صياد درجة تالتة
[مهمة اليوم جاهزة.]
[مشهد 1]
داخلي - أوضة نوم - صباحًا
(صوت بنت صغيرة واضح، جاي من ولا حتة، كأنه في دماغ بطلنا.)
صوت بنت (فويس أوفر): دي مش لعبة. ولا كابوس. الصوت ده في دماغي، وشايف شاشة المهمة طايرة في الهوا قدامي.
(أحمد، شاب في نص العشرينات، وشه باين عليه الإرهاق. بيبص حواليه كأنه بيصحى من حلم، بس عارف إن اللي بيحصل ده حقيقة. بيتمتم لنفسه.)
أحمد (لنفسه، بتعب): ياربي... هيكون النهاردة كمان؟
(بيمد إيده بتردد، بيظهر قدامه شاشة شفافة في الهوا بيضغط عليها بحذر. بيسمع صوت تيتي-رينج خفيف.)
[شاشة المهمة اليومية: تجهيز عشان تبقى أقوى]
* تمرين ضغط، 100 مرة: مش كامل (0/100)
* تمرين بطن، 100 مرة: مش كامل (0/100)
* تمرين قرفصاء، 100 مرة: مش كامل (0/100)
* جري، 10 كم: مش كامل (0/10)
تحذير: لو المهام اليومية دي مكملتش، هتتعاقب عقاب شديد.
(أحمد بيقرا الكلام، وشوشه بتتكرمش من الغيظ، وبيشتم بصوت خفيف.)
أحمد (بضيق): يا نهار أسود!
[مشهد 2]
داخلي - مقر جمعية الصيادين - صباحًا
(عنوان فرعي: صياد درجة تالتة: أحمد سيد)
(أحمد سيد، ده اللقب اللي بيلاحقه في كل مكان بيروحه. قوته مش أحسن من أي حد عادي، بس يمكن بيستحمل الضرب شوية وجروحه بتلم أسرع. غير كده، هو زي أي بني آدم.)
(عادةً، أي شغلانة بيدخلها، لازم يتصاب فيها. كذا مرة كان على وشك الموت.)
(طبعًا، أحمد مش بيحب يبقى صياد. الشغلانة دي خطيرة، والناس بتتسخف عليه، ومرتبها بالقطارة. لولا التأمين الصحي اللي بتدفعه جمعية الصيادين كـ "حوافز" على المرتب، كان زمانه رمى الرخصة وقعد في البيت.)
(بس للأسف، شاب زي أحمد، في نص العشرينات، ملوش أي صنعة في إيده، مفيش قدامه حل غير إنه يفضل صياد، عشان يقدر يدفع مصاريف علاج أمه اللي بتوصل لملايين الجنيهات كل شهر.)
(يعني نقدر نقول إنه مكنش عنده اختيار تاني.)
(عشان كده، غصب عنه، لازم يروح أي غارة تبع الجمعية.)
(الصيادين اللي بيشتغلوا في نفس المنطقة بيعرفوا بعض كويس، عشان أول ما تتفتح "بوابة"، كل الصيادين في المنطقة دي لازم يحضروا.)
(الصيادين اللي وصلوا بدري بيشربوا قهوة من اللي موظف الجمعية بيوزعها، وبيسلموا على بعض بابتسامة.)
عم محمود (صياد كبير في السن، ودود): يا أهلًا أستاذ حسين! تعال هنا يا راجل.
حسين (صياد تاني، شكله قلقان): إيه ده يا عم محمود؟ إيه اللي جابك هنا؟ مش كنت خلاص نويت تعتزل؟
عم محمود: آه، أصلي... أصلي مراتي حامل في التاني.
حسين (بيضحك): هههههههههههه، كده بقى! أيوه، ما هو الصياد لما يحتاج قرشين حلوين مرة واحدة، يبقى ملوش غير الغارات.
عم محمود: طب في الحالة دي، بما إن الغارة دي تبع الجمعية، تبقى أمان يعني، مش كده؟
(حسين بيبص حواليه بقلق. لو مفيش نقابة مشاركة النهاردة، ده معناه إن المكسب هيكون قليل، ولو المكسب قليل، يبقى صعوبة البوابة دي هتكون بسيطة.)
(بس طبعًا، مفيش حاجة في الدنيا دي مضمونة 100%.)
(مش حسين بس اللي قلقان، بقية الصيادين كمان باين عليهم التوتر.)
عم محمود (لنفسه، بتمتمة): يا ترى...
(عم محمود بيخلص بقية قهوته وهو بيتجنب الإجابة على صاحبه، فجأة بيلمح حد.)
عم محمود: أهو جه! إزيك يا أستاذ أحمد! يا أستاذ أحمد!
(بقية الصيادين كمان بيبان عليهم الفرحة لما بيشوفوا أحمد.)
أحمد: أهلاً وسهلاً.
(أحمد بيرد بإيماءة بسيطة لعم محمود اللي وشه فرحان، وبيعدي من جنبه.)
(بعد ما بيتأكد عم محمود إن أحمد بعيد عن السمع، بيبدأ يضحك وهو بيتكلم بثقة.)
عم محمود: مدام أحمد جه، يبقى النهاردة يومنا زي الفل.
(عيون حسين بتوسع وبيسأل عم محمود بسرعة.)
حسين: إيه ده؟ هو الصياد أحمد ده قوي أوي كده؟
عم محمود: آه، صحيح، إنت طبعًا متعرفوش. ده صياد لسه بادئ بعد ما إنت مشيت على طول. بس كل صياد هنا بقى عارف الولد ده دلوقتي.
حسين: قوي بجد؟ طب ليه بيشتغل مع الجمعية؟ ليه مش في نقابة أو شغال حر؟
(عم محمود بيضحك أكتر وبيضيّق عينيه.)
عم محمود: إنت عارف إيه اللقب بتاعه؟
حسين: هعرف منين أنا؟ يا عم قول لي بس.
عم محمود: أضعف سلاح للبشرية.
حسين: ...... الأضعف؟ إيه ده، مش زي، السلاح المطلق؟
(حسين بيتكرمش وشه جامد. ليه بقية الصيادين بيسلموا على أحمد كده لو هو ضعيف أوي؟ في الآخر، مش بيحتاجوا لحد يطمنوا له لو الدنيا باظت؟)
(حسين مش فاهم رد فعل بقية الصيادين.)
(لما حسين بيميل راسه يمين وشمال وهو محتار، عم محمود بيضحك في صمت وبيخبط حسين بكوعه.)
عم محمود: إييي! الغارات اللي أحمد بيشارك فيها مفيش منها خوف عشان هو ضعيف أوي. الجمعية مستحيل تسلمه شغل صعب، مش فاهم؟ هما مش عايزين يشوفوه ميت، صح؟
(وقتها بس وش حسين بينور.)
حسين: صـ... صحيح. أيوه.
(مراته كانت قلقانة عليه جدًا، دي أول غارة ليه من فترة طويلة. هو نفسه كان قلقان. بس دلوقتي، لما سمع كلام عم محمود، حس كأن حمل انزاح من عليه.)
عم محمود (مكمل كلامه): في صياد اتصاب في بوابة درجة تالتة؟
حسين: أيوة. مفيش حد كان يتوقع إن صياد يتصاب في غارة بوابة درجة تالتة عشان كده مكنوش جايبين معالج!
عم محمود: عشان كده قعد أسبوع في المستشفى؟! باااو ههههههههه!
(لما حسين بيبدأ يضحك بصوت عالي أوي، عم محمود بيسكتّه بسرعة.)
عم محمود: بس يا راجل. الأستاذ أحمد ممكن يسمعنا.
حسين (بياخد نفس عميق): محسبتش كده.
(حسين بيبص بحذر على أحمد عشان يتأكد إنه مسمعش حاجة وهو بيكمل ضحك.)
(لحسن الحظ، المسافة كانت كافية ومبانش إن الشاب سمعهم.)
(طبعًا كانوا غلطانين.)
أحمد (في سره): سامع كل حاجة يا عواجيز.
(ابتسامة مريرة بترسم على وش أحمد وهو بيحاول يتجاهلهم. في أوقات زي دي، مبيقدرش يعمل حاجة غير إنه يلوم حاسة سمعه الحادة اللي مش طبيعية.)
(باين عليه وصل بدري أوي والغارة لسه مبدأتش.)
أحمد (لنفسه): وصلت بدري؟
(أحمد بيبص على طابور الانتظار البعيد عنه، وبيشوف موظف الجمعية بيوزع قهوة سخنة، فبيتمشى ناحيته.)
أحمد: ممكن كوباية قهوة لو سمحت؟
موظف الجمعية (باحترام): يا أستاذ أحمد صياد- بيه... أنا آسف بجد، بس القهوة خلصت دلوقتي حالا.
أحمد: ......
(نسيم الشتا البارد بيلمس طرف مناخيره. أحمد بيمسح مناخيره في صمت بصباعه السبابة.)
(يا له من يوم حزين، إن القهوة تخلص أول ما يجي دوره.)
[مشهد 3]
داخلي - داخل الزنزانة (بوابة D) - لاحقًا
(أحمد نايم على الأرض، جنب شابة جميلة اسمها ليلى، اللي بتستخدم سحر الشفاء. ليلى وشها عابس، باين عليها متضايقة.)
ليلى: ليه مصر إنك تبقى صياد يا أستاذ أحمد؟
أحمد (صوته ضعيف): أنا آسف.
(أحمد بيوطي راسه ويعتذر.)
ليلى: أنا مش بحاول أخليك تعتذر، أنا بس قلقانة عليك. لو فضلت تحارب بالطريقة دي، عاجلًا أو آجلًا هتقابل وضع خطر بجد.
(أحمد بيبص على اللي ورا كتف ليلى، وبيلمح الصيادين التانيين بيتخانقوا هناك.)
(لما حد بيدخل من البوابة، بيوصل لمكان اسمه "الزنزانة". الغالب إن رتبة الزنزانة دي تحديدًا كانت D.)
(عشرات الصيادين بيهتموا بالوحوش اللي جوه الزنزانة دي بأقل مجهود.)
(عادةً، مهمة علاج الصيادين المصابين اللي راجعين بتقع على المعالجين. وبما إن أحمد بيتصاب دايماً في الغارات، فبقى معروف بين المعالجين.)
ليلى (بتسأله بحذر): هو مفيش أي سبب يمنعك إنك تسيب إنك تبقى صياد؟
(أحمد بيهز راسه بحزم.)
أحمد: أنا بعمل كده كهواية بس. لو معملتش كده، احتمال أموت من الملل، بجد.
(ليلى وشها بيكرمش أكتر.)
ليلى: لو فضلت في هوايتك دي، قريب هتدخل زنزانة في العالم السفلي.
(أحمد بيتفاجئ من كلامها، وبيضحك بصوت عالي.)
(بسبب كده، ضيق ليلى بيزيد.)
ليلى: آه، آه! متضحكش! متعملش كده! إصاباتك ممكن تسوء!
(أحمد بيضحك قبل ما يسألها.)
أحمد: اتعلمتي تقولي الكلام ده فين؟
ليلى: إيه اللي فين؟ ده عم محمود اللي واقف هناك هو اللي قالي.
أحمد: يا ساتر، عم محمود ده، ده استجرأ بجد وعملها، مش كده؟...
(وهم بيتكلموا وبيضحكوا، علاجه كان خلاص هيخلص. الوقت فات خلاص، واضح إن الغارة خلصت.)
(ملامح وش أحمد بتتغير.)
أحمد (لنفسه): قتلت وحش واحد بس النهاردة.
(مخلوق من الرتبة E، مش أقل. أحمد بيبدأ يتقلب وهو ماسك الكريستال السحري في إيده.)
(أقل بلورة سحرية من وحش رتبة E بتجيب أقل من 100 ألف جنيه مصري، حاجة قليلة أوي على إنه راهن بحياته عشان يكسبها.)
(بلورة سحرية من وحش رتبة C ممكن تتباع بأكثر من عشرة مليون جنيه مصري...)
(سيء جدًا إن صياد زيه، رتبة E، ميقدرش حتى يحاول يقتل وحش رتبته عالية زي C.)
(فجأة، واحد بيصرخ.)
صياد 1: آه؟ فيه مدخل تاني هنا.
(الصيادين القريبين بيجروا ناحيته.)
صياد 2: هاه، صحيح.
صياد 3: فيه طريق تاني بجد؟
(زي ما الصياد قال، كان فيه مدخل مستخبي جوه الزنزانة نفسها.)
صياد 4: زنزانة مزدوجة، مش كده؟... يبقى، حاجة زي كده موجودة بجد في الواقع...
(شعلة نار بتطير لقدام وتنوّر اللي جوه. الممر باين عليه هيمشي للأبد وقريبًا، الشعلة قوتها بتروح، وبتسقط على الأرض وبعدين بتختفي.)
(الممر بيتحاوط بالضلمة تاني.)
رئيس الغارة (عم سامح، صوت قوي): همم..... يا جماعة، تعالوا نتجمع عشان نعمل اجتماع.
(قائد الغارة الغير معلن عنه، عم سامح، بينادي على بقية الصيادين عشان يتجمعوا حواليه. علاج أحمد كان خلص وقتها، فعشان كده هو وليلى انضموا كمان.)
(عم سامح بيتكلم وهو بيبص على الصيادين المتجمعين.)
عم سامح: زي ما إنتوا عارفين كويس، البوابة مش هتقفل غير لما رئيس الزنزانة يتقتل. بما إن البوابة نفسها لسه سليمة بالرغم من إننا قضينا على كل الوحوش اللي هنا، ده ممكن يكون معناه إن الرئيس ورا الممر ده.
(عم سامح بيشاور ناحية المدخل المستخبي.)
(الصيادين بيبادلوا بعض نظرات ليها معنى، وبيهزوا راسهم. مفيش حد يقدر يختلف مع الفكرة دي.)
عم سامح (بيكمل): دلوقتي عادةً، إحنا المفروض نبلغ الجمعية بالمعلومات دي ونستنى قرارهم الأول، بس... بس، لو عملنا كده، ممكن مهمة قتل الرئيس تتسلم لصيادين تانيين، ومكسبنا لليوم هيقل بنسبة كبيرة.
(ملامح الصيادين بتتجعد.)
(وش حسين بيتصلب أكتر من أي حد تاني عشان هو محتاج فلوس كتير عشان مراته اللي حامل.)
حسين (في سره): الرعاية بعد الولادة بتاخد فلوس كتير الأيام دي، زي ما إنتوا عارفين...
(بالوضع ده، مفيش معنى ورا مخاطرته بحياته عشان يشارك في الغارة دي.)
عم سامح: عشان كده، الأحسن إننا نخلص على الرئيس قبل ما نسيب الزنزانة دي... إيه رأيكوا بقى يا جماعة؟
(الصيادين بيسرحوا في تفكير عميق.)
الصيادين: ....
الصيادين: ....
(الحقيقة إن مفيش حد هنا يقدر يعرف الوضع الحالي، وبالتالي، مفيش ضمان لسلامتهم. بس، ثبت إن صعوبة الزنزانة دي بالذات منخفضة جدًا.)
عم سامح: بما إن إحنا سبعتاشر واحد هنا، تعالوا نصوت على الموضوع ده، إيه رأيكم؟ وأول ما ناخد القرار، مفيش حد يشتكي. إيه رأيكوا؟
(الباقيين بيهزوا راسهم بعد ما سمعوا اقتراح عم سامح. مفيش حد خالفه الرأي.)
عم سامح: أنا بصوت إننا نكمل.
(عم سامح بيرفع إيده.)
(وبعد كده، بقية الصيادين بيبدأوا يرفعوا إيديهم واحد ورا التاني.)
صياد 5: أنا كمان.
صياد 6: احسبني معاك أنا كمان.
(حسين كان أول واحد رفع إيده، وبعديه بشوية عم محمود وعدد قليل من الصيادين التانيين.)
(طبعًا، المعارضين كانوا كتير برضه.)
صياد 7: خلينا نرجع.
صياد 8: حاسس إن الأحسن نستنى قرار الجمعية.
(الفريقين كانوا متعادلين، وفي الآخر، الأصوات النهائية وقفت عند أحمد وليلى.)
ليلى: أنا آسفة....
(ليلى بتميل لعم سامح وبتضيف صوتها لـ "الانسحاب".)
(وبكده، عدد الأصوات لـ "التقدم" و"الانسحاب" بقى 8:8.)
[تعليق 1]: طريق مسدود.
(عم سامح المتردد بيسأل أحمد بعد كده.)
عم سامح: وإنت يا أستاذ أحمد؟
الزنزانة المزدوجة
[مشهد 1]
داخلي - داخل الزنزانة - مستمر
(كل حاجة دلوقتي متوقفة على قرار أحمد.)
(صوابع أحمد ماسكة في الكريستال السحري اللي في إيده بقوة، وهو بيبص جنبه. يلاقي ليلى بتهز راسها ناحيته، باين عليها قلقانة جدًا.)
(في الحقيقة، أحمد قلقان هو كمان. عادةً، عمره ما ياخد أي مخاطرة ملهاش لازمة. مش بس عشان هو معندهوش الإمكانيات الكافية لكده، لكن كمان هو مش شجاع للدرجة.)
(بس أحمد عنده أخت صغيرة على وشك إنها تدخل الجامعة كمان كام شهر.)
أحمد (في سره): معنديش أي مدخرات...
(أحمد حاليًا عنده أربعة وعشرين سنة. ده السن اللي كان المفروض يركز فيه على دراسته، بس ساب الحلم ده عشان مفيش فلوس. وطبعًا، مش عايز أخته الصغيرة تمر بنفس التضحية ونفس الألم اللي هو مر بيه.)
(دلوقتي، كل مليم بالنسبة له له قيمة.)
(مش حسين بس اللي محتاج مبلغ كبير النهاردة.)
(أحمد بيرفع إيده لفوق.)
أحمد: أنا بصوت إننا نكمل.
(يسمع تنهيدة بسيطة من ليلى جنبه، تنهيدة استسلام.)
[مشهد 2]
داخلي - الممر داخل الزنزانة المزدوجة - مستمر
(عنوان فرعي: الزنزانة المزدوجة)
(الممر بيمتد ويستمر للأبد.)
(في المقدمة، عم سامح وكم صياد قوي تاني واخدين القيادة. عم سامح بيطلع شعلة صغيرة من إيده عشان ينور الطريق.)
عم محمود (وهو ماشي جنب عم سامح): مشينا كتير أوي، مش كده؟ مش المفروض نفكر في الوقت اللي هنحتاجه عشان نخرج من هنا برضه؟
عم سامح: بقينا ماشيين بقالنا قد إيه؟
(عم محمود بيبص في ساعته.)
عم محمود: حوالي.... أربعين دقيقة.
عم سامح: البوابة بتقفل تمامًا بعد ساعة من قتل الرئيس، يعني معانا حوالي عشرين دقيقة زيادة أو حاجة زي كده.
عم محمود: لو ملقيناش الرئيس في خلال العشرين دقيقة الجاية، أنا بقترح إننا نسلم ونرجع.
عم سامح: أعتقد كده برضه.
(عم سامح بيهز راسه شوية قبل ما يشاور بإبهامه وراه.)
عم سامح: أستاذ محمود؟ الدنيا ضلمة قدام، فإيه رأيك تمشي ورايا؟
(عم محمود بيبص على عم سامح لثانية أو اتنين قبل ما يطلع موبايله من غير تردد ويفتح الشاشة.)
(وبعد كده، الممر بينور بشكل كويس.)
عم سامح: ...
(عم سامح بيقلب نظره بين شعلته وموبايل عم محمود قبل ما يدور على موبايله هو كمان.)
[مشهد 3]
داخلي - نهاية الممر - مستمر
(في آخر الفريق، كان مكان أحمد اللي اتصاب جامد من فترة قريبة، وليلى اللي معندهاش أي مهارات قتالية خالص.)
(أحمد بيحك رقبته من ورا.)
أحمد: سامحيني، أنا... أنا آسف بجد.
ليلى: على إيه؟
أحمد: على، عارفة يعني، إني شديتك معايا هنا غصب عنك.
ليلى: أنا كويسة، فمش محتاج تقلق عليا.
(أحمد بيبص في وش ليلى. باين عليها مش كويسة خالص.)
(أحمد بيميل راسه يمين وشمال، وهو بيحاول يفهم حالتها المزاجية أحسن، قبل ما يسألها تاني بطريقة حذرة أكتر من الأول.)
أحمد: إنتي... كويسة بجد؟
(ده بيخلي ليلى تلف وشها ناحيته.)
ليلى: طبعًا مش كويسة. إنت مجنون؟! لو اتطغنت بوصتين زيادة كنت زمانك دلوقتي قلبك مخروم، وإيه حكاية الإصابات اللي في دراعاتك ورجليك دي؟ أنا تعبت عشان أشفيك بأي طريقة، ومع ذلك عايز ترمي نفسك في زنزانة تانية؟؟ غير إنك حتى متعرفش إحنا رايحين فين!
(كانت بتتكلم بسرعة لدرجة إن أحمد حس إن دماغه بدأت تتخدر من كتر كلامها.)
(بس هي عندها حق في كل كلمة. لولا وجود المعالجة الممتازة ليلى اللي رتبتها B، أحمد مكنش هيقدر يعيش من غير ما يتأثر، ده غير إنه يشتغل صياد. عشان كده، مش غريب إن المعالجين دول اللي رتبتهم عالية ومن الصعب تلاقيهم، كانوا بيتقدروا جدًا جوه الجمعية.)
أحمد (في سره): استنى، دلوقتي لما أفكر في الموضوع، أنا مدين للآنسة ليلى كتير، مش كده؟
(ليلى كانت صيادة معالجة، ودي من أندر الفئات. مش بس كده، دي كانت عبقرية في رتبتها B كمان.)
(الجمعية دايما كانت بتطلب منها تشفي الصيادين المصابين لما تتفتح بوابة، وكل ما أحمد يشارك في غارة، كان دايما بيقعد جنبها.)
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): بتتألم؟ استنى شوية لو سمحت.
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): مأشوفكش قبل كده....؟ إنت نفس الشخص من آخر مرة؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): اتصبت تاني؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): كأننا بنتقابل كتير الأيام دي، مش كده؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): قلت إن اسمك أستاذ أحمد؟ طب... الأمور هتبقى تمام؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): يمكن، شغلانة الصياد دي مش مناسبة ليك أوي....
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): ... إنت هنا تاني.
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): وريني دراعك. لا، مش ده. استعمل الضمادات على الدراع ده. أنا قصدت التاني اللي فيه كسر في العضم.
(في اللحظة دي، الموضوع تجاوز مرحلة شعور أحمد بالامتنان لكل حاجة عملتها، وكان آسف جدًا إنه مضايقها.)
أحمد: ...
(لما أحمد بان عليه إنه مش عايز يتكلم، ليلى هي كمان حست إنها وحشة عشان وبخته، وسلوكها اتحسن كتير.)
ليلى: إنت آسف بجد؟
أحمد: أيوه، أنا آسف.
(ليلى سكتت وفكرت شوية قبل ما تبص عليه بطرف عينها، وشفايفها بدأت تترفع لفوق ببطء.)
ليلى: لو إنت آسف بجد، طب إيه رأيك تعزمني على عشا في أي وقت؟
(ده كان عرض غير متوقع بالمرة. أحمد بصلها بتعبير متفاجئ، ولقى ابتسامة خبيثة على وشها زي بنت مراهقة.)
أحمد (في سره): بنت مراهقة آه....
(الحقيقة إن ليلى كانت لسه بنت صغيرة، يا دوب دخلت العشرينات. مش قالت إنها هتبقى عندها واحد وعشرين السنة الجاية؟)
(لو شعرها الطويل ده اتقص أقصر، ولبسها الحالي اتغير لزي مدرسة، هتبان بالظبط زي طلبة الثانوية الكبار.)
(خياله سرح وراح صورة ليلى بزي المدرسة، ووشه احمر شوية.)
(لما أحمد اتردد في رده، خدود ليلى بدأت تنتفخ زي البالونة.)
ليلى: ما... مش عايز تعزمني على عشا؟
(في اللحظة دي، حصل اللي حصل.)
(فجأة، فيه قلق كبير حصل في المقدمة.)
صياد 9: لقيناها!!
صياد 10: دي أوضة الرئيس!
(نظرات أحمد وليلى بتتحول تلقائيًا لقدام. يشوفوا باب حجري ضخم سادد الممر.)
(الصيادين بيحاصروا الباب ده على طول.)
صياد 11: إيه ده؟ ليه فيه باب في آخر الكهف؟
صياد 12: قابلنا قبل كده أوضة رئيس بباب؟
صياد 13: دي أول مرة أكيد، أنا متأكد.
صياد 14: ده... ده مش باين عليه خطر بشكل غريب؟
(الصيادين بيبدأوا يعبروا عن شكوكهم ومخاوفهم واحد ورا التاني.)
(بما إن حياتهم على المحك هنا، لازم يكونوا حذرين ودقيقين.)
(لكن، لو الواحد بقى حذر زيادة عن اللزوم، هيفشل في اغتنام الفرصة اللي **** بعتها له في الأول. عم سامح ظن إن دي حالة زي كده.)
عم سامح: ناويين ترجعوا وإيدكوا فاضية بعد ما قطعتوا كل المسافة دي؟
(عم سامح بيحط إيديه على الباب.)
عم سامح: لو ده اللي عايزينه، اخرجوا. أنا مكمل حتى لو ده معناه إني هروح لوحدي.
(عم سامح صياد عنده 10 سنين خبرة. لولا سنه اللي أكبر من ستين سنة، كان زمانه دلوقتي في نقابة كبيرة بفضل مهاراته الممتازة.)
(ولما صياد زي ده يعبر عن رأيه بثقة كده، بقية الصيادين بدأوا يقلقوا أقل من الأول.)
صياد 15: استنى دقيقة.
(صيادين اتنين بدأوا يفتكروا إشاعات عن الزنزانات المزدوجة.)
صياد 16: سمعت إن فيه كنوز متتوصفش مستخبية جوه الزنزانات المزدوجة.
صياد 17: أيوه، سمعت إن نقابة صغيرة لمتوسطة لقيت زنزانة مزدوجة واترقوا وبقوا نقابة كبيرة تقريبًا بين يوم وليلة.
صياد 18: الوحوش جوه الزنزانة دايما بتبقى في رتب متشابهة تقريبًا بغض النظر عن مكانها، يعني الصيد نفسه مش المفروض يكون صعب أوي...
(إيه رأيك لو كان فيه كنوز متتوصفش مستخبية في زنزانة مزدوجة زي ما الإشاعات بتقول، والوحوش اللي ورا الباب ده بنفس صعوبة وحوش رتبة D اللي معاهم مخلوقات رتبة E زي اللي حاربوها لحد دلوقتي؟)
صياد 19 (في سره): مقدرش أخلي العجوز ده ياخد كل الكنز لوحده.
حسين (في سره): مستحيل خالص.
صياد 20 (في سره): رعاية ما بعد الولادة، مصاريف مدرسة الطفل الأول، وخلونا مننساش، إيجار الشهر ده قرب ميعاده كمان....
(آراء الصيادين دلوقتي بقت متشابهة.)
(أحمد هو كمان صلب نفسه.)
أحمد (في سره): مقدرش أرجع البيت ببلورة سحرية واحدة من رتبة E. على الأقل، لازم أقتل وحش من الرتبة D، لا، وحش تاني من الرتبة E!
(مفروض ميكنش وحش كمان.)
أحمد (في سره): لو كان كنز بدل كده....
(الكنوز أو الغنائم النادرة اللي بتلاقيها في الزنزانة عادةً بتتقسم بالتساوي بين كل المشاركين في الغارة. دي طريقة مختلفة تمامًا لتقسيم المكافآت، حيث الواحد بياخد بس اللي بيطلعه بنفسه من بلورات سحرية.)
أحمد (في سره): لو حققنا نجاح كبير النهاردة، الأمور ممكن تتحسن في البيت لفترة.
(أحمد بيبلع ريقه بتوتر. ليلى بتشوف تعبير وشه وبتسأله.)
ليلى: هو ده تعبير صياد بيعتبر شغلانته هواية؟
(أحمد بيرفع كتفه.)
أحمد: مين بيراهن بحياته بسبب شغلانته الأساسية الأيام دي؟ إلا لو كانت هواية، بوضوح.
ليلى: ..... إيه؟
(بالظبط لما تعبير الصدمة اترسم على وش ليلى، عم سامح دفع باب الزنزانة واتفتحت.)
(صوت دفع قوي!)
(دلوقتي الباب مفتوح على آخره، الباب الداخلي الضخم فتح لوحده. الصيادين بيجروا بسرعة.)
أحمد: خلينا ندخل إحنا كمان.
(أحمد خاف يتأخر عن الفريق، فمسك إيد ليلى وخد القيادة.)
ليلى: آه.....
(وش ليلى احمر شوية وهي بتمشي وراه.)
[مشهد 4]
داخلي - داخل غرفة الرئيس (معبد) - مستمر
(أول ما الصيادين بيدخلوا، النيران بتولع في مشاعل كتير متثبتة كويس على الحيطان في نفس الوقت. بفضل كده، المكان بينور بشكل كبير.)
صياد 21: إيه ده؟ النور ولع لوحده؟
صياد 22: دي أول مرة أشوف زنزانة زي كده.
صياد 23: فيه حاجة.... مختلفة في المكان ده.
(الصيادين بيبصوا حواليهم بحذر، والجو العام للمكان كان شبه جو معبد قديم.)
(مش بس إنه قديم وشبه معبد متهالك، لكن ممكن يكون فيه حاجة مدفونة ومستخبية تحت الأرض؛ وكان ممكن تشوف الطحالب والأعشاب متناثرة على الأرض والجدران والسقف.)
(كتير من الصيادين بيتراجعوا لورا وبيرتعشوا شوية.)
صياد 24: المكان ده مرعب شوية هنا، مش كده؟
صياد 25: مش حاسس إن في حد بيراقبنا؟
(وسابوا الصيادين الخايفين وراهم، تلاتة لأربعة من أقوى المجموعة دخلوا جوه أكتر.)
صياد 26: تسك! متقولش حاجة تجيب النحس، خلاص؟
صياد 27: خلينا نخلص الموضوع ده بسرعة ونروح البيت.
(الداخل كان ضخم بشكل مش طبيعي. الأوضة على شكل قبة عملاقة كبيرة زي كذا ملعب أولمبي، الملعب اللي في القاهرة، كان ممكن يتحط معاهم – لا، يمكن كانت أكبر من كده كمان.)
(والسبب في ده كان واضح إلى حد ما.)
صياد 28: ده.... ده اللي هناك ده....
صياد 29: مستحيل يكون ده الرئيس، صح؟
(في أعمق حتة في القبة، حاجة عملاقة جدًا متفهمة منطقيًا قاعدة على عرش بحجمها. مكنش غير تمثال حجري ضخم لإله!)
الصيادين: أوه، يا إلهي....
الصيادين: واو.
(صرخات صدمة بتطلع من الصيادين.)
(أول صورة ظهرت في دماغ أحمد كانت تمثال الحرية في نيويورك. لو التمثال ده قعد على كرسي، مش هيكون كبير زي تمثال الإله المجهول ده؟)
(طيب، تمثال الحرية ست بينما اللي قاعد على العرش ده راجل.)
أحمد (في سره): لا، استنى. يمكن أكبر من كده...
(الصيادين بيبدأوا يبلعوا ريقهم بعصبية قريب من قدم تمثال الإله. الخوف الشديد والقلق كان واضح على وشوشهم وهم قلقانين إن التمثال ده يكون رئيس الزنزانة.)
(بس التمثال ماترعش ولا بوصة واحدة.)
(يا له من حظ.)
عم سامح: ووه....
(حتى عم سامح خد نفس عميق بارتياح.)
عم سامح: تمام يا جماعة. اتفرقوا.
(دلوقتي بعد ما لقوا شوية حرية، الصيادين بيتقسموا بينهم وبين بعض ويبدأوا يدوروا حواليهم.)
صياد 30: معتقدش إن فيه أي وحش هنا.
صياد 31: إنت شايف كده برضه؟
صياد 32: سيبك من الوحش دلوقتي، أنا مش شايف حتى حشرة واحدة كمان.
(غرفة تمثال الإله الحجري ممكن تكون ضخمة، على الرغم من إن بنائها الداخلي كان بسيط. على الحيطان، ممكن تلاقي مشاعل كتير هناك. وقدام الحيطان دي، وتماثيل حجرية تانية، أطول شوية من الإنسان، واقفة طولها مؤثر. كان فيه كتير منهم هنا كمان ولقوهم على مسافة معينة من بعض.)
صياد 33: كلهم حلوين، مش كده؟
صياد 34: كأنها، كأنها عمل فني، صح؟
(الأجسام اللي التماثيل الحجرية ماسكاها كانت متنوعة ومختلفة.)
(بعضهم ماسك أسلحة، فيه واحد معاه كتاب، بعضهم ماسك آلات موسيقية، وحتى مشاعل.)
عم محمود: كأنها....
عم سامح: كأنها تماثيل معبد مقدس أو حاجة زي كده.
(عم سامح كمل اللي عم محمود كان عايز يقوله.)
عم سامح: ممم؟
(وبعدين عم سامح لقى حاجة تحت رجليه.)
عم سامح: ده... مش ده تشكيل سحري؟
(لقى تشكيلة سحرية مشفتهاش قبل كده واقعة في نص المعبد ده.)
(في اللحظة دي...)
صياد 35: معلش يا أستاذ سامح؟ فيه حاجة مكتوبة هنا. ممكن تيجي هنا وتبص؟
(واحد من الصيادين اكتشف تمثال مختلف عن التانيين ونادى على عم سامح.)
(عم سامح وقف يبص في التشكيل السحري وقام من على الأرض. بقية الصيادين اتجمعوا حوالين التمثال اللي عم سامح راح ناحيته.)
(التمثال ده كان فيه جناحين وماسك لوح حجري. اللي ركز عليه الصيادين كانت الحروف المنقوشة على اللوح ده. عم سامح بص بصة سريعة على اللوح وتمتم لنفسه.)
عم سامح: دي أبجدية أثرية.
(حروف أبجدية أثرية. الكلمات اللي متلاقهاش في أي مكان على الأرض، بتلاقيها بس جوه الزنزانات؛ الصيادين اللي "صحوا" المهن السحرية اللي ليها علاقة، هما اللي يقدروا يفكوا الشفرة بتاعتها.)
عم سامح: "قوانين معبد كاروتينون."
(عم سامح قرا أول مقطع.)
(بوش متوتر جدًا، أحمد بيسمع اللي في اللوح بينما عم سامح بيقراه.)
(بس فجأة حد شد دراعه. لما بص وراه، لقى ليلى وبشرتها شاحبة جدًا.)
[مهمة اليوم جاهزة.]
[مشهد 1]
داخلي - أوضة نوم - صباحًا
(صوت بنت صغيرة واضح، جاي من ولا حتة، كأنه في دماغ بطلنا.)
صوت بنت (فويس أوفر): دي مش لعبة. ولا كابوس. الصوت ده في دماغي، وشايف شاشة المهمة طايرة في الهوا قدامي.
(أحمد، شاب في نص العشرينات، وشه باين عليه الإرهاق. بيبص حواليه كأنه بيصحى من حلم، بس عارف إن اللي بيحصل ده حقيقة. بيتمتم لنفسه.)
أحمد (لنفسه، بتعب): ياربي... هيكون النهاردة كمان؟
(بيمد إيده بتردد، بيظهر قدامه شاشة شفافة في الهوا بيضغط عليها بحذر. بيسمع صوت تيتي-رينج خفيف.)
[شاشة المهمة اليومية: تجهيز عشان تبقى أقوى]
* تمرين ضغط، 100 مرة: مش كامل (0/100)
* تمرين بطن، 100 مرة: مش كامل (0/100)
* تمرين قرفصاء، 100 مرة: مش كامل (0/100)
* جري، 10 كم: مش كامل (0/10)
تحذير: لو المهام اليومية دي مكملتش، هتتعاقب عقاب شديد.
(أحمد بيقرا الكلام، وشوشه بتتكرمش من الغيظ، وبيشتم بصوت خفيف.)
أحمد (بضيق): يا نهار أسود!
[مشهد 2]
داخلي - مقر جمعية الصيادين - صباحًا
(عنوان فرعي: صياد درجة تالتة: أحمد سيد)
(أحمد سيد، ده اللقب اللي بيلاحقه في كل مكان بيروحه. قوته مش أحسن من أي حد عادي، بس يمكن بيستحمل الضرب شوية وجروحه بتلم أسرع. غير كده، هو زي أي بني آدم.)
(عادةً، أي شغلانة بيدخلها، لازم يتصاب فيها. كذا مرة كان على وشك الموت.)
(طبعًا، أحمد مش بيحب يبقى صياد. الشغلانة دي خطيرة، والناس بتتسخف عليه، ومرتبها بالقطارة. لولا التأمين الصحي اللي بتدفعه جمعية الصيادين كـ "حوافز" على المرتب، كان زمانه رمى الرخصة وقعد في البيت.)
(بس للأسف، شاب زي أحمد، في نص العشرينات، ملوش أي صنعة في إيده، مفيش قدامه حل غير إنه يفضل صياد، عشان يقدر يدفع مصاريف علاج أمه اللي بتوصل لملايين الجنيهات كل شهر.)
(يعني نقدر نقول إنه مكنش عنده اختيار تاني.)
(عشان كده، غصب عنه، لازم يروح أي غارة تبع الجمعية.)
(الصيادين اللي بيشتغلوا في نفس المنطقة بيعرفوا بعض كويس، عشان أول ما تتفتح "بوابة"، كل الصيادين في المنطقة دي لازم يحضروا.)
(الصيادين اللي وصلوا بدري بيشربوا قهوة من اللي موظف الجمعية بيوزعها، وبيسلموا على بعض بابتسامة.)
عم محمود (صياد كبير في السن، ودود): يا أهلًا أستاذ حسين! تعال هنا يا راجل.
حسين (صياد تاني، شكله قلقان): إيه ده يا عم محمود؟ إيه اللي جابك هنا؟ مش كنت خلاص نويت تعتزل؟
عم محمود: آه، أصلي... أصلي مراتي حامل في التاني.
حسين (بيضحك): هههههههههههه، كده بقى! أيوه، ما هو الصياد لما يحتاج قرشين حلوين مرة واحدة، يبقى ملوش غير الغارات.
عم محمود: طب في الحالة دي، بما إن الغارة دي تبع الجمعية، تبقى أمان يعني، مش كده؟
(حسين بيبص حواليه بقلق. لو مفيش نقابة مشاركة النهاردة، ده معناه إن المكسب هيكون قليل، ولو المكسب قليل، يبقى صعوبة البوابة دي هتكون بسيطة.)
(بس طبعًا، مفيش حاجة في الدنيا دي مضمونة 100%.)
(مش حسين بس اللي قلقان، بقية الصيادين كمان باين عليهم التوتر.)
عم محمود (لنفسه، بتمتمة): يا ترى...
(عم محمود بيخلص بقية قهوته وهو بيتجنب الإجابة على صاحبه، فجأة بيلمح حد.)
عم محمود: أهو جه! إزيك يا أستاذ أحمد! يا أستاذ أحمد!
(بقية الصيادين كمان بيبان عليهم الفرحة لما بيشوفوا أحمد.)
أحمد: أهلاً وسهلاً.
(أحمد بيرد بإيماءة بسيطة لعم محمود اللي وشه فرحان، وبيعدي من جنبه.)
(بعد ما بيتأكد عم محمود إن أحمد بعيد عن السمع، بيبدأ يضحك وهو بيتكلم بثقة.)
عم محمود: مدام أحمد جه، يبقى النهاردة يومنا زي الفل.
(عيون حسين بتوسع وبيسأل عم محمود بسرعة.)
حسين: إيه ده؟ هو الصياد أحمد ده قوي أوي كده؟
عم محمود: آه، صحيح، إنت طبعًا متعرفوش. ده صياد لسه بادئ بعد ما إنت مشيت على طول. بس كل صياد هنا بقى عارف الولد ده دلوقتي.
حسين: قوي بجد؟ طب ليه بيشتغل مع الجمعية؟ ليه مش في نقابة أو شغال حر؟
(عم محمود بيضحك أكتر وبيضيّق عينيه.)
عم محمود: إنت عارف إيه اللقب بتاعه؟
حسين: هعرف منين أنا؟ يا عم قول لي بس.
عم محمود: أضعف سلاح للبشرية.
حسين: ...... الأضعف؟ إيه ده، مش زي، السلاح المطلق؟
(حسين بيتكرمش وشه جامد. ليه بقية الصيادين بيسلموا على أحمد كده لو هو ضعيف أوي؟ في الآخر، مش بيحتاجوا لحد يطمنوا له لو الدنيا باظت؟)
(حسين مش فاهم رد فعل بقية الصيادين.)
(لما حسين بيميل راسه يمين وشمال وهو محتار، عم محمود بيضحك في صمت وبيخبط حسين بكوعه.)
عم محمود: إييي! الغارات اللي أحمد بيشارك فيها مفيش منها خوف عشان هو ضعيف أوي. الجمعية مستحيل تسلمه شغل صعب، مش فاهم؟ هما مش عايزين يشوفوه ميت، صح؟
(وقتها بس وش حسين بينور.)
حسين: صـ... صحيح. أيوه.
(مراته كانت قلقانة عليه جدًا، دي أول غارة ليه من فترة طويلة. هو نفسه كان قلقان. بس دلوقتي، لما سمع كلام عم محمود، حس كأن حمل انزاح من عليه.)
عم محمود (مكمل كلامه): في صياد اتصاب في بوابة درجة تالتة؟
حسين: أيوة. مفيش حد كان يتوقع إن صياد يتصاب في غارة بوابة درجة تالتة عشان كده مكنوش جايبين معالج!
عم محمود: عشان كده قعد أسبوع في المستشفى؟! باااو ههههههههه!
(لما حسين بيبدأ يضحك بصوت عالي أوي، عم محمود بيسكتّه بسرعة.)
عم محمود: بس يا راجل. الأستاذ أحمد ممكن يسمعنا.
حسين (بياخد نفس عميق): محسبتش كده.
(حسين بيبص بحذر على أحمد عشان يتأكد إنه مسمعش حاجة وهو بيكمل ضحك.)
(لحسن الحظ، المسافة كانت كافية ومبانش إن الشاب سمعهم.)
(طبعًا كانوا غلطانين.)
أحمد (في سره): سامع كل حاجة يا عواجيز.
(ابتسامة مريرة بترسم على وش أحمد وهو بيحاول يتجاهلهم. في أوقات زي دي، مبيقدرش يعمل حاجة غير إنه يلوم حاسة سمعه الحادة اللي مش طبيعية.)
(باين عليه وصل بدري أوي والغارة لسه مبدأتش.)
أحمد (لنفسه): وصلت بدري؟
(أحمد بيبص على طابور الانتظار البعيد عنه، وبيشوف موظف الجمعية بيوزع قهوة سخنة، فبيتمشى ناحيته.)
أحمد: ممكن كوباية قهوة لو سمحت؟
موظف الجمعية (باحترام): يا أستاذ أحمد صياد- بيه... أنا آسف بجد، بس القهوة خلصت دلوقتي حالا.
أحمد: ......
(نسيم الشتا البارد بيلمس طرف مناخيره. أحمد بيمسح مناخيره في صمت بصباعه السبابة.)
(يا له من يوم حزين، إن القهوة تخلص أول ما يجي دوره.)
[مشهد 3]
داخلي - داخل الزنزانة (بوابة D) - لاحقًا
(أحمد نايم على الأرض، جنب شابة جميلة اسمها ليلى، اللي بتستخدم سحر الشفاء. ليلى وشها عابس، باين عليها متضايقة.)
ليلى: ليه مصر إنك تبقى صياد يا أستاذ أحمد؟
أحمد (صوته ضعيف): أنا آسف.
(أحمد بيوطي راسه ويعتذر.)
ليلى: أنا مش بحاول أخليك تعتذر، أنا بس قلقانة عليك. لو فضلت تحارب بالطريقة دي، عاجلًا أو آجلًا هتقابل وضع خطر بجد.
(أحمد بيبص على اللي ورا كتف ليلى، وبيلمح الصيادين التانيين بيتخانقوا هناك.)
(لما حد بيدخل من البوابة، بيوصل لمكان اسمه "الزنزانة". الغالب إن رتبة الزنزانة دي تحديدًا كانت D.)
(عشرات الصيادين بيهتموا بالوحوش اللي جوه الزنزانة دي بأقل مجهود.)
(عادةً، مهمة علاج الصيادين المصابين اللي راجعين بتقع على المعالجين. وبما إن أحمد بيتصاب دايماً في الغارات، فبقى معروف بين المعالجين.)
ليلى (بتسأله بحذر): هو مفيش أي سبب يمنعك إنك تسيب إنك تبقى صياد؟
(أحمد بيهز راسه بحزم.)
أحمد: أنا بعمل كده كهواية بس. لو معملتش كده، احتمال أموت من الملل، بجد.
(ليلى وشها بيكرمش أكتر.)
ليلى: لو فضلت في هوايتك دي، قريب هتدخل زنزانة في العالم السفلي.
(أحمد بيتفاجئ من كلامها، وبيضحك بصوت عالي.)
(بسبب كده، ضيق ليلى بيزيد.)
ليلى: آه، آه! متضحكش! متعملش كده! إصاباتك ممكن تسوء!
(أحمد بيضحك قبل ما يسألها.)
أحمد: اتعلمتي تقولي الكلام ده فين؟
ليلى: إيه اللي فين؟ ده عم محمود اللي واقف هناك هو اللي قالي.
أحمد: يا ساتر، عم محمود ده، ده استجرأ بجد وعملها، مش كده؟...
(وهم بيتكلموا وبيضحكوا، علاجه كان خلاص هيخلص. الوقت فات خلاص، واضح إن الغارة خلصت.)
(ملامح وش أحمد بتتغير.)
أحمد (لنفسه): قتلت وحش واحد بس النهاردة.
(مخلوق من الرتبة E، مش أقل. أحمد بيبدأ يتقلب وهو ماسك الكريستال السحري في إيده.)
(أقل بلورة سحرية من وحش رتبة E بتجيب أقل من 100 ألف جنيه مصري، حاجة قليلة أوي على إنه راهن بحياته عشان يكسبها.)
(بلورة سحرية من وحش رتبة C ممكن تتباع بأكثر من عشرة مليون جنيه مصري...)
(سيء جدًا إن صياد زيه، رتبة E، ميقدرش حتى يحاول يقتل وحش رتبته عالية زي C.)
(فجأة، واحد بيصرخ.)
صياد 1: آه؟ فيه مدخل تاني هنا.
(الصيادين القريبين بيجروا ناحيته.)
صياد 2: هاه، صحيح.
صياد 3: فيه طريق تاني بجد؟
(زي ما الصياد قال، كان فيه مدخل مستخبي جوه الزنزانة نفسها.)
صياد 4: زنزانة مزدوجة، مش كده؟... يبقى، حاجة زي كده موجودة بجد في الواقع...
(شعلة نار بتطير لقدام وتنوّر اللي جوه. الممر باين عليه هيمشي للأبد وقريبًا، الشعلة قوتها بتروح، وبتسقط على الأرض وبعدين بتختفي.)
(الممر بيتحاوط بالضلمة تاني.)
رئيس الغارة (عم سامح، صوت قوي): همم..... يا جماعة، تعالوا نتجمع عشان نعمل اجتماع.
(قائد الغارة الغير معلن عنه، عم سامح، بينادي على بقية الصيادين عشان يتجمعوا حواليه. علاج أحمد كان خلص وقتها، فعشان كده هو وليلى انضموا كمان.)
(عم سامح بيتكلم وهو بيبص على الصيادين المتجمعين.)
عم سامح: زي ما إنتوا عارفين كويس، البوابة مش هتقفل غير لما رئيس الزنزانة يتقتل. بما إن البوابة نفسها لسه سليمة بالرغم من إننا قضينا على كل الوحوش اللي هنا، ده ممكن يكون معناه إن الرئيس ورا الممر ده.
(عم سامح بيشاور ناحية المدخل المستخبي.)
(الصيادين بيبادلوا بعض نظرات ليها معنى، وبيهزوا راسهم. مفيش حد يقدر يختلف مع الفكرة دي.)
عم سامح (بيكمل): دلوقتي عادةً، إحنا المفروض نبلغ الجمعية بالمعلومات دي ونستنى قرارهم الأول، بس... بس، لو عملنا كده، ممكن مهمة قتل الرئيس تتسلم لصيادين تانيين، ومكسبنا لليوم هيقل بنسبة كبيرة.
(ملامح الصيادين بتتجعد.)
(وش حسين بيتصلب أكتر من أي حد تاني عشان هو محتاج فلوس كتير عشان مراته اللي حامل.)
حسين (في سره): الرعاية بعد الولادة بتاخد فلوس كتير الأيام دي، زي ما إنتوا عارفين...
(بالوضع ده، مفيش معنى ورا مخاطرته بحياته عشان يشارك في الغارة دي.)
عم سامح: عشان كده، الأحسن إننا نخلص على الرئيس قبل ما نسيب الزنزانة دي... إيه رأيكوا بقى يا جماعة؟
(الصيادين بيسرحوا في تفكير عميق.)
الصيادين: ....
الصيادين: ....
(الحقيقة إن مفيش حد هنا يقدر يعرف الوضع الحالي، وبالتالي، مفيش ضمان لسلامتهم. بس، ثبت إن صعوبة الزنزانة دي بالذات منخفضة جدًا.)
عم سامح: بما إن إحنا سبعتاشر واحد هنا، تعالوا نصوت على الموضوع ده، إيه رأيكم؟ وأول ما ناخد القرار، مفيش حد يشتكي. إيه رأيكوا؟
(الباقيين بيهزوا راسهم بعد ما سمعوا اقتراح عم سامح. مفيش حد خالفه الرأي.)
عم سامح: أنا بصوت إننا نكمل.
(عم سامح بيرفع إيده.)
(وبعد كده، بقية الصيادين بيبدأوا يرفعوا إيديهم واحد ورا التاني.)
صياد 5: أنا كمان.
صياد 6: احسبني معاك أنا كمان.
(حسين كان أول واحد رفع إيده، وبعديه بشوية عم محمود وعدد قليل من الصيادين التانيين.)
(طبعًا، المعارضين كانوا كتير برضه.)
صياد 7: خلينا نرجع.
صياد 8: حاسس إن الأحسن نستنى قرار الجمعية.
(الفريقين كانوا متعادلين، وفي الآخر، الأصوات النهائية وقفت عند أحمد وليلى.)
ليلى: أنا آسفة....
(ليلى بتميل لعم سامح وبتضيف صوتها لـ "الانسحاب".)
(وبكده، عدد الأصوات لـ "التقدم" و"الانسحاب" بقى 8:8.)
[تعليق 1]: طريق مسدود.
(عم سامح المتردد بيسأل أحمد بعد كده.)
عم سامح: وإنت يا أستاذ أحمد؟
الزنزانة المزدوجة
[مشهد 1]
داخلي - داخل الزنزانة - مستمر
(كل حاجة دلوقتي متوقفة على قرار أحمد.)
(صوابع أحمد ماسكة في الكريستال السحري اللي في إيده بقوة، وهو بيبص جنبه. يلاقي ليلى بتهز راسها ناحيته، باين عليها قلقانة جدًا.)
(في الحقيقة، أحمد قلقان هو كمان. عادةً، عمره ما ياخد أي مخاطرة ملهاش لازمة. مش بس عشان هو معندهوش الإمكانيات الكافية لكده، لكن كمان هو مش شجاع للدرجة.)
(بس أحمد عنده أخت صغيرة على وشك إنها تدخل الجامعة كمان كام شهر.)
أحمد (في سره): معنديش أي مدخرات...
(أحمد حاليًا عنده أربعة وعشرين سنة. ده السن اللي كان المفروض يركز فيه على دراسته، بس ساب الحلم ده عشان مفيش فلوس. وطبعًا، مش عايز أخته الصغيرة تمر بنفس التضحية ونفس الألم اللي هو مر بيه.)
(دلوقتي، كل مليم بالنسبة له له قيمة.)
(مش حسين بس اللي محتاج مبلغ كبير النهاردة.)
(أحمد بيرفع إيده لفوق.)
أحمد: أنا بصوت إننا نكمل.
(يسمع تنهيدة بسيطة من ليلى جنبه، تنهيدة استسلام.)
[مشهد 2]
داخلي - الممر داخل الزنزانة المزدوجة - مستمر
(عنوان فرعي: الزنزانة المزدوجة)
(الممر بيمتد ويستمر للأبد.)
(في المقدمة، عم سامح وكم صياد قوي تاني واخدين القيادة. عم سامح بيطلع شعلة صغيرة من إيده عشان ينور الطريق.)
عم محمود (وهو ماشي جنب عم سامح): مشينا كتير أوي، مش كده؟ مش المفروض نفكر في الوقت اللي هنحتاجه عشان نخرج من هنا برضه؟
عم سامح: بقينا ماشيين بقالنا قد إيه؟
(عم محمود بيبص في ساعته.)
عم محمود: حوالي.... أربعين دقيقة.
عم سامح: البوابة بتقفل تمامًا بعد ساعة من قتل الرئيس، يعني معانا حوالي عشرين دقيقة زيادة أو حاجة زي كده.
عم محمود: لو ملقيناش الرئيس في خلال العشرين دقيقة الجاية، أنا بقترح إننا نسلم ونرجع.
عم سامح: أعتقد كده برضه.
(عم سامح بيهز راسه شوية قبل ما يشاور بإبهامه وراه.)
عم سامح: أستاذ محمود؟ الدنيا ضلمة قدام، فإيه رأيك تمشي ورايا؟
(عم محمود بيبص على عم سامح لثانية أو اتنين قبل ما يطلع موبايله من غير تردد ويفتح الشاشة.)
(وبعد كده، الممر بينور بشكل كويس.)
عم سامح: ...
(عم سامح بيقلب نظره بين شعلته وموبايل عم محمود قبل ما يدور على موبايله هو كمان.)
[مشهد 3]
داخلي - نهاية الممر - مستمر
(في آخر الفريق، كان مكان أحمد اللي اتصاب جامد من فترة قريبة، وليلى اللي معندهاش أي مهارات قتالية خالص.)
(أحمد بيحك رقبته من ورا.)
أحمد: سامحيني، أنا... أنا آسف بجد.
ليلى: على إيه؟
أحمد: على، عارفة يعني، إني شديتك معايا هنا غصب عنك.
ليلى: أنا كويسة، فمش محتاج تقلق عليا.
(أحمد بيبص في وش ليلى. باين عليها مش كويسة خالص.)
(أحمد بيميل راسه يمين وشمال، وهو بيحاول يفهم حالتها المزاجية أحسن، قبل ما يسألها تاني بطريقة حذرة أكتر من الأول.)
أحمد: إنتي... كويسة بجد؟
(ده بيخلي ليلى تلف وشها ناحيته.)
ليلى: طبعًا مش كويسة. إنت مجنون؟! لو اتطغنت بوصتين زيادة كنت زمانك دلوقتي قلبك مخروم، وإيه حكاية الإصابات اللي في دراعاتك ورجليك دي؟ أنا تعبت عشان أشفيك بأي طريقة، ومع ذلك عايز ترمي نفسك في زنزانة تانية؟؟ غير إنك حتى متعرفش إحنا رايحين فين!
(كانت بتتكلم بسرعة لدرجة إن أحمد حس إن دماغه بدأت تتخدر من كتر كلامها.)
(بس هي عندها حق في كل كلمة. لولا وجود المعالجة الممتازة ليلى اللي رتبتها B، أحمد مكنش هيقدر يعيش من غير ما يتأثر، ده غير إنه يشتغل صياد. عشان كده، مش غريب إن المعالجين دول اللي رتبتهم عالية ومن الصعب تلاقيهم، كانوا بيتقدروا جدًا جوه الجمعية.)
أحمد (في سره): استنى، دلوقتي لما أفكر في الموضوع، أنا مدين للآنسة ليلى كتير، مش كده؟
(ليلى كانت صيادة معالجة، ودي من أندر الفئات. مش بس كده، دي كانت عبقرية في رتبتها B كمان.)
(الجمعية دايما كانت بتطلب منها تشفي الصيادين المصابين لما تتفتح بوابة، وكل ما أحمد يشارك في غارة، كان دايما بيقعد جنبها.)
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): بتتألم؟ استنى شوية لو سمحت.
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): مأشوفكش قبل كده....؟ إنت نفس الشخص من آخر مرة؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): اتصبت تاني؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): كأننا بنتقابل كتير الأيام دي، مش كده؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): قلت إن اسمك أستاذ أحمد؟ طب... الأمور هتبقى تمام؟
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): يمكن، شغلانة الصياد دي مش مناسبة ليك أوي....
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): ... إنت هنا تاني.
ليلى (في مواقف سابقة، فويس أوفر): وريني دراعك. لا، مش ده. استعمل الضمادات على الدراع ده. أنا قصدت التاني اللي فيه كسر في العضم.
(في اللحظة دي، الموضوع تجاوز مرحلة شعور أحمد بالامتنان لكل حاجة عملتها، وكان آسف جدًا إنه مضايقها.)
أحمد: ...
(لما أحمد بان عليه إنه مش عايز يتكلم، ليلى هي كمان حست إنها وحشة عشان وبخته، وسلوكها اتحسن كتير.)
ليلى: إنت آسف بجد؟
أحمد: أيوه، أنا آسف.
(ليلى سكتت وفكرت شوية قبل ما تبص عليه بطرف عينها، وشفايفها بدأت تترفع لفوق ببطء.)
ليلى: لو إنت آسف بجد، طب إيه رأيك تعزمني على عشا في أي وقت؟
(ده كان عرض غير متوقع بالمرة. أحمد بصلها بتعبير متفاجئ، ولقى ابتسامة خبيثة على وشها زي بنت مراهقة.)
أحمد (في سره): بنت مراهقة آه....
(الحقيقة إن ليلى كانت لسه بنت صغيرة، يا دوب دخلت العشرينات. مش قالت إنها هتبقى عندها واحد وعشرين السنة الجاية؟)
(لو شعرها الطويل ده اتقص أقصر، ولبسها الحالي اتغير لزي مدرسة، هتبان بالظبط زي طلبة الثانوية الكبار.)
(خياله سرح وراح صورة ليلى بزي المدرسة، ووشه احمر شوية.)
(لما أحمد اتردد في رده، خدود ليلى بدأت تنتفخ زي البالونة.)
ليلى: ما... مش عايز تعزمني على عشا؟
(في اللحظة دي، حصل اللي حصل.)
(فجأة، فيه قلق كبير حصل في المقدمة.)
صياد 9: لقيناها!!
صياد 10: دي أوضة الرئيس!
(نظرات أحمد وليلى بتتحول تلقائيًا لقدام. يشوفوا باب حجري ضخم سادد الممر.)
(الصيادين بيحاصروا الباب ده على طول.)
صياد 11: إيه ده؟ ليه فيه باب في آخر الكهف؟
صياد 12: قابلنا قبل كده أوضة رئيس بباب؟
صياد 13: دي أول مرة أكيد، أنا متأكد.
صياد 14: ده... ده مش باين عليه خطر بشكل غريب؟
(الصيادين بيبدأوا يعبروا عن شكوكهم ومخاوفهم واحد ورا التاني.)
(بما إن حياتهم على المحك هنا، لازم يكونوا حذرين ودقيقين.)
(لكن، لو الواحد بقى حذر زيادة عن اللزوم، هيفشل في اغتنام الفرصة اللي **** بعتها له في الأول. عم سامح ظن إن دي حالة زي كده.)
عم سامح: ناويين ترجعوا وإيدكوا فاضية بعد ما قطعتوا كل المسافة دي؟
(عم سامح بيحط إيديه على الباب.)
عم سامح: لو ده اللي عايزينه، اخرجوا. أنا مكمل حتى لو ده معناه إني هروح لوحدي.
(عم سامح صياد عنده 10 سنين خبرة. لولا سنه اللي أكبر من ستين سنة، كان زمانه دلوقتي في نقابة كبيرة بفضل مهاراته الممتازة.)
(ولما صياد زي ده يعبر عن رأيه بثقة كده، بقية الصيادين بدأوا يقلقوا أقل من الأول.)
صياد 15: استنى دقيقة.
(صيادين اتنين بدأوا يفتكروا إشاعات عن الزنزانات المزدوجة.)
صياد 16: سمعت إن فيه كنوز متتوصفش مستخبية جوه الزنزانات المزدوجة.
صياد 17: أيوه، سمعت إن نقابة صغيرة لمتوسطة لقيت زنزانة مزدوجة واترقوا وبقوا نقابة كبيرة تقريبًا بين يوم وليلة.
صياد 18: الوحوش جوه الزنزانة دايما بتبقى في رتب متشابهة تقريبًا بغض النظر عن مكانها، يعني الصيد نفسه مش المفروض يكون صعب أوي...
(إيه رأيك لو كان فيه كنوز متتوصفش مستخبية في زنزانة مزدوجة زي ما الإشاعات بتقول، والوحوش اللي ورا الباب ده بنفس صعوبة وحوش رتبة D اللي معاهم مخلوقات رتبة E زي اللي حاربوها لحد دلوقتي؟)
صياد 19 (في سره): مقدرش أخلي العجوز ده ياخد كل الكنز لوحده.
حسين (في سره): مستحيل خالص.
صياد 20 (في سره): رعاية ما بعد الولادة، مصاريف مدرسة الطفل الأول، وخلونا مننساش، إيجار الشهر ده قرب ميعاده كمان....
(آراء الصيادين دلوقتي بقت متشابهة.)
(أحمد هو كمان صلب نفسه.)
أحمد (في سره): مقدرش أرجع البيت ببلورة سحرية واحدة من رتبة E. على الأقل، لازم أقتل وحش من الرتبة D، لا، وحش تاني من الرتبة E!
(مفروض ميكنش وحش كمان.)
أحمد (في سره): لو كان كنز بدل كده....
(الكنوز أو الغنائم النادرة اللي بتلاقيها في الزنزانة عادةً بتتقسم بالتساوي بين كل المشاركين في الغارة. دي طريقة مختلفة تمامًا لتقسيم المكافآت، حيث الواحد بياخد بس اللي بيطلعه بنفسه من بلورات سحرية.)
أحمد (في سره): لو حققنا نجاح كبير النهاردة، الأمور ممكن تتحسن في البيت لفترة.
(أحمد بيبلع ريقه بتوتر. ليلى بتشوف تعبير وشه وبتسأله.)
ليلى: هو ده تعبير صياد بيعتبر شغلانته هواية؟
(أحمد بيرفع كتفه.)
أحمد: مين بيراهن بحياته بسبب شغلانته الأساسية الأيام دي؟ إلا لو كانت هواية، بوضوح.
ليلى: ..... إيه؟
(بالظبط لما تعبير الصدمة اترسم على وش ليلى، عم سامح دفع باب الزنزانة واتفتحت.)
(صوت دفع قوي!)
(دلوقتي الباب مفتوح على آخره، الباب الداخلي الضخم فتح لوحده. الصيادين بيجروا بسرعة.)
أحمد: خلينا ندخل إحنا كمان.
(أحمد خاف يتأخر عن الفريق، فمسك إيد ليلى وخد القيادة.)
ليلى: آه.....
(وش ليلى احمر شوية وهي بتمشي وراه.)
[مشهد 4]
داخلي - داخل غرفة الرئيس (معبد) - مستمر
(أول ما الصيادين بيدخلوا، النيران بتولع في مشاعل كتير متثبتة كويس على الحيطان في نفس الوقت. بفضل كده، المكان بينور بشكل كبير.)
صياد 21: إيه ده؟ النور ولع لوحده؟
صياد 22: دي أول مرة أشوف زنزانة زي كده.
صياد 23: فيه حاجة.... مختلفة في المكان ده.
(الصيادين بيبصوا حواليهم بحذر، والجو العام للمكان كان شبه جو معبد قديم.)
(مش بس إنه قديم وشبه معبد متهالك، لكن ممكن يكون فيه حاجة مدفونة ومستخبية تحت الأرض؛ وكان ممكن تشوف الطحالب والأعشاب متناثرة على الأرض والجدران والسقف.)
(كتير من الصيادين بيتراجعوا لورا وبيرتعشوا شوية.)
صياد 24: المكان ده مرعب شوية هنا، مش كده؟
صياد 25: مش حاسس إن في حد بيراقبنا؟
(وسابوا الصيادين الخايفين وراهم، تلاتة لأربعة من أقوى المجموعة دخلوا جوه أكتر.)
صياد 26: تسك! متقولش حاجة تجيب النحس، خلاص؟
صياد 27: خلينا نخلص الموضوع ده بسرعة ونروح البيت.
(الداخل كان ضخم بشكل مش طبيعي. الأوضة على شكل قبة عملاقة كبيرة زي كذا ملعب أولمبي، الملعب اللي في القاهرة، كان ممكن يتحط معاهم – لا، يمكن كانت أكبر من كده كمان.)
(والسبب في ده كان واضح إلى حد ما.)
صياد 28: ده.... ده اللي هناك ده....
صياد 29: مستحيل يكون ده الرئيس، صح؟
(في أعمق حتة في القبة، حاجة عملاقة جدًا متفهمة منطقيًا قاعدة على عرش بحجمها. مكنش غير تمثال حجري ضخم لإله!)
الصيادين: أوه، يا إلهي....
الصيادين: واو.
(صرخات صدمة بتطلع من الصيادين.)
(أول صورة ظهرت في دماغ أحمد كانت تمثال الحرية في نيويورك. لو التمثال ده قعد على كرسي، مش هيكون كبير زي تمثال الإله المجهول ده؟)
(طيب، تمثال الحرية ست بينما اللي قاعد على العرش ده راجل.)
أحمد (في سره): لا، استنى. يمكن أكبر من كده...
(الصيادين بيبدأوا يبلعوا ريقهم بعصبية قريب من قدم تمثال الإله. الخوف الشديد والقلق كان واضح على وشوشهم وهم قلقانين إن التمثال ده يكون رئيس الزنزانة.)
(بس التمثال ماترعش ولا بوصة واحدة.)
(يا له من حظ.)
عم سامح: ووه....
(حتى عم سامح خد نفس عميق بارتياح.)
عم سامح: تمام يا جماعة. اتفرقوا.
(دلوقتي بعد ما لقوا شوية حرية، الصيادين بيتقسموا بينهم وبين بعض ويبدأوا يدوروا حواليهم.)
صياد 30: معتقدش إن فيه أي وحش هنا.
صياد 31: إنت شايف كده برضه؟
صياد 32: سيبك من الوحش دلوقتي، أنا مش شايف حتى حشرة واحدة كمان.
(غرفة تمثال الإله الحجري ممكن تكون ضخمة، على الرغم من إن بنائها الداخلي كان بسيط. على الحيطان، ممكن تلاقي مشاعل كتير هناك. وقدام الحيطان دي، وتماثيل حجرية تانية، أطول شوية من الإنسان، واقفة طولها مؤثر. كان فيه كتير منهم هنا كمان ولقوهم على مسافة معينة من بعض.)
صياد 33: كلهم حلوين، مش كده؟
صياد 34: كأنها، كأنها عمل فني، صح؟
(الأجسام اللي التماثيل الحجرية ماسكاها كانت متنوعة ومختلفة.)
(بعضهم ماسك أسلحة، فيه واحد معاه كتاب، بعضهم ماسك آلات موسيقية، وحتى مشاعل.)
عم محمود: كأنها....
عم سامح: كأنها تماثيل معبد مقدس أو حاجة زي كده.
(عم سامح كمل اللي عم محمود كان عايز يقوله.)
عم سامح: ممم؟
(وبعدين عم سامح لقى حاجة تحت رجليه.)
عم سامح: ده... مش ده تشكيل سحري؟
(لقى تشكيلة سحرية مشفتهاش قبل كده واقعة في نص المعبد ده.)
(في اللحظة دي...)
صياد 35: معلش يا أستاذ سامح؟ فيه حاجة مكتوبة هنا. ممكن تيجي هنا وتبص؟
(واحد من الصيادين اكتشف تمثال مختلف عن التانيين ونادى على عم سامح.)
(عم سامح وقف يبص في التشكيل السحري وقام من على الأرض. بقية الصيادين اتجمعوا حوالين التمثال اللي عم سامح راح ناحيته.)
(التمثال ده كان فيه جناحين وماسك لوح حجري. اللي ركز عليه الصيادين كانت الحروف المنقوشة على اللوح ده. عم سامح بص بصة سريعة على اللوح وتمتم لنفسه.)
عم سامح: دي أبجدية أثرية.
(حروف أبجدية أثرية. الكلمات اللي متلاقهاش في أي مكان على الأرض، بتلاقيها بس جوه الزنزانات؛ الصيادين اللي "صحوا" المهن السحرية اللي ليها علاقة، هما اللي يقدروا يفكوا الشفرة بتاعتها.)
عم سامح: "قوانين معبد كاروتينون."
(عم سامح قرا أول مقطع.)
(بوش متوتر جدًا، أحمد بيسمع اللي في اللوح بينما عم سامح بيقراه.)
(بس فجأة حد شد دراعه. لما بص وراه، لقى ليلى وبشرتها شاحبة جدًا.)