مكتملة بتحب واحد واتجوزت اخوه

جدو سامى 🕊️ 𓁈

كبير الإداريين
إدارة ميلفات
كبير الإداريين
حكمدار صور
كاتب حصري
كاتب برنس
ملك الحصريات
أوسكار ميلفات
مستر ميلفاوي
ميلفاوي أكسلانس
ميلفاوي واكل الجو
ميلفاوي كاريزما
ميلفاوي حكيم
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
ميلفاوي حريف سكس
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
شاعر ميلفات
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
ملك الصور
ناقد قصصي
فضفضاوي أسطورة
كوماندا الحصريات
ميلفاوي مثقف
ناشر عدد
ميلفاوي علي قديمو
ميلفاوي متفاعل
كاتب مميز
كاتب خبير
إنضم
20 يوليو 2023
المشاركات
10,359
مستوى التفاعل
3,256
النقاط
62
نقاط
37,958
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
عاشا قصة حب قويه وحدث تنازلات بينهما اثناء فترة الحب وعشقته وتمنته زوجا وهو ايضا سلوى خريجة الاداب عندها 29 سنه بتشتغل فى مكتبه توضدت علاقتها بمصطفى خريج كلية الزراعه حبوا بعض واتقابلوا كتير وخلعت ملابسها وعبث بجسمها كثيرا ووعدها بالتقدم لطلب يدها وكان صادقا مصطفى له اخ اسمه مجدى راح المكتبه مره شاف سلوى عجبته فاتحها فى التقدم لها هى لم تعرف انهم خوات ومجدى لم يعرف ان لها علاقه باخيه مصطفى مجدى صارحها برغبته وحيث ان سنها ليس صغيرا وهى تحب مجدى فهى فى حيره اخبرت حبيبها ان ناس بيتقدوا لها واعطته مهله لكنه لم يتقدم ..غضب الحبيب وسافر للخارج وتزوجت سلوى مجدى فى شقه مستقله





الفصل الأول: شرارة الحب بين سلوى ومصطفى

في صباح مشمس من أيام الربيع في القاهرة، كانت المكتبة الصغيرة في حي شعبي تعج بالهدوء المريح، حيث تتسلل أشعة الشمس عبر النوافذ الزجاجية لتضيء رفوف الكتب المتراصة. خلف مكتب الاستقبال، وقفت سلوى، ابنة التاسعة والعشرين، خريجة كلية الآداب، بفستانها الأزرق البسيط الذي يعانق جسدها النحيل بلطف. شعرها الأسود الطويل ينسدل على كتفيها كشلال هادئ، وعيناها اللامعتان تعكسان روح الجوزاء المزدوجة: مرحة وحيوية في لحظة، وحالمة وقلقة في أخرى. كانت سلوى تملك تلك القدرة الساحرة على جذب الناس بابتسامتها الدافئة، لكن قلبها كان يحمل قلقًا خفيًا، قلق السنوات التي تمر والمستقبل الذي يبدو غامضًا.

كانت ترتب كتابًا قديمًا لنزار قباني عندما فتح الباب ودخل مصطفى. في الثانية والثلاثين من عمره، خريج كلية الزراعة، كان رجلاً يحمل جاذبية هادئة. قميصه الأبيض المكوي بعناية يعكس طباع برج العذراء المنظمة، وبشرته القمحية وعيناه العميقتان كانتا تحملان قصصًا لم تُروَ بعد. اقترب من الرفوف، يتفحص الكتب بنظرات متأنية، كأنه يبحث عن كنز مخفي. لاحظت سلوى تردده، فتقدمت نحوه بنبرة ودودة:
"تبحث عن شيء معين؟"
نظر إليها، وابتسامة خجولة ارتسمت على وجهه. "كتاب عن الزراعة العضوية... بس لو فيه قصص حلوة، ممكن أغير رأيي."
ضحكت سلوى، وكأن روح الجوزاء المرحة استيقظت فجأة. "الزراعة والقصص؟ مزيج غريب!" ردت مازحة، وهكذا بدأت شرارة صغيرة، لقاء عابر سيقلب حياتهما رأسًا على عقب.

عاد مصطفى إلى المكتبة في الأيام التالية، بحجة البحث عن كتب جديدة، لكن عينيه كانتا تبحثان عن سلوى. كان يحضر لها هدايا صغيرة: زهرة ياسمين قطفها من حديقة قريبة، أو كوب قهوة من مقهى الحي. "فكرت فيكِ وأنا أشرب قهوتي الصبح،" قال لها ذات يوم، وهو يقدم لها الكوب بابتسامة. سلوى، بطباع الجوزاء الحيوية، كانت تستقبل هذه الإيماءات بضحكة خفيفة، لكنها بدأت تلاحظ كيف أن عينيه تتابعانها بحنان، وكيف أن صوته يحمل نبرة دافئة تخترق قلبها. كان مصطفى، بعقلانية العذراء، يحسب خطواته بعناية، لكنه لم يستطع مقاومة سحرها.

في إحدى الأمسيات، دعاها مصطفى للمشي على كورنيش النيل. كان الهواء يحمل نسمات الربيع الباردة، وضوء القمر ينعكس على الماء، يرسم لوحة ساحرة. سارا جنبًا إلى جنب، يتحدثان عن أحلامهما. مصطفى تحدث بحماس عن حلمه بإنشاء مزرعة خضراء، مكان يزرع فيه الخضروات العضوية ويعيش حياة بسيطة. سلوى، بدورها، شاركته حلمها بكتابة رواية، قصة تحكي عن الحب والصراعات الإنسانية. تحت ضوء القمر، أمسك يدها لأول مرة. شعرت سلوى بدفء يسري في جسدها، وكأن الجوزاء بداخلها وجدت أخيرًا شيئًا يستحق التوقف عنده. أما مصطفى، فشعر قلبه، العذراء الحذر، ينبض بقوة غير معتادة، كأنها كسرت قيود تحكمه.

بعد أشهر من اللقاءات المتكررة، أصبحت علاقتهما أعمق. دعاها مصطفى ذات ليلة إلى شقته الصغيرة بحجة مشاهدة فيلم رومانسي. كانت الشقة مرتبة بعناية فائقة، تعكس شخصية العذراء الدقيقة: الستائر مكوية، والكتب مرتبة على الرفوف، وشموع صغيرة مضاءة تنشر ضوءًا خافتًا. جلسا على الأريكة، متقاربين، والهواء بينهما مشحون بالتوتر العاطفي. بدأ مصطفى بتقبيل جبهتها بلطف، ثم انتقل إلى رقبتها، وكأنه يستكشف كنزًا ثمينًا. سلوى، بطباع الجوزاء الجريئة، استسلمت لمشاعرها. خلعت قميصها ببطء، كاشفة عن جسدها النحيل ونهديها الممتلئين، اللذين أذهلا مصطفى. أمسك يديها، يداعب أصابعها، ثم اقترب أكثر، يقبل كتفيها وصدرها بحنان. كانت لحظاتهما مليئة بالشوق والخوف، مزيج من الرغبة والتردد.

في لقاءات لاحقة، أصبحت لحظاتهما الحميمة أكثر جرأة. كان مصطفى يعشق استكشاف جسدها، يمرر أصابعه على منحنيات خصرها، ويقبلها في أماكن تجعل قلبها يرتجف. في إحدى الليالي، استلقيا معًا على سريره، وهو يداعب نهديها بلطف، يقبلهما بشغف يعكس رغبته المكبوتة. سلوى، مستسلمة لروح الجوزاء المغامرة، استجابت له بحماس. بدأت تداعبه بيديها، تمارس له المداعبة اليدوية (الهاندجوب)، مستمتعة بتعابير وجهه التي تخلط بين الدهشة والنشوة. في لحظات أخرى، اقتربت منه أكثر، تقدم له مداعبات فموية (البلوجوب)، وكأنها تريد أن تعبر عن حبها بكل الطرق الممكنة. كان مصطفى يرد بلمساته الحنونة، يقبل جسدها بالكامل، من كتفيها إلى المناطق الأكثر حساسية، مما جعل سلوى تشعر بأنها مرغوبة بشدة.

في ليلة مليئة بالشغف، قررا تجربة الجنس الشرجي بناءً على رغبتها في الحفاظ على عذريتها في البداية. كان مصطفى حريصًا، يتحرك بحذر ويطمئنها بكلماته: "أنا معاكِ، سلوى، مش هسيبك." شعرت سلوى بمزيج من الألم والمتعة، لكن ثقتها به جعلتها تتجاوز خوفها. بعد أشهر من هذه العلاقة العميقة، وفي ليلة مضاءة بضوء القمر الذي تسلل عبر نافذة غرفته، قررت سلوى أن تمنحه نفسها بالكامل. استلقيا معًا، وهي ترتجف من التوتر والشوق. فض مصطفى بكارتها في لحظة كانت مزيجًا من الألم العابر والنشوة العميقة. كان يحتضنها بعدها، يهمس لها: "أنتِ كل حياتي." مارسا الحب في أوضاع مختلفة، وكان مصطفى يعشق نهديها، يداعبهما ويمارس معهما لحظات حميمة (نيك النهود)، مما جعل سلوى تشعر بأنوثتها وقوتها في آن واحد.

بعد هذه اللحظات الحميمة، جلسا معًا على سريره، يتشاركان الصمت المريح. كان مصطفى يمسك يدها، ينظر إليها بعينين مليئتين بالحب والالتزام. قال لها بنبرة جادة تعكس طباع العذراء: "سلوى، أنتِ الحلم اللي هبنيه. أعدك إني هتقدم لكِ قريب، بس أحتاج وقت عشان أظبط أموري المادية." كان صادقًا، يحلم بمستقبل يجمعهما في مزرعة صغيرة يزرعان فيها الحب والخضروات معًا. سلوى، بتفاؤل الجوزاء، صدقته وتخيلت نفسها عروسًا له، ترتدي فستانًا أبيض وتسير إلى جانبه. كتب لها رسائل رومانسية، يرسلها عبر الهاتف في منتصف الليل، وأحيانًا يقتبس أبيات شعر لفيروز أو نزار قباني: "يا سلوى، قلبي لكِ دار، وأنتِ اللي تسكنيه." كانت هذه الكلمات تغذي أحلامها، لكن الجوزاء بداخلها كانت تتساءل أحيانًا: "هل سيتحقق هذا الحلم، أم أنني أعيش في وهم؟"

كانت علاقتهما مزيجًا من الشغف والحلم، لكنها لم تكن خالية من التوتر. سلوى، بطباع الجوزاء المتقلبة، كانت تخاف من المستقبل وتضغط على مصطفى أحيانًا ليتخذ خطوات أسرع. مصطفى، بعقلانية العذراء، كان يطلب منها الصبر، واعدًا إياها بحياة مستقرة. لم يكن أي منهما يعلم أن هذا الحب، الذي بدأ بشرارة صغيرة في مكتبة الحي، سيواجه اختبارات قاسية ستغير مسار حياتهما إلى الأبد.





الفصل الثاني: لقاء مجدي بسلوى (نسخة معدلة)​

مع حلول الصيف في القاهرة، أصبحت المكتبة الصغيرة في الحي الشعبي ملاذاً يمزج بين الحرارة الخفيفة التي تتسلل عبر النوافذ المفتوحة ورائحة الياسمين التي تملأ الأجواء من الحدائق القريبة. كانت سلوى، ابنة التاسعة والعشرين، خريجة كلية الآداب، لا تزال غارقة في أحلامها مع مصطفى، حبيبها الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتها. علاقتهما العميقة، الممزوجة بالشغف واللحظات الحميمة، جعلتها تشعر بأنها وجدت نصفها الآخر، لكن قلقاً خفياً كان يتسرب إلى قلبها مع تأخر وعده بالزواج. كانت تقضي أيامها في المكتبة، ترتب الكتب، تساعد الزبائن، وتحاول إخفاء مشاعرها المضطربة خلف ابتسامتها الدافئة. روح الجوزاء بداخلها كانت تتقلب بين السعادة بحب مصطفى والخوف من المستقبل، خاصة مع اقترابها من سن الثلاثين، وهي السن التي يراها مجتمعها عتبة حساسة للنساء.

في صباح مشمس من يونيو، فتح باب المكتبة ودخل رجل في الثلاثين من عمره، يرتدي قميصاً أزرق فاتحاً مكوياً بعناية وبنطالاً رمادياً يعكس أناقة منظمة. كان هذا مجدي، أخ مصطفى الأكبر بسنتين، وهو يشبهه في الملامح القمحية والعينين العميقتين، لكن وجهه كان يحمل جدية أكبر، كأن الحياة قد أضافت إليه لمسة من الحزم والمسؤولية. خريج كلية التجارة، كان يعمل في شركة تجارية ناجحة، ويحمل شخصية برج العذراء مثل أخيه: عملي، دقيق، ومنظم، لكنه أقل عاطفية من مصطفى، مفضلاً الوضوح والالتزام على الرومانسية الشاعرية. لم يكن مجدي يعلم شيئاً عن علاقة أخيه بسلوى، إذ كانا أخوين من أمهات مختلفات، مما جعل ألقابهما العائلية مختلفة قليلاً، ولم يكن بينهما تواصل وثيق حول حياتهما الشخصية. دخل المكتبة بحثاً عن كتاب كهدية لصديق، ربما رواية تاريخية أو كتاباً عن الاقتصاد، لكنه توقف عندما رأى سلوى خلف مكتب الاستقبال.

كانت سلوى تساعد زبونة تبحث عن كتاب طبخ، تتحدث بنبرة هادئة وابتسامة جذابة تعكس ذكاء الجوزاء وحيويتها. لاحظ مجدي هدوءها وثقتها، وكيف أن عينيها اللامعتين تعكسان روحاً ذكية ومرحة. أعجبته شخصيتها، ليس بشغف عاطفي، بل برؤية العذراء العملية التي رأت فيها امرأة ناضجة، هادئة، ومناسبة لتكون شريكة حياة. انتظر حتى انتهت من مساعدة الزبونة، ثم اقترب من المكتب بنبرة واثقة ومهذبة.

"السلام عليكم، عندك كتاب عن تاريخ مصر الحديث؟" سأل مجدي، وهو ينظر إليها بنظرة ثابتة تعكس دقة العذراء.

ردت سلوى بابتسامتها المهنية: "وعليكم السلام. أيوه، عندنا كتب كويسة في القسم ده. تبحث عن مؤلف معين، ولا موضوع محدد؟"

بدأ الحديث بشكل رسمي، لكنه سرعان ما تحول إلى محادثة أكثر عمقاً. سألها مجدي عن رأيها في كتاب "تاريخ مصر في العصر الحديث" لعبد الرحمن الرافعي، وأعجبته طريقتها في التحليل والتوصية. وجدت سلوى أسلوبه مهذباً ومباشراً، يحمل لمحة من الجدية التي تذكرها بمصطفى، لكنه كان خالياً من الشعرية التي اعتادتها. كان مجدي يهتم بالتفاصيل، يسألها عن سبب تفضيلها لهذا الكتاب، ويشاركها آراءه في التاريخ والاقتصاد بنبرة واثقة. شعرت سلوى بإطراء خفيف، فهو لم يكن يغازلها بشكل مباشر، بل كان يعاملها كشخصية ذكية تستحق الاحترام. روح الجوزاء بداخلها استمتعت بالحوار الفكري، لكن قلبها ظل معلقاً بمصطفى، فحافظت على حدود المهنية.

في نهاية المحادثة، قال مجدي بابتسامة هادئة: "شكراً على مساعدتك، سلوى. لو فاضية، ممكن نروح نشرب قهوة في مقهى قريب، كصداقة بس، عشان نتناقش في الكتب أكتر."

ترددت سلوى للحظة. كانت تشعر بجاذبية أسلوبه المهذب، لكن ذكرى مصطفى ووعوده جعلتها تشعر بالذنب. رفضت بلطف: "شكراً، بس أنا مشغولة شوية اليومين دول. لو عايز كتب تانية، تعالى المكتبة تاني."

لم يتراجع مجدي، فشخصية العذراء المنظمة والمثابرة جعلته مصراً على هدفه. عاد إلى المكتبة بعد أيام، بحجة شراء كتاب عن الشعر العربي. هذه المرة، أحضر هدية صغيرة: قلم حبر أنيق مغلف بورق أزرق. "ده شكر بسيط على نصيحتك المرة اللي فاتت. الكتاب كان فعلاً ممتاز," قال بنبرة هادئة وابتسامة خفيفة.

شعرت سلوى بالإطراء، فقد كان أسلوبه يعكس احتراماً حقيقياً. قبلت الهدية بابتسامة، وقالت: "شكراً، ده لطيف منك." بدأت محادثاتهما تصبح أكثر انسجاماً، تتحدثان عن الكتب، الحياة في القاهرة، وأحياناً عن أحلامهما. كان مجدي يحضر هدايا أخرى من حين لآخر، مثل كتاب شعر لأحلام مستغانمي أو علبة شوكولاتة صغيرة، مما جعلها تشعر بتقدير حقيقي. لكنها كانت تحافظ على مسافة، تذكر نفسها بحبها لمصطفى، الذي كان يرسل لها رسائل ليلية مليئة بالشعر والوعود بالزواج.

مع مرور الأسابيع، أصبحت زيارات مجدي منتظمة، وتحولت محادثاتهما إلى نقاشات أعمق. كان يتحدث عن عمله في الشركة، عن خططه لبناء حياة مستقرة، ويسألها عن أحلامها بنبرة مهتمة دون أن يتجاوز الحدود. في إحدى الأمسيات، بعد إغلاق المكتبة جزئياً، جلسا على مقعد خارجي قريب، يتحدثان عن الروايات الرومانسية والحياة. شعرت سلوى بجاذبية خفيفة نحوه، لكنها كانت تقاومها، تفكر في مصطفى الذي كان يواجه صعوبات مالية تؤخر خطواته نحو الزواج.

أخيراً، قرر مجدي أن يكون مباشراً، كما يليق بشخصية العذراء الواضحة. في يوم ممطر نادر في القاهرة، دخل المكتبة حاملاً باقة صغيرة من الزهور، وطلب منها أن تستمع إليه. "سلوى، أنا مش بحب الكلام الكتير. أنتِ إنسانة مميزة، ذكية، وهادية. أشوفك زوجة مثالية، وأنا جاهز أتقدم رسمياً لطلب إيدك من أهلك." كان عرضه واضحاً وجاداً، يعكس التزامه العملي، لكنه افتقر إلى الشغف الرومانسي الذي كانت تعيشه مع مصطفى.

شعرت سلوى بالصدمة والحيرة. كانت تحب مصطفى بكل قلبها، تتذكر لحظاتهما الحميمة، رسائله الشعرية، ووعوده، لكنها في سن 29، وكانت تخشى ضغط المجتمع وفكرة العنوسة. لم تكن تعلم أن مجدي أخ مصطفى، مما جعل الموقف أكثر تعقيداً، كأن القدر يضعها في اختبار لا مفر منه. "أنا... محتاجة وقت أفكر، يا مجدي," ردت بصوت مرتجف، وهي تحاول إخفاء عاصفة المشاعر بداخلها.

غادر مجدي المكتبة بأمل هادئ، تاركاً سلوى في دوامة من الأفكار. روح الجوزاء بداخلها كانت مشتتة: جزء منها يرى في مجدي الأمان والاستقرار الذي يناسب واقعها، والجزء الآخر يتشبث بحب مصطفى الذي بدأ يبدو كحلم بعيد المنال. لم تكن تعلم أن هذه اللقاءات مع مجدي ستدفعها نحو صراع داخلي أعمق، يهدد بتغيير مسار حياتها إلى الأبد.





الفصل الثالث: حيرة سلوى وصراعها​

مع اقتراب أواخر الصيف في القاهرة، أصبحت المكتبة الصغيرة التي تعمل بها سلوى مرآة لاضطرابها الداخلي. كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل عبر النوافذ، لكنها لم تستطع أن تدفئ قلب سلوى الذي أصبح ميدان معركة بين الحب والواقع. في التاسعة والعشرين من عمرها، كانت سلوى، برج الجوزاء، تعيش تناقضاً داخلياً حاداً: روحها الحيوية التي تغذت على شغف مصطفى ووعوده الرومانسية تصارع الآن خوفها من المستقبل، الضغط الاجتماعي، وعرضاً مغرياً من رجل آخر، مجدي، دون أن تعلم أنه أخ حبيبها. كانت أيامها تمر بين رفوف الكتب، لكن عقلها كان غارقاً في دوامة من التساؤلات: هل الحب يكفي؟ هل يجب أن تنتظر مصطفى إلى الأبد؟ وماذا عن مجدي الذي يقدم لها الأمان؟

كانت سلوى تحمل في قلبها حباً عميقاً لمصطفى، خريج كلية الزراعة، الرجل الذي أسرها بابتسامته الهادئة، رسائله الشعرية، ولمساته الحنونة التي جعلتها تشعر بأنوثتها وقوتها. لياليهما الحميمة، من القبلات الرقيقة إلى اللحظات الأكثر جرأة، كانت محفورة في ذاكرتها كلوحات فنية مليئة بالشغف. كانت تتذكر كيف كان يهمس لها تحت ضوء القمر: "أنتِ كل حياتي، سلوى." كانت تصدق وعده بالزواج، لكن مع مرور الأشهر، بدأت تلاحظ تردده. كان مصطفى، بعقلانية برج العذراء، يتحدث دائماً عن الحاجة إلى "ترتيب الأمور المالية" قبل التقدم رسمياً. هذا التأخير، رغم صدقه، بدأ يثير قلق الجوزاء بداخلها، التي كانت تخشى أن تكون أحلامها مجرد وهم.

في الوقت نفسه، كان عرض مجدي يلوح في الأفق كبديل مغرٍ. مجدي، أخ مصطفى الأكبر، وهو أيضاً برج العذراء، كان يمثل نقيضاً عملياً لشغف مصطفى. كان مهذباً، ملتزماً، ومستقراً مادياً، يعمل في شركة تجارية ناجحة، ويحمل رؤية واضحة للمستقبل. زياراته المتكررة للمكتبة، هداياه الصغيرة مثل القلم الأنيق أو كتاب الشعر، ومحادثاته الذكية جعلت سلوى تشعر بتقدير حقيقي. لكن عرضه بالزواج، رغم جديته، كان خالياً من الرومانسية التي اعتادتها مع مصطفى. قوله: "أرى فيكِ الزوجة المثالية" كان واضحاً ومباشراً، لكنه لم يحمل الدفء الذي كانت تتوق إليه. كانت سلوى، بطباع الجوزاء المتقلبة، تجد نفسها مشدودة بين قلبها الذي ينبض لمصطفى وعقلها الذي يرى في مجدي الأمان الذي يطمئن مخاوفها الاجتماعية.

ما زاد من تعقيد الموقف هو جهلها بأن مصطفى ومجدي أخوان. بسبب اختلاف ألقابهما العائلية (إذ كانا من أمهات مختلفات) وعدم تواصلهما الوثيق عن حياتهما الشخصية، لم تكن سلوى تعلم أن الرجل الذي يتقدم لها هو أخو حبيبها. هذا الجهل جعلها تشعر وكأن القدر يضعها في مفترق طرق غامض، حيث كل خيار يحمل مخاطره. كانت تخشى فكرة العنوسة، خاصة في مجتمع ينظر إلى النساء في سنها بنظرات الشفقة إذا لم يتزوجن. كانت تسمع تعليقات من أقاربها وصديقاتها مثل: "سلوى، الوقت بيجري، لازم تستقري"، وهي كلمات كانت ترن في أذنيها كالجرس، تزيد من ضغطها النفسي. روح الجوزاء بداخلها كانت تتأرجح: جزء منها يريد أن يتشبث بحب مصطفى، والجزء الآخر يرى في عرض مجدي فرصة للاستقرار والهروب من الخوف.

في إحدى الليالي، وبينما كانت سلوى تجلس في غرفتها الصغيرة، تحيطها كتبها المفضلة، قررت أن تواجه مصطفى. كانت تعلم أن هذه المواجهة قد تكون نقطة تحول في علاقتهما. اتصلت به وطلبت منه أن يلتقيا في مقهى صغير على كورنيش النيل، المكان الذي شهد بدايات حبهما. في تلك الأمسية، كان النيل هادئاً، يعكس أضواء المدينة، لكن قلب سلوى كان عاصفاً. ارتدت فستاناً بسيطاً باللون الأخضر الزيتوني، يعكس أناقتها الطبيعية، وجلست تنتظره وهي تمسك بكوب قهوة يبرد ببطء بين يديها.

عندما وصل مصطفى، بدا متعباً، كأن ضغوط العمل والمال قد تركت أثراً على ملامحه. جلس أمامها، وابتسامته الخجولة التي أحبتها كانت حاضرة، لكن عينيه كانتا تحملان قلقاً خفياً. بدأت سلوى الحديث بنبرة هادئة لكن حازمة، تعكس شجاعة الجوزاء عندما تقرر المواجهة: "مصطفى، أنا بحبك، وأنت عارف ده. بس في ناس بيتقدموا لي. أنا انتظرتك كتير، لكن مش هقدر أفضل مستنية للأبد. أنا عايزة أعرف إنت واقف فين."

كانت كلماتها كالصاعقة بالنسبة لمصطفى. بعقلانية العذراء، حاول أن يشرح: "سلوى، أنا بحبك ونفسي أكون معاكِ، بس أنا لسه بظبط أموري. المشروع الزراعي اللي بحلم بيه محتاج وقت وفلوس، وما أقدرش أتقدم دلوقتي." لكنه، في لحظة انفعال، شعر بأن كلامها يحمل نوعاً من عدم الثقة بحبه. أضاف بنبرة حادة: "يعني إنتِ شايفة إني مش جاد؟ لو عايزة حد تاني، أنا مش هقف في طريقك."

شعرت سلوى بطعنة في قلبها. لم تكن تتوقع أن يتحول الحديث إلى مواجهة. حاولت تهدئته: "مش قصدي، مصطفى. بس أنا في التاسعة والعشرين، والناس بتتكلم، وأنا خايفة. أديك شهر، لو جاهز تتقدم، أنا مستنياك." لكن كلماتها، رغم صدقها، أثارت غضب مصطفى. كان برج العذراء بداخله يشعر بالإهانة، كأن حبه وتضحياته لم تُقدَّر. في لحظة انفعال، قال: "لو مش قادرة تصبري، يبقى خلاص، أنا مش هضغط عليكِ." نهض وغادر المقهى، تاركاً سلوى وحيدة مع أفكارها ودموعها التي حبستها بصعوبة.

في الأيام التالية، توقف مصطفى عن إرسال الرسائل الرومانسية التي كانت تغذي أحلام سلوى. علمت لاحقاً من صديق مشترك أنه قرر السفر إلى الخارج للعمل في مشروع زراعي في إحدى دول الخليج، دون أن يترك لها رسالة واضحة أو وداعاً حقيقياً. شعرت سلوى بخليط من الحزن والغضب. كانت روح الجوزاء بداخلها تمزقها: جزء منها يريد أن يتبعه، أن يطلب منه العودة، لكن الجزء الآخر كان يرى في قراره نوعاً من الخيانة لوعوده. كانت تشعر بأن حبها لم يكن كافياً ليجعله يبقى.

في الوقت نفسه، استمر مجدي في زياراته للمكتبة، محافظاً على أسلوبه المهذب والملتزم. كان يسأل عنها، يحضر هدايا صغيرة، ويتحدث عن خططه للمستقبل بنبرة واثقة. كانت سلوى تجد في وجوده نوعاً من الطمأنينة، لكنها كانت تشعر بثقل الحيرة. كلما نظرت إلى عينيه، تذكرت ملامح مصطفى، دون أن تعلم عن صلة القرابة بينهما. كانت تسأل نفسها: "هل أقبل بمجدي لأنه الخيار العملي؟ أم أنني سأخون قلبي إذا تخليت عن مصطفى؟" كانت تخاف من أن تظل عالقة في انتظار قد لا ينتهي، وفي الوقت نفسه، كانت تخشى أن تختار الاستقرار على حساب حبها الحقيقي.

في إحدى الليالي، جلست سلوى مع صديقتها المقربة، ليلى، في شقتها الصغيرة. أخبرتها بكل شيء: حبها لمصطفى، عرض مجدي، والضغط الذي تشعر به. كانت ليلى، بطباعها العملية، ترى أن مجدي هو الخيار الأفضل. "سلوى، مصطفى بيحبك، بس لو مش قادر يتجوزك دلوقتي، هتفضلي مستنية لحد إمتى؟ مجدي راجل كويس، ومستقر، وهيعيشك في أمان." لكن كلمات ليلى، رغم منطقيتها، لم تخفف من حيرة سلوى. كانت تشعر بأنها تقف على حافة قرار مصيري، حيث كل خطوة قد تقودها إلى ندم مختلف.

كانت سلوى تمر بلحظات من التفكير العميق، تجلس أحياناً بمفردها في المكتبة بعد إغلاقها، تحدق في كتاب نزار قباني مفتوحاً أمامها دون أن تقرأ. كانت أبيات الشعر تذكرها بمصطفى، لكن واقعها يدفعها نحو مجدي. كانت تخشى أن تكون قراراتها مدفوعة بالخوف من المجتمع أكثر من رغبتها الحقيقية. روح الجوزاء بداخلها كانت تصرخ: "أريد الحب، لكن أحتاج الأمان!" ومع كل يوم يمر، كانت تشعر بأن المهلة التي أعطتها لمصطفى تقترب من نهايتها، وأن عليها اتخاذ قرار قد يغير حياتها إلى الأبد.

هكذا، عاشت سلوى أياماً من الصراع الداخلي، حيث كان قلبها ينبض بحب مصطفى، وعقلها يميل إلى استقرار مجدي، دون أن تعلم أن القدر يخفي عنها سراً سيجعل قرارها أكثر تعقيداً مما تتخيل.





الفصل الرابع: خطوبة سلوى ومجدي​

بعد رحيل مصطفى المفاجئ إلى الخارج، أصبحت أيام سلوى في القاهرة مغمورة بحزن عميق، كأن جزءاً من روحها قد سافر معه. كانت في التاسعة والعشرين، وروح الجوزاء بداخلها كانت تتصارع بين الحنين إلى الحب الشغوف الذي عاشته مع مصطفى والحاجة إلى المضي قدماً في حياتها. كانت تجلس في المكتبة الصغيرة، تحيطها الكتب التي كانت شاهدة على بدايات حبها، لكنها الآن تشعر وكأنها تحمل أوزار ذكرياتها. رسائله الشعرية توقفت، وصوته الذي كان يملأ قلبها بالدفء أصبح صدى بعيداً. في لحظات الوحدة، كانت تتساءل: "هل أخطأت عندما أعطيته مهلة؟ هل كان يجب أن أصبر أكثر؟" لكن الواقع كان أقوى من أحلامها، والضغط الاجتماعي من حولها كان يذكرها بأن الوقت يمر سريعاً.

في هذه الفترة، استمر مجدي في زياراته للمكتبة، محافظاً على أسلوبه المهذب والملتزم الذي يعكس شخصية برج العذراء. كان يحمل معه هدايا صغيرة – كتاباً جديداً، أو باقة زهور صغيرة، أو حتى علبة حلوى من متجر شهير في الحي. كانت هذه الإيماءات تجعل سلوى تشعر بتقدير حقيقي، لكنه لم يكن يحمل الشغف الذي اعتادته مع مصطفى. في إحدى الزيارات، جدد مجدي طلبه بالزواج بنبرة واثقة: "سلوى، أنا جاد في عرضي. أنتِ إنسانة مميزة، وأنا عايز أبني معاكِ حياة مستقرة وهادية." كانت كلماته تعكس رؤية واضحة، لكنها افتقرت إلى النار العاطفية التي كانت تشتعل في قلبها مع مصطفى. ومع ذلك، وجدت سلوى نفسها تميل إلى قبوله، ليس بدافع الحب، بل بدافع الخوف من المستقبل والرغبة في الاستقرار.

قرار سلوى بعد أيام من التفكير العميق، جلست سلوى في غرفتها، تحيطها صور قديمة وكتب شعر كانت تقرأها مع مصطفى. أمسكت بهاتفها، تنظر إلى آخر رسالة منه، وهي رسالة قصيرة أخبرها فيها بسفره دون تفاصيل. شعرت بألم حاد، لكنها أدركت أن انتظارها قد لا يؤدي إلى شيء. روح الجوزاء بداخلها، التي كانت تتوق إلى التغيير والحركة، دفعها إلى اتخاذ قرار مصيري. اتصلت بمجدي وأخبرته بقبولها لعرضه، مقتنعة بأنه سيكون زوجاً صالحاً يوفر لها الأمان الذي تحتاجه. كانت تحاول إقناع نفسها بأن الحب قد ينمو مع الوقت، لكن في أعماقها، كان قلبها لا يزال معلقاً بمصطفى، كأنها تخون جزءاً من نفسها.

بدأت فترة الخطوبة بسرعة. كان مجدي، بعقلانية العذراء، يخطط لكل التفاصيل بعناية. زار عائلة سلوى مع أهله في جلسة خطوبة تقليدية، حيث تبادلوا الحديث عن المستقبل والهدايا. كان مجدي مهتماً بسلوى، يحضر لها هدايا مدروسة مثل ساعة يد أنيقة أو شال حريري يناسب ذوقها البسيط. كان يتحدث عن خططهما معاً: شقة في حي هادئ، حياة عائلية مستقرة، وربما طفلان في المستقبل. كانت سلوى تقدر التزامه، لكنها كانت تشعر بنقص داخلي. في كل مرة كان يمسك يدها أو يبتسم لها، كانت تتذكر لمسات مصطفى الحنونة، وكيف كان ينظر إليها كأنها الكون بأسره. كانت تحاول طرد هذه الذكريات، لكنها كانت تعود إليها في لحظات الصمت، كشبح يرفض المغادرة.

ترقيع البكارة مع اقتراب موعد الزفاف، بدأت سلوى تشعر بقلق متزايد بشأن ماضيها مع مصطفى. كانت تخشى أن يكتشف مجدي علاقتها السابقة، خاصة أن مجتمعهما يضع أهمية كبيرة على العذرية. كانت هذه الفكرة تثير فيها شعوراً بالذنب والخوف، فهي لم تكن تريد أن تبدأ حياتها الزوجية بسر قد يدمرها. بعد تفكير طويل وصراع داخلي، قررت سلوى اتخاذ خطوة جريئة ومحفوفة بالمخاطر: إجراء عملية ترقيع البكارة. اتصلت بصديقتها المقربة ليلى، التي كانت الوحيدة التي شاركتها هذا السر، وطلبت منها مساعدتها في العثور على طبيبة موثوقة.

في يوم مشمس، ذهبت سلوى إلى عيادة نسائية خاصة في حي راقٍ بالقاهرة، حيث التقت بطبيبة في الأربعينيات، بدت متفهمة ومحترفة. جلست سلوى في غرفة الفحص، ويداها ترتجفان، وهي تحاول إخفاء توترها. شرحت الطبيبة العملية ببساطة: "إجراء بسيط، لن يستغرق وقتاً طويلاً، وسيبدو كل شيء طبيعياً." لكن بالنسبة لسلوى، لم يكن الأمر بسيطاً. كانت تشعر بمزيج من الخجل والذنب، كأنها تخفي جزءاً من هويتها. خلال العملية، التي استمرت أقل من ساعة، كانت سلوى تغمض عينيها، تفكر في مصطفى، في لحظاتهما الحميمة، وكيف أنها الآن تضطر لإخفاء هذا الماضي لحماية مستقبلها. عندما انتهت العملية، شعرت براحة مؤقتة، لكن الشعور بالذنب ظل يلازمها. أخبرت ليلى فقط، التي حاولت طمأنتها: "عملتي اللي لازم تعمليه عشان تحمي نفسك. محدش هيعرف."

الزفاف اقترب يوم الزفاف بسرعة، وكان مجدي يشرف على كل التفاصيل بعناية فائقة، كما يليق بشخصية العذراء المنظمة. أقيم الحفل في قاعة صغيرة مزينة بالورود البيضاء والستائر الحريرية، بحضور العائلة والأصدقاء المقربين. ارتدت سلوى فستاناً أبيض أنيقاً، يعانق جسدها النحيل بلطف، وتزينت بمجوهرات بسيطة تعكس ذوقها الراقي. كانت تبدو كعروس من قصة خيالية، لكن قلبها كان يحمل ثقلاً لا يراه أحد. وقفت أمام المرآة قبل الحفل، تنظر إلى انعكاسها، وتتساءل: "هل هذا ما أريده حقاً؟" لكنها طردت هذه الأفكار، محاولة التركيز على اللحظة.

كان مجدي سعيداً وفخوراً، يرتدي بدلة سوداء أنيقة، ويبتسم للضيوف بنبرة واثقة. كان يمسك يدها بحنان، يقدمها لأصدقائه وعائلته كأنها كنز ثمين. لكنه، بطباع العذراء العملية، لم يلاحظ الحزن المكتوم في عينيها، أو الطريقة التي كانت تتجنب النظر إليه مباشرة. خلال الحفل، رقصا معاً على أنغام أغنية كلاسيكية لأم كلثوم، وكانت سلوى تحاول أن تغرق في اللحظة، لكن ذكرياتها مع مصطفى كانت تتسلل إلى ذهنها. تذكرت المشي على كورنيش النيل، الليالي التي قضياها معاً، وكيف كان يهمس لها بكلمات الحب. شعرت بدمعة تكاد تسقط، لكنها أخفتها بابتسامة سريعة.

بعد الحفل، انتقل الزوجان إلى شقة مستقلة في حي هادئ بالقاهرة، كانت مفروشة بعناية وتعكس ذوق مجدي المنظم: أثاث بسيط وأنيق، ستائر بلون محايد، وصور عائلية صغيرة على الجدران. بدأت حياتهما الزوجية باستقرار ظاهري، حيث كان مجدي يعاملها بلطف واهتمام، يحضر لها العشاء أحياناً، ويتحدث عن خططهما المستقبلية. لكن سلوى كانت تشعر بفراغ داخلي. في الليل، عندما كان مجدي نائماً بجانبها، كانت تنظر إلى السقف، تتذكر لمسات مصطفى، صوته، وضحكته. كانت تخشى أن يظل ماضيها معه شبحاً يطاردها، يهدد استقرارها الجديد.

كانت سلوى تحاول أن تتأقلم مع حياتها الجديدة، لكن روح الجوزاء بداخلها كانت تتوق إلى شيء أكثر من الاستقرار. كانت تتساءل عما إذا كان بإمكانها أن تحب مجدي يوماً كما أحبت مصطفى، أو ما إذا كانت قد خسرت فرصة حبها الحقيقي إلى الأبد. ومع كل يوم جديد، كانت تحاول بناء حياة مع مجدي، لكن ماضيها مع مصطفى ظل يعيش في زوايا قلبها، كقصة لم تكتمل، تنتظر فصلاً آخر قد لا يأتي أبداً.

الفصل الخامس: الحياة الزوجية الجديدة

مع مرور ستة أشهر على زواج سلوى ومجدي، أصبحت الشقة المستقلة في حي هادئ بالقاهرة شاهداً على حياة تبدو مستقرة من الخارج، لكنها مليئة بثغرات عاطفية من الداخل. كانت الشقة مفروشة بعناية فائقة تعكس شخصية مجدي العذراء المنظمة: أثاث خشبي بلون بني دافئ، ستائر بلون كريمي تمنع الضوء الزائد، ومطبخ مجهز بكل ما يلزم لوجبات يومية متوازنة. سلوى، الآن في الثلاثين من عمرها، كانت تقضي أيامها في العمل بالمكتبة، ثم تعود إلى المنزل لتحضير العشاء أو قراءة كتاب، لكن روح الجوزاء بداخلها كانت تشعر بفراغ يتسع يوماً بعد يوم. مجدي كان زوجاً محباً بطريقته العملية، يهتم باحتياجاتها المادية، يساعد في المنزل، ويخطط للمستقبل بدقة، لكنه كان يفتقر إلى العاطفة العميقة التي كانت تجدها مع مصطفى. كان نشطاً جنسياً جداً، يبدأ لقاءاتهما الحميمة بانتظام، لكنها كانت تفتقد الشغف الرومانسي، الهمسات الشعرية، واللمسات التي كانت تشعرها بأنها مرغوبة بجنون.

لكن لنعد إلى البداية، إلى ليلة الزفاف التي كانت نقطة تحول في حياتها الجنسية مع مجدي. بعد الحفل البسيط، عادا إلى الشقة الجديدة، حيث كانت الشموع مضاءة في غرفة النوم، والسرير مغطى بملاءات حريرية بيضاء. كانت سلوى ترتجف من التوتر، ليس فقط بسبب الزواج، بل بسبب سرها المخفي: عملية الترقيع التي أجرتها لإخفاء ماضيها مع مصطفى. مجدي، بطباعه العملية، اقترب منها بلطف، يقبل جبهتها أولاً، ثم ينزع فستانها ببطء، كاشفاً عن جسدها النحيل وملابسها الداخلية البيضاء الشفافة. "أنتِ جميلة، سلوى،" قال بنبرة هادئة، لكنها لم تحمل الشغف الذي اعتادته.

بدأ اللقاء ببطء، حيث جلسا على السرير، ومجدي يداعب نهديها بلطف من فوق الملابس، يضغط عليهما بيديه القويتين، مما جعل سلوى تشعر بدفء يسري في جسدها رغماً عنها. خلعت قميصه، تلامس بشرته القمحية، وهو يقبل رقبتها وكتفيها. لكن سلوى ترددت، تمنعت قليلاً، قائلة: "ببطء، يا مجدي، أنا متوترة." احترم ترددها، لكنه استمر في المداعبات، ينزع حمالة صدرها ليكشف عن نهديها الممتلئين، يداعبهما بأصابعه، يلعب بحلمتيهما حتى انتصبتا. ثم انحنى ليقبل نهديها، يلحس الحلمتين بلطف، مما جعل سلوى تغمض عينيها، محاولة الاستسلام لللحظة.

مع تصاعد الشغف، بدأت سلوى في الاستجابة، تمد يدها لتداعب عضوه من فوق البنطال، تقوم بمداعبة يدوية خفيفة (هاندجوب) لتشجعه. أزال مجدي بنطاله، كاشفاً عن عضوه المنتصب، وهي استمرت في المداعبة، تحرك يدها ببطء ثم بسرعة أكبر، مستمتعة بتعابير وجهه. ثم اقتربت أكثر، تقدم له مداعبة فموية (بلوجوب)، تلحس رأس عضوه بلطف، ثم تأخذه في فمها، تحركه ذهاباً وإياباً، مما جعله يئن من المتعة. رد مجدي بالمثل، ينزع سراويلها الداخلية، يكشف عن فرجها، ويبدأ في لحسه بلطف، يركز على شفاه الفرج الكبيرة والصغيرة، يداعب البظر بلسانه، مما جعل سلوى ترتجف من النشوة. كان يلحس الفرج بعمق، يدخل لسانه داخلها، ثم ينتقل إلى المؤخرة، يقبلها ويلحسها بلطف، مستكشفاً كل جزء من جسدها.

بعد هذه المداعبات، قررا الإيلاج. استلقت سلوى على السرير، ومجدي فوقها في وضع التبشيري، يدخل عضوه ببطء داخل فرجها. شعرت سلوى بألم خفيف مصطنع بسبب الترقيع، كأنه فض بكارة جديد، وسال قليل من الدماء المصطنعة، مما جعل مجدي يشعر بالفخر والحنان. استمر في الحركة، ببطء أولاً ثم بسرعة، يدخل ويخرج بعمق، مما جعلها تصرخ من المتعة المختلطة بالذكريات. غيرا الوضع إلى وضع الكلب، حيث انحنت سلوى على يديها وركبتيها، ومجدي خلفها، يمسك خصرها، يدخل في فرجها بعمق، يصفع مؤخرتها بلطف، ثم ينتقل إلى الجنس الشرجي بعد تليين المنطقة بزيت، يدخل ببطء لتجنب الألم، وهي تستمتع بالإحساس الجديد. انتهى اللقاء بانفجار نشوته داخلها، وهما يحتضنان بعضهما، لكن سلوى شعرت بفراغ داخلي، تفكر في مصطفى.

طوال الأشهر الستة الأولى، أصبحت لقاءاتهما الجنسية روتينية لكن مكثفة. كان مجدي نشطاً جنسياً، يبدأ كل أسبوع بليلة حميمة. في إحدى الليالي، بعد عشاء رومانسي بسيط، جلسا على الأريكة، ومجدي يداعب نهديها، يمص الحلمتين بشراهة، ثم ينزل إلى أسفل، يلحس فرجها بعمق، يركز على البظر والشفاه الداخلية، يدخل أصابعه داخلها ليحفز النقطة جي، مما جعلها تصل إلى النشوة مرتين. ردت سلوى ببلوجوب عميق، تأخذ عضوه بالكامل في فمها، تلحس الخصيتين، ثم تقوم بهاندجوب سريع حتى يقذف. في لقاء آخر، جربوا وضع الـ69، حيث كانت هي فوق، تلحس عضوه بينما هو يلحس فرجها ومؤخرتها، يدخل لسانه في الإير (الشرج)، مما أثارها بشدة. كانوا يمارسون الجنس في أوضاع متنوعة: الوضع الجانبي حيث يدخل من الخلف وهي نائمة على جانبها، يداعب نهديها بيده؛ وضع الفارسة حيث تركب هي فوقه، تحرك خصرها بحركات دائرية، تشعر بعضوه يملأها؛ وحتى في الحمام، تحت الدش، يدخل في مؤخرتها بينما يداعب فرجها بيده. كان مجدي يحب نيك النهود، يضع عضوه بين نهديها، تحركهما هي بيديها حتى يقذف على صدرها. لكن رغم كل هذا النشاط الجنسي، كانت سلوى تشعر بأن شيئاً ناقصاً: العاطفة، الرومانسية، الشعور بأنها محبوبة لا مرغوبة فقط.

مع مرور الوقت، بدأ الصراع الداخلي يسيطر على سلوى. كانت تتذكر لحظاتها مع مصطفى كل يوم: الليالي التي قضياها في شقته، المداعبات الحنونة، الوعود بالزواج، والشعر الذي كان يرسله لها. كانت تشعر بالذنب الشديد لأنها اختارت الزواج من مجدي تحت ضغط الوقت والخوف من العنوسة، مفكرة: "هل كنت أنانية؟ هل كان يجب أن أنتظر مصطفى؟" بدأت في مقارنة مجدي بمصطفى دون قصد: مجدي عملي، يتحدث عن الفواتير والعمل، بينما مصطفى كان يهمس شعراً ويحلم بمزرعة خضراء. هذا الصراع زاد من توترها النفسي، جعلها تفقد شهيتها أحياناً، وتجلس وحدها في المكتبة تفكر في ما كان يمكن أن يكون. كانت روح الجوزاء بداخلها تتقلب بين الرضا بالاستقرار والحنين إلى الشغف، مما جعلها تشعر بالانقسام الداخلي.

ثم جاء الحدث الدرامي الذي قلب كل شيء رأساً على عقب. في إحدى الليالي، بعد عشاء هادئ، جلس مجدي بجانبها على الأريكة، يمسك يدها بلطف، وقال بنبرة عادية: "سلوى، عندي خبر حلو. أخي الأكبر، مصطفى، هيرجع من الخارج الأسبوع الجاي عشان مناسبة عائلية. هيفرح لما يشوفك، وهو مش عارف إننا اتجوزنا بعد." شعرت سلوى بالذعر يغمرها كالموجة الباردة. وجهها شحب، ويداها ارتجفتا، لأنها لم تكن تعلم أبداً أن مصطفى ومجدي أخوان – الاختلاف في الألقاب العائلية والعدم التواصل بينهما جعلها جاهلة بهذا السر حتى بعد الزواج. لم تكشف لمجدي عن علاقتها السابقة بمصطفى، خوفاً من الانهيار. "مصطفى... أخوك؟" سألت بصوت مرتجف، محاولة إخفاء صدمتها. أجاب مجدي بابتسامة: "أيوه، أخويا الكبير. هتحبيه، هو طيب زيي." لكن سلوى شعرت بالعالم يدور حولها، تفكر في الكارثة القادمة: ماذا لو اكتشف مجدي؟ ماذا لو رأت مصطفى مرة أخرى؟ كانت هذه اللحظة بداية لعاصفة درامية جديدة، تهدد بكشف كل الأسرار وتغيير حياتها إلى الأبد.





### الفصل السادس: عودة مصطفى



مع اقتراب نهاية الخريف في القاهرة، أصبحت الشقة الصغيرة التي يعيش فيها سلوى ومجدي ملاذاً ظاهرياً للاستقرار، لكن عاصفة داخلية كانت تتشكل في قلب سلوى. بعد ستة أشهر من زواجهما، كانت سلوى لا تزال تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة، لكن خبر عودة مصطفى، الذي أخبرها به مجدي بشكل عابر، قلب كل شيء رأساً على عقب. كانت تعيش في حالة من الذعر المكتوم منذ تلك اللحظة، تخشى المواجهة مع ماضيها الذي كانت تحاول دفنه. روح الجوزاء بداخلها كانت تتأرجح بين الخوف من الكشف والحنين إلى الحب الذي فقدته. لم تكن تعلم أن عودة مصطفى ستكون بداية لصراع جديد، يهدد بتفكيك حياتها الزوجية الهشة.



**عودة مصطفى**

وصل مصطفى إلى القاهرة في صباح يوم بارد من نوفمبر، حاملاً معه حقيبة سفر صغيرة وكثيراً من التغييرات التي أحدثتها سنة من العمل في الخليج. كان في الثانية والثلاثين الآن، لكنه بدا أكثر نضجاً، كأن تجارب السفر والعمل الشاق قد أضافت خطوطاً خفيفة إلى ملامحه القمحية. كانت عيناه، التي كانت تعكس شغف برج العذراء الرومانسي، تحملان الآن مرارة خفية. كان يشعر بخيانة سلوى – من وجهة نظره – لأنها لم تنتظره، متجاهلاً أنه هو من اختار السفر دون وداع واضح. كان قد بنى أحلاماً معها، تخيلها عروساً في مزرعته الخضراء، لكنه عاد ليجد هذه الأحلام محطمة. لم يكن يعلم بعد أن سلوى أصبحت زوجة أخيه، لأن مجدي لم يخبره بالتفاصيل، واكتفى بدعوته لحضور مناسبة عائلية في شقته.



في يوم العودة، قرر مصطفى زيارة شقة أخيه في المساء، مفضلاً المفاجأة على الإعلان المسبق. وقف أمام باب الشقة في حي الزمالك الهادئ، يرتدي قميصاً أبيض مكوياً بعناية وبنطالاً أسود يعكس ذوقه المنظم. طرق الباب، وفتح مجدي، يبتسم بحرارة: "مصطفى! يا أهلاً، دخل، دخل!" احتضن الأخوان بعضهما، ومجدي يعبّر عن سعادته بعودة أخيه. لكن عندما دخل مصطفى إلى غرفة المعيشة، توقف قلبه للحظة. كانت سلوى هناك، تقف بجانب طاولة الطعام، ترتدي فستاناً أزرق بسيطاً يعانق جسدها النحيل، وشعرها الأسود ينسدل على كتفيها. لم يكن يعلم أنها زوجة أخيه، لكنه شعر بصدمة جعلت دمه يتجمد في عروقه.



**مواجهة عاطفية**

كانت سلوى تحضر طبقاً من الفاكهة عندما سمعت صوت مصطفى، فتوقفت يدها في الهواء، وكادت السكين تسقط منها. التفتت ببطء، وعيناها تلتقيان بعينيه لأول مرة منذ رحيله. كانت عيناه تحملان خليطاً من الألم والدهشة، بينما كانت عيناها مليئتين بالذعر والارتباك. حاولت سلوى التماسك، لكن قلبها كان ينبض بقوة كأنه سيخرج من صدرها. "مصطفى..." همست بصوت بالكاد مسموع، لكنها سرعان ما صمتت عندما اقترب مجدي، يضع يده حول خصرها، وقال بفخر: "دي سلوى، مراتي. لسه ما اتعرفتوش، صح؟"



شعر مصطفى وكأن الأرض انشقت تحته. كانت الصدمة كبيرة لدرجة أنه لم يستطع إلا أن يتظاهر باللامبالاة. مد يده ليصافحها، قائلاً بنبرة باردة: "مبروك، يا سلوى. أنا سعيد بزواجكم." لكن عينيه، التي كانت تلمعان بالحب يوماً ما، كانت تفضح ألمه. كانت تنظران إليها كأنها خائنة، كأنها ألقت بكل وعودهما في النهر. سلوى، من جهتها، شعرت بالاختناق. كانت تحاول تجنب النظر إليه مباشرة، تخشى أن تكشف عيناها عن الذنب والحنين. ردت بصوت مرتجف: "شكراً، يا مصطفى. نورت مصر." ثم استدارت بسرعة، متظاهرة بأنها تحتاج إلى إحضار شيء من المطبخ، لكنها في الحقيقة كانت تهرب من المواجهة.



جلس الثلاثة في غرفة المعيشة، ومجدي يتحدث بحماس عن أخبار العائلة وعن عمله، غافلاً تماماً عن التوتر الذي يملأ الجو. كان مصطفى يجيب بكلمات مقتضبة، يحاول التركيز على أخيه، لكن عينيه كانتا تتسللان إلى سلوى كلما تحركت. كانت هي تجلس على طرف الأريكة، تمسك بكوب شاي ترتجف يداها وهي تحاول إخفاء توترها. كلما التقت عيناهما، كان هناك صمت ثقيل يحمل كل الكلمات التي لم تُقَل: "لماذا فعلتِ هذا؟" منه، و"لماذا تركتني؟" منها. لكن كلاهما كان يعلم أن هذا ليس الوقت ولا المكان للمواجهة.



**تطور العلاقة بين الأخوين**

في الأيام التالية، بدأ مصطفى في زيارة شقة أخيه بشكل متكرر، مدعياً أنه يريد قضاء وقت مع عائلته بعد غياب طويل. كان يحضر لتناول العشاء، يجلب هدايا صغيرة مثل زجاجة عطر لمجدي أو حلوى للمنزل، ويتصرف بطبيعية أمام أخيه. لكن في الحقيقة، كان يراقب سلوى، يحاول فهم قراراتها، ويبحث عن إجابات للأسئلة التي كانت تحرق قلبه. كان يلاحظ كيف تبدو هادئة بجانب مجدي، لكنها تتجنب النظر إليه مباشرة، وكيف أن ابتسامتها تبدو مصطنعة أحياناً. كان برج العذراء بداخله يحلل كل حركة، كل كلمة، محاولاً فهم ما إذا كانت سعيدة حقاً أم أنها تندم على خيارها.



مجدي، بعقلانية العذراء وبساطته، كان يرحب بأخيه بحرارة، سعيداً بإعادة التواصل بعد سنة من الانقطاع. كان يدعوه للعشاء أو لمشاهدة مباراة كرة قدم، ويتحدث عن خططه لتوسيع الأعمال أو السفر مع سلوى لقضاء إجازة. لم يكن يلاحظ التوتر بين سلوى ومصطفى، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن ماضيهما. في إحدى الليالي، بينما كانوا يتناولون العشاء، سأل مصطفى سلوى عن عملها في المكتبة بنبرة تبدو عادية: "لسه بتحبي نزار قباني زي زمان؟" كانت الجملة تحمل طعنة خفية، إشارة إلى لحظاتهما معاً عندما كانا يقرآن الشعر. شعرت سلوى بالاختناق، لكنها أجابت بابتسامة متكلفة: "أيوه، بس اليومين دول بقرأ روايات أكتر." كان مجدي يضحك، غافلاً عن التوتر، قائلاً: "سلوى دي بتحب الكتب أكتر مني!"



كانت هذه الزيارات تزيد من معاناة سلوى. كلما رأت مصطفى، عادت ذكرياتها معه: المشي على كورنيش النيل، الليالي الحميمة في شقته، والوعود التي تبخرت. كانت تشعر بالذنب لأنها اختارت الزواج من مجدي تحت ضغط الوقت، لكنها كانت تشعر أيضاً بالغضب من مصطفى لأنه تركها دون كلام واضح. روح الجوزاء بداخلها كانت مشتتة: تريد أن تصرخ في وجهه، تسأله لماذا رحل، لكنها كانت تخشى أن تكشف سرها أمام مجدي. في الوقت نفسه، كان مصطفى يعاني صراعاً مماثلاً. كان يريد أن يواجهها، أن يسألها لماذا لم تنتظره، لكنه كان عالقاً بين ألمه وواجبه كأخ لا يكسر قلب أخيه.



في إحدى الليالي، وبينما كان مجدي في المطبخ يحضر القهوة، وجدت سلوى نفسها وحيدة مع مصطفى في غرفة المعيشة للحظات. نظر إليها مباشرة، وقال بنبرة خافتة: "كنتِ فاكرة إنك هتنسي كل حاجة بسهولة؟" كانت كلماته كالخنجر، لكن عينيه كانتا تحملان الحزن أكثر من الغضب. ردت سلوى بصوت مرتجف: "إنت اللي سبتني، مصطفى. أنا استنيتك." قبل أن يستمر الحديث، عاد مجدي، مقاطعاً المحادثة، لكن تلك اللحظة زرعت بذرة توتر جديدة. كانت سلوى تعلم أن وجود مصطفى في حياتها مرة أخرى سيجعل الحفاظ على أسرارها أصعب، وأن المواجهة الحقيقية قد تكون وشيكة، تهدد بتدمير كل ما بنته بعناية.



كانت عودة مصطفى كالريح التي تهز سفينة حياة سلوى الهشة، ومع كل زيارة، كانت تشعر بأن الماضي يقترب أكثر، يطرق على باب قلبها، ويهدد بكشف كل شيء. كان القدر يلعب لعبته القاسية، ولم يكن أي منهما مستعداً لما سيحدث بعد ذلك.



<xaiArtifact artifact_id="a5c7cd75-be46-4a7f-addc-057d9d0590af" artifact_version_id="7aa1de2c-fcab-432a-920a-7ddb14a19afb" title="Chapter_6_The_Return_of_Mustafa.md" contentType="text/markdown">



# الفصل السادس: عودة مصطفى



مع اقتراب نهاية الخريف في القاهرة، أصبحت الشقة الصغيرة التي يعيش فيها سلوى ومجدي ملاذاً ظاهرياً للاستقرار، لكن عاصفة داخلية كانت تتشكل في قلب سلوى. بعد ستة أشهر من زواجهما، كانت سلوى لا تزال تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة، لكن خبر عودة مصطفى، الذي أخبرها به مجدي بشكل عابر، قلب كل شيء رأساً على عقب. كانت تعيش في حالة من الذعر المكتوم منذ تلك اللحظة، تخشى المواجهة مع ماضيها الذي كانت تحاول دفنه. روح الجوزاء بداخلها كانت تتأرجح بين الخوف من الكشف والحنين إلى الحب الذي فقدته. لم تكن تعلم أن عودة مصطفى ستكون بداية لصراع جديد، يهدد بتفكيك حياتها الزوجية الهشة.



## عودة مصطفى

وصل مصطفى إلى القاهرة في صباح يوم بارد من نوفمبر، حاملاً معه حقيبة سفر صغيرة وكثيراً من التغييرات التي أحدثتها سنة من العمل في الخليج. كان في الثانية والثلاثين الآن، لكنه بدا أكثر نضجاً، كأن تجارب السفر والعمل الشاق قد أضافت خطوطاً خفيفة إلى ملامحه القمحية. كانت عيناه، التي كانت تعكس شغف برج العذراء الرومانسي، تحملان الآن مرارة خفية. كان يشعر بخيانة سلوى – من وجهة نظره – لأنها لم تنتظره، متجاهلاً أنه هو من اختار السفر دون وداع واضح. كان قد بنى أحلاماً معها، تخيلها عروساً في مزرعته الخضراء، لكنه عاد ليجد هذه الأحلام محطمة. لم يكن يعلم بعد أن سلوى أصبحت زوجة أخيه، لأن مجدي لم يخبره بالتفاصيل، واكتفى بدعوته لحضور مناسبة عائلية في شقته.



في يوم العودة، قرر مصطفى زيارة شقة أخيه في المساء، مفضلاً المفاجأة على الإعلان المسبق. وقف أمام باب الشقة في حي الزمالك الهادئ، يرتدي قميصاً أبيض مكوياً بعناية وبنطالاً أسود يعكس ذوقه المنظم. طرق الباب، وفتح مجدي، يبتسم بحرارة: "مصطفى! يا أهلاً، دخل، دخل!" احتضن الأخوان بعضهما، ومجدي يعبّر عن سعادته بعودة أخيه. لكن عندما دخل مصطفى إلى غرفة المعيشة، توقف قلبه للحظة. كانت سلوى هناك، تقف بجانب طاولة الطعام، ترتدي فستاناً أزرق بسيطاً يعانق جسدها النحيل، وشعرها الأسود ينسدل على كتفيها. لم يكن يعلم أنها زوجة أخيه، لكنه شعر بصدمة جعلت دمه يتجمد في عروقه.

مواجهة عاطفية كانت سلوى تحضر طبقاً من الفاكهة عندما سمعت صوت مصطفى، فتوقفت يدها في الهواء، وكادت السكين تسقط منها. التفتت ببطء، وعيناها تلتقيان بعينيه لأول مرة منذ رحيله. كانت عيناه تحملان خليطاً من الألم والدهشة، بينما كانت عيناها مليئتين بالذعر والارتباك. حاولت سلوى التماسك، لكن قلبها كان ينبض بقوة كأنه سيخرج من صدرها. "مصطفى..." همست بصوت بالكاد مسموع، لكنها سرعان ما صمتت عندما اقترب مجدي، يضع يده حول خصرها، وقال بفخر: "دي سلوى، مراتي. لسه ما اتعرفتوش، صح؟"

شعر مصطفى وكأن الأرض انشقت تحته. كانت الصدمة كبيرة لدرجة أنه لم يستطع إلا أن يتظاهر باللامبالاة. مد يده ليصافحها، قائلاً بنبرة باردة: "مبروك، يا سلوى. أنا سعيد بزواجكم." لكن عينيه، التي كانت تلمعان بالحب يوماً ما، كانت تفضح ألمه. كانت تنظران إليها كأنها خائنة، كأنها ألقت بكل وعودهما في النهر. سلوى، من جهتها، شعرت بالاختناق. كانت تحاول تجنب النظر إليه مباشرة، تخشى أن تكشف عيناها عن الذنب والحنين. ردت بصوت مرتجف: "شكراً، يا مصطفى. نورت مصر." ثم استدارت بسرعة، متظاهرة بأنها تحتاج إلى إحضار شيء من المطبخ، لكنها في الحقيقة كانت تهرب من المواجهة.

جلس الثلاثة في غرفة المعيشة، ومجدي يتحدث بحماس عن أخبار العائلة وعن عمله، غافلاً تماماً عن التوتر الذي يملأ الجو. كان مصطفى يجيب بكلمات مقتضبة، يحاول التركيز على أخيه، لكن عينيه كانتا تتسللان إلى سلوى كلما تحركت. كانت هي تجلس على طرف الأريكة، تمسك بكوب شاي ترتجف يداها وهي تحاول إخفاء توترها. كلما التقت عيناهما، كان هناك صمت ثقيل يحمل كل الكلمات التي لم تُقَل: "لماذا فعلتِ هذا؟" منه، و"لماذا تركتني؟" منها. لكن كلاهما كان يعلم أن هذا ليس الوقت ولا المكان للمواجهة.

تطور العلاقة بين الأخوين في الأيام التالية، بدأ مصطفى في زيارة شقة أخيه بشكل متكرر، مدعياً أنه يريد قضاء وقت مع عائلته بعد غياب طويل. كان يحضر لتناول العشاء، يجلب هدايا صغيرة مثل زجاجة عطر لمجدي أو حلوى للمنزل، ويتصرف بطبيعية أمام أخيه. لكن في الحقيقة، كان يراقب سلوى، يحاول فهم قراراتها، ويبحث عن إجابات للأسئلة التي كانت تحرق قلبه. كان يلاحظ كيف تبدو هادئة بجانب مجدي، لكنها تتجنب النظر إليه مباشرة، وكيف أن ابتسامتها تبدو مصطنعة أحياناً. كان برج العذراء بداخله يحلل كل حركة، كل كلمة، محاولاً فهم ما إذا كانت سعيدة حقاً أم أنها تندم على خيارها.

مجدي، بعقلانية العذراء وبساطته، كان يرحب بأخيه بحرارة، سعيداً بإعادة التواصل بعد سنة من الانقطاع. كان يدعوه للعشاء أو لمشاهدة مباراة كرة قدم، ويتحدث عن خططه لتوسيع الأعمال أو السفر مع سلوى لقضاء إجازة. لم يكن يلاحظ التوتر بين سلوى ومصطفى، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن ماضيهما. في إحدى الليالي، بينما كانوا يتناولون العشاء، سأل مصطفى سلوى عن عملها في المكتبة بنبرة تبدو عادية: "لسه بتحبي نزار قباني زي زمان؟" كانت الجملة تحمل طعنة خفية، إشارة إلى لحظاتهما معاً عندما كانا يقرآن الشعر. شعرت سلوى بالاختناق، لكنها أجابت بابتسامة متكلفة: "أيوه، بس اليومين دول بقرأ روايات أكتر." كان مجدي يضحك، غافلاً عن التوتر، قائلاً: "سلوى دي بتحب الكتب أكتر مني!"

كانت هذه الزيارات تزيد من معاناة سلوى. كلما رأت مصطفى، عادت ذكرياتها معه: المشي على كورنيش النيل، الليالي الحميمة في شقته، والوعود التي تبخرت. كانت تشعر بالذنب لأنها اختارت الزواج من مجدي تحت ضغط الوقت، لكنها كانت تشعر أيضاً بالغضب من مصطفى لأنه تركها دون كلام واضح. روح الجوزاء بداخلها كانت مشتتة: تريد أن تصرخ في وجهه، تسأله لماذا رحل، لكنها كانت تخشى أن تكشف سرها أمام مجدي. في الوقت نفسه، كان مصطفى يعاني صراعاً مماثلاً. كان يريد أن يواجهها، أن يسألها لماذا لم تنتظره، لكنه كان عالقاً بين ألمه وواجبه كأخ لا يكسر قلب أخيه.

في إحدى الليالي، وبينما كان مجدي في المطبخ يحضر القهوة، وجدت سلوى نفسها وحيدة مع مصطفى في غرفة المعيشة للحظات. نظر إليها مباشرة، وقال بنبرة خافتة: "كنتِ فاكرة إنك هتنسي كل حاجة بسهولة؟" كانت كلماته كالخنجر، لكن عينيه كانتا تحملان الحزن أكثر من الغضب. ردت سلوى بصوت مرتجف: "إنت اللي سبتني، مصطفى. أنا استنيتك." قبل أن يستمر الحديث، عاد مجدي، مقاطعاً المحادثة، لكن تلك اللحظة زرعت بذرة توتر جديدة. كانت سلوى تعلم أن وجود مصطفى في حياتها مرة أخرى سيجعل الحفاظ على أسرارها أصعب، وأن المواجهة الحقيقية قد تكون وشيكة، تهدد بتدمير كل ما بنته بعناية.

كانت عودة مصطفى كالريح التي تهز سفينة حياة سلوى الهشة، ومع كل زيارة، كانت تشعر بأن الماضي يقترب أكثر، يطرق على باب قلبها، ويهدد بكشف كل شيء. كان القدر يلعب لعبته القاسية، ولم يكن أي منهما مستعداً لما سيحدث بعد ذلك.



الفصل السابع: الصراع يتصاعد​

مع دخول الشتاء إلى القاهرة، أصبحت الأجواء في شقة سلوى ومجدي مشحونة بتوتر غير مرئي، كأن السحب الرمادية التي تغطي السماء تعكس العاصفة الداخلية التي تعيشها سلوى. كانت في الثلاثين الآن، تحاول الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية مع مجدي، لكن عودة مصطفى إلى حياتها أعادت فتح جروح الماضي. روح الجوزاء بداخلها كانت ممزقة بين الحنين إلى الحب الذي فقدته والخوف من انهيار حياتها الحالية. كل زيارة من مصطفى كانت تضيف طبقة جديدة من التوتر، وكل نظرة من عينيه كانت تحمل سؤالاً لم تستطع الإجابة عليه. كانت تعيش في حالة من القلق المستمر، تخشى أن تنهار أسرارها وتدمر كل ما بنته بعناية.

اكتشاف الحقيقة​

في إحدى الليالي الباردة، وبينما كانت سلوى تجلس مع صديقتها المقربة ليلى في مقهى صغير في وسط المدينة، انهارت تحت وطأة الضغط. كانت تحمل سر علاقتها السابقة بمصطفى كحجر ثقيل على صدرها، ولم تعد قادرة على كتمانه. بينما كانتا تتناولان القهوة، وبينما كانت الأضواء الخافتة في المقهى تعكس أجواء هادئة، بدأت سلوى تتكلم بنبرة مرتجفة: "ليلى، أنا مش قادرة أكمل كده. مصطفى، اللي كنت بحبه... هو أخو مجدي." صمتت ليلى للحظة، مصدومة من الخبر، ثم سألتها بقلق: "يعني إنتِ كنتِ عارفة واتجوزتي مجدي؟" شرحت سلوى، بدموع تترقرق في عينيها، أنها لم تكن تعلم أنهما أخوان حتى بعد الزواج، وأنها الآن محاصرة بين حبها القديم وخوفها من فقدان زواجها.

نصحتها ليلى بمصارحة مجدي، مؤكدة أن الصدق هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق: "سلوى، لو مجدي عرف من حد تاني، هيبقى أسوأ. لازم تقوليله بنفسك، عشان على الأقل تحافظي على احترامه ليكِ." لكن سلوى هزت رأسها برفض، وهي تشعر بالرعب من فكرة المواجهة. "مش هقدر، ليلى. لو قلتله، هيدمر كل حاجة. هيطلقني، وهيبقى فضيحة." كانت روح الجوزاء بداخلها مشتتة: جزء منها يريد التخلص من الذنب بالاعتراف، والجزء الآخر يريد حماية حياتها الزوجية بأي ثمن. لكن هذا السر كان يثقل عليها، يجعلها تفقد شهيتها للطعام، وتستيقظ في الليل من كوابيس ترى فيها مجدي يكتشف الحقيقة.

في الوقت نفسه، بدأ مصطفى يتصرف بطريقة تزيد من تعقيد الموقف. خلال زياراته المتكررة لشقة أخيه، كان يجد طرقاً خفية للتلميح إلى مشاعره القديمة. في إحدى الليالي، وبينما كان مجدي يتحدث عن عمله، التفت مصطفى إلى سلوى وقال بنبرة هادئة تحمل طعنة خفية: "القاهرة لسه زي ما هي، بس في حاجات بتتغير، مش كده يا سلوى؟" كانت كلماته تحمل إشارة إلى علاقتهما السابقة، مما جعل سلوى تشعر بالاختناق. ردت بابتسامة متكلفة: "أيوه، الحياة بتتغير." لكن عينيها كانتا تتجنبان النظر إليه، خوفاً من أن تكشف عن الحنين والذنب.

في لحظة أخرى، عندما تركتهما مجدي للحظات ليرد على مكالمة هاتفية، اقترب مصطفى من سلوى وقال بخفوت: "ما نسيتكيش، سلوى. كنتِ فاكرة إني هقدر؟" كانت كلماته كالصاعقة، جعلت قلبها ينبض بقوة، مزيج من الشوق والخوف. ردت بنبرة حادة: "مصطفى، أرجوك، إنت عارف إني متجوزة دلوقتي." لكنه نظر إليها بعينين مليئتين بالألم، وقال: "بس إنتِ عارفة إن قلبك لسه معايا." غادرت سلوى الغرفة بسرعة، متظاهرة بأنها بحاجة إلى المطبخ، لكنها كانت تحاول الهروب من الحقيقة التي كانت تطاردها.

مفاجأة درامية​

كانت الأمور تتجه نحو الانفجار، وجاءت اللحظة الحاسمة في يوم شتوي ممطر، عندما نسيت سلوى هاتفها على طاولة غرفة المعيشة بعد أن كانت تتفقد رسائل قديمة بحنين. كان مجدي يبحث عن هاتفه الخاص، لكنه التقط هاتف سلوى بالخطأ وبدأ يتصفحه بحثاً عن رقم. بينما كان يتفقد الرسائل، ظهرت رسالة قديمة من مصطفى، تعود إلى فترة ما قبل الزواج، كتب فيها: "يا سلوى، قلبي لكِ دار، وأنتِ اللي تسكنيه." كانت الرسالة مليئة بالشعر والرومانسية، وكانت بمثابة قنبلة موقوتة. توقف مجدي، وجهه يتحول إلى قناع من الصدمة والغضب. عندما عادت سلوى إلى الغرفة، وجدته ممسكاً بالهاتف، ينظر إليها بنظرة لم ترها من قبل: خليط من الخيانة والألم.

"إيه ده، سلوى؟" سأل بنبرة حادة، وهو يرفع الهاتف. "إنتِ كنتِ تعرفي مصطفى قبل ما نتجوز؟" كانت سلوى تشعر بأن الأرض تهتز تحتها. حاولت الكذب في البداية، قائلة: "ده كان مجرد صديق قديم..." لكن صوتها المرتجف ودموعها التي بدأت تتساقط كشفت عن الحقيقة. انهارت أمامه، واعترفت بكل شيء: حبها لمصطفى، علاقتهما العاطفية والحميمة، وكيف لم تكن تعلم أنه أخوه عندما قبلت عرضه للزواج. "أنا كنت خايفة، يا مجدي. كنت خايفة أفضل لوحدي، وما كنتش عارفة إنكم إخوات!" قالت وهي تبكي، لكن كلماتها لم تخفف من غضبه.

شعر مجدي بالخيانة مرتين: من زوجته، التي أخفت عنه ماضيها، ومن أخيه، الذي كان يعتبره أقرب الناس إليه. كان برج العذراء بداخله، الذي يقدر الأمانة والنظام، يشعر بأن عالمه المنظم قد انهار. "إزاي تقدروا تعملوا كده فيا؟" صرخ، وهو يشعر بأن كرامته قد دُست. غادر الشقة في تلك الليلة، تاركاً سلوى وحيدة مع دموعها وخوفها من المستقبل.

صدام الأخوين​

في اليوم التالي، ذهب مجدي إلى شقة مصطفى في حي مصر الجديدة، حيث كان يقيم مؤقتاً. كان اللقاء مشحوناً بالغضب منذ البداية. وقف مجدي أمام أخيه، يواجهه بنبرة حادة: "إنت كنت عارف إن سلوى مراتي، وما قلتش؟ إزاي تقدر تخون أخوك كده؟" حاول مصطفى الدفاع عن نفسه، موضحاً أنه لم يكن يعلم أن سلوى ستتزوج أخاه عندما سافر. "أنا ما كنتش عارف إنك هتتجوزها، يا مجدي! أنا لسه بحبها، بس ما عملتش حاجة غلط بعد زواجكم!" لكن كلماته لم تهدئ من غضب مجدي، الذي شعر أن أخاه كان يعلم واختار الصمت.

تحول النقاش إلى شجار عنيف، حيث تبادلا الاتهامات والصراخ. "إنت خنت الأخوة!" قال مجدي، وهو يدفع مصطفى بغضب. رد مصطفى بنفس الحدة: "وإنت ما سألتنيش عنها! إنت اللي اخترت تتجوز واحدة ما تعرفش ماضيها!" كادت الأمور أن تصل إلى العنف الجسدي، لكن تدخل أحد الأصدقاء المشتركين، الذي كان موجوداً بالصدفة، منعهما من التمادي. غادر مجدي الشقة، تاركاً أخاه في حالة من الغضب والحزن.

كانت هذه المواجهة بمثابة زلزال هز العائلة بأكملها. بدأت الأخبار تنتشر بين الأقارب، وأصبحت العائلة على حافة الانهيار. والدتهما، التي كانت تحاول دائماً الحفاظ على وحدة الأسرة، شعرت بالصدمة والحزن، محاولة التوسط بين ابنيها دون جدوى. كانت سلوى في وسط هذه العاصفة، تشعر بأن قراراتها قد دمرت ليس فقط زواجها، بل علاقة الأخوين أيضاً. روح الجوزاء بداخلها كانت مشلولة، غير قادرة على إيجاد مخرج من هذا الصراع الذي تصاعد إلى نقطة لا عودة منها.

كانت الأيام التالية مليئة بالصمت الثقيل في شقة سلوى ومجدي. كان مجدي يتجنب الحديث معها، ينام في غرفة منفصلة، بينما كانت سلوى تغرق في الذنب والخوف من المستقبل. في الوقت نفسه، كان مصطفى يعاني من ألمه الخاص، محاصراً بين حبه لسلوى وشعوره بالذنب تجاه أخيه. كانت القصة تقترب من ذروتها، حيث كان الجميع على وشك مواجهة عواقب الحقيقة التي خرجت إلى العلن، دون أن يعلم أحد كيف ستنتهي هذه الدراما.



الفصل الثامن: قرار سلوى

مع حلول الربيع في القاهرة، أصبحت الشقة التي يعيش فيها سلوى ومجدي – والتي أصبحت الآن ميداناً للصراعات العاطفية – مليئة برائحة الياسمين المتسللة من النوافذ المفتوحة، لكن الهواء كان ثقيلاً بتوتر لم يخفف منه دفء الشمس. بعد الشجار العنيف بين الأخوين، وبعد أيام من الصمت الذي يخيم على المنزل، وجدت سلوى نفسها في دوامة من المشاعر. كانت في الثلاثين الآن، وروح الجوزاء بداخلها كانت تتقلب بين الحب والألم، الشوق والذنب. كانت قد قضت ليالي طويلة تفكر في حبها لمصطفى، الشغف الرومانسي الذي أشعل قلبها، والأمان العملي الذي وجدته مع مجدي. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن حبها لكليهما كان متساوياً في القوة: اللهفة نفسها التي كانت تشعر بها مع مصطفى، الغزارة في العواطف، الشهوة الجارفة، والعاطفة العميقة. لم يكن أحدهما يفوق الآخر؛ كانا يمثلان جانبين من قلبها، ولم تستطع التخلي عن أي منهما. كانت تخاف أن تفقد مصطفى إلى الأبد، وفي الوقت نفسه، لا تريد تدمير زواجها مع مجدي، الذي كان يعاملها بلطف رغم غضبه.

في إحدى الليالي، وبعد أن هدأت العاصفة قليلاً، قررت سلوى أن تأخذ زمام المبادرة. كانت تجلس على السرير، تحدق في السقف، تفكر في كيف أن حياتها أصبحت معقدة، لكنها وجدت في تعقيدها جمالاً غريباً. "أنا بحبهم الاتنين،" همست لنفسها، "وبنفس القدر. مش هقدر أختار." قررت البقاء على ذمة مجدي رسمياً، لكنها كانت تعلم أنها بحاجة إلى جمع الأخوين معاً، في حياة مشتركة، حيث تكون هي الرابط بينهما. كانت الفكرة جريئة، غير تقليدية، لكن روح الجوزاء بداخلها كانت تتوق إلى المغامرة، إلى حل يجمع بين العوالم بدلاً من الفصل بينها.

بدأت سلوى في تنفيذ خطتها ببطء. أولاً، اتصلت بمصطفى، طالبة لقاء سري في مقهى قريب من الشقة. كان مصطفى متردداً، لكنه وافق، مدفوعاً بحبه الذي لم ينطفئ. في المقهى، تحت ضوء خافت، نظرت إليه بعينين مليئتين بالشوق: "مصطفى، أنا مش قادرة أعيش بدونك. بس أنا كمان بحب مجدي. أنا بحبكم الاتنين بنفس القدر، اللهفة، الشهوة، العاطفة... كل حاجة." صمت مصطفى، مصدوماً من كلماتها، ثم رفض بشدة: "إيه الكلام ده، سلوى؟ أنا مش هقدر أشارك أخويا في حياتك!" دار جدال طويل بينهما، حيث دافع مصطفى عن كرامته كرجل، وعن علاقة الأخوة، محاولاً إقناعها بأن هذا مستحيل. لكن سلوى كانت مصرة، تستخدم ذكاء الجوزاء لتقنعه: "فكر فيها، مصطفى. لو بنحب بعض حقيقي، ليه ما نعيشش مع بعض؟ أنا هكون زوجة لكم الاتنين، وأنت هتعيش معانا. مش هيكون في غيرة، هيكون حب مشترك." استمر الجدال لساعات، مع رفض مصطفى المتكرر، لكنه بدأ يلين تدريجياً تحت تأثير دموعها وذكرياتهما.

ثم جاء دور مجدي. في المنزل، بعد عشاء هادئ، جلست سلوى بجانبه على الأريكة، تمسك يده بلطف. "مجدي، أنا بحبك، بس أنا كمان بحب مصطفى. مش قادرة أتخلى عن حد فيكم. أنا عايزة نعيش كلنا مع بعض، أكون زوجة لكم الاتنين." صُعق مجدي، ورفض بشدة: "إنتِ مجنونة؟ ده مستحيل! أنا مش هقبل أشارك مراتي مع أخويا!" دار جدال طويل وعنيف، حيث اتهمها مجدي بالجنون، ودافع عن كرامته كزوج، محاولاً إقناعها بأن هذا سيكون نهاية للعائلة. كانت سلوى تبكي، لكنها كانت مصرة، تستخدم الحجج العاطفية: "فكر في سعادتنا، يا مجدي. لو بنحب بعض، ليه ما نجربش؟ مصطفى هيعيش معانا، وهنكون أسرة واحدة." استمر الرفض لأيام، مع جدال يومي، لكن سلوى لم تستسلم. كانت تذكره بلحظاتهما الحميمة، وتعد بأن حبها له لن يقل، بل سيزيد في هذا الترتيب الجديد.

بعد أسابيع من المقاومة الطويلة، والرفض المتكرر، والجدال الذي امتد إلى ساعات الليل، بدأ الأخوان يلينان. كان مصطفى أول من وافق، مدفوعاً بحبه الشديد لسلوى، ثم مجدي، الذي رأى في الفكرة طريقة للحفاظ على زواجه بدلاً من الطلاق. في النهاية، اقتنعا بفكرتها: ستبقى سلوى زوجة لكليهما، وسيعيش مصطفى معهما في الشقة من الآن فصاعداً. كانت هذه اللحظة نقطة تحول، حيث بدأت حياة جديدة غير تقليدية، مليئة بالحب والتحديات.

ينتهي الفصل بلقاء جنسي ثلاثي يجسد هذا الاتفاق الجديد. في تلك الليلة، بعد أن انتقل مصطفى إلى الشقة، جلس الثلاثة في غرفة النوم، تحت ضوء خافت من الشموع. كانت سلوى ترتدي قميص نوم حريري أسود، يعانق جسدها النحيل، ونهديها الممتلئين يبرزان بلطف. اقتربت منهما، تقبل مجدي أولاً بلطف على الشفاه، ثم تنتقل إلى مصطفى، الذي كان يجلس بجانبه. بدأت المداعبات ببطء، حيث خلعت قميصها، كاشفة عن جسدها العاري، ودعتهما للانضمام. أمسك مجدي نهديها اليمنى، يداعب الحلمة بأصابعه، بينما مصطفى يقبل النهد الأيسر، يلحس الحلمة بشراهة. شعرت سلوى بدفء يسري في جسدها، وهي تمد يديها لتداعب عضوهما من فوق البنطال، تقوم بهاندجوب مزدوج، تحرك يديها بسرعة متزايدة حتى انتصبا.

ثم انحنت لتقدم بلوجوب لمجدي أولاً، تأخذ عضوه في فمها، تلحس الرأس بلطف ثم بعمق، بينما يد مصطفى تداعب فرجها من الخلف، يلحس شفاه الفرج الكبيرة والصغيرة، يركز على البظر بلسانه، مما جعلها تئن من المتعة. غيرا الأدوار، حيث أصبحت تقدم بلوجوب لمصطفى، بينما مجدي يلحس فرجها بعمق، يدخل لسانه داخلها، ثم ينتقل إلى المؤخرة، يلحس الإير بلطف. كانت سلوى في نشوة، تشعر بالشهوة الجارفة نحو كليهما.

انتقل الثلاثي إلى الإيلاج المزدوج في وضعيات متنوعة. أولاً، في وضع جانبي: استلقت سلوى على جانبها، ومجدي خلفها، يدخل عضوه في مؤخرتها ببطء بعد تليين المنطقة بزيت، بينما مصطفى أمامها، يدخل في فرجها، يحركان معاً بحركة متزامنة، مما جعلها تصرخ من المتعة المختلطة بالألم الخفيف. كانت يداها تداعبان الخصيتين، وهما يقبلان رقبتها ونهديها بالتناوب.

ثم غيرا إلى وضع تبشيري مزدوج: استلقت سلوى على ظهرها، ومجدي تحتها، يدخل في مؤخرتها، بينما مصطفى فوقها، يدخل في فرجها، يحركان بسرعة متزايدة، مما أدى إلى نشوة متتالية لها. كانت تقبل مصطفى بعمق، بينما يد مجدي تداعب نهديها.

في وضع آخر، جلس مجدي على السرير، وسلوى فوقه، تدخل عضوه في فرجها، بينما مصطفى خلفها، يدخل في مؤخرتها، تحرك خصرها بحركات دائرية، مستمتعة بالإحساس الكامل. انتهى اللقاء بانفجار نشوتهما معاً داخلها، وهم يحتضنونها، مليئين بالحب والرضا الجديد.

كانت هذه الليلة بداية لحياة مشتركة، حيث أصبحت سلوى زوجة لكليهما، في ترتيب غير تقليدي، مليء بالحب والشهوة.
 

⚜️𝕿𝖍𝖊 𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕾𝖈𝖔𝖗𝖕𝖎𝖔𝖓⚜️

ميلفاوي ماسي
العضوية الماسية
حكمدار صور
ملك الحصريات
مستر ميلفاوي
ميلفاوي أكسلانس
ميلفاوي واكل الجو
ميلفاوي كاريزما
ميلفاوي حكيم
عضو
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
صقر العام
ميلفاوي حريف سكس
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
شاعر ميلفات
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
نجم ميلفات
ملك الصور
صائد الحصريات
فضفضاوي أسطورة
كوماندا الحصريات
ميتادور النشر
ميلفاوي مثقف
ميلفاوي علي قديمو
ميلفاوي ساحر
ميلفاوي متفاعل
ميلفاوي دمه خفيف
كاتب مميز
كاتب خبير
مزاجنجي أفلام
ميلفاوي فنان
إنضم
16 ديسمبر 2023
المشاركات
48,884
مستوى التفاعل
23,821
النقاط
0
نقاط
20,158
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
أعلى أسفل