Pen of Creativity

ميلفاوي جديد
عضو
إنضم
15 يناير 2025
المشاركات
4
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
نقاط
70
النوع
ذكر
الميول
عدم الإفصاح
الفصل الأول: ظلال الشيطانة


كانت الشمس بتموت ورا عمارات حارتنا الشعبية، بتصبغ السما بلون برتقالي غريب، مخلوط بأزرق داكن وشوية سحب رمادي، شكلها يخوف زي ما يكون هتنزل علينا دموعها في أي لحظة. الدنيا كانت بتليل، والنور الضبابي بتاع لمبات الشارع كان بيزيد الظلال طول، وبيخلي شكل الحارة أغرب وأخوف.

عادل كان راجع من شغله في المكتبة، تعبان ومرهق من يوم طويل قضاه بين الكتب والروايات والزبائن اللي مالهوش آخر. كان ماشي ببطء، خطواته ثقيلة زي ما يكون شايل هموم الدنيا كلها على كتافه. دماغه كانت مشغولة بمشاكله مع صاحب الشغل، وبأمه المريضة اللي محتاجة عملية بسرعة، وبأخته جنينة اللي لسه متجوزة جديد ومحتاجة مصاريف.

عادل: ( لنفسه بتنهيدة ) يا رب ارحمنا من الهموم دي.

رفع عادل عينيه للسما، ودعا **** يرزقه ويفرج همه. فجأة، لمح حاجة غريبة في جنب شارع مظلم قريب منه. كانت واقفة في الضلمة زي الخيال، ضلها ممدود على الأرض، طويل ومخيف.

عادل: ( بصوت مبحوح ) مين دي؟ إيه اللي واقف في الضلمة دي في الوقت المتأخر ده؟

حس عادل بقشعريرة سرت في جسمه، شعره وقف زي ما يكون حد حط إيده في مية ساقعة. بس في نفس الوقت، حس بفضول غريب شداه ناحية الظل ده. قرب منه بخطوات مترددة، قلبه بيدق زي الطبل، الخوف مالي عينه.

كل ما يقرب شوية، شكل الظل بيوضح أكتر. شافها... بنت يا سلام! طويلة ونحيفة، شعرها أسود حرير نازل على ضهرها زي الشلال، لابسة فستان أسود طويل بيغطيها من رقبتها لحد رجليها. بس اللي شد انتباهه أكتر حاجة... عينيها.

عادل: ( بيبلع ريقه بصعوبة ) يا لهوي! إيه العيون دي؟

كانت واسعة زي عيون الغزلان، لونها أخضر غامق زي لون الزمرد، بتلمع في الضلمة زي عيون القطط لما الضوء يقع عليها. حس عادل إنه تايه في عينيها، سحر غريب شداه من غير ما يحس، نسي همومه ومشاكله وكل حاجة في الدنيا غير البنت دي.

ليلى: ( بصوت ناعم زي الحرير ) مساء الخير.

عادل: ( انتفض من صوتها، كان رقيق زي همس الريح في الليل ) مساء النور.

ليلى: شكلك تايه يا أستاذ.

عادل: ( ابتسم غصب عنه ) أنا عادل، وتقريبًا فعلاً تايه، بس مش عارف ليه حاسس إني لقيت ضالتي.

ليلى: ( ضحكت ضحكة رقيقة زي جرس صغير ) ضالتك؟ إيه هي ضالتك؟

عادل: ( اتردد شوية، مش عارف يرد يقول إيه ) مش عارف، بس حاسس إني بدور على حاجة، وحاسس إني هلاقيها معاكي.

ليلى: ( قربت منه خطوة ) أنا ليلى.

عادل: ( قلبه بدأ يدق بسرعة ) تشرفنا يا ليلى.

ليلى: وأنت كمان يا عادل.

وقفت ليلى قصاده، قريبة منه أووي، بتبص في عينيه بنظرات غريبة ومخيفة. عادل حس إنه بيغرق في عينيها، مش قادر يقاوم سحرها. كان عايز يهرب من نظراتها، بس رجليه متسمرة في الأرض، ومش قادر يوجه نظره بعيد عنها.

ليلى: ( بصوت مليان غموض وإغراء ) تحب أوصلك لضالتك؟

عادل: ( بصوت مبحوح من الخوف والرغبة ) ممكن؟

ليلى: طبعًا ممكن. بس الطريق طويل، وأنت شكلك تعبان.

عادل: أنا فعلاً تعبان شوية.

ليلى: تعالى معايا.

مدت ليلى إيدها لعادل، وصوابعها كانت طويلة ورفيعة زي صوابع الفنانين. عادل حس إنه مسحور، مد إيده بلا وعي ولمس إيدها. في اللحظة دي، حس بنار بتسري في جسمه كله، شعور غريب مخلوط بالخوف والسعادة والرغبة.

ليلى: ( شدت إيده برفق ) تعالى.

مشي عادل ورا ليلى، وهو حاسس إنه داخل متاهة من الغموض والسحر. مش عارف هي مين، ولا إيه اللي بيحصل ده، ولا رايحين فين، بس مش قادر يقاوم جاذبيتها الغريبة.


مشي عادل ورا ليلى في صمت، كل واحد فيهم تايه في أفكاره. عادل مش مصدق اللي بيحصل ده، حاسس إنه في حلم، بس حلم غريب أوي. حاسس بسعادة غريبة، وفي نفس الوقت قلق وخوف من اللي جاي.

دخلوا شارع جانبي أضيق وأظلم من اللي كانوا فيه، البيوت فيه أعلى وأكبر، وشكلها قديم زي ما تكون من عصر تاني. الهوا كان ثقيل، مليان روايح غريبة عادل ميعرفش يفسرها. كان فيه ريحة بخور قوية، مخلوطة بريحة عفن زي ريحة الحاجات القديمة المقفولة من زمان.

عادل: ( بصوت واطي ) هو إحنا رايحين فين يا ليلى؟

ليلى: ( من غير ما تبصله ) هتوصل قريب. اصبر شوية.

فضلوا ماشيين في صمت، وعادل بدأ يحس بالتوتر والخوف. الشارع كان بيطول أكتر ما بيقصر، وكل ما يمشوا يحس إنه بيبعد عن الدنيا اللي يعرفها، بيبعد عن الزحمة والضوضاء والناس اللي متعود عليهم. حس إنه داخل عالم تاني، عالم مليان غموض وأسرار.

فجأة، وقفت ليلى قدام بيت قديم بابه خشب متهالك، والطلاء بتاعه متقشر. البيت كان عالي أووي، شباكيه ضيقة ومقفولة، ومفيش فيه ولا لمبة نور منورة.

ليلى: ( بصوت هادئ ) وصلنا.

عادل: ( بص للبيت بقلق ) هو ده؟

ليلى: أيوه، ده مكان ضالتك.

عادل: ( بلع ريقه بصعوبة ) هو... هو إيه اللي جوا؟

ليلى: ( ابتسمت بغموض ) ادخل وشوف بنفسك.

قربت ليلى من الباب الخشب القديم وزقته براحه. الباب صر صوت عالي رعب عادل، حس إنه صوت بيت يطلع من فيلم رعب. شاف سلم خشب قديم مظلم مليان تراب وعناكب، بيؤدي للطابق العلوي.

ليلى: ( بصوت ناعم زي المخمل ) اتفضل. أنا مستنية هنا.

عادل: ( اتردد شوية، كان خايف يدخل البيت ده، بس الفضول كان أقوى من الخوف ) ماشي.

بدأ عادل يطلع السلم ببطء، خطواته بتعمل صوت مخيف في الهدوء اللي مالي المكان. كان سامع صوت قلبه بيدق في صدره، وصوت نفسه السريع. كل ما يطلع درجة يحس إن الخوف بيزيد جواه، وحاسس إن في عيون بتراقبه من الظلمة. وصل لآخر السلم، ولقى نفسه في ممر طويل مظلم، ريحته غريبة زي ريحة العفن والبخور. مشي شوية لحد ما وصل لآخر الممر، ولقى قدام باب مقفول. حط إيده على الأكرة الباردة وحاول يفتحها. الباب اتفتح بصوت صرير عالي خلاه يصرخ من الخضة.

عادل: ( بخوف ورعشة ) مين هناك؟

مفيش رد. صمت مخيف مالي المكان، زي ما يكون البيت مهجور من سنين.

دخل عادل الأوضة، ولقى نفسه في مكان غريب ومرعب.



الفصل الثاني: لقاء غير متوقع


الأوضة كانت واسعة وعالية، السقف خشب متهالك، والحيطان مليانة صدوع وشقوق زي وش عجوز مليان تجاعيد. الأوضة كانت مظلمة، مفيش فيها غير شمعة واحدة منورة على ترابيزة في نص الأوضة، بتنور المكان بنور أصفر خافت.

عادل: ( بصوت مرتجف ) إيه ده؟ هو مفيش حد هنا؟

حس عادل بقشعريرة جديدة بتسري في جسمه، المكان كان مخيف وموحش، وحاسس إن فيه عيون بتراقبه من الظلمة. قرب من الترابيزة وشاف حاجة غريبة محطوطة عليها. كانت علبة خشب صغيرة منقوشة برسومات غريبة، ومقفولة بقفل نحاس قديم.

عادل: ( لنفسة ) إيه العلبة دي؟

مد عادل إيده ببطء ناحية العلبة، بس فجأة سمع صوت ضحكة رقيقة من وراه. لف بسرعة وشاف ليلى واقفة في باب الأوضة، بتبصله بابتسامة غريبة.

عادل: ( اتخض لما شافها ) ليلى! إنتي دخلتي إمتى؟

ليلى: ( قربت منه بخطوات هادية ) لسه داخلة دلوقتي. كنت عايزة أشوفك لوحدك.

عادل: ( حس بالتوتر ) عايزة تشوفيني ليه؟

ليلى: ( وقفت قدام الترابيزة ) شايف العلبة دي؟

عادل: أيوه. إيه دي؟

ليلى: دي ضالتك.

عادل: ( باستغراب ) ضالتي؟ يعني إيه؟

ليلى: العلبة دي فيها سر كبير، سر هيعرفك على حاجات كتير مخبية عنك. هيعرفك على عالم جديد، عالم مليان سحر وغموض.

عادل: ( حس بالفضول والخوف في نفس الوقت ) عالم إيه ده؟

ليلى: ( بصوت مليان إغراء ) عالم أنا جزء منه.

عادل: ( بص في عينيها ) إنتي؟ يعني إيه؟

ليلى: ( قربت وشها من وشه، لحد ما حس بأنفاسها السخنة على خده ) أنا مش زي البنات اللي قابلتها قبل كده. أنا مختلفة.

عادل: ( بلع ريقه بصعوبة ) مختلفة إزاي؟

ليلى: ( لمست خده بإيدها، وصوابعها كانت باردة زي التلج ) أنا... أنا شيطانة.

عادل: ( اتصدم من كلامها، عيونه وسعت من الخضة ) شيطانة؟ إنتي بتتكلمي جد؟

ليلى: ( ابتسمت بخبث ) أنا عمرى ما بكدب يا عادل. أنا شيطانة، وجيت الدنيا دي علشانك.

عادل: ( حس بالدوار، رجع خطوة لورا ) علشاني؟ ليه؟

ليلى: علشان أحبك.


كلام ليلى نزل على عادل زي الصاعقة. شيطانة؟ تحبه؟ إيه اللي بيحصل ده؟ حس إنه تايه ومش فاهم أي حاجة.

عادل: ( بصوت مرتجف ) شيطانة؟ إنتي... إنتي بتستهبلي؟

ليلى: ( قربت منه أكتر، لحد ما بقت قدام عينه ) أنا عمرى ما بستهبل يا عادل. أنا شيطانة بجد، وجيت الدنيا دي علشانك أنت.

عادل: ( بص في عينيها، كان شايف صدق في نظراتها، بس مش قادر يستوعب اللي بيحصل ) ليه أنا؟ ليه جيتي علشاني؟

ليلى: ( رفعت إيدها ولمست خده برفق ) علشان أحبك يا عادل. أحببتك من أول مرة شوفتك فيها.

عادل: ( حس بجسمه كله بيرتعش من لمستها ) إزاي تحبيني؟ إنتي شيطانة، وأنا إنسان.

ليلى: ( ابتسمت بغموض ) الحب مبيعرفش الحدود يا عادل. القلب بيحب من غير ما يفكر في العرق أو الدين أو حتى النوع.

عادل: ( سكت شوية، يحاول يهضم اللي بيحصل ده ) بس... بس الشياطين شريرة. بيقولوا إنهم بيخدعوا البشر وبيأذوهم.

ليلى: ( بصت في عينيه بحب ) أنا مختلفة يا عادل. أنا ممكن أكون شيطانة، بس قلبي مليان حب ليك. أنا عمري ما هأذيك، أنا عايزة أسعدك وأخليك ملك الدنيا.

عادل: ( حس بالحيرة والشك ماليين قلبه ) أنا مش عارف أصدق إيه ولا أعمل إيه.

ليلى: ( مسكت إيده بين إيديها ) صدق قلبك يا عادل. القلب عمره ما بيكدب. أنا بحبك، وبحبك حب حقيقي ونقي.

عادل: ( بص في عينيها شوية، وبعدين سأل بصوت واطي ) وإيه المطلوب من أنا؟

ليلى: أنا عايزاك تحبني زي ما بحبك. عايزاك تثق فيا وتسيب نفسك ليا.

عادل: ( حس إنه مضطر يصدقها، مضطر يسلم نفسه للحب الغريب ده ) أنا... أنا خايف.

ليلى: ( قربت منه وباسته بوسة رقيقة على شفايفه ) متخافش يا حبيبي. أنا معاك.

بوسة ليلى كانت زي السحر، خلت عادل ينسى كل خوفه وهمه. حس بسعادة غامرة مليئة بالشغف والرغبة. في اللحظة دي، نسي عادل كل حاجة في الدنيا غير ليلى.

ليلى: ( بصوت مليان حب وإغراء ) تعالى معايا يا عادل. هنبدأ حياة جديدة، حياة مليانة سعادة وحب.

عادل: ( بصوت مبحوح من الشغف ) أنا معاكي يا ليلى. أنا ملكك.


الفصل الثالث: لعنة الحب


خرج عادل من البيت القديم وهو في حالة صدمة، مش مصدق اللي بيحصل معاه. ليلى... شيطانة؟ بتحبه؟ إزاي؟ ليه؟ أسئلة كتير كانت بتدور في دماغه من غير إجابة. بس في نفس الوقت، كان حاسس بسعادة غريبة وإثارة مش مفهومة.

مشي في الشوارع الضيقة من غير هدف، تائه بين أفكاره ومشاعره. كل حاجة حصلت بسرعة أووي، حس إنه محتاج وقت يفكر فيه في كل اللي حصل.

عادل: ( لنفسه ) أنا إزاي صدقتها؟ إزاي سلمت نفسي لها كده؟

افتكر نظرات عينيها، صوتها الناعم، لمستها الساحرة، بوستها اللي خلت جسمه كله يرتعش.

عادل: ( بتنهيدة ) أنا حاسس إني واقع في حبها. بس إزاي؟ دي شيطانة!

الخوف والرغبة كانوا بيتصارعوا جواه، مش عارف يختار مين فيهم. الخوف من المجهول، من عالم الشياطين والسحر اللي ميعرفش عنه حاجة. والرغبة في ليلى، في حبها الغريب اللي خلاه يحس إنه ملك الدنيا.

قرر عادل يرجع بيته، محتاج ينام ويرتاح شوية علشان يقدر يفكر في كل اللي حصل. وصل بيته وطلع على أوضته ودخل سريره من غير ما يغير هدومه ولا يقلع جزمتُه. غمض عينيه وحاول ينام، بس مفيش فايدة. صورة ليلى كانت قدام عينه، نظراتها، ابتسامتها، كلامها.

عادل: ( لنفسة ) أنا مجنون! أنا إزاي بفكر فيها بالشكل ده؟

قعد عادل على السرير، قلبه بيدق بسرعة، حاسس إنه مضطرب ومش على بعضه. قام من على السرير وراح ناحية الشباك، فتحُه وبص على الشارع. الدنيا كانت هادية، مفيش صوت غير صوت الكلاب الضالة وهي بتنبح في الليل.

عادل: ( بتنهيدة ) أنا محتاج حد أكلمه. حد أفضفض له وأقول له اللي في قلبي.

فكر عادل في صاحبه حسن، كان أقرب صديق ليه ويثق فيه أكتر من نفسه. بس اتردد شوية، حسن كان شخص عاقل ورزين، أكيد مش هيصدق حكاية الشيطانة دي.

عادل: ( لنفسة ) لازم أحكي له. أنا محتاج حد جنبي في الوقت ده.

مسك عادل تليفونه واتصل بحسن.

حسن: ( بصوت نعسان ) ألو؟ عادل؟ في إيه؟ الساعة 2 بالليل!

عادل: ( بصوت مليان قلق ) حسن، أنا محتاج أشوفك ضروري. أنا في مشكلة كبيرة.

حسن: ( بقلق ) مشكلة إيه؟ مالك؟

عادل: ( اتردد شوية ) مش هينفع أحكي لك في التليفون. لازم أشوفك وجها لوجه.

حسن: ( بتنهيدة ) طيب، تعالى على قهوتنا بكره الصبح بدري.

عادل: ماشي. أنا هجيلك أول ما أصحى.

حسن: ماشي يا صاحبي. مع السلامة.

قفل عادل التليفون وحس براحة نفسية شوية. على الأقل هيقدر يشارك حد همه، ويسمع رأي حد ثاني في اللي بيحصل معاه. رجع غمض عينيه وحاول ينام، بس المرة دي كان النوم أرحم بيه، وغرق في نوم عميق مليان أحلام غريبة عن ليلى والبيت القديم والعلبة الخشب اللي مفتوحة بتطلع منها نور أخضر غريب.


الفصل الرابع: الصوت المجهول


صحى عادل من النوم مفزوع، قلبه بيدق زي الطبل، جسمه كله عرق. بص حواليه في الأوضة، شاف نور الشمس داخل من الشباك، حس بارتياح شوية، الحلم كان غريب أوي، حس فيه بخوف ورعب. افتكر ليلى والبيت القديم والعلبة الخشب، فكر شوية "معقول كل ده كان حلم؟".

قام من على السرير وراح ناحية الحمام، غسل وشه ولبس هدومه، نزل على طول على القهوة عشان يقابل حسن ويحكي له اللي حصل.

وصل القهوة ولقى حسن قاعد مستنيه، شكله قلقان.

حسن: ( بلهفة ) حمد *** على السلامة يا عادل، إيه اللي حصل؟ وشك مالك أصفر كده ليه؟

عادل: ( قعد على الكرسي بتعب ) أنا مش عارف أبدأ منين يا حسن.

حسن: ( حط إيده على كتف عادل ) أهدى يا صاحبي واحكيلي براحتك. أنا سامعك.

بدأ عادل يحكي لحسن كل حاجة، من أول ما قابل ليلى في الشارع لحد ما اعترفت له إنها شيطانة، وحسن كان بيسمع بصمت وتركيز، عيونه مفتوحة على وسعها من الدهشة.

حسن: ( بعد ما عادل خلص كلامه ) يا نهار أسود! شيطانة بجد؟ إنت متأكد من اللي بتقوله ده يا عادل؟

عادل: أنا كنت فاكر إني بحلم يا حسن، بس للأسف كل ده حقيقة. أنا شوفتها بعيني، ولمستها بإيدي، وحسيت بنار بتسري في جسمي لما مسكت إيدي.

حسن: بس إزاي يا عادل؟ الشياطين مش بيظهروا للبشر بالشكل ده.

عادل: أنا مش عارف يا حسن، بس هي قالت لي إنها جت الدنيا دي علشاني، علشان تحبني.

حسن: تحبك؟! يا عادل دي أكيد بتضحك عليك، الشياطين معندهاش قلب يحبوا بيه.

عادل: بس أنا حسيت إنها صادقة يا حسن. حسيت بحبها في عينيها، في كلامها، في لمستها.

حسن: لا حول ولا قوة إلا ب****! أنا مش عارف أقول لك إيه يا عادل. إنت لازم تبعد عنها، لازم تهرب من المصيبة دي بأسرع وقت.

عادل: أنا مش عارف يا حسن، أنا مش عارف أعمل إيه.

حسن: أنا هساعدك يا صاحبي، مش هسيبك لوحدك في الموضوع ده.

فجأة، وهم قاعدين بيتكلموا، حسوا بحد بيراقبهم. بصوا حواليهم في القهوة، بس مفيش حد غريب. القهوة كانت زي كل يوم، زبائن قاعدين بيشربوا الشاي والقهوة وبيلعبوا الطاولة والشطرنج.

حسن: ( بصوت واطي ) إنت حسيت بده؟

عادل: أيوه، أنا حاسس إن في حد بيراقبنا.

حسن: طب هنعمل إيه دلوقتي؟

عادل: مش عارف.

في اللحظة دي، سمعوا صوت واطي بيهمس في ودن عادل:

الصوت: "عادل... أنا بحبك."

الصوت كان هامس، ناعم زي صوت ليلى، بس كان فيه حاجة مختلفة، حاجة مخيفة. عادل حس بجسمه كله بيرتعش، قلبه بدأ يدق بسرعة أكتر.

عادل: ( بصوت واطي مبحوح ) حسن... إنت سمعت ده؟

حسن: ( عيونه وسعت من الخضة ) سمعت إيه؟ مفيش صوت يا عادل.

عادل: لا، فيه صوت. صوت بيهمس في ودني.

حسن: ( بص حواليه في القهوة تاني، بس مفيش حد غريب ) يمكن متهيألك يا عادل.

عادل: لا، أنا متأكد إن فيه صوت. بيقول "عادل... أنا بحبك."

حسن: ( حس بالقلق على صاحبه ) طب إهدى يا عادل. يمكن يكون حد بيهزر معاك.

عادل: أنا حاسس إن ده صوت ليلى.

حسن: ليلى؟ بس إزاي؟ هي هنا؟

عادل: مش عارف.

في اللحظة دي، حسوا بأجواء غريبة في القهوة. الهوا بدأ يبرد، والنور بدأ يخفت، والناس بدأوا يبصوا حواليهم بقلق.

عادل: ( بصوت مرتجف ) حسن... أنا خايف.

حسن: ( مسك إيد عادل وطمنه ) متخافش يا صاحبي. أنا جنبك.

فجأة، اللمبة اللي فوق راسهم انفجرت بصوت عالي، والقهوة كلها غرقت في الظلمة. الناس بدأوا يصرخوا ويهربوا من القهوة في فوضى.

عادل: ( بخوف ورعشة ) حسن! حسن! إنت فين؟

حسن: ( بصوت عالي ) أنا هنا يا عادل! متتحركش من مكانك!

عادل كان حاسس بالرعب والضياع، مش شايف أي حاجة في الظلمة، وصوت الناس وهما بيصرخوا كان بيضيع صوت حسن. فجأة، حس بإيد باردة بتلمس إيده.

ليلى: ( بهمس ناعم جنب ودنه ) أنا هنا يا عادل. متخافش.

عادل: ( جسمه كله ارتعش من الخضة والخوف ) ليلى؟ إنتي إزاي...

ليلى: ( قاطعته ) مفيش وقت للأسئلة دلوقتي يا عادل. تعالى معايا.

شدت ليلى إيد عادل وخرجت بيه من القهوة في وسط الفوضى والظلمة.

حسن: ( بيحاول يوصل لعادل ) عادل! عادل! إنت فين؟

بس كان عادل اختفى، ومفيش أثر ليه في الظلمة.

الفصل الخامس: أعماق الرغبة

خرج عادل من القهوة زي المسحور، مفيش في دماغه غير صوت ليلى ولمستها الباردة. حس إنه بيمشي في الدنيا من غير ما يشوف حاجة، من غير ما يحس بأي حاجة.

وصل لبيت قديم تاني، أضيق وأظلم من اللي كان فيه قبل كده. البيت ده كان في آخر حارة ضيقة مفيهاش نور، مفيش صوت غير صوت القطط وهي بتتخانق على الأكل.

ليلى: ( فتحت باب البيت ودخلت وهي بتشد إيد عادل ) تعالى يا حبيبي.

دخل عادل وراها، كان خايف ومرتبك، بس في نفس الوقت حاسس بإثارة غريبة. البيت كان مظلم من جوا، مفيش فيه غير شمعة صغيرة منورة في نص الصالة.

ليلى: ( قربت منه وبصت في عينيه ) متخافش يا عادل. أنا معاك.

عادل: ( بصوت مبحوح ) أنا... أنا مش عارف إيه اللي بيحصل ده.

ليلى: ( ابتسمت بغموض ) سيبك نفسك ليا يا عادل. أنا هخليك أسعد إنسان في الدنيا.

شدت ليلى عادل من إيده وطلعوا على السلم، وصلوا لأوضة في آخر الممر. الأوضة كانت أوسع من اللي كان فيها قبل كده، وفيها شباك صغير بيطل على الشارع الضيق.

ليلى: ( ولعت شمعة على ترابيزة جنب السرير ) تعالى يا عادل.

قرب عادل منها، حس إنه منجذب لها زي الحديد للمغناطيس. ليلى كانت لابسة فستان أسود حرير، شعرها الأسود الطويل نازل على كتافها زي الشلال. قربت منه وباسته بوسة طويلة على شفايفه.

عادل: ( حس بنار بتسري في جسمه كله ) ليلى...

ليلى: ( همست في ودنه ) أنا بحبك يا عادل.

عادل: ( رد عليها بصوت مبحوح ) وأنا بحبك يا ليلى.

حضنوا بعض بقوة، كانوا حاسين بالشوق والرغبة والحب. ليلى بدأت تقلع هدوم عادل ببطء، وعادل كان مستسلم لها تماما، مفيش في دماغه غير رغبته فيها.

ناموا على السرير، وغطاهم الظلام. صوت همساتهم وانفاسهم كان بيملى الأوضة، مخلوط بصوت شمعة بتطلع آخر أنفاسها.

الأوضة كانت هادية، مفيش فيها غير صوت أنفاسهم المتسارعة ودقات قلوبهم اللي زي الطبول. عادل كان تايه بين أحضان ليلى، حاسس بدفى غريب بيدخل جسمه من كل لمسة، من كل قبلة.

ليلى: ( بتمشي صوابعها على صدر عادل ) أنا بحبك يا عادل. بحبك من كل قلبي.

عادل: ( بيضمها ليه أكتر ) وأنا كمان بحبك يا ليلى.

ليلى: ( بتبص في عينيه ) أنا عايزاك تكون ليا أنا وبس.

عادل: ( بصوت مبحوح من الرغبة ) أنا ملكك يا ليلى. اعملي فيا اللي إنتي عايزاه.

ليلى: ( ابتسمت بخبث ) أنا هخليك أسعد إنسان في الدنيا يا عادل. هخليك تنسى كل همومك ومشاكلك.

قربت ليلى من عادل وباسته بوسة طويلة على شفايفه، وبعدين بدأت تبوس رقبته وكتفه ببطء. عادل كان حاسس إنه بيطير من السعادة، مفيش في دماغه غير ليلى ولمستها ونار جسمها.

ليلى: ( بتتكلم بصوت واطي مليان إغراء ) أنا هخليك تدوق السعادة الحقيقية يا عادل. السعادة اللي عمرك ما حلمت بيها.

عادل: ( مش قادر يتكلم، مفيش في دماغه غير الرغبة ) ليلى...

ليلى: ( بتبوس صدره ببطء ) أنا عايزاك تكون ليا أنا وبس يا عادل. متفكرش في أي حاجة تانية غيري.

عادل: ( بيضمها ليه أكتر ) أنا ليك يا ليلى. أنا ملكك.

قضوا الليل كله في حضن بعض، تاييهين في بحر من الحب والرغبة. الصبح لما صحوا، كان عادل حاسس إنه إنسان جديد، إنسان مليان حيوية ونشاط، إنسان نسي كل همومه ومشاكله.

ليلى: ( بتبص في عينيه بحب ) إنت حبيبي يا عادل. أنا عمري ما هسيبك.

عادل: ( بيبوس إيدها ) وأنا كمان بحبك يا ليلى.

لبس عادل هدومه وهو حاسس إنه بيطير من السعادة. خرج من البيت وهو مش مصدق اللي حصل. حس إنه عاش ليلة من ألف ليلة وليلة، ليلة غيرت حياته للأبد.
___________________________________
لمشاهدة باقي الفصول
انتقل الى هنا 👇 👇
(https://www.wattpad.com/story/389116365)



#الشيطانة_اللي_حبتني #رومانسية #فانتازيا #حب #شياطين #غموض #إثارة #واتباد
 


أكتب ردك...
أعلى أسفل