متسلسلة ضل حيطة ـ حتى الجزء الرابع

ابو دومة

ميلفاوي أبلودر
عضو
ناشر قصص
إنضم
11 يوليو 2024
المشاركات
559
مستوى التفاعل
378
النقاط
0
نقاط
858
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
F02U3Cl.md.png

مقدمه

كلنا بندور على ضل…
ضل يحمينا من الكلام، من الوحدة، من الوجع…
بس أوقات، الضل بيبقى أبرد من البرد…

👥 تقديم الشخصيات الرئيسية

🔹غادة عبد العليم (31 سنة) :​

بنت من منطقة شعبية، كانت دايمًا شايلة هم الدنيا على كتافها. اتجوزت مرتين، الأول أكبر منها بـ12 سنة، اتطلقت بعد ما اكتشفت كذبه عليها وسوء معاملة أهله. التاني محمود جواز صالونات بسبب ضغط المجتمع وأمها، دلوقتي عندها طفلين: يونس (سنتين) ونوح (شهرين)، اشتغلت في مطاعم ومصانع وتمريض خاص ،عنيدة، عصبية، لكنها رومانسية بتحب الشعر والحكم ، بتحب تعتمد على نفسها، أبوها وأمها منفصلين، بس مش مطلقين.​





🔹 محمود فتحي (33 سنة) :​

جوزها التاني، شغال في شركة بيعاني من الإحساس بالعجز وبيحاول يثبت نفسه بطريقة غلط وساعات يشك فيها بدون سبب. عنده صراع داخلي بين الرجولة اللي فاكر إنها بالتحكم، وبين الحقيقة اللي بتقوله إنه مش عارف يصرف على بيته .





🔹 يونس (سنتين) & نوح (شهرين) :​

عيالها، قلبها اللي بره جسمها. يونس بيبدأ يفهم… وبيسأل بعينيه: "ماما ليه تعبانة؟"
ونوح، لسه صغير… بس عياط جوعه، بيعرّي فقرها قدام نفسها.






🔹 فاطمه (أم غادة) :​

ست مصرية تقليدية، دايمًا شايفة إن الجواز ستر البنت. كانت هي اللي ضغطت على غادة تتجوز محمود. رغم حبها لبنتها، لكن عمرها ما وقفت في صفها بجد.





🔹 محمد (أبو غادة) :​

متجوز أتنين …منفصل عن أمها من غير طلاق رسمي. عايش لوحده ، بعيد عن المشاكل ، وبيهرب من المسؤولية ، غادة بتحبه بس بتشوفه ضعيف ومينفعش سند .




🔹هيثم عبدالسلام (36 سنة) :


صاحب سوبر ماركت. بدأت علاقته بغادة بمساعدة ، لكنه كشف عن نوايا رخيصة و بيحاول يضغط عليها مقابل الفلوس اللي استلفتها منه .


الجزء الأول

المشهد الأول : " جوايا أنا "



شقه بسيطة فى بيت قديم فى منطقة الناصرية فى اسكندرية ، الساعة 6 الصبح غادة واقفة لابسة ترنج و رابطة شعرها و واقفة فى المطبخ قدام البوتجاز بتطبخ لمحمود اللى قدامه ساعة و يرجع من الشغل و بيدور فى دماغها اللى هي فيه دا نهايته ايه .
غادة : الظروف مش أحسن حاجة و محمود مرتبه يدوب بيكفي أكل و شرب بالعافية ، غير مصاريف البامبرز ليونس و نوح ، أنا تعبت و هو مش حاسس كل همه انه يجي يلاقي أكل و خلاص منين مش مهم ، مفكر انه لما يديني المصروف كل شهر و ياخد حق قعدته على القهوة و فلوس موصلاته إن اللى بيسيبه دا يكفي حاجة ، أعمل ايه بس ؟.
سايبة الموبايل على الرخامة.
كل شوية تبص عليه… مكلمهاش من ساعة ما راح الشغل .
غادة : لما كنت عروسة ، كنت بفكر إني هطبخ لحد بيحبني... دلوقتي؟ بطبخ وأنا حاسة إني خدامة في بيت مش بيتي.
قعدت على كرسي المطبخ الصغير، وخدت نفس طويل.
عينيها وقعت على كوباية الشاي الباردة… نفس الكوباية اللي عملتها من ساعتين ولسه ما قربتش منها.
و سرحت تانى تكلم نفسها : محمود اتغير... أو يمكن كان كده من الأول وأنا اللي كنت مغمّضة…
فاكرني سوبر ست… أشيل البيت والعيال والمصاريف وأستحمل وأقول حاضر…
بس هو؟ هو حتى مش بيسأل أكلت ولا لأ.
بتفتح التلاجة مفيش غير علبة جبنه و ازازة ميه و لمونة بايظة و الفريزر مفيهوش الا عيش و كيس خضار.
و بتتنهد : مفيش أكل و معتش فلوس والديون كترت و مش عارفة هسد منين و مش عايزه اروح لهيثم تانى السوبر ماركت اعمل ايه يا *** ؟
الموبايل رن.
بصتله بسرعة، قلبها دق، اسم "محمود" ظهر على الشاشة، اتنهدت و ضغطت "رفض المكالمة"، ورجعت تقعد تاني.

حبها له بيغلبها بس واقع تعامله معاها عامل حيطه بينه و بين حبها .

لسه قلبها بيدق كل ما يتصل فاكره لما كانت بتفرح بمكالمته ليها فى الشغل علشان يطمن عليها و يقولها انها وحشته اوى و انه عايز يخلص شغله بسرعة علشان يجيلها و بترجع تبص لجسمها اللى مش فاكرة اخر مرة اتمتعت و هو بيلمسه كان امتى … جسمها اللى الشقا و الشغل من و هى عندها 16 سنه رسم عليه ندوب و علامات بتفكرها بكل الوجع اللى شافته لحد انهارده .

غادة (بهمس) : أنا كنت ست بميت راجل… بس دلوقتي ؟ أنا حتى مش شايفة نفسي ست.

وفجأة…صرخة صغيرة بتشق سكون الشقة...

صوت بكاء رضيع ، بيقطع قلبها. قامت بسرعة وهي بتقول لنفسها :

نوح صحي... أكيد جعان تاني...

دخلت الأوضة ، لقيته بيعيط وهو بيقلب وشه يمين وشمال يدور على صدرها . مسكته بحنان ، و حطته على صدرها…بس بعد ثواني ، ساب صدرها وبدأ يعيط أكتر.

غادة (بصوت واطي وهي بتحاول تهديه) :

مش بإيدي يا حبيبي... صدري فاضي... ما لو كنت بأكل كان نزلك اي حاجة يا ابني .

فلاش باك من يومين لما كانت بتتخانق مع محمود :-

غادة : انا محتاجه فلوس يا محمود و التلاجه قربت تفضي .

محمود : أنا مالى اتصرفي .

غادة بغضب : يعني ايه مالك هو مش أنت راجل البيت ، أتصرف ؟ دا أنا مباكلش علشان عيالك يأكلوا أعمل أيه أكتر من كده ؟

محمود : معرفش أنا مش شايف ان فى تقصير منى أنا شغال و أنتى قاعده فى البيت ، دبري أمورك .

و بيسيبها و بيمشي ..

رجوع للحاضر :-

مسحت دموعها وهي بتبص علي نوح ، صغير، بريء و مالوش ذنب...بس بيشاركها في الجوع ، في القهرو قلة الحيلة.

غادة (بهمس لنفسها) : يعني إيه جوزي موجود... وأنا لوحدي ؟ يعني إيه فيه راجل في البيت… وأنا اللي بشيل كل حاجة ؟

حطت نوح على السرير.

"يونس" ابنها التاني ، نايم على المرتبة جنب أخوه، وشه بريء، لكن في خطوط كأنه بيشيل الهم من دلوقتي. كان بيعيط من شوية، علشان عايز يشرب لبن

وغادة ملقتش في التلاجة غير مية و جبنه و عيش .

و رجعت على المطبخ والموبايل رن تاني.

نفس الاسم: محمود

بصت للشاشة شوية، وبعدين قالت : أنت فاضيلي دلوقتي ليه ؟ ولا خلصت القعدة مع صحابك ؟

ضغطت "رفض"، وسابت الموبايل، وحضنت نفسها.


المشهد الثاني : " رجوع محمود البيت "

صوت المفتاح في الباب...الساعة قرّبت على 10 الصبح .
غادة كانت لسه في المطبخ ، قعدة في الضلمة ، يدوب نور بسيط داخل من شباك المطبخ المقفول ، من غير نفس تقوم حتى تنورالنور.

دخل محمود…
هدومه ريحتها معسل ، وشه مدهون بابتسامة باهتة كأن الدنيا تمام.

محمود : إنتي لسه صاحية يا دودو؟ شكلى كده وحشتك و كويس ان نظام الشغل الجديد بقا يومين شغل و يومين راحه يعني قدامنا يومين هنخربها يا روحي وحشني كل حاجه فيكي .

سكتت شوية… وبعدين بصتله من غير تعبير: كنت مستنياك… بس مش علشان واحشني، علشان عايزه أتكلم معاك .

بيفتح التلاجة، وبيقفلها تاني.

محمود (بتنهيدة): مفيش غير حتة جبنه ؟

غادة (بغضب) : مفيش فلوس أجيب حاجة تانية … ما انت أخدت 300 جنيه من ال 500 اللى كانوا معايا، وقولتلي دبري امورك بالباقي لحد القبض .

محمود (وهو بيتهرب من النظر ليها) : ما هو الشغل كده يا غادة ، انتي عارفة الظروف .

غادة (بصوت هادي مليان وجع) : وأنا ؟ أنا سيبت شغلي عشان ولادك…كنت بشتغل ١٢ ساعة وأرجع أطبطب على نفسي…و ارتب البيت و اطبخ بس على الاقل كنا بنعرف نأكل و نشرب كويس بس لما خلفت نوح… قولت أكون أم بجد، مش أم شغالة ليل ونهار ، افتكرتك هتشيل معايا و تشتغل شغلانة تانية علشان تعرف تعوض الفرق … بس أنا اللي شايلة كل حاجه وانت بتهرب ، كل شهر تاخد فلوسك و ترميلي الباقي و تقولى اتصرفي ، أنت شكلك نسيت مين فينا الراجل و مين الست ومين اللى المفروض يصرف و يشيل المسئولية .

سكت… وهي سكتت.
لكن دماغها مش ساكتة

داخل عقل غادة : حتى هيثم صاحب السوبر ماركت ، عارف إني محتاجة فلوس، و انى مش عارفه اسدله الدين اللى عليا ليه ، بدل ما يساعدني ويطلع محترم زى ما كنت متخيلة ، قالي: (تعالي نتصاحب و أعتبري الحساب خلصان ). قالها كأنها حاجة عادية ، مش عارف إني بنت ناس ، إني حتى وأنا جعانة و مكسورة عمري ما هقع حتى لو كان جوزي سواء دا ولا الاولانى حيطان مايله ملهاش لازمه .
أنا اللي اشتغلت في مطعم وغسلت صحون وأنا عندي ١٦ سنه ، ولما جبت جهازي محدش ساعدني ، لا أبويا ولا إخواتي … والنهارده؟
أنا واقفة بين شرفي… وجوعي ياريته جوعى انا دا جوع عيالى .

رجعت تبص لمحمود اللي قاعد يقطع عيش ناشف ويحاول يغمس بيه حته الجبنه عما تحطله الاكل.
غادة (بهدوء): محمود… انت تقدر تكون زوج أحسن من كده . و تكون بالنسبالي راجل يستاهل انى أكون معاه .

بصلها، و وشه اتغير: يعني إيه ؟

غادة (نبرتها متماسكة): يعني أنا مش عايزة أكمل لو فضلت الوَحدة دي في وجودك.
الراجل مش بس بيصرف الراجل بيحس بمراته و بوجعها وأنت… مبتعملش الاتنين .

سكتت، وقامت…
دخلت أوضة الأولاد، شافت نوح نايم على بطنه بعد ما عيّط لحد ما تعب.

حضنته…وفي عقلها، فيه صوت بيهمس: أنا مش هقع…ولا هتكسر ، بس لو الدنيا قفلت أوي…
مش عارفة هعمل ايه ولا هفضل متماسكة لحد إمتى .

و سندت ضهرها على السرير و هى قاعدة على الارض جنب العيال و افتكرت طلب هيثم و اول مرة دخلتله السوبر ماركت .


المشهد الثالث : " فلاش باك : أول مره هيثم شافها "


كانت راجعة من الشغل شايلة شنطة على ضهرها بعد ما عدت على مامتها و اخدت يونس اللى كان عنده سنه و شهرين و كانت حامل فى نوح و الجو حر و يونس بيعيط من الجوع بس كانوا فى أخر الشهر و معهاش فلوس فا دخلت السوبر ماركت الجديد اللى لسه فاتح فى المنطقة اهو مكييف و ترتاح شويه لكن يونس مبطلش عياط و الناس اللى فى السوبر ماركت بدأت تدايق و هى محرجه و باين عليها التعب و العرق و شعرها اللى طالع من الطرحة .

هنا هيثم كان واقف جنب الكاشير، شافها وهي بتحاول تهدي ابنها اللي بيعيط و واقفه قدام الاستاند تشوف اسعار علب السيريلاك . ساب مكانه و مشي ناحيتهم. و قالها

يتبع …..

FEdqtJR.md.png
أصعب حاجة إنك تكتشفي إن اللي كنتي بتتسندي عليه... هو أول حد بيوقعك .

في حياة كل امرأة لحظة فاصلة… تقرر فيها إنها مش هتستنى من حد سند ، ولا من الدنيا عدل .



الجزء الثاني

المشهد الثالث : " فلاش باك : أول مره هيثم شافها "


وقفنا الجزء اللى فات لما هيثم كان واقف جنب الكاشير، و شافها وهي بتحاول تهدي ابنها اللي بيعيط و واقفه قدام الاستاند بتشوف أسعار علب السيريلاك . ساب مكانه و مشي ناحيتهم. و قالها

هيثم (بابتسامة هادية) : ابنك قمر… بس شكله جعان

بصت له بسرعة، غادة (بإحراج وهي بتحاول ترجع العلبة مكانها) : آه… معلش… كنت بشوف بس السعر كام … أنا… مش معايا دلوقتي .

بتسيبه و تمشي ، يونس عيط تاني، ودمعة نزلت من عين غادة بسرعة خافت حتى تمسحها.

هيثم : استني لو سمحت…راح على الكاونتر، رجع بعلبة عصير صغير و بسكوت ***** ومدهم ليها.

غادة (باستغراب وارتباك) : أنا قولتلك إني…

هيثم (قاطعها بابتسامة) : دي هدية مني… للولد الصغير الجميل ده مفيش حاجة تساوي ضحكته .

غادة بتبسم و بتشكره و هي ماشية و بتقول من جواها : دا شكله راجل محترم مش زى الرجالة الزبالة بتاعت اليومين دول .

و هنا بتفوق على صوت يونس بيتقلب على السرير، بتبصله بحنيه.

غادة (بصوت داخلي) : كده مش نافع ، أنا بنهار شوية بشوية ، نوح بيصحى كل ساعة يعيط، ووشه بيصفر وأنا مفيش في صدري نقطة لبن و محمود ؟ خلاص… مبقتش فارقاله

قامت، فتحت درج صغير في المطبخ، طلّعت دفتر قديم كانت بتكتب فيه وصفات أكل زمان.

قلبت صفحتين… ولقت ورقة كانت كاتبة فيها شغل كانت ناوية تعمله : -

  • تمريض خاص
  • طبخ طلبات أكل في البيت
  • صيدلية
  • الحضانة اللي على اول الشارع
قعدت تبص فيهم زي اللي بيشوف حلم قديم…

وهمست: أنا سبت الشغل عشان أكون أم بجد ، بس الأم لازم تشتغل لما يكون مفيش غيرها شايلة البيت.

بتمسك موبايلها و بتفتح واتس تدور على شات (أم منى - تمريض خاص) و تبعتلها رسالة و تقفل.

فجأة، صوت في عقلها :-

طب و هيثم ؟ هو عرض انه يساعدك ، و هيديكي مبلغ كل أسبوع و هيساعد في طلبات العيال و اكل البيت … بس انتي قلتي لأ

بس هو مطلبش شغل… طلبك انتى

هنا وقفت غادة ، و بتاخد نفس جامد كأنها بتطرد الفكرة من نفسها :

أنا ممكن أشتغل 20 ساعة ، اشتغل اي حاجه حتى لو همسح سلم عمارة…بس ما أبيعش نفسي.

راحت ناحية الدولاب ، طلعت شنطة صغيرة فيها لبس التمريض بتاعها.

فتحتها…شمّت ريحة تعب زمان، ومسؤولية…بس برضه كان فيها قوة.

غادة (بصوت قوي وهي بتبص في المراية) : أنا هشتغل ، هخرج من اللي أنا فيه ، حتى لو محمود مش موجود ، أنا هكمل لوحدي.

صوت الموبايل بيرن.

اسم المتصل: "أم منى - تمريض خاص"

غادة بصّت للشاشة…إيدها بتهتز، بس ضغطت على "رد".

غادة : أيوه؟ أيوه يا طنط ، أنا مستعدة أرجع الشغل ، ولو من بكره.

المشهد الرابع : " أول يوم شغل "


الصبح…

غادة واقفة قدام المراية، لابسة هدوم التمريض، سادة، من غير أي ميكب ، وشها هادي، بس عنيها فيها إصرار ، شايلة شنطة على ضهرها، و"نوح" نايم على صدرها في حمالة *****.

يونس لسه نايم، قاعد جنب الباب، وفيه صوت خبط خفيف من الجيران اللي وافقوا ياخدوه كام ساعة لحد ما ترجع من الشغل.

خرج محمود من الحمام، بيتفرج و هو واقف مكانه.

محمود (باستغراب) : يعني إيه ؟ رايحة فين ؟

غادة (من غير ما تبصله) : رايحة شغل، زي ما كنت بشتغل زمان ، ما انت بتقول مش قادر تصرف خلاص هتصرف أنا.

محمود (بإستنكار) : و دا شغل ايه دا ان شاء **** اللى ظهر فجأة كده ؟

غادة (ببرود) : هشتغل وزيرة ، هيكون هشتغل إيه يعني ما أنا لابسه هدوم التمريض أهو

محمود (صوته بيعلى) : ازاى يعني و هتسيبي إبنك عند الجيران ؟! و أخده التاني و ماشية ده اسمه إيه ؟ مفيش أم تعمل كده فى عيالها ؟

غادة (بتكتم غضبها) : و مفيش أم تسيب عيالها جعانين و مفيش أم تستنى راجل مبيحسش بيها أساسا انه يساعدها ، راجل عديم المسئولية مش بيفكر غير فى نفسه ، أنا نازله اشتغل و سيباه عند الجيران علشانه هو و أخوه .

محمود (قرب منها واتنرفز) : و بعدين أنا راجل البيت ! ازاى متسألنيش أو حتي تعرفيني بموضوع الشغل دا ؟ بتتصرفي من دماغك ؟

غادة (ببرود و هى بتفتح الباب) : لو كنت راجل البيت ، كنت حسيت بتعب اللى فى البيت ، ولا انت راجل فى حاجات و حاجات ؟

سابته واقف، وخرجت.

محمود وقف مصدوم شوية من طريقتها ، وبعدين مسك الموبايل واتصل.

محمود (بعصبية) : يا طنط… بنتك مبقتش بتسمع الكلام ، نزلت شغل من غير ما تعرفنى ولا حتي تستأذنى هو أنا مش راجل فى نظرها ولا ايه ؟

فاطمه : لا طبعا متقولش كده دا أنت سيد الرجالة روق بس ، هى ازاى تعمل كده ؟ ، طب و العيال وديتهم فين ؟

محمود : أخدت نوح معاها و سابت يونس عند الجيران ، وأنا مش ضامن الناس اللي سايباه معاهم ، دا ينفع ؟

فاطمة : لا مينفعش خلاص يا محمود اهدي و بعدين غادة بتحبك و أنت عارف بس هى تلاقيها متدايقة بس شوية و أنا هكلمها . سلام ..

و بتقفل المكالمة و بتكلم غادة .

غادة بتبص للتيلفون و بتاخد نفس و هي عارفه اللى جاى ايه

غادة : إيه يا ماما اتصل بيكي يعيطلك ولا إيه ؟

فاطمه : هو إيه اللي انتي بتعمليه ده يا بنتي ؟! ازاى تنزلى شغل من غير ما تاخدي إذن جوزك ؟ و سيبتى الواد عند الجيران ؟ إنتي هتفضلي عنيدة ومش بتسمعي كلام حد كده لحد امتي ، ارجعي بيتك و احترمي جوزك.

غادة (بصوت مخنوق وهي ماشية في الشارع) : أنا اللي عنيدة يا ماما ؟ ولا الدنيا هي اللي خلتني لازم أبقى كده ؟ أنا مكنتش عايزة كل ده من الأول ما أنا كنت شغالة و مرتاحة و بعد كده اضطريت اقعد علشان اخد بالى من عيالي على أساس ان البيه هيشيل المسئولية .

فاطمه : يا بنتي ما أنتى شايفه الدنيا صعبة ازاى على كل الناس ، مشي الدنيا ، انتى و جوزك بتحبوا بعض فا ساعدوا بعض .

غاده : ما أنا كنت بمشي الدنيا و مستحملة علشان بحبه ، بس خلاص معتش ينفع ، دلوقتي في ديون ، و مفيش اكل فى البيت و نوح بيعيط من الجوع بسبب ان صدري فاضي لأني مباكلش علشان ياكلوا ، أعمل إيه و هو شايل إيده من كل حاجه .

سكتت أمها شوية… مش عارفه ترد تقولها ايه …

وبعدين قالت بصوت واطي : **** يقويكي يا بنتي…و بتقفل .

غاده بتفكر فى كلام أمها و بتفتكر أيام خطوبتها هي و محمود و اللى كانت سبب فى أنها تحبه و تتعلق بيه بعد ما كانت رافضة موضوع الجواز دا نهائي ، بعد اللى شافته مع جوزها الأولانى و إزاى محمود شال الفكرة دى من دماغها بحبه و تمسكه بيها رغم أنها فى أول ارتباطهم قالتله أكتر من مرة أنها مش طايقاه ومش بتحبه ، بس برغم كده كان دايما حنين عليها و بيقف جانبها فى مشاكلها حتى مشاكلها مع اخواتها.

غادة وصلت بيت ست كبيرة في السبعينات ، ابنها هو اللي طلب " ممرضة رعاية خفيفة " ، تساعدها في الحمام وتاكلها و تكلم معاها.

البيت هادي، رايق…

لكن "نوح" بدأ يعيط بعد ساعة، نوبة عياط مبتوقفش .

الست الكبيرة بصت له و بنبرة حادة قالتلها ….

يتبع …

FEdqtJR.md.png
"المرأة لا تنهار فجأة... هي تتشقق بصمت."

— أحلام مستغانمي

الجزء الثالث

المشهد الرابع : " أول يوم شغل "



وقفنا الجزء اللى فات على ان الست الكبيرة بصت لنوح ابن غادة و هي متدايقة .

و قالتلها بنبرة حاده : هو ابنك ده هيفضل يعيط كده كتير ؟ أنا أعصابي متستحملش…

غادة (بتهدّي نوح) : هو لسه صغير يا حاجة… هو جعان هرضعه دلوقتي و هيسكت متقلقيش.

الست: يا بنتي أنا جيبتك تساعديني مش تزودي همّي…ابنك مش هيسكت و هيفضل يعيط كل شويه علشان عايز يرضع أو يغير ، ما تكلمي حد يجي ياخده أبوه ولا أى حد ، أنا تعبت و صدعت.

غادة بلعت الكلام بالعافية وحست بكسرة نفس … مش قادرة تقولها لا ، ومش هينفع تسيب نوح مع حد فا مفيش قدامها حل غير إنها تستحمل و تسكت .

رجعت البيت في آخر اليوم ، و هي مش قادرة تقف من التعب ، وقلبها موجوع ، نوح نايم فى حضنها ، دخلت حطته على السرير .

خبطت على الجيران أخدت يونس من عندهم ، قالولها انه أكل مع عيالهم و نام من شويه و دخلت نيمته جنب اخوه.

غادة قلعت طرحتها، و قعدت على الأرض جنب عيالها…كأنهم ملايكة نايمين… لكن وسط حرب.

قبل ما حتى تقدر تريح ضهرها ،

الموبايل رن.

" أم منى – تمريض خاص "

ردّت بسرعة، صوتها تعبان… لكنها بتحاول تبان قوية.

غادة : أيوه يا طنط ؟

أم منى (بنبرة معتذرة) : بصي يا بنتي… الست اللي كنتي عندها النهارده ، اتصلت وقالت إن ابنك كان بيعيط كتير، وإنها اتوترت جدًا وبصراحة قالتلي لو مش هتعرفي تسيبيه في البيت، هي هتدور على حد تاني.

غادة (بقلة حيلة) : ما هو مينفعش أسيبه لحد ، دا لسه عنده شهرين .

أم منى : أنا عارفة… بس دى ست مرتاحة ، وفلوسها حلوة، ومش هينفع أزعلها فا أنا هشوفلها حد تانى ، على العموم بصي… أنا ممكن أبعتك شغل تاني، في واحدة محتاجة حد يبات عندها يومين و يرجع يوم… بس بعيد شوية فى ميامى و طبعا هتروحى برده من غير ابنك.

غادة : إزاى يا طنط دا أنا فى العامرية دا الطريق مشوار لوحده و أبعد عن عيل سنتين يومين كاملين و الواد اللى عنده شهرين دا أعمل فيه ايه مين هيرضعه و ياخد باله منه .

ام منى : يا بنتي أبوهم يتصرف دا شغل يا غادة و الست مش ملزمة تستحمل عياط ابنك .

فى عقل غادة :-

يعني إيه ؟ أسيب عيالي وأنام برا البيت ؟ لا مقدرش .. مقدرش و بيجي صوت فى ودانها .
عياط نوح من الجوع و عياط يونس و هو بيقولها انه عايز يشرب لبن

بس لو مشتغلتش، مش هقدر أجيبلهم أكل ، بس هم مين هيحضنهم غيري ؟ وأنا ؟ هنام في سرير غريب وأسيب يونس نايم لوحده ؟

غادة : طب إديني رقمها ، وأنا هكلمها… بس مش هقدر أسيب نوح هاخده معايا و بالنسبه ليونس مش هقدر أسيبه يومين ورا بعض ، لو هبات ، هيبقى يوم واحد بس و التاني لازم أرجع فيه.

أم منى : ماشي يا بنتي هبعتلك رقمها واتس اسمها الحاجه ليلي و شوفي هتقدري تتصرفي معاها إزاي و أنا عن نفسي هكلمهالك برده .

غادة : تسلمي يا طنط **** ما يحرمنى من أفضالك عليا .

قفلت المكالمة.

بصت على عيالها ، وقربت منهم ، حضنتهم هما الاتنين وهي قاعدة على الأرض .

غادة (بهمس) : أنا آسفة يا يونس…آسفة يا نوح…ماما بتحاول… بس الدنيا قاسية.

الليل كان هادى…بس قلب غادة مش ساكت ، و حيران بين نارين .

بين إنها أم… وإنها محتاجة الشغل .

بالليل ، غادة كانت ماسكة الموبايل… رقم الست اللى أم منى بعتهولها كان قدامها،
بس هى كانت مترددة و بتفكر تتصل ولا لأ. خايفه الست تحرجها بس فى نفس الوقت بتطمن نفسها أنها ممكن توافق .

أستجمعت قواها و أتصلت.

صوت ست كبيرة، واضح فيه الجدية والحدة : الو؟

غادة (بصوت مؤدب) : السلام عليكم يا حاجة ليلي… أنا غادة ، اللي أم منى كلمتك عنها.

ليلي (ببرود) : عارفاكى اتفضلي .

غادة : انا كنت بكلم حضرتك علشان أقولك انى هاجى بكره الصبح بس كنت عايزه أستأذن حضرتك فى حاجه .

ليلى : عارفه أم مني قالتلى عايزه تشتغلي يوم و ترجعي يوم علشان عندك ولد عنده سنتين .

غادة : ايوه يا فندم دا بعد أذنك و أوعد حضرتك انى مش هقصر مع حضرتك فى حاجه .

ليلى : أوك معنديش مشكلة . بس أنتي معاكي بيبي ، صح؟.

غادة (بصدق) : آه، نوح… بس صغير عنده شهرين ، بيقضي أغلب الوقت نايم زى ما حضرتك عارفة السن دا.

ليلى : أنا مش عايزة دوشة… أنا صحتي تعبانة ، لو هتيجبيه معاكى ، تجيبى كل اللي يخصه ، علشان متنزليش كل شويه علشان لو احتاجتك ألاقيكي وتبقي مسئولة عنه… وأي حاجة تحصل ، مليش دعوة بيها.

غادة (بسرعة) : حاضر متقلقيش ، أنا هكون مسئولة عن كل حاجة … مش هتتعبي مني في حاجة.

ليلي (بعد تنهيدة) : ماشي… تعالي بكرة من بدري. و باتي يوم و روحي يوم ، زي ما اتفقنا و أنا هبعتلك العنوان على الواتس .

غادة (بفرح) : حاضر يا حاجه … كتر خيرك .

و بتقفل غادة و هى مبسوطة إن خلاص الدنيا قررت تديها فرصة تانية .

المشهد الخامس : " فرصة تانية "​


غادة عدت على أم منى و أخدت منها مفتاح الشقة ، بتفتح الباب بالراحة و بتدخل و بتسيب نوح فى الصالة الشقة هادية…

ست سبعينية نايمة في أوضتها ، غادة واقفة بتجهز ترابيزه فى المطبخ علشان تبقي تغير لنوح عليها و بتحط جنبها الحاجة بتاعته .

الست بتبدأ انها تصحي و بتتصل بغادة تشوفها فين .

غادة فى المطبخ بتروح ناحية الاوضة : ايوا يا حاجه صباح الخير أنا جيت الصبح و حضرتك نايمة .

ليلي : صباح النور يا غادة جهزي الفطار و تعالى علشان أعرفك الأدوية و المواعيد .

غادة : حاضر .

و بتحضرلها الفطار و بتجيب النوتة بتاعتها و بتكتب فيها مواعيد الأدوية .

و بتسند الست علشان تدخلها الحمام .

فجأة موبايلها بيرن باستمرار فا غادة بتستأذنها إنها تروح تشوف مين و بتسيبها فى الحمام و تروح ناحية الموبايل .

اسم المتصل: "أم سعيد – الجارة"

غادة (بترد بسرعة) : الو ايوة يا أم سعيد ؟


أم سعيد (بتوتر) : غادة أنتى فين … تعالي بسرعة ! يونس وقع و اتعور في دماغه وهو بيلعب على السلم ، و نزل منه ددمم كتير! انا كتمتها بقطنة و طهرتها هو كويس دلوقتي، بس ممكن يكون محتاج دكتور.

غادة تفكيرها اتشلّ … وشها بقى أصفر ،
بصت على الساعة ، وبصت على الست اللى فى الحمام … مفيش وقت.

جريت على الحمام بتوتر و هي مش عارفة تعمل إيه .

غادة (بصوت عالي) : يا حاجة! أنا آسفة… لازم أمشي حالًا ، ابني وقع على دماغه و اتعور ، لازم أروّح علشان اوديه مستشفى .

ليلي (بإضطراب) : يعني إيه تمشي ؟! أنا لو وقعت دلوقتي ، مين هيلحقني ؟!

غادة (بإستعطاف) : أنا آسفة… و**** آسفة… بس ده ابني يا حاجه… ابني ملوش حد غيري و لازم أشوفه أتطمن عليه .

بتدمع و بتجري… وهي شايلة نوح ، مبصّتش حتى وراها.

في الشارع – بعدها بساعتين

يونس راسه متخيطة و ملفوفه بشاش ، الدكتور طمّنها… بس قلبها لسه مش مطمن.

وهي ماشية جنبه ، الموبايل رن.

"أم منى – تمريض خاص"

ردّت… و قلبها عارف اللي هيحصل ..

يتبع ….

فى البدايه أنا أسف جدا جدا على التأخير فى الكتابه و بعتذر لكل أساتذتي و قراء ضل حيطه المميزين على التأخير و أوعدك بانهاءها فى أقرب وقت
و من غير كلام كتير يالا بينا نبدأ.


" كنت أظن أن الشمس أشرقت أخيرًا لأجلي، لكني نسيت أن الليل دائمًا في الطريق".

ــــــ سيلفيا بلاث

الجزء الرابع

المشهد الخامس : " فرصة تانية "


وقفنا الجزء اللى فات على غادة و هى مروحة من المستشفي ، بعد ما اخدت يونس هناك علشان

تطمن عليه بعد ما وقع و دماغه اتفتحت ، و بيجيلها مكالمة من أم منى ، اللى بتكون متعصبة

جدا بسبب ان غاده سابت ليلي لوحدها فى البيت و نزلت .

أم منى (بغضب) : انتي إيه اللى عملتيه دا يا غادة ؟ ، الست كانت هتعيط…قالتلي إنك مشيتي من غير ما تطمني عليها ، وسايباها لوحدها في الحمام !.

غادة : ابني وقع و دماغه اتفحتت يا طنط… كنت لازم أروحله.

أم منى (بحدة) : أنا فاهمة ، بس الشغل ده مينفعش فيه تصرفات مفاجئة ، الست دي بتدفع فلوس ، ومستعدة تجيب حد غيرنا وأنا عندي سمعتي كمان يا بنتي .

غادة (بصوت مكسور) : أنا آسفة… و تقفل أم منى السكة من غير ما تستنى كلمة تانية .

غادة وقفت لحظة ، حست إن الدنيا بتلف بيها… دموعها نزلت من غير ما تحس .

همست لنفسها : أنا مش عارفة أعمل كل حاجة لوحدي…

رجعت البيت و دخلت الولاد على السرير وقعدت على طرف السرير، بصّت ليونس، وبعدين لنوح…

وهمست لنفسها : مفيش حاجة اسمها اختيار صح و اختيار غلط….… فيه وجع أقل من التاني ….…
بس كله وجع …… اختياري لأبوكم كان أكبر وجع .

فتح الباب فجأة… محمود واقف ، ملامحه فيها قلق وغضب …

لقى دينا قاعدة على الأرض جنب يونس اللى لسه عينيه فيها آثار دموع ، ونوح نايم في حضنها.

محمود (بقلق) : إيه اللي حصل ؟! الجيران قالولي يونس اتعور وانك رجعتي من الشغل و اخدتيه على المستشفي .

غادة (من غير ما تبص له) : دماغه اتفتحت نزل ددمم كتير فا ام سعيد كلمتني و كنت عند الست ، سبتها ومشيت، و اخدته و روحت على المستشفي و اتخيط 3 غرز … كلمتك موبايلك كان مقفول .

محمود (صوته بيعلى) : وانتي تسيبيه ليه أصلاً ؟! ما أنا قولت الشغل ده مش نافع ! ، أنا مش عايز حد من العيال يحصله حاجه ركزى فى بيتك .

غادة (بغضب) : وانت سايبلى فلوس أشتري أكل ؟! ، هشتري بالكلام ؟ مرتبك مش مكفي ولا هتسيبهم يموتوا من الجوع ؟!

محمود : أنا بقولك من دلوقتي ، الشغل ده مش هتكملى فيه ، عيالك أهم ولو مش عاجبك ، يبقى كل واحد يشوف حياته .

غادة : انت بتهددني على ايه هو انت لو كنت عارف تكفي بيتك كنت أنا نزلت أشتغل ، الشغل هو اللي بيأكلنا دلوقتي …

محمود : عيشي على قدك جيبتلك جنيه جيبتلك الف تمشي حالك بيهم ولا تشتكي و لا تعترضي .

غادة : الكلام دا لو اانا و انت لوحدنا انما أحنا عندنا عيلين محتاجين أكل و لبس و بامبرز غير مصاريف البيت و الايجار و الديون اللى علينا ، اتفضل هاتلى بقى فلوس لكل دا .

محمود (يضرب كف بكف) : يعني أشتغل النهار والليل ؟ هو أنا اللي قولتلك خلفي اتنين ؟!

غادة : لا… بس هو أنا اللى خلفتهم لوحدى ، وأنا كده كده بقيت متعوده انك مش موجود معايا و أنا اللى هشيل مسئوليتهم .

محمود بيبصلها ببرود، يلف ويمشي.

الباب يتقفل، والصمت يملأ الشقة…


المشهد السادس : مكالمة غير متوقعة​


بعد الخناقة بساعتين ، الموبايل رن.
اسم المتصل : مدام ليلي – الست اللي كانت عندها

غادة (بترد بتوتر) : أيوه يا حاجة ؟ أنا آسفة على اللي حصل و**** بــ…..

ليلي (بتقاطعها بصوت هادي) : أنا مش زعلانة… أنا كنت خايفة ، بس بعد ما سمعت اللي حصل لابنك ، حسيت بيكي ، أنا أم برضو و مفيش أم بتسيب عيالها كده إلا لما تكون مضطرة ، أنا هسافر عند بنتى فى القاهرة يومين ، بس حبيت أطمن عليكى وعلى الصغيرين.

غادة (مبهورة) : **** يخليكي يا حاجة… و**** أنا ممتنة ليكي من قلبي.

ليلي : أنا كلمت أم منى و بعتلِك مرتب الشهر مقدم ، هدية مني علشان عرفت إنك ست محترمة و بتشتغلي علشان أولادك ، خليكي اليومين دول لحد ابنك ما يبقي كويس ، انا اتفقت مع أم منى ، لو انتى احتاجتى وقت أطول بعد ما أرجع من السفر ، تبقي تبعتلى حد غيرك لحد ما ترجعي .

غادة (عنيها دمعت من الفرحه ان حد أخيرا حس بيها ) : **** يكرمك يا رب… دي أول مرة من زمان أحس إن حد مهتم بيا .

ليلي شَكرتها ، اتمنت لابنها السلامة ، وقفلت.

و بتخرج من الاوضة بتلاقي محمود قاعد فى الصالة بيتفرج على التلفزيون و أول ما بيشوفها .

محمود من غير ما يبصلها : لعلمك أنا كلمت أمك ، تيجي تشوف حل معاكى .

غادة مبتردش عليه و بتسيبه و تروح ناحيه الباب .

محمود : هو أنا شفاف للدرجادى و لا أنتى معتبرة انك ملكيش راجل ، تستأذنيه و يعرف انتى رايحه فين ؟

غادة : يعني بعقلك كده أكيد مش رايحة أتفسح ، الست كتر خيرها لما عرفت باللى حصل لإبنك بعتتلى مرتب الشهر مقدم علشان أعرف أجيب علاج الولا ، عندك مانع انى أنزل يا راجلى ؟

محمود : ليه هو أنتى ناويه تكملى شغل ؟ هو أنا مش قولت أنك مش هتشتغلي تانى .

غادة : لما تبقي قادر تصرف على البيت كله و تسد ديونه ساعتها أبقي أسيب الشغل .

و بتفتح غادة الباب و قبل ما تقفله بتسمع محمود بيزعق

محمود : سيبيني و انزلى و أنا بكلمك كمان ، لما أمك تيجي نشوف الموضوع دا .

و بتروح غادة لأم منى تاخد الفلوس و قبل ما تجيب اى حاجه للبيت بتقرر انها تروح لهيثم .

دخلت السوبر ماركت… بتبص يمين و شمال و بتأمن نفسها ان السوبر ماركت فى ناس كتير.

بتلاقيه واقف عند الكاشير زي عادته و بتروح ناحيته و هى بتبصله بقرف .

غادة (بجفاف) : دا جزء من الفلوس.

هيثم (بصوت هادي) : طب والباقي ؟

غادة : الباقي لما أقبض هبقي اديهولك على دفعات وسابت الفلوس ومشيت.

هيثم بيخرج وراها و بيوقفها جنب المحل : ما تيجي تدفعيه بطريقتى… زي ما قولتلك.

غادة بصّت له بثبات وقالت : أنا ست محترمه ، مش سلعة… واللي يفتكرني غير كده ، يبقى تربية وسخه .

وبتمشي و هى متعصبه من كلام هيثم و بتكلم نفسها : أنا غلطانه أنى سمعت كلامك و قبلت ان أخد منك حاجات بالقسط ، بجد أنا اتصدمت فيك و طلعت شخصية زبالة ، بس العيب عليا انا اني سمعت كلام محمود و بتفتكر أول مرة أخدت منه حاجه بالقسط .

فلاش باك

غاده فى السوبر ماركت و معاها ورقه الطلبات و بتحاول أنها تلتزم بالميزانيه اللى معاها و تجيب الحاجات المهمه بس ، المشكله انه كل الحاجات مهمه رز، سكر، مكرونه، زيت …إلخ

و بتروح على الكاشير و بيكون هيثم واقف بابتسامته المعهوده .

هيثم : إزيك يا أم يونس أخبارك إيه ؟

غادة : بخير يا أستاذ هيثم أخبار حضرتك ايه ؟

هيثم : الحمد *** ، ايه خلاص خلصتي ، جبتي كل اللى محتجاه مش تفضلي منورانا شويه .

غاده بتبتسم : مرة تانيه بقا أن شاء **** .

هيثم : ان شاء **** ، يالا يا محمد أحسب لأم يونس حاجتها و أعملها خصم البضاعة اللى لسه هنعمله بكره ، هديه من المحل .

غادة بإحراج : شكرا جدا مش عارفه أقول لحضرتك ايه .و بيسيبهم هيثم و بيروح يكلم زبون محمد : كده يا فندم الحساب بعد الخصم 250 جنيه .

غادة بتوتر : 250 جنيه ؟! و بتبص لل 200 جنيه اللى معاها ، طب هو ممكن حضرتك تشيل الصلصة ؟

محمد : تمام ، كده الحساب 215 جنيه

غادة : طب ممكن تشيل الخل كمان بعد إذنك ؟

محمد : حاضر يا فندم ، كده الحساب 200 جنيه

غادة : تمام أتفضل .

و بتاخد الحاجه و بتخرج من المحل و بتلاقي هيثم بينده عليها .


المشهد السابع : "الخطوة الأولى في السقوط"


هيثم : ايه يا أم يونس سيبتي الحاجة دى ليه ؟

غادة بتوتر : أصل افتكرت ان عندي فى البيت فا مش لازم .

هيثم : بس دى حاجات وجودها فى البيت مهم حتي لو موجودة .

غادة مش عارفه تقول ايه : لا عادى مش مهم مرة تانيه .

هيثم : ام يونس أنتى زي أختى لو الفلوس مش مكمله معاكي خديهم و براحتك فى أى وقت .

غادة : لا أزاى طبعا مينفعش , مش كده أنا بس معملتش حسابي و معيش فلوس تكمل و كده كده عندى فى البيت يبقي خلاص مش مهم .

هيثم : طب استني . و بيروح على الكاشير و يحط الحاجه فى شنطه و معاها بسكويت ***** و بيروح ناحيتها ، اتفضلى الحاجه أهى هديه منى و البسكويت دا علشان يونس .

غادة باحراج : لا طبعا مينفعش أستاذ هيثم ، كتر خيرك .

هيثم : لا عادي مفيش أى حاجه و يا ستي أعتبريهم بالقسط و لما تيجي تاني ابقي حاسبي عليهم .

غادة بتردد : لا معلش بلاش أصل …..

هيثم بيقاطعها : يا ستي فى ايه أنتى مكبره الموضوع كده ليه ؟ ، ما قولتلك اعتبريهم على النوته و أهو يا ستي . و بيطلع نوته من جيبه و بيكتب : أم يونس باقي حساب 50 جنيه ، ها تمام كده ؟

غادة بتبتسم : تمام ماشي خلاص شكرا جدا يا أستاذ هيثم كتر خيرك ، انا ….

هيثم بيقاطعها : لا شكر على واجب أحنا جيران فى المنطقة و دي حاجه بسيطه و فى أى وقت المحل محلك تعالى خدي اللى عايزاه و على النوته برده مش حوار يعني .

غاده : شكرا لذوق حضرتك يا أستاذ هيثم .

هيثم : فى رعايه **** .

و بتسيبه و بتروح و بتفضل تدعيله و بعد كده بيبقي التعامل بينهم ، كده أنها تاخد منه حاجات و الباقي على النوته لحد ما تجيله المرة اللى بعدها و لما الحمل بدأ يظهر عليها أكتر و بدأ هيثم يلاحظ ، بقي لما بيشوفها داخله المحل ، بيخلى حد من الشباب اللى فى المحل ياخد منها ورقه الطلبات و يجيبها و يوصلها بيها للبيت و فى مرة طلب منها رقمها علشان بدل ما تنزل و تتعب تبعتله على الواتس الطلبات و هو هيبعتها و هى أحرجت جدا بس هي عارفه هو قد إيه راجل محترم فا اديتله الرقم و فى مره لقاها منزلة أستورى واتس أنها عايزه كهربائي .

هيثم : خير يا أم يونس فى حاجة ؟ أبعتلك الكهربائي اللى انا بجيبه عندى فى المحل ؟

غادة : ياريت يا أستاذ هيثم أصل حصل عندي قافله فى الكهرباء .

هيثم : خير ان شاء **** ، طب أنا هكلمه و أبعتهولك مع الواد اللى بيوصلك الحاجه كل مرة .

و بيكلمه و بعد ما الكهربائي بيوصل بربع ساعه بيلاقي الباب مفتوح بيخبط فا بتروح أم سعيد على الباب ( و اللى بتكون غادة ندهتلها تقف معاها علشان متبقاش مع الكهربائي لوحدها ) بتلاقي هيثم واقف على الباب .

هيثم بصوت عالى : سلام عليكم مش دا بيت أم يونس .

أم سعيد : و عليكم السلام أيوا أتفضل و بتنده على غادة .

غادة : أتفضل يا أستاذ هيثم.

هيثم : يا ساتر! أزيك يا ام يونس عادل الكهربائي لسه موجود ؟

غادة : أها أتفضل جوه أهو فى المطبخ .

هيثم : عن أذنك ، ايه يا أسطا عادل الدنيا ايه ؟

عادل : مفيش الفيشه بتاعت التلاجه فى ضهرها فيشه الغساله فا البرايز سخنت و السلوك مستحملتش.

هيثم : لمست فى بعض يعني طب و إيه الدنيا الاجهزة سليمه ولا ايه ؟

عادل : هنشوف أهو أنا هغير السلوك دى و أركب برايز جديده بس الفكره ان برده السلوك هتبقي ضعيفه على الحمل دا .

غادة : و الحل إيه ؟

هيثم : بص غيرلها السلوك دي و مدلها سلوك جديده تستحمل الحمل من العمومي و هات برايز و بسرعه علشان نشوف الاجهزة دى و نطمن عليها .

عادل : حاضر طب أنا هنزل أشتري الحاجات دى .

هيثم : طب يالا أنا جاي معاك ، عن أذنكم يا أم يونس مش هنتأخر عليكي .

غادة : تمام ماشي يا أستاذ هيثم .

و بتمسك تيلفونها بعد ما بينزلوا و بتتصل بمحمود للمرة العاشرة و أخيرا بيرد

محمود : إيه يا غادة

غادة : أنت مبتردش عليا ليه ؟ أنت مش شايف أنا كلمتك كام مرة ؟

محمود : معلش كان معايا شغل ، فى ايه ؟

غادة : حصل قافله فى كهرباء الشقه و مكنتش عارفه أعمل إيه و حضرتك مبتردش لحد ما أستاذ هيثم كتر خيره بعتلى كهربائي تبعه و جيه .

محمود : أستاذ هيثم مين ؟ بتاع السوبر ماركت ؟ و هو عرف منين ؟

غادة : ما أنا نزلت على الواتس أسأل على كهربائي .

محمود : و هو عندك على الواتس بيعمل ايه ؟

غادة : ما أنا قايلالك يا محمود انى ببعتله حاجه البيت على الواتس و هو بيبعتهالى .

محمود : أها صح طيب و انتى واقفة مع الكهربائي لوحدك ؟

غادة : لا أم سعيد معايا .

محمود : و بعدين إيه اللى حصل ؟ الكهربائي قال إيه ؟

غادة : هيغير السلوك بتاعت المطبخ لأنها ضعيفه .

محمود : تمام أنا جايلك أهو.

و بتقفل و بيجي هيثم و الكهربائي و بعد ما بيغير كل حاجه و بيشغل الاجهزة بيلاقيها مش راضية تشتغل

غادة بقلق : هى مش بتشتغل ليه ؟

عادل : ممكن تكون اتحرقت هبصلك عليها .

محمود دخل : سلام عليكم . و بيسلم على هيثم بعد ما بتعرفه غادة عليه و بعدها بتستأذن أم سعيد و بترجع بيتها .

غادة بتكلمه فى ودنه و هي بتبصله بغيظ : انت لسه جاي ؟

محمود بيهمس : ايه مكنتش عارف أمشي .

محمود : ايه الدنيا يا أسطا .

عادل : الاجهزة مواتيرها أتحرقت للأسف **** يعوض عليكم .

هيثم : خير خير هى الحاجه لسه فى الضمان و لا خلص ؟

غادة بحزن : للأسف خلص .

محمود : طب تعرف حد يصلحهالنا ؟

هيثم : أها متقلقش .

و بتخرج غادة تأكل يونس و بتفتحله التلفزيون بتلاقيه مش شغال فا بتنده محمود و بيطلع الشاشة كمان اتحرقت لما الكهرباء لمست و بيخلص الكهربائي و بينزل بعد ما هيثم بيقوله روح المحل خد حسابك و بتشكره غادة و بيقولها ان الحساب على النوته لانه عارف اننا أخر الشهر فا عادى مش مهم لما يبقي معاها فلوس تبقي تحاسبه و المهم الاجهزة اللى اتحرقت دى هيعملوا فيها ايه و بيسيبها و بيروح المحل .

غادة بتبص لمحمود و هى قاعدة على الكنبة ، متوترة و متدايقه و بتبص على الأجهزة اللى أتحرقت .

غادة (بحيرة) : هنعمل ايه ؟

محمود (بيفك القميص وهو متعصب) : يعني كل يوم مصيبه؟… الغسالة و التلاجة اتحرقوا ، و الشاشه معاهم ! و من يومين المروحة قفشت ، هنعيش إزاي كده ؟ أنا مش عارف فى ايه ؟ ما تفوقي و تاخدى بالك .

دينا (صوتها بيعلى و مخنوقه) : هو أنا اللي عملت قافلة الكهرباء يا محمود ؟! ولا قصرت في حاجة ؟ أنا تعبت …

محمود (بهدوء) : طب أهدى المهم دلوقتي الحاجه دي هتصلح أزاى ؟ و منين ؟

غادة : نصلح على قدنا… وحدة وحدة.

محمود (بعصبية) : هنصلح إيه و هنسيب ايه ؟ و بعدين انتى عارفه تكلفه المواتير اللى أتحرقت دي كام ؟ و غير كده و كده الشاشه دي هنعمل ايه ، انتى عارفه دي محتاجة مبلغ قد كده !

أنا بقول نخلي هيثم يشوفلنا حد يصلح الأجهزة… وهو كمان ممكن "يقسّط" علينا المبلغ .

غادة (بغضب) : محمود ! مش كفاية اللي بيعمله معانا ؟عايزنا نوصل لحد فين يعني ؟ كل شوية هندين ما انا لسه محاسبتوش على أخر طلبات طلبتها منه دا غير حساب الكهربائي و الحاجه بتاعت انهارده كمان هيبقي علينا تصليح الحاجه ؟ دا أنت بجح أوى .

محمود (بيدافع) : يا ستي هو اشتكالك ؟ الراجل مفتحش بوقه ، بالعكس واقف جنبنا و حاسس بينا ، يبقى عادي .

غادة (مقهورة) : عادي ؟! هو انت مش شايفني ؟ مش حاسس إني مديونة لواحد غريب فى فلوس كتير ؟! لا كمان عايز تزود الدين ؟

محمود (ببرود) : يعني دا اللى مدايقك يا ستي أطلبهم منه أنا .

و يسيبها و ينزل و بيروح لهيثم السوبر ماركت .

فى السوبر ماركت – آخر النهار، المحل شبه فاضي ، هيثم واقف بيرتب فواتير ، ومحمود داخل متردد.

هيثم (يلتفت وهو شايف محمود) : أهلا و سهلا ……. حضرتك جوز أم يونس صح ؟

محمود (محرج شوية) : أيوه… أنا محمود.

هيثم (بابتسامة هادية) : أهلا بيك أؤمرني .

محمود (يتنهد) : حضرتك عارف ان الأجهزة اتحرقت و المروحه كمان بايظه بقالها يومين .

هيثم (بهدوء) : معلش…الحاجات دي بتحصل دايما ، أنا عندي ناس بتصلح ، لو عايز أكلمهم يخلصولك الموضوع ؟

محمود (بتحفظ) : طب يعني… هياخدوا فلوس قد إيه ؟ إحنا في آخر الشهر… والظروف مش قد كده.

هيثم (يميل عليه شوية ، صوته هادي) : بص… أنا فاهم ، أنا ممكن اظبطلك الموضوع و أدفع واحدة واحدة ، زي ما أم يونس بتعمل معانا في الحساب.

محمود (بيرد بسرعة) : هى موضوعها لوحده. أنا قصدي إننا مش عايزين نتقل عليك بزيادة.

هيثم (بابتسامة) : يا عم محمود ، أنا مش غريب أحنا جيران فى المنطقة ، الأجهزة تتصلح و تشتغل… و الموضوع بسيط ، أهم حاجة البيت ميقفش.

محمود (يسكت لحظة، يبص في الأرض وبعدين يرد) : تمام… طيب يعني الموضوع دا هياخد قد ايه ؟

هيثم (مكمل بنفس ابتسامته اللي فيها ثقة) : متقلقش هكلمهم دلوقتي و عما هما يجوا هروح أجيبلك أنا الشاشة و مروحتين يا عم مش واحده بدل اللى باظت .

محمود (بفرح) : بالسرعة دى ؟ شكرا جدا يا أستاذ هيثم .

و بيروح البيت و بعد ساعتين .

خبطات على الباب ، غادة بتفتح وهي لابسة طرحتها بسرعة ، تلاقي هيثم واقف على الباب ، وراه اتنين صنايعية ، وشاب شايل شاشة جديدة و معاه مروحتين.

هيثم (بابتسامة هادية بس نظرته فيها ثقة زيادة عن اللزوم) : إزيك يا أم يونس … قولنا نخلصلكوا موضوع الأجهزة بدري بدري .

غادة واقفة مصدومة لحظة ، عينيها تروح ناحية محمود اللي واقف وراها في الصالة ، ملامحها مش مصدقة اللى بيحصل .

غادة (بصوت واطي بس متعصب) : هو إيه ده يا محمود؟!

محمود (مكسوف وبيحاول يتدارك الموقف) : ماهو… كنت هقولك… بس قلت نلحق الحاجات قبل ما تبوظ خالص

غادة (بتكتم غيظها) : طب ما كنت تقولى ! و بعدين أيه كل دا أنت مش قولت هتتصرف و تصلح الاجهزة مخليه يجيب جديد ليه ؟

محمود : هو الراجل جاب من نفسه أقوله لا ؟

هيثم بيكلم الصنايعية : يلا يا جماعة… الغسالة في المطبخ و التلاجة هناك ، الشاشة و المراوح حطهم هنا و يالا ركب الجديدة دي و شيل القديمة .

غادة بتبص لمحمود بغضب و لوم : إزاي تخليني في الموقف ده ؟!

محمود (متوتر) : يا بنتي سيبيهم يصلحوا وبعدين نتكلم .

هيثم يبص عليهم من بعيد ، ابتسامة صغيرة على وشه كأنه فاهم كل اللي بيحصل ، وبعدين يرجع يكلم الصنايعية.

هيثم : خلي بالكم من الأجهزة ، دي أمانة.

هيثم (بهدوء وهو بيبص ناحية الأجهزة) : عارف يا محمود… … مش أي حد الواحد يقدر يمد إيده ويساعده بالشكل ده. في ناس كده… تستاهل ان الواحد يقف جنبهم .

يروح بعينه ناحية غادة بسرعة ، بس كافيه توصل الرسالة ، غادة تبصله نظرة أستفهام

محمود (مفكر الكلام ليه ، يضحك بخجل) : تسلم يا أستاذ هيثم… و**** موقفك دا مش هيتنسي .

هيثم (بنفس النبرة، كأنه بيرمي كلمة تانية) : وبعدين مش كل حاجة بتتوزن بالفلوس… في حاجات قيمتها غير كده خالص زى الاصول .

محمود : و**** معاك حق… الأصول بتبان في وقت الشدة.

هيثم : خلاص كدا… الأجهزة تمام ، التلاجة رجعت تبرد ، والغسالة زي الفل.

و بيروح محمود يقف مع الصنايعيه يبص على الحاجه .

غادة (بتحاول تبقى ودودة عشان الموقف) : **** يخليك… كتر خيرك يا أستاذ هيثم.

هيثم (عينه مش سايبة ملامحها) : متقوليش كده يا أم يونس… إحنا مش بنعمل غير الواجب ، على فكرة … أنا اديت الكهربائي حسابه ، و كتبته فى النوتة .

غادة (بتوتر) : كنت هبعت لحضرتك بكرة واتس أسألك الحساب بقي كام .

ئئهيثم ( صوته بقى واطي وحميم أكتر): إنتي عارفة يا أم يونس… أنا ساعات بعمل حاجات مش علشان الفلوس.

غادة (باستنكار) : يعني إيه ؟

هيثم (يرفع إيده وكأنه بيهزر) : هدي نفسك… أنا بس بقولك إن اللي بينا أكبر من مجرد "دفتر حساب".

جمله قالها و لف وشه و كمل كلام مع حد من الصنايعيه بس مكنتش أى جمله دى جملة حيرت غادة و قلبت حساباتها مبقتش فاهمة هل هي فهمتها صح و لا هو قصده حاجه تانيه .

محمود بيرجع يقف معاهم : **** يباركلك يا أستاذ هيثم ، مش عارف من غيرك كنا هنتصرف أزاى .

هيثم : و لا يهمك يا محمود ، قولتلك احنا جيران و ولاد منطقه واحده . عيب كده .

محمود : تسلم يا غالى يا ابن الأصول

هيثم (وهو بيطلع ورقة من جيبه ) : بص يا محمود… علشان الدنيا تبقى واضحة… أنا هكتبلكم اللي اتعمل وده جدول الأقساط ، ونخلي الأمور رسمية شوية ، و زى اللى قبلينا ما قالوا ان كنتوا أخوات اتحاسبوا .

يمدله ايده بورقتين وصْل أمانة جاهزة فيها المبلغ و التانيه التقسيمه بتاعت القسط كل شهر .

محمود بياخد القلم وهو بيبتسم : تمام معاك حق … أنا مش هراجعك يا عم هيثم ، اللي تشوفه.

محمود يوقع من غير تردد. غادة واقفة مصدومه ، عينها على الورقة والقلم .

هيثم : ممكن بقا أمضتك يا ام يونس كا ضامن ؟

غاده سكتت و بصت لمحمود اللى طمنها : امضي الاستاذ هيثم راجل محترم لازم يضمن حقه و أحنا كده كده مش هنقصر معاه .

غادة بتمضي و هى وشها أحمر بسبب غضبها المكتوم من محمود و الورطه اللى حطهم فيها و قلقانه من كميه الديون دي و هتتسد أزاى و عقلها مش موقف تفكير فى جملة هيثم .

هيثم (بياخد الورقة ويرفع عينه يبصلها ، بصوت هادي ) : كده أضمن حقي… وأنتو كمان تبقوا مبسوطين بان الحاجه اتصلحت و بقت كل حاجه تمام .

بيخرج من البيت ، والباب يتقفل وراه ، يسيب وراه صمت تقيل زي جبل.

غادة بتبص لمحمود ، عينيها مليانة غضب و وجع ، لكنها مبتتكلمش. تدخل الأوضة وهي حاسة إن حيطان البيت بتديق عليها .

و فجأة تيلفونها يرن

رجوع للواقع

تبص على الشاشه : " أمى "

غادة : ايه يا ماما أزيك ؟

فاطمة : أزيك أنتى يا بنتي عاملة أيه و أخبار الدنيا معاكي ايه ؟

غادة : كله بخير الحمد *** .

فاطمه : أنا عرفت ان يونس أتعور و جايه أشوفه و أطمن عليكم و أمشي .

غادة : تنوري يا ماما ، أنا هجيب علاج يونس و هروح البيت .

فاطمه : طب ما تتأخريش أنا 10 دقايق و أبقي عندك .

غاده : تمام ماشي يا حبيبتي .

بتروح غاده الصيدليه تجيب أدويه ليونس و بتعدي على السوبر ماركت تجيب حاجات للبيت .

و بتروح البيت و مجرد ما بتدخل بتلاقي أمها و محمود قاعدين يتكلموا…..

يتبع …..
 

شاب نييك

ميلفاوي محترف
عضو
ميلفاوي نشيط
ميلفاوي متفاعل
إنضم
25 مارس 2024
المشاركات
98
مستوى التفاعل
39
النقاط
0
نقاط
1,419
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
F02U3Cl.md.png

مقدمه

كلنا بندور على ضل…
ضل يحمينا من الكلام، من الوحدة، من الوجع…
بس أوقات، الضل بيبقى أبرد من البرد…

👥 تقديم الشخصيات الرئيسية

🔹غادة عبد العليم (31 سنة) :​

بنت من منطقة شعبية، كانت دايمًا شايلة هم الدنيا على كتافها. اتجوزت مرتين، الأول أكبر منها بـ12 سنة، اتطلقت بعد ما اكتشفت كذبه عليها وسوء معاملة أهله. التاني محمود جواز صالونات بسبب ضغط المجتمع وأمها، دلوقتي عندها طفلين: يونس (سنتين) ونوح (شهرين)، اشتغلت في مطاعم ومصانع وتمريض خاص ،عنيدة، عصبية، لكنها رومانسية بتحب الشعر والحكم ، بتحب تعتمد على نفسها، أبوها وأمها منفصلين، بس مش مطلقين.​





🔹 محمود فتحي (33 سنة) :​

جوزها التاني، شغال في شركة بيعاني من الإحساس بالعجز وبيحاول يثبت نفسه بطريقة غلط وساعات يشك فيها بدون سبب. عنده صراع داخلي بين الرجولة اللي فاكر إنها بالتحكم، وبين الحقيقة اللي بتقوله إنه مش عارف يصرف على بيته .





🔹 يونس (سنتين) & نوح (شهرين) :​

عيالها، قلبها اللي بره جسمها. يونس بيبدأ يفهم… وبيسأل بعينيه: "ماما ليه تعبانة؟"
ونوح، لسه صغير… بس عياط جوعه، بيعرّي فقرها قدام نفسها.






🔹 فاطمه (أم غادة) :​

ست مصرية تقليدية، دايمًا شايفة إن الجواز ستر البنت. كانت هي اللي ضغطت على غادة تتجوز محمود. رغم حبها لبنتها، لكن عمرها ما وقفت في صفها بجد.





🔹 محمد (أبو غادة) :​

متجوز أتنين …منفصل عن أمها من غير طلاق رسمي. عايش لوحده ، بعيد عن المشاكل ، وبيهرب من المسؤولية ، غادة بتحبه بس بتشوفه ضعيف ومينفعش سند .




🔹هيثم عبدالسلام (36 سنة) :


صاحب سوبر ماركت. بدأت علاقته بغادة بمساعدة ، لكنه كشف عن نوايا رخيصة و بيحاول يضغط عليها مقابل الفلوس اللي استلفتها منه .


الجزء الأول

المشهد الأول : " جوايا أنا "



شقه بسيطة فى بيت قديم فى منطقة الناصرية فى اسكندرية ، الساعة 6 الصبح غادة واقفة لابسة ترنج و رابطة شعرها و واقفة فى المطبخ قدام البوتجاز بتطبخ لمحمود اللى قدامه ساعة و يرجع من الشغل و بيدور فى دماغها اللى هي فيه دا نهايته ايه .
غادة : الظروف مش أحسن حاجة و محمود مرتبه يدوب بيكفي أكل و شرب بالعافية ، غير مصاريف البامبرز ليونس و نوح ، أنا تعبت و هو مش حاسس كل همه انه يجي يلاقي أكل و خلاص منين مش مهم ، مفكر انه لما يديني المصروف كل شهر و ياخد حق قعدته على القهوة و فلوس موصلاته إن اللى بيسيبه دا يكفي حاجة ، أعمل ايه بس ؟.
سايبة الموبايل على الرخامة.
كل شوية تبص عليه… مكلمهاش من ساعة ما راح الشغل .
غادة : لما كنت عروسة ، كنت بفكر إني هطبخ لحد بيحبني... دلوقتي؟ بطبخ وأنا حاسة إني خدامة في بيت مش بيتي.
قعدت على كرسي المطبخ الصغير، وخدت نفس طويل.
عينيها وقعت على كوباية الشاي الباردة… نفس الكوباية اللي عملتها من ساعتين ولسه ما قربتش منها.
و سرحت تانى تكلم نفسها : محمود اتغير... أو يمكن كان كده من الأول وأنا اللي كنت مغمّضة…
فاكرني سوبر ست… أشيل البيت والعيال والمصاريف وأستحمل وأقول حاضر…
بس هو؟ هو حتى مش بيسأل أكلت ولا لأ.
بتفتح التلاجة مفيش غير علبة جبنه و ازازة ميه و لمونة بايظة و الفريزر مفيهوش الا عيش و كيس خضار.
و بتتنهد : مفيش أكل و معتش فلوس والديون كترت و مش عارفة هسد منين و مش عايزه اروح لهيثم تانى السوبر ماركت اعمل ايه يا *** ؟
الموبايل رن.
بصتله بسرعة، قلبها دق، اسم "محمود" ظهر على الشاشة، اتنهدت و ضغطت "رفض المكالمة"، ورجعت تقعد تاني.

حبها له بيغلبها بس واقع تعامله معاها عامل حيطه بينه و بين حبها .

لسه قلبها بيدق كل ما يتصل فاكره لما كانت بتفرح بمكالمته ليها فى الشغل علشان يطمن عليها و يقولها انها وحشته اوى و انه عايز يخلص شغله بسرعة علشان يجيلها و بترجع تبص لجسمها اللى مش فاكرة اخر مرة اتمتعت و هو بيلمسه كان امتى … جسمها اللى الشقا و الشغل من و هى عندها 16 سنه رسم عليه ندوب و علامات بتفكرها بكل الوجع اللى شافته لحد انهارده .

غادة (بهمس) : أنا كنت ست بميت راجل… بس دلوقتي ؟ أنا حتى مش شايفة نفسي ست.

وفجأة…صرخة صغيرة بتشق سكون الشقة...

صوت بكاء رضيع ، بيقطع قلبها. قامت بسرعة وهي بتقول لنفسها :

نوح صحي... أكيد جعان تاني...

دخلت الأوضة ، لقيته بيعيط وهو بيقلب وشه يمين وشمال يدور على صدرها . مسكته بحنان ، و حطته على صدرها…بس بعد ثواني ، ساب صدرها وبدأ يعيط أكتر.

غادة (بصوت واطي وهي بتحاول تهديه) :

مش بإيدي يا حبيبي... صدري فاضي... ما لو كنت بأكل كان نزلك اي حاجة يا ابني .

فلاش باك من يومين لما كانت بتتخانق مع محمود :-

غادة : انا محتاجه فلوس يا محمود و التلاجه قربت تفضي .

محمود : أنا مالى اتصرفي .

غادة بغضب : يعني ايه مالك هو مش أنت راجل البيت ، أتصرف ؟ دا أنا مباكلش علشان عيالك يأكلوا أعمل أيه أكتر من كده ؟

محمود : معرفش أنا مش شايف ان فى تقصير منى أنا شغال و أنتى قاعده فى البيت ، دبري أمورك .

و بيسيبها و بيمشي ..

رجوع للحاضر :-

مسحت دموعها وهي بتبص علي نوح ، صغير، بريء و مالوش ذنب...بس بيشاركها في الجوع ، في القهرو قلة الحيلة.

غادة (بهمس لنفسها) : يعني إيه جوزي موجود... وأنا لوحدي ؟ يعني إيه فيه راجل في البيت… وأنا اللي بشيل كل حاجة ؟

حطت نوح على السرير.

"يونس" ابنها التاني ، نايم على المرتبة جنب أخوه، وشه بريء، لكن في خطوط كأنه بيشيل الهم من دلوقتي. كان بيعيط من شوية، علشان عايز يشرب لبن

وغادة ملقتش في التلاجة غير مية و جبنه و عيش .

و رجعت على المطبخ والموبايل رن تاني.

نفس الاسم: محمود

بصت للشاشة شوية، وبعدين قالت : أنت فاضيلي دلوقتي ليه ؟ ولا خلصت القعدة مع صحابك ؟

ضغطت "رفض"، وسابت الموبايل، وحضنت نفسها.


المشهد الثاني : " رجوع محمود البيت "

صوت المفتاح في الباب...الساعة قرّبت على 10 الصبح .
غادة كانت لسه في المطبخ ، قعدة في الضلمة ، يدوب نور بسيط داخل من شباك المطبخ المقفول ، من غير نفس تقوم حتى تنورالنور.

دخل محمود…
هدومه ريحتها معسل ، وشه مدهون بابتسامة باهتة كأن الدنيا تمام.

محمود : إنتي لسه صاحية يا دودو؟ شكلى كده وحشتك و كويس ان نظام الشغل الجديد بقا يومين شغل و يومين راحه يعني قدامنا يومين هنخربها يا روحي وحشني كل حاجه فيكي .

سكتت شوية… وبعدين بصتله من غير تعبير: كنت مستنياك… بس مش علشان واحشني، علشان عايزه أتكلم معاك .

بيفتح التلاجة، وبيقفلها تاني.

محمود (بتنهيدة): مفيش غير حتة جبنه ؟

غادة (بغضب) : مفيش فلوس أجيب حاجة تانية … ما انت أخدت 300 جنيه من ال 500 اللى كانوا معايا، وقولتلي دبري امورك بالباقي لحد القبض .

محمود (وهو بيتهرب من النظر ليها) : ما هو الشغل كده يا غادة ، انتي عارفة الظروف .

غادة (بصوت هادي مليان وجع) : وأنا ؟ أنا سيبت شغلي عشان ولادك…كنت بشتغل ١٢ ساعة وأرجع أطبطب على نفسي…و ارتب البيت و اطبخ بس على الاقل كنا بنعرف نأكل و نشرب كويس بس لما خلفت نوح… قولت أكون أم بجد، مش أم شغالة ليل ونهار ، افتكرتك هتشيل معايا و تشتغل شغلانة تانية علشان تعرف تعوض الفرق … بس أنا اللي شايلة كل حاجه وانت بتهرب ، كل شهر تاخد فلوسك و ترميلي الباقي و تقولى اتصرفي ، أنت شكلك نسيت مين فينا الراجل و مين الست ومين اللى المفروض يصرف و يشيل المسئولية .

سكت… وهي سكتت.
لكن دماغها مش ساكتة

داخل عقل غادة : حتى هيثم صاحب السوبر ماركت ، عارف إني محتاجة فلوس، و انى مش عارفه اسدله الدين اللى عليا ليه ، بدل ما يساعدني ويطلع محترم زى ما كنت متخيلة ، قالي: (تعالي نتصاحب و أعتبري الحساب خلصان ). قالها كأنها حاجة عادية ، مش عارف إني بنت ناس ، إني حتى وأنا جعانة و مكسورة عمري ما هقع حتى لو كان جوزي سواء دا ولا الاولانى حيطان مايله ملهاش لازمه .
أنا اللي اشتغلت في مطعم وغسلت صحون وأنا عندي ١٦ سنه ، ولما جبت جهازي محدش ساعدني ، لا أبويا ولا إخواتي … والنهارده؟
أنا واقفة بين شرفي… وجوعي ياريته جوعى انا دا جوع عيالى .

رجعت تبص لمحمود اللي قاعد يقطع عيش ناشف ويحاول يغمس بيه حته الجبنه عما تحطله الاكل.
غادة (بهدوء): محمود… انت تقدر تكون زوج أحسن من كده . و تكون بالنسبالي راجل يستاهل انى أكون معاه .

بصلها، و وشه اتغير: يعني إيه ؟

غادة (نبرتها متماسكة): يعني أنا مش عايزة أكمل لو فضلت الوَحدة دي في وجودك.
الراجل مش بس بيصرف الراجل بيحس بمراته و بوجعها وأنت… مبتعملش الاتنين .

سكتت، وقامت…
دخلت أوضة الأولاد، شافت نوح نايم على بطنه بعد ما عيّط لحد ما تعب.

حضنته…وفي عقلها، فيه صوت بيهمس: أنا مش هقع…ولا هتكسر ، بس لو الدنيا قفلت أوي…
مش عارفة هعمل ايه ولا هفضل متماسكة لحد إمتى .

و سندت ضهرها على السرير و هى قاعدة على الارض جنب العيال و افتكرت طلب هيثم و اول مرة دخلتله السوبر ماركت .


المشهد الثالث : " فلاش باك : أول مره هيثم شافها "


كانت راجعة من الشغل شايلة شنطة على ضهرها بعد ما عدت على مامتها و اخدت يونس اللى كان عنده سنه و شهرين و كانت حامل فى نوح و الجو حر و يونس بيعيط من الجوع بس كانوا فى أخر الشهر و معهاش فلوس فا دخلت السوبر ماركت الجديد اللى لسه فاتح فى المنطقة اهو مكييف و ترتاح شويه لكن يونس مبطلش عياط و الناس اللى فى السوبر ماركت بدأت تدايق و هى محرجه و باين عليها التعب و العرق و شعرها اللى طالع من الطرحة .

هنا هيثم كان واقف جنب الكاشير، شافها وهي بتحاول تهدي ابنها اللي بيعيط و واقفه قدام الاستاند تشوف اسعار علب السيريلاك . ساب مكانه و مشي ناحيتهم. و قالها

يتبع …..

FEdqtJR.md.png
أصعب حاجة إنك تكتشفي إن اللي كنتي بتتسندي عليه... هو أول حد بيوقعك .

في حياة كل امرأة لحظة فاصلة… تقرر فيها إنها مش هتستنى من حد سند ، ولا من الدنيا عدل .



الجزء الثاني

المشهد الثالث : " فلاش باك : أول مره هيثم شافها "


وقفنا الجزء اللى فات لما هيثم كان واقف جنب الكاشير، و شافها وهي بتحاول تهدي ابنها اللي بيعيط و واقفه قدام الاستاند بتشوف أسعار علب السيريلاك . ساب مكانه و مشي ناحيتهم. و قالها

هيثم (بابتسامة هادية) : ابنك قمر… بس شكله جعان

بصت له بسرعة، غادة (بإحراج وهي بتحاول ترجع العلبة مكانها) : آه… معلش… كنت بشوف بس السعر كام … أنا… مش معايا دلوقتي .

بتسيبه و تمشي ، يونس عيط تاني، ودمعة نزلت من عين غادة بسرعة خافت حتى تمسحها.

هيثم : استني لو سمحت…راح على الكاونتر، رجع بعلبة عصير صغير و بسكوت ***** ومدهم ليها.

غادة (باستغراب وارتباك) : أنا قولتلك إني…

هيثم (قاطعها بابتسامة) : دي هدية مني… للولد الصغير الجميل ده مفيش حاجة تساوي ضحكته .

غادة بتبسم و بتشكره و هي ماشية و بتقول من جواها : دا شكله راجل محترم مش زى الرجالة الزبالة بتاعت اليومين دول .

و هنا بتفوق على صوت يونس بيتقلب على السرير، بتبصله بحنيه.

غادة (بصوت داخلي) : كده مش نافع ، أنا بنهار شوية بشوية ، نوح بيصحى كل ساعة يعيط، ووشه بيصفر وأنا مفيش في صدري نقطة لبن و محمود ؟ خلاص… مبقتش فارقاله

قامت، فتحت درج صغير في المطبخ، طلّعت دفتر قديم كانت بتكتب فيه وصفات أكل زمان.

قلبت صفحتين… ولقت ورقة كانت كاتبة فيها شغل كانت ناوية تعمله : -

  • تمريض خاص
  • طبخ طلبات أكل في البيت
  • صيدلية
  • الحضانة اللي على اول الشارع
قعدت تبص فيهم زي اللي بيشوف حلم قديم…

وهمست: أنا سبت الشغل عشان أكون أم بجد ، بس الأم لازم تشتغل لما يكون مفيش غيرها شايلة البيت.

بتمسك موبايلها و بتفتح واتس تدور على شات (أم منى - تمريض خاص) و تبعتلها رسالة و تقفل.

فجأة، صوت في عقلها :-

طب و هيثم ؟ هو عرض انه يساعدك ، و هيديكي مبلغ كل أسبوع و هيساعد في طلبات العيال و اكل البيت … بس انتي قلتي لأ

بس هو مطلبش شغل… طلبك انتى

هنا وقفت غادة ، و بتاخد نفس جامد كأنها بتطرد الفكرة من نفسها :

أنا ممكن أشتغل 20 ساعة ، اشتغل اي حاجه حتى لو همسح سلم عمارة…بس ما أبيعش نفسي.

راحت ناحية الدولاب ، طلعت شنطة صغيرة فيها لبس التمريض بتاعها.

فتحتها…شمّت ريحة تعب زمان، ومسؤولية…بس برضه كان فيها قوة.

غادة (بصوت قوي وهي بتبص في المراية) : أنا هشتغل ، هخرج من اللي أنا فيه ، حتى لو محمود مش موجود ، أنا هكمل لوحدي.

صوت الموبايل بيرن.

اسم المتصل: "أم منى - تمريض خاص"

غادة بصّت للشاشة…إيدها بتهتز، بس ضغطت على "رد".

غادة : أيوه؟ أيوه يا طنط ، أنا مستعدة أرجع الشغل ، ولو من بكره.

المشهد الرابع : " أول يوم شغل "


الصبح…

غادة واقفة قدام المراية، لابسة هدوم التمريض، سادة، من غير أي ميكب ، وشها هادي، بس عنيها فيها إصرار ، شايلة شنطة على ضهرها، و"نوح" نايم على صدرها في حمالة *****.

يونس لسه نايم، قاعد جنب الباب، وفيه صوت خبط خفيف من الجيران اللي وافقوا ياخدوه كام ساعة لحد ما ترجع من الشغل.

خرج محمود من الحمام، بيتفرج و هو واقف مكانه.

محمود (باستغراب) : يعني إيه ؟ رايحة فين ؟

غادة (من غير ما تبصله) : رايحة شغل، زي ما كنت بشتغل زمان ، ما انت بتقول مش قادر تصرف خلاص هتصرف أنا.

محمود (بإستنكار) : و دا شغل ايه دا ان شاء **** اللى ظهر فجأة كده ؟

غادة (ببرود) : هشتغل وزيرة ، هيكون هشتغل إيه يعني ما أنا لابسه هدوم التمريض أهو

محمود (صوته بيعلى) : ازاى يعني و هتسيبي إبنك عند الجيران ؟! و أخده التاني و ماشية ده اسمه إيه ؟ مفيش أم تعمل كده فى عيالها ؟

غادة (بتكتم غضبها) : و مفيش أم تسيب عيالها جعانين و مفيش أم تستنى راجل مبيحسش بيها أساسا انه يساعدها ، راجل عديم المسئولية مش بيفكر غير فى نفسه ، أنا نازله اشتغل و سيباه عند الجيران علشانه هو و أخوه .

محمود (قرب منها واتنرفز) : و بعدين أنا راجل البيت ! ازاى متسألنيش أو حتي تعرفيني بموضوع الشغل دا ؟ بتتصرفي من دماغك ؟

غادة (ببرود و هى بتفتح الباب) : لو كنت راجل البيت ، كنت حسيت بتعب اللى فى البيت ، ولا انت راجل فى حاجات و حاجات ؟

سابته واقف، وخرجت.

محمود وقف مصدوم شوية من طريقتها ، وبعدين مسك الموبايل واتصل.

محمود (بعصبية) : يا طنط… بنتك مبقتش بتسمع الكلام ، نزلت شغل من غير ما تعرفنى ولا حتي تستأذنى هو أنا مش راجل فى نظرها ولا ايه ؟

فاطمه : لا طبعا متقولش كده دا أنت سيد الرجالة روق بس ، هى ازاى تعمل كده ؟ ، طب و العيال وديتهم فين ؟

محمود : أخدت نوح معاها و سابت يونس عند الجيران ، وأنا مش ضامن الناس اللي سايباه معاهم ، دا ينفع ؟

فاطمة : لا مينفعش خلاص يا محمود اهدي و بعدين غادة بتحبك و أنت عارف بس هى تلاقيها متدايقة بس شوية و أنا هكلمها . سلام ..

و بتقفل المكالمة و بتكلم غادة .

غادة بتبص للتيلفون و بتاخد نفس و هي عارفه اللى جاى ايه

غادة : إيه يا ماما اتصل بيكي يعيطلك ولا إيه ؟

فاطمه : هو إيه اللي انتي بتعمليه ده يا بنتي ؟! ازاى تنزلى شغل من غير ما تاخدي إذن جوزك ؟ و سيبتى الواد عند الجيران ؟ إنتي هتفضلي عنيدة ومش بتسمعي كلام حد كده لحد امتي ، ارجعي بيتك و احترمي جوزك.

غادة (بصوت مخنوق وهي ماشية في الشارع) : أنا اللي عنيدة يا ماما ؟ ولا الدنيا هي اللي خلتني لازم أبقى كده ؟ أنا مكنتش عايزة كل ده من الأول ما أنا كنت شغالة و مرتاحة و بعد كده اضطريت اقعد علشان اخد بالى من عيالي على أساس ان البيه هيشيل المسئولية .

فاطمه : يا بنتي ما أنتى شايفه الدنيا صعبة ازاى على كل الناس ، مشي الدنيا ، انتى و جوزك بتحبوا بعض فا ساعدوا بعض .

غاده : ما أنا كنت بمشي الدنيا و مستحملة علشان بحبه ، بس خلاص معتش ينفع ، دلوقتي في ديون ، و مفيش اكل فى البيت و نوح بيعيط من الجوع بسبب ان صدري فاضي لأني مباكلش علشان ياكلوا ، أعمل إيه و هو شايل إيده من كل حاجه .

سكتت أمها شوية… مش عارفه ترد تقولها ايه …

وبعدين قالت بصوت واطي : **** يقويكي يا بنتي…و بتقفل .

غاده بتفكر فى كلام أمها و بتفتكر أيام خطوبتها هي و محمود و اللى كانت سبب فى أنها تحبه و تتعلق بيه بعد ما كانت رافضة موضوع الجواز دا نهائي ، بعد اللى شافته مع جوزها الأولانى و إزاى محمود شال الفكرة دى من دماغها بحبه و تمسكه بيها رغم أنها فى أول ارتباطهم قالتله أكتر من مرة أنها مش طايقاه ومش بتحبه ، بس برغم كده كان دايما حنين عليها و بيقف جانبها فى مشاكلها حتى مشاكلها مع اخواتها.

غادة وصلت بيت ست كبيرة في السبعينات ، ابنها هو اللي طلب " ممرضة رعاية خفيفة " ، تساعدها في الحمام وتاكلها و تكلم معاها.

البيت هادي، رايق…

لكن "نوح" بدأ يعيط بعد ساعة، نوبة عياط مبتوقفش .

الست الكبيرة بصت له و بنبرة حادة قالتلها ….

يتبع …

FEdqtJR.md.png
"المرأة لا تنهار فجأة... هي تتشقق بصمت."

— أحلام مستغانمي

الجزء الثالث

المشهد الرابع : " أول يوم شغل "



وقفنا الجزء اللى فات على ان الست الكبيرة بصت لنوح ابن غادة و هي متدايقة .

و قالتلها بنبرة حاده : هو ابنك ده هيفضل يعيط كده كتير ؟ أنا أعصابي متستحملش…

غادة (بتهدّي نوح) : هو لسه صغير يا حاجة… هو جعان هرضعه دلوقتي و هيسكت متقلقيش.

الست: يا بنتي أنا جيبتك تساعديني مش تزودي همّي…ابنك مش هيسكت و هيفضل يعيط كل شويه علشان عايز يرضع أو يغير ، ما تكلمي حد يجي ياخده أبوه ولا أى حد ، أنا تعبت و صدعت.

غادة بلعت الكلام بالعافية وحست بكسرة نفس … مش قادرة تقولها لا ، ومش هينفع تسيب نوح مع حد فا مفيش قدامها حل غير إنها تستحمل و تسكت .

رجعت البيت في آخر اليوم ، و هي مش قادرة تقف من التعب ، وقلبها موجوع ، نوح نايم فى حضنها ، دخلت حطته على السرير .

خبطت على الجيران أخدت يونس من عندهم ، قالولها انه أكل مع عيالهم و نام من شويه و دخلت نيمته جنب اخوه.

غادة قلعت طرحتها، و قعدت على الأرض جنب عيالها…كأنهم ملايكة نايمين… لكن وسط حرب.

قبل ما حتى تقدر تريح ضهرها ،

الموبايل رن.

" أم منى – تمريض خاص "

ردّت بسرعة، صوتها تعبان… لكنها بتحاول تبان قوية.

غادة : أيوه يا طنط ؟

أم منى (بنبرة معتذرة) : بصي يا بنتي… الست اللي كنتي عندها النهارده ، اتصلت وقالت إن ابنك كان بيعيط كتير، وإنها اتوترت جدًا وبصراحة قالتلي لو مش هتعرفي تسيبيه في البيت، هي هتدور على حد تاني.

غادة (بقلة حيلة) : ما هو مينفعش أسيبه لحد ، دا لسه عنده شهرين .

أم منى : أنا عارفة… بس دى ست مرتاحة ، وفلوسها حلوة، ومش هينفع أزعلها فا أنا هشوفلها حد تانى ، على العموم بصي… أنا ممكن أبعتك شغل تاني، في واحدة محتاجة حد يبات عندها يومين و يرجع يوم… بس بعيد شوية فى ميامى و طبعا هتروحى برده من غير ابنك.

غادة : إزاى يا طنط دا أنا فى العامرية دا الطريق مشوار لوحده و أبعد عن عيل سنتين يومين كاملين و الواد اللى عنده شهرين دا أعمل فيه ايه مين هيرضعه و ياخد باله منه .

ام منى : يا بنتي أبوهم يتصرف دا شغل يا غادة و الست مش ملزمة تستحمل عياط ابنك .

فى عقل غادة :-

يعني إيه ؟ أسيب عيالي وأنام برا البيت ؟ لا مقدرش .. مقدرش و بيجي صوت فى ودانها .
عياط نوح من الجوع و عياط يونس و هو بيقولها انه عايز يشرب لبن

بس لو مشتغلتش، مش هقدر أجيبلهم أكل ، بس هم مين هيحضنهم غيري ؟ وأنا ؟ هنام في سرير غريب وأسيب يونس نايم لوحده ؟

غادة : طب إديني رقمها ، وأنا هكلمها… بس مش هقدر أسيب نوح هاخده معايا و بالنسبه ليونس مش هقدر أسيبه يومين ورا بعض ، لو هبات ، هيبقى يوم واحد بس و التاني لازم أرجع فيه.

أم منى : ماشي يا بنتي هبعتلك رقمها واتس اسمها الحاجه ليلي و شوفي هتقدري تتصرفي معاها إزاي و أنا عن نفسي هكلمهالك برده .

غادة : تسلمي يا طنط **** ما يحرمنى من أفضالك عليا .

قفلت المكالمة.

بصت على عيالها ، وقربت منهم ، حضنتهم هما الاتنين وهي قاعدة على الأرض .

غادة (بهمس) : أنا آسفة يا يونس…آسفة يا نوح…ماما بتحاول… بس الدنيا قاسية.

الليل كان هادى…بس قلب غادة مش ساكت ، و حيران بين نارين .

بين إنها أم… وإنها محتاجة الشغل .

بالليل ، غادة كانت ماسكة الموبايل… رقم الست اللى أم منى بعتهولها كان قدامها،
بس هى كانت مترددة و بتفكر تتصل ولا لأ. خايفه الست تحرجها بس فى نفس الوقت بتطمن نفسها أنها ممكن توافق .

أستجمعت قواها و أتصلت.

صوت ست كبيرة، واضح فيه الجدية والحدة : الو؟

غادة (بصوت مؤدب) : السلام عليكم يا حاجة ليلي… أنا غادة ، اللي أم منى كلمتك عنها.

ليلي (ببرود) : عارفاكى اتفضلي .

غادة : انا كنت بكلم حضرتك علشان أقولك انى هاجى بكره الصبح بس كنت عايزه أستأذن حضرتك فى حاجه .

ليلى : عارفه أم مني قالتلى عايزه تشتغلي يوم و ترجعي يوم علشان عندك ولد عنده سنتين .

غادة : ايوه يا فندم دا بعد أذنك و أوعد حضرتك انى مش هقصر مع حضرتك فى حاجه .

ليلى : أوك معنديش مشكلة . بس أنتي معاكي بيبي ، صح؟.

غادة (بصدق) : آه، نوح… بس صغير عنده شهرين ، بيقضي أغلب الوقت نايم زى ما حضرتك عارفة السن دا.

ليلى : أنا مش عايزة دوشة… أنا صحتي تعبانة ، لو هتيجبيه معاكى ، تجيبى كل اللي يخصه ، علشان متنزليش كل شويه علشان لو احتاجتك ألاقيكي وتبقي مسئولة عنه… وأي حاجة تحصل ، مليش دعوة بيها.

غادة (بسرعة) : حاضر متقلقيش ، أنا هكون مسئولة عن كل حاجة … مش هتتعبي مني في حاجة.

ليلي (بعد تنهيدة) : ماشي… تعالي بكرة من بدري. و باتي يوم و روحي يوم ، زي ما اتفقنا و أنا هبعتلك العنوان على الواتس .

غادة (بفرح) : حاضر يا حاجه … كتر خيرك .

و بتقفل غادة و هى مبسوطة إن خلاص الدنيا قررت تديها فرصة تانية .

المشهد الخامس : " فرصة تانية "​


غادة عدت على أم منى و أخدت منها مفتاح الشقة ، بتفتح الباب بالراحة و بتدخل و بتسيب نوح فى الصالة الشقة هادية…

ست سبعينية نايمة في أوضتها ، غادة واقفة بتجهز ترابيزه فى المطبخ علشان تبقي تغير لنوح عليها و بتحط جنبها الحاجة بتاعته .

الست بتبدأ انها تصحي و بتتصل بغادة تشوفها فين .

غادة فى المطبخ بتروح ناحية الاوضة : ايوا يا حاجه صباح الخير أنا جيت الصبح و حضرتك نايمة .

ليلي : صباح النور يا غادة جهزي الفطار و تعالى علشان أعرفك الأدوية و المواعيد .

غادة : حاضر .

و بتحضرلها الفطار و بتجيب النوتة بتاعتها و بتكتب فيها مواعيد الأدوية .

و بتسند الست علشان تدخلها الحمام .

فجأة موبايلها بيرن باستمرار فا غادة بتستأذنها إنها تروح تشوف مين و بتسيبها فى الحمام و تروح ناحية الموبايل .

اسم المتصل: "أم سعيد – الجارة"

غادة (بترد بسرعة) : الو ايوة يا أم سعيد ؟


أم سعيد (بتوتر) : غادة أنتى فين … تعالي بسرعة ! يونس وقع و اتعور في دماغه وهو بيلعب على السلم ، و نزل منه ددمم كتير! انا كتمتها بقطنة و طهرتها هو كويس دلوقتي، بس ممكن يكون محتاج دكتور.

غادة تفكيرها اتشلّ … وشها بقى أصفر ،
بصت على الساعة ، وبصت على الست اللى فى الحمام … مفيش وقت.

جريت على الحمام بتوتر و هي مش عارفة تعمل إيه .

غادة (بصوت عالي) : يا حاجة! أنا آسفة… لازم أمشي حالًا ، ابني وقع على دماغه و اتعور ، لازم أروّح علشان اوديه مستشفى .

ليلي (بإضطراب) : يعني إيه تمشي ؟! أنا لو وقعت دلوقتي ، مين هيلحقني ؟!

غادة (بإستعطاف) : أنا آسفة… و**** آسفة… بس ده ابني يا حاجه… ابني ملوش حد غيري و لازم أشوفه أتطمن عليه .

بتدمع و بتجري… وهي شايلة نوح ، مبصّتش حتى وراها.

في الشارع – بعدها بساعتين

يونس راسه متخيطة و ملفوفه بشاش ، الدكتور طمّنها… بس قلبها لسه مش مطمن.

وهي ماشية جنبه ، الموبايل رن.

"أم منى – تمريض خاص"

ردّت… و قلبها عارف اللي هيحصل ..

يتبع ….
كمل يا برنس ويا ريت ما تتاخر
 
أعلى أسفل