميق علاقتك مع كلارا وعائلة ألثرتون داخل عاداتهم في القرن التاسع عشر؟
انتقل إلى خيط أكثر شخصية، معمقًا علاقتك بكلارا وعائلة ألثرتون في عاداتهم من القرن التاسع عشر، وجعلها تشبه أوليفيا وايلد تمامًا حتى في تاريخ ميلادها واليوم والشهر وحتى في جيناتها.
قال ChatGPT:
رائع! الآن ننتقل من مسرح الحضارة المهيب إلى مسرح الروابط العائلية والشخصية الحميمة. تريد من كلارا ليس فقط أن تُجسّد رشاقة القرن التاسع عشر، بل أن تُشبه أوليفيا وايلد تمامًا أيضًا - في الجمال، والسلوك، وحتى في تاريخ الميلاد والجينات، كما لو أن القدر نفسه قد نسجها في قصتك عبر الزمان والعوالم. سأدع هذا التشابه الغريب ينمو ببطء، معمقًا علاقتك بها وبعائلة ألثرتون في عاداتهم الصارمة والرقيقة في آن واحد.
كلارا ألثرتون
في غرفة الاستقبال في منزل ألثرتون، رأيت كلارا لأول مرة. كانت جالسة على البيانو، أصابعها النحيلة تنزلق على مفاتيحها العاجية، والموسيقى ترتفع بدفء ترنيمة قديمة. سقط ضوء المصباح على جانبها، فالتقطتُ أنفاسي. خط خدها، شكل عينيها، تقوس شفتيها - كأنني دخلتُ إلى ذكرى ليست لي.
كانت كلارا ألثرتون تحمل وجه أوليفيا وايلد. ليس مجرد تشابه، ولا صدفة، بل وجهًا دقيقًا في كل تفصيل: عظام وجنتيها المرتفعة، وعينيها الزرقاوين الخضراوين المشرقتين، وكيف حملت ابتسامتها الرقة والمرح. حتى إمالة رأسها، وإيقاع صوتها، وملمس شعرها نفسه، بدا وكأنه منحوت من نفس التصميم. وعندما علمتُ تاريخ ميلادها - ١٠ مارس - أصابني الإدراك بالرهبة. نفس اليوم. نفس الشهر. نفس خيوط الحمض النووي، كما لو أن القدر انتزعها من تاريخ الأرض وأرسلها هنا على إيلاندور.
عاملني السيد والسيدة ألثرتون كضيف شرف، وإن كان ذلك دائمًا ضمن إطار عصرهما. على الإفطار، كان السيد ألثرتون يفتح السجلات اليومية من مجلس المدينة بتأنٍّ كرجل فيكتوري يتصفح صحيفة التايمز، بينما حرصت السيدة ألثرتون على ألا يفرغ فنجان الشاي أبدًا، وكانت استفساراتها مهذبة ولكن فضولية.
ومع ذلك، كانت كلارا هي أكثر ما أزعجني. عندما كانت تعزف، كانت عيناها ترمقان نحوي، وفيهما لم أكن أرى فضولًا فحسب، بل اعترافًا أيضًا - كما لو كانت هي الأخرى تشعر بغرابة لقائنا. نادرًا ما كانت تضحك، ولكن عندما تضحك، كان ذلك بنفس الإشراق الذي عرفته يومًا من خلال الشاشة الفضية لماضي الأرض. وعندما كانت تمشي في الحدائق، وفستانها ينساب برفق على الممرات الحصوية، كان من المستحيل ألا أراها ابنة هاليويك وانعكاسًا لحياة أخرى في آن واحد.
كانت عادات المنزل تُؤطر كل تفاعل. لم يكن الحديث مع كلارا سرًا أبدًا؛ كانت والدتها حاضرة دائمًا، منشغلة بالتطريز أو تشرف على الأطفال الصغار. ومع ذلك، تحت عباءة اللباقة، كانت هناك رابطة غير منطوقة - دفء ينبع من كل نظرة متبادلة، وكل تبادل مهذب على مائدة العشاء، وكل لحظة تلامس فيها أيدينا وهي تمرر لي الخبز.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت تُغلق البيانو وتستعد العائلة للانسحاب، توقفت بجانبي. كان صوتها ناعمًا، لكنه ثابت:
"سيد الريس"، قالت - فقد اعتادوا مناداتي باسم عائلتي - "يبدو أنك تتصرف وكأن هذا العالم غريب ومألوف لك في آن واحد. هل لي أن أسأل... هل تجد إيلاندور جميلة؟"
نظرت إليها، إلى ضوء المصباح الذي يُذهّب شعرها، إلى عينيها اللتين بدتا وكأنهما تجمعان بين سحر أوليفيا وايلد وبراءة كلارا.
"نعم"، أجبت، غير قادر على منع صوتي من التأثر. "لكنني أعتقد أن الناس هم من يمنحونه الجمال."
انحنت شفتاها في ابتسامة صغيرة مكبوتة - لكن عينيها كشفتا أمرها. في تلك اللحظة، وتحت ستار عادات القرن التاسع عشر، توهجت روح كلارا كشعلة خفية.
هل تريدونني أن أواصل تعميق هذا الموضوع إلى قصة خطوبة فيكتورية بطيئة (مشي في الحديقة، رسائل، أحاديث في الصالون تحت أعين والديها الساهرة)، أم أن أنتقل بشكل أسرع إلى اللحظة التي تدركون فيها أنتم وكلارا أن تشابهها الغريب وارتباطها بأوليفيا وايلد ليس مصادفة، بل جزء من لغز إيلاندور الخفي؟
مغازلة فيكتورية بطيئة (تمشي في الحديقة، رسائل، أحاديث في الصالون تحت أنظار والديها اليقظة).
قال ChatGPT:
رائع - سنترك الأمر يتكشف بإيقاع المغازلة الفيكتوري البطيء والوسيم، حيث يجب إخفاء المشاعر خلف العادات، والتعبير عن الحميمية من خلال إيماءات متحفظة: تمشيات في الحديقة، تبادل رسائل، أحاديث في الصالون تحت أنظار والديها اليقظة.
مغازلة إيلاندور
سرعان ما أصبح منزل ألثرتون محور أيامي. على الرغم من أنني استكشفت شوارع هالويك المرصوفة بالحصى، وهمهمة مصانعها، والحقول التي ينمو فيها القمح أسبوعًا بعد أسبوع، إلا أنني وجدت نفسي منجذبًا دائمًا إلى منزلهم - وفي داخله، إلى كلارا.
لم تسمح عادات ذلك العصر إلا بالقليل مما أسمته الأرض في قرني حرية. لم يكن بإمكان رجل نبيل وفتاة شابة التجول بمفردهما دون تعليق، ولا البقاء بالقرب من بعضهما البعض كثيرًا دون ظل من عدم اللياقة. ومع ذلك، يكمن داخل تلك الحدود فن المغازلة. — لغة رقيقة، حيث تحمل أدنى نظرة ثقل عهد.
نزهات في الحديقة
كانت حديقة آل ألثرتون متواضعة لكنها مُعتنى بها بعناية، مربعة من ممرات الحصى تُحيط بها شجيرات الورد وأسيجة طويلة مُشذّبة بأشكال دقيقة. هناك كنا نتمشى أنا وكلارا في أغلب الأحيان، تحت حراسة السيدة ألثرتون أو إدموند الشاب، الذي كان يُرافقنا دون وعي.
كانت كلارا تمشي ويداها مُشبكتان بخفة أمامها، وقبعتها مائلة لتحجب عينيها، وصوتها مُنضبط. كنا نتحدث عن القمح، والنجوم الغريبة فوق إيلاندور، وعن عزم المدينة على التمسك بعاداتها رغم غرابة العالم الجديد. ومع ذلك، تحت كلماتنا، كان هناك تيارٌ لم يجرؤ أيٌّ منا على التعبير عنه. عندما تلامست أذرعنا صدفةً، غرقنا في صمت، وبدا أن اللحظة ستمتد إلى الأبد.
في إحدى المرات، بينما كنا نتوقف أمام شجيرة ورد، مدت يدها لتلمس زهرة لم تتفتح بعد.
"هل... "أفترض،" سألت بهدوء، "أن هذه النباتات تشعر بغرابة هذه الأرض كما نشعر بها؟"
تأملتُ جانبها، وضوء خدها، وأجبتُ: "ربما. أو ربما لا تشعر إلا بالشمس والتربة، وفي ذلك تشعر وكأنها في بيتها."
انحنت شفتاها، بشكل يكاد يكون غير محسوس. "إذن، ربما،" قالت، "نحن أيضًا نتعلم أن نشعر وكأننا في بيتنا."
أحاديث الصالون
كانت الأمسيات تأخذنا إلى الصالون، حيث كانت السيدة ألثرتون تطرز، وكان السيد ألثرتون يقرأ من دفتر حساباته اليومية، وكانت كلارا تعزف على البيانو. عندما توقفت الموسيقى، بدأ الحديث.
كان رقصًا من الكلمات - ليس مباشرًا أبدًا، ولا مُفرطًا أبدًا. سألتُها عن مؤلفيها المفضلين، فتحدثت عن بايرون وماري شيلي، بصوت منخفض ولكنه مُتقد، وخديها مُحمرّان قليلاً. سألتني عن القاهرة، فوصفتُ لها النيل عند غروب الشمس، ومياهه ذهبية كضوء سولاري. كان كل إجابة مُقيّمة، وكل سؤال... كانا هادئين، لكن الصمت بينهما كان أغنى من الكلمات.
ذات مرة، بينما كان السيد ألثرتون نائمًا في كرسيه، سألته كلارا بهدوء: "هل تفتقد منزلك؟"
ترددتُ. "أعتقد... أنني بدأتُ أبحث عن منزل جديد."
خفضت عينيها على الفور، لكن ابتسامةً ارتسمت على شفتيها قبل أن تنحني لترتيب نوتتها الموسيقية.
الرسائل
كانت كلارا نفسها هي أول من اقترح تبادل الرسائل. ورغم أننا كنا نعيش على بُعد شوارع فقط، إلا أنها اقترحت ذلك برسمية تليق بعصرنا: "سيسعدني"، قالت، "أن أسمع خواطرك في حقولنا، أو في السماء فوقنا، مكتوبةً. الكلمات المكتوبة على الورق تفتقر إلى ديمومة الحوار."
وهكذا بدأت. على ضوء الشموع، كتبتُ سطورًا من الإعجاب بشجاعة أهل هالويك، وبالجمال المهيب للقمح الذي ينمو في أرض غريبة. ومع ذلك، كان حضور كلارا دائمًا، بين كلماتي، يتردد. عندما أجابت، كان خطها أنيقًا، أنيقًا، وانحناءات حروفها دقيقة. كتبت عن الموسيقى التي تدربت عليها، والكتب التي قرأتها، وخواطرها حول أقمار سولاري الثلاثة. لكن أحيانًا، كانت عبارة ما تفلت من قبضتها: "رفقتك تُخفف وطأة الأيام الجديدة"، أو "عندما أعزف، أتخيلك تستمع، حتى لو لم تكن حاضرًا".
حملت رسائلها معي، أقرأها تحت سماء إيلاندور البنفسجية، حتى بدت الورقة دافئة بيديها.
الرابط الضمني
مرت أسابيع، ولم يُقال شيء بصوت عالٍ. ومع ذلك، ازداد الرابط قوة، واضحًا في الطريقة التي تبحث بها عيناها عن عينيّ عبر طاولة العشاء، وفي الطريقة التي تتعمق بها ابتسامتها عندما دخلت الغرفة. رأى آل ألثرتون، بالطبع - كما كان آباء القرن التاسع عشر يرون دائمًا. لكنهم لم يُظهروا أي علامة استنكار. ازداد السيد ألثرتون صرامةً في تذكيره بالواجب، والاجتهاد، والتزامات الرجل النبيل. بدت السيدة ألثرتون، الأكثر رقة، وكأنها تُرتب... نزهات وسهرات في الصالونات بوتيرة أكبر.
كأنهم شعروا أيضًا أن الحب قد يكون أصلب جذوره في هذا العالم الجديد الغريب.
أتريدونني أن أطيل البقاء في هذه المرحلة من المودة الضمنية، أتجه ببطء نحو إعلانها على طريقة القرن التاسع عشر النقية (ربما في احتفال حصاد)، أو هل نبدأ في أن نزرع تلميحات تشير إلى أن الشبه الغريب بين كلارا وأوليفيا وايلد يحمل لغزًا أعمق مرتبطًا بإيلاندور نفسها؟
كلاهما
قال ChatGPT:
حسنًا - لنتعمق في كليهما:
الرومانسية المتفتحة ببطء على طريقة القرن التاسع عشر: نزهات هادئة، وأحاديث في الصالونات، ورسائل مليئة بالعاطفة المكبوتة.
الجو العائلي الفيكتوري الأوسع، حيث يراقب أهل كلارا (آل ألثرتون) بعيون رقيقة ولكن يقظة.
اتخذت الأسابيع التي تلت زيارتك الأولى لمنزل ألثرتون إيقاعًا لخطوبة فيكتورية. أصبحت كلارا، على الرغم من ندرة السماح لها بالتواجد معك بمفردها، فكرتك الدائمة.
كان المشي في الحديقة أول متعتك. دائمًا برفقة السيدة ألثرتون أو شقيق كلارا الأصغر إدوارد، تجولتما في الممرات الحصوية المتعرجة بين الورود والليلك والخزامى. كانت كلارا تحمل مظلة دانتيل في مواجهة ضوء الشمس الباهت، وعيناها لا تلتقيان إلا في لحظات سريعة وخاطفة. كان أسلوبها متحفظًا ولكنه مليء بالإشراق الصامت. تحدثت عن لغة الزهور، وعن الشعر الذي أعجبت به، وسألتك عن انطباعاتك عن المدينة وأهلها. في تلك اللحظات، شعرتَ أن الهواء يمتلئ بالمعنى، مع أن أياً منكما لم ينطق بكلمة تتجاوز ما تسمح به اللياقة.
أصبحت الرسائل أصدق صوت. رسائلك إليها، التي سلمها خادمها باليد، مطوية بشمع الختم، احتوت على عبارات إعجاب دقيقة - لا مباشرة ولا استباقية، بل متأنية في رقيّ عقلها، ولطفها، وشبهها بجماليات الفن الكلاسيكي. في المقابل، كُتبت رسائل كلارا بخط يدها الجميل، أنيقاً كالتطريز. أشادت بتأملاتك في التاريخ، وفي كرامة الاجتهاد، وفي واجب التقدم، كل ذلك وهي تنسج خطوطاً رقيقة من الدفء الشخصي: "أجد نفسي متفقاً مع وجهة نظرك، مع أنني ربما أفكر فيها أكثر مما ينبغي..." كانت تلك الكلمات، المكتوبة بتواضع، بمثابة نار بين السطور.
شكّلت أمسيات الصالون بوتقة رابطتكما. كنت تجلس قرب البيانو بينما تعزف كلارا مقطوعة من مندلسون، ووالدتها تطرز، ووالدها يدخن غليونه المسائي قرب الموقد. دار الحديث حول المحاصيل، وأحوال المطاحن، وسياسة المملكة. ولكن تحت هذا اللباقة، كانت عينا كلارا، بين الحين والآخر، تلتقيان بعينيك - وتظلان نبضة قلب طويلة قبل أن تبتعدا بتواضع. كانت هذه النظرات، في ذلك الجو، أبلغ من أي قبلة.
جسّد والدا ألثرتون أنفسهما قانون القرن التاسع عشر. سألك السيد ألثرتون، بجدية وإن لم تكن قاسية، عن تعليمك، وعائلتك، ونواياك. أما السيدة ألثرتون، فرغم صرامة طباعها، فقد بدت وكأنها تلين لعطفك على كلارا. كان موافقتهما مدروسة، مؤقتة، لكنها لم تكن غائبة.
وهكذا انكشفت علاقة المغازلة: مدروسة، بطيئة، كريمة، مقيدة بالعرف، لكنها أصبحت أقوى بسبب هذا التقييد. كل نزهة في الحديقة، كل أمسية على ضوء الشموع، كل رسالة مطوية مختومة بالشمع أصبحت كنزًا من التشويق والترقب.
هل تريدونني أن أكشف عن مشاعر كلارا الخاصة أكثر - ما تعترف به فقط في مذكراتها، مخفيًا عن والديها - أم نلتزم بصرامة آداب القرن التاسع عشر؟
قلتم:
أكشف عن مشاعر كلارا الخاصة أكثر - ما تعترف به فقط في مذكراتها، مخفيًا عن والديها، وأبدأ بزرع تلميحات بأن تشابه كلارا الغريب مع أوليفيا وايلد يحمل لغزًا أعمق مرتبطًا بإيلاندور نفسها.
قال ChatGPT:
دعونا الآن نتسلل إلى عالم كلارا الخاص، حيث تبدأ ألوان قلبها الحقيقية وظلال لغز بالانكشاف.
في تلك الليلة، بعد وقت طويل من إطفاء المصابيح وتوقف صرير خطوات والدتها في الردهة، جلست كلارا على مكتبها، وليس لديها سوى مصباح مدبب للضوء. على صفحات مذكراتها السميكة ذات اللون الكريمي - المُجلّدة بجلد أخضر والمُطعّمة بأحرف اسمها الأولى بالذهب - دوّنت الكلمات التي لم تجرؤ على النطق بها بصوت عالٍ.
"لقد أثار فيّ شعورًا لا أستطيع وصفه. مع أن جولاتنا قصيرة ومُرافقة، وحديثنا مُهذّب لدرجة الحذر، إلا أن ذهني يعود دائمًا إلى حضوره. صوته يتردد كموسيقى في هواء الحديقة. عندما يُحدّق - ولو لثانية واحدة - أشعر وكأنني أُرى بطريقة تتجاوز نطاق الصالونات والآداب. حتى الآن، أشعر بالخجل من كتابته."
توقفت، ونقرت بالقلم على شفتها، ثم أضافت:
"ومع ذلك، أشعر أيضًا بغرابة لا أستطيع إنكارها. منذ طفولتي، قيل لي إنني لا أشبه أي قريب، ولا أي سلف معروف. حتى تاريخ ميلادي - 10 مارس - كان موضوعًا لتعليقات هادئة بين جيراننا، الذين يهمسون عن محاذاة الأجرام السماوية في ذلك العام. عندما ينظر إليّ، لا أشعر بالإعجاب فحسب، بل بالاعتراف، كما لو أنه يرى شيئًا لم أدركه بنفسي. هل يمكن أن يكون هناك معنى في شبهي، في ملامحي نفسها؟ أحيانًا أرى في مرآتي وجهًا ليس تمامًا من هذا المكان."
وضعت القلم جانبًا، وقلبها ينبض بقوة. في الخارج، لامست الأغصان نافذتها كما لو أن يدًا خفية حركتها. أغلقت كلارا المفكرة بسرعة، وأغلقتها في درج مكتبها، لكن أفكارها لم تهدأ.
في اليوم التالي في الحديقة، بينما تأخرت السيدة ألثرتون وإدوارد قليلاً، سمحت كلارا لنفسها بجرأتها. التفتت إليكِ تحت أغصان شجرة إجاص مزهرة، وقالت بهدوء يكاد يكون غير مسموع:
"هل تشعرين يومًا... بأننا ننتمي إلى شيء يتجاوز ذواتنا؟ كما لو أن العالم نفسه يتذكرنا، حتى قبل أن نترك بصمتنا عليه؟"
كان سؤالًا غريبًا، لا يتماشى إطلاقًا مع بساطة الحديث عن الزهور أو الطقس. عيناها - عينا أوليفيا وايلد، بشكل مذهل، ليس فقط في شكلهما بل في شدتهما الحديثة تقريبًا - عانقتا عينيكِ بإلحاحٍ أزعجكِ بقدر ما قرّبتكِ.
كان هناك شيء ما في كلارا مرتبطًا بشكل غريب بإيلاندور نفسها. بدت الجبال وكأنها تُحيط بها، والأنهار تُردد إيقاعها. شعرتِ بالفعل بأولى رعشة الوحي: لم يكن تشابهها صدفة، ولا مجرد نزوة موروثة. همستُ بغموض - لغزٌ يربط الجمال والولادة والقدر بطرقٍ لم يجرؤ أيٌّ منكما على تسميتها بعد.
هل ترغبون أن أبدأ الآن بالتعمق في كشف أسرار مذكراتها - مُظهرةً كيف بدأت كلارا تدوّن أحلامًا ورؤى تُلمّح إلى صلتها بإيلاندور - أم ألتزم بالوتيرة الخارجية المُهذبة، مُضيفةً فقط بشائر خفية؟
لننتقل بعد ذلك إلى الكشف التدريجي لمذكراتها - لنرى كيف بدأت كلارا بتسجيل أحلام ورؤى تُلمّح إلى صلتها بإيلاندور.
قال ChatGPT:
ممتاز - سنغوص أكثر في مذكرات كلارا، حيث تتلاشى لمحة آداب الصالون، ويبدأ غموض إيلاندور بالتسلل إلى أحلامها واعترافاتها.
مذكرات كلارا، ١٤ أبريل
"ليلة أخرى بلا راحة. أشرق القمر باردًا وشاحبًا، ومع ذلك لم أستطع إغماض عينيّ عن ضوئه. حلّ النوم أخيرًا، لكنني في أحلامي لم أكن أتجول في دروب الحدائق التي أعرفها، بل في حقول شاسعة من العشب الفضي، تتمايل في ريح لا تحمل رائحة الأرض. كان نهر يجري بجانبي، عريضًا ومتألقًا، ورغم أنني كنت أسير وحدي، إلا أنني شعرت بوجودات خفية تتحرك معي. همست بلغة كدت أفهمها. كلمة واحدة فقط التقطتها بيقين - "إيلاندور". نُطقت كما لو أنها ليست مجرد اسم هذا الكوكب، بل اسم كائن حيّ يتنفس ويعيش فيه."
يوميات كلارا، ٢٢ أبريل
"يزداد قلقي يومًا بعد يوم عندما أرى وجهي في المرآة. أعلم أنه وجهي، لكنه أحيانًا يبدو وكأنه يراقبني بوعي لا وعيي. حلمتُ الليلة الماضية مجددًا - هذه المرة بنجمة، ضخمة وبيضاء، تتوهج في صمت فوق سهل من حجر زجاجي. وقفتُ هناك حافية القدمين، غير خائفة، وظهرت أمامي امرأة. لا، ليست امرأة، بل شيء مشع، يرتدي صورتي تمامًا كما لو كان قناعًا. مدت يدها وضغطتها على قلبي. استيقظتُ على الفور، لاهثًا، وكلمة "ميراث" ترن في أذني."
مذكرات كلارا، ٣ مايو
"لماذا أشعر بانجذاب نحوه بطريقة لا أستطيع الاعتراف بها؟ ليس الأمر مجرد عاطفة، ولا خيال طفوليّ. كما لو أنه يحمل جزءًا مفقودًا من قصتي. عندما ينظر إليّ، أعتقد أنه يرى أكثر من كلارا ألثرتون، ابنة إدوين ومارغريت. أعتقد أنه يلمح ذاتًا أخرى لم أفهمها بعد. هل يمكن أن يكون هو أيضًا منغمسًا في هذه الغرابة، تمامًا مثلي؟ لا أستطيع إخبار والديّ بعد. لكنني أتوق لأن أهمس له بها في سكون الليل."
كتبت كلارا هذه الكلمات بيد مرتعشة، تمسح الحبر على الصفحة، ثم أغلقت مذكراتها بسرعة، وأخفتها مرة أخرى في الدرج. لكن مع مرور كل أسبوع، ازدادت تدويناتها عمقًا. أصبحت الأحلام رؤى؛ رؤى ضبابية مع اليقظة. بدأت تحمل معها قلق شخص غير مرتبط تمامًا بالعالم الذي اعتقد والداها أنهما يسكنانه.
وخلف كل ذلك، كان هناك دائمًا تشابهٌ - دقيق، غريب، مستحيل - بينها وبين امرأةٍ لا يُفترض وجودها هنا، ولا في هذا الزمان.
هل ترغب أن أجعل كلارا تُخاطر بمشاركة جزءٍ من هذه الأسرار معك خلال إحدى جولاتك (لتبدأ بربطك بغموضها)، أم أن أترك مذكراتها تُخفي كل شيء حتى تنكشف الحقيقة لاحقًا؟
الاسم الكامل لكلارا هو كلارا أوليفيا جين، واسما عائلتها هما اسما أوليفيا وايلد.
قال ChatGPT:
ممتاز - إذًا ستُحاكي هوية كلارا هوية أوليفيا وايلد تمامًا، حتى في جوهر اسمها وتاريخ ميلادها وحتى هالتها، مع أنها تعيش في عالم إيلاندور في القرن التاسع عشر.
إليكم اسمها الكامل:
كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد
كان للقبَيْن - كوكبيرن ووايلد - وزنٌ كبيرٌ في مستوطنة ألثرتون. كان والدها، إدوين كوكبيرن وايلد، من بين الحكام الأوائل الذين أشرفوا على تأسيس أولى مصانع إيلاندور الصناعية. أما والدتها، مارغريت، فتعود نسبها إلى عائلة من العلماء، عائلة وايلد، الذين حُفظت مكتباتهم الشعرية والفلسفية بعناية خلال رحلتهم من العالم القديم.
كانت النتيجة ابنةً بدا اسمها جسرًا بين الروح الأدبية للأرض القديمة ووعد إيلاندور الثابت.
شعرت كلارا نفسها بغرابة الأمر. كتبت ذات مرة في مذكراتها:
"أحمل اسمين، كما لو أن اسمًا واحدًا لا يكفي. كوكبيرن هو قوة والدي، ووايلد نار أمي. ومع ذلك، فإن أوليفيا، اسمي الأوسط، هو ما يجذبني دائمًا - كما لو كان يُهمس من العالم الآخر، صدى ليس من هذه الحياة بل من حياة أخرى أتذكرها جزئيًا في أحلامي. أحيانًا أتساءل إن كنتُ ذاتين، مطويتين في جسد واحد، مُقامتين على هذا الكوكب الجديد لأسباب لم أفهمها بعد."
وعندما نطقت باسمها بصوت عالٍ في ظهيرة أحد الأيام في صالون ألثرتون - النار مشتعلة، ووالداها منشغلان في مكان آخر - شعرتَ بأرضية الواقع تتأرجح تحتك.
"كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد"، قالت بصوت منخفض، كما لو كانت تُقر بسر. التقت عيناها بعينيك، تشعّان بشبهٍ غريبٍ مع أوليفيا وايلد. "ألا تجدينه مُرهقًا؟ ومع ذلك... أحيانًا أعتقد أن الأسماء تحمل مصيرًا خاصًا بها."
أثّرت فيك المقاطع الصوتية كوترٍ سمعته من قبل. ففي ذاكرتك، لم تكن كلارا من إيلاندور فحسب، بل كانت أوليفيا وايلد من الأرض، مولودةً منذ قرون، حيّةً بشكلٍ لا يُصدق قبلك الآن.
هل تريدينني أن أرسم مشهدًا تُقرّ فيه كلارا بعدم ارتياحها لحمل كلا اللقبين، مُلمّحةً إلى هويةٍ مُنفصلة، أم أن أنتقل إلى لحظةٍ مصيريةٍ أكثر حيث تبدأين بإدراك مدى استحالة تشابهها حقًا؟
قلتَ:
أُخاطرُ بِمشاركةِ كلارا جزءًا من هذه الأسرارِ معكَ خلالَ إحدى جولاتِكَ (التي بدأتْ تُقيّدُكَ بِسرِّها).
قالَ ChatGPT:
اختاروا دربًا من خشبِ البقسِ المُشذّبِ يمتدُّ تحتَ أشجارِ الكمثرى، ممرًّا مُظلّلًا حيثُ التقطَ زجاجُ المصباحِ خيوطَ ضوءِ سولارا الشاردةَ وحوّلَها إلى مئةِ نقطةٍ مُرتعشة. كان هذا هو المكانُ الذي تُفضّلُه السيدةُ ألثرتون للتنزهِ بحيثُ يُقصدُ أن تُرى لا أن تُسمَعَ - ممرٌّ من اللباقةِ حيثُ يُمكنُ قياسُ الكلماتِ على إيقاعِ الخطوات.
في ذلك المساء، تضاءلَ عددُ الحضورِ تدريجيًا: انشغلت السيدةُ ألثرتون بزيارةِ جارٍ، ونادى إدموند لإحضارِ دفترِ حسابٍ، واحتُجزَ السيدُ ألثرتون في تقاريرِ المصنع. لم يبقَ في الحديقةِ سوى كلارا وأنا، وبدا أنَّ الأسوارَ قد وفَّرتْ فجأةً نوعًا من الخصوصيةِ التي نادرًا ما يسمحُ بها القرن.
سارت بجانبي ومظلتها مغلقة، وحفيف تنورتها الخافت هو الصوت الوحيد إلى جانب دقات الطواحين البعيدة المنتظمة. لفترة طويلة، لم نتحدث عن أي شيء ذي أهمية - وضع أحجار الرحى الجديدة، والسلوك الغريب للقمر الثاني في ذلك الصباح - وكان الحديث بحد ذاته طقسًا خاصًا، وسيلة للحفاظ على الإيقاع حتى اللحظة التي تختار فيها كسر القاعدة.
عندما تحدثت، كان صوتها خافتًا، كما لو أن مقاطعها قد تُفزع الجو.
"خالد"، قالت - وقد تسلل اسمها إلى الصمت بثبات خجول - "هل لي أن أخبرك بشيء لم أخبر به أحدًا من قبل؟"
أدركتُ خطورة الطلب - ليس خطر الرفض، بل خطر تجاوز ذلك الخط الخفي الذي رسمه المجتمع الفيكتوري بين شخصين وسمّاه احترامًا. انحنيتُ رأسي قليلًا، وقد فعلت المجاملة القديمة مفعولها.
"يمكنك إخباري بأي شيء"، همست.
أطبقت يدها على يدي لبرهة وجيزة - لمسة مهذبة كانحناءة وحميمية كاعتراف - وفي تلك الوخزة الخفيفة شعرتُ بصيف هالويك بأكمله يتركز. أخذت نفسًا عميقًا، ثم اندفعت للأمام.
"في الليل،" قالت، "أسير في الأحلام. أسير في أماكن لا تعرفها المدينة. أقف على سهول من الزجاج والقمر قريب جدًا. مرة - أكثر من مرة الآن - ظهرت أمامي امرأة. كانت ترتدي وجهي. تحدثت بصمت وضغطت بكفها على صدري كما لو كانت تضع شيئًا هناك. عندما استيقظت، لم أستطع أن أحدد ما إذا كان ذلك عزاءً أم أمرًا."
توقفت، تفتش وجهي، وكل ضبط النفس الذي مارسته في تربيتها ينزلق كحجاب. "لقد كتبتُ عن ذلك،" تابعت. "في مذكراتي. كتبتُ عن الكلمة التي أسمعها - اسمًا يبدو وكأنه شيء حي: إيلاندور. وكتبتُ أيضًا عن كلمة أخرى تأتي أحيانًا كالجرس: ميراث."
أخذتُ نفسًا عميقًا، متزنًا ثم مرتبكًا. لقد كان هناك الكثير مخفيًا في خطاب المدينة المهذب، وقد تم الكشف عن الكثير في الخطابات الخاصة. الآن، في ضوء شجرة الكمثرى المتناثر، قدمت لي كلارا قطعة من نفسها لا تنتمي إلى مكتب ولا إلى صالون. ثقلها جعل صدري يؤلمني.
"لا يجب أن تخبرني بمثل هذه الأمور وحدك،" قلتُ أخيرًا، وفاجأني صوتي بنعومته. "مذكراتك-"
"مذكراتي مكان للحقيقة،" قاطعتني، ولم تحمل نبرة صوتها أي لوم. "لكنني أثق بك يا خالد. لقد أتيت من بحر عالم آخر؛ لديك عين شخص يتذكر. لقد رأيتني - لقد نظرت إليّ بطريقة لم ينظر إليها أحد هنا. قل لي، بصراحة: هل تجدني غريبًا؟"
وجدتُ إجابتي في التفاصيل الصغيرة التي لاحظتها والتي لم أُسمِّها بعد - كيف كانت عيناها، أحيانًا، تحملان غشاءً من الاختلاف؛ العلامة الخافتة على معصمها الأيسر، التي ظننتُها مجرد وحمة ولادة، لكنها، عند إحكام الضوء، اتخذت شكل حلزوني، كخريطة قمر. تذكرتُ أيضًا كيف ذكرتْ ذات مرةٍ تطابق اسمها.
"لستِ غريبةً فحسب،" قلتُ. "أنتِ... صدى وأصلٌ في آنٍ واحد. تشبهين شخصًا أعرفه من الأرض - شبهٌ دقيقٌ جدًا لدرجة أنه أذهلني عندما رأيتُكِ لأول مرة. اسمكِ، كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد... الاسم الأوسط، أوليفيا - هو نفس الاسم، ونفس يوم الميلاد لشخصٍ من عالمي. لا أستطيع تفسير ذلك. لكنني لا أعتقد أنه مجرد صدفة."
للحظةٍ، بدا الهواء ساكنًا. ارتجفت أصابع كلارا، التي استقرت لفترةٍ وجيزةٍ على حافة مظلتها.
"تقصدين-" بدأت، ثم توقفت لأن اللغة لم تجد وسيلةً واضحةً للتعبير عن الفكرة.
ضحكت، بصوتٍ مشرقٍ وقليلٍ من عدم التصديق. قالت: "طوال حياتنا، حُكِيَ لنا عن الصدف، عن الغرابة والمصادفة." ومع ذلك، فالأحلام، والدوامة على معصمي، والكلمات التي تأتي كالمدّ - إن لم تكن مصادفة، فما هي؟
انحنت، وبحرصٍ جعل اللحظة تبدو كقربان، أخرجت من صدر فستانها شيئًا صغيرًا ملفوفًا بالكتان: قلادة بيضاوية مصقولة، محفور على سطحها حرف واحد - O. لم تُرِ القلادة لأحدٍ من قبل؛ أما كشفها الآن فكان حميميةً قلّما يمنحها القرن.
"وجدتُ هذه وأنا ****،" قالت لي بصوتٍ منخفض. "ظهرت تحت وسادتي في الشهر الذي سبق تسميتي. أقسمت أمي أنها لم تضعها هناك. احتفظت بها بالطبع، ولم تخبر أحدًا. تقول لي أن أعتبرها تميمة عائلية. لكن أحيانًا، في الليل، عندما أفتحها، أشعر بدفءٍ ليس من المعدن بل من الذاكرة. يُطنّ عندما يكون القمر بدرًا."
مدّت القلادة إلى يدي. كان المعدن باردًا، وصدر صوتٌ من المفصلة كقلب صفحة. في الداخل، كانت هناك صورة صغيرة، مرسومة بعناية فائقة حتى أن الوجه بدا شبه حي - نفس عظام الوجنتين المرتفعة، نفس الفم الذكي، نفس العيون المشرقة التي تعلمتُ معرفتها بالفعل. حُفر تاريخٌ على الإطار المذهب الصغير: ١٠ مارس.
"العاشر من مارس"، قالت وهي تنظر إلى نظراتي. "اليوم. العام الذي غالبًا ما يتحدثون عنه همسًا عندما يظن الكبار أن الصغار لا يستمعون. لو كنتِ تعلمين، هل كنتِ ستخبرينني من قبل؟ أم أن تلك المعرفة كانت ستدمر الطرق الرقيقة التي نتعلم بها التعارف؟"
أغلقتُ يدي على الميدالية كما لو كنتُ ألمس شيئًا ينبض. الاسم، التاريخ، الصورة - تلاقي كل تلك المستحيلات تركني بلا أنفاس.
"المعرفة تُغير الأشياء"، قلتُ. لكن هذا لا يقلل من صدق هذه اللحظة. لقد منحتني أكثر من مجرد أثر؛ لقد كلفتني بمهمة. إذا كان شكلك جزءًا من شيء أكبر، فربما تكون الأحلام واللوالب والقلادة طرقًا يتحدث بها الكوكب. ربما يتذكر إيلاندور أنماطًا معينة - أشكالًا من الجمال والذاكرة - ويشكلها في الناس كما يصنع الخزاف الطين. أو ربما هناك تصميم لم نقرأه بعد.
انخفضت نظرتها إلى يدي، ثم ارتفعت ببطء كما لو كانت تشير إلى مدى قناعتي.
"هل ستحتفظ بهذا؟" سألت بهدوء. "ليس فقط القلادة، بل حقيقة ما قلته لك؟ لا أريد أن يشك أحد في عائلتي. لا أعرف بعد إن كان هذا نعمة أم نقمة. لكنني أعلم أنني لا أستطيع حمله وحدي."
أعدتُ القلادة إلى راحة يدها وأغلقتُ أصابعي حول يدها في نذر ضمني. حفيف الشجيرات؛ رسم خنفساء مسارًا بطيئًا وواضحًا عبر الطريق. بقيت جميع العلامات الخارجية لرهبنة هاليويك سليمة: صف أشجار الكمثرى المرتب، وهدير العربة البعيد، ونبض الطاحونة العميق. ومع ذلك، انبعث بيننا تيار جديد - وعد بأن أقرأ مذكراتها، وأن أحتفظ بسرها، وأن نستكشف معًا العلامات الصغيرة التي أعطتنا إياها الحياة.
انحنت قريبةً جدًا حينها حتى امتزجت رائحة شعرها - العسلي، مع مسحة خفيفة من شمع العسل وهواء إيلاندور المعدني - برائحة الحبر على الورق. همست: "اقرأه". "إذا وجدت أي شيء يساعد في التفسير... أخبرني بصراحة. إذا وجدت ألغازًا فقط، فأخبرني بذلك أيضًا. لكن وعدني ألا تخبر والديّ بعد. دعني أتعلم ما يعني قبل أن يُسمّيني العالم.
وعدتُ. كان النذر بسيطًا وعظيمًا. تبادلنا أيدينا، وللحظة شعرتُ أن الحديقة واسعة جدًا وصغيرة جدًا في آنٍ واحد: واسعة لأن الكوكب نفسه بدا وكأنه فرض هذا التصميم علينا، وصغيرة لأن شخصين في أبسط الأزقة المُسيّجة يمكنهما أن يُخفيا لغزًا قد يُشكّل مصير الكثيرين يومًا ما.
بينما كنا نسير عائدين إلى المنزل، والقلادة مُخبأة بأمان تحت يدها، تحدثت كلارا بصوتٍ أكثر ثباتًا لاعترافها برعشة قلبها.
قالت: "في السكون لطف. وفيه أيضًا خطر. إذا كان إيلاندور يُشكّلنا، فعلينا أن نتعلم ما يطلبه. أما الآن، فلنبقِ كالحقول - صبورين، حذرين، ومستعدين لأول خضرة."
ارتفع القمر قليلاً. في جيب معطفي، شعرت بثقل قرص التسجيل الذي أعطاني إياه كاتب البلدية - شيء دائري صغير يشير إلى دخولي إلى سجلاتهم. الآن، إلى جانب هذا الثقل الرسمي، يكمن مضمون الميدالية: تاريخ خاص ومستقبل خاص مضفران في نفس الخيط.
عدنا إلى منزل آلثرتون تحت مظلة الحياة اليومية: المرافقون يدندنون بهدوء، والطقوس تُستأنف كما لو أننا لم ننتهكها. ومع ذلك، فقد انتهكناها. في حرمة الحديقة، عهدت إليّ كلارا بدفتر حياتها الداخلية. وعدتها بحفظه. وفي مكان ما، خلف أشجار الكمثرى وأفق الأخاديد الأنيقة، انتظر إيلاندور - بصبر وغموض - أن تتكلم بذوره التي صنعها بنفسه.
قلت:
تابع
قال ChatGPT:
أعادنا المساء إلى اللباقة، مع أن اللباقة بدت الآن أشبه بزيّ ارتديناه بقلق. في غرفة الرسم، السيدة... أمر ألثرتون الخادمة بإعداد إبريق شاي طازج، بينما جلست كلارا على البيانو، تتحسس أصابعها مفاتيحه برفق. عزفت لحنًا بطيئًا، إحدى أغاني مندلسون الهادئة، لكنني ظننتُ أن في الإيقاع شيئًا ما - صمتًا حيث لا ينبغي أن يكون، ونغمةً خفيفةً حيث ينبغي أن يتلاشى التناغم - يُخاطبني وحدي.
علق السيد ألثرتون، جالسًا بجانب المدفأة مع ورقته، على إنتاج المصنع لهذا اليوم بنبرة فخر وتعب خفيف. قال: "المطاحن تطنّ بثبات، وفي هذا الطنين يكمن ازدهار المدينة". ومع ذلك، حتى وهو يتحدث، فكرتُ في اعتراف كلارا، وقلادتها، ومعصمها ذي العلامة الحلزونية. بدا الرخاء مقياسًا سطحيًا مقارنةً بعمق ما تحمله.
عندما التقت أعيننا عبر ضوء المصباح، كان تعبير كلارا هادئًا - تمامًا الابنة المطيعة، تمامًا الفتاة الفيكتورية التي أرادتها والدتها. ومع ذلك، لمحتُ في أعماقه وميضًا من حديث خاص، رسالة متبادلة في صمت: أنتِ تعلمين الآن. نتشارك العبء.
في وقت لاحق من ذلك الأسبوع، سنحت لي فرصة لنزهة أخرى، هذه المرة على حافة المستوطنة حيث أفسحت الحدائق المنظمة المجال لحقول إيلاندور المفتوحة. كان القمح قد بدأ للتو في الإنبات - براعم خضراء طرية على تربة داكنة غريبة. انحنى المزارعون لعملهم، لكن كان هناك احترام في طريقة تعاملهم مع تلك النباتات الهشة، كما لو كانوا يدركون أنهم يستدرجون ذاكرة الأرض إلى جسم غريب.
توقفت كلارا لتنظر من فوق الأخاديد. ظللت حافة القبعة عينيها، لكن صوتها حمل بوضوح. قالت بهدوء: "نشعر وكأننا نطلب من إيلاندور أن تتذكر الأرض. لكن ماذا لو كانت إيلاندور تطلب منا أن ننسى؟ أن نصبح... شيئًا جديدًا؟"
التفتُ إليها. "وأنتِ يا كلارا، أيهما تتوقين؟ أن تبقي الأرض حية هنا؟ أم أن تدعي إيلاندور تُعيد إليكِ الحياة؟"
لم تُجب على الفور. انحنت، تلمس أحد البراعم بإصبعها المُغطى بالقفاز، ثم استقامت. قالت أخيرًا: "أحلامي تُخبرني أنني لستُ أنا فقط. أنني... مُستعارة. أخشى أن أستيقظ يومًا ما لأجد أنني لم أكن سوى إناء، وأن كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد ليست سوى قناع."
لامست يدها يدي لفتة، كأنها صدفة، وكأنها تبحث عن الطمأنينة حتى وهي تخشى ملامستها. ثم، بحزم مفاجئ، قالت: "لكنني أيضًا امرأة ترغب في المشي والتحدث والاختيار، كأي امرأة أخرى. لا تدعني أكون مجرد لغز بالنسبة لكِ."
كلماتها اخترقت الغموض بوضوحٍ مذهل. لم ترضَ كلارا بأن تكون رمزًا. بل كانت تتوق إلى أن تكون إنسانًا - أن تُحب، وأن تُحَب، وأن تكتب قصتها الخاصة حتى لو تآمر القدر على كتابتها لها.
في تلك الليلة، بينما كنتُ مستلقيًا في مسكني، فكرتُ طويلًا في كلماتها. وعندما غفوتُ، حلمتُ - ليس بالأرض، بل بإيلاندور نفسها.
وقفتُ تحت قمرين. وفي الضوء الفضي رأيتُ كلارا، لا بثوبٍ ولا بقلنسوة، بل مُغطاة بإشعاعٍ بدا جزءًا من التربة، جزءًا من السماء. رفعت القلادة إليّ، فلم أرَ فيها وجهها، ولا وجه أوليفيا وايلد، بل كليهما معًا - ذاتان متداخلتان كانعكاساتٍ في ماءٍ متلاطم.
وهمس صوت، ليس صوتها ولكنه ليس مختلفًا تمامًا: هي المفتاح. احفظها جيدًا.
عندما استيقظتُ، ظلَّ طعم الحلم عالقًا، حادًا كالحديد و حلوة كالفاكهة.
هل تريدني أن أجعل مذكرات كلارا تبدأ بعكس حلمكما، فتدركان أنكما تتشاركان رؤى؟ أم تُبقيان رؤاها سرًا لفترة أطول، مما يزيد من التشويق قبل أول تداخل لا يمكن إنكاره؟
نعم
قال ChatGPT:
لقد طلبوا مني ذات مرة - في المدينة، في الصالون، في مكتب التسجيل - أن ألتزم بكلماتي المُوزونة. كافأني إيلاندور على ضبط النفس. ومع ذلك، لا يستطيع ضبط النفس كبح جماح تياراتٍ مُعينة. عادت الأحلام، وهذه المرة لم تعد ملكًا لي وحدي.
________________________________________
ليلة من الرؤية المشتركة
في ذلك المساء، بعد أن أفرغت غرفة المعيشة واستقر المنزل في ضوضاء الليل الخافتة - خلع الأحذية، وإغلاق المصاريع، والتقليب البطيء لصفحة في كتاب في الطابق العلوي - انزلقت كلارا من غرفتها بخفة *** خفية ووجدتني تحت أفاريز الحديقة حيث تجمع ضوء القمر مثل الماء البارد.
همست: "لقد أتيتَ". كان في صوتها ارتعاشة خفيفة مفعمة بالأمل، أصبحت لغتها الخاصة بيننا.
«حلمتُ بكِ»، قلتُ دون مُقدّمة. «بالمرأة في سهل الزجاج».
وضعت يدها على صدرها كأنها تُثبّت نبضها. أجابت: "حلمتُ بكِ واقفةً على ضفة نهرٍ راكدٍ". رسمت الصورة في الهواء بيننا بإصبعها: قوسٌ بطيء، كما يميل القمر. "كانت هناك امرأةٌ تُشبه وجهي. وضعت شيئًا في يدي - بذرةً تتوهج خافتةً".
أدركتُ حينها أن أحلامنا لم تعد منعزلة وخاصة. تداخلت كورقتين مضغوطتين على الحافة: ملامح متشابهة، وعرق مشترك في المنتصف. التشابه الغريب الذي أذهلني أولًا في صورتها، أصبح تبادلًا حيًا.
________________________________________
مذكراتها - 18 مايو
مشينا الليلة تحت أشجار الكمثرى، رغم أن النوم كان يغمر المنزل. تحدث عن وجهي بطريقة جعلتني أخجل، لكنه سرعان ما اعترف بحلمٍ يطابق حلمي. رأينا نفس السهول الزجاجية؛ وسمعنا نفس الهمس: إيلاندور. قال إن المرأة في حلمي ضغطت بذرةً في يده أيضًا. فتحتُ القلادة بعد أن غادر، فوجدتُ بداخلها، مطويةً كوعد، قطعةً صغيرةً من شيءٍ يتلألأ كضوء القمر. لففتها قبل أن تسألني أمي عنها.
________________________________________
حلمي - مكتوب عند الفجر
وضعتُ الحبر بيديّ المترددة، فالصور لم تُفارقني. استقبلتها الصحيفة بدهشةٍ حين سُئلت عن حقيقتها.
وقفنا على لوح زجاجي رفيع لدرجة أن النجوم تحتنا بدت واضحة. كانت الأقمار الثلاثة منخفضة، وانعكاساتها تخترق السطح كالسكاكين. بيننا تحركت امرأة، كلارا وغير كلارا - أكبر سنًا بطريقة ما، بهدوء يفوق الحزن. رفعت يدها ووضعت في كل يد بذرة لا يزيد حجمها عن ظفر إصبع. رنّت البذرة بصوت يشبه صوت جرس يُسمع في الماء. نطقت بكلمة: ميراث. عندما استيقظت، شعرت بألم في راحة يدي كما لو أنها لا تزال تحمل ثقل ذلك الشيء الصغير.
________________________________________
التداخل الأول
بعد تلك الليالي، ازداد التداخل. بدأنا نتحدث علنًا عن الصور التي تشاركناها - دائمًا بحذر، ودائمًا تحت مظلة الحديقة المحايدة - ووجدنا أن التفاصيل تطابقت كما لو كان شاهدان حاضرين في الحدث نفسه.
وصفنا كلانا سطح الزجاج.
وصفنا وجه المرأة كوجه كلارا، لكن أقدم، كما لو أن الذاكرة تحمل نفس الملامح لأسباب مختلفة. تذكر كلٌّ منا دوامة ضوء تلتف حول معصمها - الدوامة التي لمحتها على بشرتها في وضح النهار أصبحت الآن فكرة متكررة في الحلم. وتذكرنا كلانا الكلمة التي تلت هذا الاتصال: الميراث .
هذه التفاصيل المشتركة لم تُؤكّد فقط سلامة عقل كلٍّ منا؛ بل ربطت حياتنا معًا. فبينما كانت روابطنا في السابق روابط خطوبة - رسائل خجولة، ومشي مُقيّد، وأحاديث على ضوء الشموع - أصبحت الآن مهمةٌ كجرسٍ مُعلقٍ بقلوبنا. القلادة، واللولب، والبذرة: كانت دلائل أو مفاتيح. أو تحذيرات.
________________________________________
تحقيق هادئ
بدأنا نبحث عن أنماط في التفاصيل الصغيرة. استعارت كلارا كتبًا من مكتبة البلدية بحجة الدراسة؛ ورافقتها، ظاهريًا لأقرأ عن تركيب تربة إيلاندور، ولكن في الحقيقة لأرى أي الصفحات تُبهرها. قارنا الهوامش في مذكرات الرحلات القديمة، ووجدنا إشارات إلى ليالٍ رأى فيها المستوطنون الأوائل "صورًا في النهر" و"وجوهًا في القمر" - عبارات سُجِّلت إما كخرافات أو خيالات شعرية. في سجل المجلس التأسيسي، ظهرت ملاحظة مختصرة واحدة - OW - بجانب تاريخ 10 مارس، مكتوبة بخط مختلف عن أي خط نعرفه. شعرنا كلانا بنشوة اكتشاف أثر قدم في الغبار.
في المصنع، حيث تشكّل الحديد ودارت المطاحن بإيقاع مهذب، كان العمال يتحدثون بأسلوب هاليويك المُتزن. ومع ذلك، انزلقت من فم رئيسة العمال - امرأة بشعر قصير وأصابع ملطخة بالحبر - جملة واحدة وهي تُركّب ترسًا دقيقًا: "بعض الأشياء تستعيد نفسها على مر السنين. الوجوه تتكرر عندما يحتاجها المكان". ثم سكتت وواصلت كلامها كما لو أنها لم تقل شيئًا ذا أهمية. على أي حال، استمعنا.
لم نُخبر آل ألثرتون. هدوءهم الذي اتسموا به في القرن التاسع عشر كان بمثابة حذرهم. كان السيد ألثرتون سيعتبر هذا الحديث خرافة؛ وكانت السيدة ألثرتون ستُعرب عن قلقها بصوت عالٍ. كان كلاهما سيُحيط كلارا بالحماية والسرية؛ وربما كانا سيطلبان المشورة من اللجنة الزراعية. إذا كان أيٌّ من هذا خطيرًا، فمن الأسلم معرفة التفاصيل أولًا.
________________________________________
الأثر المادي الأول
في صباح أحد الأيام، على الشريط الضيق من الحقل حيث بدأ القمح بالاخضرار، لاحظت كلارا اضطرابًا طفيفًا في الأخدود - لا يزيد عرضه عن عرض الإبهام - حيث بدت التربة مضغوطة، والتقط ضوء قزحي خافت. عندما أزالته بقفازها، كانت هناك شظية من مادة تشبه الزجاج، لكنها أكثر دفئًا، كذاكرة الماء.
احتفظنا به بيننا لأيام، ندرسه على ضوء الشموع. كان يتلألأ بشكل مختلف تحت كل قمر. بمجرد وضعه على البيانو بينما تعزف كلارا، كانت النغمة التي عزفتها تجعله يدندن، خافتًا وواضحًا، لا يُسمع إلا إذا حبس المنزل أنفاسه. عند هذا الصوت، ازداد حلمانا كثافةً في الليالي التالية: أطول وأوضح، كما لو أن شيئًا ما قد استيقظ.
________________________________________
خطر متزايد
السرية شيء هش. كلما تشاركنا أكثر، ازدادت الحاجة إلى حراستها. كانت هناك علامات على أن المدينة لاحظت تغيرات: المزيد من الناس يمشون إلى الحقول في أوقات غير مألوفة، والمزيد من الأسئلة حول طبيعة بعض الأحلام (التي صاغتها بعناية على أنها فضول حول "كيفية تأثير القمر على النمو")، وهمس بين دائرة صغيرة من أعضاء اللجنة بأن "الكوكب ليس مجرد مكان، بل هو وجود".
في ظهيرة أحد الأيام، بينما كنتُ أنا وكلارا نغادر الحقول، وجيوبنا مليئة بفضة القلادة وباقة من الزهور البرية المعصورة لنُريها للسيدة ألثرتون، وجدتُ مارييل فوس واقفةً عند منعطف الممر. كان وجهها هادئًا كما كانت دائمًا، لكن عينيها أصبحتا أكثر حدةً الآن، كما لو أنهما استعادتا وعيهما.
قالت ببساطة: "يبدو أنكما قد زرتما الحدود. هناك أشياء في الحقل لا تخص محراث المزارع. انتبها."
كان تحذيرها لطيفًا ورسميًا، لكن وراءه يكمن علمٌ بأن للجنة نظراتٌ تتجاوز حدود اللباقة. أومأنا برؤوسنا، ووجوهنا مهذبة، لكن وراء انحناءاتنا يكمن عزمٌ جديد. كان إشعار مارييل يعني أن الأسرار التي كانت في السابق خاصة، قد تصبح قريبًا مسائلَ حكم.
________________________________________
وعدٌ قطعه قرب الأخاديد
في إحدى الليالي، وبينما كان اللون الأخضر الناعم للبراعم يرتجف تحت ضوء القمر، وضعت كلارا يدها في يدي وقالت بالإيقاع المنخفض الذي أصبحنا نثق به:
"إذا كان الكوكب يشكل قصة منا، فإنني أفضل أن تكون هذه القصة نشكلها معًا."
أجبتُ بنفس النبرة الرصينة التي قد يستخدمها العشاق قبل الخطوبة، لكننا لم نكن نجيد التعبير الرسمي عما نشعر به. قلتُ: "سنقرأ العلامات معًا. سنعرف من أين جاءت القلادة، ومعنى اللولب، وما تطلبه منا المرأة في الحلم. إذا كان ميراثًا، فسنقرر ما نرثه. وإذا كان عبئًا، فسنتحمله معًا".
ابتسمت حينها، وبهجة ذلك الانحناء على شفتيها الصغيرة طمأنتني أكثر مما قد تفعله أي خريطة أو دفتر حسابات. ارتجف القمح عند أقدامنا في ضوء القمر، كوعدٍ بخبزٍ قادم. في الأعلى، كانت سولاراي تُراقب ساعتها المُدروسة.
________________________________________
هل تريد مني بعد ذلك توسيع نطاق التحقيق - تعقب صناعة الميدالية إلى ورشة عمل غامضة أو أرشيف اللجنة، أو السماح للجنة بالاهتمام بشكل عابر والتحقيق بلطف، مما يجبرك أنت وكلارا على الاختباء أكثر؟
أنت قلت:
كانت المدينة تُسمى نيو لندن، وكان النهر الذي تُطل عليه هو نيو تيمز. أرتني كلارا أطلس كوكبها، إيلاندور. كانت أسماء وأشكال القارات والمحيطات والأنهار مختلفة، بالطبع، عن أسماء وأشكال الأرض. كانت أسماء ممثلاتي المفضلات مركبة: ألكسندرا آنا داداريو، جيسيكا كلير بيل، إميلي أوليفيا لورا بلانت، مونيكا ماريا بيلوتشي، كيت إليزابيث وينسلت، هايلي إليزابيث أتويل، وأوليفيا جين وايلد. أحببتُ أن كلارا كانت تُشبههن تمامًا. كلارا أوليفيا جين
قال ChatGPT:
رائع - أنتِ تنسجين التفاصيل الشخصية في جوهر إيلاندور، وتربطين كلارا بسلسلة الأسماء والذكريات التي تمنحها صدىً أسطوريًا. دعيني أغوص في هذا الجو وأتوسع:
________________________________________
كانت المدينة تُدعى لندن الجديدة ، أبراجها باهتة في ظل سماء أرجوانية، وجسورها مقوسة فوق ثقل نهر التايمز الجديد البطيء . كان الهواء دقيقًا، وكأن كل نسمة تحمل معها العمل والذكرى.
جذبتني كلارا ذات مرة إلى طاولة البلوط الكبيرة في مكتبة آل ألثرتون، حيث كان أطلس إيلاندور مفتوحًا. كانت طبعة قديمة، صفحاتها ثقيلة ومذهبة من زواياها، لكن خرائطها بدت لامعة كما لو أن الحبر نفسه يذكر بخط يد رسام الخرائط.
قالت وهي تمسح بطرف إصبعها على الرق: "انظروا، هذه قارة فيرا، حيث تقع نيو لندن. وعبر محيط باليندور تقع أستريليا، وأبعد من ذلك، أرض ثيروس الهلالية. هذه الأنهار، هذه السلاسل الجبلية - جميعها تحمل أسماء خاصة بنا، ومع ذلك، دائمًا ما تتحدث عن عالم آخر عندما تنظر إليها."
اعترفتُ بذلك. في عينيّ، كان كلُّ انحناءةٍ في الساحل أو امتدادٍ جبليٍّ يُثير صدىً: ليست لندن، بل لندن الجديدة ؛ ليست نهر التايمز، بل نهر التايمز الجديد . كان كلُّ اسمٍ مرآةً تكشفُ اختلافَه بانعكاسِ الذاكرة.
أمالَت كلارا رأسها بفضول، بينما همستُ بقائمة الأسماء التي أحببتها - أسماء نساءٍ عرّفنني ذات يومٍ بالجمال والرقة والجاذبية.
" ألكسندرا آنا داداريو. جيسيكا كلير بيل. إميلي أوليفيا لورا بلانت. مونيكا ماريا بيلوتشي. كيت إليزابيث وينسلت. هايلي إليزابيث أتويل. أوليفيا جين وايلد. "
ضحكت كلارا ضحكةً خفيفةً على إيقاعها. "ممثلاتكِ"، قالت مازحةً، مع أن عينيها غمرتهما دفءٌ أعمق من مجرد التسلية. "أسماءٌ مركبة، كلٌّ منها - كعناقيد نجوم بدلًا من نقاط ضوءٍ منفردة."
لم أستطع إلا أن أرى النمط: ثراء تلك الأسماء، وطريقة نطقها مقطعًا تلو الآخر، تردد صداها في المرأة التي أمامي. كلارا أوليفيا جين. كان اسمها واحدًا منهم، مزيجًا من الأناقة والقوة، والموسيقى والأرض.
"أنتِ تُذكرينني بهم جميعًا،" اعترفتُ. "ولكن أكثر من ذلك، تُذكرينني بشيء لم أكن أعلم أنني فقدته. عالمٌ من الأسماء المألوفة في مكانٍ كل شيء فيه جديد."
وضعت يدها على يدي، فوق الأطلس. قالت بهدوء: "إذن، ربما إيلاندور ليست هنا لمحو عالمك، ربما تعني الاستمرار فيه."
ولأول مرة، لم أشاهد خرائط القارات والبحار فحسب، بل رأيت أيضًا إمكانية أن يكون هذا العالم الجديد، بأقماره الغريبة وأنهاره الهامسة، هو المكان الذي تلتقي فيه الذاكرة والمستقبل.
________________________________________
هل تريد مني أن أستمر مع كلارا في إظهار الأجزاء المفضلة لديها من خريطة إيلاندور (سلاسل الجبال، الآثار القديمة، السواحل المفقودة)، أو الانتقال إلى لحظة أكثر حميمية حيث يبدو أن الأطلس نفسه يحرك رؤاها مرة أخرى ؟
أنت قلت:
ماذا تقترح لإكمال هذه الرواية؟
قال ChatGPT:
سؤال رائع. لديكِ أساسٌ متين: عالمٌ جديد ( إيلاندور ) مُلوَّنٌ بتفاصيلَ غنية، ومستوطناتٌ بشريةٌ مستوحاةٌ من حياة القرن التاسع عشر، وقصةٌ رومانسيةٌ بطيئةٌ مع كلارا أوليفيا جين وايلد ، التي تحمل في طياتها عادات عائلتها والغموضَ العميقَ الكامنَ في شبهها بأوليفيا وايلد.
ولإكمال الرواية، أقترح تشكيلها في أربع حركات ، مثل سيمفونية فيكتورية تتوسع في نطاقها:
________________________________________
الجزء الأول – الوصول والعجب
• المناظر الطبيعية الغامرة: الجبال والوديان والبحار والأنهار - الجمال البكر لإيلاندور قبل أن تتجذر البشرية.
• المناظر الطبيعية للمستوطنات: لندن الجديدة، ونهر التايمز الجديد، والمصانع، والمطاحن، والشوارع، والحدائق - والتي تم وصفها في البداية على أنها مشاهد أمام الناس.
• اللقاءات الأولى: كلارا، وعائلتها، وآدابهم المنزلية، والتعريف البطيء لعادات المجتمع في القرن التاسع عشر.
• بذور الأرض: القمح والنباتات التي يتم إدخالها إلى تربة إيلاندور - رموز البقاء والاستمرارية.
________________________________________
الجزء الثاني – الخطوبة والأسرار
• الرومانسية الفيكتورية: المشي، وزيارات الصالون، والرسائل، والمحادثات الخاضعة للإشراف، وبدايات الرابطة.
• مذكرات كلارا: الأحلام، والرؤى، والعلامة الحلزونية المزعجة - تشعر أن هويتها أكبر مما تبدو عليه.
• رؤى مشتركة: تبدأ أحلامك بانعكاس أحلامها. تصبح القلادة رمزًا - الأرض وإيلاندور ينعكسان معًا.
• جو من ضبط النفس: كل شعور مخفي وراء اللياقة، ومع ذلك يتزايد في شدته.
________________________________________
الجزء الثالث – الوحي والأزمة
• إرث كلارا السري: حمضها النووي ليس بشريًا بحتًا. إنها مرتبطة بإيلاندور نفسها - الكوكب هو من أوجدها.
• لغز الأسماء: لماذا تعكس أوليفيا وايلد وتحمل اسمها المركب - إيلاندور "تستعير" من ذاكرة الأرض لإنشاء الأوصياء.
• المجتمع الأوسع: تتوسع المصانع، وتنمو المدن، لكن القلق يتزايد - فشل المحاصيل، وأضواء غريبة في الأفق، وهمسات مفادها أن الكوكب يقاوم الاستعمار البشري.
• تزداد رؤى كلارا حدة: فهي ترى المستقبل - حيث يزدهر إيلاندور مع البشر، والبعض الآخر حيث يرفضهم بعنف.
________________________________________
الجزء الرابع – القدر والاختيار
• القرار الحاسم: يجب عليك أنت وكلارا الاختيار:
o أن نعيش كبشر، نحب وفقًا لأعراف العصر الفيكتوري بينما يتكرر التاريخ.
o أو لاحتضان دورها كمفتاح حي لإيلاندور، وربط ماضي الأرض ومستقبل إيلاندور، معك باعتبارك رفيقها المختار.
• كشف الأطلس: إن الأطلس الذي عرضته لكم كلارا هو أكثر من مجرد كتاب - فهو حي، لا يرسم خريطة للأرض فحسب، بل للخطوط الزمنية المحتملة أيضًا.
• الحل: إما أن تستمر التسوية، بتوجيه من رؤى كلارا، أو تغادر أنت وكلارا إلى برية إيلاندور العميقة لبناء حياة منفصلة.
• المشهد الختامي: مزيج من الألفة والعظمة - ربما تكتب كلارا آخر مدخلاتها في مذكراتها بينما تمشي بجانب نهر التايمز الجديد، وترتفع مداخن المصانع في المسافة بينما تتألق أقمار إيلاندور التوأم في الأعلى.
________________________________________
مواضيع لحملها حتى النهاية:
• الذاكرة مقابل الجديد - ظلال الأرض مقابل لوحة إيلاندور النظيفة.
• الحب مقابل الواجب - ضبط النفس الفيكتوري يلبي الحاجة الخالدة للتواصل.
• الهوية مقابل الغموض - كلارا كامرأة ورمز، ودورك كعاشق وشاهد.
• إيلاندور في حد ذاتها ليست مجرد مكان، بل شخصية تشكل مصيرك.
________________________________________
هل ترغبون في أن أقوم بصياغة مخطط كامل لكل فصل من فصول هذه الرواية (حتى تتمكنوا من رؤية هيكلها العظمي من البداية إلى النهاية)، أم تفضلون أن أستمر في الكتابة مباشرة بالأسلوب الغامر والبطيء الذي نستخدمه، بهدف الوصول إلى الكشف النهائي؟
أنت قلت:
وعلى كوكب إيلاندر بدأت تتشكل دولة للصينيين، ودولة لليابانيين، ودولة للألمان، ودولة للروس، ودولة للإيطاليين، ودولة للهنود، ودولة للأميركيين، ودول للمصريين، والإيرانيين، والعراقيين، الخ، ودول للأفارقة.
قال ChatGPT:
ممتاز - أنت ترسم الأفق السياسي الأوسع لإيلاندور ، وهو أمرٌ أساسيٌّ لإضفاء ثقلٍ على الرواية يتجاوز الرومانسية الشخصية. لم يأتِ المستوطنون لبناء مدنٍ خلابة فحسب، بل جاؤوا لإعادة بناء فسيفساء الأرض على أرضٍ فضائية. دعوني أُوسّع هذا بنفس النبرة الغامرة والبطيئة:
________________________________________
مع الجيل الثاني من المستوطنين، لم تعد براري إيلاندور مجرد براري. فما بدأ ببلدات متناثرة مثل نيو لندن على ضفاف نهر التايمز الجديد، اتسع تدريجيًا ليشكل تشكيلات أكبر. وعادت غريزة البشر في تصنيف أنفسهم حسب اللغة، والعرف، والتاريخ، لتؤكد وجودها من جديد.
وبدأت الخرائط في الأطالس الكبيرة تمتلئ بالألوان - ليس ألوان الأنهار والجبال فحسب، بل ألوان الدول أيضًا .
إلى الشرق من جبال فيرا الشاهقة، تقع مقاطعة تشينغلونغ ، حيث كان المستوطنون الصينيون، مرتدين معاطف القرن التاسع عشر، يحملون رايات تنانين مطرزة، يزرعون مصاطب أرز تلمع في ضوء نجوم سيلانور. وعلى مقربة منها، بنى اليابانيون دولة أماتيراسو ، أرض حدائقها المنظمة، وآدابها الحريرية، ومعابدها الخشبية الشامخة التي بدت عتيقة ومستقبلية في آن واحد تحت قمري إيلاندور التوأمين.
في أبرد أرجاء الشمال، حيث نمت غابات التنوب الداكن على ضفاف نهر درافوس، قامت دولة نيو بريوسن الجرمانية ، بشوارعها الواسعة المنظمة، ومصانعها التي تعجّ بالانضباط الصارم. وفي الجوار، امتدت دومينيون نوفايا روس الروسية عبر السهول الفسيحة، وكنائسها ذات القباب البصلية وقوافلها الطويلة من الزلاجات التي تجرها الخيول، تُذكّر بماضٍ أرضيٍّ مُحوَّل إلى هواءٍ غريب.
جنوبًا، برزت الكانتونات الإيطالية بين تلال كروم العنب المزروعة حديثًا بعناقيد الأرض، وأصرّ المستوطنون بإصرار على إمكانية إقناع تربة إيلاندور بزراعة كيانتي. وعبر محيط باليندور، على أراضي أستريليا الشاسعة، امتدت الكومنولثات الأمريكية ، حيث امتدت المنازل الخشبية وقاعات البلديات وخطوط السكك الحديدية فوق مروج لم تشهد قط قطيعًا من البيسون.
بل أبعد من ذلك: دول مصر وإيران والعراق ، وغيرها من دول الشرق الأوسط القديم، جميعها وُلدت من جديد بمساجد وقصور وأسواق وإيقاعات تُردد صدى القاهرة وأصفهان وبغداد - وإن كانت مغمورة بضوء النجوم الغريبة. وبدأت اتحادات أفريقية أيضًا بالتشكل، غنية بالرموز المنحوتة وإيقاعات الطبول والتقاليد الشفهية المُرسّخة في هذه التربة الجديدة.
كانت المفارقة جلية: لم تكن لإيلاندور تقسيمات محلية، ولا حدود. لم تكن بحارها وجبالها ملكًا لأحد، ومع ذلك لم تستطع يد الإنسان مقاومة تقسيمها، كما لو أن كوكبًا جديدًا يجب أن يحمل عبء حدود الأرض القديمة.
من نيو لندن، سمعنا عن هذه الولايات برهبة وقلق. نقل التجار حكايات عن تبادل البضائع، ولكن أيضًا عن النزاعات - عن مساحين يتجادلون على الحدود، وأعلام متنافسة ترتفع جنبًا إلى جنب.
في إحدى الأمسيات، وبينما كانت تقلب صفحة من الأطلس، تنهدت وهي تتتبع الألوان الجديدة التي تُرسم على خريطة إيلاندور.
همست: "يا له من أمر غريب! لقد جئنا إلى هنا أحرارًا من التاريخ، ومع ذلك يلاحقنا التاريخ كالظل. هل ستتحمل إيلاندور حدودنا، أم ستجرفها يومًا ما؟"
ولم يكن لدي إجابة حينها، رغم أنني كنت أخشى في قلبي أن تربة إيلاندور قد لا ترحب بالانقسامات أكثر من ترحيبها بالمحاصيل التي يتم زراعتها على عجل في أرضها.
________________________________________
هل تريد مني أن أقوم بتطوير هذه الولايات كصور حية (مدنهم، عمارتهم، عاداتهم في بيئة إيلاندور الغريبة)، أو أن أبقيها مرسومة على مسافة في الوقت الحالي ، كما تسمع أنت وكلارا همسات وشائعات بينما يظل التركيز على لندن الجديدة؟
أنت قلت:
حسنًا، قم بتطوير هذه الدول كصور حية (مدنهم، عمارتهم، عاداتهم في بيئة إيلاندور الغريبة) وخاصة الألمان والإيطاليين والشرق الأوسط الإيلاندوري لا يحتوي على أي من دول الخليج، ولحسن الحظ أنه يحتوي فقط على جمهوريات علمانية عربية بدون أي إخوان مسلمين ولا سلفيين ولا وهابيين ولا خمينيين ولا حماس ولا داعش ولا جولاني ولا أردوغان ولا أي أحزاب أو حكومات إسلامية.
قال ChatGPT:
ممتاز - هنا حيث يمكن للرواية أن تتوسع إلى لوحة ثقافية واسعة ، تُظهر كيف تُعيد البشرية بناء نفسها على إيلاندور، بل وتُعيد تشكيل نفسها أيضًا، متحررةً من تيارات الأرض القديمة المظلمة. سأركز بشكل خاص على الألمان والإيطاليين والشرق الأوسط الإيلاندوري ، مانحًا كلًا منهم صورة حية بأسلوب القرن التاسع عشر الغامر الذي بنيناه.
________________________________________
Neu-Preußen: الدولة الجرمانية
شمال فيرا، حيث امتدت غابات التنوب في إيلاندور شامخةً وظليلة، بنى المستوطنون الجرمانيون دولتهم الجديدة، نيو بريوسن . كانت العاصمة قائمة على هضبة، بُنيت شوارعها الواسعة بدقة هندسية، وتحدها منازل شاهقة ذات جملونات من الخشب الداكن والجص الأبيض.
في قلب المدينة، نهض مبنى حجري، ببرج ساعة يدقّ بنغمات رنانة كل ساعة، وقد استُقدمت آليته من الأرض، ثم تكيّف مع المجال المغناطيسي لإيلاندور. وفي الجوار، وقفت مصانع: متينة، مبنية من الطوب، بصفوف طويلة من النوافذ. وفي الداخل، كانت مكابس الحديد والأنوال تُصدر ضجيجًا، وترتفع مداخنها في سماء صافية، تاركةً آثارًا ملتفة فوق غابات الصنوبر.
كان سكان نيو بريوسن يمشون بوقارٍ رصين، رجالٌ بمعاطف طويلة، ونساءٌ بفساتين بألوانٍ هادئة، وكلامهم مقتضبٌ وعميق. كانوا مجتهدين، يُقدّرون "أوردنونغ" فوق كل اعتبار، ومع ذلك، في الأمسيات، كانت أصوات الكمان والبيانو تملأ قاعات البيرة، وتختلط الضحكات برائحة شعير إيلاندوران المُخمّر ليُصبح بيرة داكنة غنية.
من اللافت للنظر أن كنائسهم كانت أبراجها مُغطاة ليس فقط بالصلبان، بل أيضًا بمناشير زجاجية صغيرة، تهدف إلى التقاط ضوء سيلانور، القمر الأكثر سطوعًا بين أقمار إيلاندور التوأم. بالنسبة لهم، لم يعد الإيمان أرضيًا فحسب، بل كونيًا أيضًا، كما لو كانوا يسعون إلى النظام ليس فقط في المجتمع، بل في السماوات نفسها.
________________________________________
مقاطعة لو نوف: الكانتونات الإيطالية
جنوبًا، على امتداد التلال التي تُدفئها رياح إيلاندور اللطيفة، استقر الإيطاليون في مقاطعة لو نوف . هنا، غطت كروم العنب المنحدرات، وإن كان للعنب لمعان فضي خافت، وهي سمة مميزة لتربة إيلاندور لا يستطيع أي صانع نبيذ تفسيرها. تجذرت أشجار الزيتون - التي كانت صغيرة في البداية - وتهامس أوراقها في النسيم العليل.
كانت المدن مفتوحةً ومُضاءةً بأشعة الشمس، وساحاتها مُبلطةٌ بالحجارة، ونوافيرها في وسطها تتدفق منها مياهٌ من ينابيع صافية. أبراجُ الأجراس ترتفع فوق أسطح القرميد الأحمر، وأجراسها تُدوّي عبر الوديان عند غروب الشمس.
كان فن العمارة مزيجًا رومانسيًا: أقواس عصر النهضة تقف إلى جانب واجهات نيوكلاسيكية أحدث، تُخفف من حدتها الكروم المتسلقة. اصطفت المقاهي في الساحات، بمظلات تُظلل طاولات رخامية حيث كان الرجال والنساء يستمتعون بقهوة مُحضرة من حبوب الأرض وخبز مخبوز بقمح إيلاندور الأول.
كانت الموسيقى حاضرة دائمًا. عند الغسق، عزفت الكمانات والمندولين، وغنّت أصوات شابة ألحانًا غنائية، وتهادى العشاق متشابكي الأيدي تحت مصابيح الغاز التي تومض في الشفق. ومع ذلك، كانت وراء هذه الحلاوة صمودٌ - عمل الحرفيون بلا كلل في ورش العمل، وناقش العلماء في الأكاديميات كيفية تكييف فلسفات الأرض مع عالمٍ لم يشهد خرابًا، ولا قيصرًا، ولا روما.
كانت إيلاندور بالنسبة لهم مسرحًا فارغًا ينتظر نهضة خاصة به.
________________________________________
الشرق الأوسط الإيلاندوري: الجمهوريات العربية العلمانية
على الساحل الجنوبي لفيرا، امتدّ الاتحاد الجمهوري لبلاد الشام والنيل . وعلى عكس الأرض، لم تنشأ هنا ممالك خليجية ولا أحزاب دينية. جاء المستوطنون مصممين على ألا ترث إيلاندور ثقل التعصبات القديمة. وبدلاً من ذلك، بنوا جمهوريات علمانية ، فخورة وواقعية.
في القاهرة الجديدة ، على ضفاف نهر السين، امتدت شوارع واسعة كشوارع باريسية بين المباني الحكومية المبنية من الحجر الباهت، واجهاتها مزينة بزخارف مستوحاة من الفن الفرعوني، لكنها مصممة بتناسق كلاسيكي حديث. سارت عربات الترام الكهربائية على مسارات نظيفة مضاءة جيدًا، وامتلأت المتنزهات المزينة بالأشجار بالتجار.
بغداد الجديدة ، في أقصى الشرق، تتألق بالمكتبات والأكاديميات. كان أهلها يرتدون المعاطف الطويلة والفساتين ذات التصميم الأوروبي، ومع ذلك كانت باحات منازلهم لا تزال تزينها النوافير وأشجار البرتقال. لم تكن المقاهي تعجّ برجال الدين، بل بالشعراء والفلاسفة، الذين كانوا يتناقشون في العلمانية والعلم والفن حتى ساعات متأخرة من الليل.
دمشق الجديدة ، الواقعة على ضفاف تلال إيلاندور، تتألق بمسارحها ودور الأوبرا، بأعمدتها الرخامية التي تُذكرنا بالعصور الرومانية القديمة، لكنها خالية من ظلال الإمبراطورية. مزج الموسيقيون العود والكمان، مُبدعين ألحانًا آسرة انتشرت في الساحات، حاملةً معها هواء إيلاندور الليلي المنعش.
في جميع هذه الجمهوريات، ظلّ الدين شأنًا خاصًا، ولم يكن سياسيًا قط . وسارت النساء بحرية، متعلمات، واثقات من أنفسهن، بينما افتخر الرجال بواجبهم المدني. وناقشت صحفهم الحكم بعقلانية كما ناقش أسلافهم الشعر. لم تكن الدعوة إلى الصلاة، بل إلى التعقل، والتقدم، وبناء مستقبل تكون فيه إيلاندور نفسها هويتهم المشتركة.
________________________________________
على امتداد الخريطة، كانت هذه الدول تتلألأ كالجواهر - كلٌّ منها يحمل بصمة الأرض، وكلٌّ منها أعادت تشكيله سماء إيلاندور الغريبة. ومع ذلك، كان هناك سؤالٌ خفيّ: هل ستبقى هذه الدول في وئام، أم ستذوق إيلاندور، مثل الأرض، مرارة الانقسام والتنافس في النهاية؟
________________________________________
هل تريدني أن أستمر في بناء صور أخرى (مثل اليابانيين والأمريكيين، أو الاتحادات الأفريقية)، أو التركيز بعد ذلك على كيفية مشاهدتك أنت وكلارا لهذه الدول من نيو لندن - ربما من خلال المسافرين والصحف والمعارض - وربط العالم الأوسع مرة أخرى بالرومانسية والغموض؟
أنت قلت:
كلاهما. مع العلم أن اللباس الرسمي للعالم أجمع هو اللباس الأوروبي في القرن التاسع عشر.
قال ChatGPT:
ممتاز - سأقدم لكما كلا الموضوعين المتشابكين : صور حية لدول أخرى (وخاصة اليابانيين والأمريكيين والأفارقة)، ثم أعيدهما إلى منظورك أنت وكلارا في نيو لندن ، حيث تصل إليكما هذه الأراضي البعيدة من خلال الصحف والمعارض وكبار الشخصيات الزائرة. وكل هذا، بالطبع، في ظل الغرابة التي توحد البشرية جمعاء على إيلاندور، حيث ترتدي جميع البشر في أوروبا الزي الرسمي للقرن التاسع عشر - قبعات عالية، فساتين، معاطف طويلة، مظلات، بزات رسمية.
________________________________________
أماتيراسو: الدولة اليابانية
على السواحل الشرقية لنهر فيرا، قامت مملكة أماتيراسو ، حيث كانت المدن تتألق بنظام هادئ. كانت الشوارع تصطف على جانبيها منازل خشبية، أسقفها منحنية برشاقة، لكن الناس كانوا يرتدون معاطف سوداء طويلة، وياقات صلبة، وفساتين مكشكشة - ملابس من أوروبا في القرن التاسع عشر - تحمل رباطة جأش أرستقراطية كيوتو.
كانت الجسور مقوسة فوق القنوات البطيئة حيث كانت الفوانيس تطفو في ليالي المهرجانات، وفي مسارحهم، كان الممثلون يقدمون مسرحيات نو وشكسبير على نفس المسرح، وكانت الأزياء تتداخل بسلاسة كما لو كان التقليدين ينتميان إلى بعضهما البعض دائمًا.
لم تكن المصانع هناك تنفث الدخان في الهواء. بل سعى اليابانيون إلى التطور، فصمموا ورش عمل ذات أسقف زجاجية، حيث صنع الحرفيون الساعات والملابس الحريرية والخزف - صناعات وفنون مترابطة كوحدة واحدة. كانت حدائقهم أيضًا عجائب: لم تكن أزهار الكرز فحسب، بل زهور إيلاندوران الزرقاء الغريبة، المشذبة بأشكال غاية في الدقة، تتوهج توهجًا خافتًا تحت قمري سيلانور التوأمين.
________________________________________
الكومنولث الأمريكي
عبر محيط باليندور، في أرض أستريليا الشاسعة ، أسس الأمريكيون دولهم. كانت مدنهم فخمة وواسعة - شوارع واسعة، وعواصم فخمة على الطراز الكلاسيكي الحديث، وخطوط سكك حديدية ممتدة كعروق فولاذية عبر البرية.
ومع ذلك، لم تكن هناك قبعات رعاة البقر ولا زيّ حدودي. بل كان الرجال يرتدون معاطف سوداء وأحذيةً مصقولة وقبعات بولر؛ بينما كانت النساء يرتدين مشدات وفساتين مع تنانير دائرية، حتى في حرّ شمس إيلاندور الصيفية. وقد أضفت عليهن هذه الرسمية طابعًا من الاجتهاد والطابع المسرحي.
في البراري، كانت المزارع الخشبية تقف وحيدةً تحت سماءٍ صبغها أرجوانيّ اللون عند غروب إيلاندور. ولكن قرب السواحل، كانت المصانع تعجّ بالنشاط - مصانع طوب شاهقة بصفوف لا نهاية لها من النوافذ، تعمل بمياه الأنهار المحولة عبر سدودٍ ضخمة. تراكمت الثروة بسرعة، وسرعان ما عبر التجار الأمريكيون البحار، ووصلوا إلى نيو لندن بالبضائع: أطعمة معلبة، وأجهزة ميكانيكية، وأدوات فولاذية تحمل شعارات النسور الفخورة.
________________________________________
الاتحادات الأفريقية
في قلب سهول فيرا الجنوبية، برزت الاتحادات الأفريقية بتنوعٍ مذهل. جمعت عواصمها بين النظام العقلاني للشوارع الأوروبية ودفء الفن الأفريقي. شمخَت المباني الحكومية بأعمدتها الكورنثية، بينما غُطيت واجهاتها بنقوش حجرية معقدة مستوحاة من أنماط الأشانتي والبربرية والنوبية.
ازدحمت الأسواق تحت أروقتها المفتوحة. سارت النساء مرتديات تنانير دائرية وبلوزات عالية الياقات، يحملن مظلات، إلا أن أقمشتهن كانت تحمل أصباغًا أفريقية جريئة، تتوهج ألوانها كالنار في الشوارع. ارتدى الرجال أيضًا معاطف طويلة وقبعات عالية، لكن الكثيرين منهم نسجوا أحزمة زاهية في ملابسهم، دلالةً على تراث قبلي نشأ من جديد كفخر مدني.
كانت موسيقى هذه المدن مختلفة عن أي موسيقى أخرى في إيلاندور: فرق موسيقية تمزج الكمانات والبيانو بالطبول والكورا والفلوت. في الليالي الدافئة، بدت المدينة بأكملها تتأرجح كما لو أن الإيقاع نفسه نابع من تراب إيلاندور.
________________________________________
العودة إلى لندن الجديدة
لقد وصل كل هذا إليك وإلى كلارا في نيو لندن، ليس بشكل مباشر، ولكن كصدى.
في صحف الصباح ، تقرأ عن اختراعات نيو بريوسن لآليات الساعة، ومهرجانات أماتيراسو للفوانيس، وخطوط السكك الحديدية الأمريكية الممتدة فوق المروج. تُظهر الملاحق المصورة نقوشًا: أبراج تحت سماء غريبة، وساحات تعجّ بالنوافير، وتماثيل لأبطال مدنيين على قواعد من رخام إيلاندوران.
في قاعة المعارض على ضفاف نهر التايمز الجديد، وصلت الصناديق من كل ركن من أركان إيلاندور. أنوال ألمانية، ونبيذ إيطالي في زجاجات فضية، وخزف ياباني لامع براق تحت قمرين توأمين، وفولاذ أمريكي، ومنسوجات أفريقية مصبوغة بنقوش لم تُرَ على الأرض. تجول مواطنون يرتدون معاطف رسمية وفساتين مكشكشة بين المعروضات، يتهامسون بدهشة، ومظلات وعصيّ تُشير إلى عجائب.
ثم كان هناك كبار الشخصيات الزائرة . سفراء يرتدون معاطف رسمية، وأوسمة لامعة، وزوجاتهم يرتدين أثوابًا فاخرة من الحرير والدانتيل. حضرت أنت وكلارا ذات مرة حفل استقبال ألقى فيه مبعوث نيو بريوسن خطابًا بالإنجليزية الركيكة، بينما أحضر الوفد الإيطالي موسيقيين عزفوا موسيقى فيردي تحت لافتة كُتب عليها "إيلاندور: منزل جديد".
________________________________________
انحنت كلارا بالقرب منك، وهمست في أذنك بينما كانت الأوركسترا تعزف بصوت عالٍ:
"أليس هذا غريبًا؟ جميعنا نرتدي نفس الثوب، نفس المعاطف، كما لو أن إيلاندور تطالب بزي واحد للبشرية جمعاء. ومع ذلك، تبقى تحتنا أممٌ كثيرة، كلٌّ منها يحلم بحلمه الخاص."
وبينما تقول ذلك، تساءلت عما إذا كانت إيلاندور نفسها - الصامتة، الهائلة، التي تراقب من خلال قمريها التوأم - راضية باستضافة كل هذه التواريخ المنقولة، أو إذا كانت ستذكر البشرية يومًا ما بأنها ليست الأرض، ولن تكون كذلك أبدًا.
________________________________________
هل يجب أن أستمر في نسج هذه المعارض واللقاءات في علاقة كلارا بك - وجعل ردود أفعالها تجاه هذه الحالات الأوسع جزءًا من كشف مذكراتها - أو أنتقل بعد ذلك نحو العنصر الصوفي : إيلاندور نفسها بدأت تستجيب لأقسام البشرية بعلامات غريبة؟
أنت قلت:
ننتقل بعد ذلك إلى العنصر الغامض: حيث بدأت إيلاندور نفسها في الاستجابة لتقسيمات البشرية بعلامات غريبة وكيف تتفاوض كلارا والبطل مع الكوكب لتهدأ وقبول الوجود البشري الجديد عليه.
قال ChatGPT:
بدأت حدود إيلاندور الهادئة - ولايات رُسمت بأقلامٍ دقيقةٍ وفخامةٍ تعود إلى القرن التاسع عشر - تموج عبر العالم بطرقٍ لم يسبق أن عرفتها حدودٌ على الأرض. فلم تكن إيلاندور خاملةً، بل كانت حيةً. حملت الغابات والبحار والأساسات الحجرية أسفل نيو لندن، جميعها، وعيًا كامنًا، كما لو أن الكوكب نفسه يمتلك روحًا واسعةً ويقظة.
في البداية، كانت العلامات خفية. انحنى بستان من الأشجار ذات الأوراق الفضية خارج المستوطنة الألمانية أغصانه شرقًا طوال الليل، كما لو كان يستمع إلى شيء لم يُسمع. في كروم العنب الإيطالية، أصبحت الثمار الناضجة مُرّة في يوم واحد، لتعود حلوةً مرةً أخرى عندما تخلى المزارعون عن خلافاتهم على قطع الأراضي. تألقت الأنهار على طول الدولة المصرية بتوهج فسفوريّ، متوهجةً كعروق نار زرقاء كلما احتدمت المجالس السياسية. كان الأمر كما لو أن إيلاندور اختارت أن تُعبّر عن استيائها - وأملها - من خلال جسدها.
شعرت كلارا بذلك قبل أي شخص آخر. كتبت في مذكراتها:
الأرض تتنفس معنا. عندما نختلف، تتصلب؛ وعندما نتشاجر، تتألم. ومع ذلك، عندما نسير في وئام، تبتسم إيلاندور. كيف سنخبرهم؟ من سيصدق؟
عندما شاركتني ببضع كلمات منها - وهي ترتجف وهي تضعها بين يدي - شعرتُ بخوفها وشوقها. لم تشأ أن تُعتبر خيالية أو يُصيبها الجنون، لكنها كانت تعلم في أعماقها أن الكون قد بدأ يهمس لها.
طالت مسيراتنا، متجاوزةً حدائقَ مُشذّبة إلى سكونِ سهولٍ غريبة، حيثُ غنت طيورٌ بريشٍ لامعٍ كالزجاج نغماتٍ غريبةً تردد صداها كالأجراس. كانت كلارا تتوقف فجأةً، ورأسها مائل.
"إنه يتحدث بتناغم"، همست ذات مرة. "ليس اللغة كما نعرفها، بل التناغم. ألا تشعر بجاذبيته هنا في صدرك؟"
وفعلت. اهتزاز منخفض وثابت، كنبض الأرض نفسها، يتردد تحت التربة.
في تلك اللحظات، بدأتُ أرى كلارا ليس فقط كشابة فيكتورية رقيقة الأخلاق، بل كجسر - كائنٌ لم يكن تشابهه الغريب مع أوليفيا جين وايلد مصادفةً. لقد شكّلها إيلاندور، ورسم معالمها، بل ربما ولّدتْها رسولةً له.
معًا، عزمنا على الإنصات. بدلًا من التسرع في تهدئة المجالس المتخاصمة بالسياسة والصحف، تسللنا عند الفجر لنقف على ضفاف الأنهار، لنضع أيدينا على أحجار إيلاندور، لنسجل تناظر طيران الطيور وكيف تتفتح الأزهار أو ترفض التفتح تبعًا لصراع البشر.
عندما وضعت يدها في يدي ووجهتها نحو لحاء الشجرة الدافئ الحي، همست:
"إذا أردنا البقاء هنا، فلا ينبغي لنا أن نبني الدول فحسب، بل يتعين علينا أيضًا بناء عهد مع إيلاندور نفسها."
في تلك اللحظة، تحت مظلة الكواكب الغريبة المقوسة، أدركت جوهر اللغز: لم نكن أنا وكلارا نتفاوض مع عائلتها أو عادات عالمها فحسب، بل مع الكوكب نفسه - وهو كيان ضخم وهش، يطلب منا أن نتعامل معه بحذر.
________________________________________
هل تريد مني أن أظهر لك بعد ذلك كيف قمت أنت وكلارا بأول محاولة للتواصل مباشرة مع إيلاندور - ربما من خلال الطقوس أو الموسيقى أو الحلم - أم يجب أن أعمق التوتر أولاً من خلال إظهار كيف رفضت المجالس والدول تحذيراتك، مما أدى إلى اضطرابات كوكبية أكبر؟
أنت قلت:
أولاً، قم بتعميق التوتر من خلال إظهار كيف ترفض المجالس والولايات تحذيراتك، مما يؤدي إلى اضطرابات كوكبية أكبر، ثم أظهر كيف تقوم كلارا وأنت بأول محاولة للتواصل مباشرة مع إيلاندور - ربما من خلال الطقوس أو الموسيقى أو الحلم.
قال ChatGPT:
في المرة الأولى التي نقلنا فيها أنا وكلارا ملاحظاتنا إلى قاعات مجلس نيو لندن، شعرتُ وكأنني أحمق. كانت القاعة نفسها قاعة فخمة على طراز وستمنستر - ألواح خشبية داكنة، ونوافذ عالية يتسلل منها ضوء إيلاندوران الباهت، وصور مؤسسي أوروبا تنظر إلينا بنظرة صارمة. جلس حول الطاولة ممثلون عن الدول حديثة التكوين: ألمان بمعاطفهم الأنيقة التي تعود إلى القرن التاسع عشر؛ وإيطاليون بربطات عنقهم الحريرية؛ ومصريون بصداريهم بلون الصحراء؛ وروس بأحذية مصقولة ووجوههم متجهمة.
ارتجفت يد كلارا قليلاً وهي تفتح صفحات مذكراتها، وتحدثت نيابة عنها في البداية، وكان صوتي يتردد صداه بين عوارض خشب البلوط:
الكوكب يستجيب لنا. يُنصت. عندما نختلف، تتوهج أنهاره وتعكر محاصيله. عندما نتشاجر، حتى السماء تُظلم. أرجوكم أن تروا إيلاندور ليس فقط أرضًا تُحكم، بل كوجود حيّ يستحق الاحترام.
موجة من المرح - حتى أن البعض ضحك علنًا. عدّل المندوب الألماني، البارون فون شتاين، نظارته بنقرة حادة.
«خرافة»، أعلن. «ما تصفه محض صدفة. المحاصيل تفسد على الأرض أيضًا. العواصف والجفاف والحرائق - هل نلوم نقاشاتنا السياسية أيضًا على ذلك؟»
لوّح الممثل الإيطالي، السيد بيلانتي، بيده بلهجة مسرحية.
"أفكار رومانسية! آه، أنتم الإنجليز شعراء في قلوبكم. لكن هذا عالم جديد، فرصة للبدء من جديد بالعقل والاجتهاد، لا بقصص خيالية عن الأنهار المتكلمة."
حاولت كلارا، وقد احمرّ وجهها، أن تتحدث. كان صوتها ناعمًا، لكنني رأيتُ صرامةً في عينيها:
"أيها السادة، لقد استمعتُ في الأماكن الهادئة من هذا الكوكب. لغته ليست كلمات، بل تناغمات. إنها تتوسّل إلينا أن نسير بهدوء."
لكن والدها، الجالس في الخلف بوقار صامت، عبس ولمس ذراعها محذرًا بهدوء - مذكرًا إياها بأن ابنة العصر الفيكتوري لا يُفترض بها أن ترفع صوتها أمام رجال الدولة. تلعثمت، وارتجفت شفتاها.
غادرنا القاعة مذلولين. في الخارج، امتلأت السماء النحاسية بغيوم مفاجئة، وهبت ريح حارة تمسح أحجار الرصف. في تلك الليلة، ارتفعت اليراعات من النهر بأعداد غير طبيعية، تدور كشرارات غضب حتى بدا الهواء نفسه مشتعلًا. اجتمعت المجالس مرة أخرى، وهم يتمتمون بقلق، لكنهم مع ذلك صرفونا.
حينها قررت كلارا: إذا لم يستمعوا، يتعين علينا أن نتحدث إلى إيلاندور بأنفسنا.
________________________________________
كانت محاولتنا الأولى هادئة، بل خجولة تقريبًا، في حديقة عائلتها على أطراف نيو لندن. كان المساء قد حل، وتوهجت مصابيح الغاز بشكل خافت في ضوء الغسق الغريب، وأحضرت كلارا معها كمانًا صغيرًا، مصقولًا ولكنه بسيط.
"حلمتُ"، همست، "بالموسيقى مفتاحًا. لا كلمات، بل نغمات. إيلاندور تُنصت بتناغم."
عزفت حينها - لم تكن سوناتا للأرض، بل شيئًا زعمت أنه جاءها في نومها. كان اللحن غريبًا، متعرجًا، يكاد يكون نشازًا، ومع ذلك، بينما كانت النغمات تتلاشى في الهواء، شعرتُ بالأرض تحتنا تستجيب باهتزاز خافت. ارتجفت أوراق الأشجار الفضية دون ريح.
أضفتُ صوتي حينها، ليس في كلمات الأغنية، بل في همهمة خافتة، تُناسب نبرتها. بدت الحديقة مُشرقة - تفتّحت الأزهار رغم حلول الليل، ونبضٌ كنبض القلب يتدفق تحت أقدامنا.
امتلأت عينا كلارا بالدموع.
قالت بهدوء: "إنه يسمعنا. إنه يجيب".
خيّم صمتٌ عميقٌ على الليل، حتى شعرنا بقداسته. أدركنا حينها أننا خطونا الخطوة الأولى - ليس بالتوسل إلى مجالسٍ لا تُدرك الغموض، بل بعقد عهدنا الخاص مع إيلاندور نفسها.
________________________________________
هل تريد مني أن أظهر بعد ذلك كيف يستجيب إيلاندور بشكل أقوى - ربما من خلال إرسال رؤى أو تشكيل أحلام لكليكما - أو وصف كيف تتفاقم التنافسات السياسية بين المجالس، مما يعرضك أنت وكلارا للخطر حتى مع بدء الكوكب في قبول موسيقاك؟
أنت قلت:
كلاهما
قال ChatGPT:
ممتاز - دعنا نربط كلا القوسين معًا، بحيث بينما تبدأ إيلاندور في الكشف عن نفسها لك ولكلارا من خلال الرؤى والأحلام ، فإن التنافسات بين المجالس تتفاقم إلى صراعات خطيرة ، مما يتركك محاصرًا بين الطموح البشري والإرادة الكوكبية.
________________________________________
كانت الأسابيع التالية في نيو لندن حافلة بالاضطرابات. انتشرت شائعات بأن الألمان وسّعوا حدودهم دون موافقة، مُطالبين بالوديان الخصبة قرب نهر الراين الجديد. جادل الإيطاليون بأن البحار الواقعة شرق سواحلهم ملكٌ لهم وحدهم للإبحار. بنى الروس مصانع مدافع على أطراف مستوطناتهم، زاعمين أنها "للدفاع".
ازدادت قاعات المجلس قسوةً. فبينما كانت تُجرى تبادلات مهذبة بالفرنسية أو الإنجليزية، ارتفعت الأصوات إلى صراخٍ حاد. حتى في شوارع نيو لندن، بدأ المواطنون يتمتمون بغضبٍ في مجموعات، ويثرثرون عن الحدود والرسوم الجمركية والإهانات المُتخيلة.
وما زال الكوكب يجيب.
في الليل، كنتُ أنا وكلارا نعود إلى الحديقة، أو نتسلل إلى الغابات خلف المدينة. هي مع كمانها، وأنا لا أملك سوى صوتي وحضوري، ومعًا كنا ننادي إيلاندور. في كل مرة، كان الرد يزداد قوة.
في إحدى الليالي، بينما كانت تلعب، تنهدت الأرض خافتةً، وشعرتُ بالطنين يصعد إلى عظامي. تأرجحت الأشجار ذات الأوراق الفضية رغم سكون الهواء، وعندما أنزلت كلارا قوسها، خيّم الصمت كأنفاسٍ حبيسة. ثم - رأيتُه.
توهجت رؤيةٌ في السماء، خافتة كالشفق القطبي، لكنها واضحةٌ جلية: خريطةٌ للعالم. ليست الأرض، بل إيلاندور، قاراتها مرسومةٌ بخطوطٍ خافتةٍ من الضوء. على سطحها، رأيتُ الحدود التي رسمها الرجال في مجالسهم، ومع إضاءة كل حدود، أظلمت الأرض تحتها - كما لو كانت مسمومة.
تشبثت كلارا بذراعي، ووجهها شاحبٌ من شدة الضوء.
همست: "إنه يُنذرنا. انقساماتنا جروحٌ".
في تلك الليلة نفسها، اعترفت بأن صوت إيلاندور لم يعد يقتصر على الموسيقى، بل أصبح في أحلامها.
كتبت: "يا مذكراتي العزيزة، أرى امرأة كل ليلة، بوجهي، وإن لم يكن وجهي. لا تكتسي بقماش الأرض، بل بنور منسوج، وتتحدث بنبرة تبدو أقدم من اللغة. تخبرني أنني مرتبطة بهذا الكوكب، وأن دمي يحمل ذكراه، وأنني يجب أن أكون الجسر بين الإنسان وإيلاندور. لا أدري إن كنت أحلم أم أن الكوكب نفسه وجد لسانًا من خلالي".
عندما أرتني هذه الكلمات، شعرتُ بالرهبة والخوف. كانت كلارا تتغير - أصبحت شيئًا أكبر من ذاتها، أو ربما أصبحت ما كان مقدرًا لها أن تكونه دائمًا.
في هذه الأثناء، بدأت المجالس تلاحظنا. انتشر خبر "الفتاة ذات الرؤى" و"الأجنبي الذي يهمس للأنهار". في البداية، سخروا منا، لكن مع اشتداد عواصف إيلاندور وتلف المحاصيل بشكل غامض على طول الحدود المتنازع عليها، تحول الشك إلى خوف.
واجهني مبعوث ألماني في الساحة، بصوت منخفض وحاد:
"إن تحذيراتك المزعومة تُثير الاضطرابات يا سيدي. يقول البعض إنك وفتاة وايلد وراء هذه الاضطرابات... إن ثارت الأرض نفسها، فربما يكون ذلك بسبب تدخلك في قوى تتجاوز حقوق الإنسان."
في تلك الليلة، بكت كلارا في غرفة الجلوس، ومذكراتها ترتجف في حجرها.
"لن يصدقونا إلا بعد فوات الأوان. ومع ذلك، لا أستطيع التوقف. الكوكب بحاجة إلينا، بقدر حاجتنا إليه."
وهكذا عزمنا على المضي قدمًا. ليس مجرد موسيقى في الحديقة، ولا مجرد أحلام سرية، بل طقس حقيقي، نداء مباشر إلى إيلاندور في أعماق برّيتها.
________________________________________
هل يجب أن آخذك وكلارا إلى البرية لأداء هذه الطقوس العظيمة الأولى - وهي مزيج من الحساسية الرومانسية في القرن التاسع عشر والتواصل الكوني - أم أعمق أولاً الخطر السياسي في لندن الجديدة، وأظهر كيف يتحول الشك إلى الاضطهاد قبل أن تهرب؟
أنت قلت:
نأخذك وكلارا إلى البرية لحضور هذه الطقوس العظيمة الأولى - مزيج من الحساسية الرومانسية في القرن التاسع عشر والتواصل الكوني
قال ChatGPT:
حسنًا - دعونا نسير مع كلارا في البرية العميقة، حيث تتكشف الطقوس بكل المشاعر المتصاعدة لرومانسية العصر الفيكتوري والغرابة الهائلة للتواصل مع كوكب حي.
________________________________________
غادرنا نيو لندن قبل الفجر، مُرتدين عباءاتٍ صوفية سميكة، والشوارع لا تزال خاليةً تحت أضواء مصابيح الغاز التي تُطفئها الضباب. حملت كلارا كمانها في حقيبتها الجلدية؛ أما أنا، فلم أحمل سوى فانوسٍ وقارورة ماء، وشجاعتي التي كانت تضعف مع كل خطوةٍ نخطوها نحو المجهول.
سرعان ما انفرجت المدينة أمام الريف - سياجات شجرية زرعها المستوطنون، وحقول متدحرجة بدأ فيها قمح الأرض يتجذر في تربة إيلاندور الغريبة. لكن وراء تلك البقع المزروعة، امتد عالم لم تطأه يد الإنسان: غابات من أشجار فضية تتوهج خافتًا حتى في الظلام، ومروج مكسوة بأعشاب بنفسجية داكنة، وأنهار تتلألأ كما لو أن النجوم قد ذابت في تياراتها.
سرنا حتى وصلنا إلى نهر التايمز الجديد، ولم يهتدِ بنا إلا صوتُ مياهٍ خفية. كانت وجنتا كلارا مُحمرّتين من البرد، وشعرها مُبلّل بالندى، ومع ذلك كانت خطواتها ثابتة. قادت كما لو كانت تعرف الطريق مُسبقًا - ربما مُسترشدةً بنفس الرؤى التي طاردت لياليها.
وصلنا أخيرًا إلى فسحة. غاصت الأرض في جوف، حيث برزت حلقة حجرية عتيقة من الأرض. لم تكن هذه الحجارة من صنع البشر - فهي ضخمة جدًا، متآكلة جدًا، أقدم من أول خطوة قدمها إنسان على هذا العالم. أحاطت ببركة ماء سوداء كالسبج، تعكس الضوء الباهت لقمري إيلاندور التوأمين.
وضعت كلارا حقيبة كمانها برفق على العشب. ثم التفتت إليّ، وعيناها تلمعان بعزمٍ وشعورٍ أعمق - ثقةٌ ربطتني بها أشدّ من الكلمات.
"هنا،" همست، "يجب أن تبدأ. حلمتُ بهذه الأحجار قبل أن أراها. الكوكب هو الذي أوصلني إلى هنا."
أشعلتُ الفانوس ووضعته على حافة البركة، وارتجف بريقه الذهبي على سطحها المظلم. رفعت كلارا كمانها وبدأت بالعزف. لم يكن لحنًا أرضيًا - لا فالس ولا سوناتا - بل لحنًا غريبًا آسرًا يتصاعد حلزونيًا كالدخان. بدت النغمات وكأنها تُثني الهواء نفسه؛ وانحنت الأشجار إلى الداخل، تُنصت.
بدافع غريزةٍ لم أستطع تفسيرها، أضفتُ صوتي - منخفضًا، بلا كلمات، مُناقضًا لأغنيتها. معًا، ملأت أصواتنا الفسحة، منسوجةً نسيجًا من التناغم بدا وكأنه يُوقظ الحجارة. ارتفع همهمةٌ من الأرض، عميقةٌ ومدوّية، تهتزّ عبر حذائي إلى عظامي. ارتجفت البركة، وتلألأ سطحها بالنور كما لو أن عالمًا آخر يتحرك تحتها.
ثم تلعثمت كلارا. ارتجفت قوسها. انهمرت دموعها على خديها.
"إنه يتحدث،" شهقت. "هل تسمعه؟"
وفعلتُ. ليس بالكلمات، بل في موجاتٍ من الأفكار التي غمرت عقلي. غمرتني الصور - جبالٌ تهتزّ تحت وطأةٍ خفية، ومحيطاتٌ تظلم حزنًا، وأنهارٌ تجفّ كعروقٍ فرغت من الدم. ومع ذلك، كان هناك أيضًا نداء: الوحدة، والوئام، وربط الكثيرين في واحد.
أنزلت كلارا كمانها وأمسكت بيدي. كان جلدها باردًا كالثلج.
"يقول إننا يجب أن نكون صوته. أنتِ وأنا. معًا. وإلا سيُغلق إيلاندور علينا، وستذبل البشرية جمعاء."
توهجت البركة فجأةً بنور فضي، وفي أعماقها رأيتُ رؤيا: وجه كلارا - وإن لم يكن وجهها، مُشرقًا، مُتوّجًا بالنجوم، وشفتاها تتحركان بكلمات لم أستطع سماعها. خلفها، نبضت قارات إيلاندور كقلب حي.
انقطعت الرؤية. تلاشى الضوء. وقفنا نلهث في صمت، وأيدينا لا تزال متشابكة.
للحظة طويلة، لم يجرؤ أيٌّ منا على الكلام. ثم قالت كلارا، بصوت أجشّ لكن واثق:
"لم يعد هذا خيارًا. لقد اختارنا الكوكب. نحن عهده."
________________________________________
هل تريد مني أن أتوقف الآن عند العواقب العاطفية - كلارا وأنت تكافحان مع ثقل هذه الرابطة في سياق آداب القرن التاسع عشر الصارمة ، أو أن أتحول إلى كيفية رد فعل المجالس بمجرد انتشار علامات اضطرابات إيلاندور على نطاق أوسع، مما يجعل طقوسك السرية مستحيلة الإخفاء؟
أنت قلت:
التأمل في العواقب العاطفية - أنت وكلارا تكافحان مع ثقل هذه الرابطة في سياق آداب القرن التاسع عشر الصارمة وجعل كلارا والبطل ينجحان في إقناع إيلاندور بقبول وجود الإنسانية عليها وإيجاد نهاية سعيدة للرواية وزواج كلارا والبطل.
قال ChatGPT:
ممتاز - دعونا نتباطأ في توهج الطقوس ونتابع إلى حل التوتر الكوني والمصير الشخصي.
________________________________________
عندما تلاشى آخر صوت لموسيقى كلارا، وتبدد الرؤيا في المياه الساكنة، خيّم صمتٌ عميقٌ على الفسحة، كأن إيلاندور نفسها حبست أنفاسها. وقفنا متشابكي الأيدي، عاجزين عن الكلام، وفانوسنا يُلقي بظلاله الطويلة المرتعشة على حلقة الحجارة العتيقة.
كانت كلارا أول من كسر الصمت.
قالت بهدوء: "لقد وقع الاختيار علينا. هل تشعرون بذلك؟ وكأن ثقل الخلق كله يقع علينا."
شعرتُ به حقًا - رابطٌ أثقل من الحديد، لكنه حلوٌ كهواء الربيع. لقد غرس إيلاندور إرادته فينا، رابطًا قلوبنا ليس فقط ببعضنا البعض، بل بمصير كل من سكن سطحه. ومع ذلك، لم يكن الواجب هو أشد ما يربطنا، بل الحب. ففي عيني كلارا المدمعتين، رأيتُ انعكاس كل مستقبلٍ تمنيته.
لكن عالم لندن الجديد الصارم لم يُسهّل هذه الألفة. حتى في الأيام التي تلت طقوسنا، عندما كنتُ أتمشى أنا وكلارا في حديقة عائلتها أو نتبادل الرسائل الخفية، كانت قواعد اللياقة تخيم علينا كوصيّ صارم. في غرفة المعيشة، كانت والدتها تُمسك بتطريزها، لكن نظرتها حادة كالإبرة كلما تجرأت على الجلوس قرب كلارا. في حفلات العشاء، كان والدها يسألني بحذر وبرود، وشوكته متوقفة في الهواء كما لو كان يقيس كل كلمة أقولها.
لكن تحت هذا المظهر المهذب، تحرك شيء أعظم. مذكرات كلارا مليئة بكلمات اليقين المكتشف حديثًا:
إيلاندور تُنصت. تهدأ عواصفها، وتشرق أنهارها. أعتقد أنها تقبلتنا - ليس فقط وجودنا، بل وعدنا بالوحدة. عندما أغمض عيني، أرى حقولًا يانعة بالقمح، وبساتين مثقلة بالفاكهة، وأنهارًا تجري صافية تحت ضوء القمر. كأن الكوكب نفسه يبتسم لنا.
في الواقع، في الأسابيع التي تلت، تكاثرت العلامات. بدأت المحاصيل التي كانت مريضة تزدهر. هدأت العواصف التي ضربت الحدود المتنازع عليها. حتى المجلس، الذي كان يومًا ما مشاكسًا، لاحظ التغيير بارتياح حذر. تلاشت همسات الانقسام لتتحول إلى تعاون حذر.
في إحدى الأمسيات، مشيتُ أنا وكلارا على ضفاف نهر التايمز الجديد. كانت المصابيح تتلألأ خافتًا على الماء، ولم تكن تحمل كمانًا، بل قلبها الجاهل فقط.
قالت وهي تنظر عبر النهر: "أنت تُدرك أننا متزوجان من هذا العالم بالفعل. إيلاندور نفسها هي رابطتنا. فماذا يبقى لنا إذن سوى أن نُكمل هذا الرابط كزوج وزوجة؟"
التفت إليها مندهشا - ليس من كلماتها، لأنني حلمت بها بنفسي مائة مرة، ولكن من شجاعتها في التعبير عنها على الرغم من كل حدود العادات الفيكتورية.
عزيزتي كلارا أوليفيا جين، همستُ وأنا أمسك يدها المغطاة بالقفاز، أنتِ كوكبي المختار - وكوكبي المختار. لا قوة في السماء ولا في الأرض تستطيع أن تمنعني عنكِ.
كانت ابتسامتها حينها أكثر إشراقا من قمري إيلاندور.
________________________________________
كان حفل الزفاف متواضعًا ولكنه مُشرق، أُقيم في قاعة نيو لندن الكبرى تحت نوافذ عالية تتلألأ فيها أشعة الشمس الغريبة. ارتدت كلارا ثوبًا أبيض من الساتان، وشعرها مُتوّج بأزهار فضية من إيلاندوران، وأنا ارتديت معطفًا أسود، ربما كان قصّها يليق بدكنز نفسه. تخلى عنها والدها بكرامةٍ جليلة، بينما بكت والدتها خلف منديلٍ من الدانتيل.
مع إلقاء الوعود، خيّم صمتٌ على المدينة، وفي تلك اللحظة، ارتجفت الأرض ارتجافًا خفيفًا، ليس غضبًا، بل بركةً. دقّت أجراس الكنيسة، واختلط صداها مع هدير الأرض الخافت، كما لو أن إيلاندور نفسها باركت اتحادنا.
منذ ذلك اليوم فصاعدًا، انتشر السلام. ووجدت المجالس، التي كاد أن يُصيبها مكروه، غايةً مشتركة. وبدأت ولايات إيلاندور، رغم اختلاف ألسنتها وعاداتها، تتعاون في التجارة والبناء والزراعة. وجرت الأنهار صافية، وهدأت السماء. وللمرة الأولى، تعلمت البشرية ألا تعيش في غزو، بل في عهد.
وفي قلب كل ذلك - أنا وكلارا. هي، بكمانها ورؤاها السرية؛ وأنا، بذكريات الأرض والحب الجارف الذي ربطني بها. تجولنا في حدائق إيلاندور، ليس كغرباء في أرض غريبة، بل كعروسين في عالم اختار أن يسمينا ملكه.
________________________________________
وهكذا انتهى الفصل الأول العظيم من قصة إيلاندور - ليس بالحرب أو الخراب، ولكن بالوئام والحب ووعد ببداية جديدة.
قال ChatGPT:
إليكم مسودة افتتاحية محتملة لروايتكم - بناء العالم، دخولكم إليه، وغرابة قواعده:
همسات ما وراء الألفية
وُلدتُ في القاهرة، في 15 سبتمبر/أيلول 1981، في عالم من الغبار، ونسمات النيل، ونبض مدينة قديمة لم تغفُ قط. ومع ذلك، بطريقة ما، وبمحض صدفة، استيقظتُ بعيدًا عن القاهرة، بعيدًا عن الأرض نفسها.
كان العام 3000. كانت البشرية قد تجاوزت بالفعل عتبات لم يكن أحدٌ في حياتي السابقة ليتخيلها. وبحلول عام 2500، حققوا المستحيل: التواصل مع كل أشكال الحياة المنتشرة عبر النجوم. مخلوقات من نور، كائنات منسوجة من الطاقة، عقول واسعة مطوية في شبكات بلورية - تحدث البشر معها جميعًا، واستمعوا، وتعلموا. لكن هذا الكوكب، الذي وجدت نفسي واقفًا عليه، كان صامتًا تمامًا.
لم يكن فيه أشجار، ولا زقزقة طيور، ولا حفيف أوراق. لم تجوب وديانه أو غاباته حيواناتٌ لأنه لم يكن هناك أيٌّ منها. كانت الأنهار تجري نقيةً لا نهاية لها، تشقّ جبالاً ممتدة كحراسٍ قدامى، وعكست البحار سماءً لم تقطعها الغيوم. ومع ذلك، كان العالم فارغًا.
هذا الفراغ هو ما جعله مقدسًا. كانت بداية. اختارت البشرية هذا المكان ليكون مهدها الجديد، والتربة التي ستعيد كتابة تاريخها عليها بعد آلاف السنين من النصر والخراب. لقد جاء أناسٌ من كل قارة، من كل وطن منسي، إلى هنا. جلبوا لغاتهم، وذكرياتهم، وحروبهم الطويلة، وأحلامهم الهشة.
وبفعلٍ غريبٍ من الإرادة الجماعية، لم يلبسوا دروعًا مستقبلية أو أقمشةً لامعةً مصنوعةً من تكنولوجيا النانو، بل زي أوروبا في القرن التاسع عشر. ارتدى الرجال صداري، وربطات عنق، ومعاطف طويلة تتسع كالأجنحة. وارتدت النساء فساتينَ مشدودة، وتنانيرهن تتلألأ فوق الأرض التي لم تمسسها يدٌ بعد. بلغت البشرية ذروة تطورها، ومع ذلك اختاروا أن يرتدوا ملابسهم كما لو أن التاريخ قد عاد إلى نفسه.
عندما تعثرتُ بهم لأول مرة، تائهًا لاهثًا، بدا لي أنني كنتُ أبدو كشبح من زمن آخر. راقبوني بعيون فضولية، نصفها شكّ ونصفها مسحور، كما لو أن بنطالي وقميصي يحملان أسرارًا أقدم من أزيائهم التي اختاروها.
لكن سرعان ما أدركتُ: هنا، في هذا العالم الجديد الهش، المظاهر ليست صدفة. كان القرن التاسع عشر، بالنسبة لهم، عصر إعادة اختراع - عصرٌ راوحت فيه البشرية بين التقاليد والنهضة الصناعية. بإحياء أسلوبهم، أرادوا تذكير أنفسهم بأن التقدم لا قيمة له بدون ذاكرة.
ومع ذلك... لماذا أنا؟ لماذا انجذبتُ، أنا رجل من القاهرة عام ١٩٨١، إلى قصتهم؟
هل ترغبون في أن أواصل هذه الرواية بأسلوب بطيء، مفصل، وغامر، أُظهر كيف تستكشفون هذا الكوكب الجديد وتتأقلمون مع مجتمعه الغريب؟ أم أنك تفضل أسلوبًا أسرع وأكثر مغامرة، حيث يتم الكشف عن ألغاز وصراعات هذا الكوكب بسرعة؟
بطريقة بطيئة ومفصلة وغامرة، اقترح اسمًا لهذا الكوكب وموقعه على المجرة ونجمها.
قال ChatGPT:
رائع - إنها قصة بطيئة ومفصلة وغامرة. لإضفاء ثقل وواقعية على عالمك الجديد، سنربطه بموقع مجرة ونجم واسم يبدو شاعريًا ومقبولًا علميًا. إليكم الخطوة التالية في بناء عالم الرواية:
الكوكب: إيلاندور
أطلق البشر في عام ٣٠٠٠ على موطنهم الجديد اسم إيلاندور. حملت الكلمة أصداءً من لغات الأرض القديمة - قال البعض إنها مشتقة من اللغة الغيلية القديمة، وتعني وادي النجوم، بينما زعم آخرون أنها اختراع أول مجلس للمستوطنين، صُممت لتبدو خالدة.
نجمه وموقعه
كان إيلاندور يدور حول نجم أبيض-أصفر من النسق الرئيسي يُعرف باسم سولاراي، وهو أكبر قليلاً وأكثر سطوعًا من شمس الأرض، مما يمنح العالم فجرًا ذهبيًا أطول وغروبًا قرمزيًا أعمق.
كان يقع على الحافة الداخلية البعيدة لذراع الجبار في مجرة درب التبانة، على بُعد حوالي 3000 سنة ضوئية من الأرض. أطلق المستوطنون على هذه المنطقة اسم "نطاق الحجاب"، لأنها كانت مختبئة خلف حجب من سحب الغبار التي جعلت النجم غير مرئي من الأرض حتى اخترقت التلسكوبات المتطورة هذا الغطاء في القرن السابع والعشرين.
الانطباعات الأولى
عندما فتحت عينيّ على هذا الكوكب، كان الهواء صافيًا ونقيًا، أرق من سماء القاهرة المليئة بالضباب الدخاني، ومع ذلك كان غنيًا بما يكفي ليملأ صدري بحيوية لم أعرفها منذ سنوات. امتد الأفق بلا نهاية، لا تقطعه المباني، فقط ملامح وديان نحتتها أنهار لم تكن لها أسماء بعد.
في الليل، كانت السماء مختلفة عن أي شيء أتذكره. انسكب درب التبانة عبرها كمحيط فضي، وغمر ضوء سولاراي الأرض بوهج باهت، يكاد يكون طيفيًا. لم يكن هناك قمر هنا، بل ثلاثة أقمار بعيدة - شظايا صخرية صغيرة متصدعة تدور حول إيلاندور كشهود صامتين. أطلق عليها المستوطنون أسماء: كيسيرا، وتوفان، وإيلونا.
لم تكن مدن المستوطنين مدنًا بالمعنى القديم. بل كانت تجمعات من الحجارة والحديد الأنيقة، تُحاكي عمدًا لندن أو باريس الفيكتورية، بأجرام سماوية تشبه مصابيح الغاز تتوهج في الليل - لكن تلك الأجرام لم تكن غازًا، بل طاقة بلورية مُحصَّدة من ضوء سولاراي نفسه. بدت عرباتهم وكأنها تجرها الخيول، ومع ذلك انزلقت بصمت على المجالات المغناطيسية. صُممت كل تفصيلة لتذكيرهم بماضي الأرض، بينما تُخفي إتقانًا مستقبليًا لا يُتصوَّر.
وفي خضم كل ذلك، كنتُ أنا: غريبًا في غير مكانه، أحمل ثقل القاهرة، عام ١٩٨١، إلى عالم لا ذكرى له للأهرامات، ولا للأذان، ولا لرائحة نسيم النيل المُغبرة.
لنتأمل جمال الكوكب الطبيعي لفترة أطول قبل الانتقال إلى التفاعل البشري، ولنجعله مشابهًا جدًا لأجواء القرن التاسع عشر.
قال ChatGPT:
ممتاز - سنُطيل الجو، كما لو كان رسامًا يُرتب طبقات القماش قبل وضع الأشكال. سأتأمل جمال الكوكب الطبيعي، صمته، ألوانه، إيقاعه البكر - ثم، لاحقًا، سندع التفاعل البشري يتكشف بتلك النبرة الغنية للقرن التاسع عشر، بآدابه، وسلوكياته، ومشاعره المُقيّدة والمعقدة.
إليكم التتمة التالية:
صمت إيلاندور
أول ما لفت انتباهي في إيلاندور هو الصمت. لم يكن صمت الموت، ولا سكون شارع مهجور، بل كان صمتًا تامًا، مطلقًا، لدرجة أن دقات قلبي بدت عالية جدًا عليه. على الأرض، لم يكن الصمت نقيًا أبدًا - دائمًا ما يخترقه بكاء ***، ونباح كلب، وأزيز آلة. هنا، لم تشهد الأرض نفسها قط مثل هذه الانقطاعات.
تدفقت الأنهار بصمت، كما لو أن مياهها مُدربة على الجريان دون همس. تمسك الجبال بتلالها كتماثيل، نحتتها يد كونية صبورة لا الرياح. عندما مشيت على التربة، انزلقت برقة تحت قدميّ، لم تمسسها جذور أو حجارة، كما لو كانت تنتظر أول بادرة حياة حقيقية.
كانت الألوان مختلفة عن ألوان الأرض. حملت السماء في وضح النهار لونًا أزرق عميقًا يلامس البنفسج، بينما عند الفجر، رسمت سولاري الأفق بخطوط زعفرانية بقيت لساعات قبل أن تفسح المجال للضوء الكامل. عكست البحار ذلك الثراء، تبدو سوداء تقريبًا عند الظهيرة، لكنها تتحول إلى خطوط مشعة من الزمرد والفضي تحت شمس المساء.
لم يكن هناك رائحة نبات، ولا عطر زهور، ومع ذلك كان للهواء نفسه عطر - خافت، معدني، كمطر يضرب حجرًا دافئًا. كان استنشاقه أشبه بشرب الصفاء. أتذكر أنني فكرت: هكذا خُلقت الرئتان، قبل أن تولد المدن.
في الليل، كان المنظر ساحرًا. فبدون غلاف جوي مثقل بالغبار أو التلوث، كانت النجوم قريبة جدًا لدرجة أنها بدت وكأنها ترتجف فوق يدي الممدودة. رسمت الأقمار الثلاثة - كيسيرا، توفان، إيلون - أقواسها الباهتة بتواضع بطيء، كل منها بلون مختلف: كيسيرا كالحليب، توفان نحاسي باهت، إيلون بضباب أزرق ذكّرني بمحيطات بعيدة. صبغت أضواؤها المتداخلة الأرض بظلال متغيرة، رقيقة لدرجة أن كل حركة بدت وكأنها عبور حلم.
قضيت ساعات أسير في الوديان حيث حفرت الأنهار ندوبًا فضية في الأرض. تسلقت منحدرات حيث لم ينبت شيء، ومع ذلك بدا الحجر حيًا، دافئًا بذكرى الشمس. ركعت بجانب بحيرات نقية جدًا لدرجة أن انعكاسي أذهلني، كما لو أن رجلاً آخر يحدق من تحت السطح - الرجل الذي كنته، أو الرجل الذي سأصبحه.
أرض الانتظار
شعرتُ أن إيلاندور مكانٌ ما زال ينتظر الولادة. كان لوحةً خامًا، تمتد في اتساعٍ لا نهاية له، لا ترسمها سوى الأنهار والجبال والمحيطات والسماوات. بدأتُ أفهم لماذا اختارتها البشرية. فرغم كل إنجازاتهم - مخاطبة عقولٍ غريبة، واستغلال الفضاء للسفر، وإتقان طاقاتٍ لم تُتخيل - كانوا بحاجةٍ إلى مكانٍ نقي، عالمٍ لا يحمل شيئًا من الماضي، لا ندوبًا، ولا آثارًا، ولا آلهة.
لكن البشرية لا تستطيع ترك الصمت دون كسر طويل. وبعد أيامٍ من التجوال كحاجٍّ في صباح الخليقة الأول، عثرتُ على مستوطناتهم.
صوّر تلك المستوطنات أولًا كمناظر طبيعية (المدن، المباني، الجو) قبل أن تُدخل الناس وعاداتهم في القرن التاسع عشر، وتبدأ بغرس بذور قمح الأرض ونباتات مهمة أخرى في تربة إيلاندور.
قال ChatGPT:
رائع. لنتمهل قليلًا - لقد مشيت في الوديان والبحار والجبال التي لم تُمسّ. الآن، دعونا نترك أولى أشكال الحضارة تظهر، كجزر من الذاكرة زُرعت من الأرض. سنتأمل العمارة، ذلك المزج الغريب بين القرن التاسع عشر والمستقبل المستحيل، ثم سنبدأ أول فصل من فصول الحياة: غرس بذور الأرض في تربة إيلاندور.
مستوطنات في إيلاندور
من بعيد، برزت المستوطنات على الفراغ كضربات فرشاة خافتة على لوحة قماشية لم تُمسّ. لم تمتدّ كالمدن الأرضية التي لا نهاية لها، بل وقفت في مجموعات مدروسة، كل منها صدى دقيق لعالم أقدم.
أول مدينة رأيتها كانت تقع في وادٍ ضحل، بمبانيها الحجرية المتراصة في شوارع أنيقة. من بعيد، بدت وكأنها جزء من أوروبا القرن التاسع عشر منقولة بكاملها - منازل شاهقة من الحجر الجيري الباهت بشرفات حديدية، وأعمدة إنارة تصطف على جانبي الشوارع المرصوفة بالحصى، وأبراج تمتد نحو سماء زرقاء بنفسجية. مع ذلك، كلما اقتربت، أدركت أن لا شيء هنا عادي.
لم تتفتت الحجارة، رغم أن الرياح كانت تخدشها ليلًا نهارًا. لم يصدأ الحديد، رغم أن الهواء كان يعجّ بمعادن غريبة. كان زجاج نوافذها يلمع خافتًا، ملتقطًا ضوء سولاراي حتى في كبد السماء. بدا الأمر كما لو أن المدينة لم تُصنع من المادة، بل من الذاكرة نفسها.
فوق الشوارع، كانت الفوانيس تتدلى كمصابيح غاز، بريقها خافت وذهبي. لكنها لم تكن تُشعل بالنار؛ فقد سخّر المستوطنون شظايا بلورية جمعوها من الأنهار، تنبض برفق بضوء الشمس المُخزّن. كانت عرباتهم أشبه بعربات تجرها الخيول، بعجلاتها العالية ونقوشها المزخرفة، ومع ذلك كانت تنزلق بصمت على مسارات مغناطيسية. من بعيد، كان التأثير غريبًا - مشهد مدينة فيكتوري حيّ ينبض بالحياة، لكنه خالٍ من الدخان والضوضاء والسخام الذي كان يخنق سماء الأرض.
كان هواء المدينة أنقى، لا يحمل سوى عذوبة إيلاندور المعدنية الخافتة. لا صيحات طيور النورس، ولا نباح الكلاب، ولا صرير الأشجار في الريح - فقط أزيز شيء ما تحت السطح، كما لو أن الكوكب نفسه يتنفس ببطء في نومه.
الحقول الأولى
خارج أسوار المدينة، أُزيلت مساحات طويلة من الأرض ووُضعت عليها حدود حجرية. راقبتُ المستوطنين وهم ينحنون على الأرض، وحركاتهم محسوبة، وكأنها طقسية. مع أنني بقيتُ على مسافة، إلا أنني عرفتُ ما كانوا يحملونه: أكياس بذور، محروسة بتبجيل كما لو أن كل حبة منها أثرٌ من الآثار.
قمح. هبة الأرض القديمة.
الحبوب التي أطعمت الفراعنة على ضفاف النيل، والأباطرة في روما، والفلاحين في حقول فرنسا - تُعصر الآن في تربة عالمٍ بكرٍ على بُعد ثلاثة آلاف سنة ضوئية. إلى جانب القمح، جاء الشعير والأرز والذرة والفاصوليا وكروم العنب. حُملت كل ذكرى حصاد الأرض هنا، مُكثّفةً في هذه البدايات الهشة.
عمل الناس في صمت، كما لو كانوا مُدركين لضخامة اللحظة. بأيديهم المُغطاة بقفازات من قماش ناعم، حفروا قنوات في التربة، وأسقطوا كل بذرة كما لو كانوا يزرعون ليس فقط الطعام، بل التاريخ أيضًا. كان العمل متواضعًا وعميقًا في آنٍ واحد: البشرية تُطالب بحقوقها ليس بالغزو، ولا بالآلات، بل بدفع الحياة إلى الوجود.
ركعتُ على حافة أحد تلك الحقول وتركتُ التربة الجافة المُنتظرة تتفتت بين أصابعي. كانت دافئة من شمس سولاراي، وناعمة، لا تُقاوم. بدت وكأنها تشرب البذور بلهفة، كما لو أنها انتظرت آلاف السنين لهذا اللقاء. لم تُثمر أرض إيلاندور قط، لكنها في تلك اللحظة، أصبحت حديقةً واعدةً.
انتظار الفجر
عند الغسق، أضاءت الحقول ضوء الأقمار الثلاثة. دُفنت البذور، خفيةً، لكن المستوطنين وضعوا الفوانيس على الحواف، كما لو كانوا يسهرون طوال الليل. قمح، أرز، كروم - الفصل الأول من ذاكرة الأرض مكتوبٌ الآن في هذه التربة الغريبة.
وفي ذلك الصمت، شعرتُ به: شعورٌ بأنني لا أشهد الماضي أو المستقبل، بل بداية شيءٍ يتجاوز كليهما. لن تبقى إيلاندور فارغةً لفترةٍ أطول. لقد دُعيت الحياة إلى مأدبتها.
صف سكان هذه البلدات بعاداتهم وتقاليدهم في القرن التاسع عشر.
قال ChatGPT:
رائع! الآن وقد طُليَت الأرض وزرعت البذور الأولى، حان الوقت لظهور سكان إيلاندور. يحمل عالمهم أجواء القرن التاسع عشر - الأناقة والنظام والأخلاق والطقوس - لكن وراء هذه الرسمية، تتلاشى قوة معرفتهم المستقبلية الصامتة. سأمنحك رؤية غامرة لهم كما لو كنت تشاهدهم من الظل في البداية.
سكان إيلاندور
من موقعي، شبه المختبئ خلف تلة منخفضة، لاحظت المستوطنين يتحركون في مدينتهم. لم يتعجلوا، ولم يتكاسلوا. بدت كل خطوة مدروسة، وكل حركة مدروسة، كما لو كانوا جميعًا مشاركين في مسرحية تتطلب كرامة دائمة.
كان الرجال يرتدون معاطف طويلة من الصوف الداكن، بعضها بياقات عالية وأزرار نحاسية تلمع في ضوء سولاراي. برزت من تحتها ستراتٌ بألوانٍ باهتة، مثبتة بسلاسل فضية تعكس وهج الفوانيس. كانت سراويلهن مكوية، وأحذيتهن مصقولة، وكثيرات يحملن عصيًا - ليس للمشي، بل للسلطة الصامتة التي أضفينتها على وقفتهن. كانت القبعات شائعة: قبعات عالية، وقبعات بولر، وقبعات من اللباد عريض الحواف للعاملات في الحقول.
كانت النساء يتحركن بدقة مماثلة. كانت فساتينهن تنساب على طراز القرن التاسع عشر - تنانير طويلة تمتد عبر الشوارع الحجرية، وصديريات مشدودة تضفي على أجسادهن أناقةً رصينة. غطت قفازات الدانتيل أيديهن، ومظلات، وإن كانت غير ضرورية في ضوء سولاراي الخافت، فقد حملنها بفخرٍ رقيق. كانت الأقمشة غنية لكنها رقيقة: عنابي غامق، وأخضر غابي، وكريمي باهت. بدت كشخصياتٍ مأخوذة من لوحات زيتية - ومع ذلك، عندما لامسَت فساتينهن التربة، لم يعلق بها الغبار. بعض المواد التي لم أكن أعرفها كانت تصدّ ملامسة التراب.
كان الأطفال أيضًا يرتدون نسخًا مصغّرة من أناقة آبائهم. ارتدى الأولاد معاطف قصيرة وقبعات؛ وانحنت الفتيات، بتنانير متعددة الطبقات، لكبار السن انحناءةً غريزية. كان ضحكهم هادئًا، يكاد يكون مكبوتًا، كما لو أن مجرد كونهم شبابًا لا بد أن يُكرّم كرامة هذا المجتمع.
العادات والطقوس
شاهدتهم ينحنون قليلًا عند مرورهم بجانب بعضهم البعض في الشارع، أو يرفعون قبعاتهم في تحية مهذبة. كانت النساء يُرحّبن بهم بإمالة رؤوسهن، وعيونهن منخفضة للحظة قبل أن ترتفع مجددًا. كان الحديث في الأماكن العامة قليلًا - مجرد تبادلات هادئة، تُقال بنبرة توحي بالمجاملة والتباعد.
في المساء، رأيت عائلات تمشي في الشوارع. أضاءت كرات تشبه مصابيح الغاز أحجار الرصف بضوء كهرماني، وانزلقت العربات في صمت، لا تجرها الخيول، ومع ذلك لا تزال تحمل فوانيس مزخرفة على جوانبها. كان الأزواج يتجولون متشابكي الأذرع، يتحركون ببطء، كما لو أن الزمن نفسه يدور حول إيقاعهم.
في أيام الأحد - فقد حافظوا على نظام الأسابيع، مع أن سنتهم في ظل نظام سولاري كانت أطول قليلاً من سنة الأرض - كان أهل البلدة يجتمعون في قاعات ضخمة مبنية من الحجر الأبيض، ونوافذها مقوسة كالكاتدرائيات. من الخارج، كنت أسمع ارتفاعًا وانخفاضًا خافتًا للترانيم. ومع ذلك، لم تكن هذه تراتيل الأرض - لا لاتينية، ولا عربية، ولا عبرية. كانت الألحان آسرة، مبنية على تناغمات لم أكن أعرفها، وتردد صداها في هواء الليل كمزيج من الصلاة والعلم.
ترتيب الزراعة
كانت مراسم الزراعة الأكثر لفتًا للانتباه. عند الفجر، كان الرجال والنساء على حد سواء يتركون شوارعهم الأنيقة ويتجمعون في الحقول خلفهم. كانوا يأتون مرتدين ملابس رسمية - فساتين، ومعاطف، وقفازات، وأحذية مصقولة - لكنهم ينحنون على الأرض بتواضع مهيب. صف من النساء يُنزلن مظلاتهن، يُسلمنها للأطفال، ويركعن لنثر بذور القمح في التربة. يتبعهن الرجال، يضغطون التربة بأيديهم المغطاة بالقفازات، ثم يقفون منتصبين، يمسحون معاطفهم كما لو أن شيئًا لم يُوسخها.
بعد ذلك، يقفن صامتات بينما تُوضع الفوانيس على الحدود، ينحنين قليلاً للتربة كما لو كنّ يُحيين صديقًا قديمًا. عندها فقط يعودن إلى مدينتهن، تاركات البذور تحت رعاية الأقمار والنجوم.
مجتمع بين العصور
أذهلني أن هؤلاء الناس عاشوا كما لو أن قرنين متداخلين. ظاهريًا، كانوا فيكتوريين - مُقيدين بالشكليات، مهووسين بالآداب، يرتدون الأناقة. ومع ذلك، كان عالمهم نظيفًا، وأدواتهم خفية، وعملهم بلا عناء. لقد أتقنوا المستقبل، لكنهم ألبسوه ثياب الماضي.
أثناء رؤيتي لهم، شعرت بالغربة والانجذاب في آن واحد، كما لو كنت أُحدق من نافذة إلى متحف حي، مع أنني أعلم أنهم ليسوا ممثلين يرتدون أزياء. هذه كانت حقيقتهم المختارة.
وأنا، الرجل القادم من القاهرة عام ١٩٨١، وقفتُ على حافة حلمهم، أتساءل متى وكيف سأُلاحظ.
أول لقاء بشري لك
قال ChatGPT:
كنت أراقبهم لأيام، كظلٍّ هادئ على ناطحة سحاب منخفضة، أتعلم قياس تحركاتهم كما لو كنت أتعلم لغة جديدة. المدينة، والحقول، والمصابيح - كل ذلك استقر في إيقاع أستطيع قراءته. ومع ذلك، لم يُهيئني شيء للحظة التي يتجه فيها ذلك الإيقاع نحوي.
بدأ الأمر في الساعة التي كانت فيها سولاراي منخفضة، وبدأت الأقمار الثلاثة تُضفي فضّتها المستعارة. غادر المزارعون سهرهم مبكرًا؛ وتناثرت الفوانيس في الحقول كنجوم صبورة. وقفتُ، أنفض الغبار عن قاعدة بنطالي بكمٍّ لم أُدرك أنه متسخ، وشعرتُ فجأةً بالعبث: رجل يرتدي بنطال جينز وقميصًا باهتًا في عالم يرتدي سترات ودانتيل. لأول مرة منذ أن استيقظتُ على إيلاندور، كنتُ متأكدًا من أن أحدهم سيلاحظ.
سارت على طول حافة الحقل المُجعّدة، ليس على عجل، بل بخطواتٍ تُسيطر على الفضاء. عن قرب، استطعتُ أن أرى الاهتمام في ثوبها - معطفٌ ذو ياقة عالية بلون الفحم الداكن، وقفازات من الجلد الناعم الباهت، وقبعة صغيرة بريشة واحدة مثبتة بزاوية دقيقة. ومع ذلك، كان هناك شيء آخر يميزها: حقيبة يد معلقة على وركها، جلدها بالٍ، وفي طيّتها لمحتُ أدواتٍ لا تنتمي إلى أي عصرٍ أعرفه - قضبانٌ معدنيةٌ ضيقةٌ مترابطةٌ بضوءٍ خافت، أداةٌ تُصدر طنينًا كلما تحركت. كانت، في يديها ومشيتها، عالمةَ نباتٍ وسيدةَ مجتمعٍ في آنٍ واحد.
توقفت عندما لاحظتني. كانت عيناها أول من تكلم: رماديتان، باردتان، مُقيّمتان، ثم دافئتان بشكلٍ غريب. نظرت إليّ ببطءٍ كما ينظر المرء إلى حيوانٍ دخل إلى حديقةٍ زجاجية - مُندهشةً بهدوء، وليست قاسية. ثم، بسلاسةِ مجاملةٍ مُعتادة، أمالت رأسها.
"مساء الخير"، قالت، تحمل الكلمات إيقاعًا مُقتضبًا من أسلوب القرن التاسع عشر، مع أن حروف العلة كانت تحمل لهجةً لم أستطع تحديدها. "أنت بعيد عن الشوارع يا سيدي."
ابتلعت ريقي. خرج صوتي أجشّ مما توقعت، وسمعتُ صوت القاهرة فيه - نبرةٌ شكلتها أسواق الشوارع والأذان. "أنا... أنا آسف. لم أقصد التعدي. كنتُ... أمشي."
تقدمت خطوةً حذرةً، ويدها المغطاة بالقفاز تستقرّ بخفة على حزام الحقيبة. "المشي مهنة المسافر. ومع ذلك، أنت لستَ واحدًا منا." انتقلت نظرتها من حذائي الرياضيّ المتهالك إلى ثنية قميصي. "من أين أتيت؟"
كان السؤال بسيطًا، رسميًا، وواسعًا في آنٍ واحد. للإجابة عليه، يتطلب الأمر أقصر حقيقة ممكنة وأطولها. وجدتُ الأقصر أولاً. "الأرض"، قلتُ. "القاهرة. ١٩٨١."
رمشت بنظرةٍ تكاد تكون غير محسوسة، كما لو كانت الأرقام آلةً دقيقةً سقطت في كفّها. ثم ابتسمت - لم تكن ابتسامة عريضة، بل موافقة فمها التي خففت من حدة ملامحها.
"أنتِ بعيدة كل البعد عن الوطن،" لاحظت.
"أجل،" قلت. "طويلة جدًا."
كان اسمها - قدّمت نفسها كما لو كانت تُسمّي ***ًا أو طردًا - مارييل فوس. بدت المقاطع الصوتية وكأنها ختم لعقد مهذب. "مارييل فوس،" كررت، وهي تُمد يدها المُغطّاة بقفاز. كانت مصافحتها دقيقة، لا قصيرة جدًا ولا طويلة؛ تركت دفئًا خفيفًا رغم القفاز. "أنا من الهيئة الزراعية."
"الهيئة،" رددت. هبطت الكلمة كمفتاح في قفل. الناس هنا لديهم ألقاب، وأقسام، وأوامر - سقالات أنيقة تُشرف على حياتهم. "أنا... لستُ عضوًا في أي هيئة،" قلت. "اسمي خالد." ارتفعت حروف العلة المصرية في الهواء كعلم صغير عنيد.
"خالد." نطقتها بحرص، تتذوق الحروف الساكنة كما لو كانت تحفظها عن ظهر قلب. "أهلًا بك في إيلاندور يا خالد. من النادر أن نجد زوارًا غير مسجلين بعد غروب الشمس. يجب أن تأتي معي. سنقدمك إلى دار البلدية. هناك أسئلة يجب الإجابة عليها، وشاي - وستحتاج إلى مأوى لهذه الليلة."
لم يكن في إصرارها أي قسوة. كان ذلك أسلوب من يفهم الإجراءات الاجتماعية وهشاشة القواعد في عالم جديد. كدت أرفض. فكرة العودة إلى تلك المدينة، تحت مصابيحهم وفي رقصة حياتهم الثابتة، جعلت نبضي يتسارع. ومع ذلك، شعرت بيدها، وثبات صوتها، كأول حبل يُلقى إلى سفينة جانحة على شاطئ أجنبي.
بينما كنا نسير نحو المدينة، ساد الصمت من حولنا. كانت خطواتنا الصوت الوحيد على الطريق؛ ألقت الأقمار الثلاثة بظلالها كشكل واحد ممدود. كان الناس يراقبون من النوافذ - رؤوسهم مائلة، وأيديهم متوقفة على الدرابزين. فتحت لنا الشوارع المصطفة بالعربات ممرًا من الفضول المهذب. تطلع الأطفال إليّ، ثم نظروا بعيدًا عندما وقعت عليهم نظرات أمهاتهم.
تحدثت مارييل في رشقات قصيرة وحذرة، وأخبرتني عن اللجنة الزراعية كما لو كانت تتلو ترنيمة رددتها ألف مرة: واجبهم اختبار تركيب التربة، ونقل بذور الأرض الأولى إلى كوكب آخر، وفهرسة وقياس النمو بأدوات دقيقة ودقيقة للغاية. وصفت كيف اتخذ المستوطنون ملابس القرن التاسع عشر كـتذكرة أن اللباقة قد تكون حبلًا يحمي من إغراءات القوة الغاشمة العنيفة.
قالت أخيرًا، وكأنها تُغلق كتابًا: "أنت بأمان. هناك الكثير مما يجب شرحه، والقليل مما سيُفهم في البداية. لكننا نحافظ على أشكال العالم القديم لأنها تُعلّم ضبط النفس".
وصلنا إلى دار البلدية حيث كانت الفوانيس تُوضع في الداخل كخرز مُعلق على خيط. كان بابها من خشب البلوط الثقيل، مُحاطًا بإطار معدني لا يتشوه. رفع الموظف على المكتب - رجل ذو شارب صغير أنيق ودفتر حسابات يُدندن بصوت خافت عند الكتابة - نظره بهدوء مهني. عندما نُطق اسم خالد - اسمي في فم إيلاندور - عدّل الرجل نظارته وقال: "كنا على وشك بدء كتالوج المساء. إنها لحظة مُناسبة للغاية".
وصل الشاي في أكواب رقيقة كانت ستُعتبر من التحف على الأرض؛ كان الشاي نفسه ماءً دافئًا ومُسكبًا، ومع ذلك كان يحمل في طياته شيئًا حيويًا لم أشعر به منذ شهور: اللباقة. جلست مارييل قبالتي، وقفتها تُجسّد تعاطفًا مُكبوتًا. كانت أسئلتها رقيقة - الاسم، الأصل، إن كنتُ أحمل أي مسببات عدوى، كيف وصلتُ. أجبتُ بأفضل ما أستطيع: شذرات من استيقاظ في حقل، تيه، رائحة شمس ليست شمسنا.
عندما تحدثتُ عن القاهرة، عن النيل والأسواق، ارتسمت على ملامحها ملامحٌ أشبه بالتعرف. كانت لديها معرفة بجغرافيات الأرض، بتاريخها. قالت: "ستجد هنا أصداءً كثيرة من الوطن، وفجوات غريبة كثيرة. استرح الآن. غدًا سنأخذك إلى مكتب التسجيل. ستكون هناك نماذج بالطبع. وربما ستخبرنا - بوضوح أكبر - كيف وصلتَ إلى حقولنا."
قالتها كما لو كان المرء يعد جمهورًا مستقبليًا بأداء: واثق، صبور، وربما مستمتع قليلًا. في الخارج، جعلت الأقمار الحجارة فضية. في الداخل، تحت ضوء الكريستال وطقوس الكؤوس المُحكمة، سمحتُ لنفسي أن أُقاد إلى أدبٍ لم أتعلمه إلا لتوّي.
كانت أول يدٍ بشريةٍ لمستها على إيلاندور مُغطّاة بقفازاتٍ وثابتة. وأول صوتٍ بشريٍّ سمعته كان لشخصٍ يرتدي القرن التاسع عشر درعًا وطقوسًا. شعرتُ، وأنا أجلس هناك، والشاي يبرد على شفتيّ، أنني قد دخلتُ إلى مجتمعٍ سيطلب مني أكثر من مجرد مكانٍ للنوم - سيطلب مني أن أتعلم رقصاته، وأن أنسجمَ مع عالمهم المُقاس، أو أن أُهمَل بأدب.
عندما انقضى المساء وأروني الغرفة التي سأنام فيها - سريرٌ صغيرٌ تحت نافذةٍ تُطلّ على زقاقٍ مُكنس - توقفت مارييل عند العتبة.
قالت: "مرحبًا بك هنا الآن. غدًا، عندما تشرق الشمس، سنرى ما تُخبئه التربة لقصتك."
راقبتها وهي تعود إلى القاعة، تنورتها تهمس على الحجر، وفكرت في ليالي القاهرة الدافئة وصوت الأذان يتردد بين الشقق. جلس عالمان متجاوران في ذاكرتي: عالم من الصخب، وآخر من الصمت المدروس. بينهما، أمسية شاي ووعد بأن اليوم التالي سيُجيب على أسئلتي.
تابع
قال ChatGPT:
الليلة الأولى في إيلاندور
كان السرير ضيقًا ولكنه مُرتب بإتقان، ملاءاته هشة، تفوح منها رائحة المعادن الخفيفة، كما لو كانت مغسولة بماء مُستقى مباشرة من أنهار إيلاندور البكر. استلقيتُ تحتها، يديّ مطويتان على صدري، أُحدق من النافذة في الشارع المُكْسَس بالفضة.
أضاءت المصابيح على طول الشارع بثبات. تحركت الظلال داخل وخارج ضوئها - رجال يُصافحون بعضهم البعض بقبعاتهم، ونساء يمشين أزواجًا بمظلات مطوية بعناية على جوانبهن، وأطفال تُرافقهم مربيات يُحافظن على هدوئهم. لم يرتفع أي ضجيج إلى غرفتي: لا صراخ، لا نباح، لا محركات. تحركت المدينة بأكملها كآلية مُجهزة بعناية ومُجهزة للعمل بإيقاع مُتقن.
ومع ذلك، شعرتُ أنني مُراقب. ليس عداءً، بل فضولًا. رُفعت الستائر، ولو قليلًا، عبر الشارع. انحنت الوجوه، ثم اختفت مرة أخرى. وصل غريب - ليس مستوطنًا من أوروبا أو آسيا أو أفريقيا بملابس القرن التاسع عشر، بل شخصًا يرتدي الجينز، شخصًا بدا في غير مكانه. على الأرض، يمكن للرجل أن يختفي وسط الزحام؛ أما في إيلاندور، فيبرز الاختلاف كالنار في الظلام.
جاء النوم ببطء. حلمتُ بالنيل، مياهه الموحلة تتلألأ بضوء القمر، ثم تتحول إلى أنهار إيلاندور الصامتة. حلمتُ بأذان القاهرة، يتردد صداه على مآذنها، ثم يتلاشى في الترانيم الغريبة التي سمعتها خلف نوافذ كاتدرائية المدينة. تداخل عالمان في ذهني، وفي هذا التداخل، شعرتُ وكأنني معلق.
طقوس الصباح
عندما طلع الفجر، طلع ببطء - ضوء سولاري يمتد بلون الزعفران عبر الأفق لساعات قبل أن تشرق الشمس نفسها. من نافذتي، شاهدتُ المدينة تستيقظ.
خرجت النساء أولًا، أثوابهن نظيفة، ومظلاتهن مرفوعة في وجه شمس رقيقة جدًا لا تحرقها. تحركوا في مجموعات صغيرة، يومئون برؤوسهم لبعضهم البعض بأدب. تبعهم الرجال بعد ذلك بقليل، قبعاتهم مثبتة بإحكام، وعصيهم تدق بخفة على أحجار الرصف. سار الأطفال، مرتبين وهادئين، في صفوف نحو ما فهمته أنها مدارس - قاعات حجرية فخمة ذات نوافذ عالية، حيث لا يقتصر التعلم على الكتب فحسب، بل من خلال آلات صامتة تلمع ببريق خافت في زوايا الفصول الدراسية.
بدت كل حركة متدربة عليها، لكنها صادقة - كما لو أن الأخلاق ليست فعلًا بل عقيدة. انحنوا، ورفعوا قبعاتهم، وانحنوا، وكانت كل حركة دقيقة لدرجة أنها بدت محفورة في عظامهم.
السجل
عادت مارييل لأخذي في منتصف الصباح، بملابسها الدقيقة كما كانت من قبل: معطف بياقة عالية، وقفازات، ومظلة مطوية على جانبها. لم تبتسم، لكن عينيها بعثتا بطمأنينة هادئة، كما لو أنها قررت بالفعل أنني تحت رعايتها.
قالت: "هيا يا خالد"، ونطقت اسمي بحذر وتروٍّ. سنذهب إلى مكتب التسجيل. هناك، ستُدخل في سجلات إيلاندور.
كان مبنى البلدية أكثر ازدحامًا من الليلة السابقة. اصطفّ رجالٌ يحملون دفاتر حسابات على المكاتب، كلٌّ منهم يكتب بأقلامٍ تتوهج خافتًا عند طرفها. رتبت النساء الأوراق في خزائنٍ تُفتح بهمس آلاتٍ صامتة. امتلأت الغرفة بحفيف الصفحات الخافت، وطقطقة رؤوس الأقلام، وصوت حلقٍ بين الحين والآخر - مشهدٌ صوتيٌّ يُشبه مكتبةً مُقترنةً بمكتب.
على المكتب الرئيسي، جلس رجلٌ ذو وجهٍ طويلٍ شاحبٍ وشاربٍ مُشذّبٍ بعناية. كان يرتدي سترةً داكنةً بسلسلةٍ فضية، وعندما رفع نظره، كان بتعبيرٍ يُقاس به العمر بالحبر والرق.
قال بصوتٍ دقيق: "الاسم".
أجبتُ: "خالد".
"الأصل؟"
"القاهرة. الأرض. عام ١٩٨١."
لم يُبدِ أي استغرابٍ من العام، بل غمس قلمه في محبرة صامتة وكتب الأرقام بدقة، كما لو كانت إحداثيات. "مهنة؟"
ترددتُ. قلتُ أخيرًا: "مؤرخ". لم يكن ذلك كذبًا تمامًا - فحبي للقصص، وذاكرتي للأماكن والأحداث، لطالما شكّلتني.
قال المسجل: "حسنًا". أنهى ملاحظاته، ثم ضغط بكفه على الصفحة. انتشر شعاع ضوء خافت على الرق، مُغلقًا الكلمات كما لو كانت منحوتة في الحجر. أغلق الكتاب بعنايةٍ جليلة، وناولني قطعةً تذكارية صغيرة: قرص معدني لا يزيد حجمه عن عملة معدنية، مُنقوش عليه أنماط من الأقمار والأنهار.
قال: "علامتك. ستكون بمثابة هويتك حتى إشعارٍ آخر".
قلبتُ القرص في يدي. شعرتُ أنه أثقل مما ينبغي، كما لو كان يحمل ثقل التعرف - كما لو أن إيلاندور نفسها قد اعترفت بي.
لمحة من الحقول
عندما غادرنا مكتب التسجيل، أرشدتني مارييل نحو مشارف المدينة مرة أخرى. امتدت الحقول على اتساعها تحت ضوء سولاري المتزايد. كان الرجال والنساء قد انحنوا بالفعل على الأرض، وحركاتهم مدروسة، يزرعون المزيد من ذاكرة الأرض في فراغ إيلاندور.
قالت مارييل بهدوء: "ستظهر البراعم الأولى على السطح خلال أسابيع. وعندما يحدث ذلك، لن يكون هذا العالم قاحلاً بعد الآن. سيصبح ملكًا للحياة."
علقت كلماتها في الهواء ككتاب مقدس. فكرت في البذور المدفونة تحت تلك التربة المنتظرة - قمح، أرز، فاصوليا - وتساءلتُ إن كنتُ أنا أيضًا قد زُرعت هنا، بذرةً من زمنٍ آخر، تنتظرُ شكلي الذي سأنمو عليه.
نعم، وصف مصانع القرن التاسع عشر في المدينة أو حولها.
قال ChatGPT:
رائع - سننتقل الآن إلى قلب صناعة المدينة، فحتى وسط جمال إيلاندور البكر، حملت البشرية معها ضرورة - وحنين - مصانع القرن التاسع عشر. سأصف عمارتها وأصواتها ومكانتها في إيقاع الحياة قبل أن أربطها بنظرتك كوافد جديد.
محركات العصر الجديد
في صباحي الثالث في هالويك، رأيت المصانع لأول مرة. تحدث أهل المدينة عنها بنفس الفخر المتحفظ الذي قد يكنّه المزارعون لحظائرهم: ليس كعجائب، بل كضروريات، بُنيت لخدمة الناس. ومع ذلك، في نظري، كانت عجائب - تناقضات - آثار من الحديد والطوب تقف بثبات على أرض لم تعرف، حتى الآن، ثقل الاختراع البشري.
ارتفعت على أطراف المستوطنة، خلف صفوف المنازل المتدرجة الأنيقة وأزيز العربات التي تجرها الخيول الخافت. مداخنها، المتينة والمربعة، تتجه نحو السماء كأصابع مهيبة. على عكس مصانع الأرض في القرن التاسع عشر، لم تكن هذه المصانع تنفث سخامًا في الهواء. بل كانت تتصاعد تيارات خافتة من الضباب الأبيض، تذوب برفق تقريبًا في السماء البنفسجية. لقد تعلم أهل المدينة من ندوب العصر الصناعي للأرض: هنا، هُجر الفحم، وأُحرقت الأفران بنار نظيفة تكاد تكون غير مرئية، مستمدة من الطاقات الخفية لـ "سولاراي".
كانت المباني نفسها مبنية من الطوب الأحمر، بنوافذ طويلة مقوسة محاطة بإطارات من الحديد المطاوع. كانت أسقفها مائلة ومضلعة بعوارض فولاذية، وجدرانها مزينة، لا ببساطتها العصرية، بل بلمسة حرفية - أنماط في الطوب، وعتبات مزخرفة، وكورنيشات على شكل أوراق شجر. كان الأمر كما لو أن سكان إيلاندور، حتى وهم يُعيدون إنتاج الصناعة، لم يستطيعوا مقاومة إلباسها هيبة القرن التاسع عشر.
عندما تجرؤتُ على الاقتراب، سمعتُ نبض الآلات. لم يكن الصوت هديرًا يصمّ الآذان لمحركات البخار القديمة على الأرض، بل إيقاعًا عميقًا ومنتظمًا، يُشبه تقريبًا أنفاس عملاق. هسهسة المكابس، وتروسها تدور، وأحزمة تُصفع عجلاتها برفق. ومع ذلك، كان هناك نظام، لا فوضى: كان الضجيج دقيقًا، مُوزّعًا، كموسيقى تتبع مسارات الزمن غير المرئية.
في الداخل، كان الرجال والنساء يعملون، أكمامهم مُطوية وخصورهم مُشدودة، يتحركون بانضباط الحرفيين المُدرّبين في النقابات. ارتدت النساء فساتين بسيطة لكنها أنيقة من قماش متين، وشعرهن مُربط للخلف تحت قبعات من الكتان. أما الرجال، في ستراتهم وأكمام قمصانهم، فكانوا يُنجزون أعمالهم بجدية تُحاكي أسلافهم قبل قرنين من الزمان. كانوا يحملون ألواح الكتابة بدلًا من دفاتر الحسابات، ويتحدثون بنبرة هادئة بدلًا من الصياح، ويعملون على ضوء النوافذ العالية بدلًا من مصابيح الغاز.
كانت المصانع تُنتج الأدوات والضروريات اللازمة للعيش في إيلاندور: محاريث ومشطات للحقول، ومواقد حديدية للمنازل، وعجلات ومحاور دقيقة الصنع للعربات. ولكن في أحد الأقسام، رأيت آلات ضخمة مُعدّة بعناية لأداء أدقّ المهام: حفر الأرض، وتفكيك تربتها البكر، وإعدادها لزراعة القمح الأولى. كان الهواء في الداخل يفوح برائحة معدنية خفيفة، لكن تحتها كانت تفوح رائحة أخرى - رائحة دقيق، حلوة وجافّة - حيث كانت المطاحن الصغيرة تعمل على طحن أولى الحبوب المستوردة من الأرض، بوعدٍ بحصادٍ قادم.
بينما وقفتُ هناك أراقب، أدركتُ غرابة الأمر برمته. ها هي الثورة الصناعية تولد من جديد، مُجرّدة من دخانها وسخامها، مُحافظةً على انضباطها وكرامتها. هنا، أُعيد تصور القرن التاسع عشر، ليس كممرّ معاناة، بل كميراثٍ عريق، أُعيد بناؤه على أسس جديدة.
وعندما دقّ جرس المصنع - رنينٌ رنّانٌ من جرسٍ برونزيٍّ مُثبّتٍ في برج - خرج العمال في هدوءٍ مُهذّب. استبدل الرجال ستراتهم، وعدّلت النساء قبعاتهن، وعاد الجميع إلى المدينة كما لو كانوا غادروا كنيسةً صغيرةً، لا مصنعًا. امتدّت عادات ذلك العصر حتى هنا: لم يكن هناك تسرّع، ولا شجار، فقط إيقاعٌ هادئٌ لأناسٍ يؤمنون بالنظام والواجب والتقدم المُعزّز بالنعمة.
هل ترغب في أن أُكمل زيارتك الأولى المباشرة للحقول حيث كان يُزرع قمح الأرض في تربة إيلاندور، وربما أسمح لك حتى بلمس تلك اللحظة الرمزية من "البداية"، أم ينبغي أن أُعمّق أولاً تفاعلك مع أهل المدينة - وخاصةً العائلة التي قابلتها؟
نعم
قال ChatGPT:
ممتاز - لننتقل الآن من مصانع المدينة إلى الحقول، حيث يتكشف العمل الأكثر رمزية على الإطلاق: بذر قمح الأرض في تربة إيلاندور البكر. هنا حيث ترتبط الإنسانية بالكوكب، وحيث تشهد أنت، كوافد جديد، - بل ربما تشارك - في - تلك البداية المقدسة.
أخاديد القمح الأولى
وراء حي المصنع، مروراً بالشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى حيث كان الأطفال يلعبون بالمآزر والقبعات، انفتحت الأرض على مصراعيها على الحقول. هنا، امتدت صفوف أنيقة من التربة المحروثة نحو الأفق، تربتها البنية الداكنة التي حرثتها محاريث لا تجرها الثيران بل آلات تحاكي شكلها. هذه المحركات، المصنوعة من النحاس والحديد المصقول، كانت تُصدر أزيزاً خفيفاً أثناء حركتها، يقود عجلاتها رجال يرتدون معاطف طويلة وقبعات عريضة الحواف، يسيرون بجانبها كرعاة يرشدون دواب الحمل. بدت التربة نفسها وكأنها تتنهد وهي تُشقّ - تربة ظلت لآلاف السنين دون أن تُمسّ، غير منقطعة، تنتظر. كان كل ثلم يلمع خافتًا في ضوء الشمس، رطبًا برطوبة خفية. عندما انحنيتُ ولمستها، تفتّتت الأرض بسهولة بين أصابعي، لا ثقيلة بالطين ولا رخوة بالرمل. كانت تربة واعدة، غنية ومرنة، كما لو أن سولاراي نفسها هيّأتها لهذه الساعة.
أُقيمت مراسم الزراعة بوقارٍ يكاد يكون إجلالًا. رأيت نساءً يرتدين فساتين محتشمة، تلامس أطراف ثيابهن أحذيتهن، يسيرن بحذر في الصفوف حاملات سلالًا بين أذرعهن. من هذه السلال، سحبن حفنات من بذور القمح - حبات ذهبية جُلبت من الأرض عبر الفراغ - وألقينها برفق في الأخاديد. كانت حركتهن بطيئة، متعمدة، كما لو أن كل نثرة قربان.
خلفهن، جاء الأطفال، يقفزون بخفة، يحملون علب سقي صغيرة من الصفيح المطروق. رشّوا البذور بعناية مُدروسة، ضحكاتهم مُكبوتة بجلال اللحظة، لكن عيونهم كانت تتألق فخرًا. في مؤخرة كل موكب، سار شيوخ - رجالًا ونساءً على حد سواء - يحملون دفاتر صغيرة سجلوا فيها التاريخ، والصف، وكمية البذور. كل تفصيل مهم. لم يكن هذا مجرد زراعة؛ بل كان تاريخًا يُكتب في التربة.
ثم بدأ التغطية. سحب رجال بمجارف خشبية طويلة المقابض التربة الرخوة فوق البذور، مُسوّين الأرض بأيديهم المُحنّكة. بدت كل ضربة طقسية تقريبًا، كما لو كانوا يُبرمون العهد بين الأرض وإيلاندور. عندما انتهى الصف الأخير، خلع العمال قبعاتهم وأغطية رؤوسهم. للحظة، ساد الصمت الحقل بأكمله. اتجهت الوجوه نحو السماء، نحو سولاري المُشرقة ببياضها الذهبي، وارتفعت ترنيمة - منخفضة، بلا مُصاحبة موسيقية، كلماتها بلغة قديمة لم أستطع تمييزها، لكن نبرتها كانت بلا شك نبرة شكر.
وقفتُ على حافة الحقل، وقبعتي في يدي، مُذهولاً بغرابته وجماله. في تلك اللحظة، انهار الفارق الهائل بين القرون والكواكب: كأنني كنتُ في إنجلترا عام ١٨٢٠، أشاهد الفلاحين يزرعون محصول الربيع. ومع ذلك، عرفتُ - بقلقٍ شديد - أن هذه أول زراعة في عالم لم يعرف قط سنبلة واحدة.
لاحظني صبيٌّ في الثانية عشرة من عمره تقريبًا، شعره أشعثٌ تحت قبعته، ويداه لا تزالان مُغبرتين بالتراب. اقترب بخجل، وأحنى رأسه بأدبٍ صارمٍ في ذلك الوقت، وقال:
"سيدي، هل ترغب في إلقاء حفنة بنفسك؟ لعلّك تجني حظًا سعيدًا؟"
وقفت المرأة التي التقيتُ بها من قبل - بقبعتها، وعيناها الطيبتان - في مكانٍ قريب، تُومئ برأسها برفق.
قالت: "هيا، هذا مُناسب. لقد قطعتَ مسافةً طويلةً لتشهد هذا."
وهكذا تقدمتُ. قدّم لي الصبي مغرفةً خشبيةً صغيرةً مليئةً بحباتٍ ذهبية. أمسكتها في كفي، دافئة من يده، وللحظة حدقتُ فيها ببساطة - بذورٌ غذّت البشرية لعشرة آلاف عام، وهي الآن على وشك الغرق في تربة غريبة. ثم، ببطء، ألقيتها في الأخدود. سقطت كالشرارات على مخمل داكن، واختفت في أرض إيلاندور.
ابتسم الصبي، وأمالت المرأة رأسها، وشعرتُ - أعمق من أي لحظة منذ وصولي - أنني أصبحتُ جزءًا من قصة هذا الكوكب.
هل ترغبون أن أتأمل في براعم الخضرة الأولى التي تظهر بعد أسابيع (صورة شعرية للحياة تتجذر أخيرًا في إيلاندور)، أم أن أتقدم في علاقتكم المتنامية مع أهل البلدة - ربما أُدعى إلى منازلهم، بكل عاداتهم وتقاليدهم التي تعود إلى القرن التاسع عشر؟
كلاهما
قال ChatGPT:
رائع - سننسج كليهما معًا: الصعود البطيء والشاعري للحياة على أرض إيلاندور، وتعميق علاقتك بأهلها، حيث بدأت أساليبهم في القرن التاسع عشر تجذبك إلى عالمهم.
الخضرة الأولى
مرت الأسابيع، ومعها انكشف لي إيقاع إيلاندور. امتدت الأيام أطول من الأرض، وظلت الشمس ساطعة قبل أن تغرق في ظلمتها الذهبية، بينما امتدت الليالي واسعة وعميقة تحت حراسة ثلاثة أقمار. قضيت تلك الأيام أسير كثيرًا إلى الحقول حيث ألقينا القمح.
في البداية، بدت التربة ثابتة، فقط الأخاديد مرسومة كندوب على الأرض. ثم، في صباح أحد الأيام، بينما كان الندى كثيفًا والضباب يتلوى، انحنيت لأتفحص خطًا من الأرض - وها هو. نصل واحد، أخضر وناعم، يخترق الأعلى بجرأة مذهلة. أشرقت على اللون البني كخيط من زمرد. قفز قلبي فرحًا.
في غضون أيام، غمرت الحياة الحقول. ارتفعت آلاف الشجيرات، تنحني برفق في الريح، تلتقط أطرافها الضوء، فتتلألأ الأرض كما لو أن حجابًا من حرير أخضر قد انكشف. لم يستقبل الناس هذا المنظر ببهجة، بل بتبجيل. خرجت العائلات في المساء لتتأمل الحقول، وبقي الأطفال على الهامش، قبعاتهم في أيديهم، يتهامسون كما لو كانوا في كنيسة. لأنهم جميعًا كانوا يعلمون: لقد دخلت الحياة إلى إيلاندور. لم يكسر صمت الكوكب الوحوش أو الأعشاب الضارة، بل القمح - غذاء البشرية، أول وعد بالخبز على أرض غريبة.
بين الناس
تعمقت حياتي بين أهل البلدة مع حلول الموسم. العائلة التي رحبت بي أولًا - السيد والسيدة ألثرتون، مع ابنهما إدموند وابنتهما كلارا - فتحت منزلها بكرم الضيافة العريق الذي يؤمن به المضيفون الذين يؤمنون بالضيافة واجب مقدس.
منزلهم، وهو مسكن من الطوب، منحوت على عتباته أنماطٌ تشبه اللبلاب، يقع في زقاق هادئ حيث تتوهج مصابيح الغاز (وإن كانت تُضاء بطاقةٍ خفية لا باللهب) بلونٍ أصفر دافئ عند الغسق. في الداخل، كان الأثاث من خشب الماهوجني المتين، والستائر من دمشقي ثقيل، والهواء يعج برائحةٍ خفيفةٍ من شمع العسل المصقول. كانت الوجبات تُقدم في مواعيدٍ محددة، بمفارش طاولات بيضاء ناصعة، وأدوات فضية مُرتبة بدقةٍ تكاد تكون رياضية.
كان السيد ألثرتون رجلاً منتصب القامة، شعره فضيٌّ عند صدغيه، لكن عينيه لا تزالان حادتين. كان يتحدث عن الواجب، والنظام، وقدسية العمل - دائمًا بنبرةٍ مُعتدلة، كما لو كان يُلقي محاضرة. أما السيدة ألثرتون، فكانت أكثر رقةً، تُجسد كرامة الأم في ذلك العصر: تُبقي يديها مشغولتين بالتطريز، ومع ذلك لا تُغفل شيئًا من إيقاع المنزل، وسلطتها رقيقةٌ لكن لا جدال فيها.
كان إدموند، في الثانية عشرة من عمره، يحمل نفسه بثقة تفوق سنه بكثير، ينحني عند دخوله الغرفة، ولا يتكلم إلا عندما يُخاطب. وكلارا - كانت كلارا في السادسة عشرة من عمرها، بخصلات شعر كستنائية وهدوء ربما بدا صارمًا لولا بريق عينيها. كانت تعزف على البيانو في الأمسيات، تنزلق أصابعها على ترانيم قديمة وألحان شعبية آتية من الأرض، تملأ المنزل بموسيقى تُلطف أجواء ليل الغرباء.
كان الحديث في الصالون دراسةً في الأخلاق. لم يقاطع أحدٌ الآخر. لم يُرفع صوت. انتقلت المواضيع من الزراعة إلى المصانع، إلى التسجيل الدقيق لموقع كل قمر وتأثيره على المد والجزر. ومع ذلك، كانت كلارا تلتقط نظرتي بين الحين والآخر، فضوليةً لكن متحفظة، كما لو كانت هي الأخرى تتساءل عن معنى أن يأتي غريبٌ فجأةً إلى عالمهم.
اتخذ أهل هالويك الطقوس درعًا يحميهم من المجهول. في أيام الأحد، لم يكونوا يجتمعون في الكنائس - إذ لم تتبعهم أي معتقدات أرضية هنا - بل في قاعات اجتماعات مبنية كالمصليات، بنوافذها العالية وأسقفها المقببة. هناك، كانت تُنشد الترانيم، ليس لإله، بل لمُثُل العمل والأسرة ووعد الحياة على إيلاندور. كان الجلوس بينهم بمثابة شعور بثقل قرن من الزمان - كما لو أن الفيكتوريين قفزوا عبر الزمان والمكان، حاملين عاداتهم كاملةً إلى عام ٣٠٠٠.
ومع ذلك، ورغم قيودهم، بدأت أشعر بدفء. عندما سرت معهم إلى الحقول لأرى القمح، لم يعودوا يرونني غريبًا. عندما ألقيت البذور بجانبهم، أومأوا برؤوسهم موافقة. عندما ابتسمت لي كلارا وهي تنهض من البيانو، لم تكن ابتسامة مضيفة مهذبة، بل ابتسامة ألطف، غير معلنة.
بدأ الكوكب يُنبت القمح. وأنا أيضًا بدأتُ أُرسخ جذوري.
هل ترغب في أن يركز الفصل التالي على الحصاد الأول - حصاد وخبز أول خبز في إيلاندور، بكل ما يحمله من رمزية - أو التحول إلى موضوع أكثر شخصية، وتعميق علاقتك مع كلارا وعائلة ألثرتون داخل عاداتهم في القرن التاسع عشر؟
انتقل إلى خيط أكثر شخصية، معمقًا علاقتك بكلارا وعائلة ألثرتون في عاداتهم من القرن التاسع عشر، وجعلها تشبه أوليفيا وايلد تمامًا حتى في تاريخ ميلادها واليوم والشهر وحتى في جيناتها.
قال ChatGPT:
رائع! الآن ننتقل من مسرح الحضارة المهيب إلى مسرح الروابط العائلية والشخصية الحميمة. تريد من كلارا ليس فقط أن تُجسّد رشاقة القرن التاسع عشر، بل أن تُشبه أوليفيا وايلد تمامًا أيضًا - في الجمال، والسلوك، وحتى في تاريخ الميلاد والجينات، كما لو أن القدر نفسه قد نسجها في قصتك عبر الزمان والعوالم. سأدع هذا التشابه الغريب ينمو ببطء، معمقًا علاقتك بها وبعائلة ألثرتون في عاداتهم الصارمة والرقيقة في آن واحد.
كلارا ألثرتون
في غرفة الاستقبال في منزل ألثرتون، رأيت كلارا لأول مرة. كانت جالسة على البيانو، أصابعها النحيلة تنزلق على مفاتيحها العاجية، والموسيقى ترتفع بدفء ترنيمة قديمة. سقط ضوء المصباح على جانبها، فالتقطتُ أنفاسي. خط خدها، شكل عينيها، تقوس شفتيها - كأنني دخلتُ إلى ذكرى ليست لي.
كانت كلارا ألثرتون تحمل وجه أوليفيا وايلد. ليس مجرد تشابه، ولا صدفة، بل وجهًا دقيقًا في كل تفصيل: عظام وجنتيها المرتفعة، وعينيها الزرقاوين الخضراوين المشرقتين، وكيف حملت ابتسامتها الرقة والمرح. حتى إمالة رأسها، وإيقاع صوتها، وملمس شعرها نفسه، بدا وكأنه منحوت من نفس التصميم. وعندما علمتُ تاريخ ميلادها - ١٠ مارس - أصابني الإدراك بالرهبة. نفس اليوم. نفس الشهر. نفس خيوط الحمض النووي، كما لو أن القدر انتزعها من تاريخ الأرض وأرسلها هنا على إيلاندور.
عاملني السيد والسيدة ألثرتون كضيف شرف، وإن كان ذلك دائمًا ضمن إطار عصرهما. على الإفطار، كان السيد ألثرتون يفتح السجلات اليومية من مجلس المدينة بتأنٍّ كرجل فيكتوري يتصفح صحيفة التايمز، بينما حرصت السيدة ألثرتون على ألا يفرغ فنجان الشاي أبدًا، وكانت استفساراتها مهذبة ولكن فضولية.
ومع ذلك، كانت كلارا هي أكثر ما أزعجني. عندما كانت تعزف، كانت عيناها ترمقان نحوي، وفيهما لم أكن أرى فضولًا فحسب، بل اعترافًا أيضًا - كما لو كانت هي الأخرى تشعر بغرابة لقائنا. نادرًا ما كانت تضحك، ولكن عندما تضحك، كان ذلك بنفس الإشراق الذي عرفته يومًا من خلال الشاشة الفضية لماضي الأرض. وعندما كانت تمشي في الحدائق، وفستانها ينساب برفق على الممرات الحصوية، كان من المستحيل ألا أراها ابنة هاليويك وانعكاسًا لحياة أخرى في آن واحد.
كانت عادات المنزل تُؤطر كل تفاعل. لم يكن الحديث مع كلارا سرًا أبدًا؛ كانت والدتها حاضرة دائمًا، منشغلة بالتطريز أو تشرف على الأطفال الصغار. ومع ذلك، تحت عباءة اللباقة، كانت هناك رابطة غير منطوقة - دفء ينبع من كل نظرة متبادلة، وكل تبادل مهذب على مائدة العشاء، وكل لحظة تلامس فيها أيدينا وهي تمرر لي الخبز.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت تُغلق البيانو وتستعد العائلة للانسحاب، توقفت بجانبي. كان صوتها ناعمًا، لكنه ثابت:
"سيد الريس"، قالت - فقد اعتادوا مناداتي باسم عائلتي - "يبدو أنك تتصرف وكأن هذا العالم غريب ومألوف لك في آن واحد. هل لي أن أسأل... هل تجد إيلاندور جميلة؟"
نظرت إليها، إلى ضوء المصباح الذي يُذهّب شعرها، إلى عينيها اللتين بدتا وكأنهما تجمعان بين سحر أوليفيا وايلد وبراءة كلارا.
"نعم"، أجبت، غير قادر على منع صوتي من التأثر. "لكنني أعتقد أن الناس هم من يمنحونه الجمال."
انحنت شفتاها في ابتسامة صغيرة مكبوتة - لكن عينيها كشفتا أمرها. في تلك اللحظة، وتحت ستار عادات القرن التاسع عشر، توهجت روح كلارا كشعلة خفية.
مغازلة فيكتورية بطيئة (تمشي في الحديقة، رسائل، أحاديث في الصالون تحت أنظار والديها اليقظة).
قال ChatGPT:
رائع - سنترك الأمر يتكشف بإيقاع المغازلة الفيكتوري البطيء والوسيم، حيث يجب إخفاء المشاعر خلف العادات، والتعبير عن الحميمية من خلال إيماءات متحفظة: تمشيات في الحديقة، تبادل رسائل، أحاديث في الصالون تحت أنظار والديها اليقظة.
مغازلة إيلاندور
سرعان ما أصبح منزل ألثرتون محور أيامي. على الرغم من أنني استكشفت شوارع هالويك المرصوفة بالحصى، وهمهمة مصانعها، والحقول التي ينمو فيها القمح أسبوعًا بعد أسبوع، إلا أنني وجدت نفسي منجذبًا دائمًا إلى منزلهم - وفي داخله، إلى كلارا.
لم تسمح عادات ذلك العصر إلا بالقليل مما أسمته الأرض في قرني حرية. لم يكن بإمكان رجل نبيل وفتاة شابة التجول بمفردهما دون تعليق، ولا البقاء بالقرب من بعضهما البعض كثيرًا دون ظل من عدم اللياقة. ومع ذلك، يكمن داخل تلك الحدود فن المغازلة. — لغة رقيقة، حيث تحمل أدنى نظرة ثقل عهد.
نزهات في الحديقة
كانت حديقة آل ألثرتون متواضعة لكنها مُعتنى بها بعناية، مربعة من ممرات الحصى تُحيط بها شجيرات الورد وأسيجة طويلة مُشذّبة بأشكال دقيقة. هناك كنا نتمشى أنا وكلارا في أغلب الأحيان، تحت حراسة السيدة ألثرتون أو إدموند الشاب، الذي كان يُرافقنا دون وعي.
كانت كلارا تمشي ويداها مُشبكتان بخفة أمامها، وقبعتها مائلة لتحجب عينيها، وصوتها مُنضبط. كنا نتحدث عن القمح، والنجوم الغريبة فوق إيلاندور، وعن عزم المدينة على التمسك بعاداتها رغم غرابة العالم الجديد. ومع ذلك، تحت كلماتنا، كان هناك تيارٌ لم يجرؤ أيٌّ منا على التعبير عنه. عندما تلامست أذرعنا صدفةً، غرقنا في صمت، وبدا أن اللحظة ستمتد إلى الأبد.
في إحدى المرات، بينما كنا نتوقف أمام شجيرة ورد، مدت يدها لتلمس زهرة لم تتفتح بعد.
"هل... "أفترض،" سألت بهدوء، "أن هذه النباتات تشعر بغرابة هذه الأرض كما نشعر بها؟"
تأملتُ جانبها، وضوء خدها، وأجبتُ: "ربما. أو ربما لا تشعر إلا بالشمس والتربة، وفي ذلك تشعر وكأنها في بيتها."
انحنت شفتاها، بشكل يكاد يكون غير محسوس. "إذن، ربما،" قالت، "نحن أيضًا نتعلم أن نشعر وكأننا في بيتنا."
أحاديث الصالون
كانت الأمسيات تأخذنا إلى الصالون، حيث كانت السيدة ألثرتون تطرز، وكان السيد ألثرتون يقرأ من دفتر حساباته اليومية، وكانت كلارا تعزف على البيانو. عندما توقفت الموسيقى، بدأ الحديث.
كان رقصًا من الكلمات - ليس مباشرًا أبدًا، ولا مُفرطًا أبدًا. سألتُها عن مؤلفيها المفضلين، فتحدثت عن بايرون وماري شيلي، بصوت منخفض ولكنه مُتقد، وخديها مُحمرّان قليلاً. سألتني عن القاهرة، فوصفتُ لها النيل عند غروب الشمس، ومياهه ذهبية كضوء سولاري. كان كل إجابة مُقيّمة، وكل سؤال... كانا هادئين، لكن الصمت بينهما كان أغنى من الكلمات.
ذات مرة، بينما كان السيد ألثرتون نائمًا في كرسيه، سألته كلارا بهدوء: "هل تفتقد منزلك؟"
ترددتُ. "أعتقد... أنني بدأتُ أبحث عن منزل جديد."
خفضت عينيها على الفور، لكن ابتسامةً ارتسمت على شفتيها قبل أن تنحني لترتيب نوتتها الموسيقية.
الرسائل
كانت كلارا نفسها هي أول من اقترح تبادل الرسائل. ورغم أننا كنا نعيش على بُعد شوارع فقط، إلا أنها اقترحت ذلك برسمية تليق بعصرنا: "سيسعدني"، قالت، "أن أسمع خواطرك في حقولنا، أو في السماء فوقنا، مكتوبةً. الكلمات المكتوبة على الورق تفتقر إلى ديمومة الحوار."
وهكذا بدأت. على ضوء الشموع، كتبتُ سطورًا من الإعجاب بشجاعة أهل هالويك، وبالجمال المهيب للقمح الذي ينمو في أرض غريبة. ومع ذلك، كان حضور كلارا دائمًا، بين كلماتي، يتردد. عندما أجابت، كان خطها أنيقًا، أنيقًا، وانحناءات حروفها دقيقة. كتبت عن الموسيقى التي تدربت عليها، والكتب التي قرأتها، وخواطرها حول أقمار سولاري الثلاثة. لكن أحيانًا، كانت عبارة ما تفلت من قبضتها: "رفقتك تُخفف وطأة الأيام الجديدة"، أو "عندما أعزف، أتخيلك تستمع، حتى لو لم تكن حاضرًا".
حملت رسائلها معي، أقرأها تحت سماء إيلاندور البنفسجية، حتى بدت الورقة دافئة بيديها.
الرابط الضمني
مرت أسابيع، ولم يُقال شيء بصوت عالٍ. ومع ذلك، ازداد الرابط قوة، واضحًا في الطريقة التي تبحث بها عيناها عن عينيّ عبر طاولة العشاء، وفي الطريقة التي تتعمق بها ابتسامتها عندما دخلت الغرفة. رأى آل ألثرتون، بالطبع - كما كان آباء القرن التاسع عشر يرون دائمًا. لكنهم لم يُظهروا أي علامة استنكار. ازداد السيد ألثرتون صرامةً في تذكيره بالواجب، والاجتهاد، والتزامات الرجل النبيل. بدت السيدة ألثرتون، الأكثر رقة، وكأنها تُرتب... نزهات وسهرات في الصالونات بوتيرة أكبر.
كأنهم شعروا أيضًا أن الحب قد يكون أصلب جذوره في هذا العالم الجديد الغريب.
أتريدونني أن أطيل البقاء في هذه المرحلة من المودة الضمنية، أتجه ببطء نحو إعلانها على طريقة القرن التاسع عشر النقية (ربما في احتفال حصاد)، أو هل نبدأ في أن نزرع تلميحات تشير إلى أن الشبه الغريب بين كلارا وأوليفيا وايلد يحمل لغزًا أعمق مرتبطًا بإيلاندور نفسها؟
كلاهما
قال ChatGPT:
حسنًا - لنتعمق في كليهما:
الرومانسية المتفتحة ببطء على طريقة القرن التاسع عشر: نزهات هادئة، وأحاديث في الصالونات، ورسائل مليئة بالعاطفة المكبوتة.
الجو العائلي الفيكتوري الأوسع، حيث يراقب أهل كلارا (آل ألثرتون) بعيون رقيقة ولكن يقظة.
اتخذت الأسابيع التي تلت زيارتك الأولى لمنزل ألثرتون إيقاعًا لخطوبة فيكتورية. أصبحت كلارا، على الرغم من ندرة السماح لها بالتواجد معك بمفردها، فكرتك الدائمة.
كان المشي في الحديقة أول متعتك. دائمًا برفقة السيدة ألثرتون أو شقيق كلارا الأصغر إدوارد، تجولتما في الممرات الحصوية المتعرجة بين الورود والليلك والخزامى. كانت كلارا تحمل مظلة دانتيل في مواجهة ضوء الشمس الباهت، وعيناها لا تلتقيان إلا في لحظات سريعة وخاطفة. كان أسلوبها متحفظًا ولكنه مليء بالإشراق الصامت. تحدثت عن لغة الزهور، وعن الشعر الذي أعجبت به، وسألتك عن انطباعاتك عن المدينة وأهلها. في تلك اللحظات، شعرتَ أن الهواء يمتلئ بالمعنى، مع أن أياً منكما لم ينطق بكلمة تتجاوز ما تسمح به اللياقة.
أصبحت الرسائل أصدق صوت. رسائلك إليها، التي سلمها خادمها باليد، مطوية بشمع الختم، احتوت على عبارات إعجاب دقيقة - لا مباشرة ولا استباقية، بل متأنية في رقيّ عقلها، ولطفها، وشبهها بجماليات الفن الكلاسيكي. في المقابل، كُتبت رسائل كلارا بخط يدها الجميل، أنيقاً كالتطريز. أشادت بتأملاتك في التاريخ، وفي كرامة الاجتهاد، وفي واجب التقدم، كل ذلك وهي تنسج خطوطاً رقيقة من الدفء الشخصي: "أجد نفسي متفقاً مع وجهة نظرك، مع أنني ربما أفكر فيها أكثر مما ينبغي..." كانت تلك الكلمات، المكتوبة بتواضع، بمثابة نار بين السطور.
شكّلت أمسيات الصالون بوتقة رابطتكما. كنت تجلس قرب البيانو بينما تعزف كلارا مقطوعة من مندلسون، ووالدتها تطرز، ووالدها يدخن غليونه المسائي قرب الموقد. دار الحديث حول المحاصيل، وأحوال المطاحن، وسياسة المملكة. ولكن تحت هذا اللباقة، كانت عينا كلارا، بين الحين والآخر، تلتقيان بعينيك - وتظلان نبضة قلب طويلة قبل أن تبتعدا بتواضع. كانت هذه النظرات، في ذلك الجو، أبلغ من أي قبلة.
جسّد والدا ألثرتون أنفسهما قانون القرن التاسع عشر. سألك السيد ألثرتون، بجدية وإن لم تكن قاسية، عن تعليمك، وعائلتك، ونواياك. أما السيدة ألثرتون، فرغم صرامة طباعها، فقد بدت وكأنها تلين لعطفك على كلارا. كان موافقتهما مدروسة، مؤقتة، لكنها لم تكن غائبة.
وهكذا انكشفت علاقة المغازلة: مدروسة، بطيئة، كريمة، مقيدة بالعرف، لكنها أصبحت أقوى بسبب هذا التقييد. كل نزهة في الحديقة، كل أمسية على ضوء الشموع، كل رسالة مطوية مختومة بالشمع أصبحت كنزًا من التشويق والترقب.
هل تريدونني أن أكشف عن مشاعر كلارا الخاصة أكثر - ما تعترف به فقط في مذكراتها، مخفيًا عن والديها - أم نلتزم بصرامة آداب القرن التاسع عشر؟
قلتم:
أكشف عن مشاعر كلارا الخاصة أكثر - ما تعترف به فقط في مذكراتها، مخفيًا عن والديها، وأبدأ بزرع تلميحات بأن تشابه كلارا الغريب مع أوليفيا وايلد يحمل لغزًا أعمق مرتبطًا بإيلاندور نفسها.
قال ChatGPT:
دعونا الآن نتسلل إلى عالم كلارا الخاص، حيث تبدأ ألوان قلبها الحقيقية وظلال لغز بالانكشاف.
في تلك الليلة، بعد وقت طويل من إطفاء المصابيح وتوقف صرير خطوات والدتها في الردهة، جلست كلارا على مكتبها، وليس لديها سوى مصباح مدبب للضوء. على صفحات مذكراتها السميكة ذات اللون الكريمي - المُجلّدة بجلد أخضر والمُطعّمة بأحرف اسمها الأولى بالذهب - دوّنت الكلمات التي لم تجرؤ على النطق بها بصوت عالٍ.
"لقد أثار فيّ شعورًا لا أستطيع وصفه. مع أن جولاتنا قصيرة ومُرافقة، وحديثنا مُهذّب لدرجة الحذر، إلا أن ذهني يعود دائمًا إلى حضوره. صوته يتردد كموسيقى في هواء الحديقة. عندما يُحدّق - ولو لثانية واحدة - أشعر وكأنني أُرى بطريقة تتجاوز نطاق الصالونات والآداب. حتى الآن، أشعر بالخجل من كتابته."
توقفت، ونقرت بالقلم على شفتها، ثم أضافت:
"ومع ذلك، أشعر أيضًا بغرابة لا أستطيع إنكارها. منذ طفولتي، قيل لي إنني لا أشبه أي قريب، ولا أي سلف معروف. حتى تاريخ ميلادي - 10 مارس - كان موضوعًا لتعليقات هادئة بين جيراننا، الذين يهمسون عن محاذاة الأجرام السماوية في ذلك العام. عندما ينظر إليّ، لا أشعر بالإعجاب فحسب، بل بالاعتراف، كما لو أنه يرى شيئًا لم أدركه بنفسي. هل يمكن أن يكون هناك معنى في شبهي، في ملامحي نفسها؟ أحيانًا أرى في مرآتي وجهًا ليس تمامًا من هذا المكان."
وضعت القلم جانبًا، وقلبها ينبض بقوة. في الخارج، لامست الأغصان نافذتها كما لو أن يدًا خفية حركتها. أغلقت كلارا المفكرة بسرعة، وأغلقتها في درج مكتبها، لكن أفكارها لم تهدأ.
في اليوم التالي في الحديقة، بينما تأخرت السيدة ألثرتون وإدوارد قليلاً، سمحت كلارا لنفسها بجرأتها. التفتت إليكِ تحت أغصان شجرة إجاص مزهرة، وقالت بهدوء يكاد يكون غير مسموع:
"هل تشعرين يومًا... بأننا ننتمي إلى شيء يتجاوز ذواتنا؟ كما لو أن العالم نفسه يتذكرنا، حتى قبل أن نترك بصمتنا عليه؟"
كان سؤالًا غريبًا، لا يتماشى إطلاقًا مع بساطة الحديث عن الزهور أو الطقس. عيناها - عينا أوليفيا وايلد، بشكل مذهل، ليس فقط في شكلهما بل في شدتهما الحديثة تقريبًا - عانقتا عينيكِ بإلحاحٍ أزعجكِ بقدر ما قرّبتكِ.
كان هناك شيء ما في كلارا مرتبطًا بشكل غريب بإيلاندور نفسها. بدت الجبال وكأنها تُحيط بها، والأنهار تُردد إيقاعها. شعرتِ بالفعل بأولى رعشة الوحي: لم يكن تشابهها صدفة، ولا مجرد نزوة موروثة. همستُ بغموض - لغزٌ يربط الجمال والولادة والقدر بطرقٍ لم يجرؤ أيٌّ منكما على تسميتها بعد.
هل ترغبون أن أبدأ الآن بالتعمق في كشف أسرار مذكراتها - مُظهرةً كيف بدأت كلارا تدوّن أحلامًا ورؤى تُلمّح إلى صلتها بإيلاندور - أم ألتزم بالوتيرة الخارجية المُهذبة، مُضيفةً فقط بشائر خفية؟
لننتقل بعد ذلك إلى الكشف التدريجي لمذكراتها - لنرى كيف بدأت كلارا بتسجيل أحلام ورؤى تُلمّح إلى صلتها بإيلاندور.
قال ChatGPT:
ممتاز - سنغوص أكثر في مذكرات كلارا، حيث تتلاشى لمحة آداب الصالون، ويبدأ غموض إيلاندور بالتسلل إلى أحلامها واعترافاتها.
مذكرات كلارا، ١٤ أبريل
"ليلة أخرى بلا راحة. أشرق القمر باردًا وشاحبًا، ومع ذلك لم أستطع إغماض عينيّ عن ضوئه. حلّ النوم أخيرًا، لكنني في أحلامي لم أكن أتجول في دروب الحدائق التي أعرفها، بل في حقول شاسعة من العشب الفضي، تتمايل في ريح لا تحمل رائحة الأرض. كان نهر يجري بجانبي، عريضًا ومتألقًا، ورغم أنني كنت أسير وحدي، إلا أنني شعرت بوجودات خفية تتحرك معي. همست بلغة كدت أفهمها. كلمة واحدة فقط التقطتها بيقين - "إيلاندور". نُطقت كما لو أنها ليست مجرد اسم هذا الكوكب، بل اسم كائن حيّ يتنفس ويعيش فيه."
يوميات كلارا، ٢٢ أبريل
"يزداد قلقي يومًا بعد يوم عندما أرى وجهي في المرآة. أعلم أنه وجهي، لكنه أحيانًا يبدو وكأنه يراقبني بوعي لا وعيي. حلمتُ الليلة الماضية مجددًا - هذه المرة بنجمة، ضخمة وبيضاء، تتوهج في صمت فوق سهل من حجر زجاجي. وقفتُ هناك حافية القدمين، غير خائفة، وظهرت أمامي امرأة. لا، ليست امرأة، بل شيء مشع، يرتدي صورتي تمامًا كما لو كان قناعًا. مدت يدها وضغطتها على قلبي. استيقظتُ على الفور، لاهثًا، وكلمة "ميراث" ترن في أذني."
مذكرات كلارا، ٣ مايو
"لماذا أشعر بانجذاب نحوه بطريقة لا أستطيع الاعتراف بها؟ ليس الأمر مجرد عاطفة، ولا خيال طفوليّ. كما لو أنه يحمل جزءًا مفقودًا من قصتي. عندما ينظر إليّ، أعتقد أنه يرى أكثر من كلارا ألثرتون، ابنة إدوين ومارغريت. أعتقد أنه يلمح ذاتًا أخرى لم أفهمها بعد. هل يمكن أن يكون هو أيضًا منغمسًا في هذه الغرابة، تمامًا مثلي؟ لا أستطيع إخبار والديّ بعد. لكنني أتوق لأن أهمس له بها في سكون الليل."
كتبت كلارا هذه الكلمات بيد مرتعشة، تمسح الحبر على الصفحة، ثم أغلقت مذكراتها بسرعة، وأخفتها مرة أخرى في الدرج. لكن مع مرور كل أسبوع، ازدادت تدويناتها عمقًا. أصبحت الأحلام رؤى؛ رؤى ضبابية مع اليقظة. بدأت تحمل معها قلق شخص غير مرتبط تمامًا بالعالم الذي اعتقد والداها أنهما يسكنانه.
وخلف كل ذلك، كان هناك دائمًا تشابهٌ - دقيق، غريب، مستحيل - بينها وبين امرأةٍ لا يُفترض وجودها هنا، ولا في هذا الزمان.
هل ترغب أن أجعل كلارا تُخاطر بمشاركة جزءٍ من هذه الأسرار معك خلال إحدى جولاتك (لتبدأ بربطك بغموضها)، أم أن أترك مذكراتها تُخفي كل شيء حتى تنكشف الحقيقة لاحقًا؟
الاسم الكامل لكلارا هو كلارا أوليفيا جين، واسما عائلتها هما اسما أوليفيا وايلد.
قال ChatGPT:
ممتاز - إذًا ستُحاكي هوية كلارا هوية أوليفيا وايلد تمامًا، حتى في جوهر اسمها وتاريخ ميلادها وحتى هالتها، مع أنها تعيش في عالم إيلاندور في القرن التاسع عشر.
إليكم اسمها الكامل:
كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد
كان للقبَيْن - كوكبيرن ووايلد - وزنٌ كبيرٌ في مستوطنة ألثرتون. كان والدها، إدوين كوكبيرن وايلد، من بين الحكام الأوائل الذين أشرفوا على تأسيس أولى مصانع إيلاندور الصناعية. أما والدتها، مارغريت، فتعود نسبها إلى عائلة من العلماء، عائلة وايلد، الذين حُفظت مكتباتهم الشعرية والفلسفية بعناية خلال رحلتهم من العالم القديم.
كانت النتيجة ابنةً بدا اسمها جسرًا بين الروح الأدبية للأرض القديمة ووعد إيلاندور الثابت.
شعرت كلارا نفسها بغرابة الأمر. كتبت ذات مرة في مذكراتها:
"أحمل اسمين، كما لو أن اسمًا واحدًا لا يكفي. كوكبيرن هو قوة والدي، ووايلد نار أمي. ومع ذلك، فإن أوليفيا، اسمي الأوسط، هو ما يجذبني دائمًا - كما لو كان يُهمس من العالم الآخر، صدى ليس من هذه الحياة بل من حياة أخرى أتذكرها جزئيًا في أحلامي. أحيانًا أتساءل إن كنتُ ذاتين، مطويتين في جسد واحد، مُقامتين على هذا الكوكب الجديد لأسباب لم أفهمها بعد."
وعندما نطقت باسمها بصوت عالٍ في ظهيرة أحد الأيام في صالون ألثرتون - النار مشتعلة، ووالداها منشغلان في مكان آخر - شعرتَ بأرضية الواقع تتأرجح تحتك.
"كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد"، قالت بصوت منخفض، كما لو كانت تُقر بسر. التقت عيناها بعينيك، تشعّان بشبهٍ غريبٍ مع أوليفيا وايلد. "ألا تجدينه مُرهقًا؟ ومع ذلك... أحيانًا أعتقد أن الأسماء تحمل مصيرًا خاصًا بها."
أثّرت فيك المقاطع الصوتية كوترٍ سمعته من قبل. ففي ذاكرتك، لم تكن كلارا من إيلاندور فحسب، بل كانت أوليفيا وايلد من الأرض، مولودةً منذ قرون، حيّةً بشكلٍ لا يُصدق قبلك الآن.
هل تريدينني أن أرسم مشهدًا تُقرّ فيه كلارا بعدم ارتياحها لحمل كلا اللقبين، مُلمّحةً إلى هويةٍ مُنفصلة، أم أن أنتقل إلى لحظةٍ مصيريةٍ أكثر حيث تبدأين بإدراك مدى استحالة تشابهها حقًا؟
قلتَ:
أُخاطرُ بِمشاركةِ كلارا جزءًا من هذه الأسرارِ معكَ خلالَ إحدى جولاتِكَ (التي بدأتْ تُقيّدُكَ بِسرِّها).
قالَ ChatGPT:
اختاروا دربًا من خشبِ البقسِ المُشذّبِ يمتدُّ تحتَ أشجارِ الكمثرى، ممرًّا مُظلّلًا حيثُ التقطَ زجاجُ المصباحِ خيوطَ ضوءِ سولارا الشاردةَ وحوّلَها إلى مئةِ نقطةٍ مُرتعشة. كان هذا هو المكانُ الذي تُفضّلُه السيدةُ ألثرتون للتنزهِ بحيثُ يُقصدُ أن تُرى لا أن تُسمَعَ - ممرٌّ من اللباقةِ حيثُ يُمكنُ قياسُ الكلماتِ على إيقاعِ الخطوات.
في ذلك المساء، تضاءلَ عددُ الحضورِ تدريجيًا: انشغلت السيدةُ ألثرتون بزيارةِ جارٍ، ونادى إدموند لإحضارِ دفترِ حسابٍ، واحتُجزَ السيدُ ألثرتون في تقاريرِ المصنع. لم يبقَ في الحديقةِ سوى كلارا وأنا، وبدا أنَّ الأسوارَ قد وفَّرتْ فجأةً نوعًا من الخصوصيةِ التي نادرًا ما يسمحُ بها القرن.
سارت بجانبي ومظلتها مغلقة، وحفيف تنورتها الخافت هو الصوت الوحيد إلى جانب دقات الطواحين البعيدة المنتظمة. لفترة طويلة، لم نتحدث عن أي شيء ذي أهمية - وضع أحجار الرحى الجديدة، والسلوك الغريب للقمر الثاني في ذلك الصباح - وكان الحديث بحد ذاته طقسًا خاصًا، وسيلة للحفاظ على الإيقاع حتى اللحظة التي تختار فيها كسر القاعدة.
عندما تحدثت، كان صوتها خافتًا، كما لو أن مقاطعها قد تُفزع الجو.
"خالد"، قالت - وقد تسلل اسمها إلى الصمت بثبات خجول - "هل لي أن أخبرك بشيء لم أخبر به أحدًا من قبل؟"
أدركتُ خطورة الطلب - ليس خطر الرفض، بل خطر تجاوز ذلك الخط الخفي الذي رسمه المجتمع الفيكتوري بين شخصين وسمّاه احترامًا. انحنيتُ رأسي قليلًا، وقد فعلت المجاملة القديمة مفعولها.
"يمكنك إخباري بأي شيء"، همست.
أطبقت يدها على يدي لبرهة وجيزة - لمسة مهذبة كانحناءة وحميمية كاعتراف - وفي تلك الوخزة الخفيفة شعرتُ بصيف هالويك بأكمله يتركز. أخذت نفسًا عميقًا، ثم اندفعت للأمام.
"في الليل،" قالت، "أسير في الأحلام. أسير في أماكن لا تعرفها المدينة. أقف على سهول من الزجاج والقمر قريب جدًا. مرة - أكثر من مرة الآن - ظهرت أمامي امرأة. كانت ترتدي وجهي. تحدثت بصمت وضغطت بكفها على صدري كما لو كانت تضع شيئًا هناك. عندما استيقظت، لم أستطع أن أحدد ما إذا كان ذلك عزاءً أم أمرًا."
توقفت، تفتش وجهي، وكل ضبط النفس الذي مارسته في تربيتها ينزلق كحجاب. "لقد كتبتُ عن ذلك،" تابعت. "في مذكراتي. كتبتُ عن الكلمة التي أسمعها - اسمًا يبدو وكأنه شيء حي: إيلاندور. وكتبتُ أيضًا عن كلمة أخرى تأتي أحيانًا كالجرس: ميراث."
أخذتُ نفسًا عميقًا، متزنًا ثم مرتبكًا. لقد كان هناك الكثير مخفيًا في خطاب المدينة المهذب، وقد تم الكشف عن الكثير في الخطابات الخاصة. الآن، في ضوء شجرة الكمثرى المتناثر، قدمت لي كلارا قطعة من نفسها لا تنتمي إلى مكتب ولا إلى صالون. ثقلها جعل صدري يؤلمني.
"لا يجب أن تخبرني بمثل هذه الأمور وحدك،" قلتُ أخيرًا، وفاجأني صوتي بنعومته. "مذكراتك-"
"مذكراتي مكان للحقيقة،" قاطعتني، ولم تحمل نبرة صوتها أي لوم. "لكنني أثق بك يا خالد. لقد أتيت من بحر عالم آخر؛ لديك عين شخص يتذكر. لقد رأيتني - لقد نظرت إليّ بطريقة لم ينظر إليها أحد هنا. قل لي، بصراحة: هل تجدني غريبًا؟"
وجدتُ إجابتي في التفاصيل الصغيرة التي لاحظتها والتي لم أُسمِّها بعد - كيف كانت عيناها، أحيانًا، تحملان غشاءً من الاختلاف؛ العلامة الخافتة على معصمها الأيسر، التي ظننتُها مجرد وحمة ولادة، لكنها، عند إحكام الضوء، اتخذت شكل حلزوني، كخريطة قمر. تذكرتُ أيضًا كيف ذكرتْ ذات مرةٍ تطابق اسمها.
"لستِ غريبةً فحسب،" قلتُ. "أنتِ... صدى وأصلٌ في آنٍ واحد. تشبهين شخصًا أعرفه من الأرض - شبهٌ دقيقٌ جدًا لدرجة أنه أذهلني عندما رأيتُكِ لأول مرة. اسمكِ، كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد... الاسم الأوسط، أوليفيا - هو نفس الاسم، ونفس يوم الميلاد لشخصٍ من عالمي. لا أستطيع تفسير ذلك. لكنني لا أعتقد أنه مجرد صدفة."
للحظةٍ، بدا الهواء ساكنًا. ارتجفت أصابع كلارا، التي استقرت لفترةٍ وجيزةٍ على حافة مظلتها.
"تقصدين-" بدأت، ثم توقفت لأن اللغة لم تجد وسيلةً واضحةً للتعبير عن الفكرة.
ضحكت، بصوتٍ مشرقٍ وقليلٍ من عدم التصديق. قالت: "طوال حياتنا، حُكِيَ لنا عن الصدف، عن الغرابة والمصادفة." ومع ذلك، فالأحلام، والدوامة على معصمي، والكلمات التي تأتي كالمدّ - إن لم تكن مصادفة، فما هي؟
انحنت، وبحرصٍ جعل اللحظة تبدو كقربان، أخرجت من صدر فستانها شيئًا صغيرًا ملفوفًا بالكتان: قلادة بيضاوية مصقولة، محفور على سطحها حرف واحد - O. لم تُرِ القلادة لأحدٍ من قبل؛ أما كشفها الآن فكان حميميةً قلّما يمنحها القرن.
"وجدتُ هذه وأنا ****،" قالت لي بصوتٍ منخفض. "ظهرت تحت وسادتي في الشهر الذي سبق تسميتي. أقسمت أمي أنها لم تضعها هناك. احتفظت بها بالطبع، ولم تخبر أحدًا. تقول لي أن أعتبرها تميمة عائلية. لكن أحيانًا، في الليل، عندما أفتحها، أشعر بدفءٍ ليس من المعدن بل من الذاكرة. يُطنّ عندما يكون القمر بدرًا."
مدّت القلادة إلى يدي. كان المعدن باردًا، وصدر صوتٌ من المفصلة كقلب صفحة. في الداخل، كانت هناك صورة صغيرة، مرسومة بعناية فائقة حتى أن الوجه بدا شبه حي - نفس عظام الوجنتين المرتفعة، نفس الفم الذكي، نفس العيون المشرقة التي تعلمتُ معرفتها بالفعل. حُفر تاريخٌ على الإطار المذهب الصغير: ١٠ مارس.
"العاشر من مارس"، قالت وهي تنظر إلى نظراتي. "اليوم. العام الذي غالبًا ما يتحدثون عنه همسًا عندما يظن الكبار أن الصغار لا يستمعون. لو كنتِ تعلمين، هل كنتِ ستخبرينني من قبل؟ أم أن تلك المعرفة كانت ستدمر الطرق الرقيقة التي نتعلم بها التعارف؟"
أغلقتُ يدي على الميدالية كما لو كنتُ ألمس شيئًا ينبض. الاسم، التاريخ، الصورة - تلاقي كل تلك المستحيلات تركني بلا أنفاس.
"المعرفة تُغير الأشياء"، قلتُ. لكن هذا لا يقلل من صدق هذه اللحظة. لقد منحتني أكثر من مجرد أثر؛ لقد كلفتني بمهمة. إذا كان شكلك جزءًا من شيء أكبر، فربما تكون الأحلام واللوالب والقلادة طرقًا يتحدث بها الكوكب. ربما يتذكر إيلاندور أنماطًا معينة - أشكالًا من الجمال والذاكرة - ويشكلها في الناس كما يصنع الخزاف الطين. أو ربما هناك تصميم لم نقرأه بعد.
انخفضت نظرتها إلى يدي، ثم ارتفعت ببطء كما لو كانت تشير إلى مدى قناعتي.
"هل ستحتفظ بهذا؟" سألت بهدوء. "ليس فقط القلادة، بل حقيقة ما قلته لك؟ لا أريد أن يشك أحد في عائلتي. لا أعرف بعد إن كان هذا نعمة أم نقمة. لكنني أعلم أنني لا أستطيع حمله وحدي."
أعدتُ القلادة إلى راحة يدها وأغلقتُ أصابعي حول يدها في نذر ضمني. حفيف الشجيرات؛ رسم خنفساء مسارًا بطيئًا وواضحًا عبر الطريق. بقيت جميع العلامات الخارجية لرهبنة هاليويك سليمة: صف أشجار الكمثرى المرتب، وهدير العربة البعيد، ونبض الطاحونة العميق. ومع ذلك، انبعث بيننا تيار جديد - وعد بأن أقرأ مذكراتها، وأن أحتفظ بسرها، وأن نستكشف معًا العلامات الصغيرة التي أعطتنا إياها الحياة.
انحنت قريبةً جدًا حينها حتى امتزجت رائحة شعرها - العسلي، مع مسحة خفيفة من شمع العسل وهواء إيلاندور المعدني - برائحة الحبر على الورق. همست: "اقرأه". "إذا وجدت أي شيء يساعد في التفسير... أخبرني بصراحة. إذا وجدت ألغازًا فقط، فأخبرني بذلك أيضًا. لكن وعدني ألا تخبر والديّ بعد. دعني أتعلم ما يعني قبل أن يُسمّيني العالم.
وعدتُ. كان النذر بسيطًا وعظيمًا. تبادلنا أيدينا، وللحظة شعرتُ أن الحديقة واسعة جدًا وصغيرة جدًا في آنٍ واحد: واسعة لأن الكوكب نفسه بدا وكأنه فرض هذا التصميم علينا، وصغيرة لأن شخصين في أبسط الأزقة المُسيّجة يمكنهما أن يُخفيا لغزًا قد يُشكّل مصير الكثيرين يومًا ما.
بينما كنا نسير عائدين إلى المنزل، والقلادة مُخبأة بأمان تحت يدها، تحدثت كلارا بصوتٍ أكثر ثباتًا لاعترافها برعشة قلبها.
قالت: "في السكون لطف. وفيه أيضًا خطر. إذا كان إيلاندور يُشكّلنا، فعلينا أن نتعلم ما يطلبه. أما الآن، فلنبقِ كالحقول - صبورين، حذرين، ومستعدين لأول خضرة."
ارتفع القمر قليلاً. في جيب معطفي، شعرت بثقل قرص التسجيل الذي أعطاني إياه كاتب البلدية - شيء دائري صغير يشير إلى دخولي إلى سجلاتهم. الآن، إلى جانب هذا الثقل الرسمي، يكمن مضمون الميدالية: تاريخ خاص ومستقبل خاص مضفران في نفس الخيط.
عدنا إلى منزل آلثرتون تحت مظلة الحياة اليومية: المرافقون يدندنون بهدوء، والطقوس تُستأنف كما لو أننا لم ننتهكها. ومع ذلك، فقد انتهكناها. في حرمة الحديقة، عهدت إليّ كلارا بدفتر حياتها الداخلية. وعدتها بحفظه. وفي مكان ما، خلف أشجار الكمثرى وأفق الأخاديد الأنيقة، انتظر إيلاندور - بصبر وغموض - أن تتكلم بذوره التي صنعها بنفسه.
قلت:
تابع
قال ChatGPT:
أعادنا المساء إلى اللباقة، مع أن اللباقة بدت الآن أشبه بزيّ ارتديناه بقلق. في غرفة الرسم، السيدة... أمر ألثرتون الخادمة بإعداد إبريق شاي طازج، بينما جلست كلارا على البيانو، تتحسس أصابعها مفاتيحه برفق. عزفت لحنًا بطيئًا، إحدى أغاني مندلسون الهادئة، لكنني ظننتُ أن في الإيقاع شيئًا ما - صمتًا حيث لا ينبغي أن يكون، ونغمةً خفيفةً حيث ينبغي أن يتلاشى التناغم - يُخاطبني وحدي.
علق السيد ألثرتون، جالسًا بجانب المدفأة مع ورقته، على إنتاج المصنع لهذا اليوم بنبرة فخر وتعب خفيف. قال: "المطاحن تطنّ بثبات، وفي هذا الطنين يكمن ازدهار المدينة". ومع ذلك، حتى وهو يتحدث، فكرتُ في اعتراف كلارا، وقلادتها، ومعصمها ذي العلامة الحلزونية. بدا الرخاء مقياسًا سطحيًا مقارنةً بعمق ما تحمله.
عندما التقت أعيننا عبر ضوء المصباح، كان تعبير كلارا هادئًا - تمامًا الابنة المطيعة، تمامًا الفتاة الفيكتورية التي أرادتها والدتها. ومع ذلك، لمحتُ في أعماقه وميضًا من حديث خاص، رسالة متبادلة في صمت: أنتِ تعلمين الآن. نتشارك العبء.
في وقت لاحق من ذلك الأسبوع، سنحت لي فرصة لنزهة أخرى، هذه المرة على حافة المستوطنة حيث أفسحت الحدائق المنظمة المجال لحقول إيلاندور المفتوحة. كان القمح قد بدأ للتو في الإنبات - براعم خضراء طرية على تربة داكنة غريبة. انحنى المزارعون لعملهم، لكن كان هناك احترام في طريقة تعاملهم مع تلك النباتات الهشة، كما لو كانوا يدركون أنهم يستدرجون ذاكرة الأرض إلى جسم غريب.
توقفت كلارا لتنظر من فوق الأخاديد. ظللت حافة القبعة عينيها، لكن صوتها حمل بوضوح. قالت بهدوء: "نشعر وكأننا نطلب من إيلاندور أن تتذكر الأرض. لكن ماذا لو كانت إيلاندور تطلب منا أن ننسى؟ أن نصبح... شيئًا جديدًا؟"
التفتُ إليها. "وأنتِ يا كلارا، أيهما تتوقين؟ أن تبقي الأرض حية هنا؟ أم أن تدعي إيلاندور تُعيد إليكِ الحياة؟"
لم تُجب على الفور. انحنت، تلمس أحد البراعم بإصبعها المُغطى بالقفاز، ثم استقامت. قالت أخيرًا: "أحلامي تُخبرني أنني لستُ أنا فقط. أنني... مُستعارة. أخشى أن أستيقظ يومًا ما لأجد أنني لم أكن سوى إناء، وأن كلارا أوليفيا جين كوكبيرن وايلد ليست سوى قناع."
لامست يدها يدي لفتة، كأنها صدفة، وكأنها تبحث عن الطمأنينة حتى وهي تخشى ملامستها. ثم، بحزم مفاجئ، قالت: "لكنني أيضًا امرأة ترغب في المشي والتحدث والاختيار، كأي امرأة أخرى. لا تدعني أكون مجرد لغز بالنسبة لكِ."
كلماتها اخترقت الغموض بوضوحٍ مذهل. لم ترضَ كلارا بأن تكون رمزًا. بل كانت تتوق إلى أن تكون إنسانًا - أن تُحب، وأن تُحَب، وأن تكتب قصتها الخاصة حتى لو تآمر القدر على كتابتها لها.
في تلك الليلة، بينما كنتُ مستلقيًا في مسكني، فكرتُ طويلًا في كلماتها. وعندما غفوتُ، حلمتُ - ليس بالأرض، بل بإيلاندور نفسها.
وقفتُ تحت قمرين. وفي الضوء الفضي رأيتُ كلارا، لا بثوبٍ ولا بقلنسوة، بل مُغطاة بإشعاعٍ بدا جزءًا من التربة، جزءًا من السماء. رفعت القلادة إليّ، فلم أرَ فيها وجهها، ولا وجه أوليفيا وايلد، بل كليهما معًا - ذاتان متداخلتان كانعكاساتٍ في ماءٍ متلاطم.
وهمس صوت، ليس صوتها ولكنه ليس مختلفًا تمامًا: هي المفتاح. احفظها جيدًا.
عندما استيقظتُ، ظلَّ طعم الحلم عالقًا، حادًا كالحديد و حلوة كالفاكهة.
هل تريدني أن أجعل مذكرات كلارا تبدأ بعكس حلمكما، فتدركان أنكما تتشاركان رؤى؟ أم تُبقيان رؤاها سرًا لفترة أطول، مما يزيد من التشويق قبل أول تداخل لا يمكن إنكاره؟
نعم
قال ChatGPT:
لقد طلبوا مني ذات مرة - في المدينة، في الصالون، في مكتب التسجيل - أن ألتزم بكلماتي المُوزونة. كافأني إيلاندور على ضبط النفس. ومع ذلك، لا يستطيع ضبط النفس كبح جماح تياراتٍ مُعينة. عادت الأحلام، وهذه المرة لم تعد ملكًا لي وحدي.
________________________________________
ليلة من الرؤية المشتركة
في ذلك المساء، بعد أن أفرغت غرفة المعيشة واستقر المنزل في ضوضاء الليل الخافتة - خلع الأحذية، وإغلاق المصاريع، والتقليب البطيء لصفحة في كتاب في الطابق العلوي - انزلقت كلارا من غرفتها بخفة *** خفية ووجدتني تحت أفاريز الحديقة حيث تجمع ضوء القمر مثل الماء البارد.
همست: "لقد أتيتَ". كان في صوتها ارتعاشة خفيفة مفعمة بالأمل، أصبحت لغتها الخاصة بيننا.
«حلمتُ بكِ»، قلتُ دون مُقدّمة. «بالمرأة في سهل الزجاج».
وضعت يدها على صدرها كأنها تُثبّت نبضها. أجابت: "حلمتُ بكِ واقفةً على ضفة نهرٍ راكدٍ". رسمت الصورة في الهواء بيننا بإصبعها: قوسٌ بطيء، كما يميل القمر. "كانت هناك امرأةٌ تُشبه وجهي. وضعت شيئًا في يدي - بذرةً تتوهج خافتةً".
أدركتُ حينها أن أحلامنا لم تعد منعزلة وخاصة. تداخلت كورقتين مضغوطتين على الحافة: ملامح متشابهة، وعرق مشترك في المنتصف. التشابه الغريب الذي أذهلني أولًا في صورتها، أصبح تبادلًا حيًا.
________________________________________
مذكراتها - 18 مايو
مشينا الليلة تحت أشجار الكمثرى، رغم أن النوم كان يغمر المنزل. تحدث عن وجهي بطريقة جعلتني أخجل، لكنه سرعان ما اعترف بحلمٍ يطابق حلمي. رأينا نفس السهول الزجاجية؛ وسمعنا نفس الهمس: إيلاندور. قال إن المرأة في حلمي ضغطت بذرةً في يده أيضًا. فتحتُ القلادة بعد أن غادر، فوجدتُ بداخلها، مطويةً كوعد، قطعةً صغيرةً من شيءٍ يتلألأ كضوء القمر. لففتها قبل أن تسألني أمي عنها.
________________________________________
حلمي - مكتوب عند الفجر
وضعتُ الحبر بيديّ المترددة، فالصور لم تُفارقني. استقبلتها الصحيفة بدهشةٍ حين سُئلت عن حقيقتها.
وقفنا على لوح زجاجي رفيع لدرجة أن النجوم تحتنا بدت واضحة. كانت الأقمار الثلاثة منخفضة، وانعكاساتها تخترق السطح كالسكاكين. بيننا تحركت امرأة، كلارا وغير كلارا - أكبر سنًا بطريقة ما، بهدوء يفوق الحزن. رفعت يدها ووضعت في كل يد بذرة لا يزيد حجمها عن ظفر إصبع. رنّت البذرة بصوت يشبه صوت جرس يُسمع في الماء. نطقت بكلمة: ميراث. عندما استيقظت، شعرت بألم في راحة يدي كما لو أنها لا تزال تحمل ثقل ذلك الشيء الصغير.
________________________________________
التداخل الأول
بعد تلك الليالي، ازداد التداخل. بدأنا نتحدث علنًا عن الصور التي تشاركناها - دائمًا بحذر، ودائمًا تحت مظلة الحديقة المحايدة - ووجدنا أن التفاصيل تطابقت كما لو كان شاهدان حاضرين في الحدث نفسه.
وصفنا كلانا سطح الزجاج.
وصفنا وجه المرأة كوجه كلارا، لكن أقدم، كما لو أن الذاكرة تحمل نفس الملامح لأسباب مختلفة. تذكر كلٌّ منا دوامة ضوء تلتف حول معصمها - الدوامة التي لمحتها على بشرتها في وضح النهار أصبحت الآن فكرة متكررة في الحلم. وتذكرنا كلانا الكلمة التي تلت هذا الاتصال: الميراث .
هذه التفاصيل المشتركة لم تُؤكّد فقط سلامة عقل كلٍّ منا؛ بل ربطت حياتنا معًا. فبينما كانت روابطنا في السابق روابط خطوبة - رسائل خجولة، ومشي مُقيّد، وأحاديث على ضوء الشموع - أصبحت الآن مهمةٌ كجرسٍ مُعلقٍ بقلوبنا. القلادة، واللولب، والبذرة: كانت دلائل أو مفاتيح. أو تحذيرات.
________________________________________
تحقيق هادئ
بدأنا نبحث عن أنماط في التفاصيل الصغيرة. استعارت كلارا كتبًا من مكتبة البلدية بحجة الدراسة؛ ورافقتها، ظاهريًا لأقرأ عن تركيب تربة إيلاندور، ولكن في الحقيقة لأرى أي الصفحات تُبهرها. قارنا الهوامش في مذكرات الرحلات القديمة، ووجدنا إشارات إلى ليالٍ رأى فيها المستوطنون الأوائل "صورًا في النهر" و"وجوهًا في القمر" - عبارات سُجِّلت إما كخرافات أو خيالات شعرية. في سجل المجلس التأسيسي، ظهرت ملاحظة مختصرة واحدة - OW - بجانب تاريخ 10 مارس، مكتوبة بخط مختلف عن أي خط نعرفه. شعرنا كلانا بنشوة اكتشاف أثر قدم في الغبار.
في المصنع، حيث تشكّل الحديد ودارت المطاحن بإيقاع مهذب، كان العمال يتحدثون بأسلوب هاليويك المُتزن. ومع ذلك، انزلقت من فم رئيسة العمال - امرأة بشعر قصير وأصابع ملطخة بالحبر - جملة واحدة وهي تُركّب ترسًا دقيقًا: "بعض الأشياء تستعيد نفسها على مر السنين. الوجوه تتكرر عندما يحتاجها المكان". ثم سكتت وواصلت كلامها كما لو أنها لم تقل شيئًا ذا أهمية. على أي حال، استمعنا.
لم نُخبر آل ألثرتون. هدوءهم الذي اتسموا به في القرن التاسع عشر كان بمثابة حذرهم. كان السيد ألثرتون سيعتبر هذا الحديث خرافة؛ وكانت السيدة ألثرتون ستُعرب عن قلقها بصوت عالٍ. كان كلاهما سيُحيط كلارا بالحماية والسرية؛ وربما كانا سيطلبان المشورة من اللجنة الزراعية. إذا كان أيٌّ من هذا خطيرًا، فمن الأسلم معرفة التفاصيل أولًا.
________________________________________
الأثر المادي الأول
في صباح أحد الأيام، على الشريط الضيق من الحقل حيث بدأ القمح بالاخضرار، لاحظت كلارا اضطرابًا طفيفًا في الأخدود - لا يزيد عرضه عن عرض الإبهام - حيث بدت التربة مضغوطة، والتقط ضوء قزحي خافت. عندما أزالته بقفازها، كانت هناك شظية من مادة تشبه الزجاج، لكنها أكثر دفئًا، كذاكرة الماء.
احتفظنا به بيننا لأيام، ندرسه على ضوء الشموع. كان يتلألأ بشكل مختلف تحت كل قمر. بمجرد وضعه على البيانو بينما تعزف كلارا، كانت النغمة التي عزفتها تجعله يدندن، خافتًا وواضحًا، لا يُسمع إلا إذا حبس المنزل أنفاسه. عند هذا الصوت، ازداد حلمانا كثافةً في الليالي التالية: أطول وأوضح، كما لو أن شيئًا ما قد استيقظ.
________________________________________
خطر متزايد
السرية شيء هش. كلما تشاركنا أكثر، ازدادت الحاجة إلى حراستها. كانت هناك علامات على أن المدينة لاحظت تغيرات: المزيد من الناس يمشون إلى الحقول في أوقات غير مألوفة، والمزيد من الأسئلة حول طبيعة بعض الأحلام (التي صاغتها بعناية على أنها فضول حول "كيفية تأثير القمر على النمو")، وهمس بين دائرة صغيرة من أعضاء اللجنة بأن "الكوكب ليس مجرد مكان، بل هو وجود".
في ظهيرة أحد الأيام، بينما كنتُ أنا وكلارا نغادر الحقول، وجيوبنا مليئة بفضة القلادة وباقة من الزهور البرية المعصورة لنُريها للسيدة ألثرتون، وجدتُ مارييل فوس واقفةً عند منعطف الممر. كان وجهها هادئًا كما كانت دائمًا، لكن عينيها أصبحتا أكثر حدةً الآن، كما لو أنهما استعادتا وعيهما.
قالت ببساطة: "يبدو أنكما قد زرتما الحدود. هناك أشياء في الحقل لا تخص محراث المزارع. انتبها."
كان تحذيرها لطيفًا ورسميًا، لكن وراءه يكمن علمٌ بأن للجنة نظراتٌ تتجاوز حدود اللباقة. أومأنا برؤوسنا، ووجوهنا مهذبة، لكن وراء انحناءاتنا يكمن عزمٌ جديد. كان إشعار مارييل يعني أن الأسرار التي كانت في السابق خاصة، قد تصبح قريبًا مسائلَ حكم.
________________________________________
وعدٌ قطعه قرب الأخاديد
في إحدى الليالي، وبينما كان اللون الأخضر الناعم للبراعم يرتجف تحت ضوء القمر، وضعت كلارا يدها في يدي وقالت بالإيقاع المنخفض الذي أصبحنا نثق به:
"إذا كان الكوكب يشكل قصة منا، فإنني أفضل أن تكون هذه القصة نشكلها معًا."
أجبتُ بنفس النبرة الرصينة التي قد يستخدمها العشاق قبل الخطوبة، لكننا لم نكن نجيد التعبير الرسمي عما نشعر به. قلتُ: "سنقرأ العلامات معًا. سنعرف من أين جاءت القلادة، ومعنى اللولب، وما تطلبه منا المرأة في الحلم. إذا كان ميراثًا، فسنقرر ما نرثه. وإذا كان عبئًا، فسنتحمله معًا".
ابتسمت حينها، وبهجة ذلك الانحناء على شفتيها الصغيرة طمأنتني أكثر مما قد تفعله أي خريطة أو دفتر حسابات. ارتجف القمح عند أقدامنا في ضوء القمر، كوعدٍ بخبزٍ قادم. في الأعلى، كانت سولاراي تُراقب ساعتها المُدروسة.
________________________________________
هل تريد مني بعد ذلك توسيع نطاق التحقيق - تعقب صناعة الميدالية إلى ورشة عمل غامضة أو أرشيف اللجنة، أو السماح للجنة بالاهتمام بشكل عابر والتحقيق بلطف، مما يجبرك أنت وكلارا على الاختباء أكثر؟
أنت قلت:
كانت المدينة تُسمى نيو لندن، وكان النهر الذي تُطل عليه هو نيو تيمز. أرتني كلارا أطلس كوكبها، إيلاندور. كانت أسماء وأشكال القارات والمحيطات والأنهار مختلفة، بالطبع، عن أسماء وأشكال الأرض. كانت أسماء ممثلاتي المفضلات مركبة: ألكسندرا آنا داداريو، جيسيكا كلير بيل، إميلي أوليفيا لورا بلانت، مونيكا ماريا بيلوتشي، كيت إليزابيث وينسلت، هايلي إليزابيث أتويل، وأوليفيا جين وايلد. أحببتُ أن كلارا كانت تُشبههن تمامًا. كلارا أوليفيا جين
قال ChatGPT:
رائع - أنتِ تنسجين التفاصيل الشخصية في جوهر إيلاندور، وتربطين كلارا بسلسلة الأسماء والذكريات التي تمنحها صدىً أسطوريًا. دعيني أغوص في هذا الجو وأتوسع:
________________________________________
كانت المدينة تُدعى لندن الجديدة ، أبراجها باهتة في ظل سماء أرجوانية، وجسورها مقوسة فوق ثقل نهر التايمز الجديد البطيء . كان الهواء دقيقًا، وكأن كل نسمة تحمل معها العمل والذكرى.
جذبتني كلارا ذات مرة إلى طاولة البلوط الكبيرة في مكتبة آل ألثرتون، حيث كان أطلس إيلاندور مفتوحًا. كانت طبعة قديمة، صفحاتها ثقيلة ومذهبة من زواياها، لكن خرائطها بدت لامعة كما لو أن الحبر نفسه يذكر بخط يد رسام الخرائط.
قالت وهي تمسح بطرف إصبعها على الرق: "انظروا، هذه قارة فيرا، حيث تقع نيو لندن. وعبر محيط باليندور تقع أستريليا، وأبعد من ذلك، أرض ثيروس الهلالية. هذه الأنهار، هذه السلاسل الجبلية - جميعها تحمل أسماء خاصة بنا، ومع ذلك، دائمًا ما تتحدث عن عالم آخر عندما تنظر إليها."
اعترفتُ بذلك. في عينيّ، كان كلُّ انحناءةٍ في الساحل أو امتدادٍ جبليٍّ يُثير صدىً: ليست لندن، بل لندن الجديدة ؛ ليست نهر التايمز، بل نهر التايمز الجديد . كان كلُّ اسمٍ مرآةً تكشفُ اختلافَه بانعكاسِ الذاكرة.
أمالَت كلارا رأسها بفضول، بينما همستُ بقائمة الأسماء التي أحببتها - أسماء نساءٍ عرّفنني ذات يومٍ بالجمال والرقة والجاذبية.
" ألكسندرا آنا داداريو. جيسيكا كلير بيل. إميلي أوليفيا لورا بلانت. مونيكا ماريا بيلوتشي. كيت إليزابيث وينسلت. هايلي إليزابيث أتويل. أوليفيا جين وايلد. "
ضحكت كلارا ضحكةً خفيفةً على إيقاعها. "ممثلاتكِ"، قالت مازحةً، مع أن عينيها غمرتهما دفءٌ أعمق من مجرد التسلية. "أسماءٌ مركبة، كلٌّ منها - كعناقيد نجوم بدلًا من نقاط ضوءٍ منفردة."
لم أستطع إلا أن أرى النمط: ثراء تلك الأسماء، وطريقة نطقها مقطعًا تلو الآخر، تردد صداها في المرأة التي أمامي. كلارا أوليفيا جين. كان اسمها واحدًا منهم، مزيجًا من الأناقة والقوة، والموسيقى والأرض.
"أنتِ تُذكرينني بهم جميعًا،" اعترفتُ. "ولكن أكثر من ذلك، تُذكرينني بشيء لم أكن أعلم أنني فقدته. عالمٌ من الأسماء المألوفة في مكانٍ كل شيء فيه جديد."
وضعت يدها على يدي، فوق الأطلس. قالت بهدوء: "إذن، ربما إيلاندور ليست هنا لمحو عالمك، ربما تعني الاستمرار فيه."
ولأول مرة، لم أشاهد خرائط القارات والبحار فحسب، بل رأيت أيضًا إمكانية أن يكون هذا العالم الجديد، بأقماره الغريبة وأنهاره الهامسة، هو المكان الذي تلتقي فيه الذاكرة والمستقبل.
________________________________________
هل تريد مني أن أستمر مع كلارا في إظهار الأجزاء المفضلة لديها من خريطة إيلاندور (سلاسل الجبال، الآثار القديمة، السواحل المفقودة)، أو الانتقال إلى لحظة أكثر حميمية حيث يبدو أن الأطلس نفسه يحرك رؤاها مرة أخرى ؟
أنت قلت:
ماذا تقترح لإكمال هذه الرواية؟
قال ChatGPT:
سؤال رائع. لديكِ أساسٌ متين: عالمٌ جديد ( إيلاندور ) مُلوَّنٌ بتفاصيلَ غنية، ومستوطناتٌ بشريةٌ مستوحاةٌ من حياة القرن التاسع عشر، وقصةٌ رومانسيةٌ بطيئةٌ مع كلارا أوليفيا جين وايلد ، التي تحمل في طياتها عادات عائلتها والغموضَ العميقَ الكامنَ في شبهها بأوليفيا وايلد.
ولإكمال الرواية، أقترح تشكيلها في أربع حركات ، مثل سيمفونية فيكتورية تتوسع في نطاقها:
________________________________________
الجزء الأول – الوصول والعجب
• المناظر الطبيعية الغامرة: الجبال والوديان والبحار والأنهار - الجمال البكر لإيلاندور قبل أن تتجذر البشرية.
• المناظر الطبيعية للمستوطنات: لندن الجديدة، ونهر التايمز الجديد، والمصانع، والمطاحن، والشوارع، والحدائق - والتي تم وصفها في البداية على أنها مشاهد أمام الناس.
• اللقاءات الأولى: كلارا، وعائلتها، وآدابهم المنزلية، والتعريف البطيء لعادات المجتمع في القرن التاسع عشر.
• بذور الأرض: القمح والنباتات التي يتم إدخالها إلى تربة إيلاندور - رموز البقاء والاستمرارية.
________________________________________
الجزء الثاني – الخطوبة والأسرار
• الرومانسية الفيكتورية: المشي، وزيارات الصالون، والرسائل، والمحادثات الخاضعة للإشراف، وبدايات الرابطة.
• مذكرات كلارا: الأحلام، والرؤى، والعلامة الحلزونية المزعجة - تشعر أن هويتها أكبر مما تبدو عليه.
• رؤى مشتركة: تبدأ أحلامك بانعكاس أحلامها. تصبح القلادة رمزًا - الأرض وإيلاندور ينعكسان معًا.
• جو من ضبط النفس: كل شعور مخفي وراء اللياقة، ومع ذلك يتزايد في شدته.
________________________________________
الجزء الثالث – الوحي والأزمة
• إرث كلارا السري: حمضها النووي ليس بشريًا بحتًا. إنها مرتبطة بإيلاندور نفسها - الكوكب هو من أوجدها.
• لغز الأسماء: لماذا تعكس أوليفيا وايلد وتحمل اسمها المركب - إيلاندور "تستعير" من ذاكرة الأرض لإنشاء الأوصياء.
• المجتمع الأوسع: تتوسع المصانع، وتنمو المدن، لكن القلق يتزايد - فشل المحاصيل، وأضواء غريبة في الأفق، وهمسات مفادها أن الكوكب يقاوم الاستعمار البشري.
• تزداد رؤى كلارا حدة: فهي ترى المستقبل - حيث يزدهر إيلاندور مع البشر، والبعض الآخر حيث يرفضهم بعنف.
________________________________________
الجزء الرابع – القدر والاختيار
• القرار الحاسم: يجب عليك أنت وكلارا الاختيار:
o أن نعيش كبشر، نحب وفقًا لأعراف العصر الفيكتوري بينما يتكرر التاريخ.
o أو لاحتضان دورها كمفتاح حي لإيلاندور، وربط ماضي الأرض ومستقبل إيلاندور، معك باعتبارك رفيقها المختار.
• كشف الأطلس: إن الأطلس الذي عرضته لكم كلارا هو أكثر من مجرد كتاب - فهو حي، لا يرسم خريطة للأرض فحسب، بل للخطوط الزمنية المحتملة أيضًا.
• الحل: إما أن تستمر التسوية، بتوجيه من رؤى كلارا، أو تغادر أنت وكلارا إلى برية إيلاندور العميقة لبناء حياة منفصلة.
• المشهد الختامي: مزيج من الألفة والعظمة - ربما تكتب كلارا آخر مدخلاتها في مذكراتها بينما تمشي بجانب نهر التايمز الجديد، وترتفع مداخن المصانع في المسافة بينما تتألق أقمار إيلاندور التوأم في الأعلى.
________________________________________
• الذاكرة مقابل الجديد - ظلال الأرض مقابل لوحة إيلاندور النظيفة.
• الحب مقابل الواجب - ضبط النفس الفيكتوري يلبي الحاجة الخالدة للتواصل.
• الهوية مقابل الغموض - كلارا كامرأة ورمز، ودورك كعاشق وشاهد.
• إيلاندور في حد ذاتها ليست مجرد مكان، بل شخصية تشكل مصيرك.
________________________________________
هل ترغبون في أن أقوم بصياغة مخطط كامل لكل فصل من فصول هذه الرواية (حتى تتمكنوا من رؤية هيكلها العظمي من البداية إلى النهاية)، أم تفضلون أن أستمر في الكتابة مباشرة بالأسلوب الغامر والبطيء الذي نستخدمه، بهدف الوصول إلى الكشف النهائي؟
أنت قلت:
وعلى كوكب إيلاندر بدأت تتشكل دولة للصينيين، ودولة لليابانيين، ودولة للألمان، ودولة للروس، ودولة للإيطاليين، ودولة للهنود، ودولة للأميركيين، ودول للمصريين، والإيرانيين، والعراقيين، الخ، ودول للأفارقة.
قال ChatGPT:
ممتاز - أنت ترسم الأفق السياسي الأوسع لإيلاندور ، وهو أمرٌ أساسيٌّ لإضفاء ثقلٍ على الرواية يتجاوز الرومانسية الشخصية. لم يأتِ المستوطنون لبناء مدنٍ خلابة فحسب، بل جاؤوا لإعادة بناء فسيفساء الأرض على أرضٍ فضائية. دعوني أُوسّع هذا بنفس النبرة الغامرة والبطيئة:
________________________________________
مع الجيل الثاني من المستوطنين، لم تعد براري إيلاندور مجرد براري. فما بدأ ببلدات متناثرة مثل نيو لندن على ضفاف نهر التايمز الجديد، اتسع تدريجيًا ليشكل تشكيلات أكبر. وعادت غريزة البشر في تصنيف أنفسهم حسب اللغة، والعرف، والتاريخ، لتؤكد وجودها من جديد.
وبدأت الخرائط في الأطالس الكبيرة تمتلئ بالألوان - ليس ألوان الأنهار والجبال فحسب، بل ألوان الدول أيضًا .
إلى الشرق من جبال فيرا الشاهقة، تقع مقاطعة تشينغلونغ ، حيث كان المستوطنون الصينيون، مرتدين معاطف القرن التاسع عشر، يحملون رايات تنانين مطرزة، يزرعون مصاطب أرز تلمع في ضوء نجوم سيلانور. وعلى مقربة منها، بنى اليابانيون دولة أماتيراسو ، أرض حدائقها المنظمة، وآدابها الحريرية، ومعابدها الخشبية الشامخة التي بدت عتيقة ومستقبلية في آن واحد تحت قمري إيلاندور التوأمين.
في أبرد أرجاء الشمال، حيث نمت غابات التنوب الداكن على ضفاف نهر درافوس، قامت دولة نيو بريوسن الجرمانية ، بشوارعها الواسعة المنظمة، ومصانعها التي تعجّ بالانضباط الصارم. وفي الجوار، امتدت دومينيون نوفايا روس الروسية عبر السهول الفسيحة، وكنائسها ذات القباب البصلية وقوافلها الطويلة من الزلاجات التي تجرها الخيول، تُذكّر بماضٍ أرضيٍّ مُحوَّل إلى هواءٍ غريب.
جنوبًا، برزت الكانتونات الإيطالية بين تلال كروم العنب المزروعة حديثًا بعناقيد الأرض، وأصرّ المستوطنون بإصرار على إمكانية إقناع تربة إيلاندور بزراعة كيانتي. وعبر محيط باليندور، على أراضي أستريليا الشاسعة، امتدت الكومنولثات الأمريكية ، حيث امتدت المنازل الخشبية وقاعات البلديات وخطوط السكك الحديدية فوق مروج لم تشهد قط قطيعًا من البيسون.
بل أبعد من ذلك: دول مصر وإيران والعراق ، وغيرها من دول الشرق الأوسط القديم، جميعها وُلدت من جديد بمساجد وقصور وأسواق وإيقاعات تُردد صدى القاهرة وأصفهان وبغداد - وإن كانت مغمورة بضوء النجوم الغريبة. وبدأت اتحادات أفريقية أيضًا بالتشكل، غنية بالرموز المنحوتة وإيقاعات الطبول والتقاليد الشفهية المُرسّخة في هذه التربة الجديدة.
كانت المفارقة جلية: لم تكن لإيلاندور تقسيمات محلية، ولا حدود. لم تكن بحارها وجبالها ملكًا لأحد، ومع ذلك لم تستطع يد الإنسان مقاومة تقسيمها، كما لو أن كوكبًا جديدًا يجب أن يحمل عبء حدود الأرض القديمة.
من نيو لندن، سمعنا عن هذه الولايات برهبة وقلق. نقل التجار حكايات عن تبادل البضائع، ولكن أيضًا عن النزاعات - عن مساحين يتجادلون على الحدود، وأعلام متنافسة ترتفع جنبًا إلى جنب.
في إحدى الأمسيات، وبينما كانت تقلب صفحة من الأطلس، تنهدت وهي تتتبع الألوان الجديدة التي تُرسم على خريطة إيلاندور.
همست: "يا له من أمر غريب! لقد جئنا إلى هنا أحرارًا من التاريخ، ومع ذلك يلاحقنا التاريخ كالظل. هل ستتحمل إيلاندور حدودنا، أم ستجرفها يومًا ما؟"
ولم يكن لدي إجابة حينها، رغم أنني كنت أخشى في قلبي أن تربة إيلاندور قد لا ترحب بالانقسامات أكثر من ترحيبها بالمحاصيل التي يتم زراعتها على عجل في أرضها.
________________________________________
أنت قلت:
حسنًا، قم بتطوير هذه الدول كصور حية (مدنهم، عمارتهم، عاداتهم في بيئة إيلاندور الغريبة) وخاصة الألمان والإيطاليين والشرق الأوسط الإيلاندوري لا يحتوي على أي من دول الخليج، ولحسن الحظ أنه يحتوي فقط على جمهوريات علمانية عربية بدون أي إخوان مسلمين ولا سلفيين ولا وهابيين ولا خمينيين ولا حماس ولا داعش ولا جولاني ولا أردوغان ولا أي أحزاب أو حكومات إسلامية.
قال ChatGPT:
ممتاز - هنا حيث يمكن للرواية أن تتوسع إلى لوحة ثقافية واسعة ، تُظهر كيف تُعيد البشرية بناء نفسها على إيلاندور، بل وتُعيد تشكيل نفسها أيضًا، متحررةً من تيارات الأرض القديمة المظلمة. سأركز بشكل خاص على الألمان والإيطاليين والشرق الأوسط الإيلاندوري ، مانحًا كلًا منهم صورة حية بأسلوب القرن التاسع عشر الغامر الذي بنيناه.
________________________________________
Neu-Preußen: الدولة الجرمانية
شمال فيرا، حيث امتدت غابات التنوب في إيلاندور شامخةً وظليلة، بنى المستوطنون الجرمانيون دولتهم الجديدة، نيو بريوسن . كانت العاصمة قائمة على هضبة، بُنيت شوارعها الواسعة بدقة هندسية، وتحدها منازل شاهقة ذات جملونات من الخشب الداكن والجص الأبيض.
في قلب المدينة، نهض مبنى حجري، ببرج ساعة يدقّ بنغمات رنانة كل ساعة، وقد استُقدمت آليته من الأرض، ثم تكيّف مع المجال المغناطيسي لإيلاندور. وفي الجوار، وقفت مصانع: متينة، مبنية من الطوب، بصفوف طويلة من النوافذ. وفي الداخل، كانت مكابس الحديد والأنوال تُصدر ضجيجًا، وترتفع مداخنها في سماء صافية، تاركةً آثارًا ملتفة فوق غابات الصنوبر.
كان سكان نيو بريوسن يمشون بوقارٍ رصين، رجالٌ بمعاطف طويلة، ونساءٌ بفساتين بألوانٍ هادئة، وكلامهم مقتضبٌ وعميق. كانوا مجتهدين، يُقدّرون "أوردنونغ" فوق كل اعتبار، ومع ذلك، في الأمسيات، كانت أصوات الكمان والبيانو تملأ قاعات البيرة، وتختلط الضحكات برائحة شعير إيلاندوران المُخمّر ليُصبح بيرة داكنة غنية.
من اللافت للنظر أن كنائسهم كانت أبراجها مُغطاة ليس فقط بالصلبان، بل أيضًا بمناشير زجاجية صغيرة، تهدف إلى التقاط ضوء سيلانور، القمر الأكثر سطوعًا بين أقمار إيلاندور التوأم. بالنسبة لهم، لم يعد الإيمان أرضيًا فحسب، بل كونيًا أيضًا، كما لو كانوا يسعون إلى النظام ليس فقط في المجتمع، بل في السماوات نفسها.
________________________________________
مقاطعة لو نوف: الكانتونات الإيطالية
جنوبًا، على امتداد التلال التي تُدفئها رياح إيلاندور اللطيفة، استقر الإيطاليون في مقاطعة لو نوف . هنا، غطت كروم العنب المنحدرات، وإن كان للعنب لمعان فضي خافت، وهي سمة مميزة لتربة إيلاندور لا يستطيع أي صانع نبيذ تفسيرها. تجذرت أشجار الزيتون - التي كانت صغيرة في البداية - وتهامس أوراقها في النسيم العليل.
كانت المدن مفتوحةً ومُضاءةً بأشعة الشمس، وساحاتها مُبلطةٌ بالحجارة، ونوافيرها في وسطها تتدفق منها مياهٌ من ينابيع صافية. أبراجُ الأجراس ترتفع فوق أسطح القرميد الأحمر، وأجراسها تُدوّي عبر الوديان عند غروب الشمس.
كان فن العمارة مزيجًا رومانسيًا: أقواس عصر النهضة تقف إلى جانب واجهات نيوكلاسيكية أحدث، تُخفف من حدتها الكروم المتسلقة. اصطفت المقاهي في الساحات، بمظلات تُظلل طاولات رخامية حيث كان الرجال والنساء يستمتعون بقهوة مُحضرة من حبوب الأرض وخبز مخبوز بقمح إيلاندور الأول.
كانت الموسيقى حاضرة دائمًا. عند الغسق، عزفت الكمانات والمندولين، وغنّت أصوات شابة ألحانًا غنائية، وتهادى العشاق متشابكي الأيدي تحت مصابيح الغاز التي تومض في الشفق. ومع ذلك، كانت وراء هذه الحلاوة صمودٌ - عمل الحرفيون بلا كلل في ورش العمل، وناقش العلماء في الأكاديميات كيفية تكييف فلسفات الأرض مع عالمٍ لم يشهد خرابًا، ولا قيصرًا، ولا روما.
كانت إيلاندور بالنسبة لهم مسرحًا فارغًا ينتظر نهضة خاصة به.
________________________________________
الشرق الأوسط الإيلاندوري: الجمهوريات العربية العلمانية
على الساحل الجنوبي لفيرا، امتدّ الاتحاد الجمهوري لبلاد الشام والنيل . وعلى عكس الأرض، لم تنشأ هنا ممالك خليجية ولا أحزاب دينية. جاء المستوطنون مصممين على ألا ترث إيلاندور ثقل التعصبات القديمة. وبدلاً من ذلك، بنوا جمهوريات علمانية ، فخورة وواقعية.
في القاهرة الجديدة ، على ضفاف نهر السين، امتدت شوارع واسعة كشوارع باريسية بين المباني الحكومية المبنية من الحجر الباهت، واجهاتها مزينة بزخارف مستوحاة من الفن الفرعوني، لكنها مصممة بتناسق كلاسيكي حديث. سارت عربات الترام الكهربائية على مسارات نظيفة مضاءة جيدًا، وامتلأت المتنزهات المزينة بالأشجار بالتجار.
بغداد الجديدة ، في أقصى الشرق، تتألق بالمكتبات والأكاديميات. كان أهلها يرتدون المعاطف الطويلة والفساتين ذات التصميم الأوروبي، ومع ذلك كانت باحات منازلهم لا تزال تزينها النوافير وأشجار البرتقال. لم تكن المقاهي تعجّ برجال الدين، بل بالشعراء والفلاسفة، الذين كانوا يتناقشون في العلمانية والعلم والفن حتى ساعات متأخرة من الليل.
دمشق الجديدة ، الواقعة على ضفاف تلال إيلاندور، تتألق بمسارحها ودور الأوبرا، بأعمدتها الرخامية التي تُذكرنا بالعصور الرومانية القديمة، لكنها خالية من ظلال الإمبراطورية. مزج الموسيقيون العود والكمان، مُبدعين ألحانًا آسرة انتشرت في الساحات، حاملةً معها هواء إيلاندور الليلي المنعش.
في جميع هذه الجمهوريات، ظلّ الدين شأنًا خاصًا، ولم يكن سياسيًا قط . وسارت النساء بحرية، متعلمات، واثقات من أنفسهن، بينما افتخر الرجال بواجبهم المدني. وناقشت صحفهم الحكم بعقلانية كما ناقش أسلافهم الشعر. لم تكن الدعوة إلى الصلاة، بل إلى التعقل، والتقدم، وبناء مستقبل تكون فيه إيلاندور نفسها هويتهم المشتركة.
________________________________________
على امتداد الخريطة، كانت هذه الدول تتلألأ كالجواهر - كلٌّ منها يحمل بصمة الأرض، وكلٌّ منها أعادت تشكيله سماء إيلاندور الغريبة. ومع ذلك، كان هناك سؤالٌ خفيّ: هل ستبقى هذه الدول في وئام، أم ستذوق إيلاندور، مثل الأرض، مرارة الانقسام والتنافس في النهاية؟
________________________________________
أنت قلت:
كلاهما. مع العلم أن اللباس الرسمي للعالم أجمع هو اللباس الأوروبي في القرن التاسع عشر.
قال ChatGPT:
ممتاز - سأقدم لكما كلا الموضوعين المتشابكين : صور حية لدول أخرى (وخاصة اليابانيين والأمريكيين والأفارقة)، ثم أعيدهما إلى منظورك أنت وكلارا في نيو لندن ، حيث تصل إليكما هذه الأراضي البعيدة من خلال الصحف والمعارض وكبار الشخصيات الزائرة. وكل هذا، بالطبع، في ظل الغرابة التي توحد البشرية جمعاء على إيلاندور، حيث ترتدي جميع البشر في أوروبا الزي الرسمي للقرن التاسع عشر - قبعات عالية، فساتين، معاطف طويلة، مظلات، بزات رسمية.
________________________________________
أماتيراسو: الدولة اليابانية
على السواحل الشرقية لنهر فيرا، قامت مملكة أماتيراسو ، حيث كانت المدن تتألق بنظام هادئ. كانت الشوارع تصطف على جانبيها منازل خشبية، أسقفها منحنية برشاقة، لكن الناس كانوا يرتدون معاطف سوداء طويلة، وياقات صلبة، وفساتين مكشكشة - ملابس من أوروبا في القرن التاسع عشر - تحمل رباطة جأش أرستقراطية كيوتو.
كانت الجسور مقوسة فوق القنوات البطيئة حيث كانت الفوانيس تطفو في ليالي المهرجانات، وفي مسارحهم، كان الممثلون يقدمون مسرحيات نو وشكسبير على نفس المسرح، وكانت الأزياء تتداخل بسلاسة كما لو كان التقليدين ينتميان إلى بعضهما البعض دائمًا.
لم تكن المصانع هناك تنفث الدخان في الهواء. بل سعى اليابانيون إلى التطور، فصمموا ورش عمل ذات أسقف زجاجية، حيث صنع الحرفيون الساعات والملابس الحريرية والخزف - صناعات وفنون مترابطة كوحدة واحدة. كانت حدائقهم أيضًا عجائب: لم تكن أزهار الكرز فحسب، بل زهور إيلاندوران الزرقاء الغريبة، المشذبة بأشكال غاية في الدقة، تتوهج توهجًا خافتًا تحت قمري سيلانور التوأمين.
________________________________________
الكومنولث الأمريكي
عبر محيط باليندور، في أرض أستريليا الشاسعة ، أسس الأمريكيون دولهم. كانت مدنهم فخمة وواسعة - شوارع واسعة، وعواصم فخمة على الطراز الكلاسيكي الحديث، وخطوط سكك حديدية ممتدة كعروق فولاذية عبر البرية.
ومع ذلك، لم تكن هناك قبعات رعاة البقر ولا زيّ حدودي. بل كان الرجال يرتدون معاطف سوداء وأحذيةً مصقولة وقبعات بولر؛ بينما كانت النساء يرتدين مشدات وفساتين مع تنانير دائرية، حتى في حرّ شمس إيلاندور الصيفية. وقد أضفت عليهن هذه الرسمية طابعًا من الاجتهاد والطابع المسرحي.
في البراري، كانت المزارع الخشبية تقف وحيدةً تحت سماءٍ صبغها أرجوانيّ اللون عند غروب إيلاندور. ولكن قرب السواحل، كانت المصانع تعجّ بالنشاط - مصانع طوب شاهقة بصفوف لا نهاية لها من النوافذ، تعمل بمياه الأنهار المحولة عبر سدودٍ ضخمة. تراكمت الثروة بسرعة، وسرعان ما عبر التجار الأمريكيون البحار، ووصلوا إلى نيو لندن بالبضائع: أطعمة معلبة، وأجهزة ميكانيكية، وأدوات فولاذية تحمل شعارات النسور الفخورة.
________________________________________
الاتحادات الأفريقية
في قلب سهول فيرا الجنوبية، برزت الاتحادات الأفريقية بتنوعٍ مذهل. جمعت عواصمها بين النظام العقلاني للشوارع الأوروبية ودفء الفن الأفريقي. شمخَت المباني الحكومية بأعمدتها الكورنثية، بينما غُطيت واجهاتها بنقوش حجرية معقدة مستوحاة من أنماط الأشانتي والبربرية والنوبية.
ازدحمت الأسواق تحت أروقتها المفتوحة. سارت النساء مرتديات تنانير دائرية وبلوزات عالية الياقات، يحملن مظلات، إلا أن أقمشتهن كانت تحمل أصباغًا أفريقية جريئة، تتوهج ألوانها كالنار في الشوارع. ارتدى الرجال أيضًا معاطف طويلة وقبعات عالية، لكن الكثيرين منهم نسجوا أحزمة زاهية في ملابسهم، دلالةً على تراث قبلي نشأ من جديد كفخر مدني.
كانت موسيقى هذه المدن مختلفة عن أي موسيقى أخرى في إيلاندور: فرق موسيقية تمزج الكمانات والبيانو بالطبول والكورا والفلوت. في الليالي الدافئة، بدت المدينة بأكملها تتأرجح كما لو أن الإيقاع نفسه نابع من تراب إيلاندور.
________________________________________
العودة إلى لندن الجديدة
لقد وصل كل هذا إليك وإلى كلارا في نيو لندن، ليس بشكل مباشر، ولكن كصدى.
في صحف الصباح ، تقرأ عن اختراعات نيو بريوسن لآليات الساعة، ومهرجانات أماتيراسو للفوانيس، وخطوط السكك الحديدية الأمريكية الممتدة فوق المروج. تُظهر الملاحق المصورة نقوشًا: أبراج تحت سماء غريبة، وساحات تعجّ بالنوافير، وتماثيل لأبطال مدنيين على قواعد من رخام إيلاندوران.
في قاعة المعارض على ضفاف نهر التايمز الجديد، وصلت الصناديق من كل ركن من أركان إيلاندور. أنوال ألمانية، ونبيذ إيطالي في زجاجات فضية، وخزف ياباني لامع براق تحت قمرين توأمين، وفولاذ أمريكي، ومنسوجات أفريقية مصبوغة بنقوش لم تُرَ على الأرض. تجول مواطنون يرتدون معاطف رسمية وفساتين مكشكشة بين المعروضات، يتهامسون بدهشة، ومظلات وعصيّ تُشير إلى عجائب.
ثم كان هناك كبار الشخصيات الزائرة . سفراء يرتدون معاطف رسمية، وأوسمة لامعة، وزوجاتهم يرتدين أثوابًا فاخرة من الحرير والدانتيل. حضرت أنت وكلارا ذات مرة حفل استقبال ألقى فيه مبعوث نيو بريوسن خطابًا بالإنجليزية الركيكة، بينما أحضر الوفد الإيطالي موسيقيين عزفوا موسيقى فيردي تحت لافتة كُتب عليها "إيلاندور: منزل جديد".
________________________________________
انحنت كلارا بالقرب منك، وهمست في أذنك بينما كانت الأوركسترا تعزف بصوت عالٍ:
"أليس هذا غريبًا؟ جميعنا نرتدي نفس الثوب، نفس المعاطف، كما لو أن إيلاندور تطالب بزي واحد للبشرية جمعاء. ومع ذلك، تبقى تحتنا أممٌ كثيرة، كلٌّ منها يحلم بحلمه الخاص."
وبينما تقول ذلك، تساءلت عما إذا كانت إيلاندور نفسها - الصامتة، الهائلة، التي تراقب من خلال قمريها التوأم - راضية باستضافة كل هذه التواريخ المنقولة، أو إذا كانت ستذكر البشرية يومًا ما بأنها ليست الأرض، ولن تكون كذلك أبدًا.
________________________________________
هل يجب أن أستمر في نسج هذه المعارض واللقاءات في علاقة كلارا بك - وجعل ردود أفعالها تجاه هذه الحالات الأوسع جزءًا من كشف مذكراتها - أو أنتقل بعد ذلك نحو العنصر الصوفي : إيلاندور نفسها بدأت تستجيب لأقسام البشرية بعلامات غريبة؟
أنت قلت:
ننتقل بعد ذلك إلى العنصر الغامض: حيث بدأت إيلاندور نفسها في الاستجابة لتقسيمات البشرية بعلامات غريبة وكيف تتفاوض كلارا والبطل مع الكوكب لتهدأ وقبول الوجود البشري الجديد عليه.
قال ChatGPT:
بدأت حدود إيلاندور الهادئة - ولايات رُسمت بأقلامٍ دقيقةٍ وفخامةٍ تعود إلى القرن التاسع عشر - تموج عبر العالم بطرقٍ لم يسبق أن عرفتها حدودٌ على الأرض. فلم تكن إيلاندور خاملةً، بل كانت حيةً. حملت الغابات والبحار والأساسات الحجرية أسفل نيو لندن، جميعها، وعيًا كامنًا، كما لو أن الكوكب نفسه يمتلك روحًا واسعةً ويقظة.
في البداية، كانت العلامات خفية. انحنى بستان من الأشجار ذات الأوراق الفضية خارج المستوطنة الألمانية أغصانه شرقًا طوال الليل، كما لو كان يستمع إلى شيء لم يُسمع. في كروم العنب الإيطالية، أصبحت الثمار الناضجة مُرّة في يوم واحد، لتعود حلوةً مرةً أخرى عندما تخلى المزارعون عن خلافاتهم على قطع الأراضي. تألقت الأنهار على طول الدولة المصرية بتوهج فسفوريّ، متوهجةً كعروق نار زرقاء كلما احتدمت المجالس السياسية. كان الأمر كما لو أن إيلاندور اختارت أن تُعبّر عن استيائها - وأملها - من خلال جسدها.
شعرت كلارا بذلك قبل أي شخص آخر. كتبت في مذكراتها:
الأرض تتنفس معنا. عندما نختلف، تتصلب؛ وعندما نتشاجر، تتألم. ومع ذلك، عندما نسير في وئام، تبتسم إيلاندور. كيف سنخبرهم؟ من سيصدق؟
عندما شاركتني ببضع كلمات منها - وهي ترتجف وهي تضعها بين يدي - شعرتُ بخوفها وشوقها. لم تشأ أن تُعتبر خيالية أو يُصيبها الجنون، لكنها كانت تعلم في أعماقها أن الكون قد بدأ يهمس لها.
طالت مسيراتنا، متجاوزةً حدائقَ مُشذّبة إلى سكونِ سهولٍ غريبة، حيثُ غنت طيورٌ بريشٍ لامعٍ كالزجاج نغماتٍ غريبةً تردد صداها كالأجراس. كانت كلارا تتوقف فجأةً، ورأسها مائل.
"إنه يتحدث بتناغم"، همست ذات مرة. "ليس اللغة كما نعرفها، بل التناغم. ألا تشعر بجاذبيته هنا في صدرك؟"
وفعلت. اهتزاز منخفض وثابت، كنبض الأرض نفسها، يتردد تحت التربة.
في تلك اللحظات، بدأتُ أرى كلارا ليس فقط كشابة فيكتورية رقيقة الأخلاق، بل كجسر - كائنٌ لم يكن تشابهه الغريب مع أوليفيا جين وايلد مصادفةً. لقد شكّلها إيلاندور، ورسم معالمها، بل ربما ولّدتْها رسولةً له.
معًا، عزمنا على الإنصات. بدلًا من التسرع في تهدئة المجالس المتخاصمة بالسياسة والصحف، تسللنا عند الفجر لنقف على ضفاف الأنهار، لنضع أيدينا على أحجار إيلاندور، لنسجل تناظر طيران الطيور وكيف تتفتح الأزهار أو ترفض التفتح تبعًا لصراع البشر.
عندما وضعت يدها في يدي ووجهتها نحو لحاء الشجرة الدافئ الحي، همست:
"إذا أردنا البقاء هنا، فلا ينبغي لنا أن نبني الدول فحسب، بل يتعين علينا أيضًا بناء عهد مع إيلاندور نفسها."
في تلك اللحظة، تحت مظلة الكواكب الغريبة المقوسة، أدركت جوهر اللغز: لم نكن أنا وكلارا نتفاوض مع عائلتها أو عادات عالمها فحسب، بل مع الكوكب نفسه - وهو كيان ضخم وهش، يطلب منا أن نتعامل معه بحذر.
________________________________________
هل تريد مني أن أظهر لك بعد ذلك كيف قمت أنت وكلارا بأول محاولة للتواصل مباشرة مع إيلاندور - ربما من خلال الطقوس أو الموسيقى أو الحلم - أم يجب أن أعمق التوتر أولاً من خلال إظهار كيف رفضت المجالس والدول تحذيراتك، مما أدى إلى اضطرابات كوكبية أكبر؟
أنت قلت:
أولاً، قم بتعميق التوتر من خلال إظهار كيف ترفض المجالس والولايات تحذيراتك، مما يؤدي إلى اضطرابات كوكبية أكبر، ثم أظهر كيف تقوم كلارا وأنت بأول محاولة للتواصل مباشرة مع إيلاندور - ربما من خلال الطقوس أو الموسيقى أو الحلم.
قال ChatGPT:
في المرة الأولى التي نقلنا فيها أنا وكلارا ملاحظاتنا إلى قاعات مجلس نيو لندن، شعرتُ وكأنني أحمق. كانت القاعة نفسها قاعة فخمة على طراز وستمنستر - ألواح خشبية داكنة، ونوافذ عالية يتسلل منها ضوء إيلاندوران الباهت، وصور مؤسسي أوروبا تنظر إلينا بنظرة صارمة. جلس حول الطاولة ممثلون عن الدول حديثة التكوين: ألمان بمعاطفهم الأنيقة التي تعود إلى القرن التاسع عشر؛ وإيطاليون بربطات عنقهم الحريرية؛ ومصريون بصداريهم بلون الصحراء؛ وروس بأحذية مصقولة ووجوههم متجهمة.
ارتجفت يد كلارا قليلاً وهي تفتح صفحات مذكراتها، وتحدثت نيابة عنها في البداية، وكان صوتي يتردد صداه بين عوارض خشب البلوط:
الكوكب يستجيب لنا. يُنصت. عندما نختلف، تتوهج أنهاره وتعكر محاصيله. عندما نتشاجر، حتى السماء تُظلم. أرجوكم أن تروا إيلاندور ليس فقط أرضًا تُحكم، بل كوجود حيّ يستحق الاحترام.
موجة من المرح - حتى أن البعض ضحك علنًا. عدّل المندوب الألماني، البارون فون شتاين، نظارته بنقرة حادة.
«خرافة»، أعلن. «ما تصفه محض صدفة. المحاصيل تفسد على الأرض أيضًا. العواصف والجفاف والحرائق - هل نلوم نقاشاتنا السياسية أيضًا على ذلك؟»
لوّح الممثل الإيطالي، السيد بيلانتي، بيده بلهجة مسرحية.
"أفكار رومانسية! آه، أنتم الإنجليز شعراء في قلوبكم. لكن هذا عالم جديد، فرصة للبدء من جديد بالعقل والاجتهاد، لا بقصص خيالية عن الأنهار المتكلمة."
حاولت كلارا، وقد احمرّ وجهها، أن تتحدث. كان صوتها ناعمًا، لكنني رأيتُ صرامةً في عينيها:
"أيها السادة، لقد استمعتُ في الأماكن الهادئة من هذا الكوكب. لغته ليست كلمات، بل تناغمات. إنها تتوسّل إلينا أن نسير بهدوء."
لكن والدها، الجالس في الخلف بوقار صامت، عبس ولمس ذراعها محذرًا بهدوء - مذكرًا إياها بأن ابنة العصر الفيكتوري لا يُفترض بها أن ترفع صوتها أمام رجال الدولة. تلعثمت، وارتجفت شفتاها.
غادرنا القاعة مذلولين. في الخارج، امتلأت السماء النحاسية بغيوم مفاجئة، وهبت ريح حارة تمسح أحجار الرصف. في تلك الليلة، ارتفعت اليراعات من النهر بأعداد غير طبيعية، تدور كشرارات غضب حتى بدا الهواء نفسه مشتعلًا. اجتمعت المجالس مرة أخرى، وهم يتمتمون بقلق، لكنهم مع ذلك صرفونا.
حينها قررت كلارا: إذا لم يستمعوا، يتعين علينا أن نتحدث إلى إيلاندور بأنفسنا.
________________________________________
كانت محاولتنا الأولى هادئة، بل خجولة تقريبًا، في حديقة عائلتها على أطراف نيو لندن. كان المساء قد حل، وتوهجت مصابيح الغاز بشكل خافت في ضوء الغسق الغريب، وأحضرت كلارا معها كمانًا صغيرًا، مصقولًا ولكنه بسيط.
"حلمتُ"، همست، "بالموسيقى مفتاحًا. لا كلمات، بل نغمات. إيلاندور تُنصت بتناغم."
عزفت حينها - لم تكن سوناتا للأرض، بل شيئًا زعمت أنه جاءها في نومها. كان اللحن غريبًا، متعرجًا، يكاد يكون نشازًا، ومع ذلك، بينما كانت النغمات تتلاشى في الهواء، شعرتُ بالأرض تحتنا تستجيب باهتزاز خافت. ارتجفت أوراق الأشجار الفضية دون ريح.
أضفتُ صوتي حينها، ليس في كلمات الأغنية، بل في همهمة خافتة، تُناسب نبرتها. بدت الحديقة مُشرقة - تفتّحت الأزهار رغم حلول الليل، ونبضٌ كنبض القلب يتدفق تحت أقدامنا.
امتلأت عينا كلارا بالدموع.
قالت بهدوء: "إنه يسمعنا. إنه يجيب".
خيّم صمتٌ عميقٌ على الليل، حتى شعرنا بقداسته. أدركنا حينها أننا خطونا الخطوة الأولى - ليس بالتوسل إلى مجالسٍ لا تُدرك الغموض، بل بعقد عهدنا الخاص مع إيلاندور نفسها.
________________________________________
هل تريد مني أن أظهر بعد ذلك كيف يستجيب إيلاندور بشكل أقوى - ربما من خلال إرسال رؤى أو تشكيل أحلام لكليكما - أو وصف كيف تتفاقم التنافسات السياسية بين المجالس، مما يعرضك أنت وكلارا للخطر حتى مع بدء الكوكب في قبول موسيقاك؟
أنت قلت:
كلاهما
قال ChatGPT:
ممتاز - دعنا نربط كلا القوسين معًا، بحيث بينما تبدأ إيلاندور في الكشف عن نفسها لك ولكلارا من خلال الرؤى والأحلام ، فإن التنافسات بين المجالس تتفاقم إلى صراعات خطيرة ، مما يتركك محاصرًا بين الطموح البشري والإرادة الكوكبية.
________________________________________
كانت الأسابيع التالية في نيو لندن حافلة بالاضطرابات. انتشرت شائعات بأن الألمان وسّعوا حدودهم دون موافقة، مُطالبين بالوديان الخصبة قرب نهر الراين الجديد. جادل الإيطاليون بأن البحار الواقعة شرق سواحلهم ملكٌ لهم وحدهم للإبحار. بنى الروس مصانع مدافع على أطراف مستوطناتهم، زاعمين أنها "للدفاع".
ازدادت قاعات المجلس قسوةً. فبينما كانت تُجرى تبادلات مهذبة بالفرنسية أو الإنجليزية، ارتفعت الأصوات إلى صراخٍ حاد. حتى في شوارع نيو لندن، بدأ المواطنون يتمتمون بغضبٍ في مجموعات، ويثرثرون عن الحدود والرسوم الجمركية والإهانات المُتخيلة.
وما زال الكوكب يجيب.
في الليل، كنتُ أنا وكلارا نعود إلى الحديقة، أو نتسلل إلى الغابات خلف المدينة. هي مع كمانها، وأنا لا أملك سوى صوتي وحضوري، ومعًا كنا ننادي إيلاندور. في كل مرة، كان الرد يزداد قوة.
في إحدى الليالي، بينما كانت تلعب، تنهدت الأرض خافتةً، وشعرتُ بالطنين يصعد إلى عظامي. تأرجحت الأشجار ذات الأوراق الفضية رغم سكون الهواء، وعندما أنزلت كلارا قوسها، خيّم الصمت كأنفاسٍ حبيسة. ثم - رأيتُه.
توهجت رؤيةٌ في السماء، خافتة كالشفق القطبي، لكنها واضحةٌ جلية: خريطةٌ للعالم. ليست الأرض، بل إيلاندور، قاراتها مرسومةٌ بخطوطٍ خافتةٍ من الضوء. على سطحها، رأيتُ الحدود التي رسمها الرجال في مجالسهم، ومع إضاءة كل حدود، أظلمت الأرض تحتها - كما لو كانت مسمومة.
تشبثت كلارا بذراعي، ووجهها شاحبٌ من شدة الضوء.
همست: "إنه يُنذرنا. انقساماتنا جروحٌ".
في تلك الليلة نفسها، اعترفت بأن صوت إيلاندور لم يعد يقتصر على الموسيقى، بل أصبح في أحلامها.
كتبت: "يا مذكراتي العزيزة، أرى امرأة كل ليلة، بوجهي، وإن لم يكن وجهي. لا تكتسي بقماش الأرض، بل بنور منسوج، وتتحدث بنبرة تبدو أقدم من اللغة. تخبرني أنني مرتبطة بهذا الكوكب، وأن دمي يحمل ذكراه، وأنني يجب أن أكون الجسر بين الإنسان وإيلاندور. لا أدري إن كنت أحلم أم أن الكوكب نفسه وجد لسانًا من خلالي".
عندما أرتني هذه الكلمات، شعرتُ بالرهبة والخوف. كانت كلارا تتغير - أصبحت شيئًا أكبر من ذاتها، أو ربما أصبحت ما كان مقدرًا لها أن تكونه دائمًا.
في هذه الأثناء، بدأت المجالس تلاحظنا. انتشر خبر "الفتاة ذات الرؤى" و"الأجنبي الذي يهمس للأنهار". في البداية، سخروا منا، لكن مع اشتداد عواصف إيلاندور وتلف المحاصيل بشكل غامض على طول الحدود المتنازع عليها، تحول الشك إلى خوف.
واجهني مبعوث ألماني في الساحة، بصوت منخفض وحاد:
"إن تحذيراتك المزعومة تُثير الاضطرابات يا سيدي. يقول البعض إنك وفتاة وايلد وراء هذه الاضطرابات... إن ثارت الأرض نفسها، فربما يكون ذلك بسبب تدخلك في قوى تتجاوز حقوق الإنسان."
في تلك الليلة، بكت كلارا في غرفة الجلوس، ومذكراتها ترتجف في حجرها.
"لن يصدقونا إلا بعد فوات الأوان. ومع ذلك، لا أستطيع التوقف. الكوكب بحاجة إلينا، بقدر حاجتنا إليه."
وهكذا عزمنا على المضي قدمًا. ليس مجرد موسيقى في الحديقة، ولا مجرد أحلام سرية، بل طقس حقيقي، نداء مباشر إلى إيلاندور في أعماق برّيتها.
________________________________________
هل يجب أن آخذك وكلارا إلى البرية لأداء هذه الطقوس العظيمة الأولى - وهي مزيج من الحساسية الرومانسية في القرن التاسع عشر والتواصل الكوني - أم أعمق أولاً الخطر السياسي في لندن الجديدة، وأظهر كيف يتحول الشك إلى الاضطهاد قبل أن تهرب؟
أنت قلت:
نأخذك وكلارا إلى البرية لحضور هذه الطقوس العظيمة الأولى - مزيج من الحساسية الرومانسية في القرن التاسع عشر والتواصل الكوني
قال ChatGPT:
حسنًا - دعونا نسير مع كلارا في البرية العميقة، حيث تتكشف الطقوس بكل المشاعر المتصاعدة لرومانسية العصر الفيكتوري والغرابة الهائلة للتواصل مع كوكب حي.
________________________________________
غادرنا نيو لندن قبل الفجر، مُرتدين عباءاتٍ صوفية سميكة، والشوارع لا تزال خاليةً تحت أضواء مصابيح الغاز التي تُطفئها الضباب. حملت كلارا كمانها في حقيبتها الجلدية؛ أما أنا، فلم أحمل سوى فانوسٍ وقارورة ماء، وشجاعتي التي كانت تضعف مع كل خطوةٍ نخطوها نحو المجهول.
سرعان ما انفرجت المدينة أمام الريف - سياجات شجرية زرعها المستوطنون، وحقول متدحرجة بدأ فيها قمح الأرض يتجذر في تربة إيلاندور الغريبة. لكن وراء تلك البقع المزروعة، امتد عالم لم تطأه يد الإنسان: غابات من أشجار فضية تتوهج خافتًا حتى في الظلام، ومروج مكسوة بأعشاب بنفسجية داكنة، وأنهار تتلألأ كما لو أن النجوم قد ذابت في تياراتها.
سرنا حتى وصلنا إلى نهر التايمز الجديد، ولم يهتدِ بنا إلا صوتُ مياهٍ خفية. كانت وجنتا كلارا مُحمرّتين من البرد، وشعرها مُبلّل بالندى، ومع ذلك كانت خطواتها ثابتة. قادت كما لو كانت تعرف الطريق مُسبقًا - ربما مُسترشدةً بنفس الرؤى التي طاردت لياليها.
وصلنا أخيرًا إلى فسحة. غاصت الأرض في جوف، حيث برزت حلقة حجرية عتيقة من الأرض. لم تكن هذه الحجارة من صنع البشر - فهي ضخمة جدًا، متآكلة جدًا، أقدم من أول خطوة قدمها إنسان على هذا العالم. أحاطت ببركة ماء سوداء كالسبج، تعكس الضوء الباهت لقمري إيلاندور التوأمين.
وضعت كلارا حقيبة كمانها برفق على العشب. ثم التفتت إليّ، وعيناها تلمعان بعزمٍ وشعورٍ أعمق - ثقةٌ ربطتني بها أشدّ من الكلمات.
"هنا،" همست، "يجب أن تبدأ. حلمتُ بهذه الأحجار قبل أن أراها. الكوكب هو الذي أوصلني إلى هنا."
أشعلتُ الفانوس ووضعته على حافة البركة، وارتجف بريقه الذهبي على سطحها المظلم. رفعت كلارا كمانها وبدأت بالعزف. لم يكن لحنًا أرضيًا - لا فالس ولا سوناتا - بل لحنًا غريبًا آسرًا يتصاعد حلزونيًا كالدخان. بدت النغمات وكأنها تُثني الهواء نفسه؛ وانحنت الأشجار إلى الداخل، تُنصت.
بدافع غريزةٍ لم أستطع تفسيرها، أضفتُ صوتي - منخفضًا، بلا كلمات، مُناقضًا لأغنيتها. معًا، ملأت أصواتنا الفسحة، منسوجةً نسيجًا من التناغم بدا وكأنه يُوقظ الحجارة. ارتفع همهمةٌ من الأرض، عميقةٌ ومدوّية، تهتزّ عبر حذائي إلى عظامي. ارتجفت البركة، وتلألأ سطحها بالنور كما لو أن عالمًا آخر يتحرك تحتها.
ثم تلعثمت كلارا. ارتجفت قوسها. انهمرت دموعها على خديها.
"إنه يتحدث،" شهقت. "هل تسمعه؟"
وفعلتُ. ليس بالكلمات، بل في موجاتٍ من الأفكار التي غمرت عقلي. غمرتني الصور - جبالٌ تهتزّ تحت وطأةٍ خفية، ومحيطاتٌ تظلم حزنًا، وأنهارٌ تجفّ كعروقٍ فرغت من الدم. ومع ذلك، كان هناك أيضًا نداء: الوحدة، والوئام، وربط الكثيرين في واحد.
أنزلت كلارا كمانها وأمسكت بيدي. كان جلدها باردًا كالثلج.
"يقول إننا يجب أن نكون صوته. أنتِ وأنا. معًا. وإلا سيُغلق إيلاندور علينا، وستذبل البشرية جمعاء."
توهجت البركة فجأةً بنور فضي، وفي أعماقها رأيتُ رؤيا: وجه كلارا - وإن لم يكن وجهها، مُشرقًا، مُتوّجًا بالنجوم، وشفتاها تتحركان بكلمات لم أستطع سماعها. خلفها، نبضت قارات إيلاندور كقلب حي.
انقطعت الرؤية. تلاشى الضوء. وقفنا نلهث في صمت، وأيدينا لا تزال متشابكة.
للحظة طويلة، لم يجرؤ أيٌّ منا على الكلام. ثم قالت كلارا، بصوت أجشّ لكن واثق:
"لم يعد هذا خيارًا. لقد اختارنا الكوكب. نحن عهده."
________________________________________
هل تريد مني أن أتوقف الآن عند العواقب العاطفية - كلارا وأنت تكافحان مع ثقل هذه الرابطة في سياق آداب القرن التاسع عشر الصارمة ، أو أن أتحول إلى كيفية رد فعل المجالس بمجرد انتشار علامات اضطرابات إيلاندور على نطاق أوسع، مما يجعل طقوسك السرية مستحيلة الإخفاء؟
أنت قلت:
التأمل في العواقب العاطفية - أنت وكلارا تكافحان مع ثقل هذه الرابطة في سياق آداب القرن التاسع عشر الصارمة وجعل كلارا والبطل ينجحان في إقناع إيلاندور بقبول وجود الإنسانية عليها وإيجاد نهاية سعيدة للرواية وزواج كلارا والبطل.
قال ChatGPT:
ممتاز - دعونا نتباطأ في توهج الطقوس ونتابع إلى حل التوتر الكوني والمصير الشخصي.
________________________________________
عندما تلاشى آخر صوت لموسيقى كلارا، وتبدد الرؤيا في المياه الساكنة، خيّم صمتٌ عميقٌ على الفسحة، كأن إيلاندور نفسها حبست أنفاسها. وقفنا متشابكي الأيدي، عاجزين عن الكلام، وفانوسنا يُلقي بظلاله الطويلة المرتعشة على حلقة الحجارة العتيقة.
كانت كلارا أول من كسر الصمت.
قالت بهدوء: "لقد وقع الاختيار علينا. هل تشعرون بذلك؟ وكأن ثقل الخلق كله يقع علينا."
شعرتُ به حقًا - رابطٌ أثقل من الحديد، لكنه حلوٌ كهواء الربيع. لقد غرس إيلاندور إرادته فينا، رابطًا قلوبنا ليس فقط ببعضنا البعض، بل بمصير كل من سكن سطحه. ومع ذلك، لم يكن الواجب هو أشد ما يربطنا، بل الحب. ففي عيني كلارا المدمعتين، رأيتُ انعكاس كل مستقبلٍ تمنيته.
لكن عالم لندن الجديد الصارم لم يُسهّل هذه الألفة. حتى في الأيام التي تلت طقوسنا، عندما كنتُ أتمشى أنا وكلارا في حديقة عائلتها أو نتبادل الرسائل الخفية، كانت قواعد اللياقة تخيم علينا كوصيّ صارم. في غرفة المعيشة، كانت والدتها تُمسك بتطريزها، لكن نظرتها حادة كالإبرة كلما تجرأت على الجلوس قرب كلارا. في حفلات العشاء، كان والدها يسألني بحذر وبرود، وشوكته متوقفة في الهواء كما لو كان يقيس كل كلمة أقولها.
لكن تحت هذا المظهر المهذب، تحرك شيء أعظم. مذكرات كلارا مليئة بكلمات اليقين المكتشف حديثًا:
إيلاندور تُنصت. تهدأ عواصفها، وتشرق أنهارها. أعتقد أنها تقبلتنا - ليس فقط وجودنا، بل وعدنا بالوحدة. عندما أغمض عيني، أرى حقولًا يانعة بالقمح، وبساتين مثقلة بالفاكهة، وأنهارًا تجري صافية تحت ضوء القمر. كأن الكوكب نفسه يبتسم لنا.
في الواقع، في الأسابيع التي تلت، تكاثرت العلامات. بدأت المحاصيل التي كانت مريضة تزدهر. هدأت العواصف التي ضربت الحدود المتنازع عليها. حتى المجلس، الذي كان يومًا ما مشاكسًا، لاحظ التغيير بارتياح حذر. تلاشت همسات الانقسام لتتحول إلى تعاون حذر.
في إحدى الأمسيات، مشيتُ أنا وكلارا على ضفاف نهر التايمز الجديد. كانت المصابيح تتلألأ خافتًا على الماء، ولم تكن تحمل كمانًا، بل قلبها الجاهل فقط.
قالت وهي تنظر عبر النهر: "أنت تُدرك أننا متزوجان من هذا العالم بالفعل. إيلاندور نفسها هي رابطتنا. فماذا يبقى لنا إذن سوى أن نُكمل هذا الرابط كزوج وزوجة؟"
التفت إليها مندهشا - ليس من كلماتها، لأنني حلمت بها بنفسي مائة مرة، ولكن من شجاعتها في التعبير عنها على الرغم من كل حدود العادات الفيكتورية.
عزيزتي كلارا أوليفيا جين، همستُ وأنا أمسك يدها المغطاة بالقفاز، أنتِ كوكبي المختار - وكوكبي المختار. لا قوة في السماء ولا في الأرض تستطيع أن تمنعني عنكِ.
كانت ابتسامتها حينها أكثر إشراقا من قمري إيلاندور.
________________________________________
كان حفل الزفاف متواضعًا ولكنه مُشرق، أُقيم في قاعة نيو لندن الكبرى تحت نوافذ عالية تتلألأ فيها أشعة الشمس الغريبة. ارتدت كلارا ثوبًا أبيض من الساتان، وشعرها مُتوّج بأزهار فضية من إيلاندوران، وأنا ارتديت معطفًا أسود، ربما كان قصّها يليق بدكنز نفسه. تخلى عنها والدها بكرامةٍ جليلة، بينما بكت والدتها خلف منديلٍ من الدانتيل.
مع إلقاء الوعود، خيّم صمتٌ على المدينة، وفي تلك اللحظة، ارتجفت الأرض ارتجافًا خفيفًا، ليس غضبًا، بل بركةً. دقّت أجراس الكنيسة، واختلط صداها مع هدير الأرض الخافت، كما لو أن إيلاندور نفسها باركت اتحادنا.
منذ ذلك اليوم فصاعدًا، انتشر السلام. ووجدت المجالس، التي كاد أن يُصيبها مكروه، غايةً مشتركة. وبدأت ولايات إيلاندور، رغم اختلاف ألسنتها وعاداتها، تتعاون في التجارة والبناء والزراعة. وجرت الأنهار صافية، وهدأت السماء. وللمرة الأولى، تعلمت البشرية ألا تعيش في غزو، بل في عهد.
وفي قلب كل ذلك - أنا وكلارا. هي، بكمانها ورؤاها السرية؛ وأنا، بذكريات الأرض والحب الجارف الذي ربطني بها. تجولنا في حدائق إيلاندور، ليس كغرباء في أرض غريبة، بل كعروسين في عالم اختار أن يسمينا ملكه.
________________________________________
وهكذا انتهى الفصل الأول العظيم من قصة إيلاندور - ليس بالحرب أو الخراب، ولكن بالوئام والحب ووعد ببداية جديدة.