متسلسلة ماضي زين (black past) السلسلة التالتة

ابو دومة

ميلفاوي أبلودر
عضو
ناشر قصص
إنضم
11 يوليو 2024
المشاركات
559
مستوى التفاعل
380
النقاط
0
نقاط
869
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
الجزء الأول
أهلا بيك يا صديقي في الجزء الأول من السلسلة التالتة، عارف إني اتأخرت عن المعاد اللي أنا قولته بكتير بس معلش بقى الفترة دي حوارات الشغل والكلية عندي كتيرة ومش بفضى أكتب حاجة خالص، بس أوعدكم إن اللي فات حاجة واللي جاي حاجة تانية خالص، السلسلة دي مش مجرد نتيجة للي فات، لا السلسلة دي أنا مراهن بيها على موهبتي كلها والسلسلة دي من أول لآخر جزء فيها هتبقى دمار شامل، وبالمناسبة دي هتبقى آخر سلسلة في القصة واحتمال كبير بعد ما أخلص أعتزل الكتابة، لسه ما قررتش.
وشكرًا للناس اللي دعمتني وكانوا سبب في نجاح القصة دي بعد ****، وأتمنى كمان تدعموني في السلسلة دي.
وآسف على المقدمة الطويلة دي، يلا بينا نبدأ...

آخر حاجة فاكرينها من الجزء اللي فات إن ماركو عرف مكان بيت زين والجزار وعرف إن زين مخترقهم وأمر بقتل زين والجزار واللواء عامر. بيبدأ بقى الجزء بزين وهو واقف في جنازة وبيبقى واقف على رجله بالعافية، في رجل متجبسة وإيد كمان متجبسة وماسك عكاز ووشه وارم وفي كدمات كتيرة... المهم بيبقى واقف وعلامات وشه البرود بس جواه نار بتغلي، نار فاضلها شوية وتخرج تحرقه هو وكل اللي واقفين حواليه.
وبيقى واقف حواليه ناس كتيرة منهم حور بنت اللواء وأمها، والاتنين بيبقوا باصين له بنظرة قرف واشمئزاز كأنهم بيقولوا له: أنت السبب في كل اللي حصل وبيحصل ده، وكأنهم بيقولوا له: أنت نحس وإن حياتنا من غيرك كانت أحسن. بس هو تجاهل نظرتهم دي لأنه من جواه بيقول لنفسه إنهم عندهم حق هو فعلا مفيش مكان دخله إلا لما حصل فيه خراب.
ووسط ما هو واقف دمعة كده بتهرب من عينه بس بيمسحها بسرعة وبيمسك عكازه وبيتحرك عشان يمشي، وعينه في الأرض لأنه مش عايز يشوف نظرات حد. وبيفضل مكمل مشي وهو بيعرج لحد ما بيخرج برة المقابر وبينده تاكسي، والتاكسي بيقف وزين بيركب وبيديه عنوان الفيلا اللي مركب فيها الأجهزة وكان قاعد فيها قبل ما يتجوز.
والسواق اتحرك على العنوان وفي خلال نص ساعة وصل المكان، وزين دفع الحساب ونزل وراح على الفيلا وفتح الباب ودخل جوا، وراح على الأوضة اللي فيها السرير. وأول ما فتح الأوضة ماعملش حاجة غير إنه راح على السرير ورمى جسمه مرة واحدة على السرير وفضل مفتح عينه وبيفكر في كل اللي حصل من أول ما نزل مصر لحد دلوقتي. كان فاكر نفسه إنه ملوش آخر بس اتضح إنه زيه زي أي بني آدم ليه آخر وخد الضربة اللي توقعه ما تقومهوش.

في أغنية كده سمعتها في آخر فيلم تيتو في جملة بتقول: "دلوقتي بس عرفت إن مكتوب على جبيني اللي فات ما بيتنسيش والماضي لسه قادر يعيش" والجملة دي بتوصف حال زين لما حاول أول مرة يهرب من الماضي واتجوز لارا وكان عايز يعيش معاها حياة هادية بعيد عن الدم، بس الماضي ما سابهوش في حاله. ولما حاول يواجه الماضي وينتصر عليه الماضي داس على وشه وخسر كل حاجة وخسر ناس تانية معاه.

وطبعا أنت يا صديقي عايز تعرف إيه اللي حصل لهدي وسما والجزار وكل ده وهعرفك يا صديقي إيه اللي حصل بس مش دلوقتي، قدام شوية هتعرف إيه اللي حصل...

المهم بيعدي على كل ده بقى شهرين، وزين بيبقى الجروح والكسور اللي فيه اتعالجت بس حالته البدنية بتبقى زي الزفت، لأنه لما فك الجبس ماعملش تمارين رياضية ولا علاج طبيعي. ورغم إن الكسور اللي فيه خفت بس عشان ماعملش تأهيل بدني فـ لسه بيمشي وبيتحرك بالعافية، وجسمه بدأ يبقى ضعيف لأنه كمان مش مهتم بأكله، آخره بيعمل أوردر كل يوم على وجبة واحدة وبيفضل عايش عليها طول اليوم، ونفسيته في الأرض. وما خرجش من البيت في الشهرين غير مرة واحدة لما فك الجبس.

المهم اليوم ده بيبقى قاعد وفجأة باب الفيلا بيخبط، وزين بيستغرب لأنه مفيش حد عارف مكان البيت غيره هو واللواء عامر ومحدش بيخبط على بابه أصلا، المنطقة بتاعته كل واحد قاعد في حاله.
المهم بقى بيمسك العكاز وبيقوم من على الكرسي وبيتحرك وبيفتح الباب وبيتصدم لما بيشوف قدامه اللواء عادل.
واللواء عادل مش بيتكلم وبيزقه وبيخش جوا من غير ما زين يقوله خش، وزين بعدها بيقفل الباب وبيفضل باصص لعادل شوية باستغراب.

اللواء عادل: (ببرود) طبعا أنت مستغرب أنا عرفت مكانك منين وعرفت الفيلا دي بالذات إزاي.

زين: (باستغراب) أيوة عشان ما كانش في حد يعرف مكان الفيلا دي غيري أنا واللواء عامر، وأنا قايل للواء عامر ما يقولش لحد على مكان الفيلا، فـ أنا مستغرب أنت عرفت منين المكان.

اللواء عادل: (بيخش جوا لحد الصالون وبيقعد على كرسي وبيشاور لزين إنه يروح يقعد قدامه وزين بيعمل كده) اللي ما تعرفوش يا زين إن أنا واللواء عامر **** يرحمه كنا صحاب جدا وماسكين ملف القضية سوا، فـ أي معلومة تخص المنظمة عامر بيعرفها أنا كمان كنت بعرفها. عامر ما كانش بيخبي عليا حاجة بحكم الصداقة والشغل، لأن أنا وهو اتعاهدنا إن أي حد فينا يعرف حاجة لازم يقولها للتاني ونفضل متعاونين مع بعض، حتى حكايتك عامر ما خبهاش عني.

زين: (بتوتر) ها أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن إيه وحكاية إيه دي اللي أنت تعرفها.

اللواء عادل: تفتكر أنا كنت بعملك وحش ليه؟ عامر قبل ما يقرر إنه ياخد خطوة في فكرتك ويعرضها كان حكيلي أنا كل حاجة الأول. وبصراحة أنا ما كنتش مرتاح لك ومش داخل دماغي حوار إنك كنت معاهم وفجأة بقيت ضدهم، أصل ده جو أفلام قديمة اتهرست كتير. وأنا قولت الكلام ده لعامر بس عامر كان واثق فيك جدا، وبصراحة أنا ما قدرتش أرفض إنه يتعاون معاك لأني ما أنكرش إن إحنا بسببك في وقت قليل وصلنا لحاجات ما وصلنهاش في 20 سنة، وما أنكرش برضه إعجابي بفكرتك بس برضه ده ما كانش سبب كفاية إني أثق فيك.

زين: (بضيق) بس أنا نبهت على اللواء عامر إن أي شغل بينا يفضل في السر.

عادل: إحنا كنا بنحكي لبعض كل تفاصيل الشغل مهما كانت هي إيه ومهما كانت سريتها، لأن إحنا كنا واثقين في بعض وعشان لو حد فينا حصله حاجة التاني يكمل من بعده والدنيا ما توقفش، لازم كل واحد يبقى ليه حد يثق فيه عشان لو هو جراله حاجة الشخص ده يكمل من بعده.

زين: بس الثقة في اللي حواليك أوقات بتبقى هي سبب وقوعك ورجوعك لنقطة الصفر.

عادل: ما أنت لو مت أو حصلك حاجة برضه كل حاجة هترجع لنقطة الصفر.

زين: (بزهق) اللي أنا فهمته من كلامك إنك أصلا لحد دلوقتي مش واثق فيا ومعترض على فكرة وجودي وشايفني مجرم يبقى أنت جاي لي ليه؟

عادل: (بضيق) لأني ما عنديش حل تاني للأسف من وقت وفاة عامر ومن وقت اختفائك مش عارفين نوصل لأي جديد، وفكرتك محدش غيرك هيعرف ينفذها وإحنا محتاجينك ترجع تاني.

زين: (بسخرية) لا انسى، لا أنا ولا إنتوا قد الناس دي، أنا كنت فاكر إني سابقهم بخطوة طلعوا هما سابقين بسنين ضوئية، وأنا خسرت كتير أوي وكفاية خسارة لحد كده. أنا قررت إني هبعد عن كل ده وأقعد لوحدي وطالما أنت عرفت مكاني فـ أنا هسافر وهرجع من مكان ما جيت.

عادل: (بغضب) أمممم وهتسيب حق أبوك وأمك اللي أنت بسبب الناس دي ما لحقتش تشوفهم ولا تعيش معاهم؟ وهتسيب حق كل الناس اللي ماتت بسببك؟ وهتسيب حق خالتك اللي مرمية في المستشفى بين الحياة والموت دي؟ ده أنت حتى يا أخي ما فكرتش تروح تزورها ولا تسأل عنها. طيب بلاش كل دول، لو أنت ما يهمكش الناس اللي اتأذت بسببك هتسيب حقك والناس اللي دست على وشك بدل المرة عشرة وخلو إيدك تتوسخ بالدم ويتموك من صغرك وعيشوك أوحش عيشة ممكن حد يعيشها؟ أنت أجبن إنسان أنا شوفته في حياتي، عامر كان غلطان وبيبالغ لما قال عليك إنك مش بتخاف وقلبك جامد زي أبوك.

زين: (بيدمع) مش قادر أكمل الحكاية، طلعت تقيلة عليا أوي وخالتي مش قادر أشوفها، ما ليش عين إني أروح هناك وأقف جنبها وأنا السبب في اللي حصلها ده. حاسس إني لازم أمشي، حاسس إن ضهري اتكسر.

عادل: (بيقوم من على الكرسي وبيبص لزين بنظرة اشمئزاز) يخسارة كنت فاكرُك قوي وقدها، طلعت ضعيف. (بيمشي لحد الباب بس قبل ما يفتح الباب بيبص لزين اللي بيبقى باصص في الأرض ومش قادر يرفع عينه في عين عادل) وآه على فكرة، المنظمة هجمت على المكان اللي إحنا مخبيين فيه أهل عامر وقتلوا الرجالة وخطفوا حور وقتلوا أمها واحتمال يقتلوها هي في أي لحظة. وأنا بقولك البنت دي لو ماتت ذنبها هيبقى في رقبتك.

زين: (بيرفع راسه وبيبقى مصدوم من اللي سمعه) أنت بتقول إيه؟ وهما قتلوا مرات عامر وخطفوا البنت ليه؟ هما مش خلاص قتلوا عامر وعملوا اللي هما عايزينه؟ عايزين من حور إيه؟

عادل: (بحزن) في الفترة اللي أنت غبت فيها بعد اللي حصل المنظمة بدأت تخش مصر تاني وتقريبا كده عملوا معسكر لنفسهم تاني غير اللي إحنا كشفناه وخطفوا حور عشان نسلمهم الخونة اللي إحنا مسكناهم ونفرج عن باقي رجالتهم اللي عاشوا من هجوم المعسكر القديم.

زين: (بزعيق) أوعوا تعملوا كده، الناس دي لو أخدت اللي هي عايزاه حور هتموت بعدها بلحظة، الناس دي لو حد وقع تحت إيديهم مش بيطلع حي، ودي قوانين المنظمة. لازم تعرفوا مكان المعسكر الجديد اللي أكيد حور هتبقى موجودة فيه دلوقتي وتنقذوها قبل ما يقتلوها.

عادل: من غير ما تقول إحنا عارفين إن إحنا لو نفذنا اللي هما عايزينه حور هتموت، بس إحنا مش عارفين نوصلها، الموضوع مش سهل وأكيد أنت عارف كده كويس، وأكيد أنت الوحيد اللي تقدر تنقذها وجاي تقولي إنك مش عايز تكمل وعايش في دور الضحية. عايز أقولك حاجة يا زين إنك تموت وإنت بتحاول أفضل من إنك تفضل عايش طول حياتك جبان. نصيحة يا زين فوق قبل ما الوقت يعدي وتلاقي حوالين رقبتك ددمم ناس كتير هتفضل عايش طول حياتك بذنبهم وهتموت برضه بذنبهم. (بيخرج من الباب ومش بيستنى رد زين وبيقفل الباب وراه وبيمشي).

زين بيفضل قاعد دقيقة يستوعب كلام عادل وحاسس بالذنب عشان كل اللي بيحصل في عيلة عامر ده بسببه. وبعد ما استوعب بيقوم يوقف وبيمسك العكاز بتاعه وبيمشي لحد ما بيوصل لمراية وبيفضل باصص لنفسه فيها شوية وبيفتكر إيه اللي حصل لما ماركو خلي رجاله تهجم عليه وضربوا البيت بصواريخ الـRPG.

فلاش باك من شهرين – النقطة اللي الجزء الأخير من السلسلة التانية وقف عندها

آخر حاجة فاكرينها إن ماركو عرف مكان بيت زين والجزار وضرب البيتين بالصواريخ. وزين قبل ما الصاروخ يوصل البيت سمع صوت ضربة الصاروخ، وأخد سما في حضنه ونام فوقيها على الأرض. الصواريخ وصلت البيت وهدت جزء كبير جدًا منه.

زين بعد كام دقيقة بيفوق، وبيبقى فيه طوب وخشب كتير فوق ضهره، ومبيبقاش قادر ياخد نفسه، وضهره متعور جامد. بيشيل الطوب من فوقه بالعافية. سما بتبقى تحت منه إصابتها أخف شوية عشان زين أخد معظم الطوب فوقه، بس بتبقى فاقدة الوعي. زين بيحط إيده ناحية رقبتها يشوف النبض، بيلاقيها لسه عايشة، بياخد نفس طويل بعد ما اطمن عليها. بيبص حواليه يلاقي خالته واقعة على الأرض جسمها متبهدل وفوقها طوب كتير، ووشها فيه حروق. زين بيتخض من منظرها بس ميبقاش قادر يتحرك، وبيفضل يزحف بالعافية لحد ما يوصلها.

زين: (بدموع) عشان خاطري لا تروحيش مني.. أنا مصدقت إن بقى ليا أهل بيحبوني وبحبهم وهبدأ أعيش مبسوط. مش بعد ده كله تروحي مني.

بيشوف نبضها، يلاقيه ضعيف بس لسه عايشة. بيسمع صوت خطوات بتقرب ناحية البيت، بيبص من الناحية المهدودة يلاقي ١٢ راجل جايين وماسكين سلاح AK. ساعتها بيجمع كل الطاقة اللي فيه، يقوم بالعافية ويحاول يصلب طوله لحد ما يوقف وهو ثابت. يمسح الدم من على بوقه.

زين: (بغضب) جيتوا لقدركم.

بيشد خالته وسما بسرعة يوديهم في حتة بعيدة في البيت، عشان يعرف يتعامل مع الرجالة. الرجالة قربوا من البيت ووقفوا شوية بره بيخططوا.

القائد: ٢ يدخلوا من الناحية المهدومة، ٤ من الباب الرئيسي، ٤ من الباب الخلفي، و٢ يفضلوا واقفين بره عشان لو حاول يهرب. عايزين نحاصره حي.

القائد راح مع مجموعة الباب الرئيسي. زين كان سامع كله، راح ناحية الناحية المهدودة عشان يقابل الاتنين. وقف مستني، وأول ما دخلوا كان واقف جمبهم. واحد فيهم حاول يوجه السلاح عليه، زين بإيديه الاتنين مسك السلاح، ضرب التاني برجله في إيده وقع منه السلاح. ضربه تاني برجله تحت الحزام. حرّك إيده اللي ماسك بيها السلاح وضرب الأول بكف إيده في رقبته. مسك السلاح وسحبه من إيده، ضربه بضهر السلاح في وشه. بعدها ضرب التاني بكذا طلقة في صدره فوقع ميت. وضرب اللي أخد منه السلاح طلقتين في دماغه. خلص على الاتنين.

مجموعة الباب الرئيسي وصلوا وكسروا الباب، فتحوا عليه نار. زين دحرج على الأرض الطلق معداش فيه. لما قام ضرب كذا طلقة وقع اتنين. القائد واللي معاه استخبوا. زين جري ناحيتهم، هما طلعوا من الساتر يجهزوا يضربوه. زين نبطح مرة واحدة على الأرض، والطلق اللي ضربوه عدى من فوقه، وهو ضربهم وهما مكشوفين، وقعهم ميتين.

مجموعة الباب الخلفي دخلت. زين بسرعة دخل أوضة برجله. قبل ما يضربوا عليه، دخل بسرعة. هما جريوا عشان ياخدوا ساتر. زين خرج من الأوضة بسرعة وضرب اتنين منهم. الاتنين التانين فتحوا نار عليه، دخل جوه تاني بسرعة. واحد كان واخد ساتر يمين الباب وواحد شماله. زين من جوه كان شايف اللي على يمينه، صوب عليه ضربه طلقتين في رقبته ودماغه وقع. طلع بسرعة وضرب اللي على الشمال بكذا طلقة مات.

فضل اتنين اللي واقفين بره. زين نزل على ركبته مستخبي وبيكشفهم وهما مش شايفينه. ضرب عليهم كذا طلقة وقعهم. كده خلص على الكل. رمى السلاح، رجع لخالته وسما يتأكد من نبضهم، لسه ضعيف لكن عايشين. مش عارف يعمل إيه ومش قادر يشيلهم. طلع تليفونه اللي متبهدل وشاشته مكسورة بس شغال. كلم الإسعاف وبلغهم العنوان. بعد المكالمة طاقته خلصت، وقع فاقد الوعي جنبهم. الإسعاف وصلت بعد شوية، أخدتهم وبلغت الشرطة.

عند الجزار
ماركو برضه خلى رجالتُه يضربوا بيت الجزار بالصواريخ. الجزار مماتش، بس اتصاب جامد. بما إن الإحساس عنده ضعيف قدر يقف. جاب سلاحه. من الحتة المهدودة ظهر ناس شايلين سلاح جايين عليه.

الجزار: (بتعب) جيتوا لقضاكم.

وجه السلاح وضرب عليهم. كانوا ٨، وفي ٣ ثواني وقعوا كلهم. اللي حاول يضرب، اللي حاول يدرجح، اللي حاول يهرب. مفيش حد لحق يعمل حاجة. الجزار كان مركز، كل طلقة في راجل. بعد ما خلص عليهم، وقف شوية بس النزيف خلاه يدوخ، وقع فاقد الوعي. سكان المنطقة بلغوا الشرطة والإسعاف. الإسعاف خدت الجزار والجثث ومشيت.

عند اللواء عامر
آخر حاجة إنه خرج واخد طلقة في رقبته. أمن الفيلا جري عليه، حطوه في العربية، جريوا بيه على المستشفى. حور وأمها راحوا هناك. بس للأسف، إصابته كانت خطيرة ومات لما وصل.

عند زين
الإسعاف أخدته وأهله. اليوم عدى كده. زين كان فاقد الوعي. اتعالج، كان عنده كسور في رجله اليمين ودراعه الشمال وكدمات وضهره ووشه متبهدلين. حالته استقرت وصحي تاني يوم. أول ما صحي الممرضين نادوا على الدكتور.

الدكتور: (بابتسامة) حمد **** على السلامة. إصاباتك كتير بس عدت على خير، جسمك استحمل. كام يوم وهترجع زي الأول.

زين: (بتعب) الناس اللي معايا.. مراتي وخالتي.. هما فين؟ عاملين إيه؟

الدكتور: (الابتسامة راحت من على وشه، ساكت).

زين: (بخوف) قولي يا دكتور.. هما عاملين إيه دلوقتي؟ متقلقنيش.

الدكتور: (بتردد) أنا آسف للي هقولهولك.. بس لازم تعرف.

زين: (بخوف) قول يا دكتور.

الدكتور: (بحزن) مراتك إصابتها خفيفة، بس كانت حامل. للأسف الجنين نزل. وهي دلوقتي واخدة مهدئات ونايمة. خالتك حالتها صعبة جدًا. قلبها وقف كذا مرة في العمليات، قدرنا ننقذها بس دخلت في غيبوبة، حالتها مش مستقرة، وعندها حروق كبيرة في جسمها. بس متقلقش.. إن شاء **** خير.

زين: (مصدوم، مش بيرد).

الدكتور: (بحزن) أنا مقدر حالتك، بس متقلقش. هما هيبقوا كويسين. فيه ظابط واقف بره عايز يحقق معاك عشان يعرف اللي حصل، بس أنا هقوله إنك مش قادر تتكلم دلوقتي. (بيمشي).

زين: (بهدوء) أنا عايز تليفوني اللي كان معايا في الحادثة.

الدكتور: (مستغرب) ليه؟

زين: عايز أعمل مكالمة مهمة.

الدكتور: حاضر. هخليه يوصلك. بالنسبة للظابط، أجيبه يدخل؟

زين: دخّله، وبعد ما يطلع ابعت التليفون.

الدكتور: تمام.

الظابط دخل ومعاه المساعد. قعدوا قدام زين. سألوه كذا سؤال، زين جاوب ببرود. الظابط معرفش يوصل لحاجة. قام ومشي. بعدها الممرض جاب التليفون. زين فتحه، اتصل بعامر. حد رد وقاله إن اللواء عامر اتوفى. زين اتصدم. قفل، دماغه هتنفجر. اتصل بالجزار. حد رد وقاله إنه في المستشفى، إصابته تقيلة بس لسه عايش. زين فهم إنها تصفية جماعية. هو والجزار بس اللي طلعوا عايشين. زعل جدًا على اللواء عامر. رمى التليفون، قعد مصدوم. دخل في نوبة عياط هستيري. بعد شوية مسح دموعه، شال الغطا، قام بالعافية وخرج من الأوضة.

الممرضين جريوا عليه يرجعوه رفض. سألهم على أوضة سما وخالته. جابوا له كرسي بعجل. ودوه العناية المركزة. بص من ورا الإزاز على خالته، دموعه نزلت. اعتذرلها في سره. بعد كده راح أوضة سما. دخل وقعد جمبها من ناحية اليمين. كانت نايمة بسبب المهدئات. طلب من الممرضين يخرجوا. مسك إيدها وهو بيعيط.

زين: (بحزن ودموع) أنا آسف.. أنا السبب في كل اللي حصلك. يمكن لو مكنتش موجود حياتك كانت أحسن. حاولت أبعدكم عن مشاكلي، أعوضك عن أي حاجة وحشة حصلتلك ولخالتي.. بس مقدرتش. الحكاية طلعت أكبر مني. كنت فاكر الماضي مش مهم ويتنسي، بس طلع مبتنهاش. كان نفسي أعيش معاكي حياة هادية. كنت بأمل أخلص من مشاكلي. بس الماضي انتصر عليا وكسر ضهري. مش زعلان على نفسي.. أنا عمري نصه راح، عمري ما فرحت، اتعودت على الوحدة والحزن. اللي مكسّر قلبي إني معرفتش أحميكي.

(بيمسح دموعه) حقك عليا يا أغلى حاجة حصلتلي. إنتي اللي عرفتني معنى الفرحة. دخلتي حياتي في وقت ضلمة كحل، وإنتي كنتي النور. إنتي اللي خليتيني عايز أعيش. شكراً على كل حاجة عملتيها، وآسف على اللي حصلك بسببي.

(بيبوس إيدها ودماغها، ينده على الممرضين ياخدوه، يخرج من الأوضة).

بيروح للدكتور وبيصمم إنه يخرج والدكتور بيبقى رافض فكرة الخروج جدًا، بس زين بيمسك تليفونه وبيدخل على حساب بنكي من حساباته وبيسأل: "رقم حسابك إيه يا دكتور؟"، والدكتور بيستغرب، بس بيقوله، وزين بيحوّل على حساب الدكتور مبلغ كبير. وفي الآخر الدكتور لما بيلاقي الفلوس اتحولت بيضطر يوافق وبيكتب لزين على خروج.

وزين بيدفع لحد من اللي في المستشفى فلوس عشان يطلعلُه لبس وعكاز يعرف يخرج بيه، وبيبقى مستعجل يخرج قبل ما سما تفوق عشان مش قادر يوريها وشه. وبيحول على حساب المستشفى مبلغ كبير جدًا عشان يهتموا بسما وبخالته.

ولما اللبس والعكاز بيوصلوا، زين بيلبس وبيخرج بره المستشفى وبيروح على العنوان بتاع مستشفى اللواء عامر وبيعزي اللي موجودين هناك، ومبيبقاش حد طايقه، وبالذات حور اللي متأكدة إنه السبب في اللي حصل لأبوها بعد ما شافت الإصابات اللي عنده. هو بيفهم كده ومابيقدرش يتكلم.

وبيحضر الجنازة وبيعدي شهرين وزين بعيد عن كل حاجة، ومبيعرفش حاجة عن أهله لأنه خايف كمان يكون حصل لهم حاجة، ومش قادر يوري لهم وشه.

عودة من الفلاش باك للوقت الحالي

زين بيبقى واقف قدام المرايا وعمال يبص لنفسه، شايف شكله باين عليه الضعف، دقنه وشعره كبار وحالته متبهدلة خالص، لدرجة إنه استغرب نفسه واستغرب شكله، وبيتخيل إن نسخته في المرايا بتكلمه.

نسخة زين: (بقرف) أنا مش قادر أصدق إن ده زين! أنا حاسس إني واقف قدام واحد أول مرة أعرفه. فين زين البارد العنيد اللي مبدأه في الحياة مفيش حاجة مستحيلة بالنسبة لزين إلا الخسارة؟ فين زين اللي دايمًا شايف نفسه ملوش آخر؟

زين: (بسخرية) طلعت بكدب على نفسي. أنا بني آدم عادي، وأقل من العادي كمان. وبحس، مش بارد وضعيف، مش قوي. وفي حاجات كتير مستحيل أقدر أعملها، زي إني أحمي اللي حواليا. قدرتي طلعت محدودة أوي وجبت آخري.

النسخة: إنت لوحدك وصلت لحاجات محدش وصلها غيرك. إنت لوحدك قدرت توقف قصاد ناس وتعيّشهم في رعب. بلد كاملة متقدرش تعمل كده. وقضيت لوحدك على مافيا وعصابات غيرك كان يخاف يجيب اسمها بينه وبين نفسه. هو إنت نسيت نفسك؟ خلاص اليومين الحلوين اللي عشتهم نسوك إنت مريت بإيه؟ ولا عملت إيه؟ ولا الناس اللي وقعت وماتت على إيدك قد إيه؟ فوق يا زين، دور الضعيف اللي إنت عايشه ده مش دورك.

زين: بس أهلي اللي أنا معرفتش أحميهم؟ والناس اللي كانت بتساعدني؟ مش فشلي في حمايتهم ده اسمه ضعف؟

النسخة: يا ابني فوق. إنت فعلًا قدرت تحمي أهلك بدل المرة تلاتة: مرة من إياد اللي كان هيأذي بنت خالتك، ومرة من أبوه لما كان عايز يقتلهم، وآخر مرة لما البيت اتهد فوق دماغكم. والدليل إنك قدرت تحميهم إنهم لسه عايشين لحد دلوقتي. ولو مكنتش إنت موجود كانوا زمانهم ميتين من زمان. ده حتى عامر، إنت أنقذته أكتر من مرة. ولولاك المنظمة كانت خلصت عليه هو وعيلته من زمان. والجزار كده كده كان ماشي في الطريق الغلط، وإنت أنقذته لما وجهته للطريق الصح.

زين: بس كل اللي حصل لهم ده بسببي.

النسخة: إنت اللي بتوهم نفسك بكده. على فكرة، لو في ضحية بجد، الضحية دي هتبقى إنت. كل اللي إنت مريت بيه كان سببه أبوك اللي مشي في سكة هو مش قدها ودفع تمنها هو وأمك، وإنت لحد دلوقتي بتدفع التمن. والسبب اللي خلاه يدخل السكة دي هو عامر. وإنت بسببهم اتحطيت في مواقف مفيش حد يستحملها: اتهانت، واتزلت، واتبهدلت، وكنت بتشحت في الشوارع وبتتضرب. ولما بقيت قوي إيدك اتمليت بالدم. وكنت دايمًا شايل روحك على كفك. وفي الآخر، رغم إنك رجعت أنقذتهم كلهم وخليتهم من خسرانين لكسبانين، الكل مشيّلك الليلة وبيقول إنك السبب. لا، هما السبب. وإنت شلت كتير، كتير أوي. وجِه الوقت تفوق، وترجع زين بتاع زمان. زين اللي كان بيقتل جيش ومابيتهزلوش رمش. زين القوي، زين العنيد، اللي مبداه مفيش حاجة مستحيلة غير الخسارة. عشان النسخة اللي أنا شايفها قدامي دلوقتي هي نسخة زين الضعيف الجبان اللي كان بيتهان وبيتاخد حقه. زين اللي حبيبته ماتت قصاد عينه ومقدرش يعمل لها حاجة، وفضل يعيط زي العيال الصغيرة. زين الطفل خلاص ماعادش ينفع يبقى موجود. زين الطفل لازم يموت ويظهر مكانه زين القائد.

زين: (لما بيتخيل الكلام ده، في طاقة كبيرة بتتحول جواه. تعابير وشه كلها بتتحول للغضب. بيفتكر نفسه زمان لما كان قائد والكل بيعمله ألف حساب. بيفتكر الناس اللي قتلها من غير ذرة رحمة. شخصيته القديمة العنيفة رجعت تاني. وبقبضة إيده السليمة بيضرب المرايا، بيكسرها ٣٠٠ حتة. وبيروح على اللاب توب بتاعه اللي ما فتحهوش بقالي شهرين. بيفتحه وبيدخل على لينك الويب اللي هو صممه. ولما الويب بيفتح معاه، بيخش على برنامج معين، وبيجيب رقم اللواء عامر من على تليفونه وبيكتبه على البرنامج. والبرنامج تلقائي بيخترق نظام شركة الاتصالات وبيجيب كل البيانات والمعلومات عن عامر. وطبعا إنتوا عارفين إن زين عامل تطوير كبير للبرامج اللي عنده على الويب، وتطوير لسيرفرات الويب والخوارزميات. وكل ده بيخلي البرنامج تأثيره قوي جدًا على الأنظمة دي، ويقدر يخترقها بسهولة وكمان من غير ما يسيب أثر، لأن خوارزميات الأمان متطورة وعالية. المهم، زين لما بتظهر قدامه بيانات عامر مش بيهتم بكل ده، وبيشوف الأرقام اللي متسجلة على الشريحة. بيجيب رقم اللواء عادل ورقم حور. وبعد ما بيجيب الأرقام، بيقفل البرنامج وبيفتح برنامج تاني. بيدخل رقم عادل فيه. والبرنامج بيتصل بشريحة عادل وبيحمي الجهاز والشريحة من أي اختراقات، عشان لما يتكلم مع عادل المكالمة تبقى أمان. ولما اتأكد إن كده خلاص التليفون والشريحة بقوا متأمنين، مسك تليفونه واتصل على رقم عادل. وفي خلال ثواني، كان عادل رادد).

عادل: ألو.
زين: أنا زين. ودلوقتي أنا عايزك تتواصل مع المنظمة وتقولهم إنك موافق على طلبهم، وهتسلمهم الناس بعد ٣ أيام.
عادل: إنت مجنون يا زين! إنت عايزني…
زين: (بيقاطعه) اسمعني كويس في اللي هقوله. أي وقت زيادة حور هتقضيه هناك هيبقى خطر على حياتها. المنظمة أكيد بتتواصل معاك على لينك أو IP معين عشان يعرفوا ردك. أنا بقى عايزك توصلني لاسلكي بجهاز الكمبيوتر اللي بتتواصل معاهم عليه. وأنا هبقى مخترق جهازك وموجود في المحادثة. ومن جهازك هعرف أحلل الـ IP اللي بيكلموك منه وأخترقهم من غير ما يحسوا. ومن الـ IP هتتبع موقعهم وأوصلهم.
عادل: (بضيق) حاولنا نعمل اللي إنت بتقوله، بس هما بيستخدموا VPN متطور. والـ VPN ده بيخلينا مش عارفين نوصل للـ IP الحقيقي. ظاهر قدامنا أكتر من IP، وكل واحد موقعه مختلف عن التاني.
زين: اعمل اللي أنا بقولك عليه، وأنا هعرف أوصلهم.
عادل: (مستغرب) هو إنت غيرت رأيك وقررت ترجع ولا إيه؟
زين: مش وقته الكلام ده. خش اتواصل معاهم وقولهم اللي أنا قلتلك عليه.
عادل: بس اشمعنا يعني ٣ أيام؟
زين: هقولك بعدين.
عادل: (بقلة حيلة) مع إني مش واثق فيك المرادي، بس معنديش حل تاني غير إني أسمع كلامك.
زين: ماشي، يلا وصلني بالجهاز بتاعك لاسلكي.
عادل: ودي أعملها إزاي؟ هو مش لازم تكون قريب مني؟
زين: لا، مش لازم. أنا هبعتلك لينك على الواتس دلوقتي. واللينك ده عايزك تبعته على الجهاز وتوصله بالنت، وأنا هركب الجهاز وكده أبقى متوصل بيه.
عادل: تمام.

زين بيقفل مع عادل، وبيخش على برنامج في الويب. البرنامج ده بيصنع لينكات اختراق. بعد ما بيعمل اللينك، بياخده كوبي من غير ما يفتحه وبيبعتله لعادل. وعادل أول ما اللينك بيوصله، بيبعته على الجهاز اللي بيتواصلوا بيه مع المنظمة وبيفتحه. وكده الفيروس اخترق الجهاز، وزين يقدر يتحكم فيه. وده اللي كان مستنيه.

بيوصله إشعار إن الجهاز تحت سيطرته. والجهاز متوصل بالنت، وكده كل حاجة تمام. عادل بيخلي المهندس اللي قاعد على الجهاز يبعت رسالة للمنظمة. وزين شايف ده ومستني الـ IP اللي المنظمة بتتواصل عليه يبقى نشط عشان يعرف يحلله ويخترقه.

بعد شوية دقائق الـ IP بيبقى نشط، والمنظمة بترد على عادل. عادل بيبعتلهم نفس الكلام اللي زين قاله. المنظمة في الأول بتستفسر عن المدة، وعادل بيرد إنها عشان الإجراءات وعمال ما يخرجوا الشخصيات دي كلها من السجون هياخد شوية وقت. بعد مجادلة، المنظمة بتوافق.

وده اللي كان عاوزه زين: أول حاجة المنظمة توافق، وتاني حاجة المجادلة تفضل شغالة أطول فترة عشان الـ IP يفضل نشط. وزين يبدأ في اختراقه.

في الأول بيظهر كذا IP بمواقع مختلفة، وده بسبب الـ VPN. لكن زين بيفتح برنامج عنده بيعمل تشويش على الـ VPN. وبالفعل البرنامج بيشتغل. والـ VPN بيتعطل. وكل العناوين الوهمية بتختفي وبيظهر عنوان واحد بس، وهو الأصلي.

زين بيخترقه ويعرف اللينك بتاعه على الدارك ويب. بيفتحه، وبيتحكم في الموقع. أول حاجة بيعملها إنه يتتبع المكان اللي الموقع مفتوح منه. وفي ثواني بيعرف المكان: مستشفى على طريق صحراوي بعيد جدًا، تقريبًا مفيش حد بيعدي منه.

زين بيقفل الـ GPS وبيفتح جوجل. بيبحث عن المستشفى دي. بيعرف إنها مبنية من ١٠ سنين. كان في دكتور ناوي يعملها خيرية بس مات. عياله مكملوش. الحكومة مقدرتش تكمل لأنها كبيرة ومحتاجة أجهزة كتير. والمكان بعيد مش مربح. فالمستشفى اتقفلت وبقت مهجورة.

زين بيتأكد إن المعسكر اتنقل هناك. المكان مثالي: كبير، ياخد رجالة وأسلحة، مهجور، ومفيش حد يعدي. بعد ما عرف كل ده، قفل اللاب توب وبقى يفكر: "إزاي هقتحم المكان ده وأخد حور من غير ما أوقعها في خطر؟" شايف الموضوع صعب جدًا، بس زي ما قلت مفيش حاجة مستحيلة بالنسبة لزين.

أول قرار: لازم يرجع لياقته البدنية. قام من على الكرسي، رمى العكاز بعيد، وفضل يحاول يوقف من غير ما يختل توازنه لحد ما وقف. خلع الرباط اللي ماسك دراعه، وبإيده السليمة مسك في كتفه المخلوع وضغط عليه جامد وحركه يمين وشمال. بعدين رفع كتفه مرة واحدة، ورجع لمكانه. الألم كان فظيع، لدرجة إنه كان بيصرخ.

عمل نفس الكلام في رجله لحد ما بقت تمام. بدأ يحرك إيده ورجله عشان يتعود. نزل على الأرض، لعب ضغط. في الأول صعب، بس كمل. بعدين ضرب كيس الملاكمة، لسه ضعيف. طلع الشارع، يتمشى ويجري. صعب، لكنه حاول. رجع البيت، عمل عقلة بالعافية.

قعد يومين يحاول. في اليوم التالت، اللي المفروض يقتحم فيه، لياقته رجعت زي الأول. ضغط كويس، عقلة، ضربات سريعة، جري طبيعي، دمبل كويس. حلق شعره، ظبط دقنه، ورجع شكله زي الأول. خلاص بقى جاهز.

في اليوم ده، اللواء عادل اتصل بيه الصبح.
وزين رد…

زين: ألو.

عادل: (بقلق) النهارده اليوم الأخير للمهلة وأنا لحد دلوقتي مش عارف إنت ناوي على إيه وهنعمل إيه.

زين: أنا اللي هعمل كل حاجة. أنت المطلوب منك بس إنك تتواصل مع المنظمة وتقولهم إنك خلاص جهزت المساجين وهتسلمهم بكرة، واتفق معاهم على معاد تسليم المساجين. وحور كان مفيهاش أي حاجة وأنا هتصرف النهارده قبل المعاد.

عادل: مش فاهم يعني إنت عايزني أمشي وراك عمىًان من غير ما أبقى عارف أنا داخل على إيه؟ طيب افترض اللي إنت بتخطط له فشل، ساعتها يبقى إيه العمل؟

زين: (ببرود) ده اللي عندي، ولو مش عاجبك خلاص بقى اترحم على حور زي ما اترحمت على أبوها وأمها.

عادل: (بغضب) ماشي يا زين، بس حور لو حصلها حاجة أنا مش هر…

زين: (بيقفل السكة في وشه قبل ما يكمل الكلمة).

بعد ما بيقفل معاه، بيفتح اللاب توب وبيدخل على الدارك ويب، وبيخش على صفحة تاجر أسلحة ويشوف المتجر ويختار مسدسين معاهم مخازن إضافية وقناصة وسلاحين M4 معاهم مخازن إضافية، و٣ خناجر ودرعين مستوى عالي وقنابل يدوية. بيتفق مع التاجر على استلامهم كمان ساعتين وبعد كده بيدفع نص الفلوس. بعد ساعة بيلبس هدومه وبيروح المكان اللي هيسلم منه السلاح، ويجهز الشنطة وياخد عربيته. بعد نص ساعة يوصل، يستلم الحاجة من الراجل، يدفعه الباقي، يحط السلاح في الشنطة ويرجع البيت ويقعد يفكر إمتى هيهجم وإزاي. بعد كده بيطلع تليفونه ويتصل بالجزار والجزار بيرد على طول.

الجزار: أنا قلت إنك تستنّى ومش هتتصل بيا تاني، وكنت فقدت الأمل يسطا.

زين: اجهز عشان عندنا طلعة.

الجزار: أوباااااا حلو ده يا باشا، أنا جاهز من دلوقتي. اديني السلاح وعد الجثث.

زين: خلي بالك، المشوار اللي إحنا رايحين عليه ده غير أي مشوار روحناه قبل كده. إحنا هنروح بطولنا وهنواجه جيش كامل، ولو غلطنا غلطه هتبقى بموتنا.

الجزار: إنت عارف يسطا إني مش بعتمد أسماء. ومعنى إن إحنا هنروح المشوار ده يبقى هيبقى في جثث كتير. أنا بقى ليه نفسي أطلع مشوار زي ده، عايز أغرق إيدي ددمم.

زين: أشطا—حلو الحماس ده. بس أنا عايزك تبقى جزار النهارده بمعنى الكلمة، زي اسمك.

الجزار: متقلقش يا زين، قولي بس الطلعة إمتى؟

زين: النهارده بليل. هبعتلك لوكيشن، هتيجي هتلاقيني مستنيك، هاخدك ونروح على المكان والسلاح وكل حاجة معايا.

الجزار: حلو، هستناك. تبعتلي.

زين: (بيقفل معاه).

بعد كذا ساعة والدنيا بتبقى ليل — وده أنسب وقت عشان يتحركوا — زين بيبعت للجزار لوكيشن، وبيجهز ويخرج بالعربية، يوصل المكان اللي قاله للجزار والجزار واقف مستنيه ويركب معاه.

الجزار: إيه الطلعة اللي إحنا طالعينها بقى؟

زين: هنروح المعسكر بتاع المنظمة الجديد.

الجزار: إيه ده؟ هما مش اتمسكو كلهم ومبقاش ليهم أثر في مصر أصلاً؟

زين: آه بقى ده إنت فايتك كتير ومفيش وقت أشرحلك.

الجزار: طيب هنروح هناك نعمل إيه؟

زين: (بزهق) أكيد مش هنروح نسلم عليهم يعني يسطا، هنروح نخلص عليهم.

الجزار: (بسخرية) وإنتَ مالك كده يسطا؟ محسسني إنك رايح تتعارك مع شوية عيال بمسدسات خرز.

زين: (بيضحك) لا، وخد التقيلة بقى—إحنا رايحين ننقذ رهينة من هناك.

الجزار: (بسخرية) اهااااا، دي حلوة أوي.

زين: يسطا، خايف ولا إيه؟ إنت كنت لسه بتقولي إنك عايز طلعة تقيلة واديك سلاح وعد الجثث—إنت جيبت ورا كده ليه؟

الجزار: يسطا ما جيبتش ورا ولا حاجة، بس إنت عارف المعسكر ده هيبقى فيه كام واحد؟ ده إحنا حرفيًا هنقابل جيش. وكمان في رهينة هننقذها—الموضوع شبه انتحار. طيب ما بالغتش؟ إنت مش بتقول حليت مشاكلك مع الحكومة، ما تبلّغ عن المكان وتسيبهم هم يقتحمو؟

زين: يا غبي افهم، إحنا لو وجهناهم مواجهة مباشرة هنتفشخ والرهينة اللي جوا هتبقى في خطر. يا إما ياخدوها ويهربو بيها، يا إما يقتلو القوة اللي جاية تقتحم ويقتلوها هي كمان. الشرطة والقوات الخاصة مش هتعرف تعمل معاهم حاجة، أكيد معاهم أسلحة حديثة والمكان هتبقى مأمّنه. مفيش حل قدام الشرطة غير إنها تضرب المكان بالصواريخ أو تدخل بدبابات، والشرطة عمرها ما هتعمل كده طول ما الرهينة موجودة. يعني المواجهة هتبقى خسرانة خسرانة.

الجزار: أمممم، وإنت بقى فاكر إن إحنا الاتنين هنقدر نخش مواجهة معاهم وهما معاهم أسلحة ورجالة أكتر مننا بكتير، وواقفين في مكان مخليهم محصنين وكاشفين اللي قدامهم؟ إحنا هنتدلع ومن كتر ما هنتخرم هنبقى شبه المصفاة.

زين: يبَني، ما إحنا لو دخلنا مواجهة مباشرة معاهم هنتفشخ، وهيتعمل علينا حفلة فعلاً، بس إحنا هنغفلهم يا أهبل.

الجزار: إزاي؟

زين: إزاي بقى هقولك لما نروح هناك وأفحص المكان وأشوف دنيته ساعتها هحط الخطة.

الجزار: ماشي، لما نشوف آخرتها.

الاتنين بيلتزمو الصمت لحد ما يوصلوا للمكان اللي فيه المستشفى. زين بيركن قبل المكان ده بكتير عشان الرجالة متاخدش بالها ولا حد يكشفهم، ولأن الدنيا صحراء يبقوا شايفين المستشفى وهي بعيدة عادي، لكن الجزار شايفها بصعوبة ومستغرب زين ليه ركن في الحتة دي.

الجزار: انت ركنت هنا ليه يسطا؟ فين المكان؟

زين: المعسكر موجود في المستشفى اللي هناك دي.

الجزار: (بيبوص على المستشفى ويركز) يسطا، بس دي بعيدة قوي. هنفحص المكان إزاي؟

زين: اتقل، خد حاجة نضيفة.

زين يفتح شنطة العربية وتبقى فيها الأسلحة ومنظار عشان يشوف المستشفى من بعيد. ينادي على الجزار ويخليه يلبس الدرع ويجهز نفسه، وهو بياخد المنظار ويحطه على عينه ويبص على المستشفى. نظره قوي جدًا وبيتحرك ناحية اليمين والشمال وهو ماسك المنظار عشان يكشف جوانب المستشفى كلها. خلال خمس دقايق كان كشف كل الجوانب الخارجية وعرف عدد اللي واقفين وقد إيه وأيه أكتر حتة مش متأمنة، وبعد ما عرف كل ده رجع للجزار اللي كان خلاص بقى جاهز.

الجزار: إيه يسطا، فحصت المكان؟

زين: أيوة. المستشفى من قدام، على الباب الأمامي فيه ١٢ واحد مسلحين بـAK وواقفِين في الشبابيك بيأمنوا من فوق، حوالي ٤ من الجنب اليمين فوق، وفي اليمين تحت ٢ واقفين، وفي أوض جنب بعض في الشبابيك بيأمنوا من فوق ٢، وفي الجنب الشمال واقف ٨ من تحت و٤ من فوق في الشبابيك. ومن الخلف معرفش واقف قد إيه.

الجزار: كده أكتر مكان مناسب إن إحنا نهجم منه هو اليمين عشان ده أكتر مكان التأمين فيه قليل.

زين: أيوة وكمان مساحته ضيقة.

الجزار: طيب ونبدأ إزاي؟

زين: اسمع، الخطة هتبقى كالآتي: أنا ههجم من الناحية اليمين وهضرب الاتنين اللي واقفين فوق بالقناصة من بعيد. ولما أقرب من المكان هضرب الاتنين اللي تحت بالمسدس، وأنا مركب كاتم صوت. بعد ما أخلص عليهم هرمي حبل أنا جايبه معايا على شباك في الدور التالت اللي شايفه فاضي وهدخل في الأوضة دي وأدور على الرهينة، وهتحرك بيها لحد ما أنزل الدور الأرضي. ساعتها أنا هديك الإشارة وإنت هتدخل تأمّنلي الدور الأرضي وناخد الرهينة ونخرج.

الجزار: إنت عايز تفهمني إنك هتدخل المكان ده لوحدك وهتنقذ الرهينة وهتقدر على كل دول؟ يسطا مش هينفع، أنا لازم أجي معاك.

زين: لا يسطا، الأفضل إن أنا أخش لوحدي واتمشى في الدور خفيف خفيف وأغفلهم وأقتلهم حبة حبة لحد ما أنزل الأرضي. ساعتها المهمة هتبقى اتسهّلت أكتر.

الجزار: إنت متأكد من اللي بتقوله ده؟

زين: متأكد ومفيش حل تاني.

الجزار: طيب، اللي تشوفه.

زين: (بيروح على العربية وبيجيب منها اتنين لاسلكي واللاب توب، وبيروح ناحية الجزار وبيديله اللاسلكي) اسمع يسطا، اللاسلكي ده أنا هتواصل معاك وأنا جوة، لأني هعمل تشويش على أي جهاز هناك ومش هيبقى في جهازين شغالين غير دول. عايزك تتمركز قريب عشان لما أديك الإشارة تدخل على طول.

الجزار: خلاص يا صاحبي، هستنى إشارتك.

زين بيفتح اللاب توب وبيخش على السيستم بتاع الأجهزة اللي في المستشفى ويعمل تعطيل للتليفونات وأي جهاز موجود — الكاميرات هتتعطل كمان — وده عشان يعزلهم في المكان وما يطلبوش دعم ويتحرك في المستشفى براحة. بعد ما يعمل كده بياخد سلاح القناصة والمسدسين والخناجر وبيسيب باقي الأسلحة للجزار، وبيتحرك من ناحية اليمين على المستشفى. يفضل ماشي شوية لحد ما يقرب، بعد كده بينزل القناصة على الأرض ويظبّطها، وينام على الأرض ويصوب القناصة ناحية الاتنين اللي واقفين فوق ويجيبهم في ثواني من غير ما حد ياخد باله. بعد كده بيسيب القناصة ويجهز المسدس ويحط فيه كاتم صوت ويتحرك أكتر. أول ما يوصل للاتنين اللي تحت، هما قبل ما يضربوا عليه نار، هو يضرب كل واحد طلقة في دماغه. وكان فيه واحد قريب منهم لاحظ اللي حصل، لكن زين لمحه وخطبه بطلقة في نص دماغه وقعه.

ما ضيعش وقت، طلع الحبل من الشنطة ورمى الحبل على شباك في الدور التالت. لما الحبل اتشابك في الشباك، زين بدأ يتسلق حيط المبنى لحد ما وصل للدور التالت بسرعة ونط جوه الأوضة وسحب الحبل. قبل ما يطلع كان دارى التلاتة اللي قتلهم تحت عشان محدش ياخد باله. بعد ما دخل جوه، الاوضة مكانها مكنتش فيها حد ومن حسن الحظ كانت فاضية خالص بس ماكنتش كبيرة. زين راح يطلع من الاوضة لقى إنها على ممر ضيق وموجود على يمين الباب بتاعها أربع رجالة وعلى شمال الباب أربعة زيهم، والأربعة مديين ضهرهم لبعض. وده سهّل الموضوع على زين لأن محدش شايفه وهيعرف يفاجئهم — وده اللي حصل فعلاً.

زين طلع خنجر من اللي معاه وطرحه في رقبة واحد من اللي على يمينه، وفي ثانية ضرب التلاتة اللي فاضلين ووقعهم. ومن غير ما يضيع وقت لَف جسمه ناحية الشمال وطلع برة الاوضة. الأربعة خدوا بالهم منه بس محدش لحق يعمل حاجة. زين ضرب اتنين منهم طلقتين في نص دماغهم وبسرعة نط برجله واندفع ناحية واحد من الاتنين اللي قدامه ومسك ايده اللي فيها السلاح قبل ما يضرب. التاني كان واقف جنب زين؛ زين ضربه شلوط جانبي في وشه ووقعه، والمسدس كان لسه في ايده؛ ضرب اللي هو مكتوف ايده طلقة في دماغه، وضرب اللي واقع على الأرض طلقة في دماغه قبل ما يقوم. وكده خلّص على التمانية.

فكر يمشي شمال ولا يمشي يمين، ولما حسبها في دماغه لقى لازم يتحرك ناحية الشمال، لأنه على حسب مساحة المستشفى لو فضل مكمل يمين هيلاقي قدامه حيطة سد. اتحرك وهو ماسك المسدس واخد حذرَه. الطرقة الأولى في الطريق كانت فاضية، واضح إن الدور ده قليل الحراسة. فتح أوض ومالقاش حد، وتوقع إن حور هتبقى موجودة في الدور التاني. رجع الأوضة اللي جاى منها، واخد الحبل معاه، ودخل أوضة في الدور ونزله على الدور التاني من ناحية الشمال على أوضة مفيش حد واقف في الشباك بتاعها. شبّك الحبل في الشباك ونزل لحد الشباك اللي تحت. لقى اتنين واقفين جوا الأوضة، لكن قبل ما ياخدوا بالهم منه ضرب الاتنين كل واحد طلقة في دماغه ودخل الاوضة ولقى إنها مطبخ ومساحتها كبيرة شوية وفيها أنابيب غاز.

ساعتها شغّل دماغه وجتله فكرة — راح فتح أنابيب الغاز كلها على الآخر عشان الغاز ينتشر في الدور. وفي اللحظة دي كذا واحد دخلوا عليه، والعدد كان كبير ولسه هيضربوا عليه نار. زين شالهم على أنابيب الغاز والريحة.

زين: (بابتسامة) لو طلقة تضربنا هنزعل كلنا.

ساعتها كلهم رمو الأسلحة وزين رمى المسدس بتاعه، وكلهم طلعوا خناجر من معاهم وجهزوا يهاجموا زين. زين واقف بين ترابيزتين جمب بعض، بيطلع خنجر من اللي معاه. أول واحد هجم عليه حاول يضربه في وشه، لكن زين بيسحب وشه لورا، وبعد كده يمسك الراجل من دماغه ويخبط راسه في الترابيزتين ويطعنه بالخنجر في رقبته. واحد تاني جاي عليه ضربه بالرجل في صدره وبعده، واحد تالت حاول يضربه لكن زين بينط فوق الترابيزة وبيروح ناحية تانية، ويحدف اللي كان جاي يضربه بطبق كان موجود على الترابيزة. الرابع حدف السكينة ناحية زين، بس زين بيتفاداها وبتمر جنب رقبته. اتنين هجمو على زين، زين بيدور بجسمه ويضرب الأول بكعب رجله في وشه، والتاني بيوطي بجسمه لتحت وبيطعنه في بطنه، والتالت جاي زين يمسك يده اللي فيها السكينة وبعدين يطعنه في رقبته ويلقيه على واحد كان جاي من الناحية اليمين. واحد كان جاي من ناحية الشمال حاول يدبح زين، لكن زين رجع واتفاداها، والراجل حاول يعور زين كذا مرة، لكن زين راوغ وفي الآخر مسك ايده وطعنه كذا طعنة في جنبه. كده خلاص فاضل 2 كانوا جايين عليه، زين جري نحيتهما وطعن أول واحد في وجهه وبسرعة نط وفوق وطعن التاني في رقبته، وكده خلّص على كل اللي في الاوضة.

كان في واحد سابع خاف يهجم وطلع برة الاوضة وجري، زين طلع وراه ورمى الخنجر عليه وخلاه يرشق في ضهره ومات على طول. زين راح نحته وشده على جنبه عشان محدش يشوفه. كل ده زين بيتعامل براحة لأنه الكاميرات متعطلة، ومحدش من اللي بيتعلم عليهم يعرف يبلغ زمايله لأن اللاسلكي متعطل.

زين فضل ماشي في المستشفى واخد حذره ويدور في الأوض على حور لحد ما يفتح أوضة ويلقاها قاعدة ضمة رجليها لحد دقنها وبتترعش وباين عليها الخوف قد إيه. ساعتها زين راح نحيتها وبيلمسها من كتفها وهي بتتخض وعايزة تصرخ، لكن هو بيكتم صوتها.

زين: (بيطبطب عليها وبيتكلم بهدوء) متخفيش يا حور أنا زين وجاي أخرجك من هنا متصرخيش. (بيشيل إيده من على بوقها)

حور: (بتعيط جامد وبتتكلم بالعافية) قتلوا أمي وأبويا، وهيقتلوني أنا. مش عارفة أعمل إيه.

زين: متخافيش يا حور، حق أبوكي وأمك هيرجع، وإنتي معايا وهتبقي في أمان. يلا بينا نخرج من هنا.

وزين بيقومها وبيخليها تبقى وراه وبيطلع برة الأوضة، وبيفضل ماشي بيها. وبيبقى في مجموعة كبيرة شمت ريحة الغاز وجت تشوف في إيه، وشافوا زين وهو خارج بحور. وطبعا محدش قدر يضرب عليه نار، وكلهم رموا الأسلحة وطلعوا السكاكين. وزين طلع الخنجر التاني اللي معاه وبقى ماسك خنجرين في إيده ومخلي حور ورا ضهره، وبيهجم هو والمجموعة على بعض.

وأول اتنين جمب بعض، بالايد اليمين ضرب اللي على يمينه بالخنجر في رقبته، واللي على الشمال بإيده الشمال بالخنجر في زوره. وبيجي التالت عشان يهجم عليه من جنبه بس زين بيرزعه شلوط جانبي في وشه بيوقعه على الأرض. وبيعمل دوران بجسمه وبيضرب الرابع بكعب رجله في وشه. والخامس بيخش عليه، بيحاول يدبحه بس زين بيراوغ السكينة كذا مرة وبيعرف يتفاداها وبيطعنه في كتفه بالشمال وباليمين في زوره. وبيضرب السادس اللي جاي على شماله بالرجل في صدره، وبيضرب السابع اللي جاي على يمينه برجله في ركبته من ورا بيوقعه على الأرض وبيطعنه في رقبته.

والأربعة اللي اتضربوا بالرجل بيقوموا من على الأرض: اتنين قدامه واتنين وراه. بيوطي وبيضرب اللي على اليمين بالخنجر في ركبته، واللي على الشمال في نفس اللحظة بالخنجر التاني في جنبه. وبعد كده بيضرب المضروب في ركبته طعنة في رقبته، وبيلف بسرعة وبيحدف الخنجر على واحد من اللي وراه بيرشق في رقبته. وبالخنجر التاني بيطعن آخر واحد كذا طعنة في بطنه لحد ما بيقتله.

بعدها بيسحب الخنجر من رقبة اللي قتله وبياخد حور ورا ضهره وبيمشي بيها. وبيدخل ممر ضيق، وده بيبقى آخر الدور ولازم يعديه علشان ينزل تحت. وللأسف الممر ده بيبقى طويل شوية، وزين بيفضل ماشي فيه.

وبيلاقي واحد طالع يجري وجاي نحيته، وزين بيحدف خنجر من اللي معاه بيرشق في صدره. وبيبقى فيه اتنين كمان طلعوا وجايين نحية زين. زين بيجري عليهم، وأول واحد بيحاول يجرحه في رقبته وصدره، بس زين بيرجع لورا وبيراوغه وبيضربه بالرجل في ركبته من ورا بيوقعه. وبعد كده بيخبط راسه في حيطة الممر.

والتاني حاول يطعن زين في رقبته، بس زين مسك إيده قبل ما السكينة توصل لرقبته، وبيطعنه كذا طعنة في بطنه لحد ما بيموت. وكان في واحد تالت طلع وعدى من زين وكان رايح على حور، بس زين مسكه وطعنه في ضهره كذا مرة لحد ما مات. وطعن اللي كانت راسه مخبوطة في الحيطة في رقبته قبل ما يقوم.

بيروح بيسحب الخنجر من صدر اللي قتله وبيخلي حور تمشي وراه، وبيفضل ماشي لحد آخر الممر. وبيقابله واحد، بس زين بيوطي بسرعة وبيطعنه بخنجر في فخده وبالتاني في جنبه بيخلص عليه.

وفي نهاية الممر بيلاقي طريق شمال آخرته سد، وطريق يمين آخرته سد، بس جنبه على اليمين في سلم. وزين طبعا بيمشي على يمينه وبيلاقي واحد طلع وجاي ناحيته، قام حادف عليه الخنجر رشق في صدره قتله. وبيفضل مكمل لحد ما بيقرب للسلم، بس بيسمع صوت خطوات طالعة على السلم.

ساعتها بيمشي جنب الحيطة، ولما بيوصل لنهاية الممر بيفضل واقف جنب الحيطة مستني اللي طالع يطلع. ولما طلع، زين طعنه على طول طعنة في رجله وطعنة في رقبته. وساعتها زين رمى الخناجر من إيده وطلع المسدس، ورمى الخزنة القديمة وطلع الخزنة الإضافية وظبطه. وطلع اللاسلكي وقال للجزار إنه يهجم على الدور الأرضي.

وبيخلي حور تستناه في الممر، وهو بينزل الدور الأول. والغاز ما بيبقاش واصل لتحت. وزين بالمسدس بيفضل يقتل فيهم لحد ما بينضف الدور كله. وبيسمع ضرب النار شغال في الدور الأرضي.

وبيطلع ياخد حور وبيتحركوا على الدور الأرضي. وتحت الجزار بيبقى عامل الواجب وزيادة، وعمال ما زين نزل كان الجزار خلص على الدور الأرضي كله. وزين نزل وأخد حور وخلاها تطلع برة المستشفى.

وكان في كذا واحد واقفين على البوابة الخلفية جم على صوت ضرب النار، وزين أخد سلاح الـ M4 التاني وفضل يتعامل هو والجزار معاهم لحد ما خلصوا عليهم كلهم. وزين بيطلع برة المستشفى هو والجزار، وبياخد قنبلة من اللي مع الجزار وبيحدفها على شباك في الدور التاني. وبيبعد هو والجزار وحور عن المستشفى، ولأن طبعا الدور التاني كان فيه غاز، بيحصل انفجار كبير لما القنبلة بتنفجر والمستشفى كلها بتتدمر.

وهما بيروحوا على العربية وبيركبوها ويمشوا. وبيطلعوا على المستشفى اللي خالة زين موجودة فيها عشان يطمنوا على حور وبالمرة يطمن على خالته.

ولما بيوصلوا المستشفى، حور بتروح على قسم الطوارئ والجزار بيروح معاها. وزين بيروح يسأل على خالته وبيعرف إنها لسه في العناية المركزة. وبيطلع للدور اللي فيه العناية، وبيوصل لحد العناية.

وهناك بيتمسمر مكانه لما بيشوف سما قاعدة برة جنب الأوضة. ساعتها زين لما بيشوفها بيبقى جواه كذا إحساس في بعض: بيبقى مبسوط أوي إنه شافها، بس في نفس الوقت خايف ومش قادر يروح يكلمها. وبتبقى وحشاه لدرجة إنه عايز يروح ياخدها في حضنه، بس خايف من رد فعلها.

والنتيجة إنه بيفضل واقف مكانه باصص عليها ومش عارف يعمل إيه. وهي بتفضل تبص عليه، وبيبقى باين على وشها الحزن ودموعها بتنزل أول ما بتشوفه، بس مش بتتكلم. بتفضل تدمع من غير صوت. وهو بيفضل باصص عليها وقلبه بيتعصر عشان عارف إن دموعها نازلة بسببه.

وبيفتكر وعده ليها لما قالها إنه هيفضل جنبها وهيحميها، وهو حتى ما وقفش جنبها. كان حاسس بالخزلان أوي من نفسه، وبيأنب نفسه على اللي عمله. وهي بتنزل عينيها من عليه وبتحطها في الأرض ومش بتتكلم.

ساعتها زين بيتأكد إنها مش طايقاه، وبياخد بعضه وبيمشي من غير ما يتكلم معاها ولا كلمة، مع إنه كان هيموت يسمع صوتها وياخدها في حضنه ويقولها "وحشتيني". بس للأسف الإنسان بيندم متأخر أوي.

يمكن لو كان فضل جنبها وما بعدش، كانت سامحته ووقفت في صفه على طول وقالتله إن اللي حصل ده مش ذنبه. بس هو كان غبي وسابها في أكتر وقت هي محتاجة فيه.

وبيروح يقعد في حتة بعيد لوحده، وبيحط إيده على راسه وبيحط راسه في الأرض، وبيفضل يفتكر اللحظات الحلوة اللي بينه وبين سما وبيعيط من غير صوت.

تعالى بقى نسيب زين شوية ونرجع فلاش باك من شهرين وقت اللي حصل بس من منظور ماركو.
ماركو بعد ما ضرب بيت زين بالصواريخ، اتصل بالباشا وبلغه وقاله إنهم مخترقين، وقاله إنه قتل زين. وبعد كده بيقفل مع الباشا وبيروح على المطار، وبيبقى حاجز تذكرة عودة لوحده، والطيارة بتروح على الولايات المتحدة، ودي البلد اللي عايش فيها الباشا زي ما عرفنا في قصة استنساخ.

المهم بقى لما بيوصل الفيلا اللي الباشا قاعد فيها، بيدخل جوه وبيبقى مبلغ الباشا إنه جاي، والباشا مستنيه. المهم بيقعد قدامه، والباشا بيبقى واضح إنه مبسوط.

الباشا: (بحماس) ها زين مات؟

ماركو: أيوة خلصت عليه، وخليت رجالتي هناك يتأكدوا من موته، وهيوصلوا النهارده بليل يبلغوني التأكيد.

الباشا: طيب ما تتصل بيهم وتتأكد دلوقتي؟

ماركو: مش هينفع، عشان زي ما قولتلك إحنا مخترقين، والخوادم والسيرفرات اللي بنتواصل مع بعض عليها متراقبة.

الباشا: مستحيل اللي إنت بتقوله ده يكون حقيقي! السيرفرات والخوادم دي متأمنة تأمين عالي، وأحسن المهندسين مشرفين عليها.

ماركو: (بزهق) هو إنت ما سألتش نفسك بجد هو زين كان بيعرف أماكن حكام القارات منين؟ ولا الصفقات اللي باظت دي هو عرف معلوماتها ومواعيدها منين؟ ده كان بيتحرك كأنه عارف معلومات أكتر منكم إنتو شخصيًا. واللي يأكد على الكلام ده حسابات البنوك والبيتكوين اللي كانت بتتسرق.

الباشا: (بيفكر شوية وبيستوعب كلام ماركو) يا ابن الكلب يا زين، بقى إنت تعمل كل ده وتلففنا حوالين نفسنا كده؟

ماركو: (بغرور) ده عشان إنتو شوية أغبية، محدش فيكم بيفكر يشغل دماغه. وأديك شايف، أنا أول ما اتدخلت خلصت على زين بكل سهولة.

الباشا: طيب يا عم الذكي، طالما زين مات يبقى إحنا خلاص ما عدناش مخترقين.

ماركو: (بزهق) مش بقولك إنتو شوية أغبية؟! وإنت إيش ضمنك إن زين بس هو اللي مخترق الخوادم؟ مش يمكن شفرة الخوادم بقت مع المخابرات كمان؟ ولا إنت ناسي إن كان في تعاون بين زين والمخابرات؟

الباشا: (بضيق) طيب تفتكر إيه الحل؟

ماركو: الحل معروف، الخوادم والسيرفرات لازم تتغير كلها، والويب يتقفل ويتعمل ويب غيره. غير كده هيبقى ضهرنا مكشوف، واستحمل بقى الضرب اللي هينزل على دماغنا.

الباشا: الكلام اللي إنت بتقوله ده هياخد وقت كبير جدًا، مش أقل من سنة، عمال ما نعمل خوادم وأكواد وخوارزميات جديدة. ده غير برمجة الويب والمواقع والـ LP اللي عليه، وقفل الويب القديم والإعلان عن الويب الجديد. كل ده هياخد وقت.

ماركو: دي بتاعتك إنت بقى اتصرف فيها، المهم الويب يتغير.

الباشا: (باقتناع) تمام... المهم صح، إنت ما قلتليش، إنت قتلت زين إزاي؟

ماركو: أنا ما قتلتش زين بس، على فكرة أنا عملت تصفية جماعية لزين وكل اللي بيساعدوه.

الباشا: (بفرحة) طيب تمام، قتلت زين إزاي بقى؟

ماركو: ضربت البيت اللي عايش فيه بالصواريخ الـ RPG.

الباشا: (بصدمة) هو مش حاليًا متجوز من بنت خالته؟ وهي أكيد عايشة معاه في البيت؟

ماركو: أيوة، وعلى فكرة خالته كمان جت تعيش معاهم.

الباشا: (الصدمة والتوتر بيبانوا على وشه) إنت ضربت البيت وهما موجودين فيه؟

ماركو: أيوة.

الباشا: ......... (يتبع)

ولحد هنا الجزء بيكون خلص واسف على تاخير الجزء كل المدة دي بس غصب عني مكنش عندي وقت اكتب وكنت بخلص حوارات شغل وبقدم في الكلية بس وعد هعوضكم عن التاخير ده بسلسلة اقل جزء فيها هيبقي بمقام جزئين من اي جزء انا كتبته قبل كده جزء بمقام سلسلتين يعني وبشكر الناس اللي بتدعمني وبتعلق على الأجزاء السلسلتين اللي فاتو نجحو بفضل **** وبفضل دعمكم اتمنو انكم توقفو جنبي وتدعموني في السلسلة دي لان هيبقي فيها مجهود مش طبيعي ومراهن على موهبتي كلها فيها وتفاصيل كتير هتوضح وهتظهر ومنتظر ان السلسلة دي تحقق نجاح اكبر من السلسلتين اللي فاتو والاجزاء ان شاء **** هيبقي كل ١٠ ايام جزء جديد وياريت اللي يقرا الجزء ينورني بتعليقه سواء كان سلبي او ايجابي التعليقات بتدعمني جدا وبتشجعني اني اكمل وانزل في المعاد وبس كده سلام 👋
 
أعلى أسفل