متسلسلة اعادة تشغيل _حتى الجزء الثانى 8/4/2025

ابو دومة

ميلفاوي خبير
عضو
ناشر قصص
إنضم
11 يوليو 2024
المشاركات
363
مستوى التفاعل
184
النقاط
0
نقاط
362
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
كان يوم شبه أي يوم في مركز الدعم الفني. المكتب كان مليان بأصوات لوحات المفاتيح، ونقرات الماوس، وهمهمات الموظفين اللي بيحاولوا يشرحوا لعملاء مضطربين إن الحل أبسط مما يتخيلوا.
"آدم" كان قاعد قدام الكمبيوتر، بيعدي الوقت وهو بيشرب من قهوته الباردة اللي نسيها من كتر الانشغال… أو الملل. عينه بتتحرك بين الشكاوي اللي على الشاشة، لكن عقله كان سرحان في اللاشيء، في الفراغ الرمادي بين الإرهاق والروتين.
رغم كل الدوشة المعتادة، كان الجو بالنسبة له هادي، كأن عقله فلتر كل الأصوات وخلّاها خلفية بيضه بلا معنى. مفيش مفاجآت… لحد ما التليفون رنّ.
ردّ بصوته الرسمي:
–مساء الخير
جاله صوت متوتر، وحس انه مألوف بطريقة غريبة لكنه مش قادر يصدق.
= مساء النور
حاول يركز مع الصوت اكتر وهو بيرد
–"أهلاً بيك في قسم الدعم الفني، إزاي ممكن أساعدك؟"
= "آه… اللاب بتاعي اتعطل قبل تسليم المشروع بساعة! لو سمحت قولي إنك تقدر تساعدني!"
آدم تجمد لثانيتين. الصوت ده؟ يوسف.
نفس يوسف اللي كان معجب بيه في الجامعة، واللي كان بيتعامل معاه ببرود واضح كأنه مش شايفه، واللي فضل آدم يحاول يقرّب منه لحد ما زهق وقرر ينسى الموضوع.
حاول آدم يلم نفسه وردّ ببرود احترافي:
–"جربت تفصل الجهاز وتوصله تاني بالكهربا؟"
–"يا عم جربت كل حاجة، وما زال ميت!"
آدم بعد استفسارات من يوسف عن اللي حصل وبعض التعليمات وهو بيلف القلم في إيده وبيفكر.
المشكلة دي مش هتتحل بتعليمات على التليفون.
بعد لحظة صمت قال:
–"إنت فين دلوقتي؟"
–"في البيت… ليه؟"
–"جايلك، اللاب ده محتاج تدخل جراحي."
ما كانش عارف هو جاب الجملة دي منين، بس لقى نفسه فعلاً في طريقه لبيت يوسف، وهو بيحاول يقنع نفسه إنه رايح عشان الشغل… مش لأي حاجة تانية.
.........
في الطريق لبيت يوسف، آدم كان سايق بسرعة ثابتة، لكن كان حاسس بتوتر خفي، توتر ملوش علاقة بمشكلة اللاب. عقله كان شغال بأقصى طاقته، بس مش على حل تقني… بل على يوسف نفسه.
إزاي بعد كل السنين دي، مجرد سماع صوته قدر يحرك فيه حاجة كان فكر إنها انتهت؟ ليه فكرة إنه رايح بيته فجأة بقت تقيلة على صدره بالشكل ده؟
حاول يقنع نفسه إنه مجرد شغل، وإنه كان هيساعد أي عميل تاني بنفس الطريقة. بس الحقيقة كانت واضحة قدامه، حتى لو مش عايز يعترف بيها. ده يوسف، الشخص اللي كان نقطة ضعف غير معلنة في حياته، واللي كان سبب في حاجات كتير فضل يتجاهلها.
مسح على وشه بسرعة وهو بيوقف عند إشارة مرور
عينه سرحت للحظة في الطريق قدامه،افتكر أول مرة شافه فيها.
.........
في المدرج، حاطط السماعات في ودانه مش مركز في أي حاجة، لحد ما الباب اتفتح، ودخل يوسف.
مشهد بسيط جدًا، لكن آدم كان فاكر كل تفصيلة فيه. إزاي يوسف كان لابس قميص أبيض بأكمام مشمّرة وبنطلون جينز رمادي، شعره كان المنعكش بطريقة عشوائية لكنها محسوبة. إزاي كان بيتحرك بثقة طبيعية، مش متصنعة، وكأنه مش محتاج يثبت أي حاجة لأي حد.
وقتها، آدم حس بحاجة غريبة، حاجة قريبة من الفضول… بس أعمق.
ومن اليوم ده، بدأت رحلته مع يوسف وانه يقرب منه لكن يوسف مكنش شايف ده ولا مهتم...ويمكن كان بيتجاهله.
افتكر لما كان بيحاول يفتح مواضيع معاه في قاعة المحاضرات، بس يوسف كان بيرد بإجابات مختصرة، أو بيحول الموضوع بسرعة لحد تاني.
بعتله قبل كده مقال مهم كان عارف إنه هيعجبه، ومان رد يوسف ـ "شكرًا" مقتضبة وما كملش كلام
وفي حفلة الجامعة، لما لمح يوسف واقف لوحده فكر يقرب ويبدأ كلام، بس قبل ما يوصل، يوسف كان بالفعل اتحرك ناحية مجموعة تانية كأن وجود آدم ما كانش حتى يستحق لحظة انتظار.
كل دي لحظات صغيرة، بس آدم كان شايفها أوضح من أي حاجة تانية، وكان فاكر كويس إحساس التجاهل اللي كان بيخليه في كل مرة ياخد خطوة لورا بدل ما يحاول أكتر.
لكن… دلوقتي لما بيفتكر، ملامح يوسف في المواقف دي كلها مكانتش باردة تمامًا. أوقات كان فيه لحظات صغيرة، حاجة في عينه بتلمع بسرعة قبل ما يبعد. كأنه كان بيحاول يتجنب حاجة، كأنه كان… خايف؟
.......
صوت كلكسات العربيات رجعه من ذكراياته واخد باله ان الاشارة فتحت، قرر انه يركز في المهمة اللي قدامه: إصلاح اللاب، مش إعادة فتح أبواب ماضيه.
ضغط على البنزين وهو بيكلم نفسه: "ايا كان مش مهم. شغل وبس."
لكن جوه عقله، كان عارف إنها مش كده أبدًا.
وصل للشقة، ووقف قدام الباب...ايديه اتعلقت للحظة في الهوا قدام الجرس، مش عارف ليه حاسس إن الخطوة دي أكبر من الظاهر؟ ده مجرد تصليح جهاز، مش مواجهة مصيرية!!!
بس الحاجة اللي دايمًا كانت بتخليه متردد مع يوسف رجعت تاني. إحساس خفيف لكنه واضح: هو داخل عالم يوسف، بس هل يوسف مستعد يفتح له الباب فعلاً ولا هيلاقي نفس ردود الافعال؟؟
اخد نفس وهز رأسه بينفض الافكار دي وبيقنع نفسه للمرة الالف انه هنا عشان الشغل وبس
وهنا الباب اتفتح.....وقف قدامه يوسف بس المشهد اللي قدامه كان اخطر من المتوقع
...........
يوسف بعمر ال٢٦ قدامه كان لابس شورت رياضي رمادي قصير شوية، مستريح على وسطه، مع كت أسود واسع مفرود على جسمه بس بطريقة تخليك تاخد بالك من تفاصيله. دراعاته المشدودة باينة، وكتافه العريضة واضحة تحت القماش الناعم اللي بيتحرك مع كل حركة منه.
جسمه رياضي وطويل نوعا ما ١٨٥سم ، بس مش جسم واحد بيتمرن عشان يبقى عضلات، لا… تحس إنه نشيط بطبيعته، الحركة جزء منه.
وجهه كان حاد، فك قوي، أنف مستقيم، وشفايفه دايمًا واخدة وضع نص الابتسامة اللي مش مفهوم معناها. بس أكتر حاجة كانت لافتة هي عيونه… لونها بني فاتح، عسلية شوية، ولما النور يلمسها، كان بيبقى فيها بريق معين يخلي اللي بيتكلم معاه يحس إنه مركز معاه حتى لو مش مركز بجد.
شعره البني غامق كان منعكش شوية ومناسب مع لون بشرته القمحي شويه ، مش كأنه مهمل، لكن كأنه حد لسه قايم من النوم، أو لسه خارج من دوش سخن. قطرات خفيفة من الميه كانت لسه عالقة في خصلات قريبة من رقبته، بتلمع تحت إضاءة الممر.
أما آدم كان اصغر من يوسف بسنة، وكان نقيضه في كل شيء. بشرته كانت فاتحة، أفتح من يوسف بدرجة واضحة، بتدي له مظهر هادئ وراقٍ. شعره كان بين الأشقر الداكن والعسلي، متوسط الطول، بيقع بخفة على جبينه، بتموجات خفيفة بتدي له شكل ناعم بدون ما يكون طفولي.
كان دايمًا مهندم، لابس قميص أبيض واسع بأكمام مشمّرة بعناية، مع بنطلون بيج أنيق، كأن مظهره مصمم عشان يعكس شخصيته الهادئة.
عينيه الرمادية كانت ثابتة، لكنها محملة بأفكار كتيرة. كان متعود على ضبط تعابيره، على إخفاء مشاعره تحت قناع من البرود المحسوب، لكنه في اللحظة دي حس بحاجة غريبة… حاجة بتخليه يحس إنه مكشوف أكتر مما يحب.
آدم حس بسخونة غريبة في ودانه… ودي مشكلة كبيرة، لأنه مش متعود يتهز بسهولة...لكن منظر يوسف قدامه بالشكل ده مكنش عامل حسابه، خصوصا لما نزل عيونه للشورت ولمح زبه اللي كان دايما ملفت ومرسوم في اي حاجه بيلبسها.
سحب نفس عميق، وحاول يركز على حاجة تانية غير يوسف وشكله
واقف يوسف عند الباب متحركش، ولا حتى ابتسم، بس مال براسه شوية كأنه مستني تفسير للزيارة دي.
آدم رفع حاجبه وقال بهدوء: – "جيت علشان اللابتوب."
يوسف بنص ابتسامة ونظره شبه مش مهتمة وهو واقف على الباب بكسل:
–"بصراحة ما كنتش متوقع إنك تيجي."
آدم رفع حاجبه وهو بيعدي من جنبه بسرعة:
–"أنا محترف، ما بسيبش الحالات الحرجة تموت."
يوسف فتح الباب على وسعه وهو بيقوله اتفضل، واتحرك لجوّه وهو بيتمطّع شوية كأنه مش مهتم.
آدم دخل، عينه بتمر بسرعة على المكان… نفس الجو اللي كان متخيله، بسيط ومرتب، لكن فيه لمسات شخصية بتقول حاجات عن يوسف أكتر مما هو بيقول بنفسه.
قعد آدم قدام اللابتوب اللي كان السفرة، وبدأ يشوف المشكلة بدون أي مقدمات. يوسف كان واقف في قدامه، ساند إيده على المطبخ المفتوح، بيشرب حاجة من مج خزف غامق. مظهره عادي، لكن في شيء في طريقته كان بيخلّي الجو مشحون بطريقة خفية.
–"إيه آخر حاجة عملتها قبل ما يبوظ؟" آدم سأل وهو عينه على الشاشة.
–"كان شغال عادي، وبعدين فجأة فصل ومش راضي يفتح تاني،" يوسف رد وهو بيتكلم بنبرة عادية جدًا.
ادم كان بيحاول يركز على قد ميقدر، لكن عيونه كانت بتخونه كل شويه ناحية يوسف ونزلت لحظة على وسط يوسف، على الطريقة اللي الشورت كان مريح فيها بشكل يسمح له بتخيل أكتر في اللي تحت البنطلون، شكل زبه اللي متحدد اللي بيقول ان فيه وحش مستخبي.
أخد باله إنه بيتنفس بصوت اعلى شوية من العادي، قلبه بيدق أسرع، وإحساس دافئ بدأ يتسلل لجلده.
كل لمحة كان بيخطفها ليوسف كانت بتهيجه اكتر، الطريقة اللي كان بيرفع بيها المج، عضلات دراعه بتتحرك مع كل رشفة.
توتره بيزيد، مش بسبب المشكلة اللي بيصلحها… لكن بسبب الشخص اللي معاه قريب جدًا منه في نفس المكان، ومريح جدًا في وجوده، ياما تخيل انه معاه في نفس الاوضة، ويوسف راكب فوقه زبه في طيزه نازل نيك فيه ومش راحمه.
تخيلاته اللي فضلت في تفكيره وقت طويل رجعت ظهرت تاني ومبقاش قادر انه يسيطر عليها.
يوسف لاحظ الصمت، قرب شوية وهو بيميل على السفرة بإيده، صوته قريب وهو بيسأل: – "في أمل؟"
آدم حس بنفسه بيبلع ريقه بصعوبة، قرب يوسف خلى عقله يتجمد للحظة. رفع عينه، شاف المسافة الضيقة اللي بينهم، التفاصيل الصغيرة اللي بقت أوضح من اللازم… حس بسخونة في ودانه، وبسرعة دارى ده بإنه رجع يركز على الشاشة، صوته كان أهدى من اللي حاسس بيه جواه: – "دايمًا في أمل… بس لازم تعرف إزاي تصلحه."
بعد حوالي نص ساعة، الشاشة نورت فجأة، وعلامة التشغيل ظهرت. يوسف زفر كأنه كان حابس أنفاسه، لكن ملامحه فضلت على هدوئها المعتاد.
–"عظيم... ما كنتش أعرف إنه ممكن يشتغل تاني."
آدم بهدوء: – "كل حاجة ممكن تشتغل تاني… لو حد اهتم بيها بالشكل الصح."
رفع عينه ليوسف، شاف في نظرته حاجة مش مفهومة. يوسف لثانية كأنه هيقول حاجة، لكنه بدلها بجملة مختلفة:
"بجد انا مش عارف اشكرك ازاي؟" قالها وهو مركز في الشاشة.
آدم، وهو بيجمع حاجته، وقف لحظة، وبعدين قال بهدوء:
–"ممكن تبدأ بعدم التظاهر إنك متعرفنيش."
يوسف رفع عينه، وبصله بنظرة فيها حاجة جديدة، حاجة آدم مش قادر يفسرها.
يوسف بعد عينيه وبص بعيد وسكت شوية كأنه بيفكر هيرد ازاي ، وبعدين قال بابتسامة خفيفة:
–"ما كنتش فاكر إنك واخد بالك."
ضحك آدم بسخرية خفيفة:
–"يوسف، أنا واخد بالي من كل حاجة فيك من أول يوم شفتك فيه."
يوسف سكت وبص في المج اللي في إيده، بس صمته طال،
ساعتها آدم ابتسم بحزن وهو بيقوم عشان يمشي، وحس ان يوسف مش عايز يرد ورجع يتجاهله زي مكان بيعمل
يوسف رفع عينيه بيتابع آدم وهو خارج، بسرعه قال وهو متردد:
–"آدم، تحب تشرب قهوة قبل ما تمشي؟"
آدم وقف فجأة وحس بدقات قلبه بتزيد لما سمع اسمه، بس حس ان الجملة دي ممكن تكون مجرد مجاملة….او يمكن دعوة حقيقة.....
لفله وهو مبتسم ابتسامة ناعمة وقال: – "ليه لأ؟ بس بشرط…انا اللي هختار نوعها."
يوسف ضحك ضحكة خفيفة، وحرك راسه كأنه بيوافق. مشي للمطبخ، وآدم متابعه بعنيه، وهو مش متأكد… هل المسافة بينهم فعلاً بدأت تقصر؟ ولا دي مجرد لحظة مؤقتة، زي اللاب اللي اشتغل من جديد، لكنه في أي لحظة ممكن يطفي تاني؟
الأكيد ان آدم حس إن الليلة دي مش هتنتهي بسهولة. يمكن القهوة دي تكون مجرد بداية… أو يمكن تكون لحظة هدوء قبل العاصفة.......

يوسف كان واقف في المطبخ بيحضر القهوة، حركاته هادية بس محسوبة، كأن كل تفصيلة ليها هدف. آدم كان قاعد على الكرسي في الصالة، عينه بتراقبه من بعيد، بس مش بعيد أوي.
ركز مع طريقة وقفته، إزاي ضهره مفرود، إزاي دراعاته بتتحرك بسهولة وبيحضر في القهوة، العضلات اللي بتشد مع كل حركة. الكت الواسع اللي بيكشف لمحات من صدره مع كل التفاتة، والشورت الرياضي القصير اللي لابسه مريح أوي، وأكتر حاجة مستفزة فيه إنه مش ساتر أي حاجة تقريبًا، حرفيا مش ساتر، وافكاره بتاخد في اتجاه مختلف.
فكر للحظة، لو الأمور كانت مختلفة… لو يوسف كان بيبص له بنفس الطريقة اللي هو بيبص بيها دلوقتي، كان ممكن يحصل إيه؟
يوسف قطع أفكاره بسؤاله : "سكر؟"
آدم رفع عينه بسرعة، كأنه اتاخد متلبس بتفكيره، ورد بسرعة وهو بيعدل جلسته بعد مبلع ريقه: "مظبوط."
يوسف وهو بيحضر القهوة:-"اي الدنيا معاك"
آدم:"يعني زفت والحمدلله..وانت؟"
يوسف بضحكة: "زفت بردو"
آدم ضحك على ضحكته وسرح فيها ورجع يركز في تفاصيل يوسف يوسف قال من غير ما يبصله:
"هاتلي الفنجان من على الرخامة"
آدم اتحرك من غير ما يفكر،
دخل المطبخ،
وبالفعل اخد الفنجان بس كان فيه معلقة وقعت على الأرض، تحت الكاونتر.
انحنى، وطى جسمه عشان يمد إيده للمعلقة.
وفي اللحظة دي…
يوسف كان لسه رافع القهوة من على النار،
لف بخطوة سريعة وهو شايل الكنكة،
ماخدش باله إن آدم موطي وراه.
خبط فيه، والقهوة نزلت باندفاع مباشر على أسفل ضهر آدم، عند بداية طيزه.
"آآااه!"
آدم اتنفض، صوت الألم خرج منه بعفوية،
إيده راحت بسرعة تمسك البنطلون من ورا، تحاول تبعد القماش عن الجلد المولّع.
يوسف عينه وقعت على البقعة، على القهوة وهي بتبل البنطلون، وبتوضح كل خط في جسم آدم تحتها.
"إنت كويس؟!"
قالها يوسف وهو بيقرب منه مش قادر يخبّي القلق… ولا حاجات تانية.
آدم بيحاول يمسك أعصابه، عض شفته وقال من بين أنفاسه:
"سخنة…اوي."
يوسف قرب أكتر، حاول يشوف مكان الإصابة،
"طب اقلع البنطلون بسرعه خليني اشوف الحرق وعندي مرهم للحروق هجيبهولك."
آدم حاول يفك الزرار، بس إيده كانت لسه ماسكة البنطلون من ورا،
"مش قادر… ماسكه."
يوسف قال بهدوء بس بصوت فيه أمر:
"هساعدك."
مد إيده، بدأ يشد البنطلون،
بس لقاه مش بيتحرك، لأن آدم من كتر التوتر ساحب معاه البوكسر والقميص.
يوسف حط إيده التانية، وشد لتحت مرة واحدة…
بووووم
البوكسر نزل مع البنطلون.
آدم طيزه اتعرت بالكامل… قدام يوسف، اللي كان راكع وراه.
المنظر كان صادم.
أسفل ضهره، بداية طيزه....لالا طيزه كلها، وكل التفاصيل… باينة.
آدم اتجمد، وبعفوية منه سريعة حاول يغطي نفسه بإيده،
بس… إيده مش كفاية كانت اصغر من انها تداريها
شالها ولف ليوسف وهو بيداري بتاعه
وشه كان احمر وانفاسه بتعلى وهو مش عارف يقول ايه
آدم بصوت فيه عصبية ممزوجة بالتوتر والالم:"انت اي اللي عملته ده"
يوسف مكنش معاه اصلا، لسه بيبص على فخاده وايديه اللي مداري بيها زبه، والمشهد لسه في دماغه وقدامه وبيراجع تفاصيل طيز ادم، بيضه مدورة وكبيرة مفيهاش شعراية كان نفسه يلمسها ويحس نعومتها
يوسف رفع راسه لآدم وصوت انفاسه واضحة ومسموعة، بس اللي كان واضح اكتر....عيون يوسف.
لونها كان متغير وبقا افتح من الاول وفيها لمعة غريبة وواضحة جدا
عينيه كانت ممزوجة بالرغبة والتعطش...عيون مفترس!!
كل ده آدم لاحظه وفي وسط مشاعرة اللي متلغبطة حس بقلق :" يوسف عينيك..!!"
رمش يوسف وعيونه رجعت لطبيعتها بس حالته مرجعتش
"ادخل خد دوش" قالها يوسف بصوت مبحوح ومشى قدام آدم وهو بيشاورله على الحمام
.........
الباب اتفتح، والبخار خرج قبله كأنه ستارة مسرح بتتسحب…
وآدم خرج.
الفوطة ملفوفة حوالين وسطه ، والمية بتتنقط من شعره على صدره، تنزل على خده وتتهرب لرقبته، وكأنها بتكشفه واحدة واحدة.
كل خطوة كانت متوترة، كأنه كل ما يقرب من الصالة، بيقرب من حاجة هو مش فاهمها… بس خايف منها.
كان حاسس بيوسف حتى قبل ما يشوفه.
حاسس بنظراته، حارقة زي القهوة اللي اتدلقت عليه.
دماغه لسه مش مرتبة، في الحمام كانت أفكاره بتجري فيه زي المية،
إيده اللي لمست فخده كانت مش بس بتغسل الجلد… كانت بتفتش عن أثر يوسف،
أثر عينه،
أثر الرغبة اللي شافها بتلمع في عينه وقت ما طيزه اتكشفت.
وهو بيغسل جسمه، حس إن المية مش بتنظفه… بالعكس، كأنها بتخليه أصدق.
كأنها بتعرّيه أكتر، من جواه.
بس دلوقتي… هو خارج، ومش قادر يبص ليوسف.
مفيش كلمة خرجت منه،
وقف لحظة عند باب الصالة،
يوسف كان قاعد على الكنبة مستنيه يخرج، عامل نفسه بيتفرج على التلفزيون…
بس عنيه كانت مفضوحة.
ما بتركزش على الشاشة، بتراقبه هو، بتراقب توتره وخجله، بتراقب تفاصيل جسمه، والفوطة الصغيره اللي بيحاول يداري بيها جسمه ومش عارف، نقط المايه اللي لسه على جلده وشعره اللي نازل على وشه،
اللمعة اللي على جسمه الاملس والحلمات الوردي وهما واقفين.
آدم عدى قدامه، وحاول يكون طبيعي،
بس خطواته كانت أبطأ شوية من اللازم…
وفوطة الحمام… كانت بتلعب دورها الأخير قبل السقوط.
يوسف قام بهدوء مسك ايديه وسحبه من غير ما يبصله:
"تعالى ادهن مكان الحرق"
ادم اتحرك معاه باستسلام
قعد على الكنبة وخلى ادم وقف قدامه مديله ضهره وبدأ يدهنله ضهره من تحت، قشعرة خفيفة حس بيها آدم مع اول لمسه من يوسف
"معلش استحمل" قالها يوسف بعد ملاحظ رد فعل آدم،
آدم كان في حالة معقدة جدًا في اللحظة دي. مشاعر إحراج، توتر، ودهشة كانت تختلط مع بعضها، ما بين الارتباك والمفاجأة.
أول لمسة ليوسف كانت وكأنها شحنة كهربائية، كان حاسسس بالدفء من المرهم، لكن فيه حاجة تانية كانت بتخليه يرتبك أكتر. لمسة يوسف كانت مختلفة فيها نوع من السيطرة، والالم مكانش هو اللي شاغله قد ما كان شاغله إحساسه في اللحظة دي. وقتها حس بشيء غير مألوف في تفاعله مع يوسف.
الارتباك كان في عينيه، وفي تنفسه اللي كان سرعته بتزيد. كان كل شيء غير متوقع بالنسبة له، وده خلاه يكون في مكان صعب جدًا من مشاعره.
"هنزل الفوطة شويه عشان باقي الحرق" قالها يوسف بصوت مبحوح بيحاول يبينه طبيعي وهو ماسك الفوطة وبينزل جزء منها،
ادم مردش بس ايديه اتحركت على الفوطة من قدام عشان يمنع وقوعها
نص طيز ادم تقريبا بقت باينه من الجنب وجزء من الفرق
ساعتها صورة طيز آدم وهي عريانة ظهرت تاني في خيال يوسف وبدأ يدهن بارتباك ظاهر في ايديه
وهو بيحاول يبعد عنه اي افكار تانية
بس نفسه بقا تقيل وآدم حس بيه على طيزه...يوسف حاول يتمالك نفسه وقاله انه خلص
آدم ساعتها حس انه كان في سجن واتحرر منه وهو بيرفع الفوطة، بس لمسات يوسف ليه وفكرة انه شافه عريان وكل حاجه خلت آدم يعيش حالة من النشوة...حركت فيه حجات كان بيتمناها حتى لما قعد جنب يوسف قعد جنبه بالظبط.
"شكرا" قالها آدم بتوتر وعيونه في الارض
يوسف بيحاول ينسى صورة طيز آدم وانه لسه كان بيلمسها وبيقنع نفسه انه كان بيسعفه عادي
بس آدم كان ليه رأي تاني لما حط ايديه على ايد يوسف ومسكها "مالك؟؟ انت كويس!!"
مفيش اجابة....
ادم حرك ايديه على وش يوسف وخلاه يبصله: "يوسف"
"البس هدومك...انت لازم تمشي" قالها يوسف وهو بيقوم بعنف عشان يبعد عن آدم.
لازم تمشي.....وقعت زي لوح تلج على آدم..والدموع بدأت تملي عينيه
لازم يمشي!!! بعد اللي شايفه، بعد اللي حاسه!!!
هو بقا حاسس بيوسف وانه معجب بيه بردو ...بس ليه... ليه فيه خوف! ليه لازم يمشي.
هو كان خايف من اللحظة دي، ذكراياته رجعتله وتجاهل يوسف ليه وبروده معاه كمان
بس لا...اللي شافه في عيون يوسف رغبة، جوع، اعجاب ممزوج بشهوة عاليه...بس بردو شايف الخوف جواه.
"ليه!!" قالها بصوت مخنوق وواطي، بس يوسف سمعها ومردش
رددها تاني:"ليه يا يوسف؟"
"انا منفعكش..معايا هتتعب وهأذيك..انا مش هقدر" قالها يوسف بتوتر
قرب منه آدم وبقا واقف قدامه وكأنه مش سامعه، وشه احمر وشفايفه حمرا وبترتعش وعيونه مليانه دموع
بحركه سريعه منه اترمى في حضنه، واتعلق بايديه في رقبة يوسف.
الفوطة وقعت على الارض بس آدم مهتمش واتعلق بيوسف اكتر، كأنه امانه
"يوسف، ارجوك انا اللي مش قادر، انا محتاجك...متسيبنيش"
قالها ادم ورعشة جسمه بدأت تظهر ودموعه نزلت على كتف يوسف، شفايفه كانت بتلمس رقبة يوسف مع كل حرف بينطقه، انفاسه كانت متقطعه وسخنه
يوسف من المفاجأة واقف متسمر مكانه مش قادر يتحرك ، مش بس من دعوة آدم، لا،
كمان من المنظر اللي قدامه في المرايا....
انعكاس آدم بالكامل في المرايا وهو في حضن يوسف عريان بالكامل ومتعلق برقبته.
عينيه كأنها بتتحرك سلو موشن...ركز في كل تفصيله هو شايفها، راس ادم وشعره اللي لامس وشه وشامم ريحته، اكتافه وعضلات ضهره وسطه الرفيع وعموده الفقري اللي واخد كيرف، رجليه المقلوظة...
بس عند طيزه ومقدرش يحرك عينه من عليها، وبقا يتفنن في اكتشاف تفاصيلها...
طيز آدم كانت كيرفي وكبيرة مناسبة مع جسمه اللي نوعا ما رياضي بس مش ضخم، جسمه كان املس وكانت طيزه كمان بيضه ومفيهاش شعراية،
كان عايز يمسكها، ويقفش فيها، طيزه كانت مستفزة اوي تجبرك انك تضربها عشان تتفرج على رجتها وتشوف علامة صوابعك عليها، وغصب عنك تبقا عايز تفتحها وتشوف الخرم، كأنك قدامك تورتة عايز تاكلها، فكرة انك تنيك طيزه مش هتفارق خيالك.
ما بالك بيوسف والموقف اللي هو فيه، وادم حاضنه وشفافيه على رقبته...وبكل ضعف وبراءة عايزه ومش عايزه يتخلى عنه..دعوة صريحة انه ينيكه وهيكون مستسلم وبيسلمله نفسه.
عين يوسف اترفعت لفوق وشاف انعكاسه، وحس بالرعب والخوف من نفسه على آدم، عيونه لونها بقا دهبي وبتلمع ملامحه بدأت تتغير، والوحش اللي جواه بيحارب انه يظهر، في المرايا زي مقدر انه يشوف حقيقة آدم كمان حقيقته اتكشفت قدام نفسه وبقا يقاوم كينونته انها تظهر، وبقا يقاوم المشاهد اللي ظهرت في عقله رغم محاولاته القديمة انه ينساها، حاول يهدي نفسه على قد ميقدر وعيونه وملامحه ابتدو يلينو
"انا خطر عليك يا آدم، متضغطش عليا اكتر من كده، مش عايز أذيك واندم مش هقدر ابصلك ولا ابص لنفسي" قالها يوسف بخنقة، كان بيحارب مشاعره وغرايزه.
ادم حس بتغيير في يوسف في درجة حرارته اللي زادت، سرعة نبضاته، انفاسه التقيلة، وزبه...كان حاسس بزب يوسف بيقف ولامس جسمه..
"مش مهم..انا بحبك...يوسف نيكني" قالها آدم بكل مشاعره اللي متلغبطة ومكنش محروج او مكسوف..كان عايز يطمن يوسف ويطمن نفسه...هما الاتنين عايزين ده ومحتاجينه.
دمعة نزلت على كتف يوسف وكانت نقطة التحول.....
يوسف مقدرش يقاوم اكتر من كده، رغم رفض عقله وخوفه للي ممكن يحصل بس جسمه وقلبه كان ليهم رأي تاني، شد ادم ليه اكتر وحضنه بقوة كأنه عايز يدخله جوه ضلوعه.
كل لمسة بعد كده كانت حرب:
–بين الإحساس بالذنب والإحساس بالحاجة.
–بين العقل اللي بيقول "سيبه"، والقلب اللي بيقول "لأ، قرب".
–بين المرايا اللي فضحت المشهد، والمراية التانية اللي جواه… اللي عارفة إنه مش هيقدر يمنع نفسه أكتر من كده.

اللحظة دي كانت نقطة اللاعودة، ومن هنا آدم دخل برجليه عالم يوسف الغامض، العالم اللي يوسف نفسه بيحاول يهرب منه عشان ميئذيش حد او نفسه.
في اللحظة دي كانت اعادة تشغيل مش بس لمشاعر يوسف تجاه آدم واعتراف منه بيها، لكن كمان اعادة تشغيل لغرايزه ....اعادة تشغيل للكائن اللي جواه
وهي نفس اللحظة اللي هتكون سبب لولادة جديدة....
 
أعلى أسفل