مكتملة رومانسية درامية حصرى رواية أسيرة ظنونه عاصم وفجر | السلسلة الأولي | - اثني عشر جزء 12/12/2025

ℬℰℬ𝒪_𝒢𝒪ℒ𝒟

إداري أقسام الصور
إدارة ميلفات
إداري
العضو الملكي
ميلفاوي صاروخ نشر
حكمدار صور
ملك الحصريات
ميلفاوي أكسلانس
ميلفاوي كاريزما
عضو
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
ميلفاوي حريف سكس
شاعر ميلفات
ميلفاوي نشيط
ناشر محتوي
نجم ميلفات
ملك الصور
صائد الحصريات
كوماندا الحصريات
ناشر عدد
ميلفاوي علي قديمو
ميلفاوي ساحر
ميلفاوي متفاعل
ميلفاوي دمه خفيف
ميلفاوي خواطري
مزاجنجي أفلام
ميلفاوي فنان
إنضم
25 أغسطس 2025
المشاركات
1,319
مستوى التفاعل
2,004
النقاط
0
نقاط
15,786
ميلفاوي صاروخ نشر
العضو الملكي
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

AirBrush_20251212050720.jpg


البارت الاول

في داخل قصر السيوفي بينما كان الجميع علي قدم ليسود جو من الاستنفار والتوتر بين جميع ساكنيه

استعدادآ لاستقبال ذلك الغائب عن الوطن منذ اكثر من ست سنوات ليقرر اخير العودة والاستقرار نهائيا بعد كل سنين الغربة هذه
دخلت فجر إلى داخل المطبخ لتجد والدتها تقف امام الموقد تهتم بالطعام لتسير فجر بخفة من خلفها تقترب هامسة في اذنيها برقة: = القمر خلص ولا محتاج مساعدة؟

التفتت عواطف سريعا لتجد صغيرتها تقف خلفها تبتسم لها بسعادة وحب وما ان همت بالرد عليها هي الاخري بمرح حتى لاحظت الحالة المغبرة التي توجد عليها ملابسها لتهتف بدهشة وقلق: = فجر ايه اللي عمل في هدومك كده اوعي تقوليلي انها خلتك توضبي البيت مع ام جمال تاني.
اخفضت فجر راسها لتنظر إلى ملابسها ثم ابتسمت بعدم اهتمام قائلة
= اهو بسلي نفسي بدل ما انا قاعدة زهقانة واشغل وقتي.

تنهدت عواطف بحزن: =وقت ايه يا بنتي اللي تشغليه هو انتي بتقعدي من اول النهار لاخره وكل اللي بيعوز حاجة بيخليكي تعمليهاله ليتحشرج صوتها بالغصة قائلة: = سامحيني يا فجر انا لو كنت اعرف ان ده هيبقي حالك هنا انا مكنتش رضيت ابدا اننا نعيش في القصر ده وكان كفاية علينا بيتنا في البلد
اسرعت فجر بضمها إلى احضانها قائلة بحنان.

= متقوليش كده انا مش زعلانة ابدا وبعدين هو مين اللي كان يقدر يعصي لجدي امر وهو كان خلاص قرر اني اول ما اخلص الثانوي اجي للقصر وادخل الجامعة هنا والا مش هيصرف علينا
مدت يدها تمسح دموع امها المنسابة وهي تكمل
= ماما انا مش عوزاكي تشيلي همي كلها سنة واتخرج وساعتها هشتغل ونشوف مكان لنا بعيد عن القصر ده وان كان علي اللي في القصر انا بقدر اتعامل معاهم كويس المهم انتي متزعليش علشان صحتك.

جلست عواطف فوق المقعد بهم تشعر بالاوجاع تتراكم عليها وبانها السبب في كل ما تعنيه ابنتها من سوء معاملة من اقرب الناس اليها فلولا انها لم توافق فيما مضي علي هذه الزيجة من الابن الاصغر لعبد الحميد السيوفي منذ اكثر من واحد وعشرون عام لم تكن تظل حينها انها ستعاني الامرين حتى الان من تلك الزيجة وتجني ابنتها اليوم حصادها من سوء معاملة واهانة من اقرب الاشخاص لها منذ ان تزوجت بماهر السيوفي لتنجب له الذكور كما اخبرها والده يوم عقد قرانهم بعد وفاة الابن الاكبر لعبد الحميد اثر مرض الم به لم يكن له سوي **** الوحيد عاصم بينما ابن عبد الحميد الاخر ماهر لم تستطيع زوجته انجاب سوي ابنة واحدة وعند محاولتها الانجاب مرة اخري حدثت لها مضاعفات ومشاكل ادت إلى استئصال الرحم لها ليقرر عبد الحميد قراره الصارم بتزويجه مرة اخري بمن تستطيع انجاب له الذكور لحمل اسم عائلة السيوفي ليقع اختياره علي عواطف لما كانت تتمتع به من جمال وشباب وقتها كما انها كانت من عائلة فقيرة فرحت بما عاد عليها من خير من هذة الزيجة ليتم الزفاف وقتها دون اي مظاهر لاحتفال سوي اشهار بمسجد قريتها ولم يكد يمر وقت بسيط حتى حملت عواطف بطفلها الاول ليسعد عبد الحميد بهذا الخبر والذي لم يبالي به ماهر زوجها فقد كان يعيش لملذاته وسهراته فقط غير مبالي باحد لتمر شهور الحمل سريعا إلى ان حان موعد الولادة لتأتي إلى حياتها فجر حاملة لها الفرحة والسعادة بشعرها الاصفر وعينيها السماوية الواسعة ووجهها الملائكي والذي لم يحرك في عبد الحميد او ابنه ذرة من المشاعر اليها فقد اراد الذكر الذي حلم به طويلا لحمل اسم العائلة مع حفيده الاخر ليصب غضبه فوق راسها مصدرا امرآ اخر لها بالحمل فورا مرة اخري حتى تحقق له حلمه ولكن تشاء الاقدار بوفاة ماهر في حادث سيارة اثر عودته مخمورا من احدي سهراته ليتم نفيها هي وابنتها في ذلك المنزل المتواضع في قريتها طوال تلك السنوات لا يأتي اليها احد سوي صلاح زوج شهيرة عمة فجر الصغري متوليا كل شئونهم دون اي اتصال بالجد حتى اتمت فجر مرحلتها الثانوية ليأمر الجد بحضورهم بالعيش في قصره وها هي منذ ذلك الحين تتم معاملتها هي و صغيرتها كاحد الخادمات وحتى اسوء تجبر نفسها علي الاحتمال حتى تكمل وحيدتها تعليمها وقتها ستغادر بعيدا عن هذه العائلة غير اسفة علي شيئ.
افاقت عواطف من رحلة ذكرياتها علي صوت ابنتها الهامس: = ماما انتي روحتي فين
رفعت عواطف عينين مغشيتين بالحزن والالم تنظر إلى ابنتها لتهتف فجر بأسف: = تاني يا ماما علشان خاطري بلاش تفكير في الماضي وخلينا في المستقبل وان شاء **** **** هيعوضنا خير.

اخذت عواطف تنظر إلى ابنتها بفخر وهي تري كل هذا النضوج والعقلانية امامها لتشعر بالخجل منها تنهض فورا تغتصب ابتسامة فوق شفتيها تحاول تطمئنتها: = خلاص يا حبيبتي انا كويسة متقلقيش عليا
بادلتها فجر الابتسامة بضعف ثم اسرعت تهتف: =يا نهااااار اما اروح اكمل باقي الجناح قبل ما الحيزبونة تاخد بالها اني نزلت.

ما ان اتمت كلماتها حتى دخلت زوجه ابيها ثريا تتبختر في مشيتها تنظر في ارجاء المطبخ ترتسم فوق وجهها علامات الاشمئزاز قائلة بتعالي موجهة الحديث إلى عواطف
= خلصتي الغدا يا هانم ولا قاعدة تتمرقعي من الصبح
اجابتها عواطف بجمود
= الاكل جاهز من بدري شوفي تحبي احضره امتي
رفعت ثريا يدها بحركة ترفع قائلة = خليكي مستعدة لامر مني وعاوزة كل حاجة تكون جاهزة وعلي احسن صورة فاهمة.

هزت عواطف راسها بالايجاب لتلتفت ثريا تهم بالمغادرة لتلمح فجر الواقفة في الطرف الاخر تنظر اليها بغضب مكبوت لتقرر ثريا القيام باستفزازها حتى تحصل منها علي ردة فعل حتى تستطيع بهاالشكوي منها إلى الجد لتتم معاقبتها فتشفي غليلها وحقدها منها لتقول باحتقار
= ماشاء **** واقفة عندك بتعملي ايه وسايبة ام جمال بتنضف لوحدها يلا يا حلوة شوفي شغلك بدل ما جدك يعرف بمرقعتك دي
ثم ابتسمت بخبث وتشفي تكمل.

=وانتي عارفة ساعتها هيعمل فيكي ايه
همت فجر بالرد عليها بحدة ردا مناسبا يجعلها تقف عند حدها لتتوقف في اخر لحظة تدرك محاولتها لاستفزازها لتبتسم بتصنع قائلة بهدوء
=حاضر يا ثريا هانم اي اوامر تانية
اخذت ثريا تنظر اليها بغيظ لفشل محاولتها ثم زفرت بحنق قائلة
= ايوه الشنط طلعت شوفيها الاول وتاكدي ان كل حاجة تمام وبعدين كملي تنضيف
لتغادر المكان سريعا بعد ما القت بذلك الامر لتنفجر فجر بالضحك بصوت حافض قائلة.

= انا حاسة هيجي يوم وتنفجر من كتر الغل اللي جواها ست ملهاش زي
ثم اتجهت إلى والدتها تقبلها فوق وجنتها برقة
= انا هطلع اكمل تنضيف وابعتلك ام جمال تساعدك وبلاش تجهزي انتي السفرة بدل ما تسمعك كلمة من كلامها السم ادام الموجودين
هزت عواطف راسها بالموافقة بضعف تنظر في اثر ابنتها حتى اختفت لتهمس بألم وحزن
= سامحيني يا بينتي بس هانت و**** يصبرنا علي الأيام اللي جاية لينا هنا.
صعدت فجر الدرج وهي تعي للحالة التي عليها القصر من هرج ومرج والاصوات الأتية من قاعة الاستقبال بالقصر احتفالا بذلك العائد لتشعر بالحماس يعاودها تري بمخيلتها لقائها المنتظر به تصعد الدرج سريعا حتى وصلت إلى ذلك الجناح المخصص له والذي منذ حضورها إلى هنا وهي تقوم كل يوم بتنظيفه وتأهيله وذلك بناء علي امر مباشر من جدها فاصبحت تحفظه عن ظهر قلب مثلما تحفظ ملامح صاحبه.

التفتت تنظر في ارجاءه تنظر بعين الانتقاد محاولة الاطمئنان علي كل شيئ تري الحقائب متراصة بجوار الخزينة فوقفت تسأل بحيرة ماذا تفعل بها لتقرر اخيرآ تركها حتى تأتيها اوامر بخصوصها
وقفت تتنهد بتعب تشعر بمعاودة الدوار اليها مرة اخرى فهي منذ الصباح لاتشعر بأنها بخير لكنها تجاهلت الامر حتى تستطيع مساعدة امها دون اثارة قلقها لكنها الان لم تعد تستطيع المقاومة لتسير حتى الفراش تجلس عليه بتعب تتنهد قائلة.

= اقعد ارتاح شوية وبعدين اشوف هعمل ايه هما اساسا زمانهم بيتغدوا ومحدش حاسس بحاجة.

استدارت تتقلب ببطئ فوق الفراش لتنتبه لتلك الصورة الموضوعة داخل الاطار فاخذت تنظر إلى الشخص الموجود بها بعينيه شديدة السواد وحاجبيه المعقودين ووسامته وشبابه النسبى وقت التقاط الصورة لتتنهد باعجاب تمرر يدها فوقها كما لو كانت ملامحه هي ما تتجسد امامها فتظل تنظر اليها حتى سقطت في غفوة لم تشعر خلالها بشئ حتى صوت الباب وهو يفتح بهدوء ليتقدم عاصم بخطواته الواثقة إلى داخل الجناح ينظر حوله بتعب يحل ازرار قميصه ببطء بعد ان القي بجاكيت بدلته فوق المقعد.

ليفت انتباه ذلك الجسد الصغير المستلقي فوق الفراش براحة وهدوء تقدم منه محاولآ تبين هوية صاحبه ليتسمر مكانه حين وقعت عينيه علي كتلة من الشعر الاشقر الطويل المتناثر فوق الفراش يغطي وجه تلك النائمة بسلام فاخذ يمرر نظراته فوقها محاولا تبين هويتها وعند فشله تقدم ببطء وهدوء للجلوس بجوارها يمد يده مزيحا تلك الغيمة الذهبية من فوق وجهها برقه لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وفمها الوردي المزموم برقة اثناء نومها كطفلة صغيرة فلم يستطع مقاومة ان يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة تحرك وجهها تحت لمسات يده ليفيق عاصم من غيمة الاحاسيس التي اجتاحته عند ملامسته لبشرتها الرقيقة يتنحنح محاولا اجلاء صوته يمد كفيه يهزها برقة لكن شئ بداخله رفض ان يقوم بأيقاظها ليظل يتمتع برؤيته بجمالها النائم بهذا السلام.

هز عاصم راسه يرفض عاصم الاتجاه الذي سارت اليه افكاره يهمس بحنق لنفسه
= جري ايه يا عاصم عيل صغير انت علشان تتصرف زي المراهق اللي اول مرة يشوف ست
نفسه يكمل محدثا نفسه بهمس
= وبعدين مين دي وبتعمل ايه في الاوضة اصبحت ضرباته فوق كتفيها شديدة يحاول ايقاظها ليسمعها تتمتم محركة راسها فوق الوسادة ببطء
=حاضر يا ماما ثواني و**** وهقوم
ظهر شبح ابتسامة فوق شفتيه وهو يراها تتذمر كطفلة صغيرة ليحدثها برقة ينحني فوق اذنيها يهمس برقة
= و**** كان بودي اسيبك نايمة بس للاسف السرير ده بتاعي ومينفعش نتشارك فيه.

اقتحم ذلك الصوت الذكوري الهامس سبات نومها فاسرعت بفتح عينيها تتسع بصدمة تحدق بذلك المنحني فوقها براحة ينظر اليها بتسلية لتدفعه في صدره بقوة مبعدة اياه عنها تهب سريعا ناهضة من فوق الفراش تتعثر في خطواتها وهي حاول تعديل وضع ملابسها هامسة بتلعثم
= انا، اسفة، غصب، عني روحت في النوم.

تراجع عاصم فوق الفراش يستند بمرفقيه عليه يراقب حركاتها المنفعلة وحرجها الشديد بتسلية قائلا بهدوء = اهدي، اهدي محصلش حاجة لكل ده
التفتت فجر تريد المغادرة هاتفة بارتباك
= طب عن اذنك انا هخرج حال…
واسرعت باتجاه الباب وما ان وضعت يدها فوق مقبضه حتى اتاها صوته القوي الامر
= استني عندك رايحة فين
توقفت حركتها تلتفت اليه ببطء تراه علي نفس الوضع المسترخي فوق الفراش لتهمس بارتباك وخوف
= هروح، اشوف ورايا ايه.

نهض عاصم يتقدم اليها ببطء حتى وقف امامها ينظر إلى عينيها بلونهم السماوي الرائع يسألها برقة
=انتي بتشتغلي هنا من زمان؟! اتسعت عيني فجر بصدمة من حديثه وظنه بانها احدي الخادمات بالقصر فمن الواضح ان لا فكرة لديه عمن تكون تدرك انه معه كل الحق في ظنه هذا بملابسها المغبرة وهيئتها المشعثة هذه
اخفضت راسها بخجل لاتدري اتصلح له خطأ ظنه ام تصمت لتقرر اخيرا الحديث قائلة بهمس وارتباك
= لا انا.

ليقطع كلامتها صوت الباب يفتح من خلفها فجأة تدخل الغرفة نادين اختها غير الشقيقةمنه وهي تهتف بسعادة وصخب
=عاصم حبيبي اتأخرت ليه الكل مست…
قطعت حديثها عند رؤيتها فجر واقفة متسعة العينين برهبة وارتباك يجاورها عاصم بقميصه المفتوح حتى منتصف خصره لتتغير ملامحها فورا إلى النفور توجه حديثها إلى فجر
= انتي عندك بتعملي ايه هنا وماما قالبة عليكي الدنيا انجري انزلي حالا علي المطبخ.

هزت فجر رأسها بالايجاب تسرع في المغادرة وما ان غادرت حتى التفت عاصم اليها بصوت غاضب يسألها بعنف
= في حد يفتح الباب بشكل ده مش تستأذني الاول
نادين بصوت لعوب
= اسفة يا حبيبي بس كنت جاية استعجلك خصوصا ان جدو مش مبطل سؤال عنك
ابتعد عاصم في اتجاه الحمام يكمل فتح ازرار قميصه قائلا بجمود
= طيب اتفضلي وانا هحصلك
اسرعت نادين بأتجاهه تقف امامه تمتد اناملها لتتلاعب بازرار قميصه تهمس بأغراء
= طيب تحب اساعدك؟

هتف عاصم بغضب وجمود
= قولتلك اتفضلي انزلي وانا جاي وراكي واظن انك تعرفي كويس اني مبحبش اكرر كلامي مرتين
شحبت ملامح نادين قائلة باسف
= عارفة يا عاصم عارفة
عاصم بجمود وقسوة
= ومدام عارفة لسه واقفة عندك بتعملي ايه؟!

نظرت نادين باستعطاف اليه في محاولة منها لتلين تلك القسوة المرتسمة فوق وجهه لكنها لم تجد منه اي استجابة لتتنهد بخيبة امل ثم تغادر الغرفة وهي تغلق الباب خلفها بقوة وعنف ليظل عاصم واقفا مكانه دون حراك لعدة دقائق تفوربداخله مشاعر النفور والاحتقار التي تثيرها لديه كلما وقع نظره عليها يزفر بقوة محاولا التخلص من تلك المشاعر وهو يتوجه بخطواته باتجاه الحمام يستعد لتلك المواجهة القادمة.

يُتبع..



AirBrush_20251212050720.jpg


البارت التانى

جلست عائلة السيوفي تتجمع بعد الغذاء داخل الصالون يتوسط الجلسه عبد الحميد السيوفي يجلس علي يمينه عاصم الذي ترتسم اللامبالاة فوق وجهه هو يتابع ثرثرة الجميع من حوله دون محاولة الاشتراك بها حتى التفت جده اليه ينظر اليه نظرة ذات مغزي ليؤما له عاصم بالموافقة لتنحنح عبد الحميد بقوة وصوت عالي لتتوقف الاحاديث فورا بين الجميع يلتفتوا اليه بترقب واهتمام لتحدث قائلا بصوت واهن لكن مازال يحمل من قوة وقسوة الماضي الكثير.

= بعد المشاكل والازمات اللي حصلت في الشركة في السنة الاخيرة قررت ان عاصم يرجع يستقر هنا تاني الفرع هنا هيكون الفرع الرئيسي للمجموعة واي قرار يخص المجموعة عاصم هيكون مسئول عنه يعني من الاخر كده عاصم المسئول الاول والوحيد لمجوعة شركات اللسيوفي واظن مفيش حد عنده اي اعتراض
هب سيف بغضب ناهضا من فوق مقعده.

= يعني ايه ياجدي! كلامك كده معناه ان انا وبابا هنبقي شغالين عند عاصم بيه مستنين اوامره في كل كبيرة وصغيرة
اسرعت شهيرة بالنهوض سريعا هي الاخري محاولة تهدئة غضب ابنها الحاد
= استني بس يا سيف الكلام ميبقاش كده ولا جدك يقصد كده ولا يا يا عاصم يابني؟
نظر عاصم اليها ببرود دون اي تعبير فوق وجهه قائلا
= اعتقد كلام جدي واضح ليكمل حديثه بلهجة تحمل بين طياتها الكثير.

السنة المالية لشركة السنة دي كانت حاجة مزرية ازاي في سنة واحدة الشركة متاخدش ولا مناقصة واحدة من 13 مناقصة كانت دخلاهم ليلتفت إلى صلاح الجالس فوق مقعده بتوتر يكمل تقدر تفهمني ده حصل ازاي يا صلاح بيه
ابتلع صلاح لعابه بصعوبة ينهض من فوق مقعده هو الاخر قائلا
= احنا مش مسئولين عن اللي حصل يا عاصم السوق كله اتعرض للمشاكل اللي احنا فيها يعني مش تقصير مني ولا من سيف ابني.

تحدث عبد الحميد بصوته الضعيف منهيا الحديث قبل تطوره
= خلاص يا صلاح مش هنعيده تاني واللي حصل ده كان المفروض يحصل من زمان وعاصم كان لازم يرجع يستلم املاكه
هم سيف بالحديث برد عنيف لتوقفه ضغطه من يد والده خفية ليقول صلاح بهدوء
= طبعا يا عمي واحنا هنفضل عمرنا في ضهره زاي ماكنا واكتر كمان ده عاصم زاي سيف عندي بالظبط
لينظر إلى عاصم الجالس بأتكاء وراحة علي كرسيه مكملا
= ولا ايه يا عاصم يابني.

هز عاصم رأسه ببطء قائلا ببرودة =طبعا يا صلاح بيه
ليستمر حديث النظرات بينهم لعدة لحظات ادراك صلاح خلالها انه امام خصم لايستهان به وان الايام القادمة ستشهد حربا لا هوادة فيها الفوز بها للاقوي وهولن يكون بالخصم الهين فيها.

جلست فجر امام الطاولة الموضوعة بالمطبخ تتلاعب بطعامها بشرود تتذكر ذلك اللقاء المخزي بابن عمها وما نتج عنه فهي منذ علمها بعودته المنتظرةكانت ترسم الف سيناريو وسيناريو للقاءها به في مخيلتها فهي منذ حضورها إلى القصر تستمع إلى روايات الجميع عنه وكيف استطاع انقاذ اعمال العائلة عندما تعرضت لازمة كادت ان تؤدي بها إلى الحضيض ليضحي بسنوات من عمره التي قضاها متنقلا بين عواصم العالم ليدير الاعمال بيد من حديد لتصبح شركات السيوفي من اقوي الشركات العالمية لتكتمل تلك الصورة التي رسمتها له حينما كانت صغيرة حين هب مدافعا عنها وعن والدتها امام اهانات الجميع لهم ليصبح من وقتها بطلها الخفي لكن تدمرت تلك الاحلام بذلك اللقاء المخزي به وظنه بانها احدي الخادمات العاملين بالقصر.

زفرت بحزن وهي مازالت تتلاعب بطعامها لتلاحظ والدتها حالتها تلك لتسالها
= مالك ياحبيبتي ما بتكليش ليه وسرحانة؟
اخفضت فجر عينيها إلى طعامها تتظاهر بتناوله
=ابدا يا ماما انا باكل اهو
ابتسمت عواطف برقة
= يا سلام ده انتي من ساعة مانزلتي من فوق وانتي علي الحال ده في ايه ياحبيبتي حد زعلك وقالك حاجة ضيقتك
تنهدت فجر بحزن
لا يا ماما محصلش حاجة بس عاصم قابلني وشافني.

ابتسمت عواطف بمحبة قائلة بحنان: طب وده يزعلك في ايه لتعقد حاجبيها بشدة تكمل بحدة: ولا يكون ضايقك ولا قالك حاجة زعلتك
اسرعت فجر تهز راسها تنفي بسرعة: = لا ياماما ابدا مقالش حاجة خالص بس…
تنبهت عواطف لتسألها بقلق
= بس ايه يا فجر كملي قلقتيني
تنهدت فجر قائلة بأنكسار
= افتكرني شغالة هنا في القصر يا ماما
ظهر الالم فوق ملامح عواطف من كلمات وحيدتها لكنها حاولت التحدث بطبيعية قائلة بلوم.
= له حق يا فجر انتي ما شفتيش شكلك كان عامل ازاي وقت ما وصل
قالت فجر بعبوس
= يعني شكلي كان هيفرق في ايه يا ماما مانا وانتي كنا عارفين اننا مش هنكون في استقباله واهو زاي ما توقعنا كلهم في الصالون متجمعين وانا وانتي هنا في المطبخ بناكل لوحدنا
تنهدت عواطف لاتدري بما تجيبها لتهتف محاولة تغير الحوار تتنصنع الفضول
= مقلتليش شافك فين وقالك ايه احكيلي
همت فجر بالرد عليها ليقاطعها صوت زوجة عمها صفية تنادي بلهفة.

= عواطف يا عواطف
هبت عواطف واقفة بقلق تري صفية تدخل إلى المطبخ تسألها بفرحة ولهفة
= مش هتيجي تسلمي علي عاصم وتخلي فجر تسلم وتتعرف عليه؟
اخفضت عواطف رأسها بحرج قائلةبتلعثم
= انتي عارفة اوامر عبد الحميد بيه
اسرعت صفية بالقول سريعا
= ده كان علي الغدا وادينا خلصناه وكلنا قاعدين في الصالون لتكمل بلهفة
= ايه رايك تجيبي القهوة وتسلمي عليه و يتعرف علي فجر ده مشفهاش ومن وهي بنوتة صغيرة
عواطف بنبرة مترددة.

= بس يا ست صفية
قاطعتها صفية قائلة بحزم
= مفيش بس اسمعي الكلام وتعالي يلا ثم التفت إلى فجر تبتسم برقة قائلة
= يلا يا حبيبتي جهزي القهوة وتعالي مع ماما وانا هستناكم هناك
لتهز فجر رأسها بالموافقة بتردد تري صفية تغادر سريعا لتلتفت إلى والدتها تسألها بتوتر
= ايه رايك يا ماما؟
عواطف بحيرة
=و**** مانا عارفة يابنتي بس لو معملناش اللي طلبته هتزعل ولو عملناه جدك مش هيسكت.

انا مش عارفة يا فجر انا بقول اروح انا اودي القهوة واسلم عليه بسرعة وبلاش انتي لجدك يسمعنا كلمتين
اسرعت فجر قائلة برجاء ولهفة
= بس طنط صفية قالت انها عوزاه يتعرف عليا علشان خطري وافقي وانا هاجي كاني جايبه القهوة معاكي
ظهر التردد والحيرة فوق ملامح عواطف لتسرع فجر بالقول
] متقلقيش ياماما واكيد طنط صفية هتكلم جدي لو حصل حاجة ولا زعق لينا
لتكمل بلهفة
= ارجوكي ياماما وافقي
عواطف قائلة بقلة حيلة.

= خلاص تعالي ويحصل زي ما يحصل
قفزت فجر بفرحة لتتوقف سريعا حين رات نظرة والدتها الحائرة لها لتتنحنح قائلة بابتسامة سعيدة
= هروح احضر القهوة بسرعة
لتقف عواطف تراقبها تشعر بالتوجس والقلق لاتدري هل ما فعلته صواب.

استمرت الجلسة في غرفة الصالون مابين مناقشات للاعمال ما بين الرجال جلست النساء خلالها يتاهمسون فشهيرة جلست تجاورها ابنتها هنا في حديث هامس بينهما اما نادين وامها فظهر الملل الشديد فوق ملامحهم من هذا الجو السائد لتهتف نادين فجاءة قائلة ضجر وتأفف
= مش كفاية كلام في الشغل بقي يا جدو احنا زهقنا
ليدر سيف عليها باستهزاء
= محدش قالك اقعدي معانا يا نادين هانم وتعطلي جنابك.

التفتت نادين ناحية جدها بعضب تهتف = عجبك كلامه معايا بشكل ده يا جدو
تنهد عبد الحميد قائلا لها برقة وحنان =معلش يا حبيبتي متزعليش بس احنا فعلا ورانا شغل ولو زهقانة اطلعوا اقعدوا في الجنينة واحنا هنخلص ونحصلكم
ضربت نادين الارض بقدميها بتذمر تنظر إلى عاصم الجالس فوق مقعده براحة تطل من عينيه نظرة عدم مبالاة واستهزاء قائلة.

= بس انا كنت عاوزة اقعد مع عاصم وابقوا كملوا كلامكم في الشغل بعدين ولا ايه رايك يا عاصم
امال عاصم راسه إلى الجانب قائلا ببرود
= زي ما قالك سيف مش هنسيب شغلنا ونقعد نسلي جنابك
شحبت ملامح نادين من كلماته الهازئة بها ثم اخذت تتمتم بملمات غير مفهومة مغادرة الغرفة بخطوات غاضبة تلحقها والدتها منادية عليها بلهفة
ليقول عبد الحميد بعتب ناظرا إلى عاصم.

= ليه يا عاصم يابني كده هي مغلتطش انها عاوزة تقعد مع ابن عمها
ردت شهيرة بتشفي
=وهو عاصم كان قال ايه هي اللي بنت مدلعة ما هنا قاعدة اهي عمرها ما دخلت في الكلام بالشكل ده
نظر اليها عبد الحميد صارخا بحدة =شهيرة ملكيش دخل واتفضلي يلا اطلعي اقعدي في الجنينة عما نخلص كلامنا.

زفرت شهيرة بغيظ وغضب تنظر إلى زوجها الذي اشار اليها بالاستجابة إلى كلمات والدها لتخرج من الغرفة بخطوات غاضبة سريعة تلحقها ابنتها هنا دون تردد
تجاهل عبد الحميد ماحدث منذ قليل متحدثا في شئون العمل دون الاشارة مجددا إلى ماحدث ينتوي التحدث إلى عاصم بان يحسن من طريقته مع نادين فبأسلوبه هذا في التعامل معها تنهار كل خططه بشأنهم فهم امله الوحيد في استمرارية اسم عائلة السيوفي.
استمرت محادثات العمل بينهم كان خلالها عبد الحميد شارد الذهن يفكر فيما حدث منذ قليل يتسأل عن ردة فعل عاصم اتجاه افكاره تلك وهل سيقبلها ام سيكون امامه الكثير من العقبات عليه ازالتها حتى يستطيع تحقيق حلمه هذا بجمع اعز احفاده اليه سويا محقيقين له حلم طال الامد به في تحقيقه.

افاق من افكاره علي علي طرقات فوق باب الغرفة لتدخل صفية تتبعها عواطف وفجر تحمل الاخيرة صنية محملة بفناجين القهوة تخفض راسها بخجل تتواري خلف والداتها بخطوات متوترة.
صفية بمرح
= عاصم شوف مين جاي يسلم عليك
نهض يقف سريعا علي قدميه غير منتبه لنظرات جده النارية الغاضبة ولا لتبادل النظرات بين صلاح وابنه بخبث ليتحدث عاصم قائلا بسرور
=ست عواطف ازيك عاملة ايه
عواطف بتلعثم
= ازيك انت يا عاصم بيه حمدلله علي سلامتك.

عقد عاصم حاجبيه بعبوس
= بيه ايه يا ست عواطف انتي زاي والدتي ازاي تقولي كده
ابتسمت عواطف باقتضاب وحرج لتلاحظ صفية ذلك لتضحك بمرح تمسك بمرفق فجر تقربها منها تجعلها تتقدم إلى الامام قائلة
= وشوفت مين كمان كبر وبقي زاي القمر
ظلت فجر منخفضة الرأس تشعر بضربات قلبها تتعالي وهي واقفة امامه بذلك القرب تفصل الصنية الحاملة لها بينهم ليطول الصمت بينهم لتهتف صفية بلهفة موجهة الحديث إلى عاصم.

= انتي مش عارفها ولا ايه دي فجر بنت عمك
عاصم بصوت حافض بذهول
=فجر معقولة ازاي معرفتكيش
رفعت فجر عينيها اليه تبتسم برقة هامسة بخجل
= حمدلله علي السلامة
اخذ عاصم يتأمل ملامحها الرقيقة امامه يلعن ذاكرته التي لم تسعفه عند رؤيته لها في المرة الاولي فيكيف يغفل عن تلك العينين بلونهم الرائع الصافي وتلك الخصلات الذهبية بلمعانهم المبهر ليجد نفسه يهمس هو الاخر لها
= **** يسلمك يا فجر اعذريني معرفتكيش اول مرة.

ليمرر بنظراته فوق ملامحها بأعجاب لم يستطع اخفاءه جعل من وجنتيها كنيران متوهجة لتلتمع عينيه بشدة عند رؤيته لخجلها هذا
هتفت صفية قاطعة تلك اللحظة قائلة
= انتي لسه شايلة الصنية يا فجر يا حبيبتي حطيها من ايدك
اخفضت فجر عينيها بأرتباك تسرع في وضع الصنية بضحيج مريقة بعض من محتوياتها فوقها ليهب عبد الحميد السيوفي واقفا قائلا بغضب وعنف
= ايه يا قليلة الادب اللي عملتيه ده مش تاخدي بالك.

ارتعشت فجر بخوف تتراجع بخطواتها للخلف بارتباك لتصدم بعاصم الواقف خلفها لتجذبها يديه خلفه بحماية لدي رؤيته لجده يتقدم منها بعينين تشتعل بالعنف ليقف عاصم حائلا بينهم قائلا باستهجان
= محصلش حاجة لكل ده يا جدي
صرخ عبد الحميد بشراسة
= لا حصل ما هي لو محترمة كانت اتعلمت ازاي تحط الحاجة بطريقة كويسة بس هقول ايه صحيح تربية ست
اشتعلت عيني عاصم بغضب ليصيح بعنف
= جدي مش شايف ان الموضوع مش مستاهل كل الغضب ده منك.

زفر عبد الحميد محاولا تهدئة الغضب العاصف بداخله ولكن ما بيده حيلة فهذا حاله دائما كلما رأي تلك الفتاة او والدتها التعيسة امامه تحيي بداخله عواصف من الغضب والمرارة والاحتقار
جلس فوق مقعده يستند بوجنته فوق يده الممسكة بعصاه ترتجف يداه بشده ليلاحظ عاصم حالته تلك ليلتفت إلى فجر المتشبثة بظهره برعب ليحدثها برقة.

=فجر متخفيش اهدي محصلش حاجة ثم يلتفت إلى والدته الواقفة بجوارها عواطف تنهمر الدموع من عينيها تطل من عينيها نظرة انكسار قائلا بهدوء
= ماما خدي الست عواطف وفجر وروحي اقعدوا مع عمتي في الحنينة هما هناك كلهم
هزت صفية رأسها بالموافقة لتنظر إلى عواطف تعتذر بعينها لها هامسة بندم واسف
= سامحيني يا عواطف
ثم جذبت فجر من يدها تضمها اليها تمسح علي شعرها قائلة برقة
= تعالي يا حبيبتي معايا.

سارت فجر معها بخطوات مرتعشة تتبعهم عواطف برأس منحني بانكسار تغلق الباب خلفها بهدوء ليلتفت عاصم بحدة فور مغادرتهم موجها حديثه إلى جده الجالس بجمود يجاوره صلاح الذي اخذ يهمس بكلمات مهدئة له قائلا بغضب
= عاوز اعرف ليه كل اللي حصل ده وليه المعاملة دي ليهم.

جلست نادين بجوار والدتها بداخل غرفة الاخيرة تدخن احدي سجائرها بشراهة تزفر دخانها بعنف لتحدثها والدتها في محاولة منها لتهدئة غضبها هذا
= اهدي يا نادين يا حبيبتي ماهو مش ممكن كل حاجة هتتصلح بين يوم وليلة
نهضت نادين تدور في ارجاء الغرفة قائلة بغضب
= انتي شوفتي كان بيكلمني وبتعامل معايا ازاي من ساعة ما وصل ده ناقص يخدني قلمين علي وشي
تنهدت ثريا بحيرة قائلة.
= ماهو اكيد يا نادين يا حبيبتي هو لسه مش ناسي اللي حصل بينكم متفكريش انك بسهولة هترجعي اللي كان وخصوصا بعد طلاقك يعني بلاش سذاجة مش هتقوليله يلا نرجع اللي كان هيسامح ويقولك موافق يلا بينا
التفتت اليها نادين تنظر اليها بحدة لتسرع ثريا تقول بتوتر.

= اهدي كده انا مقصدش بس لازم تفهمي ان عاصم مش بينسي ولا بيسامح بسهولة واكيد لسه فكرلك وفكرلي طبعا اننا اتخلينا عنه وعن العيلة كلها وقت ازمتها لما رفضنا نتمم جوازكم وقتها وسبتيه يسافر لوحده والمصيبة الاكبر اتجوزتي بعدها بكام شهر بسعد الشاذلي وهو راجل اكبر منك باكتر من عشرين سنه ومتجوز ومعاه ولاد
لتصمت قليلا تتنهد باستنكار لتكمل حديثها بعتب
= انا مش عارفة كان فين عقلك وقتها.

نظرت اليها نادين شذرا قائلة بحدة
= طب ما انتي وافقتي وقتها واقنعتي جدي كمان يوافق علي الجوازة وبعدين كنت اعرف منين ان عاصم هيقدر يرجع كل حاجة واحسن كمان من الاول وان البيه اللي اتجوزته مفلس وطماع وكان عاوز جدو يساعده في شغله واني مش هكمل معاه سنة وارجع للقصر ده تاني
تنهدت بتذمر.

=انا عارفة ان عاصم مش بيجبني وعمره ماحبني وانه لما وافق علي جوازنا زمان كان علشان خاطر جدو بس انا حبيته ياماما يمكن وقتها حبيت نفسي اكتر بس ده ميمنعش اني حبيته ونفسي يرجع ليا تاني زاي ماكنا زمان.

نظرت اليها ثريا بشك وعدم تصديق فهي ادرى الناس بابنتها وبعيبوبها واكثرهم حبها لنفسها وللعيشة الرغدة والحياة الباذخة وهي تري عاصم الان هو السبيل لهذة الحياة بعد ان سار المتحكم الاول والاخير في املاك عبد الحميد السيوفي وهي لاتنكر انها هي ايضا تشجعها علي هذا التفكير فلو اصبح ما يتمنوا حقيقة لصارت هي الاخرى بزواج ابنتها منه صاحبة الكلمة الاولي والاخيرة في هذا القصر
انتبهت ثريا علي كلمات نادين قائلة.

= انا لازم اخليه يوافق علي جوازنا وزاي مكان جدو مفتاح المرة الاولي هيكون برضه مفتاح المرة التانية لازم اضغط بالورقة الرابحة اللى معايا وهي اسم السيوفي اللي اهم عنده من اى حاجة وايه احسن من بنت ماهر السيوفي وابن عزيز السيوفي لما يجيبوا له الاحفاد اللي يشيلوا اسمه لاخر العمر
التفتت إلى والدتها تلتمع عينيها بنشوة الانتصار
= ايه رأيك يا ماما مش كلامي صح
نهضت ثريا تتقدم اليها تبتسم هي الاخري بنصرقأئلة.

= ايوه كده بدأتي تفكرى صحبس لازم نفسك يكون طويل ومتتوقعيشاي حاجة بالساهل
ابتسمت نادين بفرحة تهز رأسها بالموافقة قائلة بهمس
= يبقي مش لازم اضيع وقت وابدء اللعب فورا وطبعا انا الكسبانة.

رد عليا ياجدى
نطق عاصم صارخا بتلك الكلمات لينهض صلاح واقفا يقترب منه قائلا
= اهدى ياعاصم الامور ماتتحلش كده التفت اليه عاصم يهم بالصراخ فيه هو الاخر لكن توقف مرغما عندما لاحظ حالة جده الجالس فوق مقعده يتصبب عرقا ترتعش يده الممسكة بعصاه ليزفر عاصم يمرر اصابعه بداخل شعره محاولا التحكم في غضبه يذهب في اتجاه جده قائلا بهدوء.

= انا اسف ياجدي بس اللي حصل من شويه خلاني افقد اعصابي غصب عني رفع عبد الحميد السيوفي رأسه ينظر إلى حفيده الحبيب يمد يده اليه ليسرع عاصم يمسك بها برقة ليشده عبد الحميد يجعله يجلس بجواره قائلا بضعف: =تعال ياعاصم عاوز تعرف جدك العجوز الشرير بيعمل كده ليه في حفيدته؟
اسرع عاصم قائلا
= جدي انا…
قاطعه عبدالحميد قائلا بأسف.

= انا مش وحش زاي مانت فاكر يابني كل الحكاية انا زيك مش بقدر اسامح اللي غلط في حقي او حق عيلتي ومش بقدر انسي بسهولة ومرات عمك يا عاصم عملت كده غلطت غلط مش ممكن اسامح فيه ابدا
توترت ملامح عاصم لدي سماعه تلك الكلمات تنتبه جميع حواسه بأهتمام لما هو قادم ليقص عليه جده ماجعل عينيه تتسع بصدمة و ذهول


يتبع

AirBrush_20251212050720.jpg


البارت التالت

جلس عاصم بعد كلمات جده الاخيرة يشعر بالصدمة والذهول ليهمس بصوت متوجس
=غلط ايه ده ياجدي اللي يخليك تتكلم كده؟
تنهد عبد الحميد قائلا بألم
= بعد ما عمك مات قعدتها في البلد هي وبنتها زي ما انت عارف وكل طلبتها كانت مجابة هي وبنتها وعمك صلاح كان المسئول عن كده وعمرى ما أخرت عليهم طلب بس يابني بعد ما البنت كانت في اخر سنة ليها في الثانوي فوجئت بناس من اهل البلد جايين يقولوا…

صمت عبد الحميد يغلق عينيه بألم يبتلع ريقه بصعوبة غير قادر علي الكلام لسأله عاصم بلهفة
= قالوا ايه ياجدي؟ ايه اللي حصل؟
استمر عبد الحميد علي صمته يخفض رأسه ليهب صلاح مكملا الحديث قائلا بجمود
= انا هقولك قالوا ايه يا عاصم ان عواطف وبنتها سيرتهم بقيت علي كل لسان وانهم خلاص مبقاش ليهم حاكم.

اتسعت عين عاصم بصدمة قائلا بذهول = تقصد انهم…
هز صلاح رأسه بالايجاب قائلا
= ايوه بالظبط ومكنش ادام جدك غير انهم يجوا يعيشوا هنا وسطنا وادام عينينا بس طبعا الست عواطف معجبهاش الوضع ورفضت اول ما جدك هدد انه مش هيصرف عليهم تاني وافقت علي طول علي طلبه وجت هي وبنتها هنا واتعاملوا احسن معاملة بس للاسف…
صمت صلاح يخفض رأسه بخجل ليسأله عاصم عاصم بتوجس
= بس ايه كمل ياصلاح بيه.

تنحنح صلاح بحرج ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة
=قوله يا صلاح علي اللي حصل من المجرمة دى
صلاح بخجل وارتباك
= اقوله ايه بس ياعبد الحميد بيه خلاص اللي حصل حصل
هتف سيف الجالس بصمت منذ بداية الجلسة مراقبا كل مايحدث بعين وابتسامة ساخرة قائلا بأبتسامة شرسة
= الهانم كانت بترسم علي ابويا يتجوزها وزقت بنتها كمان عليا يعني اهو تبقي كسبانة من الناحيتين.

بس معملتش في حسابها ان بابا هيكشف لعبتها ويقول لجدي وزي ما انت شايف ده حالهم من وقتها
ليتوقف عن الحديث لبرهة ثم يكمل باستهزاء ناظرا إلى عاصم المتسعة عينيه من هول ما يسمع
= ايه رأيك يا عاصم بيه لسه برضه هدافع عنهم
جز عاصم علي اسنانه قائلا بغضب وشراسة
= ولما هما فيهم كل العبر ليه قاعدين لحد النهاردة هنا انا مش مصدق حرف من اللي اتقال ده
نهض عبد الحميد بضعف يستند علي عكازه قائلا.

= حقك يابني متصدقش انا نفسي مكنتش مصدق لحد ما صلاح جه واشتكي منها وقتها انا مكنتش معرف حد بموضوع الكلام اللي وصلني من البلد صلاح نفسه مكنش يعرف يعني مش معقولة اللي هنا واللي في البلد هيظلموهم
تنهد مكملا بألم
انا سبتها هنا تحت عينيا هنا بدل ما يفضحونا برا بعميلهم ولحد النهاردة محدش يعرف بالكلام ده غير صلاح وسيف وانت دلوقت.

اقترب عبد الحميد من عاصم الواقف مكانه متسمرا تطل من عينيه نظرة مشتعلة بالنيران قائلا له بضعف
= انا مش ظالم يا عاصم زي ما انت فاهم بس غصب عني اللي بعمله معاهم مش قادر اسامح في اللي عملوه
ثم انحني علي عصاه يخفض رأسه بضعف ليقترب منه عاصم قائلا بعطف = انا اسف ياجدى انا مقصدش كده ابدا بس اللي سمعته صعب علي اي حد يسمعه عن اهله وعيلته
هز عبد الحميد راسه موافقا قائلا.

= طب كنت اعمل ايه يابني وانا بسمع كده في حق شرف ابني اللي
مات ياريت تقدر شعورى ياعاصم واللي حاسس بيه
صمت عاصم لايدرى بماذا يرد عليه ليتنهد بحيرة قائلا بعد حين
= تعال ياجدي اوصلك لاوضتك ترتاح ونبقي نتكلم بعدين.
ثم امسك به ليستند عليه ليغادرا الغرفة بخطوات بطيئة غافلين عن تلك النظرات الخبيثة التي اخذ صلاح وابنه يتبادلاها.
لاول مرة منذ حضورها إلى هذا القصر ورغم كل الاهانات التي نالتها هي ووالدتها دائما لكن شعرت فجر هذة المرة بأنها علي وشك الموت من الوجع الذي اصابها بعد ماحدث من جدها منذ قليل برغم اعتيادها عليه الا انه المها هذة المرة فقد تمت معاملتهم بأقل مايمكن ان يعامل الشخص بأحترام فحتي العاملين هنا لهم احترمهم وتقديرهم من ساكني هذا القصر ولكن اكثر ما يؤلمها انه قد تم هذة المرة امام عاصم امام من انتظرت لقاءه بلهفة جعلتها ترسم في مخيلتها كل مرة طريقة مختلفة للحظة التي يتعرف فيها اليها ولكن جاء الواقع اليم اشد الالم عن كل ما تخيلته يوما تتساءل ما يحدث به نفسه بعد رؤيته لتلك المعاملة من الجد هل سيأخذ الان صف الجميع ويصبح مثلهم ام سيظل كما وعت عليه اول مرة في سنها الصغير الحامي والمدافع عنها وعن امها من بطش الجميع.

افلتت دمعة صغيرة من عينيها اسرعت فجر بمسحها حتى لا تلاحظها ام جمال التي عرضت ان تقوم هي باعمال التنظيف في المطبخ بعد الغذاء بعد رؤيتها لحالة امها السيئة فلم تستطع امها رفض عرضها بعد تشجيع فجر هي الاخرى وعرضها مساعدة ام جمال للاكأنتهاء سريعا لتسرع عواطف بالقبول والاختباء في غرفتهم المتواضعة تاركة اياهم للقيام بتلك المهمة.

انتبهت فجر علي حديث ام جمال لها =ست فجر انا خلصت كل حاجة تحبي اكمل انا مكانك غسل الاطباق
هزت فجر رأسها بالرفض تبتسم ابتسامة شاحبة
= لا يا خالتي انا هخلص كله روحي انتي شوفي ثريا هانم كانت عوزاكي تعملي ايه.
تجعد وجه ام جمال دون ارادة منها اشمئزازا عند ذكر تلك الشمطاء لتسرع قائلة
= صحيح فكرتيني اما اروح اجيب الطلبات اللي عوزاها قبل ما تنزل وتقلبها سواد عليا عن اذنك ياست فجر.

ثم هرولت خارجة من المطبخ لترك فجر ما بيدها فور مغادرتها تشعر بقدرتها علي التمثيل والاحتمال قد انتهت لتجلس بتهالك فوق مقعد المائدة تضع رأسها بين يديها تنساب منها دمعة تتباعها اخرى سريعا دون قدرة لها علي ايقافهم لينتهي بها الامر تشهق بالبكاء وهي تتذكر كل ماحدث مرة اخرى غافلة عن ذلك الواقف منذ برهة مراقبا لها يستند بكتفه فوق اطار الباب بصمت حتى سمع تعالي شهقات بكاءها ليسرع متقدما منها بخطواته الواثقة يجلس بجوارها يتحدث اليها برقة.

= طيب ليه الدموع دي دلوقتي؟
رفعت فجر راسها فزعة تتسع عينيها الحمراء من اثر بكاپها بذهول تراه جالسا إلى جوارها يبتسم اليها برقة لتسرع في ازالة دموعها في محاولة منها لاخفائها عن انظاره تسمعه يتحدث بهمس مرح
= اوعي تكوني زي العيال الصغيرة اللي بتعيط علي طول
تجعدت ملامحها بطفولية رغمآ عنها من كلماته الضاحكة عليها ليضحك بصوت رجولي جذاب لدي رؤيتها لها قائلا
ده مطلعش الموضوع على اد العياط بس.

شعرت فجر بتسارع دقات قلبها لدي سمعها لضحكته تلك لاول مرة تظهر في عينيها رغما عنها نظرة اعجاب ورهبة وهي تسمعه يحدثها برقة ولين = فجر مش عاوزك تزعلي من اللي حصل حقك عليا انا
صمت قليلا ينظر في ارجاء المكان ليكمل بعدها
=انا كنت جاي اعتذر لست والدتك كمان هي فين.
تنحنحت فجر لتقول بصوت هامس اجش = ماما تعبانة شوية و راحت ترتاح في اوضتنا.
هز عاصم رأسه بتفهم.
= تمام هبقي اجيلها مرة تانية اتكلم معها بس المهم اني مش عاوزك تزعلي وبلاش الدموع دي تاني ملهاش داعى
ثم اتبع كلماته بمد انامله يقوم بمسح بقايا دموعها برقة ينظر إلى عينيها المتسعة برهبة تجده يبتسم لها برقة في محاولة لتخفيف عنها قائلا بحنان
=انا هنا موجود زي اخوكي الكبير ومش عاوز يكون عندك تردد ابدا او خوف في يوم انك تيجى تحكيلي علي اي حاجة زعلتك او ضيقتك.

بهتت ملامحها عند ذكره لذلك الجزء الخاص بانه كالاخ الاكبر لها لتشعر بأنقباضة في قلبها انستها الفرحة المفترضة منها عن كون اصبح لها ملجأ تلتجأ اليه من بطش من في القصر تراه يكمل حديثه غافلا عن شحوبها قائلا بجدية
= ولازم تفهمي كمان اني مش هسمح لأي حد يأذيكى تاني انتي او والدتك اى كان الحد ده حتى ولو جدي فاهمة يافجر.

اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب ليبتسم عاصم بحنان فاخذت عينيها دون ارادة منها تجوب ملامحه بسعادة واعجاب ليلاحظ هو نظراتها تلك ليتنحنح قائلا وهو ينهض من مقعده بتوتر
= انا هقوم ولو عوزتي اي حاجة متتردديش تيجى تطلبيها مني ماشي يا فجر.

ابتسمت فجر تهز رأسها بخجل ليتوقف هو عما كان ينوي القيام به ناظرا إلى ملامحها الخجلة لعدة ثواني قبل ان يغادر سريعا متجها إلى الباب تتابعه فجر بعينيها لتجده يتوقف فجرة ملتفتا اليها مرة اخرى بوجه خالي من التعبير يسألها بأقتضاب
= فجر علاقاتكم مع الناس في البلد قبل ما تيجوا تعيشوا هنا كانت كويسة ولا كان في حد بضايقكم من اهل البلد
تفاجئت فجر من سؤاله ليظهر ذلك علي ملامحها لكنها اجابته بتوتر.

= عادي يعني مكنش لينا حد نعرفه ولا اصحاب وعلاقتنا بأهل البلد سطحية بعد وفاة اهل ماما ومبقاش لينا حد فيها.
اومأ لها عاصم براسه ثم غادر دون ان يضيف كلمة اخرى تاركا فجر تنظر في اثره بدهشة.

= انا خايف يا بابا اللي اسمه عاصم ده يقلب لحد ما يعرف الحقيقة وساعتها هنروح في داهية
نطق سيف بتلك الكلمات موجها حديثه الى والده الجالس فوق مقعده في حجرة الاخير
اخذ صلاح نفسا عميقا من السجار التي بيده يغلق عينيه نصف اغماضة بتركيز دون الرد علي كلام ابنه له ليهتف سيف بقلق.

= بابا جدى لو عرف انك اللي كنت باعت الناس اللي من البلد دول مش هتعدي الليلة علي خير ولا اللي اسمه عاصم شكله مش داخل دماغه حرف من اللي قلناه له عن عواطف وابنتها وهيدور ورانا.

زفر صلاح دخان سجاره بقوة قائلا بحزم = لا متقلقش مفيش قلق من جدك خالص جدك صدق اللي عاوز يصدقه يعني من الاخر كان مستني اي فرصة علشان يعامل عواطف زي ما انت شايف واحنا كل اللي عملناه خلقنا ليه الفرصة دي الخوف كله من عاصم مش هيرتاح الا لو جاب اخر الموضوع عينيه بتقول كده
اعتدل سيف فوق مقعده ليسأل والده بتوتر
= طيب وده هنعمل معاه ايه نجيبله ناس من البلد تاني ولا ايه؟
نظر صلاح اليه باستهجان قائلا.

= تاني ياغبي هيجوا يقولوا ايه ما خلاص عواطف سابت البلد مالهم بيها تاني
هز رأسه قائلا بعبوس
= اوقات بحس انك لايمكن تكون ابني من الغباء اللي بيحط عليك ساعات ده تعرف تسكت وتسبني افكر
سيف بعبوس كما الاطقال
= خلاص مش هفكر تاني وفكر انت بس بسرعة لنروح في داهية اللي عملناه مش سهل
صرخ صلاح معنفا له
=يابني اسكت كلامك بيوترني اكتر ما انا اسكت خليني اشوف هعمل ايه.
ليجلس سيف لعدة دقائق طوال مراقبا والده الصامت اخذ فيهم يقطم اظافره بتوتر منتظرا نتيجة تفكيره حتى تنحنح صلاح كم كان مقدما علي القاء خطاب عظيم لينتبه سيف له بكل حواسه يسمعه يقول
= شوف الحل الوحيد المرة دي في ايدك انت
هتف سيف برهبة
= ايدي انا ازاي؟!
صلاح بأهتمام.

=البت فجر لازم توقعها في حبك بسرعة او علي الاقل تبان انها بتجرى وراك وعوزة توقعك وده كله يظهر لعاصم ساعتها نبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد عاصم يصدق انها لاعبية وبترسم عليك زي ما قولنا وان فلحت وعرفت انت توقعها وده اللي اشك فيه يبقي كسبنا فجر وميراث فجر لينا
تجعدت حاجبيى سيف بتفكير
= طب ودي اعملها ازاى دي البت مش بطقني لا في سما ولا في ارض هخليها تجري ورايا ازاي بس.

همس صلاح بغل
= طالعة لامها ما بتسلمش بسهولة
تسال سيف بفضول
= بتقول حاجة يا بابا؟
ارتفعت يد صلاح تضربه فوق راسه بعنف
= مابقولش وبعدين ليها حق اذا كان انا ابوك ومش طايقك
حك سيف مكان الضربة قائلا بألم
= **** وانا اعمل ايه طيب
صلاح بشراسة
= بقالنا اكتر من 3 سنين في الموال ده ومش عارف توقع حته بت تحت جناحك كان زمانا ارتحنا من كل القرف ده
هز سيف راسه بحيرة
= انا لحد دلوقتي مش فاهم انت عوزها تحبني ليه.

زفر صلاح بغضب ينظر اليه
= تاني يا غبي هشرحلك تاني وتالت البت دي هي واختها دلوعة السيوفيمش ليهم نص التركة وعاصم بيه النص التاني في شركات السيوفي اللي تهمنا وامك ميراثها هيكون من الاملاك بعيد عن الشركات يعنى يوم ماجدك يودع انا وانت هنبقي بره الشركة خالص لان جدك مصمم محدش يورث شركاته غير احفاده من ولاده فهمت ولا اقول تاني
حك سيف راسه بعدم فهم
= طب وده ايه علاقته بالبت فجر.

اخذ صلاح يشد شعره بعنف وقد هز وجهه بالاحمرار من شده غضبه
= هقول ايه بس انا عارف وارث الغباء ده منين لا انا ولا امك كده
ثم زفر محاولا الهدوء قائلا ببطء
= افهم ياسيف يا حبيبي لما البت تحبك هتبقي تحت ايدينا هي وفلوسها يعنى ربع الشركات هيكون لينا فهمت ولا افهمك تاني
سيف بخشية وتوجس من ردة فعل ابيه
= طب واحنا نضمن منين انها تورث من الاساس بعد الكلام الهباب اللي وصل لجدى عنهم مش ممكن يحرمها من الميراث.

اسرع صلاح يهز راسه بالنفي
= لا من الناحية دي اطمن جدك عمره ما يعملها هو فاكر انه بمعاملته ليهم زي الخدم هو كده بياخد حقه وبيربيهم لكن منع من الميراث ميعملهاش انا بس مش خايفة غير من حاجة واحدة.

اسرع سيف يساله بفضول: = وايه هي؟
اغمض صلاح عينيه نصف اغماضة قائلا بتفكير
= ان جدك يكون ناوى يجوز المحروسة نادين لعاصم ساعتها الشركات كلها هتبقي ليهم وبس وفجر تورث زى امك من الاملاك اللي بره
ظهر الرعب فوق وجه سيف يهتف: ساعتها هنروح في داهية وتعبنا كله يروح
هز صلاح رأسه بثقة
= متقلقش بس انت خلصنا من موضوع فجر ده خلينا نلعب بقلب جامد.

يتبع



AirBrush_20251212050720.jpg


البارت الرابع

توالت الايام علي فجر داخل القصر لتتوالي معها الاهانات لها ولوالدتها من الجميع حتى اصبح الامر لايطاق لها لكن ما هون الامر عليها وجود عاصم مدافعا عنها دائما حتى اصبح الجميع يخشي ردة فعله لتصبح اهانتهم في الخفاء خوفا من غضبه وردوده اللاذعة عليهم الاان غيابه الدائم عن القصر لانشغاله في الاعمال ومحاولة اصلاح ما قد افسده سوء ادارة صلاح وابنه للشركة اعطى لهمالفرصة لتصبح اهانتهم اقسي واعنف من قبل دون محاولة منها لردعهم خوفا من بطش جدهالها والذي اصبح هو الاخر شرسا وعنيفا معها لايترك فرصة الا وقام فيها بتوبيخها وتعنيفها امام الجميع جاعلاالفرصة سانحة امامهم لذلك ايضا.

حتي اتي يوم كانت فيه تقوم بتنظيف المكتب بناء علي اوامر عمتها لها وبينما هي مندمجة في عملها هذاغافلة عن فتح الباب ودخول ذلك المتسلل إلى الداخل مقتربا منها ببطء بخطوات هادئة حتى وصل خلفها ليضع يده حول خصرهايقربها منه بعنف حتى التصق ظهرها بصدره هامسا بفحيح في اذنيها
=واخيرا بقينا لوحدنا يا قمر
صرخت فجر بقوة تحاول الخلاص من حصارذراعيه حولها قائلة بهستريا
= ابعد ايدك عني يا حيوان
ليضحك سيف بلزوجة.

= بقي كده مش مشكلة انا قابل منك اى حاجة
ليزداد جذبه لها بقوة لتشعر فجر كما لو كان حجر موضوع فوق بطنها من شدة ضغط ذراعيه عليها لتصرخ بألم
= ابعد عني يا سيف انت عاوز مني ايه؟!
سيف بفحيح
= كل ده ومش فاهمة عاوز ايه مش كفاية دلع عليا بقي ولا انتي بتحبي تشوفيني متجنن عليكي
فجر برعب وقد احست بالاختناقمن انفاسه الجاسمة فوقها لتهتف
= سيف اعقل وشوف انت بتقول ايه لو عاصم عرف…

قاطع سيف حديثهابضحة ساخرة عالية قائلا بتهكم
= ااااه قولتيلي بس تفتكري بقي عاصم هيعملي ايه ليخفض راسه هامسا في اذنيه بتشفي
= ولا حاجة ولا يقدر يعمل حاجة عارفة ليا لانه ساعتها كلمتي قصاد كلمتك وتبقي فضحية ادام الكل وطبعا عارفة كلمة مين اللي هتتصدق!
ليزداد صوته فحيحا
= عارفة ليه؟ لانك انتي وامك ولا حاجة في البيت ده مجرد هوا لا ليكم قيمة ولا تمن فلاحسن ليكي تخليكي معايا وانا اخليكي ملكة فوق الكل.

شحب وجه فجر وسكنت حركاتها المقاومة من تأثر كلماته المسمومة ليظن سيف انها قد سلمت له ليخفض وجهه في حنايا عنقها يستنشق عبيرها بقوة لتفيق فجرمن شرودها تشعر بالغثيان يصيبها تنظر حولها بفزع حتى وقع بصرها علي سكين صغير مزخف موضوع فوق المكتب لتسرع باختطافه تغرزه في ذراع سيف الضاغطة عليها تصيبه بجرح بسيط لكنه كان كفيل بجعله يصرخ بألم تاركا ايها من بين ذراعيه ليفك حصاره لها لتستغل هي الفرصة تجرى بأتجاه الباب سريعا تحاول الفرار ولكنها وقبل ان تستطيع تحريك مقبض الباب كان خلفها مرة اخرى يشدها من شعرها يرجعها اليه للخلف يضغطها فوق الحائط بجسده كله مقربا وجهه منها يصرخ بجنون تطل من عينيه نيران مشتعلة.

= بقي هو ده ردك موافق وانا كمان بحب العنف بس متبقيش تلومي غير نفسك بعدها
ليرفع كفه في الهوا محاولا صفعها لتغمض فجر عينيها في انتظار تلك الصفعة لكن طال انتظارها لهالتفتح عينيها ببطء لتري نظرة خبيثة تطل من عين سيف لها بينما عاصم يقف امام الباب تشتعل عينيه بالنيران يصرخ بغضب
= ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟
التفت اليه سيف بكامل جسده قائلا بخبث وتهكم.
= اللي شايفه واعتقد انك مش صغير وفاهم احنا بنعمل ايه بالظبط
من ان اتم كلماته حتى هوت قبضة عاصم فوق فكه ردا علي كلماته الوقحة تلك ليسقط سيف ارضا بعنف ثم يضع يده فوق فكه يفركه بألم يرفع عينيه إلى عاصم الواقف بتأهب قائلابصوت حقود
= اااااه انا كده بقي فهمت هي بقي رمت عنيها عليك! بس تبقي عبيط لو فكرت انك الوحيد اللي بتلعب عليه.

هم عاصم بالهجوم عليه مرة اخري لتسرع فجر التي كانت تقف في الركن ترتعش برعب وخوف تتابع مايحدث حتى رأت عاصم يزمجر بغضب يهم بالهجوم علي سيف مرة اخري لتقف حائلا بينهم بجسدها تمسك بذراع عاصم بقوة تتضرع اليه
= بلاش يا عاصم علشان خاطرى تضربه تاني كفاية اللي حصل لحد كده.

سكنت عضلات ذراعه عاصم المتهبه للعراك تحت اناملها المشبثة به يخفض عينيه اليها ناظرا لها كما لو كان يراها لاول مرة لعدة ثواني هم خلالها بالكلام لكنه توقف فجاءة ينفض يدها الموضوعة عليه بعنف يغادر الغرفة يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر لتظل تنظر في اثره بجمود يسيطر علي جميع اطرافها حتى افاقت علي صوت سيف قائلا بتشفى
= مش قولتلك ملكيش حد غيرى في البيت ده.

لم تلتفت اليه فجر تسرع في مغادرة الغرفة تغشي الدموع عينيها لا تجعلها ترى شيئ مما امامها.

= نهار ابوك اسود بتقول نيلت ايه؟
صرخ صلاح بتلك الكلمات في ابنه الجالس مخفض الرأس يتحسس ذقنه بألم لا يعير لصراخ ابيه بال ليجذبه صلاح من قميصه يوقفه علي قدميه صارخا بجنون
= انطق يازفت عملت ايه ونيلت الدنيا علينا
جذب سيف نفسه من يدين والده قائلا بملل ولا مبالاة
= متخفش كده مفيس حاجة هتحصل بقولك مرضيتش تخلي عاصم يضربني علشان خايفة من الفضايح يبقي تعتقد هتقول لحد علي اللي حصل.

ضيق صلاح عينيه يسأله بأهتمام وشك = طب وعاصم؟
هز سيف راسه بلامبالاة
= اطمن اللي كنت عوزه حصل وشافنا سوا والغبية اكدت اللي شافه لما مرضيتش تخليه يضربني وافتكرنا سوا
زفر صلاح براحة وهو يتحرك في ارجاء الغرفة لتتوقف فجاءة خطواته قائلا
= بس تفتكر يقول لجدك حاجة؟
هز سيف كتفيه بلا اكتراث قائلا.

= يقول ساعتها هعمل فيها الشهيد اللي بيضحى علشان سمعة بنت خاله وهعرض الجواز ادام الكل وبرضه ساعتها مش هتقدر ترفض هي او امها وهبان ادام الكل الراجل الشهم
ويبقي وصلنا للي عاوزينه من غير تعب ولا وجع دماغ
نظر صلاح إلى ولده ترتسم في عينه نظرة فخر قائلا
= برافو هو ده الكلام الصح وان كان علي امك انا هقنعها
ليبتسم بانتصار مكملا.
= فعلا الحل الوحيد جوازك من فجر وبكده نضمنها هي وحقها يبقي نكلم جدك في اقرب وقت بس استني ارتبها صح ونشوف هنقنع امك ازاي الاول بدل ما تعملنا دوشة وتبوظلنا الدنيا
ابتسم سيف ابتسامة صفراء موافقا علي كلمات والده يتوعد في سره لتلك المتمنعة فلم تخلق بعد من ترفض سيف العمرى.

جلس عاصم داخل غرفة جده بعد طلب الاخير له شارد الذهن تدور في راسه الافكار كالاعصار فما راه اليوم قلب كل الموازين امامه فبرغم كل ما سمعه عنهامنذ حضوره الا انه لم يستطع تصديق ان كل هذة البراءة امامه قد تكون بكل هذة الانحطاط يتذكر ماراته عينه يشعر بالنيران تشتعل في راسه راغبا في تلقينها درسا لا تستطيع نسيانه طوال حياتها لكنه صمت ليس خوفا عليها بل خوفا مما قد يحدثه كلامه من انقلاب داخل العائلة فيكفيهم افكارهم السابقة عنها وعن والدتها فلن يأتى هو ليزيد الطين بله عليهم لكن ماذا هو بفاعل في تلك النيران التي تتأكل بداخله تجعله يرغب في تحطيم شيئ فأن لم يكن هي فليكن ذلك الحقير الاخر شريكها.

يجب ان يتحدث اليه حتى يعرف نواياه اتجاهها وما ينتوى القيام به من خطوات جادة بعد ماحدث بينهم اليوم فبعد رؤيته لهم لم يعد من الممكن ان يظل هذا الحال بينهم طويلا بعد الان.
زفر عاصم بقوة محاولا تهدئة النيران المشتعلة داخله لينته جده إلى حالته تلك يسأله بأهتمام
= مالك ياعاصم من ساعة ماجيت وانت في دنيا ثانية ومش مش معايا خالص
هز عاصم رأسه قائلا بخشونة
= ابدا ياجدي انا معاكاهو خير كنت عوزني في ايه.

تتنحنح عبد الحميدلايدرى كيف كيف يستطيع بدء حديثه ليقول بخفوت
= شوف ياعاصم انت عارفة انها كلها ايام وبقضيها في الدنيا
اسرع عاصم بمقاطعته بلهفة
= متقولش كده يا جدي **** يخليك لينا
هز عبد الحميد، راسه يبتسم بحنان
= ويخليك ليا يا حبيبي انت عارف انت اللي هتشيل كل حاجة من بعدي وعارف انك قدها بس انا مفيش حاجة قلقاني اكتر من اني اسيب بنت عمك من غير ما اطمن عليها
نطق عاصم دون ارادة او تفكير منه.

=تقصد مين؟ فجر، مالها! في حاجة قلقاك بخصوصها
ضيق عبد الحميد ما بين عينيه بشك قائلا بغضب
= فجر مين اللي اقلق علشانها يا عاصم مبقاش ناقص غير بنت عواطف كمان
تنحنح عاصم يتحدث بهدؤء محاولا تدارك الموقف
= افتكرتك تقصدها لما قلت بنت عمك خصوصا انها اصغرحد في العيلة
ظلت نظرة الشك داخل عيني عبد الحميد لكنه حاول التظاهر بالعكس قائلا بنبرة طبيعية
= لا مقصدش فجر خالص انا اقصد نادين بنت عمك.

انقلبت ملامح عاصم ترتسم فوقها مظاهر النفور والاشمئزاز ليلاحظ عبد الحميد ذلك ليسرع بالقول
= انا عارف انها غلطت في حقك غلط كبير، بس هي كانت عيلة صغيرة وقتها ومش اد انها تتخط في كل المشاكل اللي كنا فيها
ضحك عاصم بسخرية قائلا
= ودلوقت كبرت وعقلت يا جدي!
رد عبد الحميد بلهفة متجاهلا نبرته الساخرة.
= جدا يا عاصم تعرف انها رفضت تخليني اساعد طليقها وقت ماكانوا لسه متجوزين طلبت منه الطلاق لما عرفت انه داخل علي طمع وجات عاشت معايا هنا تاني علشان متسبنش لوحدي بعد ما انت سافرت واستقريت بره ومن وقتها بترفض اي خد يتقدم ليها علشان خاطري
استمع عاصم إلى كلمات جده بأبتسامة ساخرة ترتسم فوق شفتيه ليقاطع كلمات جده الحماسية المسترسلة قائلا بتهكم
= في ايه جدي بالظبط ايه لازمتها كل الأشعار دي في نادين هانم.

عبد الحميد بلهفة
= تتجوزوا وتجيبوا الاحفاد اللي تشيل اسم السيوفي واظن مش هتلاقي احسن من بنت عمك
نهض عاصم واقفت فوق قدميه ببطء قائلا بتمهل وهدوء
= شوف يا جدي الكلام اللي هقوله ده الرأي الاخير ليه في كلامك اللي بتفكر فيه ده استحالة هيحصل نادين مش ممكن في يوم من الايام تكون اكتر من بنت عمي ولازم تعرف انها لو اخر واحدة في الدنيا استحالة اتجوزها
هتف عبد الحميد بحزن
= بس يا عاصم فكر في كلامي واكيد هاا…

قاطع عاصم حديثه ببرود قاسي
= اللي عندي قلته في الموضوع ده وياريت مانفتحوش تاني
ثم تقدم بخطوات ثابتة ناحية، جده ينحني مقبلا يده قائلا
= عن اذنك دلوقت لاني ورايا شغل كتير لازم اخلصه
ليغادر الغرفة يغلق بابها خلفه بهدوء يسير في الممر بين الغرف غافلا عن تلك الواقفة خلف احدى الاركان بعد استماعها لكل مادار بينه وبين جده تشتعل عينيها بالغل والحقد.

= بتقولي ايه يا ماما انتي ازاي عوزانى اعمل كده
صرخت نادين بتلك الكلمات من والدتها التي اخذت تنهب ارضية الغرفة ذهابا وايابا بعصبية لتلتفت اليها صارخة بغضب
= اللي سمعتيه ولازم يتنفذ كمان
وقفت نادين هي الاخرى تصرخ بعصبية = انتي عارفة بتقولي ايه! عوزة جدو يشوفني انا وعاصم في اوضة وسرير واحد سوا ده جنان اللي بتقوليه ده
تحدثت ثريا بصوت كالفحيح.

= لا مش جنان يا نادين ده اللي لازم يحصل نجبره يتجوزك حتى ولو بفضيحة
هزت نادين رسها بذهول قائلة
= طب وليه كل ده ماهو جدو هيقدر عليه وهيقنعه بده يبقي ليه نعمل الصيبة دي
اقتربت منها ثريا تمسك بذراعيها بقسوة تغرز اظافرها في لحمها قائلة.

= البيه رافض تماما ان حتى جده في الموضوع ده فاهمة يا هانم يعني انا وانت هنفشل هنا تحت رحمة شهيرة وصفية العمر كله وطبعا مرات عاصم لما تيجي هتعمل علي الكل ست القصر وانا معنديش استعداد لده فاهمة
صرحت ثريا بكلمتها الاخيرة لتجلس بعدها بانهزام فوق الفراس تنهار في البكاء قائلة من بين شهقاتها.

= لازم تتجوزيه يا نادين ده لو حصل انا متأكدة جدك هيسيب كل حاجة ليكم ولولادكم ساعتها لا شهيرة ولا اي حد هيقدر يقف في وشنا
جلست نادين بجوارها تحتضنها قائلة
= خلاص يا ماما اللي عوزاة هعمله بس بلاش تعملي في نفسك كده
تبدلت ملامح ثريا في لحظة تهتف بانتصار
= يبقي اسمعيني كويس وخلينا نشوف هنعمل ايه.


يتبع

AirBrush_20251212050720.jpg


البارت الخامس

جلست فجر بداخل المطبخ شاردة الذهن يسود الشحوب ملامحها لتسألها والدتها بقلق =: مالك يافجر بقالك كام يوم مش عجباني وسرحانة علي طول
رسمت فجر ابتسامة باهتة فوق شفتيها قائلة بضعف =: مفيش ياماما انا كويسة متقلقيش عليا
ثم صمتت قليلا تسأل بتلعثم: متعرفيش عاصم هيرجع امتي من اسكندرية
رفعت عواطف عينيها اليها تسألها ببطء =: وبتسألي ليه يا فجر.

هزت فجر كتفيها تحاول التظاهر بعدم الاهتمام =: ابدا اصله يعني غاب اوووي هو عمي صلاح فبسأل اطمن مش اكتر
اخفضت عواطف رأسها تكمل تقطيع الخضار المتراص في احدي الاطباق امامها قائلة بعدم اكتراث=: معرفش هيجوا امتي بس الظاهر هيوصلوا النهاردة مدام طلبوا اجهز كل الاكل ده مانتي عارفة عمتك بتعمل اكل يكفي جيش كل ما جوزها ولا ابنها يرجعوا من السفر.

هزت فجر رأسها تستمع إلى والدتها بشرود لا تعي من كلماتها سوي رجوع عاصم الليلة إلى القصر فهو منذ تلك الحادثة وقد غادر ليلتها فجرا هو وزوج عمتها إلى الاسكندرية لمتابعة الاعمال في فرع الشركة هناك فلم تجد فرصها من وقتها لمحادثته عن حقيقة ماحدث ومحاولة توضيح الامور له.

ولكن بماذا قد تحدثه فهي واثقة انها اذا اخبرته بمحاولات **** سيف الدائمة بها لقلب الدنيا فوق رأسه وتلقينه درسا لن ينساه مثلما فعل وقتها ولمن هل ستسمح عمتها او زوجها بهذا الن يقوموا بتحمليها كل الذنب
وهل سيصدقها جدها ام كما تتوقع سوف يقف في جانب سيف مصدقا اياه في كل ما سيخبره به عنها وماذا ايضا عن والدتها هل ستتحمل ان تستمع لكل ما يتفوهوا به في حقها دفاعا عن ابنهم.

وان استمرت علي صمتها فسوف يظن بها كل الظنون والتي تعلم انه له كل الحق بها بعد رفضها محاولته الدفاع عنها ووقفها كما الغبية في طريقه حتى لايقوم بأذية ذلك اللزج ليفسر محاولتها تلك بأنها دفاعا عن ذلك الاحمق
تنهدت فجر بألم تعصف الافكار برأسها تشعر بصداع يكاد، يفتك بها لاتدري كيفية الخروج من، مأذقها هذا.

جلست نادين تجاورها والدتها التي سألتها بقلق =: عرفتي يانادين هتعملي ايه
هزت نادين رأسها بالايجاب تهتف بعصبية =: ايوه عرفت خلاص بس انا خايفة افرضي رفض بعدها موضوع الجواز تاني وقتها شكلي هيبقي ايه
امسكت ثريا بيديها تضغطها بقوة قائلة =: متخفيش مش هيقدر يرفض خصوصا لو جدك وصل في الوقت الصح وسيبي الباقي، عليا.

اسرعت نادين تهتف وقد ارتسمت فوق ملامحها الذعر =: انا خايفة لو حد غيرك انتي او جدي وصل ساعتها هعمل ايه
صرخت ثريا بعنف=: محدش غيرنا هيعرف وموضوع جدك انا هعرف اظبط ازاي يوصل في الوقت المناسب ملكيش دعوة انتي وسبيني وانا هتصرف
زفرت نادين نادين تهز رأسها بالايجاب قائلة بخفوت=: هتنفذي امتي؟

ثريا بتجهم=: النهاردة انا اتفقت مع البت هناء هتحط ليه الحبوب في فنجان القهوة اللي بيطلبه قبل مايطلع اوضته واحنا بقي علينا الباقي
لترتسم ضحكة خبيثة واثقة فوق شفتيها لتراها ابنتها لكنها لم تستطع مبادلتها ثقتها هذة فبداخلها يراودها شعور، غير مريح ان هذا الامر لن يمر علي خير ابدا.

ظلت فحر تعد الساعات والدقائق في انتظار تلك اللحظات التي يظل فيها عاصم بداخل حجرة المكتب وحيدا ليلا لمراجعة بعض الاعمال حتى تستطيع محادثته وتوضح الامور له لتحين اللحظة حين رأت هناء الفتاة العاملة في القصر تذهب وفي يدها فنجانا من القهوة والتي اعتاد تناولها اثناء عمله في اتجاه غرفة المكتب لتسرع في ايقافها تناديها بهمس لتلتفت اليها الفتاة متعجبة لتتقدم فجر منها تنظر إلى مافي يدها تسألها =: مش القهوة دي لعاصم بيه.
توترت ملامح الفتاة تهز رأسها ببطء بالايجاب لتسرع فجر تهتف بلهفة =: طب هاتيها وانا هدخلها انا ليه
هناء بتلعثم وخوف =: بس يا ست فجر…
قاطعتها فجر بلهفة =: اسمعي الكلام وروحي انتي علشان تنامي، الوقت اتأخر
ترددت هناء لعدة لحظات قبل ان تستسلم لتعطي الصينية وما عليها لفجر ثم تسرع في الانسحاب بخطوات سريعة متعثرة.

زفرت فجر ببطء في محا ولة منها لتهدئة نبضات قلبها المتسارعة لاتدري ردة فعله علي رؤيته لها هل سيقبل بالاستماع لهاوتصديقها عن حقيقة ماحدث، في ذلك اليوم ام فات الاوان واصبحت مدانة في نظره إلى الابد.

تقدمت بخطوات متعثرة تقف امام باب الغرفة تطرق فوقه برقة لتسمع بعدها صوته القوي الامر بالدخول لتفتح الباب تتقدم إلى الداخل بقدر ما استطاعت من هدوء تراه يقف امام مكتبه مستندا عليه بيده عدة اوراق ينظر اليها بأهتمام يقول بصوت خافت =: شكرا حطيها عندك وتقدري تتفضلي.

ترددت فجر لثواني ثم تقدمت تضع ما بيدها فوق الطاولة بهدوء تقف امامه بصمت تتردد بكيفية بدئها الحديث لتتنحنح بقوة هاتفة باسمه بصوت عالي لتراه يرفع راسه سريعا ينظر اليها بدهشة هامسا باسمها تتجهم ملامحه فورا عاقدا حاجبيه ينظر مرة اخري إلى الاوراق بين يديه قائلا بجمود=: عاوزة حاجة يا فجر؟
ابتلعت فجر ريقها في محاولة منها لتهدئة ذلك الخوف الشديد بداخلها قائلة بتردد وصوت خافت=: كنت محتاجة اتكلم معاك شوية.

رفع عاصم رأسه بحدة تطل من عينيه نظرة صارمة ارسلت الرعب في اوصالها لتتملل في وقفتها وهي تراه يتقدم منها بخطوات هادئة وهو مازال علي نظراته تلك حتى وقف امامها ينحني إلى الطاولة يتناول فنجان القهوة ثم يجلس براحة فوق احدي المقاعد واضعا ساقا فوق اخري يرتشف منه ببطء ينظر اليها من فوق حافته بحدة جعلت الدماء تهرب من وجهها لتتركه شاحب ليسود الصمت عدة دقائق وهي تقف تحت وطأة نظراته تلك تراه يرتشف تلك القهوة كما لو كانت لديه اهم من اي كلام قد يقال بينهم حتى تحدث اليها اخيرا وهو يضع الفنجان مكانه مرة اخري قائلا بقسوة =: وانا مش عاوز اسمع اي كلام منك واعتقد الوقت اتاخر.

اسرعت فجر قائلة بزعر =: انا كنت عاوزة اتكلم معاك من بدري بس انت كنت، مسافر وهو…
قاطعها عاصم قائلا بخشونة وقسوة =: الوقت متأخر علي انك تيجي فيه لمكتب الساعة 2 بعد نص الليل علشان نتكلم ولا ايه، يا فجر هانم
شحبت فجر من قسوة كلماته والتي وصل لها معناها لتمتلئ عينيها بالدموع تخفض رأسها هامسة =: انا اسفةالظاهر فعلا ان الوقت اتأخر،.

استدارت ناحية، الباب، تنوي، المغادرة سريعا ليوقفها صوته هاتفا بها بشراسة =: استني عندك رايحة فين
فجر وهي مازالت تخفض رأسها بصوت اجش =: هروح اوضتي.

نهض عاصم ببطء يتقدم منها ليقف امامها يراها مازالت تخفض رأسها بصمت ليمد انامله ممسكا بذقنها برقة يرفع وجهها اليه ببطء لتتسع عينيه بذهول من رؤية تلك الدموع تزين عينيها تجعلها كما الياقوت في لمعته ليهتز بداخله شيئ جعل من ضربات قلبه عالية متسارعة بقوة مؤلمة ليحاول التنفس ببطء وهدوء في محاولة منه لتهدئة تلك المشاعر الهائجة بداخله لرؤية كل هذا الجمال والبراءة امامه قائلا بهمس اجش =: رجعنا تاني لشغل العيال والدموع لما الكلام ميعجبناش مش كده يافجر.
هزت فجر رأسها بضعف تنفي كلماته ليبتسم بشراسة مكملا حديثه =: لا! اومال ايه اللي انا شايف ده؟ مش دموع دي ولا انا غلطان
لتمتد يده إلى عينيها يمرر انامله فوقها بخفةجعلتها تغمضها دون ارادة منها تتساقط دموعها الحبيسة فوق وجنتهالتتبع هو بانامله مسارتلك الدموع برقة حتى وصلت إلى حافة عنقها لتتوقف هناك فوق، ذلك النبض الخافق سريعا وبقوة.

لتشعر، انامله بتلك الخفقات السريعة بجنون ليخفض راسه مقربا شفتيه من اذنيها هامسا=: وده بقي بيدق بسرعة كده من الخوف ولا حاجة تانية.

اتسعت عينيها بصدمة تبتعد سريعا عنه لتتعثر خطواتها تكاد تسقط ارضا ليسرع عاصم بالامساك بها مقربا ايها اليه بقوة ولكن ماان امسكهاحتي تركها بعنف يترنح إلى الخلف ليسقط فوق الاريكة مغمض العينين يأن بقوة من الالم لتسرع اليه فجر تجثو فوق ركبتيها امامه تسأله بلهفة وقلق=: عاصم مالك ايه اللي حصلك؟

لم تتلقي اي رد منه، تراه مازال مغمض العينين يستند براسه إلى الاريكة يتنفس بقوة وعنف لتصرخ فجر برعب =: عاصم رد عليا مالك؟
احس عاصم، كما لو كان يستمع إلى صوتها من مكان بعيد مناديا عليه يرغب في اجابتها لكنه لايستطيع تحرك شفتيه يشعر بفمه جاف ولسانه ثقيل لكنه اخذ يحرك شفتيه يحاول التحدت ليقول بصوت ضعيف =: فجر!
اخذت فجر تتحسس وجهه بلهفة ورعب قائلة =: ايوه يا عاصم انا هنا جنبك بس قولي مالك ايه حصلك؟

وعندما لم تتلقي ردا منه اسرعت بالنهوض قائلة بذعر=: انا هروح انادي حد بسرعة…
لتتوقف في مكانها عندما امتدت يده اليها تمسك بها بضعف قائلا بهمس=: لااا. بس ساعديني اوصل لفوق
وقفت فجر مكانها حائرة لاتدري ماتفعله تراه ينهض واقفا يترنح مقتربا منها يضع يده فوق كتفيها مستندا عليها لتحاول مرة اسناءه عن التحرك حتى تأتي بالمساعدة ولكنه رفض هذة المرة بقوة قائلا =: قلتلك لا وصليني لاوضتي وبس.

لم تجد فجر مفر سوي بتنفيذ امره الغاضب لتحيط خصره بيدها تحاول اسناده ليسيرا ببطء وخطوات متعثرة ليقوم بالتوجه إلى غرفته ليصلا بعد جهد مضني اليها ليقفا امام بابها تتردد فجر في الدخول اليها لكنها حزمت امرها حين رأت مدي حالة الضعف التي وصل اليها عاصم وقد اخذ العرق يتصبب من كل جسده يغرق القميص الذي يرتديه لتسرع بفتح الباب تدفعه برفق إلى الدخول حتى وصلت به إلى الفراش ليهبط جالسا فوقه بضعف ينهج بصوت عالي كما لو كان بداخل سباق للجري.

وقفت فجر تنظر اليه بقلق وخوف لتهتف سريعا =: انا هروح اجيبلك كوباية ماية بسرعة
هز عاصم راسه بضعف واختناق رافضا قائلا =: لاا بس عوزك تساعديني اقلع القميص حاسس اني بتخنق
ليتبع كلماته محاولا فك ازرار قميصه باصابع مرتعشة ليهتف بها بعد عدة محاولات منه للقيام بذلك يهمس بضعف=: ساعديني يا فجر ارجوكي حاسس اني بموت.

اسرعت فجر اليه تنحني عليه تحبس انفاسها هي تتلمس باصابعها ازرار قميصه تحاول فكها بينما جلس هو باستسلام لها بينماهي تقوم بتلك المهمة الشاقة لها تشعر بحرارة جسده تداعب اطراف اصابعها كلما فتحت احدي الازرار حتى نجحت اخير افي فعلها لتبتعد عنه بتعثر تطلق لانفاسها العنان تشعر بالنيران مشتعل بوجهها لتهتف سريعا مبتعدة عنه =: انا هروح اصحي طنط صفىي…
لتقطع كلماتها تصرخ برعب حين امسك عاصم بيدها يجذبها اليه بقوة جعلتها تسقط فوق صدره يرجع بها إلى الخلف محتضنا ايها بين ذراعيه لكنها اخذت تحاول مقاومته للنهوض والافلات من بين يديه لكنه وبحركة خاطفة تقلب بها فوق الفراش ليصبح هو فوقها مكبلا لحركتها تماما ليزداد ذعرها وصراخها تحاول الافلات من بين يديه ليخفض رأسه بين حنايا عنقها هامسا بضعف وصوت اجش مرتعش =: خليكي معايا يا فجر متسبنيش لوحدي انا حاسس اني تعبان اووي.

ادتيله القهوة يا هناء
سألت ثريا هناء الواقفة امامها لاتدري اتخبرها بأمر فجر ام لا لكنها قررت عدم اخبارها فما هو الفرق اذا كانت هي ام فجر من قام بأدخال القهوة ففي النهاية النتيجة واحدة لتهز رأسها يالايجاب بتردد تري ثريا تبتسم بانتصار تشع من عينيها نظرة خبيثة قائلة =: طيب روحي نفذي اللي قلتلك عليه بسرعة
ثم التفتت إلى ابنتها الواقفة بجمود بعد خروج هناء قائلة لها =: جاهزة يا نادين.

نادين بخوف =: انا خايفة يا ماما الموضوع لو اتكشف هنروح في داهية ده غير سمعتي اللي هتبقي في الطين
صرخت ثريا بقسوة =: مش هنعيده تاني يا نادين وبعدين سمعتك ايه اللي، بتتكلمي عنها مانا وانتي عارفين اللي فيها
شحبت ملامح نادين تنظر إلى والدتها شاهقة بصدمة لتزفر ثريا بقوة تدرك مدي قسوة كلماتها لتسرع اليها تمسك بها بين ذراعيها تحتضنها قائلة بأسف=: انا اسفة يا حبيبتي سا محيني بس انا متوترة.

وانتي مش بتساعديني وبتوتريني اكتر
ابعدتها عنها قليلا قائلة =: مش هنتراجع يا نادين بعد كل االي عملناه مبقاش ادمنا غير خطوة واحدة وكله يعتمد عليكي انتي يا قلب ماما ماشي يا حبيبتي
هزت نادين راسها بالموافقة لتقول ثريا برقة =: يلا يا حبيبتي زمان عاصم دلوقت مش داري بحاجة ومفعول الحبوب بدء بسرعة انتي بقي قبل ما جدك يوصل وانا هستني هنا لحد ما المراد يحصل.

تقدمت نادين تخرج من الغرفة تنظر نظرة اخيرة إلى والدتها التي ابتسمت لها بتشجيع لم تستطع نادين مبادلتها اياه لتخرج من الغرفة تغلق الباب خلفها ببطء.

بتقولي ايه يابت
صرخ عبد الحميد في تلك الفتاة الواقفة امامه تخبره برؤيتها لعاصم يصعد إلى غرفته مريضا بشدة لتهرع اليه سريعا تبلغه بعد ان قامت بأيقاظه من نومه
هناءبلهفة =: سامحني يا سيدي بس مكنتش عارفة اعمل ايه ورحت لاوضة الست صفية فضلت اخبط عليها كتير بس محدش در عليا فمعرفتش اروح اقول لمين غيرك.

اسرع عبد الحميد مغادرا الغرفة يهرول مسرعا في الرواق المؤدي للغرف بخطوا ت متعثرة تتبعه هناء ليلتفت اليها قائلا بعنف =: روحي يا بت صحي ستك صفية وافضلي خبطي لحد ما ترد عليكي وخليها تحصلني علي اوضة عاصم يلا يابت بسرعة
هزت هناء راسها لتسرع في تنفيذ اوامره.

بينما عبد الحميد لم يتوقف للحظة واحدة يسير بسرعة في الرواق حتى وصل إلى اخره حيث تقع غرفة عاصم في الاتجاه المعاكس لغرفته ليتوقف امام بابها يتنفس بقوة وعنف لعدة دقائق في محاولة لالتقاط الانفاسه الهاربة ثم ادار المقبض دافعا الباب بقوة إلى الداخل ليتسمر بذهول وصدمة امام ما تراه عينيه صارخا باستنكار وعنف =: ايه اللي بيحصل هنا بالظبط يا عاصم.

يتبع


AirBrush_20251212050720.jpg


البارت السادس

= صدقينى ياماما و**** ماحصل حاجة من اللى بيقولوها دى.

اخذت فجر تبكى بحرقة تحاول افهام امها حقيقة ماحدث ليلا وتنفي عنها كل تلك الكلمات القاسية التي نالت منها من الجميع متهمين اياها بأبشع الصفات ولكن اكثر ما اوجعها هو صمت والدتها فهى لم تنطق بكلمة منذ حدوث تلك الكارثة لاتنظر اليها ابدا كما لو كانت تكره النظر اليها لاتفعل سوى البكاء بصمت لتحاول فجر بشتى الطرق جعلها تتحدث اليها حتى ولو لتأنيبها او حتى تعنيفها ولكنها لاتحصل منها على اى ردة فعل.

= ماما ردى عليا ماما قولى انك مصدقانى
اخفضت عواطف عينيها الباكية اليها تظهر بهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان قائلة بحسرة وصوت هامس اجش
= ليه يافجر! غلطت في تربيتي ليكي في ايه علشان يكون جزائى منك كده انا استحملت كل الذل والمرار اللى انا فيه علشانك في الاخر يكةن ده مكافئتي منك
اخذت فجر تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج من فم امها تقتلها بكلماتها تلك لتهتف فجر بألم.

= لا يا ماما لو كلهم صدقوا انى اعمل كده انتى لا يا ماما
اقتربت عواطف بوجهها منها تنظر الى عينيها قائلة بلوم
= كنت بتعملى ايه في اوضته وعلى سريره في نص الليل يافجر من امتى وانتى بتدخلى اوض اللى في القصر في نص الليل يافجر لتصرخ بعنف وقسوة
= انطقى يافجر ردى عليا يا بنت قلبى وفهمينى
همت فجر بأعادة ما ارهقت في روايته دائما للجميع دون ان يصدقها احد لتقاطعها عواطف
صارخة.

= اياكى تقوليلى كان تعبان وبتوصليه اوضته لو ده صحيح ايه وصلك لحضنه وعلى سريره!
لتأخذ في لطم وجهها بعنف تكرر كلماتها بهستريا وجنون لتسرع فجر تحاول ايقافها تضمها اليها لتنهار عواطف في بكاء مرير وهي مازالت تردد كلامها
= ليه يافجر ليه يا بنتي تدلهم الفرصة يؤذوني بيكى كسرتني يا فجر.

لتدخل في نوبو بكاء حادة تشاركها فجر البكاء لاتجد القدرة في نفسها على الاستمرار في دفاعها عن نفسها تعلم ان لوالدتها كل الحق في غضبها والمها فبعد ان تم رؤيتهم بذلك الوضع يحق لاى سخص ان يظن بيهم الظنون فقد دخل جدها الغرفة ليجدهم فوق السرير يستقر عاصم فوقها دافنا وجهه في عنقها مغمض العين في نوم عميق لم يستيقظ منه حتى الان ليصرخ جدها ميقظا الجميع ليهرعوا الى الغرفة لتسمر الجميع لدى رؤيتهم لذلك المشهد لتحاول وقتها افهام الجميع سوء الفهم وحقيقة ماحدث ومرص عاصم المستغرق في النوم لايدرى شيئ مما يرور حوله ولكنها ما ان انتهت من روايتها حتى اسرعت عمتها بالقول بلؤم.

= تلاقيكى حطيتى ليه حاجه تخليه بالشكل ده وتورطيه معاكى ماهو مش طبيعى نومه ده ابدا.

وما ان انتهت كلامتها حتى اسرع جدها بأمساكها من شعرها جارا لها خارج الغرفة يقزفها بأبشع الصفات حتى وصل بها الى بهو القصر ليقف صارخا ينادى امها والتي هرعت من غرفتهم تتعثر في خطواتها لتتوقف بصدمة هي تراها بهذا المنظر المزري ليقص عليها جدها ماحدث ولكن من رؤيته هو لاحداث مصدقا كلمات عمتها الخبيثة لينسج هو قصته الخاصة ليجعلها الحقيقة الوحيدة ليصبح انتظار عاصم ليفق من نومه ليروى هو ماحدثهو املها الوحيد لتبريئتها وها هي في انتظاره كمن بينتظرحكما اما بالاعدام او بالبراء.

اخذ عاصم يذرع ارض غرفته بخطوات عنيفة هاتفا لامه الجالسة فوق الفراش تنظر اليه بتوتر ليهتف بشراسة
= انا مش فاكر اى حاجة كن اللى بتقوليها دى يا ماما انا اخر حاجة فاكرها ان فجر جت المكتب ومعاها قهوتى وطلبت نتكلم سوا غير كده مش فاكر اى حاجة خالص
هبت صفية واقفة قائلة برعب
= اياك ياعاصم تقول الكلام ده ادامهم انت كده يا بنى بتثبت كلامهم عليها
لتقترب منها تضع كفها فوق ذراعه قائلة برجاء.

= اتصرف ياعاصم دي بنت غلبانة وهما ما صدقوا يالقوا ليها غلطة ده قليل لو ماجدك موتها فيها علشان خاطرى ياعاصم اتصرف.

وقف عاصم ينظر الى نظرة الرجاء في عينى والدته ليدرك مدى حبها لفحر ولكنه وجد في نفسه التساؤل هل ستظلعلى حبها هذا اذا علمت ماراه بنفسه في ذلك اليوم مع ذلك المدعو سيف او ما قصه عليه جده من اقاويل وصلت اليه عنها وعن والدتها ومدى ما تطمح اليه من مكانة في هذا القصر وانه قد اصبح هو الاخر يشك في صدق تلك الاقاويل والشكوك بعد ان كان رافضا لها وبرغم هذا لايجد امامه سوي حل واحد لتصحيح كل هذة الفوضي التي حدتث لاشيئ سوى رفضه ان يكون يوما السبب في اى اذية لها.

= جدك مستنيكى في اوضة المكتب يا فجر هانم.

نطقت ثربا بكلماتها تلك بتشفى وهي ترى امامها مشهد احتضان فجر لوالدتها تبكى بحرقة بينما عواطف توظر امامها لاتظهر علي وجهها اى ردة فعل كما لو كانت بعالم اهر لتشعر ثريا بالسعادة والفرحة فلو كانت خطتها فيما يخص نادين وعاصم قد فشلت لكن قد تم تعويضها بسقوط تلك الفتاة في ذلك الفخ ينتظرها عقاب اسوء من الموت من جدها وكما يعرف الجميع ماهو عقاب عبد الحميد السيوفى من قسوة وعنف ليشعرها هذا بالنشوة والسعادة لتطغى علي احساسها الاخر بالفشل وهي ترى فجر تترك والدتها ببطء تنهض على قدميها تسير بخطوات ثقيلة كمن يساق الى الموت. وماان خطت عدة خطوات حتى نهضت عواطف هي الاخرى تهتف بقوة.
= استنى يافجر انا جايه معاكى
لترتسم فوق شفتى ثريا ابتسامة شامتة تشعر بحظها الجيد فسيتم تعويضها برؤيتها لعواطف وهي ترى عقاب ابنتها امام الحميع.

تقدمت فجر الى داخل الغرفة بخطوات بطيئة مرتعشة ترى الجميع مجتمعين ماعدا من بيده خلاصها ودليل برائتها فاخدت تمرر عينها بين الوجوه من حولها تطالعها نظرات الشماتة من عمتها والحزن والرأفة من هنا ابنتها اما صدمتها الكبرى كانت حين رأت الكره والحقد من عيني اختها لاتدرى لها سببا بينما سيف وقف ينظر اليها بتشفى وغل تطل من عينه تلك النظرةالتى تخبرها ان لا خلاص لها اليوم مما هي فيه.

اخفضت فجر عينيها تنظر إلى الارض تقف بجوارها والدتها تسندها اليها بضعف ليهدر صوت الجد بعنف
= ايه اللى جابك هنا يا عواطف انا قلت عوازها لوحدها
ردت عواطف بصوت قوى متماسك رغم كل ما تشعر به من خوف وضعف
= وانا مش هسيب بنتي ياعبد الحميد بيه لوحدها ليكم اى كلام هتقال يتقال هنا وادامى
نهض عبد الحميد صارخا بوحشية
=ولسه ليكى عين تدافعى عنها طبعا ماهى بتنفذ رسمك وخططك ليها مش ماشية من دماغها لا بدماغك انتي.

رفعت فجر عينيها تهتف بغضب
=ماما ملهاش دعوة ولا كانت تعرف اى حاجة
ارتفعت ضحكة شهيرة الساخرة في ارجاء الغرفة قائلة بتشفى
= ومستنين ايه من حية غير انها تخلف حية زيها دماغها سم ولدغتها والموت
لتتقدم بخطوات سريعة تقبض فوق خصلات شعر فجر بين يدها تشدها بقوة وعنف تصرخ بشراسة
= وليكى عين ترفعى صوت علينا اللى زيك المفروض تحط وشها في الارض وهي بتكلم والموت احسن عقاب ليها.

صرخت فجر تتوجع من قسوة قبضتها تندفع الدموع من عينيهامن الألم لتسرع عواطف تحاول ابعاد شهيرة عنها والتي زادت من قسوة.

قبضتها حول خصلات فجر حتى كادت تقتلع رأسها في قبضتها ليزداد الصراخ في الغرفة بعد ماحاول صلاح هو الاخر تخليص فجر من يديها حتى نجح اخيرا في ابعاد شهيرة عنها التي اخذت تنهج بعنف تطل من عينيها نظرة جنونية تنظر الى فجر التي دفنت نفسها في احضان امها تبكى بألم وانكسار ليتكلم عبد الحميد بصوت قاسى
= اسمعى يا عواطف ملكيش دخل بالموضوع ده دى بنتنا واحنا اللى هنربيها من اول وجديد
ليلتف الى صلاح قائلا بقسوة.

= صلاح خد البت دى على البدروم لحد ما اشوف هعمل معاها ايه
= مرات عاصم السيوفى مش محتاجة حد يربيها يا جدى.
دوت كلمات عاصم داخل الغرفة بقوة ليسود الصمت ارجاء الغرفة بعد كلماته تلك ليدخل عاصم الى الغرفة بخطوات واثقة ثابتة ونظراته القوية ترهب اى شخص يفكر في تحديه تتبعه والدته بصمت الاان شهيرة في حالتها الجنونية تلك لم تعير نظراته اى اهتمام
لتصرخ
= مين دى اللى مراتك بنت عواطف الخدامة
التفت اليها عاصم بهدوء.

= ايوه ياعمتى بنت عواطف وبنت ماهر عبد الحميد السيوفى برضه ولا نسيتى
هب عبد الحميدقائلا بغضب
= ايه الجنان اللي بتتكلم فيه ده مين دى اللى مراتك
عاصم وهو على حالته من الهدوء
= فجر ياجدى النهاردة كتب كتابنا وبعد اسبوع هيكون الفرح
صرخ عبد الحميد بشراسة
= ده على جثتى لوده حصل استحالة عواطف وبنتها ينفذوا اللى عوزينه.

هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا ببرود = يبقى براحتك ياجدى انا مش مستني موافقة حد ثم التفت الى عواطف الواقفة هي وفجر منذ القى عاصن بقنبلته لحظة دخوله تستمع الى الحوار الدائر بذهول وصدمة بينما تظهر في عينى فجر نظر انكسار وألم تجاهلها عاصم وهو يلتفت الى عواطف قائلا بجمود
=ست عواطف انا يشرفنى اطلب ايد بنتك فجر ليا وبستاذنك اننا نكتب الكتاب النهاردة.

وقفت عواطف تنظر حولها بهستريا تطالعها ونظرات الغل والحقد والغضب من جميع من حولها حتى توقفت نظراتها فوق ابنتها الدافنة لرأسها برعب في صدرها لتشدد من ذراعيها حولها تقول بنبرة قوية واثقة
= وانا موافقة يا عاصم ابعت هات المأذون.

= انت هتسكت يابابا علي اللي هيحصل ده؟
نطقت شهيرة بغضب وجنون تتحدث إلى والدها الجالس فوق مقعده يظهر اكبر من سنوات عمره بمراحل صامتا لايصدر عنه اى حركة
ليسرع صلاح باستغلال الموقف واضعا االكثير من البنزين فوق النار لتزداد اشتعالا قائلا بأسف مزيف
=ملوش حق عاصم يعمل كده ويعصى امرك يعنى خلاص ملقاش غير بنت عواطف يتجوزها
لم يتلقى من عبد الحميداى ردة فعل على حديثه لتسرع شهيرة بالجلوس بجواره تهتف بعصبية.

= اتصرف يا بابا لازم اللى هيحصل ده يتوقف حالا
نطق عبد الحميد اخيرا بصوت اجش مرير
= انا اكتر واحد عارف عاصم مش ممكن يرجع عن قرار خده ابدا
ليغمض عينيه قائلابألم وحسرة
= لعبتها صح بنت عواكف وخليته يقف ادامالكل علشانها
نهضت شهيرة على قدميهابغضب
= يعنى ايه عواطف قدرت علينا كلنا ده يبقى اخر يوم في عمرها هي والحربايةبنتها انا استحالة هسكت
صرخ عبد الحميد قائلا بعنف.

= شهيرة ملكيش دخل بالحكاية دى انا هعرف اتصرف واياكى تتصرفى من دماغك فاهمة
وقفت تنظر الى والدها يظهر الحقد والغل بداخل عيونها تجز على اسنانها بغيظ تهمس قائلة
= يبقى انت هتوافق يابابا وهطوعه في اللى هيعمله هتخاف يمشى وسيبلك القصر طبعا ماهو الغالى اللى هيشيل اسم السيوفى فلازم الكل يقوله حاضر ونعم بس لازم تعرف يا بابا بنت عواطف لو اتجوزته هتطلع القديم والجديد على الكل اولهم انت.
ثم التفتت لتغادر بخطوات غاضبة ليلتفت عبد الحميد الى صلاح قائلا بنبرة محذرة = عقل مراتك يا صلاح ومتخلهاش تدخل مع عاصم في مشاكل انا معنديش استعداد اخسره ابداا و انه يسيب القصر ويبعد عنى حتى ولو كان التمن ينفذ اللى هو عاوزه
شحبت ملامح صلاح قائلا بجمود
= بعنى هتوافق على جنانه ياعمى؟
عبد الحميد بأسف.

= وادامى ايه اعمل انتوا مش عاوزين تفهموا ليه عاصم دماغه انشف من الحجر ومبيجيش بالعند واديك شايف لما هددته بالميراث وحرمانه من كل حاجة رده عليا كان ايه
صلاح بغيظ وشراسة
= انه مش محتاج لينا بالعكس وانه عنده اللى يكفيه العمر كله.

اغمض عبد الحميد عينيه بألم قائلا =كمل كلامك وانه معندوش استعداد يقعد هنا دقيقةواحدة فاهم يا صلاح يعنى هيسيب القصر علشان خاطرها انا مش عارف البت دى عملتله ايه وهل فعلا حصل ما بينهم حاجة علشان يبقى متمسك بيها كده
صلاح بغضب
= اكيد ياعمي حصل و الا مكنش عجل بجوازهم لما كشفنا اللى ما بينهم
نهض عبد الحميد واقفا يستند على عصاه قائلا.

= حصل ولا محصلش معدش يفيد بس لازم نوافق على اللى عوزه يا صلاح مش ممكن يسيب القصر ويسبني وان كان التمن اني اوافق على الجوازة دى انا هوافق ولازن كلكم توافقوا واياك حد فيكم يزعلها او يقولها حاجة تضايقها لحد ما نشوف اخرة الموضوع ده ايه
هتف صلاح محدثا نفسه
= اخرته سودا على دماغه ابن عزيز راجع يخرب ليا كل حاجة ويضيع منى كل اللى برسم عليه من سنين مبقاش صلاح اما وريتهم ايام سودا هما الاتنين.

اخذت نادين تجوب ارضية الغرفة بغضب عنيف تكاد تخرج النيران من عينيها تحدث نفسها بذهول
= بقى كده يا عاصم تفضل عليا انا بنت الشغالة تقف تتحدى الكل علشانها لا وانا اللى بأيدى ساعدتها على كده
لتصرخ بصوت عالى متألم تهتف بحرقة = ااااه يا نارى ليه مسمعتش كلام ماما وعملت اللى قالت عليه ليه بغبائى سلمته لاديها من غير حتى ما تتعب.

لتتبع كلماتها بصرخة اخرى لتدخل والدتها سريعا الى الغرفة تراها على حالتها هذة من الانهيار لتقف امام الباب تنظر اليها بقسوة قائلة بتهكم
=ايه يا هانم زعلانة على اللى عملتيه اهو ضاع بغبائك وبقى لواحدة تانية اشربى بقى اللى هيحصل اليومين الجاين لما فجر تقعد وتحط رجل على رجل وتعمل فيها الهانم على الكل وده كله ليه علشان نادين هانم خافت على سمعتها لتتبع كلماتها بضحكة ساخرة هسيترية قائلة بغل.

=سمعتك اللى مخفتيش عليها الا دلوقت علشان تضيعى وضيعينى معاك بغبائك
لتغص بالبكاء تكمل كلامها بمرارة =ضيعتى كل اللى استحملته كل السنين دى علشان في الاخر بنت غرمتى تاخد كل حاجة.

وقفت نادين تستمع الى كلمات والدتها القاسية لا تجد السبيل في الرد عليها ولكنها اخذت تقسم بداخلها مع كل كلمة قاسية تخرج من فمها لها ان تذيق من كانت السبب في كل ما تعانيه من ألم ويلات ما سوف تفعله بها لتجعل من ايامها معه في هذا القصر جحيما لها.

ساد الصمت غرفة المكتب فعاصم يجلس يجلس فوق مقعده عاقدا لحاجبيه بشدة ترتسم فوق ملامحه الوجوم بينما تجلس بجواره والدته تحتضن اليها فجر التي كانت تشهق بالبكاء بشدةتحاول صفية تهدئتها والهمس بكلمات مطمئنة لها حتى تحدثت عواطف عواطف بصوت منخفض باكي.

= انا مش عارفة بيعملوا معايا ومع بنتي ليه كده دي اخرتها واخرة صبرى على كل اللى عملوه معانا يتهموا بنتى في شرفها خلاص ما صدقوا يلاقوا غلطة علشان يعلقوا لها المشانق لازم عاصم يقول ليهم ان مفيش حاجة من اللى في دماغهم حصلت لازم الكل يعرف الحقيقة
زفر عاصم بقوة قائلا
= ياست عواطف انا مش محتاج تقوليلى بس تعتقدى حتى لو اتكلمت في حاجة هتتغير من اللى في دماغهم هما خلاص صدقوا اللى عاوزين يصدقوه
صفية بهدوء.

= كلام عاصم مظبوط يا عواطف عمر السيوفى الكبير ما هيصدق غير اللى فدماغه وهتفصل بنتك في نظره لازم تتعاقب بعد شهر بعد سنة هيعملها وانتى عارفة يعنى ايه عقاب السيوفي يبقى ازاى صرخت عواطف تسرع في النهوض قائلة بهستريا وبكاء
= يبقى استحالة اقعد استنى دقيقة واحدة في البيت ده كفاية اووى لحد كده
لتنهض صفية هي الاخرى تهتف
= اهدى يا عواطف مش كده وهو الامر اتحل خلاص
صرخت عواطف قائلة.

= اتحل انتى شايفة كده دى اخرتها علشان محدش يجيب سرة بينتى اجوزها رد جميل وشفقة
عند كلمتها هذة نهض عاصم على قدميه بعنف قائلا
= رد جميل ايه وشفقة ايه انا لما طلبت فجر للجواز كان علشان انا عاوز كده مش علشون حاجة تانية واعتقد انك تعرفينى كويس ياست عواطف انا محدش يقدر يخلينى اعمل حاحة مش عاوزها ياريت كلامى تفهميه كويس
ظهرت نظرة رجاء في عيني عواطف تسأله.

= بجد يا عاصم يعنى انت عاوز فجر مراتك علشانها هي مش لاى سبب تانى
اجابها عاصم بثقة
= طبعا. الجواز مش لعبة وانا يشرفنى ان فجر تكون مراتى
اشرقت ملامح عواطف بالفرحة لتسرع باتجاه عاصم تقوم باحتضانه بقوة قائلة بصوت متحجرش من البكاء
= **** يخليك يا بنى زاى مانت جبرت بخطرى وخاطر بينتى.
ظل عاصم بين احضان عواطف لكن عينيه كانت مثبتة على تلك الجالسة منذ ما حدث لايصدر عنها اى ردة فعل سوى البكاء تنظر امامها بشرود بينما عينيها تذرف الدموع هن دون ارادة او سيطرة منها من يراها يظنها بعالم اخر ليسأل عاصم بصوت خالى من التعبير قائلا
= بس مش ممكن تكون فجر هي اللى تكون رافضة الجواز منى
ابتعدت عنه عواطف تنظر اليه باستنكار = لا طبعا موافقة ازاى ما انا كمان موافقة
لتسرع في اتجاه ابنتها تسألها.

= مش كده يافجر؟
ظلت فجر على وضعها لاتتحرك منها عضلة واحدة لتهتف عواطف بصوت عالى
= فجر يا حبيبتى ردى عليا
رفعت فجر عينيها بنظرات شاردة خائفة لتكرر عواطف سؤالها لها بينما ظلت فجر على حالة الشرود قائلةبلا احساس او تعبير
= اللى تشوفيه ياماما
ظلت عيني غاصم معلقة عليها يحاول معرفة مايدور في عقلها من افكار ليقول بصوت حازم
= ممكن لو سمحتوا تسيبونى مع فجر شوية اعتقد ان فيه كلام بينا لازم يتقال.

ظلت عواطف واقفة بتردد توزع نظراتها بين ابنتها وعاصم بقلق لتهتف صفية قائلة بلطف
= تعالى يا عواطف نخرج احنا ونسيبهم لوحدهم يتكلموا سوا.

هزت عواطف رأسها ببطئ بالموافقة لتمسك صفية بيدها تغادران الغرفة بهدوء وما ان اغلق الباب خلفهم حتى رجع عاصم للجلوس فوق مقعده واضعا ساق فوق الاخرى يستند بدقنه فوق كفيه ينظر الى تلك الجالسة بصمت لا تصدر عنها غير شهقات بكائها الخافتة ليظل مراقبا لها يرى خصلاتها المشعثة بجنون حول وجهها شديد الاحمرار ليحدثها بجمود
=مش كفاية لحد كده شغل العيال بتاعك ده.

لم تصدر عن فجر اى ردة فعل تدل على سماعه ليهتف عاصم بقسوة
= قلت كفاية كده يافجر متزودهاش
شحبت ملامح فجر من طريقة حديثه معها لترفع عينيها الحمراء من كثرة بكاءها تنظر اليه لتسمعه يحدثها بجمود وقسوة
= اسمعينى كويس علشان لازم نحط النقط فزق الحروف من اولها والكلام اللى هتقال ما بينا دلوقت انا وانت بس اللى هنكون عرفينه يعنى ولا مخلوق هيعرف بيه واضح كلامى
ظلت تنظر اليه بتوجس وخشية دون رد عليه ليهتف عاصم بقوة.

= فاهمة يا فجر؟
اسرعت تهز راسها بالايجاب لينهض عاصم واقفا فوق قدميه يذرع ارضية الغرفة بخطوات ثائرة ثم توقف فجاءة امامها قائلاببرود
= انا عارف ان مش دى احلامك بالنسبة للجواز ولا انا اللى كنتى بتحلمى بيه شريك لحياتك
لتحاول فجر مقاطعته ليوقفها بأشارة من يده قائلا.

= واللى لازم تعرفيه ان ولا انا كمان كان ممكن فيوم افكر ان اتجوزك بس زاى مانت شايفة ولظروف خلت مفيس ادامنا غير الحل ده واللى رضيت بيه مش علشان خاطرك لا علشان خاطر الست والدتك اللى كان ممكن تموت فيها لو استمر الحال على الوضع ده.

صمت عاصم تاركا لها الفرصة لاستعاب كلماته لها ينظر الى وجهها محاولا ان يرى ردة فعلها ليرى الجمود يرتسم فوق وجهها ليحدثها برقة هذة المرة محاولا جعل كلماته هادئة النبرات قائلا = فجر انتى مش صغيرة علشان تفهمى ايه اللى اتقال علينا بالظبط وان مكنش ادامى غير الحل ده بس عوزك تعرفى ان الوضع مابينا مش هتغير انا هفضل الاخ الكبير وللى لو احتاجتى اى حاجة انا عمرى ما هتأخر عنها فاهمة يا فجر.

هزت فجر رأ سها بأنكسار تشعر بنيران حارقة تسرى في صدرها من وقع كلماته تشعر بأهانة كبيرة من حقيقة انه مجبر على زواجهم هذا بدافع الشهامة واحساسه القوى بالدفاع عن كل ماهو ضعيف ترغب بالصراخ برفضها لتلك المشاعر منه لكنها تعلم صدق كلماته وانها لو قامت بالرفض لظلت موصومة بالعار للباقي من حياتها هذا غير ما سوف تعانيه امها من ذل ومهانة قد تقضى عليها
تحدث عاصم بهدوء يكمل الباقى من حديثه.

= احنا هنكون ادام الكل اتنين متجوزين طبيعى ليكمل بنبرة تحذرية
= وما اقول الكل يبقى بقصد الكل يافجر اما بينى وبينك هيفضل الحال زاى ماهو من غير تغير لحد ما نشوف هنعمل ايه قولتى ايه احب اعرف رايك في كلامى ده قبل ما نتمم اى حاجة
ظلت فجر صامتة لفترة طويلة كان خلالها عاصم ينظر اليها ببرود دون ان يحاول النطق بحرف اليها حتى تحدثت فحر بصوت متحشرج خالى من التعبير = انا موافقة على كل اللى قلته بس ليه طلب واحد.

ظهر الاهتمام على وجه عاصم ليسالها بفضول
= وايه هو؟!
فجر بصوت حازم قوى النبرات
= جوازنا مستمرش اكتر من سنة بعد كده كل واحد حر في حياته
قست تعابير وجه عاصم لدى نطقها لكلماتها هذة تطب من عينيه نظرة سامة يسألها بحدة
= واقدر اعرف السبب
فحر قائلة بأقتضاب
= لا اعتقد مش من المهم تعرفه كده او كده جوازنا مش هيستمر فمش هتفرق مدته تبقى اد ايه.

ظلت فجر بعد حديثها هذا تحت وقع نظراته الحادة عدة دقائق ساد خلالها صمت قاتل حتى سمعته يتحدث اليها بلهجة تحمل الكثير من التهكم
= اللى تشوفيه وزى ما قةلتى مش مهم اعرف السبب المهم اننا اتفقنا على اللى جاى هيكون ازاى
لتتحدد بعد حديثهم هذا ايامها القادمة معه لاتدرى ما تحمله لها وهل ستظل دائما تعيش على هامش الحياة…


يتبع

مشاهدة المرفق 57767

البارت السابع

تم عقد القران وسط جو مشحون صامت لم يحضره احد من العائلةفقد اختفو اجميعا من بعد القاء عاصم بخبر زواجهم ليعتصم كل فرد منهم في غرفته ولكن ما ان هم المأذون بالبدأ حتى دخل جدها الى الحجرة يصحبه صلاح بخطوات ثقيلة بطيئة ليتقدم حتى وقف امام الطاولة المجتمعين حولها ليتجهم وجه عاصم بشدة ينهض واقفا تتحفزكل عضلة في جسده بتوتر ليرى جده ردة فعله هذة فيتنحنح قائلا بحزم =: ازاى تكتب الكتاب وانا مش موجود ياعاصم مش لازم وكيل العروسة يكون حاضر.

ارتسمت معالم الدهشة على وجوه الحضور بعد كلماته تلك يروا عبد الحميد وهو يتقدم للجلوس بجوار الماذون قائلا بصوت قوى =: اتفضل يا شيخ تتم اوراقك واكتب عندك وكيل العروس جدها عبدالحميد السيوفي وجوز عمتها هيكون شاهد على الجواز
ليزداد التوتر والارتباك ارجاء الغرفة تتبادل عواطف وصفية النظرات بتوجس وخشية لكن لم تستطع واحدة منهم النطق بكلمة حتى.

تمت بالفعل الاجراءت وسط جو من التوتر والارتباك ليتحدث عبد الحميد بعد ذهاب المأذون موجها حديثه الى فجر بوجوم=: مبرووك يافجر من بكرة تنزلى مع امك وحماتك تشوفى ايه اللى يلزمك في الجهاز وانا ان شاء **** هجز ليكم جناح عاصم وهفرشه من جديد.

هم عاصم بمقاطعته رافضا ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة=: انتوا هتقعدوا معايا يا عاصم مش معقولة هتسيب بيتك وجدك وتبعد بعيد وكل اللى انت عوزه هتنفذ ليكمل برجاء وصوت اجش مقتربا منه=: علشان خاطرى ياعاصم
ليسرع عاصم بالانحناء علي يده مقبلا اياها بقوة قائلا =: انا استحالة اسيبك ابدا يا جدى وكل طلباتك اوامر لينا
تلمس عبد الحميد خصلات شعر عاصم بحنان قائلا بصوت متحشرج =: وانت ومراتك هتكونوا في عنينا كلنا.

ليلتفت الى صلاح يساله =: مش كده يا صلاح
اسرع صلاح يجببه بلهفة وتاكيد =: طبعا يا حاج اللى تامر بيه هيحصل
بينما كان الحديث دائر كانت عينى فجر تتوسع بذهول وصدمة من تغير جدها التام امن المعقول ان من يقف امامها الان هو نفسه.

من طعنها بكلماته القاسية هذا الصباح لتتحول صدمتهاداخلها تدريجيا الى رفض ونفور لتلك الاجراءات التي تجبرها من جديد بالمكوث في هذا القصر وسط كل هذا الكم من الكراهية والحقد لها فلقد اكتفت لم تعد تستطيع مواصلة التحمل ولقد فاض بها الكيل فلم تدرى سوى بنفسها تصرخ بهستريا =: انا مش موافقة انا استحالة اقعد هنا ثانية واحدة.

التفتت كل الانظار اليها بعد صراخها هذا لتسرع امها اليها تحاول تهدئتها لتفشل كل محاولاتها لتنضم اليها صفية هي الاخرى لكن فجر لم تكن تدرى بما حولها فقد اغلقت جميع حواسها عن اى كلام يقال لها لا تصدر من شفتيها سوى كلمة لاا اخذت تكررها بلا توقف ليسرع عاصم اليها هو الاخر محاولا تهدئتها بينما يقف عبد الحميد وصلاح يراقبان ما يحدث يتبادلان نظرات مبهمة فيما بينهم.

فلم يجد عاصم حلا امامه سوى صفعها بقوة حتى تخرج من حالة الانهيار التي دخلت بها لتنزل اصابعه فوق وجنتها بقوة بصفعة قوية دوى صوتها ارجاء الغرفة لتتوقف فجر فورا عن الصراخ تتسع عينيها بصدمة لثوانى ثم تنفجر في بكاء مرير لتسرع امها لاحتضانها ولكن قبل ان تقوم بذلك فوجئت بعاصم يقوم بشد فجر اليه بقوة يحتضنها بين ذراعيه بحنان يهمس لها بكلمات مهدئة مررا انامله بين خصلات شعرها برقة لتندس فجرفى صدره لتحتويها ذراعيه يختفى جسدها بين احضانه.

ظلا على هذا الوضع للحظات طويلة يسود الصمت المكان الا من شهقاتها العالية وهمس عاصم اليها برقة حتى هدئت شهقاتها لتصبح تنهدات ضعيفة من البكاء ليرفع عاصم راسه موجها حديثه الجميع قائلا بحزم =: لو سمحتوا ممكن تسيبونا لوحدنا شوية
شعر عبد الحميد بالقلق من‌ ان تستطيع تلك الفتاة التأثر على عاصم ليقرر ترك القصر والعيش معها.
بعيد ليسرع في رسم التعاطف والرقة فوق وجهه قائلا بلين =: لاا احنا هنستنا معاكم هنا لازم نطمن على فجر الاول
ليتقدم بخطوات بطيئة يرسم الضعف فيها مقتربا من فجر الدافنة لوجهها في صدر عاصم تتشبث بقميصه بقوة ليمرر عبد الحميد يده فوق راسها بخفة قائلا برقة =: فجر ياحبيبتى.

انتفض جسدها برعب فورا سماعها لصوته ليزداد تشبثها بعاصم فتتشدد ذراعيه حولها بحماية دون وعى منه ليلاحظ عبد الحميد ردة فعله هذا ليقول سريعا يتصنع الرقة واللين في حديثه =: انا عارفة انك زعلانة منى بس كان لازم تفهمى ان اى حد مكانى هيعمل كده واكتر لنا يشوف اللى انا شوفته فانا مش عوزك تزعلى منى والقصر ده بكل اللى فيه بتاعك انتى وعاصم واحنا كلنا ضيوف عندكم.

ساد صمت ذاهل ارجاء الغرفة حتى صلاح وقف فاغر فمه بذهوا من قدرة هذا الداهية على التمثيل والذي استطاع ان يكسب حتى تعاطفه هو الاخر رغم علمه بما ينتويه من محاولته كسب تعاطف عاصم اليه حتى لايغادر القير بتصنعه الموافقة على تلك الزيجة رغن كل رفضه ونفوره لها وهاهو يراه يذرف بعض الدموع قائلا بصوت متحجرش ضعيف موجها نظراته الى عاصم =: انا خلاص ايام وبقضيها في الدنيا يا ولاد مش عاوز غير اشوفكم مبسوطين وولادكم حوليا.

لتسكن نظرة ضعف ومسكنة عينيه مكملا =: انا كده بطلب كتيرياعاصم! لما اكون عاوزكم معايا وحوليا.

رفعت فحر رأسها ببطء من فوق صدر عاصم تجذبها نبرة صوت جدها الضعيفةالتي تسمعها منه لاول مرة ليرق قلبها له تلتفت اليه لتتقابل اعينهم تراه يبتسم لها بضغف يكرر سؤاله مرة اخرى لكن تلك المرة لها هي لتهز فجر رأسها بالنفى تشعر بتعاطفها لحالته تلك ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة =: يبقى خلاص تفضلوا هنا معانا ونعيش كلنا سوا.

ثم التفت الى عواطف الواقفة بجانب صفية تظهر الريبة والشك في عينيها لاتستطيع تصديق ان هذا الرجل قد تغير لهذة الدرجة من ناحبة ابنتها او ناحيتها ليزداد شكها حين سمعته يقول موجها الحديث اليها يسألها رأيها =: ولا ايه رايك في كلامى يا ست عواطف ننسى اللى فات ونعيش
لم تجد عواطف ما تجيبه به فهى لاتستطيع تجاهل ما تشعر به من ارتياب.

ليسرع صلاح هاتفا عندما طال صمت عواطف مؤكدا =: طبعا ياحاج كلنا اهل واللى فات مات والست عواطف وفجر في عنينا كلنا
هتف عبد الحميد بسعادة =: يبقى على بركة **** من بكرة نبتدى نجهز لاكبر فرح شافته مصر ده فرح الغالى ابن الغالى
ليلتفت الى صفية وعواطف قائلا بمرح =: يلا بينا احنا دلوقت نسيب العرسان لوحدهم اكيد في كلام كتير عاوزين يقولوه.

ليغادر سريعا تصتحبه عواطف وصفية يتبعهم صلاح بوجه متجهم يغلقون خلفهم الباب بهدوء
وقف عاصم وفحر والتي كانت ما تزال على وضعها تقف بين احضان عاصم الذي اخذ ينظر اليها بتمعن قائلا =: فجر لو فعلا مش عاوزة اننا نعيش هنا بعد الجواز انا اقدر…

قاطعت فحر كلماته بخفوت تثبت عينيها فوق ازرار قميصه لاتستطيع رفع عينيها اليها من شدة خجلها مما حدث منذ قليل وتشبثها به كطفلة الصغيرةقائلة =: لا ياعاصم انا مش ممكن اكون سبب في اى مشكلة بينك وبين جدى وانا عارفة انكم متعلقين ببعض ازاى
اخفض عاصم عينيه اليها قائلا =: يعنى انتى موافقة؟

هزت فجر رأسها وهي مازالت على وضعها تخفى عينيها عنه ليمد عاصم انامله تحت ذقنها رافعا وجهها اليه لتحبس انفاسه في صدره وهو يرى مدى نقاء وصفاء اللون في عينيها فهو في حياتك كلها لم يرى في جمال لونهم ابدا رغم سنواته التي قضاها بالخارج ليهمس لها برقةبصوت متحجرش=: طيب بتخبى عنيكى عنى ليه انا مش عاوزك تتكسفى تتكلمى معايا في حاجة ابدا.

توسعت عينيها بذهول من كلماته الرقيقة لها لتزداد اتساعا حين سمعته يقول بهمس كما لو كان يحدثه نفسه =: انا مشفتش في جمال لون عنيكى ده ابدا كانهم لوحة مرسومة استحالة ابدا يكونوا حقيقة.
اتسعت عينيه هو الاخر كما لو كان صدم مما تحدث به دون وعى منه لتتنحنح فجاءة مبتعدا عنها عدة خطوات يعطى ظهره لها واضعا قبضتيه في جيبه بعنف قائلا بخشونة=: عاوزك متخافيش من اى حاجة ابدا ولازم تفهمى ان استحالة حد ممكن يأذيكى حتى ولو بكلمة والا حسابه هيبقى معايا انا والكل عارف بده
ليلتفت براسه لها قليلا قائلا =: فاهمة كلامى ده يا فجر.

هزت فجر راسها ببطء بالايجاب ليلتفت بجسده كله لها تضيق عينيه بنظرة لم تستطيع فهمها لتحدث بصوت واضح النبرات قائلا بحزم=: ولازم تفهمى كمان انك من النهاردة بقيتى مرات عاصم السيوفى يعنى لازم تصرفى على الاساس ده وانى استحالة هقبل منك انتي كمان اى غلط واضح كلامى
همست فجر تساله =: تقصد ايه؟

اقترب عاصم منها مرة اخرى حتى اصبح لايفصل بينهم سوى انشات قليل لينحى براسه قليلا باتجاهها يهمس هو الاخر لكن بشراسة=: انتى فاهمة كويس اقصد ايه لتوقف قليلا ينحنى اكثر عليها يكمل واقصد مين!
شحبت ملامح فجر حتى اصبح يحاكى وجوه الاموات ليزداد شحوب هي تسمعه يتحدث مكملا حديثه باقتضاب وبرود=: هي سنة نستحملها بالطول ولا بالعرض وهتخلص بس مش هسمح فيها باى غلط او تجاوز منك طول مانتى مراتى.

وقفت فجر تنظر اليه والجمود يسيطر على جميع انحاء جسدها وقد وصلها معنى كلماته وظنونه بها فاهى تقف امام من ظنته الحامى لها منذ ان كانت صغيرة فاعتقدت بانه مختلفا عنهم جميعا لينضم اليهم يلقى عليهاهو ايضاد بالاتهاماته وسوء ظنه لتعلم فاى خانة قد وضعهها وهي منذ الان سوف تتعامل معه على هذا الاساس فلن تقف مرة اخرى في موقف الدفاع مرة اخرى فيكفيها ما عانته من الجميع وليظن مايريده هو الاخر.

رفعت فجر عنين تشبه الرخام في برودته يرتسم الجمود فوق وجهها تساله بصوت واضح النبرات حاد كسكين =: في حاجة تانية تحب تقولها قبل ما اخرج؟

جالت نظرات عاصم عليها محاولا معرفة مايدور في عقلها من افكار يشعر بانها كانت تقصد معنى اخر من كلماتها لكنه لايستطيع ايضاحه لتظل عينيه تجول فوقها باستفهام وحين لم يستطع التوصل لشييء تحدث قائلا باقتضاب =: لا كده كلامى انتهى وكل الامور وضحت بينا انتى لو عاوزة تقولى حاجة اتفضلى اتكلمى.

فجر ببرود وصوت منخفض تشعر بعينها كنيران من محاولتها كبت دموعها امامه =: معنديش حاجة اقولها فلو ممكن انا هخرج لماما اشوف هنعمل ايه بعد اذنك
لتتحرك من امامه في اتجاه الباب بخطوات سريعة متيبسة لكن قبل ان تمتد يدها الى مقبض الباب حتى شعرت بزراعيه تحيطان بيها من جانبى راسها توضع فوق الباب تمنعها من الخروج تسمعه يهمس لها =: متشتريش فستان للفرح
ليخفض ذراعيه عن الباب يضعها فوق خصرها.

يلفها اليه يراها تنظر اليه بصدمة ودهشه من كلماته ليكمل حديثه بنفس الهمس =: انا اللى هجيبه ليكى هيكون من اختيارى انا
وقفت متسعة العينين بشدة ببريقهم الساطع تنظر الى عينه تراها تترتسم الرقة فيهم تتنافى مع قسوتهم منذ لحظات تسمعه يحدثهابرقة =: اتفقنا يا فجر؟
هزت فجر راسها بشرود وهي مازالت تائهة في نظراته لها ليبتسم لها برقة قائلا,=: طيب تقدرى تخرجى دلوقت زاى مانتى عاوزة.

ظلت فجر واقفة تنظر اليه بشرود حتى هتف بصوت هادئ: = فجر
هزت راسها تخرجها من حالتها الشاردة لتسرع في هز راسها مرة اخرى بالايجاب تمد يدها للخلف تفتح الباب تخرج سريعا من الغرفة تاركة عاصم ينظر في اثارها بشرود لايعلم لماذا طلب من هذا الطلب الغريب والذي لم يكن في تفكيره ابدا لكن كل ما يعلمه ان اراد محو تلك النظرة من عنيها قبل خروجها من هنا ليخرج منه هذا الطلب دون ان يشعر.

زفر عاصم بقوة عائدا الى الجلوس خلف مكتبه ينظر امامه بتفكير.

انا مش فاهم ازاى توافق جدى على اللى عمله ده لا وكمان تشهد على جوازهم بنفسك
تحدث سيف بتلك الكلمات الى ابيه الجالس فوق مكتبه داخل الشركة ليبتسم صلاح بغموض =: علشان اللى عمله جدك ده جه في مصلحتنا يا غبى
تجهمت ملامح سيف من اهانة ابيه له لكنه اسرع في سؤاله =: ده ازاى بقى ما فجر خلاص طارت من ادينا وطار معاها ميراثها لجيب سي عاصم ومن غير حتى ما يتعب.
ابتسم صلاح بخبث قائلا باستهزاء =: كنت عارف ان دماغك مش هتوصل لدماغك بس هقولك
لينحنى الى الامام يستند بمرفقيه فوق المكتب قائلا=: مفيش حاجة من من اللى اتفقنا عليها هتقف كله ماشى زاى ماهو
عقد سيف مابين حاجبيه يساله بدهشة=: ازاى مش فاهم وهي خلاص اتجوزت
صلاح بخبث ودهاء=: زاى ما اتجوزت احنا نطلقها سهلة وبسيطة ومش كد
برقت عينى سيف ببريق جشع يقول =: تقصد اننا هنااااا…

رجع صلاح الى الخلف يهز راسه بالايجاب ترتسم على وجهه ابتسامة اكثر خبث لينهض سيف واقفا يهتف بسعادة =: ايوه كده هو ده الشغل ماهو مش هنسيب لسى عاصم الجمل بما حمل لازم يفهم هو بيلعب مع ميين
صلاح وقد ارتسمت الحدية فوق وجه قائلا بتوبيخ= اعقل كده وبلاش جنانك ده والمرة متخطيش خطوة الا بامرى مش عاوزك تتهور زاى عادتك فاهم.

اسرع سيف بهز راسه بالموافقة ليكمل صلاح هو ينظر امامه بشرود =: المرة دى مس لازم اسيب اى حاجة ممكن تعطلنى على اللى في دماغى لازم ارتبها والعبها صح المرة دى.

ذهبت فجر الى حجرة استقبال القصر بناء على طلب والدة عاصم لها لتدخل الى الغرفة لتفاجىء بهنا ابنة عمتها تسرع في استقبالها تقبلها على وجنتها برقة تهتف بسعادة صادقة =: مبروك يافجر متعرفيش انا فرحانة ليكى اد ايه انا جيت دلوقت مع طنط صفية علشان ننقى معاكى فستان الفرح اللى متاكدة انك هتكونى قمر فيه انا عارفة اننا مكناش صحاب اد كده بس انا مقدرتش اقاوم اجى اباركلك ولما عرفت انكم هتختاروا الفستان صممت انى اجى اختاره معاكم هي ماما مش موا…

قاطعت صفية حديثها السريع قبل ان تصل اللى تلك النقطة حتى لا تعكر صفو تلك اللحظة لتنهض قائلا بمرح =: هنا يا حبيبتى
مش اهدى كده وبراحة وتعالى اقعدى حنبى انتى وفجر يلا علشان نشوف هنعمل ايه ثم التفتت الى فجر ماما فين يا حبيتى علشان تيجى تختار معانا
فجر بهدوء =: ماما جاى ورايا حالا
جلست صفية مرة احرة فوق الاريكة تتوسطها لتشير لهم اتباعها =: طسب تعالى اقعدوا جنبى ناخد فكرة عظ الفساتين لحد ما عواطف توصل.

اسرعت هنا بتنفيذ الامر بينما وقفت فجر مكانها عدة لحظات تفرك كفيها ببعض بتوتر وارتباك لتلاحظ صقية حالتها هذة ترفع راسها عن المجلة التي بين يدها قائلة بلين =: فجر تعالى يلا مالك واقفة عنك ليه
تقدمت فجر بحظوات بطيئة تقول بتلعثم =: اصل، يعنى يا طنط، الفستان يعنى هو، يعنى
صفية برقة =: في ايه فحر مالك ياحبيبتى في حاجة مثلا في دماغك عجباكى موديل مغين يعنى.

اسرعت فجر تهز راسها تنفى سريعاقائلة بسرعة عالية=: لااا ابدا يا طنط بس عاصم قالى ان هو اللى هجيبلى هو الفستان
سكنت حركة صفية تلتمع عينيها ببريق السعادة تهمس =: هو اللى هيختارلك الفستان بنفسه
قفزت هنا فزق قدميها بفرحة وسعادة تهتف قائلة =: ياااسلام على الرومانسية اكيد هو عارف نفسه عنيه تشوفك في ايه يااا ده عاصم اكيد بيحبك اوووى.

بهتت ملامح فجر عند نطق هنا لتلك الكلمات تشعر بالمرارة في حلقها من حقيقة وضعهم اه لو يعلمون طبيعة الوضع بينهم لم يكن لينظروا الى هذا الامر بكل تلك الشاعرية لكنها فضلت الصمت تحاول رسم السعادة فوق وجهها حتى ولو كانت سعادة زائفة.

يتبع





مشاهدة المرفق 57768

البارت الثامن

مر بها الاسبوع كما لو كان يوم بالنسبة لهافى حمى الشراء التي اصابت زوجة عمها صفية وهنا فلقد اصروا على تجهيزها بكل ما قد تحتاج اليه لايكاد يمر يوما الا وقد قاموا فيه بالذهاب الى التسوق عائدين محاملين بالكثير والكثير من الاشياء والتي لا تعلم حتى الان من المسئول عن تحمل تكاليفها فرغم حديث جدها عن تحمله لكل احتياجتها الا انه لم يكرر عرضه مرة اخرى لتصبح في حيرة هي والدتها عن كيفية قيامهم بشراء احتياجتها قد رفضوا فيما بينهم ان يقوموا بطلب شيئ منه لتمر بها ايام اصابها بها الرعب والحيرة حتى اتت زوجة عمها تطلبها للذهاب للقيام بالتسوق والذي اشترت من خلاله الكثير والكثير.

اما بالنسبة لعاصم فهى لم تراه منذ يوم عقد قرانهم فقد اختفى في سفر مفاجىء لم يحضر منه حتى الان ولم يقم باحضار فستان الزفاف وهاهو حفل الزفاف سوف يقام اليوم ليصيب امها وزوجة عمها التوتر والرعب من ان يكون قد نسى الامر ككل ولكنها لاتظن هذا فقد قامت زوجة عمها بتذكيره في كل مرة كانت تحدثه فيها هاتفيا ليقوم برد مبهم لا يدل على شيئ رافضا اى عرض منها بان تقوم هي باحضارها للفستان.

ليتصل منذ قليل قبل ساعات من الزفاف بان الفستان في الطريق تصحبه المصممة شخصيا للقيام باى تعديلات قد يحتاج اليها وهاهم في انتظاره داخل الجناح الذي خصص لها مع والدتها من منذ عقد القران في انتظار القيام باستعداتها للزفاف
= فجر انتى روحتى فين انا بكلم من الصبح
التفتت فجر الى والدتها الجالسة بقلق تفرك كفيها ببعض بتوتر لتسألها فجر برقة
= ايوه ماما انا معاكى في حاجة؟

اخدت عواطف تتملل بقلق فوق مقعدها حتى التفتت الى فجر تسالها بقلق=: فجر انتى فرحانة؟ انا مظلمتكيش لما وافقت على جوازك بالشكل ده من عاصم؟
اسرعت فجر ترتمى بين ذراع امها تندس في احضانها تسرع في القول وهي تحاول طمئنتها زعم كل المخاوف في بداخلها من هذا المجهول الذاهبة اليه
= لاا طبعا ياماما انا مش قادرة اقولك انا فرحانة اد ايه وفرحانة ان عاصم بقى جوزى
عواطف بتوجس
= بجد يا فجر! يعنى انتى فعلا فرحانة؟

شددت فجر من احتضانها لها قائلة
= جداااا يا ماما انا مش عوزاكى تقلقى عليا ابدا
تنهدت عواطف قائلة
= **** يسعدك يا بنتى
مان ان اتمت جملتها حتى اندفعت صفية بقوة داخل الغرفة تهتف بسعادة = المصممة وصلت ومعاها الفستان علشان تساعدك
ثم التفتت الى الباب المفتوح تهتف بحماس
= اتفضلى يامدام كارول.

دلفت الى داخل الغرفة سيدة في اوساط الاربعين تظهر على مظهرها مظاهر الرقى تصحبها شابة صغيرة في السن تحمل بين يدها صندوق ضخم يقاربها حجما تقريبا تنهج تحت وطاءة ثقله
تقدمت الى الداخل تبتسم برقة قائلة
= اهلا مبروووك للعروسة
اخذت في الاقتراب حتى توقفت امام فجر تبتسم بمعرفة
= انتى اكيد العروسة واضح جدا من عينيكى.

شعرت فجر بالدهشة من كلماتها تلك فما داخل عينيها بكونى هي العروس وليس بهم مايدل على الفرحة واللمعة المعتادة عند كل عروس سعيدة
التفتت كارول الى تلك الشابة الواقفة في الخلف بارهاق قائلة بعملية وشدة = جومانة ركزى معايا ويلا خرجى الفستان من الصندوق
لتمر بهم عدة دقائق محمومة وقفت بعدها فجر وجميع الموجودين فاغرين افواهم من جمال تلك التحفة والتي تسمى فستان زفاف لتهمس صفية بانبهار.

= ده تحفة استحالة يتقال عليه فستان
كارول محاولة تصنع التواضع
= شكرا حبيبتى بس لازم اقول ان عاصم بيه هو اللى طلب كل التفاصيل اللى فيه دى وانا نفذت ليه
التصميم
وقفت فجر تطالع نفسها في المرأة ترتدى فستان زفاف بلون ازرق سماوى يشبه لون عينيها تماما من فوق الصدر ليتدرج اللون حتى اخرالفستان ليصبح اللون ابيض ناصع تنتشر حبيبات الكرستال فوقه لتجعله كجوهرة متلألأة لتنعكس على لون عينيها تجعل من لونهم اكثر اشراقة.
اقتربت كاورل منها تنظر اليها بعين ناقدة من الامام والخلف لتصفق بعدها بفرحة قائلة
= تمام كل شي مظبوط مش محتاج غير رتوش وتعديلات بسيطة عاصم بيه اقدر يوصف درجة اللون بالبظبط لتكمل بسعادة
=واضح انه بيحبك اووى
شحبت ملامح فجر لدى سماعها لتلك الكلمات العفوية منها لكنها رسمت ابتسامة ضعيفة فوق شفتيها استجابة منها على تلك الكلمات.

لتمر بهم الدقائق في تجهيز الفستان وتعديله وما ان انتهت كارول منها حتى اسرعت تقبل فجر بحماسة قائلة =: الفستان ولا اروع ده من اجمل التصاميم اللى عملتها وبصراحة انتى عملتيله رونق خاص لو كانت اى عروسة غيرك لبسته معتقدش كان هيكون عليها بالجمال ده
اقتربت منها امها هي الاخرى تنظر اليها بفرحة والدموع تنهمر من عينها تقول بصوت متحجرش من البكاء
= اخيرا عشت وشوفتك احلى عروسة يابنت قلبى **** تتهنى العمر كله.

وقفت فجر تستمع الكلمات من جميع من حولها بذهن شارد تفكر عما سيكون انطباعه عندما يراها بهذا الفستان هل سيرى هو ايضا ماراه الاخرين عن جمالها فيه ام سيصاب بخيبة امل لدى رؤيتها به
مرت بها الساعات من بعد خروج المصممة في تحضيرات اخرى حضرت خلالها هنا تتردى فستان وردى يجعلها رقيقة المظهر لتنبهر لدى رؤيتها تتنهد قائلة بهمس.

= لااا ده عاصم طلع رومانسى كبير على كده ده اختارالفستان من لون عينيكى **** يسعدكم ياارب لتكمل بحماس عاصم تحت مع الضيوف وجدى طالع ورايا علشان يوصلك لعاصم
لتضحك
= انا بقى جايه هنا هربانة من الخناقة اللى بين بابا وماما تحت ولانادين وطنط ثريا اللى قاعدين على ناار لتصفق بيدها تهتف
= ولسه لما يشوفوكى بالفستان هيتجننوا كلهم.

توترت فجر لدى سماعها تلك الكلمات العفوية من هنا تشعر بالبرد يزحف بين عظامها من فكرة ان تمر الليلة وحولها كل هذة القلوب الحاقدة
انتبهت الى دقات هادئة فوق باب الغرفة لتدلف زوجة عمها صفية الى الغرفة يتبعها جدها والذي ما ان رأها حتى التمعت عينيه ببريق قاسى يهمس =: كانى شايف عواطف ادامى.

لتتغير تعبيراته سريعا يرسم ابتسامة متيبسة لم يلاحظها سوى عواطف الواقفة بصمت تراه يتقدم ببطء من ابنتها مادا يده اليها قائلة بلهجة حاول اضفاء السعادة فيها
= يلا يا عروسة الكل مستنيكى تحت واولهم عريسك.

لتتقدم فجر منه ليخرجوا جميعا من الغرفة الا عواطف والتي وقفت مكانها بتصلب لاتدرى لماذا هذا الشعور الدائم بالتوجس والخشية كلما رات عبد الحميد السيوفى يقترب من ابنتها فهى لاتعلم ما يخبئه وهو بتلك الحالة الغربية فبرغم الطيبة والرقة التي يظهرها الا نظرة من القسوة تخونه احيانا لتظهر في عينيه.

بعد انتهاء الحفل…
اخذت نادين تجوب الحجرة الاستقبال بغضب وعنف تتمتم بهسترية
= بقى بنت عواطف يتعمل فرح زاى ده دانا نادين سيوفى متعمليش كده فجوازى ولا الفستان شوفتوا البيه جيبهولها ازااى ااااه انا هموت نااار جوا قلبى لا وجدو هو اللى يسلمها له ادام الكل لتصرخ بقوة
= خلااص بنت الخدامة اتعملها سعر
نهضت ثريا من فوق مقعدها تتقدم منها تهتف بقلق
= اهدى يا نادين صوتك عالى وجدك هيسمع.

تحدثت شهيرة التي جلست بجوار ابنها وزوجها الصامتان منذ بداية الحفل قائلة بغيظ=: سبيها يا ثريا خليها تقول اللى كلنا مش قادرين نقوله وساكتين حتى رجالة العيلة مش قادرة تقوله
اعتدل صلاح فوق مقعده يهتف بتحذير غاضب
= شهيرة حاسبى على كلامك ومتخلنيش ارد عليكى رد يزعلك
ضحكت شهيرة بسخرية.
= لا قول يا صلاح هتقول وتعمل ايه اكتر من انك تجبرنى انا شهيرة السيوفى انى احضر فرح بنت عواطف وتوافق ان بنتك تكون معها من اول المسخرة دى ما حصلت
التفت اليها سيف قائلا بضيق
=خلاص ياماما ملهوش لازمة الكلام ده وبعدين كنتى عاوزة يعمل ايه ودى اوامر جدى وانتي عارفة انها لازم تتنفذ غصب عن الكل
= برافو عليك يا واد يا سيف طلعت بتفهم اكتر من امك.

دوت تلك الكلمات داخل الغرفة من عبد الحميد الذي دلف الى الغرفة بخطوات بطيئة لتسرع نادين بالقاء نفسها بين ذراعيه تبكى بحرقة ليقربها عبد الحميد اليه يرتب على راسها برقة يهمس
= بس يا حبيبة جدو انا عارفة انتى زعلانة اد ايه بس مبقاش عبد الحميد السيوفى اما رجعت كل حاجة زاى ماكانت بس مش عاوزك تزعلى نفسك
تنبهت حواس شهيرة وهي تستمع لهمس ابيها لتلك المدللة لتسأله بفضول = تقصد ايه يابابا بكلامك؟!

اخذ عبد الحميد يهمس الى نادين الباكية بكلمات مهدئة رقيقة متجاهلا سؤال شهيرة له ليلتفتوا الى بعضهم بنظرات دهشة متسألة عن المقصود بكلماته تلك وماذا يحضر للقادم بالدهاء المعروف عنه.

دخلت فجر الى الجناح المخصص لها ولعاصم بخطوات مرتعشة خائفة يتبعها عاصم المتجهم الوجه منذ بدء الحفل فهو طوال الحفل لم يوجه لها كلمة لايظهر على وجهه اى تعبير فماعاد لحظة ان قام جدها بيتسليمها لها وسط عزف موسيقى رقيق واضواء ساطعة تراه واقفا تتسلط نظراته فوقها بذهول تترسم بعينه نظرة لم تستطع تفسيرها لتفاجىء به ينحنى فوق جبينها يقبله تمسه شفتيه برقة يقودها برقة الى وسط الدائرة المخصصة للرقص لتشعر بالارتباك وتخبط في خطواتها ليضمها اليه برقة يضع يده فوق خصرها يقربها اليها يقودها في رقصة بطيئة تسمعه يهمس برقة في اذنيها.

= مبروك يا فجر **** يكون ذوقى عجبك في الفستان
هزت فجر راسها بالايجاب دون ان ترفع راسها اليه لتشعر بانامله تمتد الى ذقنها يرفع وجهها اليه يهمس وعينيه تجوب ملامحها لترتكز فوق عينيها يهمس
= نفس لون عينيكى بالظبط كانى شايف السما في عز صفائها.

اهتزت فجر تحمر وجنتيها بشدة من كلماته الرقيقة تلك لتراه يخفض راسه مرة اخرى يقبل جبينها من جديد ولكن تلك المرة طالت قبلته فوق بشرتها ليتركها بعد حين ليقربها اكثر الى صدره ليظلا على هذا الوضع حتى انتهاء الرقصة لتعود تدريجيا الى الواقع ففورا انتهاء الرقصة عاد عاصم يرتسم فوق وجهه البرود يتعامل معها برسمية حتى انتهاء الحفل لتصعد معه الى جناحهم دون النطق بكلمة بينهم.

وقفت فجر تنظر حولها بارتباك لاتدرى ما هو المفترض منها فعله حتى سمعت عاصم يتحدث اليها بجمود
= انا هدخل اغير هدومى في الحمام وانتى تقدرى تغيرى هنا براحتك ولما تخلصى خبطلى على الباب
ثم اتبع كلماته بالتوجه سريعا الى خزانة الملابس يفتح احدى ضلفاتها يخرج من ملابس للنوم ثم يدلف الى الحمام دون كلمة اخرى.

ظلت فجر تنظر في اثره لعدة دقائق لاتدرى سببا لمعاملته الفظة تلك فان كان قد اجبرته الظروف على هذا الزواج فهى ايضا قد اجبربت بل و‌تأذت كثيرا ممن تلك الزيجة فهى مجبرة ان تشارك سنة من حياتها مع شخص يظن بها اسوء الظنون حتى ولو كان لم ينطق بها لكنها تراها بعينيه في كل لحظة.

تنهدت بالم تغشى عينيها الدموع لتلعن نفسها على لحظة الضعف هذة تحدث نفسها بانه ان كان باستطاعته معامتها بكل هذا الجفاء فهى ايضا بقادرة ومن بعد الان ستكون المعاملة بينهم بالمثل.

تقدمت الى الخزانة المخصصة تبحث في اغراضها عن شييء يصلح ارتداءه فزوجة عمها حين اقبلت على الشراء لها قامت بشراء كل شييء ولكن يصلح لعروس سعيدة في مقتبل حياتها وهاهى تعانى في البحث بين الاغراض لتتنهد بارتياح حين وجدت احدى المنامات المحتشمة الاذرع طويلة الارجل والتي اصرت على شراءها بقوة رغم محاولات اثناءها عن ذلك.
تقدمت بخطوات بطيئة تخشى التعثر بفستانها لتتوقف تضع المنامة فوق السرير تمد الى شعرها تفكه من تلك العقدة المعقدة ليسترسل فوق ظهرها يغطيه كله لتمد يدها الى الفستان من الخلف تحاول خلعه لتفاجىء بان الظهر ليس به سحاب عادى بل ازرارمتناهية الصغر تجعل من الاستحالة فكها بيدها وحدها بل تحتاج الى مساعدة.

تتنهدت بتعب بعد عدة لحظات طوال حاولت فيهم فك تلك الازرار وقد المها ذراعه من كثرة تلك محاولات جلست بقوة السرير تزفر بقوة لاتدرى ماذا تفعل فقد استغرقت وقت طويل ومازال عاصم في الحمام في انتظار طلبها منه الخروج لتسرع في الوقوف امام المراة تحاول النظر الى خلف لعلها تستطيع فعلها بتلك الطريقةتتسال اتذهب الى والدتها او زوجة عمها تطلب المساعدة ولكن الن يستغربوا طلبها هذا في وجود عاصم واليس من الطبيعى ان يقوم الزوج بتلك المهمة.

هتفت فجر بقوة وغضب بصوت عالى
= انا عارفة بقى! اوووف اعمل ايه دلوقتي بقى في البتاع ده
فوجئت بطرق على باب الحمام يأتى من الداخل تسمع عاصم يسالها بقلق
=فجر في حاجة عندك؟
اخذت فجر تتلعثم بالكلام تحاول ايضاح الامر بتخبط لتفاجىء به يخرج من الحمام ينظر اليها تمر عينيه عليها بتساؤل لتتحدث محاولة التوضيح لكن تخرج الكلمات بتلعثم منها
= اصل، يعنى، كنت عاوزة ماما، الفستان يعنى هو، ‌.

يقدم عاصم لداخل الغرفة مقتربا منها يحدثها بهدوءساخر
= وكنت عاوزة ايه من ماما دلوقت مش كبرتى على طلب ده
اشتعلت عينيها بغضب من قيامه بالسخرية منها لتقول بصوت عالى غاضب
= تفتكر يعنى هعوزها ليه؟ انا مش عارفة اقلع الفستان ده لوحدى يعنى هو اللى كان عمله مكنش عارفة حاجة زى دي.

اتسعت عين عاصم بدهشة من رؤيته لها غاضبة بتلك الطريقة لاول مرة لترتسم ابتسامة ضعيفة فوق شفتيه لتمد يده الى كتفيها يلفها ليكون ظهرها له تسمعه يهمس
= هي اتعملت كده علشان المفروض اللى عمله ده هو اللى كان يحصل.

لتمتد انامله الى ظهرها يقوم بفك تلك الازرار باصابع خفيفة تكاد تلامسها حتى اصبح منتصف ظهرها عارى تسمع انفاسه تتعالى مع كل زر يقوم بفكه لينكشف امامه جزء من بشرتها بينما ترتفع اطراف اصابعه تلامس بشرة ظهرها برقة لتسرى القشعريرة في بشرتها لتهمس هي الاخرى
= عاصم كده كفاية انا هقدر اكمل الباقى لوحدى.

اخفض عاصم وجهه الى عنقها يظهر عليه انه بعالم اخر لا يعى حتى الى حديثها يقبل بشرة عنقها المكشوفة له برقة يهمس بصوت اجش
= تعرفى انك جميلة انا عمرى ما شوفت بشرة زى بشرتك نااعمة بطريقة تخطف العقل والعين
ليستمر في تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع بلفها اليه يحتصنها بين ذراعيه بحنان يخفض شفتيه الى شفتيها يهمس امامهم.

=متعرفيش انا اتمنيت اللحظة دى اد ايه من وقت ماشوفتك هنا نايمة على سريرى
همت فجر بالحديث لكنه لم يمهلها يسرع بالتقاط كلماتها داخل شفتيه يقبلها برقة وحنان سرعان ما تحولا الى شغف وجنون لم تستطع مجاراته ايهم بسبب خجلها ليلاحظ هو ذلك فاخذ يبطء من تقبيلها حتى تغلبت اخيرا على خجلها لتبادله قبلته علي استحياء وعدم خبرة يقوم بكل ما يستطيع به من خبرة لتغلب على خجلها هذا لتظل منامتها مكانها دون مساس بها.

يتبع






مشاهدة المرفق 57769

البارت التاسع

وقف عاصم ينظر الى عينيها اللامعة بشدة وشفتيها المنتفخة من اثر قبلاته المحمومة لتتسارع انفاسه وتشتعل عينيه بالنيران ليسرع بحملها الى الفراش خلفهم يضعها فوقه برقة واهتمام كما لو كان يحمل بين يديه شيئ من مصنوع من الخزف ينظر اليها بشغف وحنان تمسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى فوقها لتهمس فجر بصوت خجل متلعثم =
عاصم مش ده اللى اتفقنا عليه انت قلت اننا هنكون اخوات.

دفن عاصم راسه بين حنايا عنقها يهمس =
مش قادر تكونى معايا في اوضة واحدة ومتبقيش ليا وبتاعتى مش هو ده اللى كنتى عوزاه توصليله
تخشب جسد فجر تساله بجمود=
تقصد ايه بان ده اللى كنت عوزه اوصله
رفع عاصم جسده بعيدا عنها بعد احس بحالة الجمود التي اصبحت عليها قائلا بخشونة =
اعتقد انه مش وقته الكلام ده
مدت فجر كفيها تدفعه في صدره بعيدا عنها بقوة لتنهض جالسة فوق الفراش تسحب معها الغطاء تغطى بيه جسدها المكشوف امام.

عينيه متسعة العينين بصدمة تهمس=
انت فعلا مصدق انى كنت قاصدةيحصل بينا ده!
نهض عاصم واقفا فوق قدميه سريعا بغضب قائلا= فجر انا قلت مش وقته
صرخت فجر بغضب متألم =
لا وقته انا لازم اعرف تقصد ايه انا مبقتش قادرة استحمل كل اللى بتقال وفي دماغكم كلكم عنى لازم تقولى انت تقصد.

التفت اليها عاصم بقوة يهتف بشراسة = عوزه تعرفى اقصد ايه حاضر يا فجر هانم اقصد كل الكلام اللى من وقت ما وصلت وانا بسمعه عنك وعن والدتك وحياتكم في البلد قبل ماجدى يجيبكم هنا و رفضت كل اللى اتقال ليه عنكم رغم انى كنت بعيد عنك وتقريبا معرفش اى حاجة عنك
تحرك في ارجاء الغرفةبخطوات متيبسة غاضبة لتنقلب لهجته الى عدم تصديق وصدمةقائلا =.

علشان بعدها اخدت اكبر قلم في حياتى لما ادخل المكتب القيكى مع الحيوان سيف لا وكمان تقفى ادامى تمنعينى ان اضربه خوف عليه وتيجى بعدها بكل بجاحة عوزة تتكلمى معايا عوزانى اصدق انك مظلومة علشان فجاءة اللعبة انقلبت وبدل سيف بقى عاصم
وهو الفايدة اكبر والمكانة اعلى واحسن مش كده يافجر.

جلست فجر تستمع حديثه ومع كل كلمة تخرج من فمه كانها سكين يقطع في احشائها بقسوةووحشية اللى هذة الدرجة يراها بكل هذا الحقارة والانتهازيةاحقا يصدق بانها اقامت عليه لعبة حتى يقع في حبائلها لتسأله سؤال اصبحت الاجابة عليه ملحة لها =
ولما انت شايفنى بالصورة دى ليه عرضت الجواز عليا ادام الكل وانت عارف ايه اللى عوزاه من ورا الجواز بيك
ظهر التردد للحظات فوق ملامحه لدى القائها لسؤالها عليه لكنه اجابها بقسوة =.

افتكر انى قلتلك ليه وقتها وانا مش هيعيد كلامى تانى واعتبرى اللى حصل من شوية لحظة ضعف مش هتتكرر تانى حتى لوايه حصل لازم تفهمى انك مش اكتر من بنت عم ليه وهتفضلى كده لحد ما توصل التمثلية دى لاخرها وياريت تحطى الكلام ده في دماغك كويس
ليتقدم الى الباب بخطوات سريعة لتوقفه فجر مناديه اياه بقوة لتتوقف خطواته لكنه لم يلتفت ناحيتها لتقول بصوت اجش باكى=
انا عوزة اطلق حالا استحالة اكمل بعد كل اللى اتقال.

تيبست عضلات ظهر عاصم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامتةحتى يحدث بعدها باستهزاء =
عوزة تطلقى علشان كلامى معاكى معجبكيش طيب معملتيش حساب كلام تانى ابشع هتقال لو نفذتلك طلبك وطلقتك بعدجوزنا بيوم اعقلى وافتكرى احنا ليه اتجوزنا من الاساس افتكر ي امك اللى ممكن يحصلها حاجة بجد لو ده حصل
ثم التفت اليها ينظر اليها من جانب عينيه قائلا بقسوة=
هى سنة زاى ماقلتى وهتمر فعقلى كده وفكرى فيها كويس.
العنان لدموع ظلت حبيسة عينيها ابت كرامتها ان تذرفها امامه.

مع اول ضوء للنهار دخل عاصم لجناحه مرة اخرى يتقدم الى الداخل بخطوات هادئة ليصدم برؤيته لتلك الجالسة فوق المقعد تلتف حول نفسها وهي مازلت تتشبث بالغطاء حولها ولكن تقطعت انفاسه لرؤيته تلك الدموع الممزوجة بكحل عينيها تسيل فوق وجنتيها تلطخها ليجلس على عقيبيه امامها ينظر اليها عن قرب ليمد انامله دون ارادة منه يتلمس اثار دموعها تلك يشعر بشيئ يهتز بداخله لكونه كان سببا في تلك الدموع.

زفر عاصم بقوة يرفض لحظة ضعفه تلك يحدثه عقله بانه لم يفعل غير الصواب حين كشف كل حقيقتها امامها حتى لاتظنه غافل او انه حقا منجذبا اليها كان يجب ان تفيق من اوهامها تلك حتى ولو فعلها بقسوة
همس صوت ضعيف داخله ينبه بانه حقا قد اصبح من منجذبا لها وما حدث ببنهم لم يكن لها يد فيه بل كل اللوم يقع عليه هو
هز عاصم راسه بشدة ليصمت ذلك الصوت بداخله يحدثه بعنف.

و ماذا كان يفعل وهو يراها بكل هذا الجمال امامه تعرض عليه مالايستطيع اى رجل ذو دماء حرة رفضه لينهره ذلك الصوت بداخله لكنها لم تعرض عليه شيئ بل هو من قام بل الخطوة الاول فلم تجد هي في نفسها القوة لمقاومته
تنفس عاصم بغضب من تلك الافكار التي تدور بعقله ليصمتها حين قام بهز فجر النائمة باستسلام فوق المقعد يوقظها بفظاظة.

لتقفز فجر فزعة من فوق المقعد تتلفت حولها بذعر ليسرع عاصم بمحاولة تهدئتها بصوت خالى من التعبيرقائلا=
ايه اللى منيمك بالشكل ده منمتيش في السرير ليه
اخدت فجر تلملم الغطاء من حولها ومعه تحاول لملمة شتات نفسها لتتحرك دون الاجابة عليه ناحية الحمام دون ان تعيره ادنى اهتمام ليسرع عاصم خلفها يقبض على زراعها بقوة يلفها اليه بعنف قائلا =
رايح فين انا مش بكلمك؟

نفضت فجر ذراعها من يده تلتفت اليه بعينين تلتمع بغضب وشراسة تتحدث بصوت كل الفحيح =
ابعد ايدك عنى واياك تلمسنى مرة تانية فاهم ولازم تعرف انه ميخصكش انام فين او اعمل طول مااحنا هنا جوا الجناح بعيد عن عيون اللى حوالينا.

لتتركه يقف مكانه بجمود وصدمة من كلماتها اليه لتصاعد ذلك الصوت بداخله مرة اخرى يتسال عن سبب صدمته الم تكن ماقالته هي هو نفس طلبه منها قبل مغادرته منذ قليل لماذا اذا الصدمة ان طلبتها هي منه.

بعد مروراكثر من اسبوع منذ ليلة زفافها المشئومة تلك لم تكن ترى عاصم خلاله غير مرات تعد على اصابع اليد الواحدة فقد كان يخرج صباحا لا يأتى غير ليلا تكون هي قد تعمدت النوم فوق الاريكة الموضوعة في مقابل الفراش المشئوم لتجعل منها فراشها الدائم رغم كل محاولاته اثناءها عن ذلك. تستمع الى تحركاته الهادئة في الغرفة تستمع الى صعوده الى الفراش تظل مستيقظة حتى ساعات الصباح الاولى ليتكرر ماحدث كل ليلة لكن اكثر ماكان يؤلمها هو استماعها.

طوال نهارى الى الهمز واللمز والكلمات الجارحة من كل من حولها حتى جدها تحدث ذات صباح اثناء تجمع الجميع حول مائدة الافطار قائلا بصوت حاول جعله عادى =
ايه رايك يا عاصم تاخد عروستك وتروحوا تقضوا اسبوع بعيد عن القصر والزحمة اللى فيه
تنبهت حواس فجر لسماع اجابته رغم انها تعلمها مسبقا لتسمعه قائلا بهدوء=
مفيش داعى انا متفق مع فجر انى مش هقدر اسيب الشركة اليومين دول
ليسرع عبد الحميد قائلا بخبث=.
هو فيه عرسان يقولوا لا لاسبوع عسل مع بعض ان كان على الشغل عمك صلاح هتولى كل حاجة لاحد ما ترجع ولا ايه ياصلاح
صلاح مؤكدا بسرعة =
اللى تامر بيه طبعا يا عمى
نهض عاصم واقفا قائلا بحزم منهيا الحديث
معلش ياجدى هنأجل الاجازة موضوع الاجازة اليومين دول لان الشركة فعلا محتاجنى الفترة دى عن اذنك
ليغادر المائدة تاركا وراءه نظرات مابين السعيدة والمتسألة والحزينة بأنكسار.

لتسمع فجر همس نادين العالى الى جدها تتعمد ان تصلها كلماتها=
الظاهر ياجدوالعريس زهق بسرعة والموضوع هتأجل على طول
ليهتف عبد الحميد بأسمها في محاولة واهية لتأنيبها لتتبادل نظرات الشماتة بينها وبين والدتها وعمتها بينما جلست صفية وعواطف تنظران الى فجر الصامتة بتسأول حائر لتسرع فجر بالنهوض لتغادر المكان سريعاتشيعها ضحكة ساخرة عالية من نادين.

دخلت فجر تحمل بيدها صينية محملة بالقهوة الى نساء العائلةالمجتمعين بعد العشاء وذهاب جدها للنوم لتهتف بها صفية بغضب=
ليه يا فجر كده ايه يخليكى تجيبى انتى القهوة اومال فين البت هناء
تحدثت ثريا بصوت خبيث =
معلش اصل اللى متعود على حاجة عمرى ما بينساها بسهولة
التفتت اليها صفية بغيظ تهم بالرد عليها لتسرع فجر بالرد في محاولة منها لانهاء الحديث =.

هناء كانت تعبانة النهاردة وانا قلتلها تروح وام جمال نامت من زمان فقلت اعمل انا القهوة واجيبها
امسكت صفية بيدها تجذبها للجلوس بجوارها = طيب تعالى العدى يا حبيبتى معانا ماما هي كمان طلعت اوضتها من بدرى ترتاح
وقفت فجر تنظر الى كل تلك العيون الحاقدة من حولها لتهمس برفض رقيق =
معلش يا طنط انا هروح اشوف لو فيه حاجة تتعمل في المطبخ وبعد كده هطلع انام.

شهيرة بسخرية = ومش هتستنى جوزك علشان تحضرله العشا ولا مستنية مين منا يحضره
التفتت اليها صفية بغضب =
جرى ايه يا شهيرة وهو كان حد قالك اعملى حاجة
ثم التفتت الى فجر قائلة بحنان =
اطلعى انتى يا حبيبتى وانا هستنى عاصم احضرله العشا وقت مايجى
هزت فجر راسها برفض قاطع قائلة= انا مش جايلى نوم دلوقت ولسه ادامى حبة حاجات هعملها يكون عاصم رجع عن اذنكم.

غادرت الغرفة في اتجاه المطبخ تجلس امام الطاولة تحس بكل بكل ارهارق الايام الماضية يتراكم فوقهافحتى الان لم يتغير وضعها في هذا القصر ولن تحاول هي تغيره لتظل تقوم بكل مهامها السابقة مع فرق انها تقوم بها باختيارها وليس اجبارا من احد تحاول اثبات لنفسها قبل اى احد اخر انها لم تكن تنتظر مكانة او معاملة مختلفة حين تزوجت به.

احست فحر بثقل في عينيها والم برأسها لتضعها فوق المائدة تحاول ارحتها من ذلك الالم النابض بها لكنها لم تشعر بستغرقها في النوم لعدة دقائق لم تشعر خلالها بشيئ سوى بيد ترتب فوق كتيفها برقه وصوت هامس يناديها لترفض الاستجابة تهمهم رافضة الاستيقاظ لتشعربشيئ يلامس وجنتها مثل رفرفة الفراشة وصوت هامس اجش بالقرب من اذنها= ماهو لو ماقمتيش حالا هضطر اشيلك اطلعك اوضتنا ادام كل اللى في البيت هاا تحبى ايه.
فتحت فجر عينيها بذعر لدى تعرفها على صوته لترفع رأسها سريعا تراه جالسا على مقعد مجاور لها يميل بجسده نحوها بشدة لتشعر بالتوتر من قربه الشديد منها لتسرع بالنهوض سريعا تتجة الى الحوض بخطوات مرتجفة تستند عليه تعطى له ظهرها تسأله بصوت اجش من اثر نومها=
تحب احضرلك العشا قبل ما اطلع انام
اراح عاصم ظهره فوق المقعد الصغير قائلا بسخرية=ده لو مكنش يضايقك.

اتجهت فجر الى احد الخزائن تخرج منها الاطباق والملاعق وشرعت في تحضير العشاء دون اى اهتمام بذلك الجالس فوق مقعده مراقبا لها بعين مثل الصقر لا تغفل شيئ بداء من رعشة يدها اثناء تحضيرها لاطباق او شحوب وجهها الشديد لينهض واقفا يتجه اليها بخطوات مثل الفهد يقف خلفهااثناء قيامها باعداد السلطة ليهمس فجاءة بالقرب من اذنها بخشونة =
تقدرى تقوليلى بتثبتى ايه ولمين بلى بتعمليه ده؟

تجاهلت فجر حديثه تماما لاتظهر على وجهها اى مشاعر ليزداد صوته خشونة وارتفاع=
هعوزة تفضلى كده براحتك بس صدقينى محدش بيدفع تمن جنانك ده غير والدتك اللى بتشوف بنتها رغم كل اللى حصل واللى عملته علشانها مصممة تثبت للكل انها مش اكتر من خدامة في قصر السيوفى برافو يا فجر فعلا برافو.

ثم ابتعد عنها بخطوات عنيفة باتجاه الباب تاركا لها مازالت تقف مكانها بجمود تفكر في صحة حديثه فما الذي ارادت اثباته بعملها هذا انها ليست كما يظن تسعى لمكانة افضل بزواجها منه احقا كانت لديها امال انها تستطيع التغير من سوء ظنه بها ليأتى هو محطما تلك الامال بقسوة كلماته تلك يعلمها انه لايهتم ولا يصدق افعالها.

اخدتها افكارها فلم تشعر بنصل السكين وهو يمر على باطن كفها بقوة ليجرحه جرحا عميق تتساقط منه الدماء بغزارة لتسرعالى ىلحوض تضع يديها تحت المياة تحاول ايقاف النزيف لترى باطن يدها وقد اصيب بجرح عميق تنبثق منه الدماء سريعا دون توقف رغم وجوده يدها تحت الماء لتظل على هذا الحال لفترة طويلة تضع احدى الاقمشة فوق الجرح في محاولة لايقاف النزيف لتغرقها الدماء هي الاخرى فلم تجد امامها حلا سوى بذهابها الى زوجة عمها لطلب المساعدة.

ذهبت بخطوات بطيئة مرتعشة حتى وصلت الى الداخل لتقف ببهوت ووجه شاحب وهي تراه جالسا هو الاخر بجوار نادين التي اخذت تتحدث اليه وتضحك بمرح لتتوقف حديثهم فور دخولها يجلس ينظر اليها بعدم اكتراث
لتلتفت الى زوجة عمها تهمس بصوت ضعيف =طنط صفية لو سمحتى كنت عوزاكى في حاجة
نهضت صفية على قدهيها تتجه اليها لترى وجهها الشاحب بشدة لتسألها بقلق=
مالك يا فحر يا حبيبتى وشك مخطوف كده ليه.

لتنخفض انظارها الى يدها القابضة فوق قطعة من القماش تراها ملوثة بالدماء لتشرخ برعب =ايدك مالها يا فجر حصل ليكى ايه؟
نهض عاصم فوق قدميه بلهفة فور سماعه لصراخ والدته يسرع بالاقتراب منهم يحطف يدها المصابة بين يديه يرفع عنها قطعة القماش ليصعق من مرأى الحرج العميق في باطن يدها
ليسألها بذهول = اتجرحتى كده ازاى ومن امتى الحرج ده بينزف كده؟

اخذت فجر تتلعثم في كلماتها تحاول الحديث بجملة واحدة مترابطة تشعر ببرودة تزحف الى جسدها ودوامة سوداء تشدها داخلها لتستسلم لها تسقط ارضا ليتلاقها عاصم بين ذراعيه قبل ان يلامس جسدها الارض.

يتبع





مشاهدة المرفق 57772

البارت العاشر

وقف عاصم بداخل جناحه ينظر الى تلك النائمة تتألم بخفوت بصوت هامس بينما جلست بجوارها والدتها تبكى بحرقة وهي تتامل صغيرتها يغطى كفها اربطة طبية بينما كفها موضوعة فوق الوسادة في محاولة لتخفيف الالم لتقترب منها صفية قائلة بخفوت =
الحمد *** يا عواطف انها جت على اد كده وقدرنا لنلحقها وان شاء **** زاى ما الدكتور قال كلها بكرة وهبتدى الوجع يقل مش كده يا عاصم.

هز رأسه باقتضاب = الدكتور طمنى ان مفيش حاجة خطر بس هي محتاحة تتغذى لانها ضعيفة جدا علشان كده الدكتور كتبلها على فيتامينات
انحنت عواطف فوق راس ابنتها تقبلها بحنان قائلة = حبيبتى يا بنتى ماهو اللى حصلها مكنش شوية واللى سمعته مش قليل وكل ده اثر عليها وعلى نفسيتها وخلاها رافضة الاكل
لتنفجر مرة اخرى تشهق بالبكاء لتسرع اليها صفية تنهضها برقة فوق قدميها تهمس لها =.

مش كده يا عواطف كده هتصحيها واحنا ما صدقنا انها نامت و**** الدكتور في المسنشفى طمنا عليها وهتبقى كويسة بس يلا تعالى نروح احنا ونسيبها ترتاح وماتقلقيش عاصم هيفضل معاها
هزت عواطف رأسها بضعف تتحرك ببطء مغادرة الغرفة تصحبها صفية التي مان ان مرت بجوار عاصم حتى التفتت اليه تهمس =
خد بالك منها ياعاصم لو احتجت حاجة انا صاحية مش هنام.

هز عاصم راسه بالموافقة وهو مازل على حالته من الصمت حتى غادروا الغرفةيغلقون الباب خلفهم بهدوء لتتجه انظاره فورا باتجاه الفراش يتامل تلك النائمة لا تدرى بحديثهم تقترب قدميه منها بهدوء حتى جلس بجوارها على الفراش يتامل وجهها الشاحب بشدة ودموعها المنهمرة من جانبى عينيهادليل على مدى المها لتمتد انامله تمسحها برقة يتلمس خصلاتها المنتشرة فوق الوسادة بحنان.

يتذكر لحظة سقوطها بين ذراعيه بلا ادنى حركة لتصرخ والدته برعب وهي تراها كجثة بلا روح هاتفة برعب =
ايديها ياعاصم الحق ايديها
اخفض عينيه الى ما تشير اليه والدته يرى كفها يمزقه جرح غائرتنزف منه الدماء ببشاعة ليسرع بحملها متتجها بسرعة الى الخارج بهتف بوالدته بحزم = ماما حصلينى حالا على العربية.

ليخرج بها سريعا من باب القصر متجها الى عربته ينتظر ان تجلس والدته في المقعد الخلفى ليضعها برقة فوق المعقد واضعا راسها فوق ارجل والدته متجها الى المشفى سريعا ليقف بعد مرور اكثر من ساعةبلهفة خارج غرفة المعاينة بينما الطبيب يقوم بخياطة ذلك الجرح مستغرقا طويل مار عليه ببطء وقلق حتى خرج الطبيب اخيرا اليهم قائلا بلهجة عملية =.

متقلقش حضرتك الامور تماما رغم ان الجرح كبير وعميق بس الحمد *** ماوصلش للاربطة وهي دلوقت بخير وتقدر تخرج معاكم
عاصم بلهفة وقلق =
يعنى هي كويسة دلوقت وقافت.

الطبيب بهدوء = طبعا بس انا ادتلها مسكن قوى هيخليه نايمةالساعات الجاية علشان تمر ساعات الالم عليها بس ياريت نهتم شوية بتغذيتها لان وشها شاحب جدا وطبعا مع الدم اللى اتنزفمن الجرح ده سبب لها ضعف وهبوط وكان سبب في حالة الاغماء الىى حصلت لها انا هكتب لها على شوية فتامينات والجرح يتغير عليه كل يومين وياريت اشوفها بعد عشر ايام علشان نفك الغرز.

ثم هز راسه بالتحية مغادرا تاركا عاصم يبفكر في كلماته عن حالةجسدها الضعيفة يشعر بالذنب الشديد يعلم بانه يتحمل القدر الاكبر من المسئولية لما وصلت اليه تدهورصحتها فمن المؤكد سببها حديثه القاسى لها ليلة زفافهم وحرجه لها بكلماته المسمومة مع معاملة الجميع السئية لها وعلمه بكل مايحدث منهم ليقف ساكنا امامهم دون اى محاولة منه للتدخل لايقافهم لياثر كل هذا عليها كما قالت والدتها منذ قليل.
افاق من افكار على صوت خافض متالم صادر منها لينحنى عليها هامسا برقة =
عاوزة حاجة يا فجر؟
لتبكى بصوت ضعيف قائلة بألم=
ايدى يا ماما بتوجعنى اوى لتكمل بصوت باكى خلي الوجع يروح ياماما
احس عاصم بقيضة تعتصر قلبه بألم وهو يراها تهذى من شدة الالم ليهمس لها برقة محاولا التخفيف عنها =
حاضر بس انتى حاولى تنامى وهتبقى كويسة.

اخذت تتذمربالم وتحرك جسدها من الوجع فوق الفراش فلم يجد عاصم امامه حل سوى ان ينخفض بجسده اليها يحتضنها برقة الى صدره يضع يدها المصابة فوق صدره بديلا عن الوسادة يهمس اليها بكلمات رقيقة مهدئة حتى هدئت حركاتها تماما تستغرق مرة اخرى في النوم وهي تضع راسها فوق صدره باستلام لينحنى يقبل جبينها برقة يغلق عينيه هو الاخر بارهاق ليقع في النوم سريعا بينما يلف ذراعه حولها بحماية.

تمللت فجر في نومها تشعر بالالم في يدها لتفتح عينيها ببطء تشعربالعطش و بفمهاجاف بشدة لتحاول النهوض بضعف من الفراش ولكنها وجدت نفسها مكبلة بذراعين من حولها لتصدم بوجود عاصم المستغرق في النوم بجوارها حاضنا اياها بقوة اليه
حاولت التحرك ببطء تسحب نفسها من بين ذراعيه لكن عند اول حركة منها فتح عاصم عينين مغشتين بالنوم يهتف بقلق =
رايحة فين؟ متتحركيش قوليلى عاوزة ايه وانا اجبهولك.

اتسعت عينيى فجر بذهول من سماعها نبرته القلقة لكنها قالت بجفاف =
مش عاوزة حاجة ولو سمحت ممكن تفك دراعك من حوليا.

قام عاصم بفك ذراعيه من حولها ببطء ينظر اليها تبتعد بسرعة عنه ولكنها في سرعتها لابتعاد قامت بالاستناد على كفهاالمصابةحتى تنهض بحركة لا ارادية منها ناسية جرحها تماما لتصرخ عاليا تقفز دموع الالم من عينيها ليسرع عاصم بالجلوس فوق الفراش على ركبتيه يمسكه كفها بين يده يقول بلهفة =ورينى ايدك الحرج حصله حاجة ا
لينظر الى الرباط حول الجرح باهتمام ليرفع راسه بعد حين قائلا براحة =.

الحمد *** محصلش حاجة والجرح كويس
قطع كلماته حين رأها تبكى بصمت من المها لتغشى عينيه مشاعر غامضة يهمس اليه بحنان=
طيب معلش انا عارفة انها وجعتك متعيطيش بقى انا هقوم اجيبلك المسكن اللى كتبه الدكتور والوجع هيروح حالا
ليتبع كلماته فعلا بالنهوض من الفراش يتجه الى الطاولة الصغيرة امام الفراش ليحضر اليها الدواء لتظل فجر تتابع حركاته بقلق تستغرب حالة الاهتمام هذة منه.

احضر لها الدواء يناوله لها مع كوب من الماء اسرعت بتناوله سريعا عله يهدئ من المها المتزايد هذا لكن كادت ان تبصق الماء خارج فمها حين سمعته يتحدث بهدؤء=
انا هنزل احضرلك حاجة تاكليها انا عارف انك متعشتيش ثوانى ورجعلك.

اخدت تنظر في اثره بعد خروجه بفم مفتوح ببلاهة تشعر بالصدمة من كل هذا اهتمام منه لاترتاح الى تلك المعاملة فهو ما ان يكون لطيف معها للحظة حتى ينقلب بعدها اللى النقيض في اللحظة التالية وهي لم تعد تحتمل اى من افعاله هذةلذلك قررت قرار صارم انها لن تتناول اى شيئ ياتى به بل وستتعامل معه بكل برود كمعاملته لها تماما قررت النهوض لتغير ملابسها في تشعر بالتعرق والحر في تلك الملابسالتى ترتديها لتذهب باتجاه خزانتها تبحث بداخلها عن شيئ يسهل ارتداه بيدها المصابة هذة ليستقر بها الامر على احدى القمصان البيتية لكنها وقفت امام مشكلة كيفية خلعها لملابسها في ترتدى احدى البلوزات التي تتطلب استخدام يديها الاثنين لخلعها اما المعضلة الكبرى فيها في البنطلون وكيفة ان تخلعه وحدها.
جلست بأرهاق فوق الفراش تفكر في حل لتلك المشكلة لتفاجىء بالباب يفتح ليدخل عاصم الى الغرفة حاملا بين يديه صينية فوقها طبق كبير عليه الكثير من السندوتشات وكوب كبير من اللبن لتشعر برعشة تسري بجسدها حين رات ذلك الكوب فهى لاتكره شيئ في حياتها اكثر من اللبن لكنها ليست **** صغيرة حتى يتم اغصابها على تناوله تستطيع بكل بساطة الرفض كما سترفض تناول اى شيئ من يده.

وضع عاصم الصينية فوق الطاولة ليلتفت اليها قائلا بهدوء
عاملة ايه دلوقت لسه حاسة بوجع
تجاهلته فجر تنهض ممسكة بقميصها تتجه الى الحمام بخطوات سريعة ليقطع عليها طريقها يسالها بهدوء = رايحة فين؟
فجر بفظاظة وغضب = ملكش دعوة قلتلك قبل كده ملكش تسالنى عن حاجة طول مااحنا هنا بعيد عن الناس
هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا =
انا كنت بسأل علشان لو هتغيرى هدومك فاكيد هتحتاجى مساعدة؟

اتسعت عين فجر تتصنع الدهشة تهتف بسخرية =
اااه ومش خايف اكون عاملة تمثلية جديدة علشان اوقع بيها عاصم بيه العظيم
لتنقلب ملامحها بغضب قائلا بجمود =
عموما شكرا بس انا مش محتاجة مساعدة من حد وخصوصا انت.

لتتجه للحمام تاركةاياه يقف ينظر في اثرها بدهشة ممزوجة باعجاب سرعان ما تحولت الى ابتسامة مرحة ليتجه الى باب الحمام المغلق يستند الى اطاره بكتفيه يستمع الى تأوهاتها المتألمة حينا والغاضبة حين اخر ليقف يقاوم الضحك وهو يتخيل محاولاتها الغاضبة لتخلص من ملابسها
لم يطول انتظاره كثيرا ليفتح الباب يراها تطل براسها منه تخفض عينيها عنه تقول بخجل بصوت منخفض =
ممكن تندهلى ماما تساعدنى؟

امسك بمقبض الباب يدفعه الى الداخل لتتراجع هي بتخبط الى الخلف تقاوم دفعه للباب في محاولة واهية لمنعه من الدخول لتترك الباب وتتراجع حتى منتصف الحمام تراه يقترب منها بصمت وعينيه مثبتة عليها لتقول بلهفة وتلعثم =
قلتلك، ‌م، شوف، خليك عند…
صمتت تشهق بعنف حين احست به يمسك اطراف بلوزتها يقوم بخلعها عنها سريعا.

ثم ينحنى بنفس السرعة يقوم بفك بنطالها لتصرخ هذة المرة بقوة تتراجع بعنف الى الخلف لكن يديه تمسكت بقوة بالبنطال يمنع تراجعها ليقوم بخلعه هو الاخر ثم ينهض واقفا قائلا بمرح وعينيه تمر من فوقها ببطء =
اعتقد لحد هنا وانتى تكملى لوحدك
ثم يلتفت مغادرا لليتوقف قبل بلوغه الباب يلتفت اليها وهي واقفة بخجل تدارى جسدها بحركة خرقاء منها قائلا بهدوء=
انا مستنى بره لو احتاجتى حاجة وحاولى متجبيش ماية على الجرح.

ثم يغادر يغلق الباب خلفه بهدوء بتظل واقفة بجمود عدة دقائق تشعر بغضب لم تشعر به طوال حياتها لتهتف بغيظ لاتهتم ان كان حتى يسمعها =
انت انسان بارد وانا هاااا، هااااا.

لم تجد كلمات تسعفها لتعبر بها عما ارادت فعله به في تلك اللحظة لتضرب الارض بقدميها ترفع يدها تضغطها بغيظ لتتوقف تشهق بالم ناسية جرح يدها مرة اخرى خلال لحظات لتتسأل بداخلها لماذا اصبحت تشعر بكل هذا الغضب موجها لشخصه هو بالذات رغم انه شخص من عدة اشخاص اخرى قاموا باذيتها اذا لماذا هو من تشعر ناحيته بكل تلك المشاعرالمتطرفة بداخلها تنهدت بقوة لاتدرى اجابة لسؤالها هذا كما انها تخشى القيام البحث عن تلك الاجابة.

فتحت الباب ببطء لتشهق بقوة حين راته يقف مستندا على اطاره لتقف امامه بارتباك وهي ترى نظراته تمر فوقها ببطء شديد حتى توقفت فوق خصلات شعرها المشعثة بقوة ليحدثها بصوت اجش =
شعرك محتاج يتسرح تعالى معايا
ليمسك بيدها السليمة يوجهها برقة باتجاه المراءة لتسير معه بطاعة عدة خطوات حتى وعت الى ما تفعله لتجذب يدها بقوة منه قائلة بحدة=.
قلتلك ملكش دعوة بيه انا ياسيدى عوزاه كده منكوش وبعد اذنك بقى انا عوزة انام
كتف عاصم ذراعه حول صدره ينظر اليها باستمتاع جعلها تشعر بالغيظ لتزفر بقوة في وجهه كما الاطفال تتحرك باتجاه الفراش تجذب من فوقه الغطاء بعنف تتجه الى الاريكة لكنها ماان مرت من امامه حتى توقفت فجاءة بعنف نتيجة جذبه للاغطية من بين يدها لتتراجع الى الخلف من شدة جذبه لها حتى وقفت امامه لينحنى فوق اذنها يهمس بحزم =.

رايحة فين بالى معاكى ده يا فجر هانم
فجر =قلتك ملكش دعو…
توقفت كلماتها فورا بعد وضعه لكفه فوق فمها يصمتها عن تكملة حديثها قائلا بفحيح =
عارفة لو سمعتك بتقولى ملكش دعوة دى تانى يافجر هوريكى وش تانى وصدقينى مش هتحبى تشوفيه منى فاهمة
اتسعت عينيها من حديثه بذهول وخوف ليهتف بقوة = قولى فاهمة عاوز اسمعك بتقوليها
هزت راسها بقوة الايجاب وهو مازال يضع كفه فوق شفتيها لينزعها عنها ببطء لتهمس بخفوت = فاهمة.

زفر عاصم ببطء كان بصدره شيئ يؤلمه ليحدثها بعدها برقة =
طيب تعالى علشان تاكلى وابقى بعدها نامى براحتك
همت فجر برفض لتتوقف فور رؤيتها لنظرته الحذرة لها لتقرر الاستجابة له لا لشيئ سوى لشعورها بالجوع فقط لاغير وليس خوفا من تهديده لها
بعد انتهاءها من تناول طعامها اما نظراته الثاقبة المراقبة باهتمام لها احست بالذعر حين مد اليها بكوب الحليب لتسرع بهز رأسها برفض قاطع لهتف بصوت حازم =.

متبقيش زاى العيال الصغيرة وهتشربيه يافجر
قفزت فجر بقوة فوق قدمها قائلة بحنق وغضب كطفلة صغيرة
شوف انا وافقتك على كل حاجة الا انى اشرب لبن انا مبحبوش ومش هحبه ولا هفكر انى هحبه واعمل بقى اللى يعجبك.

انتهت جملتها بصوت باكى تنتظر انفجاره الغاضب بها لكنها لن تتراجع عن موقفها وليفعل مايريد لكنها فوجئت بضحكة صاخبة تصدر عنه بصوت رجولى جذاب لتقف تنظر اليه بذهول هو يحاول جاهدا التوقف عن الضحك ليقول بعدها بمرح =
خلاص يا ستى متزعليش نفسك كده بلاش اللبن خالص
ليمد لها يده يدعوها للنهوض لتضع يدها بيده دون شعورليتجه بها ناحية الفراش تسمعه يحدثها بهدوء=
تعالى يلا علشان تنامى وانا هكون جنبك هنا لو احتاجتى حاجة.

همت بالاعتراض على نومها فوق الفراش ليقاطعها برقة =
احنا قولنا ايه؟ وبعدين لو نمتى على الكنبة مش هتكونى مرتاحة علشان ايدك انا اللى هنام عليها ولو حسيتى باى وجع نادى عليا اتفقنا
هزت فجر راسها باستسلام لتتجه الى الفراش تستلقى عليه براحة بينما هو اخذ يعدل من وضع الوسادة حتى تقوم بوضع يدها عليها ليسالها بعداستقرارها في الفراش باهتمام =
مرتاحة كده؟

هزت راسها بالايجاب ليقف ينظر اليها عدة لحظات بعينين تحمل نظرات غامضة لايمكن قرأتها جعلت من وجنتيها تحمر خجلا بشدة ليبتسم بحنان لها يلقى عليها بتحية المساء يغلق الانوار بجانبها متجها الى خزانته يخرج منها ملابس للنوم ثم يتوجه الى الحمام يغلقه خلفه بهدوء بينما ظلت فجر تتابع تحركاته بعيون يثقلها النعاس تفكر بكل ماحدث بينهم في محاولة منها لايجاد سببا لتحوله المفاجىء معها هذا لتظل تفكر وتحلل افعاله حتى غلبها النعاس لتسقط في دوامته غافلة عن ذلك الواقف بعد حين مراقبا لها باهتمام وعينين تحمل الكثير والكثير.

يتبع





مشاهدة المرفق 57778

البارت الحادى عشر

جلست عائلة السيوفى امام مائدة الافطار يتبادلون النظرات فيما بينهم وهم يروا مايحدث باعينهم من اهتمام عاصم الشديد بتلك الفتاة الاخذ على عاتقه مهمة اطعامها رافضا عرض والدتها ان تقوم هي بتلك المهمة لتبتسم بسعادة وهي تراى اهتمامه الشديد بها فعل كل ما يجعلها تشعربالراحة لتتبادل هي وصفية نظرات فرحة فيما بينهم مدركين للنار المشتعلة في اعين من حولهم.

اما فجر فقد شعرت بالاحراج وهي ترى كل هذا الاهتمام منه جاعلا من راحتها شاغله الشاغل. فمنذ استقاظها صبىاحا لتجده جالس براحة فوق احدى المقاعد مراقبا لها بهدوء لينهض فورا لمساعدتها في حاجتها اليومية بداية من الاغتسال ومساعدتها لارتداء ملابسها ثم عنايته بشعرها وتمشيطه لها وهو يمرر الفرشاة ببطء شديد بين خصلاتها لتعود اصابعه لتمر هي بينهم ببط كما لو كان كل الوقت اللازم للقيام بتلك المهمة على افضل وجه حتى انتهىيصع الفرشاة فوق طازلة الزينة يسألها بصوت اجش مرتعش اذا كانت تفضل تناول الافطار هنا ام في الاسفل وحين حاولت الاعتراض رافضة تناول اى شيئ رفض رفضا قاطعا الاستماع لها لتستسلم له تخبره تفضيلها النزول الى اسفل هاربة من جلوسها معه بمفردهم مرة اخرى فعلى الاقل بالاسفل سوف يكون حولهم الجميع وهذا طبعا سيقلل من تركيزه معها بهذا الشكل لكنها صدمت حين اصر ان تجلس بجواره متوليا هو مهمة اطعامها كما لو كانت **** صغيرة يضع الطعام في فمها ببطء مبتسما في وجهها سوف يلتفت يكمل حديث العمل مع الجد لتشعر بالحرج وهي تلاحظ مراقبة الجميع لهم باهتمام وحين انتهت من طعامها وجدته يناولها احدى كؤؤس العصير ينحنى هامسا في اذنها بمرح=.

عصير اهو علشان متزعليش كله الا زعلك
اخفضت راسها بخجل ليسيئ من حولهم فهم همسه لها لتزفر نادين هاتفة بحنق =
ايه شغل العيال ده دى حاجة زادت عن حدها
ثم القت بفوطة الطعام ناهضة بغضب مغادرة للمكان ليسود الصمت بعد خروجها العاصف ليسرع عبد الحميد في كسر حدة هذا الصمت يلتفت الى عاصم الجالس بهدوء ولا مبالاة يتناول افطاره =.

عمك صلاح خرج من بدرى هو وسيف علشان يجهزوا لاستقبال الوفد الاسبانى ومتنساش اننا في اخر زيارتهم لازم نعمل ليهم حفلة كبيرة بمناسبة مضى العقود وشراكة معاهم
هز عاصم راسه بهدوء موافقا ينهض من فوق مقعده قائلا =
انا هروح الشركة حالا اراجع كل الاوراق المطلوبة في الصفقة وهبقى اكلمك من هناك ثم ينحنى الى فجر الجالسة بخجل وارتباك قائلا بحزم =.

متنسيش تاخدى الدوا في مواعيده وتاكلى كويس وانا هبقى اتابع معاكى على التليفون ثم ليفاجئها حين انحنى يقبل قمة راسها سريعا مغادرا دون اضافة كلمة اخرى
بينما في الطرف الاخر اخذت ثريا وشهيرة تتبادلان نظرات الحقد والغل فيما بينهم.

شوفتوا البيه قاعد يدلع فيها ازاى ولا هموا مين قاعد هتشل بقى بنت الخدامة تتعامل كده وانا قاعدة قاصدهم اطرق في صوابعى من الغيظ
صرخت نادين بهذة الكلمات الى والدتها وعمتها التي تجاورها هنا المنشغلة عن الحديث بهاتفها في حديقة القصر بعد الافطار مباشرا.

ثريا بدهشة = عندك حق و**** يا نادين البت في يوم وليلة قدرت تلفه حوالين صباعها زاى الخاتم ولا همه اننا قاعدين ولاجده ولا اى حاجة وعمال يدلع وياكل زاى ما تكون عيلة صغيرة
شهيرة وهي تضع ساق فوق اخرى قائلة بهدوء = وكنتوا مستنين ايه غير اللى بيحصل ده دى بنت عواطف وعارفة هي بتعمل ايه كويس وكله بتخطيط امها.
نادين بغضب = احنا بقى هنسكت ليها دى شوية ومحدش فينا هيعرف يكلمها طبعا مش بقت مرات عاصم بيه السيوفى صاحب الهلومة دى
رفعت هنا رأسها عن هاتفها قائلة بدهشة واستغراب = انا مش فاهمة انتم مضايقين ليه ده واحد وبيهتم بمراته العيانة فين بقى المشكلة وبعدين فجر مغلتطش في حاجة
التفتت نادين تصرخ في عمتها بغضب =
عمتو سكتى بنتك المستفزة دى والا و**** اطلع كل غيظى فيها
التفتت شهيرة الى هنا قائلة بحدة =.

هنا اقعدى ساكتة ومتتكلميش خالص ملكيش دعوة بلى بنقوله خليكى في اللى بتعمليه
وقفت هنا ناهضة على قدميها تلملم اشيائها من حولها قائلة بسرعة =
لأ وعلى ايه انا اروح اوضتى احسن وخليكم انتم في مشكلة العصر بالنسبة لكم دى سلاام
تابعتها الاعين وهي تبتعد داخلة الى القصر لتلتفت نادين الى عمتها قائلا بغيظ =
عجبك عمايل بنتك دى ودافعها عن بنت عواطف ادمنا.

شهيرة بعدم اكتراث = سيبك منهاوخليكوا معايا ركزوا في اللى هقول لازم بنت عواطف تعرف قميتها هنا في القصر ده ايه حتى ولو بقت مرات عاصم
ثريا بعدم فهم = طب ودى هنعملها ازاى دى ممكن تشتكينا لعاصم وتخليه يسود عشتنا وانت اكتر واحدة عارف ابنك اخوكى بيبقى عامل ازاى لما بيغضب
شهيرة وهي تضيق مابين حاجبيها بتفكير =
عارفة علشان كده الموضوع عاوز يترتبله صح ودى بقى سيبوها عليا وانا هعرفها مقامها كويس بنت ال، دى.

جلست فجر تجاورها والدتها التي اخذت تتحدث اليها بسعادة وهي تشيد بما فعله عاصم اليوم صباحا من اهتمام وعناية بصغيرتها امام الجميع بينما جلست فجر تستمع اليها باتسامة شاحبة شاردة تماما في افكارها المبعثرة تحاول البحث عن اجابات لما حدث منه وتغيره الكبير معها لا تجد اجابة لتقلبه هذا ليستقر بها التفكير بانه‌ شيئ عارض سينتهى حين تشفى من اصابتها فحسه العالى بالحماية هو ما جعله.

يشعر بالمسئولية عنها ليس شيئ اخر وسيعود لطبيعته القاسية قور تماثلها للشفاء
افاقت من افكارها على دخول عمتها تصحبها ثريا ونادين تنظران اليهم بخبث لتقول شهيرة بسخرية وتهكم =
و**** عال اووى الخدامين بقوا يعملوا راسهم براس اسيادهم ويقعدوا معاهم في نفس المكان
لتنظر الى صينية الشاى الموضوع فوق الطاولة لتكمل على نفس تهكمها =.

لا وكمان بيطلوا شاى ويجلهم لحد عندهم **** يرحم زمان لما كانت الصينية في اديهم رايحة جاية
لتتبع كلماتها بضحكة ساخرة مستفزة اخذت نادين وثريا يتبادلان الضحك معها
لتشعر فجر بالنيران تشتعل امامها
تدرك مقصدها لتهب واقفة تهتف بحزم =
انتى تقصدى مين بكلامك ده؟
اقتربت شهيرة منها هي الاخرى يتطاير شرار الغل من عينيها تتنقل بنظراتها بين فجر وعواطف الجالسة بتوتر تراقب ما يحدث بصدمة تستمع الى شهيرة تقول بكل برود =.

بقصدك ياحبيبتى انتى وامك اللى قاعدة جنبك دى عند اعتراض
صرخت فجر بغضب وحدة =
اياكى تغلطى فيا وفي ماما تانى لازم تعرفى انى مش هسكت بعد كده عن اى اهانة غى حقنا تانى
اقتربت نادين هي الاخرى قائلةسماجةوبرود =
وهتعملى ايه يا بنت عواطف هتروحى تشتكى مثلا لعاصم منا ماهو خلاص لقيتى اللى يحامى ليكى.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها رواية غدر القريب الفصل الرابع 4 بقلم مصطفى جابر
بشحبت ملامح فجر من كلماتها تعلم استحالة ان تقوم باى شكوى اليه بعد كل ماخبرها به عن ظنونه عنها التي ستثبتها له بشكواها تلك وسيظنها اسرعت باستغلال وضعها في القصر
زفرت فجر بقوة تستمد طاقة بداخلها لتقول بهدوء = مش محتاجة اشتكى لحد انا اعرف اخد حقى كويس
ضحكة نادين بغل =حق مين ياحبيتى انتى مش اكتر من خدامة هنا ما طلعتى ولا نزلتى هتفضلى في نظرنا بنت عواطف الخدامة.

شاهدة عواطف فجر كما لم تراها من قبل وقد اصبحت عينيها حمروتان تتطاير شرارات الغضب منها لتهب عواطف على قدميهاوقد ادركت ما تنتاويه حين هبت باتجاه نادين لتسرع بحاولة منع فجر من هجومها عليها لكن كان قد فات الاوان اذا بفجر تمسك بخصلات شعر نادين تجذبها بقوة وعنف بيديها المصابة لاتعى شيئ سوى هذا الغضب الذي اعماها عن اى شيئ اخرفاخدت تهز راسها بقوة كات تقتلعها كن فوق رقبتها.

ليتعال صراخ نادين يهز ارجاء القصر بقوة تحاول عواطف جذب فجر بعيد عنها اما شهيرة ثريا اخذتا بجذب نادين في محاولة لتخليصهامن بين يديها بينما يتعالى صراخ الجميع ارجاء الغرفة
لتحضر صفية بلهفة تتوقف امام الباب بصدمة وهي ترى هذا المشهد امامه يلحقها عبد الحميد والذي مان راى نادين بين براثن فجر حتى صرخ بغضب وعنف =
ابعدى عنها يا بت انتى ايه اللى بتعمليه ده.

اسرعت صفية هي الاخرى تجذب فجر هي الاخرى والتي استسلمت لها ما شيئ سوى شعورها الالم في يدها والتي اخذ يتصاعد بقوة في جرحها لتتراجع الى الخلف تنهج بقوة وعنف مازالت عينيها تشتعل بالغضب
ليتعالى بكاء نادين وهي تسرع في الارتماء بين ذراعى جدها الذي اخذ يحاول تهدئتها رفعا راسه بعد حين هاتفا بغضب =.

انا مش هعاقبك على اللى عملتيه ده لااا لازم عاصم هو اللى يعملها وادمنا كلنا اتفضلى اطلعى اوضتك واياك حد يدخل عندك لحد ماعاصم يوصل انا هتصل بيه حالا يجى
ليصرخ مكملا = يلا غورى من وشى
وقفت فجر تنظر اليه بعينين لا يقراء فيها اى مشاعر تغادر سريعا متجهة الى غرفتها بخطوات سريعة ليلتفت الى صفبة الواقفة تتسعة عينين بصدمة =
صفية البت دى محدش يروح عندها لحد ما عاصم يجى مفهوم كلامى يا صفية.

اسرعت صفية تهز راسها بارتباك بالموافقة لتحاول عواطف التكلم بصوت باكى متلعثم تحاول التبرير له =
بس يا عبد تلحميد بيه بنتى معملتش كده غير لما…
صرخ عبد الحميد مقاطعا حديثها بقوة =
مش عاوز اعرف حاجة اى كان اللى حصل متوصل انها تمد ايدها على ست…
قطع كلمته سريعا يصلحها مكملا=
على نادين حفيدة عبد الحميد السيوفى مفهوم ولا لا دى بنت قليلة الرباية ولازم تتعلم الادب من اول وجديد.

ثم اخفض راسه الى نادين المستمر في اصطناع البكاء التمثيلى لدرجة تحسدها عليه اشهر الممثلات قائلا بحنان =
اهدى يا حبيبة جدو تعالى معايا انا هتصل بعاصم يجى حالا واكيد هيربيها الحيوانة دى
خرج وما زال يحتضن نادين اليه تتبعه ثريا وشهيرة بعد ان رمت عواطف بنظرات شامتة تبتسم بانتصار
فور خروجهم التفت عواطف بخوف الى صفية قائلا =.

بنتى مغلطتش يا صفية وهما اللى دخلوا علينا سمعونا كلام زاى السم وهي مستحملتش حد يهنى ادامها علشان خطرى كلمى عاصم فهميه اللى حصل
هزت صفية بالايجاب تهم بطمنتها لتفاجىء بدخول شهيرة تلوى شفتيها باتسامة شامتة = بابا عاوزكم حالا في الصالون
صفية بايجار = طيب روحى وهنحصلك
شهيرة بسعادة = مقدرش منبه عليا تيجوا معايا وحالا يعنى من الاخر كده رجلى على رجلكم.
تبادلت عواطف وصفية نظرات الحيرة بينهم لتتنهدت صفية باستسلام قائلة =
اتفضلى احنا جاين معاكى اهو
تحركوا مغادرين الغرفة يعلمون جيدا سبب ذلك الطلب فقد تقرر ان تتحمل فجر وحدها التأنيب على ماحدث فالله وحده يعلم ما قد قرر ان يخبروا عاصم به.

مر اقل من ساعة على ماحدث وقيام عبد الحميد بالاتصال بعاصم ساد خلالها التوتر والصمت في انتظار وصوله
حتى دخل عاصم الى الحجرة ينظر الى الوجوه الواجمة الجالسة بصمت سائلا بقلق=
خير ياجدى ايه اللى حصل خلاك تجبنى بسرعة كده
لتمر عينيه على الحضور باحثا عنها بينهم لكنه لم يجدها ليزداد قلقه =
فجر فين مش شايفها؟
نهض عبد الحميد على قدميه ببطئ قائلا بجمود = تعال يا عاصم معايا على المكتب.

ثم تحرك بخطواته البطيئة مغادراليلحقه عاصم بقلق لكن استوقفته والدته هامسة باسمه ليلتفت اليها مستفسرا فهمت بالهمس له ليوقفها صراخ عبد الحميد بقوة =
صفية انا قلت ايه محدش فيكم ينطق بكلمة انا هنا اللى هتكلم
ليلتفت الى الباب مناديا على عاصم للحاق به لتتبعه عاصم بخطوات واسعة يظهر القلق فوق ملامحه
لتلتفت صفية اليهم بغيظ قائلة =
ارتحتوا وصلتوا للعوزينه انا مش عارفة هي عملت لكم ايه علشان تأذوها كل مرة بشكل ده.

ثم جلست بجوار عواطف الجالسة بلا حول ولاقوة تبكى بصمت تشعر بانها مثل كل مرة لم تكن خير الام لصغيرتها وقد رمت بها مرة اخرى بين انياب الذئاب دون حتى محاولة واهية منها للدفاع عنها.

جلست فجر فوق الفراش تضم ركبتيها الى صدرها تستند براسها عليهم تشعر بالدموع متجمدة في عينيها ترغب بالبكاء بشدة لتحرر تلك الدموع لعلها تشعر بالراحة لاتعير الم يدها والظهور بعض النقاط من الدم فوق الرباط ادنى اهتمام رغم المها الشديد ولكنها تجاهلت المها هذا فهى لن تبكى بعد الان ولن تصمت ابدا عن اى اهانة توجه الى والدتها ابدا نعم هي كانت تعلم بمكانتهم لدى ساكنى هذا القصر لكن حين يتم قولها بهذا الوضوح الغل بالم كاد ان يمزقهاشعرتبانهالم تعد تستطيع ان تحتمل اى اهانة موجهه لها او الى والدتها امامها بعد لان لن تصمت عليه ابدا.

وهى مستعدة لاى عقاب منه او اى شخص اخر تعلم جيدا انه سيفسر الامر على انه استغلال لوضعها الجديد بالقصر ولكن فليظن مايريد فهى مستعدة لمواجهته هو الاخر بما بداهلها من غضب يكفيها منهم جميعا اهانات ليمر بها الوقت في انتظار حضوره لتوقيع ذلك العقاب المنتظر منه عليها.

لتعتدل فوق الفراش وهي ترى الباب يفتح ببطء ليدخل عاصم بهدوء ووجهه لا ترتسم عليه اي مشاعر او تعبيرات يسلط نظراته عليها تمر فوقها ببطء لتبادله ايها بشجاعة ظاهر ترتسم في عينيها لكنها بداخلها كانت ترتعد رعبا مع استمراره بالنظر اليها بتلك الطريقة فهدوئه هذا لايبشر بخير فهى تفضل دخول عاصف منه على هذا الدخول المريب ولكن فليحدث مايحدث فهى مستعدة له ولعقابه القادم هذا اى كان.

يتبع






مشاهدة المرفق 57780

البارت الثانى عشر

تقدم عاصم الى داخل الغرفة بخطوات بطيئة تتابعه عينيها برهبة وتوجس حتى توقف امامها ليقف عدة دقائق يبادلها النظرات بصمت وملامح مغلقة حتى اخفضت عينيها امامه لاتقوى على مبادتلته ايها تسمعه قائلا بهدوء =
قومى ظبطى نفسك علشان تنزلى معايا حالا
همت فجر بالاعتراض تفتح فمها ليرفع عاصم سبابته بتحذير قائلا بجمود =
مش عاوز اسمع كلمة واحدة ادامك دقيقتين تجهزى نفسك وانا مستنكى هنا.

نهضت فجر بطاعة تمر بجواره دون محاولة منها لتوقف وتبرير ماحدث منها له فمن الواضح انه قد قرر في صف من قد وقف وصدق فلا فائدة من حديث لن يجلب لها سوى المزيد من الاهانة.

لذلك توجهت الى الحمام تقف امام المراة المعلقة تنظر الى وجهها الشاحب بقوة لتنهمر دموعها والتي ظلت حبيسة طويلا لتختار هذا الوقت الغبى لتعلن عن وجودها تحاول كتم شاهقاتها بكفها حتى لايسمعها ذلك الواقف. بخارج لتظل اكثر من تلك الدقائق التي منحها اياها في محاولة منها لاخفاء اثار تلك الدموع عنه.

وبعد ان رضيت الى حد ماعن حالة وجهها الا من احمرار عينيها والتي لم تستطع فعل ‌شيئ لها لتهز كتفيها بعدم اكتراث هامسة الى نفسها في المرءاة =
ومن قالك انه هيهتم كنتى بتعيطى ولا لا اخرجى ورفعى راسك انتى معملتيش حاجة غلط بالعكس انتى لاول مرة خدتى حقك.

ظل عاصم واقفا في انتظارها بعد استغراقها للكثير من الوقت بالداخل ليتجه الى باب الحمام يهم بالطرق عليه ولكن سبقته هي بفتحه خارجة منه رافعة الراس بعينين حمرواتان من الواضح من اثر بكاءها بداخل الحمام ليمر بعينيه عليها يحاول ملاحظة شيئ اخر لكنه لم يرى سوى البرود مرتسم فوق ملامحها ليسالها بهدوء = جاهزة.

هزت فجر راسها ببطء بالايجاب ليشير لها يىده حتى تتقدم لتسير امامه تقدم قدم و اتاخر الاخرى فبرغم كل ما حدثت بيه نفسها لبث الشجاعة فيها حتى تتحمل هذا الموقف الا ان لحظة حدوثه اكثر صعوبة مما تخليت في تشعر بانها لن تتحمل التوبيخ وخاصة منه امام الجمع المنتظر لتلك اللحظة بسعادة تشعر لو يمن **** عليها في تلك اللحظة باسقاطها في غيبوبة لاتستيقظ منها الا بعد انتهاء تلك المحنة ولكنها من الواضح انها امنية بعيدة المنال فهاهى تسير الى مواجهة يعلم **** وحده كم ستخرج منها من جراح ومهانة.

تجمعت العائلة كلها في حجرة المعيشة في انتظار حضور عاصم يرتسم الذعرعلى عواطف والتي اخذت تفرك كفيها بتوتر وهي ترى نظرات الشماتة الموجهة اليها من الجميع يجلسوا كانهم في انتظار مشاهدة فيلم ممتع بكل حماس وسعادة حتى صلاح وسيف وقد حضرا خصيصا لمتابعة ماسوف يحدث ايضا بعد اتصال شهيرة بيهم للحضور ليجلس ترتسم ابتسامة لاتجد لها وصفعلى وجهه ليزادد رعبها على ابنتها بعد رؤيتها لكل هذا الغل الموجه لها لتتسائل عن ما ينتوى عاصم فعله فمنذ ان ذهب مع جده الى حجرة المكتب ليخرج بعدها بوجه غير مقروء التعبيرات يتجه الى اعلى على الفور دون كلمة واحدة.

توتر جو الغرفة لحظة دخول عاصم الى الحجرة تتبعه فجر بصمت ورأس مرفوع بكبرياء ولكن من يعرفها يرى نظرات عينيها المهتزة ويدها التي اخذت بالارتعاش تضم اصابعها في محاوله لوقف ارتعاشها.

وقف عاصم ينظر الى الجميع لترتكز عينيه عدة لحظات فوق نادين الجالسة تبكى تستند براسها فوق كتف امها والتي اخذت تحاول تهدئتها لتزيد من المشهد التمثيلى المزيد من الاثارةولكن حين لاحظت نظراته تلك توترت تحت نظرات عينيه تعتدل فوق مقعدها بارتباك جالسة باستقامة
التفت عاصم موجها الحديث الى جده الجالس براحة وكبرياء فوق مقعده قائلا بصوت يحمل من ببرود مايكفى ليجمد ارجاء الغرفة لتتنتبه كل الاذهان اليه =.
لما حضرتك طلبت اننا نقعد هنا في القصر بعد جوازنا بعد وعدك ليا ان هيتم معاملة فجر مراتى ليضغط على حروف الكلمة بتأكيد يكمل ووالدتها احسن معاملة هناانا وافقت لانى مقدرش اسيبك ابعد عنك بس لو حصل غير كده انا معنديش استعداد نفضل هنا ثانية واحدة
التفتت اليه فجر بصدمة وهي تراه يقف بكل كبرياء يلقى بكلماته هذة لتعصف بها ضربات قلبهاالعنيفة وهي تسمعه يكمل =.

بقولها وبكرر ادام الكل انى استحالة اقبل اى اهانة لمراتى من اى حد مهما كان
انتفض عبد الحميد من فوق مقعده بغضب يهتف =
اهانة ايه اللى بتتكلم عنها والهانم هي اللى مدت ايديها على نادين وضربتها ادام الكل
عاصم ببرود وثقة= وانا واثق انها مش هتعمل الا لسبب
ثم التفت الى نادين الجالسة بتوتر يكمل حديثه بتهكم =
ولانى عارف نادين كويس فمتاكد انه سبب قوى جدا
همهمت نادين بتلعثم=.

انا مقلتش حاجة ليها هي اللى هجمت علياوشدت شعرى زاى المجنونة واسال ماما وعمتو
ابتسم عاصم بسخرية قائلا =
مش هسال حد لانى عارف الاجابة من قبلها وده ردى على اللى حصل من بكرة هنسيب القصر
انخفض عبدالحميد فوق مقعده بضعف =
بقى كده ياعاصم تصدقها وتكدبنا كلنا وكمان عاوز تسبنى علشانها
عاصم باقتضاب =.

انا مصدقتش ولا كدبت حد انا لحد دلوقت مسالتش فجر على اللى حصل بس في نفس الوقت متاكدو عارف انها استحالة تعمل كده من نفسها
عبد الحميد بتوتر = خلاص الحكاية حلها سهل تعتذر فجر لنادين والموضوع يخلص
اتسعت عين فجر بخوف ان يوافق على ذلك الحل والذي الموت افضل عندها منه لكنها صدمت مرة اخرى وهي تراه يكتف ذراعيه فوق صدره قائلا بحزم=
وياترى نادين مستعدة تعمل هي كمان كده
هبت نادين قائلة بغضب =.

لا طبعا انا استحالة اعتذر لبنت عوا…
قاطع كلماتها صراخ جدها الغاضب باسمها لتصمت فورا وقد ادركت ذلت لسانها
ليلتفت عبد الحميد قائلا بحزم هو الاخر =
الاتنين هيعتذروا لبعض يا عاصم ادمنا كلنا يرضيك الحل ده.

هبت شهيرة واقفة بغضب وقد كانت جالسة تتابع الحوار بنظرات سامة وهي ترى دفاع ابن اخيها عن تلك الفتاة ضاربا عرض الحائط بكل بكل ما سمعه عن فعلتها تأثر الصمت بناء على طلب والداها من الجميع بعدم تحدث اى شخص سواه لكن عند وصول النقاش الى تلك النقطة لم تستطع الصمت طويل لتقول بغل وحقد =
ايه اللى بتقوله ده يا بابا استحالة نادين تعتذر للبت دى
عبد الحميد بقسوة وغضب =.

شهيرة محدش يتكلم كلمة زيادة واتفضلوا اطلعوا كلكم بره مش عاوز حد في الاوضة غير عاصم ونادين وفجر اتفضلوا
ليصرخ بكلمته الاخيرة بغضب عاصف ليسرعوا جميعا بالنهوض مغادرين الغرفة ليتاخر سيف بالخروج يسير ببطء حتى وصل الى مكان وقوف فجر المنحنية الراس هربا من نظرات الغضب والحقد الموجهة لهاينحنى هامسا بصوت حرص ان يصل الى مسامع عاصم الواقف ظهره لهم =
برافو عرفتى توصلى للى عوزاه بسرعة وبقى زاى الخاتم في صباعك.
التفت عاصم سريعا اليهم بعنف بعد ان وصلت كلماته الخبيثة الى مسمعيه ليرفع سيف راسه يبتسم بخبث وسماجه اليه ثم يغادر الغرفة بخطوات بطيئة يدندن لحنا بخفوت
وقعت نظرات عاصم الشرسة على فجرالتى اخذت تهز راسها تنفى كلمات سيف لكن فات الاوان فقد وقع الضرر لتلعن سيف الالاف المرات فقد ارجعها الى نقطة الصفر مرة معه اخرى.

ظلت فجر مستيقظة حتى ساعة متاخرة في انتظاره حتى وقت متاخر وقد تعدت الساعة الثانية بعد منتصف الليل لم يحضر حتى الان فمن بعد ماحدث وسامعه لكلمات سيف لها وقد انقلب حاله ولم يوجه لها كلمة واحدة منتظرا ان يتم تسويه تلك الحادثة بينها وبين نادين باعتذار كل واحدة منهم لاخرى بنفورو اقتضاب ليسرع بعدها قائلا بجمود بانه سيذهب مرة اخرى الى الشركة ولن يعود حتى وقت متاخر ليغادر سريعابخطوات متصلبة. لتخرج خلفه تحاول اللحاق به لكنه كان قد غادر بسيارته سريعا وصوت اطارتها تكاد تصم الاذان وهاهى حتى الان تجلس بانتظاره لتشكره على موقفه الرائع معها امام العائلة ولتوضيح كل شيئ يخص ذلك اللزج سيف.

ظلت تنتظر لوقت طويل تجلس فوق الاريكة ليغلبها النوم فوقهامستندة براسها الى مسندها فلم تشعر بشيئ حتى احست بخدر والم في جسدها من نومتهاغير المريحة هذة لتحاول النهوض تتمطى بجسدها تتأوه بالم لتلمح بطرف عينيها شبحا يجلس في الظلام مراقبا لها لم تتبين ملامحه لتصرخ برعب وفزع ليصمتها صوت عاصم بجمود =
اهدى دا انا
تنفست براحة تضع يدها فوق قلبها تحاول ان تهدء من خفقاته تساله بلهاث =
طيب قاعد في الضلمة ليه كده.

تقدم عاصم في جلسته يستند بمرفقيه على ركبتيه يسالها وهي على نفس الحالة من الجمود =
وانتى ايه اللى مخليكى تنامى بالشكل ده منمتيش في السرير ليه
تنحنحت فجر قائلة بتلعثم =
كنت مستنياك صمتت قليلا لتكمل بخجل وتلعثم =
علشان اشكرك على اللى عملته معايا النهاردة وثقتك فيا
ضحك عاصم بسخرية بصوت خافت يرجع في جلسته الى ظهر المقعدمرة اخرى قائلا بتهكم =.

العفو يا فجر هانم بس مش تعتقدى ان المفروض الشكر ده يكون بخصوص انى ساعدتك انك تثبتى اللى كنت عوزاه وانى بقيت زاى الخاتم في صباعك
نطق جملته الاخيرة بشراسة ضاغظ
على كل حرف بها لتدرك فجر مدى غضبه تعلم هذة المرة ان معه كل الحق في غضبه هذا فاخذت تحاول التنفس بهدوء محاولة الهدوء عدة لحظات تقول بعدها=
عاصم بخصوص سيف والكلام اللى قاله انا كنت عاوزة اقولك…
قاطع حديثها قائلا بحدة=.

وانا مش عاوز اسمع حاجة والحيوان ده اسمه ميتنطقش مابنا مرة تانية
لينهض من مقعده يتجه الى الخزانة يفتحها يخرج ملابسه منهابعنف وغضب لتلحق بيه فجر تهتف بلوم=
بس لازم تسمعنى لازم تعرف ان انا وسيف…
لم تكمل كلمتها تشهق بخوف حين جذبتها يده بغضب دافعا لها فوق الحزانة بقوة يضغطها عليها بجسده بشدة يمسك بوجهها بقسوة بين كفيه هامسا بشراسة =.

قلتلك اسمه ميتنطقش على لسانك ابدا طول مانت معايا ليفح بانفاسه بجوار اذنها =
قلتلك مش عاوز اسمع اى حاجة عنه فاهمة يافجر.

هزت فجر راسها ببطء بقدر ما تسمح قبضته عليها تسمعه يتنفس بقوة وصوت عالى تعلم بانه في اقصى درجات غضبه انه ليس بالوقت المناسب لتصر على افاهمه الحقيقة فحديثها الان سيكون كصب المزيد من الزيت فوق نيران غضبه مقررة تاجيل ذلك الحديث لوقت اخر يكون قد هدء غضبه حينها حتى يستمع اليها بعقلانية وهدوء.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها رواية نغم وسليم - حورية اخذت بيدي الى اللة الفصل السادس عشر 16 بقلم شرين زكي
لا تعلم متى هدئت انفاسه الاهثه بعضب فوق وجهها فتصبح لهاث شغوف مستمتع الى ان شعرت به يدفن وجهه في حنايا عنقها يقبله بشغف وقوة يتنقل بشفتيه فوقه بقبلات اصبحت عنيفةشرسة لتشعر بالرعب يدب في اوصالهاوهى تسمعه يهمس بصوت متحشرج لاهث =
كل مااتخيل انه ممكن يكون لمسك وان شفيفه ممكن تكون داقت طعم بشرتك ببقى عاوز اقطعه بايدى حتت انه اتجرء وعمل كده معاكى.

شعرت فجر به وقد فقد السيطرة تماما تنتقل شفتيه من بين كلماته لها توشم بشرتها بعنف ليدب الذعر والرعب بداخلها من حالته هذة تعلم جيدا ان اثار غضبه هذا ستترك علامات واضحة فوق عنقهاصباحا لترفع يديها تحاول دفعه عنها بخوف وضعف قائلا بصوت باكى =
عاصم علشان خاطرى فوق و ابعد عنى عاصم…

كتمت رجائها داخل فمه حين اخذ يقبلها بعنف يدمى شفتيها بقوة بضعطه باسنانه عليهم بعنف لتشعر بطعم الدم في فمها فاخذت تحاول التملص من بين ذراعيه وقد تصاعدالخوف بهسيريا بداخلها رعبا منه فاخذت تدفعه بقبضتها في كتفه تحاول ابعاده عنها تنهمر الدموع من عينيها بالم من جرح يدها الذي اخذ ينبض من شدة ضعطها عليه.

شعر عاصم بمقاومتها العنيفة له ليفيق من تلك الدوامة السوداء التي كانت تغلفه ليتراجع عنهابحدة ينظر اليها بعينين مغشيتان بغضبه يرى حالتها المشعثة وشفتيها الدامية بفعل غضبه لكن اكثر ما اوجعه هو تلك النظرة المرتعبة منه كانها تقف امام وحش كاسر سينقض عليها في اى لحظة فاخذ يتنفس ببطء محاولا تهدئة فورة المشاعر بداخله لايعلم لما معها دائما يفقد كل سيطرة له على نفسه فمن اول مرة لمحها فيها جعلت منه شخصا اخر غيره تحيى بداخله مشاعر بدائية لا تمت لتمدنه وسيطرته القوية على نفسه باى صلة.

تقدم منها يمد يده اليها بحذر مناديا لهابرقة لكنها فزعت تنتفض كأرنب مذعور بعيون خائفة يملئها الدمع ليكرر ندائه لها برقة وندم قائلا =فجر متخافيش انا اسف جدا انا مش عارف انا ازاى عملت كده انا بجد اسف.

كان في اثناء حديثه اليها يقترب منها بخطوات حذرة بطيئة حتى وقف امامها يشدهااليه برفق لتفجر في البكاء بقوة فور ان ضمها اليه ليشدد من احتضانه لها يهمس بكلمات مهدئة رقيقة لها يعتذر باسف من الحين والاخر قدشعر في تلك اللحظة بانه احط مخلوق على الارض ليجعلها بهذا الحال المزرى لايدرى كيف يصبح بكل هذة القسوة والعنف معها هي تحديدا دون شخصا اخر.

فى مقر شركة السيوفى في مدينة نيويورك.

جلست هناك تنظر الى تلك الصور والتي ارسلت اليها في مظروف يسلم اليها شخصيا تشعر مع كل صورة تمر امام عينيها بغضب وغيرة عمياء وهي تراه امامها تتباطيء ذراعه تلك الفتاة الصغيرة بفستان زفافها الخلاب و ملامحها الجميلة وشعرها المتوهج كشمس ساطعة لكنها تجاهلت كل هذا لترتكز عينيها فوقه هو لاترى شيئ غيره بملامحه الباردة الوسيمة الجذابة وشعره الاسود الفاحم وجسده العضلى بداخل بدلة سوداء رائعة مصممة خصيصا له تمرر باصابعها المطلية بلون احمر دامى تهمس بفحيح وغل =.

بقى تسيبنى انا وترفض انى ارجع معاك علشان تروح تتجوز حتة اللعبة دى طيب يا عاصم اما ندمتك على اللحظة اللى فكرت ترفضنى فيها مابقاش انا وبكرة نشوف.

يتبع
 

ahmed182000

العضو الملكي
العضو الملكي
عضو
ميلفاوي نشيط
ميلفاوي متفاعل
إنضم
16 سبتمبر 2025
المشاركات
188
مستوى التفاعل
47
النقاط
0
نقاط
600
العضو الملكي
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

ahmed182000

العضو الملكي
العضو الملكي
عضو
ميلفاوي نشيط
ميلفاوي متفاعل
إنضم
16 سبتمبر 2025
المشاركات
188
مستوى التفاعل
47
النقاط
0
نقاط
600
العضو الملكي
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

ahmed182000

العضو الملكي
العضو الملكي
عضو
ميلفاوي نشيط
ميلفاوي متفاعل
إنضم
16 سبتمبر 2025
المشاركات
188
مستوى التفاعل
47
النقاط
0
نقاط
600
العضو الملكي
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

ahmed182000

العضو الملكي
العضو الملكي
عضو
ميلفاوي نشيط
ميلفاوي متفاعل
إنضم
16 سبتمبر 2025
المشاركات
188
مستوى التفاعل
47
النقاط
0
نقاط
600
العضو الملكي
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ

نائب المدير
إدارة ميلفات
نائب مدير
رئيس الإداريين
إداري
العضو الملكي
ميلفاوي صاروخ نشر
حكمدار صور
أسطورة ميلفات
ملك الحصريات
أوسكار ميلفات
مؤلف الأساطير
رئيس قسم الصحافة
نجم الفضفضة
محرر محترف
كاتب ماسي
محقق
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
صقر العام
إستشاري مميز
شاعر ميلفات
ناشر موسيقي
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
مترجم قصص
نجم ميلفات
ملك الصور
ناقد قصصي
صائد الحصريات
فضفضاوي أسطورة
كوماندا الحصريات
ميتادور النشر
مسؤول المجلة
ناشر عدد
ناقد مجلة
ميلفاوي علي قديمو
كاتب مميز
كاتب خبير
مزاجنجي أفلام
إنضم
30 مايو 2023
المشاركات
14,762
مستوى التفاعل
11,567
النقاط
37
نقاط
38,966
العضو الملكي
ميلفاوي صاروخ نشر
ميلفاوي كاريزما
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

مشاهدة المرفق 57553

البارت الاول

في داخل قصر السيوفي بينما كان الجميع علي قدم ليسود جو من الاستنفار والتوتر بين جميع ساكنيه

استعدادآ لاستقبال ذلك الغائب عن الوطن منذ اكثر من ست سنوات ليقرر اخير العودة والاستقرار نهائيا بعد كل سنين الغربة هذه
دخلت فجر إلى داخل المطبخ لتجد والدتها تقف امام الموقد تهتم بالطعام لتسير فجر بخفة من خلفها تقترب هامسة في اذنيها برقة: = القمر خلص ولا محتاج مساعدة؟

التفتت عواطف سريعا لتجد صغيرتها تقف خلفها تبتسم لها بسعادة وحب وما ان همت بالرد عليها هي الاخري بمرح حتى لاحظت الحالة المغبرة التي توجد عليها ملابسها لتهتف بدهشة وقلق: = فجر ايه اللي عمل في هدومك كده اوعي تقوليلي انها خلتك توضبي البيت مع ام جمال تاني.
اخفضت فجر راسها لتنظر إلى ملابسها ثم ابتسمت بعدم اهتمام قائلة
= اهو بسلي نفسي بدل ما انا قاعدة زهقانة واشغل وقتي.

تنهدت عواطف بحزن: =وقت ايه يا بنتي اللي تشغليه هو انتي بتقعدي من اول النهار لاخره وكل اللي بيعوز حاجة بيخليكي تعمليهاله ليتحشرج صوتها بالغصة قائلة: = سامحيني يا فجر انا لو كنت اعرف ان ده هيبقي حالك هنا انا مكنتش رضيت ابدا اننا نعيش في القصر ده وكان كفاية علينا بيتنا في البلد
اسرعت فجر بضمها إلى احضانها قائلة بحنان.

= متقوليش كده انا مش زعلانة ابدا وبعدين هو مين اللي كان يقدر يعصي لجدي امر وهو كان خلاص قرر اني اول ما اخلص الثانوي اجي للقصر وادخل الجامعة هنا والا مش هيصرف علينا
مدت يدها تمسح دموع امها المنسابة وهي تكمل
= ماما انا مش عوزاكي تشيلي همي كلها سنة واتخرج وساعتها هشتغل ونشوف مكان لنا بعيد عن القصر ده وان كان علي اللي في القصر انا بقدر اتعامل معاهم كويس المهم انتي متزعليش علشان صحتك.

جلست عواطف فوق المقعد بهم تشعر بالاوجاع تتراكم عليها وبانها السبب في كل ما تعنيه ابنتها من سوء معاملة من اقرب الناس اليها فلولا انها لم توافق فيما مضي علي هذه الزيجة من الابن الاصغر لعبد الحميد السيوفي منذ اكثر من واحد وعشرون عام لم تكن تظل حينها انها ستعاني الامرين حتى الان من تلك الزيجة وتجني ابنتها اليوم حصادها من سوء معاملة واهانة من اقرب الاشخاص لها منذ ان تزوجت بماهر السيوفي لتنجب له الذكور كما اخبرها والده يوم عقد قرانهم بعد وفاة الابن الاكبر لعبد الحميد اثر مرض الم به لم يكن له سوي **** الوحيد عاصم بينما ابن عبد الحميد الاخر ماهر لم تستطيع زوجته انجاب سوي ابنة واحدة وعند محاولتها الانجاب مرة اخري حدثت لها مضاعفات ومشاكل ادت إلى استئصال الرحم لها ليقرر عبد الحميد قراره الصارم بتزويجه مرة اخري بمن تستطيع انجاب له الذكور لحمل اسم عائلة السيوفي ليقع اختياره علي عواطف لما كانت تتمتع به من جمال وشباب وقتها كما انها كانت من عائلة فقيرة فرحت بما عاد عليها من خير من هذة الزيجة ليتم الزفاف وقتها دون اي مظاهر لاحتفال سوي اشهار بمسجد قريتها ولم يكد يمر وقت بسيط حتى حملت عواطف بطفلها الاول ليسعد عبد الحميد بهذا الخبر والذي لم يبالي به ماهر زوجها فقد كان يعيش لملذاته وسهراته فقط غير مبالي باحد لتمر شهور الحمل سريعا إلى ان حان موعد الولادة لتأتي إلى حياتها فجر حاملة لها الفرحة والسعادة بشعرها الاصفر وعينيها السماوية الواسعة ووجهها الملائكي والذي لم يحرك في عبد الحميد او ابنه ذرة من المشاعر اليها فقد اراد الذكر الذي حلم به طويلا لحمل اسم العائلة مع حفيده الاخر ليصب غضبه فوق راسها مصدرا امرآ اخر لها بالحمل فورا مرة اخري حتى تحقق له حلمه ولكن تشاء الاقدار بوفاة ماهر في حادث سيارة اثر عودته مخمورا من احدي سهراته ليتم نفيها هي وابنتها في ذلك المنزل المتواضع في قريتها طوال تلك السنوات لا يأتي اليها احد سوي صلاح زوج شهيرة عمة فجر الصغري متوليا كل شئونهم دون اي اتصال بالجد حتى اتمت فجر مرحلتها الثانوية ليأمر الجد بحضورهم بالعيش في قصره وها هي منذ ذلك الحين تتم معاملتها هي و صغيرتها كاحد الخادمات وحتى اسوء تجبر نفسها علي الاحتمال حتى تكمل وحيدتها تعليمها وقتها ستغادر بعيدا عن هذه العائلة غير اسفة علي شيئ.
افاقت عواطف من رحلة ذكرياتها علي صوت ابنتها الهامس: = ماما انتي روحتي فين
رفعت عواطف عينين مغشيتين بالحزن والالم تنظر إلى ابنتها لتهتف فجر بأسف: = تاني يا ماما علشان خاطري بلاش تفكير في الماضي وخلينا في المستقبل وان شاء **** **** هيعوضنا خير.

اخذت عواطف تنظر إلى ابنتها بفخر وهي تري كل هذا النضوج والعقلانية امامها لتشعر بالخجل منها تنهض فورا تغتصب ابتسامة فوق شفتيها تحاول تطمئنتها: = خلاص يا حبيبتي انا كويسة متقلقيش عليا
بادلتها فجر الابتسامة بضعف ثم اسرعت تهتف: =يا نهااااار اما اروح اكمل باقي الجناح قبل ما الحيزبونة تاخد بالها اني نزلت.

ما ان اتمت كلماتها حتى دخلت زوجه ابيها ثريا تتبختر في مشيتها تنظر في ارجاء المطبخ ترتسم فوق وجهها علامات الاشمئزاز قائلة بتعالي موجهة الحديث إلى عواطف
= خلصتي الغدا يا هانم ولا قاعدة تتمرقعي من الصبح
اجابتها عواطف بجمود
= الاكل جاهز من بدري شوفي تحبي احضره امتي
رفعت ثريا يدها بحركة ترفع قائلة = خليكي مستعدة لامر مني وعاوزة كل حاجة تكون جاهزة وعلي احسن صورة فاهمة.

هزت عواطف راسها بالايجاب لتلتفت ثريا تهم بالمغادرة لتلمح فجر الواقفة في الطرف الاخر تنظر اليها بغضب مكبوت لتقرر ثريا القيام باستفزازها حتى تحصل منها علي ردة فعل حتى تستطيع بهاالشكوي منها إلى الجد لتتم معاقبتها فتشفي غليلها وحقدها منها لتقول باحتقار
= ماشاء **** واقفة عندك بتعملي ايه وسايبة ام جمال بتنضف لوحدها يلا يا حلوة شوفي شغلك بدل ما جدك يعرف بمرقعتك دي
ثم ابتسمت بخبث وتشفي تكمل.

=وانتي عارفة ساعتها هيعمل فيكي ايه
همت فجر بالرد عليها بحدة ردا مناسبا يجعلها تقف عند حدها لتتوقف في اخر لحظة تدرك محاولتها لاستفزازها لتبتسم بتصنع قائلة بهدوء
=حاضر يا ثريا هانم اي اوامر تانية
اخذت ثريا تنظر اليها بغيظ لفشل محاولتها ثم زفرت بحنق قائلة
= ايوه الشنط طلعت شوفيها الاول وتاكدي ان كل حاجة تمام وبعدين كملي تنضيف
لتغادر المكان سريعا بعد ما القت بذلك الامر لتنفجر فجر بالضحك بصوت حافض قائلة.

= انا حاسة هيجي يوم وتنفجر من كتر الغل اللي جواها ست ملهاش زي
ثم اتجهت إلى والدتها تقبلها فوق وجنتها برقة
= انا هطلع اكمل تنضيف وابعتلك ام جمال تساعدك وبلاش تجهزي انتي السفرة بدل ما تسمعك كلمة من كلامها السم ادام الموجودين
هزت عواطف راسها بالموافقة بضعف تنظر في اثر ابنتها حتى اختفت لتهمس بألم وحزن
= سامحيني يا بينتي بس هانت و**** يصبرنا علي الأيام اللي جاية لينا هنا.
صعدت فجر الدرج وهي تعي للحالة التي عليها القصر من هرج ومرج والاصوات الأتية من قاعة الاستقبال بالقصر احتفالا بذلك العائد لتشعر بالحماس يعاودها تري بمخيلتها لقائها المنتظر به تصعد الدرج سريعا حتى وصلت إلى ذلك الجناح المخصص له والذي منذ حضورها إلى هنا وهي تقوم كل يوم بتنظيفه وتأهيله وذلك بناء علي امر مباشر من جدها فاصبحت تحفظه عن ظهر قلب مثلما تحفظ ملامح صاحبه.

التفتت تنظر في ارجاءه تنظر بعين الانتقاد محاولة الاطمئنان علي كل شيئ تري الحقائب متراصة بجوار الخزينة فوقفت تسأل بحيرة ماذا تفعل بها لتقرر اخيرآ تركها حتى تأتيها اوامر بخصوصها
وقفت تتنهد بتعب تشعر بمعاودة الدوار اليها مرة اخرى فهي منذ الصباح لاتشعر بأنها بخير لكنها تجاهلت الامر حتى تستطيع مساعدة امها دون اثارة قلقها لكنها الان لم تعد تستطيع المقاومة لتسير حتى الفراش تجلس عليه بتعب تتنهد قائلة.

= اقعد ارتاح شوية وبعدين اشوف هعمل ايه هما اساسا زمانهم بيتغدوا ومحدش حاسس بحاجة.

استدارت تتقلب ببطئ فوق الفراش لتنتبه لتلك الصورة الموضوعة داخل الاطار فاخذت تنظر إلى الشخص الموجود بها بعينيه شديدة السواد وحاجبيه المعقودين ووسامته وشبابه النسبى وقت التقاط الصورة لتتنهد باعجاب تمرر يدها فوقها كما لو كانت ملامحه هي ما تتجسد امامها فتظل تنظر اليها حتى سقطت في غفوة لم تشعر خلالها بشئ حتى صوت الباب وهو يفتح بهدوء ليتقدم عاصم بخطواته الواثقة إلى داخل الجناح ينظر حوله بتعب يحل ازرار قميصه ببطء بعد ان القي بجاكيت بدلته فوق المقعد.

ليفت انتباه ذلك الجسد الصغير المستلقي فوق الفراش براحة وهدوء تقدم منه محاولآ تبين هوية صاحبه ليتسمر مكانه حين وقعت عينيه علي كتلة من الشعر الاشقر الطويل المتناثر فوق الفراش يغطي وجه تلك النائمة بسلام فاخذ يمرر نظراته فوقها محاولا تبين هويتها وعند فشله تقدم ببطء وهدوء للجلوس بجوارها يمد يده مزيحا تلك الغيمة الذهبية من فوق وجهها برقه لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وفمها الوردي المزموم برقة اثناء نومها كطفلة صغيرة فلم يستطع مقاومة ان يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة تحرك وجهها تحت لمسات يده ليفيق عاصم من غيمة الاحاسيس التي اجتاحته عند ملامسته لبشرتها الرقيقة يتنحنح محاولا اجلاء صوته يمد كفيه يهزها برقة لكن شئ بداخله رفض ان يقوم بأيقاظها ليظل يتمتع برؤيته بجمالها النائم بهذا السلام.

هز عاصم راسه يرفض عاصم الاتجاه الذي سارت اليه افكاره يهمس بحنق لنفسه
= جري ايه يا عاصم عيل صغير انت علشان تتصرف زي المراهق اللي اول مرة يشوف ست
نفسه يكمل محدثا نفسه بهمس
= وبعدين مين دي وبتعمل ايه في الاوضة اصبحت ضرباته فوق كتفيها شديدة يحاول ايقاظها ليسمعها تتمتم محركة راسها فوق الوسادة ببطء
=حاضر يا ماما ثواني و**** وهقوم
ظهر شبح ابتسامة فوق شفتيه وهو يراها تتذمر كطفلة صغيرة ليحدثها برقة ينحني فوق اذنيها يهمس برقة
= و**** كان بودي اسيبك نايمة بس للاسف السرير ده بتاعي ومينفعش نتشارك فيه.

اقتحم ذلك الصوت الذكوري الهامس سبات نومها فاسرعت بفتح عينيها تتسع بصدمة تحدق بذلك المنحني فوقها براحة ينظر اليها بتسلية لتدفعه في صدره بقوة مبعدة اياه عنها تهب سريعا ناهضة من فوق الفراش تتعثر في خطواتها وهي حاول تعديل وضع ملابسها هامسة بتلعثم
= انا، اسفة، غصب، عني روحت في النوم.

تراجع عاصم فوق الفراش يستند بمرفقيه عليه يراقب حركاتها المنفعلة وحرجها الشديد بتسلية قائلا بهدوء = اهدي، اهدي محصلش حاجة لكل ده
التفتت فجر تريد المغادرة هاتفة بارتباك
= طب عن اذنك انا هخرج حال…
واسرعت باتجاه الباب وما ان وضعت يدها فوق مقبضه حتى اتاها صوته القوي الامر
= استني عندك رايحة فين
توقفت حركتها تلتفت اليه ببطء تراه علي نفس الوضع المسترخي فوق الفراش لتهمس بارتباك وخوف
= هروح، اشوف ورايا ايه.

نهض عاصم يتقدم اليها ببطء حتى وقف امامها ينظر إلى عينيها بلونهم السماوي الرائع يسألها برقة
=انتي بتشتغلي هنا من زمان؟! اتسعت عيني فجر بصدمة من حديثه وظنه بانها احدي الخادمات بالقصر فمن الواضح ان لا فكرة لديه عمن تكون تدرك انه معه كل الحق في ظنه هذا بملابسها المغبرة وهيئتها المشعثة هذه
اخفضت راسها بخجل لاتدري اتصلح له خطأ ظنه ام تصمت لتقرر اخيرا الحديث قائلة بهمس وارتباك
= لا انا.

ليقطع كلامتها صوت الباب يفتح من خلفها فجأة تدخل الغرفة نادين اختها غير الشقيقةمنه وهي تهتف بسعادة وصخب
=عاصم حبيبي اتأخرت ليه الكل مست…
قطعت حديثها عند رؤيتها فجر واقفة متسعة العينين برهبة وارتباك يجاورها عاصم بقميصه المفتوح حتى منتصف خصره لتتغير ملامحها فورا إلى النفور توجه حديثها إلى فجر
= انتي عندك بتعملي ايه هنا وماما قالبة عليكي الدنيا انجري انزلي حالا علي المطبخ.

هزت فجر رأسها بالايجاب تسرع في المغادرة وما ان غادرت حتى التفت عاصم اليها بصوت غاضب يسألها بعنف
= في حد يفتح الباب بشكل ده مش تستأذني الاول
نادين بصوت لعوب
= اسفة يا حبيبي بس كنت جاية استعجلك خصوصا ان جدو مش مبطل سؤال عنك
ابتعد عاصم في اتجاه الحمام يكمل فتح ازرار قميصه قائلا بجمود
= طيب اتفضلي وانا هحصلك
اسرعت نادين بأتجاهه تقف امامه تمتد اناملها لتتلاعب بازرار قميصه تهمس بأغراء
= طيب تحب اساعدك؟

هتف عاصم بغضب وجمود
= قولتلك اتفضلي انزلي وانا جاي وراكي واظن انك تعرفي كويس اني مبحبش اكرر كلامي مرتين
شحبت ملامح نادين قائلة باسف
= عارفة يا عاصم عارفة
عاصم بجمود وقسوة
= ومدام عارفة لسه واقفة عندك بتعملي ايه؟!

نظرت نادين باستعطاف اليه في محاولة منها لتلين تلك القسوة المرتسمة فوق وجهه لكنها لم تجد منه اي استجابة لتتنهد بخيبة امل ثم تغادر الغرفة وهي تغلق الباب خلفها بقوة وعنف ليظل عاصم واقفا مكانه دون حراك لعدة دقائق تفوربداخله مشاعر النفور والاحتقار التي تثيرها لديه كلما وقع نظره عليها يزفر بقوة محاولا التخلص من تلك المشاعر وهو يتوجه بخطواته باتجاه الحمام يستعد لتلك المواجهة القادمة.

يُتبع..



مشاهدة المرفق 57555

البارت التانى

جلست عائلة السيوفي تتجمع بعد الغذاء داخل الصالون يتوسط الجلسه عبد الحميد السيوفي يجلس علي يمينه عاصم الذي ترتسم اللامبالاة فوق وجهه هو يتابع ثرثرة الجميع من حوله دون محاولة الاشتراك بها حتى التفت جده اليه ينظر اليه نظرة ذات مغزي ليؤما له عاصم بالموافقة لتنحنح عبد الحميد بقوة وصوت عالي لتتوقف الاحاديث فورا بين الجميع يلتفتوا اليه بترقب واهتمام لتحدث قائلا بصوت واهن لكن مازال يحمل من قوة وقسوة الماضي الكثير.

= بعد المشاكل والازمات اللي حصلت في الشركة في السنة الاخيرة قررت ان عاصم يرجع يستقر هنا تاني الفرع هنا هيكون الفرع الرئيسي للمجموعة واي قرار يخص المجموعة عاصم هيكون مسئول عنه يعني من الاخر كده عاصم المسئول الاول والوحيد لمجوعة شركات اللسيوفي واظن مفيش حد عنده اي اعتراض
هب سيف بغضب ناهضا من فوق مقعده.

= يعني ايه ياجدي! كلامك كده معناه ان انا وبابا هنبقي شغالين عند عاصم بيه مستنين اوامره في كل كبيرة وصغيرة
اسرعت شهيرة بالنهوض سريعا هي الاخري محاولة تهدئة غضب ابنها الحاد
= استني بس يا سيف الكلام ميبقاش كده ولا جدك يقصد كده ولا يا يا عاصم يابني؟
نظر عاصم اليها ببرود دون اي تعبير فوق وجهه قائلا
= اعتقد كلام جدي واضح ليكمل حديثه بلهجة تحمل بين طياتها الكثير.

السنة المالية لشركة السنة دي كانت حاجة مزرية ازاي في سنة واحدة الشركة متاخدش ولا مناقصة واحدة من 13 مناقصة كانت دخلاهم ليلتفت إلى صلاح الجالس فوق مقعده بتوتر يكمل تقدر تفهمني ده حصل ازاي يا صلاح بيه
ابتلع صلاح لعابه بصعوبة ينهض من فوق مقعده هو الاخر قائلا
= احنا مش مسئولين عن اللي حصل يا عاصم السوق كله اتعرض للمشاكل اللي احنا فيها يعني مش تقصير مني ولا من سيف ابني.

تحدث عبد الحميد بصوته الضعيف منهيا الحديث قبل تطوره
= خلاص يا صلاح مش هنعيده تاني واللي حصل ده كان المفروض يحصل من زمان وعاصم كان لازم يرجع يستلم املاكه
هم سيف بالحديث برد عنيف لتوقفه ضغطه من يد والده خفية ليقول صلاح بهدوء
= طبعا يا عمي واحنا هنفضل عمرنا في ضهره زاي ماكنا واكتر كمان ده عاصم زاي سيف عندي بالظبط
لينظر إلى عاصم الجالس بأتكاء وراحة علي كرسيه مكملا
= ولا ايه يا عاصم يابني.

هز عاصم رأسه ببطء قائلا ببرودة =طبعا يا صلاح بيه
ليستمر حديث النظرات بينهم لعدة لحظات ادراك صلاح خلالها انه امام خصم لايستهان به وان الايام القادمة ستشهد حربا لا هوادة فيها الفوز بها للاقوي وهولن يكون بالخصم الهين فيها.

جلست فجر امام الطاولة الموضوعة بالمطبخ تتلاعب بطعامها بشرود تتذكر ذلك اللقاء المخزي بابن عمها وما نتج عنه فهي منذ علمها بعودته المنتظرةكانت ترسم الف سيناريو وسيناريو للقاءها به في مخيلتها فهي منذ حضورها إلى القصر تستمع إلى روايات الجميع عنه وكيف استطاع انقاذ اعمال العائلة عندما تعرضت لازمة كادت ان تؤدي بها إلى الحضيض ليضحي بسنوات من عمره التي قضاها متنقلا بين عواصم العالم ليدير الاعمال بيد من حديد لتصبح شركات السيوفي من اقوي الشركات العالمية لتكتمل تلك الصورة التي رسمتها له حينما كانت صغيرة حين هب مدافعا عنها وعن والدتها امام اهانات الجميع لهم ليصبح من وقتها بطلها الخفي لكن تدمرت تلك الاحلام بذلك اللقاء المخزي به وظنه بانها احدي الخادمات العاملين بالقصر.

زفرت بحزن وهي مازالت تتلاعب بطعامها لتلاحظ والدتها حالتها تلك لتسالها
= مالك ياحبيبتي ما بتكليش ليه وسرحانة؟
اخفضت فجر عينيها إلى طعامها تتظاهر بتناوله
=ابدا يا ماما انا باكل اهو
ابتسمت عواطف برقة
= يا سلام ده انتي من ساعة مانزلتي من فوق وانتي علي الحال ده في ايه ياحبيبتي حد زعلك وقالك حاجة ضيقتك
تنهدت فجر بحزن
لا يا ماما محصلش حاجة بس عاصم قابلني وشافني.

ابتسمت عواطف بمحبة قائلة بحنان: طب وده يزعلك في ايه لتعقد حاجبيها بشدة تكمل بحدة: ولا يكون ضايقك ولا قالك حاجة زعلتك
اسرعت فجر تهز راسها تنفي بسرعة: = لا ياماما ابدا مقالش حاجة خالص بس…
تنبهت عواطف لتسألها بقلق
= بس ايه يا فجر كملي قلقتيني
تنهدت فجر قائلة بأنكسار
= افتكرني شغالة هنا في القصر يا ماما
ظهر الالم فوق ملامح عواطف من كلمات وحيدتها لكنها حاولت التحدث بطبيعية قائلة بلوم.
= له حق يا فجر انتي ما شفتيش شكلك كان عامل ازاي وقت ما وصل
قالت فجر بعبوس
= يعني شكلي كان هيفرق في ايه يا ماما مانا وانتي كنا عارفين اننا مش هنكون في استقباله واهو زاي ما توقعنا كلهم في الصالون متجمعين وانا وانتي هنا في المطبخ بناكل لوحدنا
تنهدت عواطف لاتدري بما تجيبها لتهتف محاولة تغير الحوار تتنصنع الفضول
= مقلتليش شافك فين وقالك ايه احكيلي
همت فجر بالرد عليها ليقاطعها صوت زوجة عمها صفية تنادي بلهفة.

= عواطف يا عواطف
هبت عواطف واقفة بقلق تري صفية تدخل إلى المطبخ تسألها بفرحة ولهفة
= مش هتيجي تسلمي علي عاصم وتخلي فجر تسلم وتتعرف عليه؟
اخفضت عواطف رأسها بحرج قائلةبتلعثم
= انتي عارفة اوامر عبد الحميد بيه
اسرعت صفية بالقول سريعا
= ده كان علي الغدا وادينا خلصناه وكلنا قاعدين في الصالون لتكمل بلهفة
= ايه رايك تجيبي القهوة وتسلمي عليه و يتعرف علي فجر ده مشفهاش ومن وهي بنوتة صغيرة
عواطف بنبرة مترددة.

= بس يا ست صفية
قاطعتها صفية قائلة بحزم
= مفيش بس اسمعي الكلام وتعالي يلا ثم التفت إلى فجر تبتسم برقة قائلة
= يلا يا حبيبتي جهزي القهوة وتعالي مع ماما وانا هستناكم هناك
لتهز فجر رأسها بالموافقة بتردد تري صفية تغادر سريعا لتلتفت إلى والدتها تسألها بتوتر
= ايه رايك يا ماما؟
عواطف بحيرة
=و**** مانا عارفة يابنتي بس لو معملناش اللي طلبته هتزعل ولو عملناه جدك مش هيسكت.

انا مش عارفة يا فجر انا بقول اروح انا اودي القهوة واسلم عليه بسرعة وبلاش انتي لجدك يسمعنا كلمتين
اسرعت فجر قائلة برجاء ولهفة
= بس طنط صفية قالت انها عوزاه يتعرف عليا علشان خطري وافقي وانا هاجي كاني جايبه القهوة معاكي
ظهر التردد والحيرة فوق ملامح عواطف لتسرع فجر بالقول
] متقلقيش ياماما واكيد طنط صفية هتكلم جدي لو حصل حاجة ولا زعق لينا
لتكمل بلهفة
= ارجوكي ياماما وافقي
عواطف قائلة بقلة حيلة.

= خلاص تعالي ويحصل زي ما يحصل
قفزت فجر بفرحة لتتوقف سريعا حين رات نظرة والدتها الحائرة لها لتتنحنح قائلة بابتسامة سعيدة
= هروح احضر القهوة بسرعة
لتقف عواطف تراقبها تشعر بالتوجس والقلق لاتدري هل ما فعلته صواب.

استمرت الجلسة في غرفة الصالون مابين مناقشات للاعمال ما بين الرجال جلست النساء خلالها يتاهمسون فشهيرة جلست تجاورها ابنتها هنا في حديث هامس بينهما اما نادين وامها فظهر الملل الشديد فوق ملامحهم من هذا الجو السائد لتهتف نادين فجاءة قائلة ضجر وتأفف
= مش كفاية كلام في الشغل بقي يا جدو احنا زهقنا
ليدر سيف عليها باستهزاء
= محدش قالك اقعدي معانا يا نادين هانم وتعطلي جنابك.

التفتت نادين ناحية جدها بعضب تهتف = عجبك كلامه معايا بشكل ده يا جدو
تنهد عبد الحميد قائلا لها برقة وحنان =معلش يا حبيبتي متزعليش بس احنا فعلا ورانا شغل ولو زهقانة اطلعوا اقعدوا في الجنينة واحنا هنخلص ونحصلكم
ضربت نادين الارض بقدميها بتذمر تنظر إلى عاصم الجالس فوق مقعده براحة تطل من عينيه نظرة عدم مبالاة واستهزاء قائلة.

= بس انا كنت عاوزة اقعد مع عاصم وابقوا كملوا كلامكم في الشغل بعدين ولا ايه رايك يا عاصم
امال عاصم راسه إلى الجانب قائلا ببرود
= زي ما قالك سيف مش هنسيب شغلنا ونقعد نسلي جنابك
شحبت ملامح نادين من كلماته الهازئة بها ثم اخذت تتمتم بملمات غير مفهومة مغادرة الغرفة بخطوات غاضبة تلحقها والدتها منادية عليها بلهفة
ليقول عبد الحميد بعتب ناظرا إلى عاصم.

= ليه يا عاصم يابني كده هي مغلتطش انها عاوزة تقعد مع ابن عمها
ردت شهيرة بتشفي
=وهو عاصم كان قال ايه هي اللي بنت مدلعة ما هنا قاعدة اهي عمرها ما دخلت في الكلام بالشكل ده
نظر اليها عبد الحميد صارخا بحدة =شهيرة ملكيش دخل واتفضلي يلا اطلعي اقعدي في الجنينة عما نخلص كلامنا.

زفرت شهيرة بغيظ وغضب تنظر إلى زوجها الذي اشار اليها بالاستجابة إلى كلمات والدها لتخرج من الغرفة بخطوات غاضبة سريعة تلحقها ابنتها هنا دون تردد
تجاهل عبد الحميد ماحدث منذ قليل متحدثا في شئون العمل دون الاشارة مجددا إلى ماحدث ينتوي التحدث إلى عاصم بان يحسن من طريقته مع نادين فبأسلوبه هذا في التعامل معها تنهار كل خططه بشأنهم فهم امله الوحيد في استمرارية اسم عائلة السيوفي.
استمرت محادثات العمل بينهم كان خلالها عبد الحميد شارد الذهن يفكر فيما حدث منذ قليل يتسأل عن ردة فعل عاصم اتجاه افكاره تلك وهل سيقبلها ام سيكون امامه الكثير من العقبات عليه ازالتها حتى يستطيع تحقيق حلمه هذا بجمع اعز احفاده اليه سويا محقيقين له حلم طال الامد به في تحقيقه.

افاق من افكاره علي علي طرقات فوق باب الغرفة لتدخل صفية تتبعها عواطف وفجر تحمل الاخيرة صنية محملة بفناجين القهوة تخفض راسها بخجل تتواري خلف والداتها بخطوات متوترة.
صفية بمرح
= عاصم شوف مين جاي يسلم عليك
نهض يقف سريعا علي قدميه غير منتبه لنظرات جده النارية الغاضبة ولا لتبادل النظرات بين صلاح وابنه بخبث ليتحدث عاصم قائلا بسرور
=ست عواطف ازيك عاملة ايه
عواطف بتلعثم
= ازيك انت يا عاصم بيه حمدلله علي سلامتك.

عقد عاصم حاجبيه بعبوس
= بيه ايه يا ست عواطف انتي زاي والدتي ازاي تقولي كده
ابتسمت عواطف باقتضاب وحرج لتلاحظ صفية ذلك لتضحك بمرح تمسك بمرفق فجر تقربها منها تجعلها تتقدم إلى الامام قائلة
= وشوفت مين كمان كبر وبقي زاي القمر
ظلت فجر منخفضة الرأس تشعر بضربات قلبها تتعالي وهي واقفة امامه بذلك القرب تفصل الصنية الحاملة لها بينهم ليطول الصمت بينهم لتهتف صفية بلهفة موجهة الحديث إلى عاصم.

= انتي مش عارفها ولا ايه دي فجر بنت عمك
عاصم بصوت حافض بذهول
=فجر معقولة ازاي معرفتكيش
رفعت فجر عينيها اليه تبتسم برقة هامسة بخجل
= حمدلله علي السلامة
اخذ عاصم يتأمل ملامحها الرقيقة امامه يلعن ذاكرته التي لم تسعفه عند رؤيته لها في المرة الاولي فيكيف يغفل عن تلك العينين بلونهم الرائع الصافي وتلك الخصلات الذهبية بلمعانهم المبهر ليجد نفسه يهمس هو الاخر لها
= **** يسلمك يا فجر اعذريني معرفتكيش اول مرة.

ليمرر بنظراته فوق ملامحها بأعجاب لم يستطع اخفاءه جعل من وجنتيها كنيران متوهجة لتلتمع عينيه بشدة عند رؤيته لخجلها هذا
هتفت صفية قاطعة تلك اللحظة قائلة
= انتي لسه شايلة الصنية يا فجر يا حبيبتي حطيها من ايدك
اخفضت فجر عينيها بأرتباك تسرع في وضع الصنية بضحيج مريقة بعض من محتوياتها فوقها ليهب عبد الحميد السيوفي واقفا قائلا بغضب وعنف
= ايه يا قليلة الادب اللي عملتيه ده مش تاخدي بالك.

ارتعشت فجر بخوف تتراجع بخطواتها للخلف بارتباك لتصدم بعاصم الواقف خلفها لتجذبها يديه خلفه بحماية لدي رؤيته لجده يتقدم منها بعينين تشتعل بالعنف ليقف عاصم حائلا بينهم قائلا باستهجان
= محصلش حاجة لكل ده يا جدي
صرخ عبد الحميد بشراسة
= لا حصل ما هي لو محترمة كانت اتعلمت ازاي تحط الحاجة بطريقة كويسة بس هقول ايه صحيح تربية ست
اشتعلت عيني عاصم بغضب ليصيح بعنف
= جدي مش شايف ان الموضوع مش مستاهل كل الغضب ده منك.

زفر عبد الحميد محاولا تهدئة الغضب العاصف بداخله ولكن ما بيده حيلة فهذا حاله دائما كلما رأي تلك الفتاة او والدتها التعيسة امامه تحيي بداخله عواصف من الغضب والمرارة والاحتقار
جلس فوق مقعده يستند بوجنته فوق يده الممسكة بعصاه ترتجف يداه بشده ليلاحظ عاصم حالته تلك ليلتفت إلى فجر المتشبثة بظهره برعب ليحدثها برقة.

=فجر متخفيش اهدي محصلش حاجة ثم يلتفت إلى والدته الواقفة بجوارها عواطف تنهمر الدموع من عينيها تطل من عينيها نظرة انكسار قائلا بهدوء
= ماما خدي الست عواطف وفجر وروحي اقعدوا مع عمتي في الحنينة هما هناك كلهم
هزت صفية رأسها بالموافقة لتنظر إلى عواطف تعتذر بعينها لها هامسة بندم واسف
= سامحيني يا عواطف
ثم جذبت فجر من يدها تضمها اليها تمسح علي شعرها قائلة برقة
= تعالي يا حبيبتي معايا.

سارت فجر معها بخطوات مرتعشة تتبعهم عواطف برأس منحني بانكسار تغلق الباب خلفها بهدوء ليلتفت عاصم بحدة فور مغادرتهم موجها حديثه إلى جده الجالس بجمود يجاوره صلاح الذي اخذ يهمس بكلمات مهدئة له قائلا بغضب
= عاوز اعرف ليه كل اللي حصل ده وليه المعاملة دي ليهم.

جلست نادين بجوار والدتها بداخل غرفة الاخيرة تدخن احدي سجائرها بشراهة تزفر دخانها بعنف لتحدثها والدتها في محاولة منها لتهدئة غضبها هذا
= اهدي يا نادين يا حبيبتي ماهو مش ممكن كل حاجة هتتصلح بين يوم وليلة
نهضت نادين تدور في ارجاء الغرفة قائلة بغضب
= انتي شوفتي كان بيكلمني وبتعامل معايا ازاي من ساعة ما وصل ده ناقص يخدني قلمين علي وشي
تنهدت ثريا بحيرة قائلة.
= ماهو اكيد يا نادين يا حبيبتي هو لسه مش ناسي اللي حصل بينكم متفكريش انك بسهولة هترجعي اللي كان وخصوصا بعد طلاقك يعني بلاش سذاجة مش هتقوليله يلا نرجع اللي كان هيسامح ويقولك موافق يلا بينا
التفتت اليها نادين تنظر اليها بحدة لتسرع ثريا تقول بتوتر.

= اهدي كده انا مقصدش بس لازم تفهمي ان عاصم مش بينسي ولا بيسامح بسهولة واكيد لسه فكرلك وفكرلي طبعا اننا اتخلينا عنه وعن العيلة كلها وقت ازمتها لما رفضنا نتمم جوازكم وقتها وسبتيه يسافر لوحده والمصيبة الاكبر اتجوزتي بعدها بكام شهر بسعد الشاذلي وهو راجل اكبر منك باكتر من عشرين سنه ومتجوز ومعاه ولاد
لتصمت قليلا تتنهد باستنكار لتكمل حديثها بعتب
= انا مش عارفة كان فين عقلك وقتها.

نظرت اليها نادين شذرا قائلة بحدة
= طب ما انتي وافقتي وقتها واقنعتي جدي كمان يوافق علي الجوازة وبعدين كنت اعرف منين ان عاصم هيقدر يرجع كل حاجة واحسن كمان من الاول وان البيه اللي اتجوزته مفلس وطماع وكان عاوز جدو يساعده في شغله واني مش هكمل معاه سنة وارجع للقصر ده تاني
تنهدت بتذمر.

=انا عارفة ان عاصم مش بيجبني وعمره ماحبني وانه لما وافق علي جوازنا زمان كان علشان خاطر جدو بس انا حبيته ياماما يمكن وقتها حبيت نفسي اكتر بس ده ميمنعش اني حبيته ونفسي يرجع ليا تاني زاي ماكنا زمان.

نظرت اليها ثريا بشك وعدم تصديق فهي ادرى الناس بابنتها وبعيبوبها واكثرهم حبها لنفسها وللعيشة الرغدة والحياة الباذخة وهي تري عاصم الان هو السبيل لهذة الحياة بعد ان سار المتحكم الاول والاخير في املاك عبد الحميد السيوفي وهي لاتنكر انها هي ايضا تشجعها علي هذا التفكير فلو اصبح ما يتمنوا حقيقة لصارت هي الاخرى بزواج ابنتها منه صاحبة الكلمة الاولي والاخيرة في هذا القصر
انتبهت ثريا علي كلمات نادين قائلة.

= انا لازم اخليه يوافق علي جوازنا وزاي مكان جدو مفتاح المرة الاولي هيكون برضه مفتاح المرة التانية لازم اضغط بالورقة الرابحة اللى معايا وهي اسم السيوفي اللي اهم عنده من اى حاجة وايه احسن من بنت ماهر السيوفي وابن عزيز السيوفي لما يجيبوا له الاحفاد اللي يشيلوا اسمه لاخر العمر
التفتت إلى والدتها تلتمع عينيها بنشوة الانتصار
= ايه رأيك يا ماما مش كلامي صح
نهضت ثريا تتقدم اليها تبتسم هي الاخري بنصرقأئلة.

= ايوه كده بدأتي تفكرى صحبس لازم نفسك يكون طويل ومتتوقعيشاي حاجة بالساهل
ابتسمت نادين بفرحة تهز رأسها بالموافقة قائلة بهمس
= يبقي مش لازم اضيع وقت وابدء اللعب فورا وطبعا انا الكسبانة.

رد عليا ياجدى
نطق عاصم صارخا بتلك الكلمات لينهض صلاح واقفا يقترب منه قائلا
= اهدى ياعاصم الامور ماتتحلش كده التفت اليه عاصم يهم بالصراخ فيه هو الاخر لكن توقف مرغما عندما لاحظ حالة جده الجالس فوق مقعده يتصبب عرقا ترتعش يده الممسكة بعصاه ليزفر عاصم يمرر اصابعه بداخل شعره محاولا التحكم في غضبه يذهب في اتجاه جده قائلا بهدوء.

= انا اسف ياجدي بس اللي حصل من شويه خلاني افقد اعصابي غصب عني رفع عبد الحميد السيوفي رأسه ينظر إلى حفيده الحبيب يمد يده اليه ليسرع عاصم يمسك بها برقة ليشده عبد الحميد يجعله يجلس بجواره قائلا بضعف: =تعال ياعاصم عاوز تعرف جدك العجوز الشرير بيعمل كده ليه في حفيدته؟
اسرع عاصم قائلا
= جدي انا…
قاطعه عبدالحميد قائلا بأسف.

= انا مش وحش زاي مانت فاكر يابني كل الحكاية انا زيك مش بقدر اسامح اللي غلط في حقي او حق عيلتي ومش بقدر انسي بسهولة ومرات عمك يا عاصم عملت كده غلطت غلط مش ممكن اسامح فيه ابدا
توترت ملامح عاصم لدي سماعه تلك الكلمات تنتبه جميع حواسه بأهتمام لما هو قادم ليقص عليه جده ماجعل عينيه تتسع بصدمة و ذهول


يتبع

مشاهدة المرفق 57556

البارت التالت

جلس عاصم بعد كلمات جده الاخيرة يشعر بالصدمة والذهول ليهمس بصوت متوجس
=غلط ايه ده ياجدي اللي يخليك تتكلم كده؟
تنهد عبد الحميد قائلا بألم
= بعد ما عمك مات قعدتها في البلد هي وبنتها زي ما انت عارف وكل طلبتها كانت مجابة هي وبنتها وعمك صلاح كان المسئول عن كده وعمرى ما أخرت عليهم طلب بس يابني بعد ما البنت كانت في اخر سنة ليها في الثانوي فوجئت بناس من اهل البلد جايين يقولوا…

صمت عبد الحميد يغلق عينيه بألم يبتلع ريقه بصعوبة غير قادر علي الكلام لسأله عاصم بلهفة
= قالوا ايه ياجدي؟ ايه اللي حصل؟
استمر عبد الحميد علي صمته يخفض رأسه ليهب صلاح مكملا الحديث قائلا بجمود
= انا هقولك قالوا ايه يا عاصم ان عواطف وبنتها سيرتهم بقيت علي كل لسان وانهم خلاص مبقاش ليهم حاكم.

اتسعت عين عاصم بصدمة قائلا بذهول = تقصد انهم…
هز صلاح رأسه بالايجاب قائلا
= ايوه بالظبط ومكنش ادام جدك غير انهم يجوا يعيشوا هنا وسطنا وادام عينينا بس طبعا الست عواطف معجبهاش الوضع ورفضت اول ما جدك هدد انه مش هيصرف عليهم تاني وافقت علي طول علي طلبه وجت هي وبنتها هنا واتعاملوا احسن معاملة بس للاسف…
صمت صلاح يخفض رأسه بخجل ليسأله عاصم عاصم بتوجس
= بس ايه كمل ياصلاح بيه.

تنحنح صلاح بحرج ليسرع عبد الحميد قائلا بلهفة
=قوله يا صلاح علي اللي حصل من المجرمة دى
صلاح بخجل وارتباك
= اقوله ايه بس ياعبد الحميد بيه خلاص اللي حصل حصل
هتف سيف الجالس بصمت منذ بداية الجلسة مراقبا كل مايحدث بعين وابتسامة ساخرة قائلا بأبتسامة شرسة
= الهانم كانت بترسم علي ابويا يتجوزها وزقت بنتها كمان عليا يعني اهو تبقي كسبانة من الناحيتين.

بس معملتش في حسابها ان بابا هيكشف لعبتها ويقول لجدي وزي ما انت شايف ده حالهم من وقتها
ليتوقف عن الحديث لبرهة ثم يكمل باستهزاء ناظرا إلى عاصم المتسعة عينيه من هول ما يسمع
= ايه رأيك يا عاصم بيه لسه برضه هدافع عنهم
جز عاصم علي اسنانه قائلا بغضب وشراسة
= ولما هما فيهم كل العبر ليه قاعدين لحد النهاردة هنا انا مش مصدق حرف من اللي اتقال ده
نهض عبد الحميد بضعف يستند علي عكازه قائلا.

= حقك يابني متصدقش انا نفسي مكنتش مصدق لحد ما صلاح جه واشتكي منها وقتها انا مكنتش معرف حد بموضوع الكلام اللي وصلني من البلد صلاح نفسه مكنش يعرف يعني مش معقولة اللي هنا واللي في البلد هيظلموهم
تنهد مكملا بألم
انا سبتها هنا تحت عينيا هنا بدل ما يفضحونا برا بعميلهم ولحد النهاردة محدش يعرف بالكلام ده غير صلاح وسيف وانت دلوقت.

اقترب عبد الحميد من عاصم الواقف مكانه متسمرا تطل من عينيه نظرة مشتعلة بالنيران قائلا له بضعف
= انا مش ظالم يا عاصم زي ما انت فاهم بس غصب عني اللي بعمله معاهم مش قادر اسامح في اللي عملوه
ثم انحني علي عصاه يخفض رأسه بضعف ليقترب منه عاصم قائلا بعطف = انا اسف ياجدى انا مقصدش كده ابدا بس اللي سمعته صعب علي اي حد يسمعه عن اهله وعيلته
هز عبد الحميد راسه موافقا قائلا.

= طب كنت اعمل ايه يابني وانا بسمع كده في حق شرف ابني اللي
مات ياريت تقدر شعورى ياعاصم واللي حاسس بيه
صمت عاصم لايدرى بماذا يرد عليه ليتنهد بحيرة قائلا بعد حين
= تعال ياجدي اوصلك لاوضتك ترتاح ونبقي نتكلم بعدين.
ثم امسك به ليستند عليه ليغادرا الغرفة بخطوات بطيئة غافلين عن تلك النظرات الخبيثة التي اخذ صلاح وابنه يتبادلاها.
لاول مرة منذ حضورها إلى هذا القصر ورغم كل الاهانات التي نالتها هي ووالدتها دائما لكن شعرت فجر هذة المرة بأنها علي وشك الموت من الوجع الذي اصابها بعد ماحدث من جدها منذ قليل برغم اعتيادها عليه الا انه المها هذة المرة فقد تمت معاملتهم بأقل مايمكن ان يعامل الشخص بأحترام فحتي العاملين هنا لهم احترمهم وتقديرهم من ساكني هذا القصر ولكن اكثر ما يؤلمها انه قد تم هذة المرة امام عاصم امام من انتظرت لقاءه بلهفة جعلتها ترسم في مخيلتها كل مرة طريقة مختلفة للحظة التي يتعرف فيها اليها ولكن جاء الواقع اليم اشد الالم عن كل ما تخيلته يوما تتساءل ما يحدث به نفسه بعد رؤيته لتلك المعاملة من الجد هل سيأخذ الان صف الجميع ويصبح مثلهم ام سيظل كما وعت عليه اول مرة في سنها الصغير الحامي والمدافع عنها وعن امها من بطش الجميع.

افلتت دمعة صغيرة من عينيها اسرعت فجر بمسحها حتى لا تلاحظها ام جمال التي عرضت ان تقوم هي باعمال التنظيف في المطبخ بعد الغذاء بعد رؤيتها لحالة امها السيئة فلم تستطع امها رفض عرضها بعد تشجيع فجر هي الاخرى وعرضها مساعدة ام جمال للاكأنتهاء سريعا لتسرع عواطف بالقبول والاختباء في غرفتهم المتواضعة تاركة اياهم للقيام بتلك المهمة.

انتبهت فجر علي حديث ام جمال لها =ست فجر انا خلصت كل حاجة تحبي اكمل انا مكانك غسل الاطباق
هزت فجر رأسها بالرفض تبتسم ابتسامة شاحبة
= لا يا خالتي انا هخلص كله روحي انتي شوفي ثريا هانم كانت عوزاكي تعملي ايه.
تجعد وجه ام جمال دون ارادة منها اشمئزازا عند ذكر تلك الشمطاء لتسرع قائلة
= صحيح فكرتيني اما اروح اجيب الطلبات اللي عوزاها قبل ما تنزل وتقلبها سواد عليا عن اذنك ياست فجر.

ثم هرولت خارجة من المطبخ لترك فجر ما بيدها فور مغادرتها تشعر بقدرتها علي التمثيل والاحتمال قد انتهت لتجلس بتهالك فوق مقعد المائدة تضع رأسها بين يديها تنساب منها دمعة تتباعها اخرى سريعا دون قدرة لها علي ايقافهم لينتهي بها الامر تشهق بالبكاء وهي تتذكر كل ماحدث مرة اخرى غافلة عن ذلك الواقف منذ برهة مراقبا لها يستند بكتفه فوق اطار الباب بصمت حتى سمع تعالي شهقات بكاءها ليسرع متقدما منها بخطواته الواثقة يجلس بجوارها يتحدث اليها برقة.

= طيب ليه الدموع دي دلوقتي؟
رفعت فجر راسها فزعة تتسع عينيها الحمراء من اثر بكاپها بذهول تراه جالسا إلى جوارها يبتسم اليها برقة لتسرع في ازالة دموعها في محاولة منها لاخفائها عن انظاره تسمعه يتحدث بهمس مرح
= اوعي تكوني زي العيال الصغيرة اللي بتعيط علي طول
تجعدت ملامحها بطفولية رغمآ عنها من كلماته الضاحكة عليها ليضحك بصوت رجولي جذاب لدي رؤيتها لها قائلا
ده مطلعش الموضوع على اد العياط بس.

شعرت فجر بتسارع دقات قلبها لدي سمعها لضحكته تلك لاول مرة تظهر في عينيها رغما عنها نظرة اعجاب ورهبة وهي تسمعه يحدثها برقة ولين = فجر مش عاوزك تزعلي من اللي حصل حقك عليا انا
صمت قليلا ينظر في ارجاء المكان ليكمل بعدها
=انا كنت جاي اعتذر لست والدتك كمان هي فين.
تنحنحت فجر لتقول بصوت هامس اجش = ماما تعبانة شوية و راحت ترتاح في اوضتنا.
هز عاصم رأسه بتفهم.
= تمام هبقي اجيلها مرة تانية اتكلم معها بس المهم اني مش عاوزك تزعلي وبلاش الدموع دي تاني ملهاش داعى
ثم اتبع كلماته بمد انامله يقوم بمسح بقايا دموعها برقة ينظر إلى عينيها المتسعة برهبة تجده يبتسم لها برقة في محاولة لتخفيف عنها قائلا بحنان
=انا هنا موجود زي اخوكي الكبير ومش عاوز يكون عندك تردد ابدا او خوف في يوم انك تيجى تحكيلي علي اي حاجة زعلتك او ضيقتك.

بهتت ملامحها عند ذكره لذلك الجزء الخاص بانه كالاخ الاكبر لها لتشعر بأنقباضة في قلبها انستها الفرحة المفترضة منها عن كون اصبح لها ملجأ تلتجأ اليه من بطش من في القصر تراه يكمل حديثه غافلا عن شحوبها قائلا بجدية
= ولازم تفهمي كمان اني مش هسمح لأي حد يأذيكى تاني انتي او والدتك اى كان الحد ده حتى ولو جدي فاهمة يافجر.

اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب ليبتسم عاصم بحنان فاخذت عينيها دون ارادة منها تجوب ملامحه بسعادة واعجاب ليلاحظ هو نظراتها تلك ليتنحنح قائلا وهو ينهض من مقعده بتوتر
= انا هقوم ولو عوزتي اي حاجة متتردديش تيجى تطلبيها مني ماشي يا فجر.

ابتسمت فجر تهز رأسها بخجل ليتوقف هو عما كان ينوي القيام به ناظرا إلى ملامحها الخجلة لعدة ثواني قبل ان يغادر سريعا متجها إلى الباب تتابعه فجر بعينيها لتجده يتوقف فجرة ملتفتا اليها مرة اخرى بوجه خالي من التعبير يسألها بأقتضاب
= فجر علاقاتكم مع الناس في البلد قبل ما تيجوا تعيشوا هنا كانت كويسة ولا كان في حد بضايقكم من اهل البلد
تفاجئت فجر من سؤاله ليظهر ذلك علي ملامحها لكنها اجابته بتوتر.

= عادي يعني مكنش لينا حد نعرفه ولا اصحاب وعلاقتنا بأهل البلد سطحية بعد وفاة اهل ماما ومبقاش لينا حد فيها.
اومأ لها عاصم براسه ثم غادر دون ان يضيف كلمة اخرى تاركا فجر تنظر في اثره بدهشة.

= انا خايف يا بابا اللي اسمه عاصم ده يقلب لحد ما يعرف الحقيقة وساعتها هنروح في داهية
نطق سيف بتلك الكلمات موجها حديثه الى والده الجالس فوق مقعده في حجرة الاخير
اخذ صلاح نفسا عميقا من السجار التي بيده يغلق عينيه نصف اغماضة بتركيز دون الرد علي كلام ابنه له ليهتف سيف بقلق.

= بابا جدى لو عرف انك اللي كنت باعت الناس اللي من البلد دول مش هتعدي الليلة علي خير ولا اللي اسمه عاصم شكله مش داخل دماغه حرف من اللي قلناه له عن عواطف وابنتها وهيدور ورانا.

زفر صلاح دخان سجاره بقوة قائلا بحزم = لا متقلقش مفيش قلق من جدك خالص جدك صدق اللي عاوز يصدقه يعني من الاخر كان مستني اي فرصة علشان يعامل عواطف زي ما انت شايف واحنا كل اللي عملناه خلقنا ليه الفرصة دي الخوف كله من عاصم مش هيرتاح الا لو جاب اخر الموضوع عينيه بتقول كده
اعتدل سيف فوق مقعده ليسأل والده بتوتر
= طيب وده هنعمل معاه ايه نجيبله ناس من البلد تاني ولا ايه؟
نظر صلاح اليه باستهجان قائلا.

= تاني ياغبي هيجوا يقولوا ايه ما خلاص عواطف سابت البلد مالهم بيها تاني
هز رأسه قائلا بعبوس
= اوقات بحس انك لايمكن تكون ابني من الغباء اللي بيحط عليك ساعات ده تعرف تسكت وتسبني افكر
سيف بعبوس كما الاطقال
= خلاص مش هفكر تاني وفكر انت بس بسرعة لنروح في داهية اللي عملناه مش سهل
صرخ صلاح معنفا له
=يابني اسكت كلامك بيوترني اكتر ما انا اسكت خليني اشوف هعمل ايه.
ليجلس سيف لعدة دقائق طوال مراقبا والده الصامت اخذ فيهم يقطم اظافره بتوتر منتظرا نتيجة تفكيره حتى تنحنح صلاح كم كان مقدما علي القاء خطاب عظيم لينتبه سيف له بكل حواسه يسمعه يقول
= شوف الحل الوحيد المرة دي في ايدك انت
هتف سيف برهبة
= ايدي انا ازاي؟!
صلاح بأهتمام.

=البت فجر لازم توقعها في حبك بسرعة او علي الاقل تبان انها بتجرى وراك وعوزة توقعك وده كله يظهر لعاصم ساعتها نبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد عاصم يصدق انها لاعبية وبترسم عليك زي ما قولنا وان فلحت وعرفت انت توقعها وده اللي اشك فيه يبقي كسبنا فجر وميراث فجر لينا
تجعدت حاجبيى سيف بتفكير
= طب ودي اعملها ازاى دي البت مش بطقني لا في سما ولا في ارض هخليها تجري ورايا ازاي بس.

همس صلاح بغل
= طالعة لامها ما بتسلمش بسهولة
تسال سيف بفضول
= بتقول حاجة يا بابا؟
ارتفعت يد صلاح تضربه فوق راسه بعنف
= مابقولش وبعدين ليها حق اذا كان انا ابوك ومش طايقك
حك سيف مكان الضربة قائلا بألم
= **** وانا اعمل ايه طيب
صلاح بشراسة
= بقالنا اكتر من 3 سنين في الموال ده ومش عارف توقع حته بت تحت جناحك كان زمانا ارتحنا من كل القرف ده
هز سيف راسه بحيرة
= انا لحد دلوقتي مش فاهم انت عوزها تحبني ليه.

زفر صلاح بغضب ينظر اليه
= تاني يا غبي هشرحلك تاني وتالت البت دي هي واختها دلوعة السيوفيمش ليهم نص التركة وعاصم بيه النص التاني في شركات السيوفي اللي تهمنا وامك ميراثها هيكون من الاملاك بعيد عن الشركات يعنى يوم ماجدك يودع انا وانت هنبقي بره الشركة خالص لان جدك مصمم محدش يورث شركاته غير احفاده من ولاده فهمت ولا اقول تاني
حك سيف راسه بعدم فهم
= طب وده ايه علاقته بالبت فجر.

اخذ صلاح يشد شعره بعنف وقد هز وجهه بالاحمرار من شده غضبه
= هقول ايه بس انا عارف وارث الغباء ده منين لا انا ولا امك كده
ثم زفر محاولا الهدوء قائلا ببطء
= افهم ياسيف يا حبيبي لما البت تحبك هتبقي تحت ايدينا هي وفلوسها يعنى ربع الشركات هيكون لينا فهمت ولا افهمك تاني
سيف بخشية وتوجس من ردة فعل ابيه
= طب واحنا نضمن منين انها تورث من الاساس بعد الكلام الهباب اللي وصل لجدى عنهم مش ممكن يحرمها من الميراث.

اسرع صلاح يهز راسه بالنفي
= لا من الناحية دي اطمن جدك عمره ما يعملها هو فاكر انه بمعاملته ليهم زي الخدم هو كده بياخد حقه وبيربيهم لكن منع من الميراث ميعملهاش انا بس مش خايفة غير من حاجة واحدة.

اسرع سيف يساله بفضول: = وايه هي؟
اغمض صلاح عينيه نصف اغماضة قائلا بتفكير
= ان جدك يكون ناوى يجوز المحروسة نادين لعاصم ساعتها الشركات كلها هتبقي ليهم وبس وفجر تورث زى امك من الاملاك اللي بره
ظهر الرعب فوق وجه سيف يهتف: ساعتها هنروح في داهية وتعبنا كله يروح
هز صلاح رأسه بثقة
= متقلقش بس انت خلصنا من موضوع فجر ده خلينا نلعب بقلب جامد.

يتبع



مشاهدة المرفق 57558

البارت الرابع

توالت الايام علي فجر داخل القصر لتتوالي معها الاهانات لها ولوالدتها من الجميع حتى اصبح الامر لايطاق لها لكن ما هون الامر عليها وجود عاصم مدافعا عنها دائما حتى اصبح الجميع يخشي ردة فعله لتصبح اهانتهم في الخفاء خوفا من غضبه وردوده اللاذعة عليهم الاان غيابه الدائم عن القصر لانشغاله في الاعمال ومحاولة اصلاح ما قد افسده سوء ادارة صلاح وابنه للشركة اعطى لهمالفرصة لتصبح اهانتهم اقسي واعنف من قبل دون محاولة منها لردعهم خوفا من بطش جدهالها والذي اصبح هو الاخر شرسا وعنيفا معها لايترك فرصة الا وقام فيها بتوبيخها وتعنيفها امام الجميع جاعلاالفرصة سانحة امامهم لذلك ايضا.

حتي اتي يوم كانت فيه تقوم بتنظيف المكتب بناء علي اوامر عمتها لها وبينما هي مندمجة في عملها هذاغافلة عن فتح الباب ودخول ذلك المتسلل إلى الداخل مقتربا منها ببطء بخطوات هادئة حتى وصل خلفها ليضع يده حول خصرهايقربها منه بعنف حتى التصق ظهرها بصدره هامسا بفحيح في اذنيها
=واخيرا بقينا لوحدنا يا قمر
صرخت فجر بقوة تحاول الخلاص من حصارذراعيه حولها قائلة بهستريا
= ابعد ايدك عني يا حيوان
ليضحك سيف بلزوجة.

= بقي كده مش مشكلة انا قابل منك اى حاجة
ليزداد جذبه لها بقوة لتشعر فجر كما لو كان حجر موضوع فوق بطنها من شدة ضغط ذراعيه عليها لتصرخ بألم
= ابعد عني يا سيف انت عاوز مني ايه؟!
سيف بفحيح
= كل ده ومش فاهمة عاوز ايه مش كفاية دلع عليا بقي ولا انتي بتحبي تشوفيني متجنن عليكي
فجر برعب وقد احست بالاختناقمن انفاسه الجاسمة فوقها لتهتف
= سيف اعقل وشوف انت بتقول ايه لو عاصم عرف…

قاطع سيف حديثهابضحة ساخرة عالية قائلا بتهكم
= ااااه قولتيلي بس تفتكري بقي عاصم هيعملي ايه ليخفض راسه هامسا في اذنيه بتشفي
= ولا حاجة ولا يقدر يعمل حاجة عارفة ليا لانه ساعتها كلمتي قصاد كلمتك وتبقي فضحية ادام الكل وطبعا عارفة كلمة مين اللي هتتصدق!
ليزداد صوته فحيحا
= عارفة ليه؟ لانك انتي وامك ولا حاجة في البيت ده مجرد هوا لا ليكم قيمة ولا تمن فلاحسن ليكي تخليكي معايا وانا اخليكي ملكة فوق الكل.

شحب وجه فجر وسكنت حركاتها المقاومة من تأثر كلماته المسمومة ليظن سيف انها قد سلمت له ليخفض وجهه في حنايا عنقها يستنشق عبيرها بقوة لتفيق فجرمن شرودها تشعر بالغثيان يصيبها تنظر حولها بفزع حتى وقع بصرها علي سكين صغير مزخف موضوع فوق المكتب لتسرع باختطافه تغرزه في ذراع سيف الضاغطة عليها تصيبه بجرح بسيط لكنه كان كفيل بجعله يصرخ بألم تاركا ايها من بين ذراعيه ليفك حصاره لها لتستغل هي الفرصة تجرى بأتجاه الباب سريعا تحاول الفرار ولكنها وقبل ان تستطيع تحريك مقبض الباب كان خلفها مرة اخرى يشدها من شعرها يرجعها اليه للخلف يضغطها فوق الحائط بجسده كله مقربا وجهه منها يصرخ بجنون تطل من عينيه نيران مشتعلة.

= بقي هو ده ردك موافق وانا كمان بحب العنف بس متبقيش تلومي غير نفسك بعدها
ليرفع كفه في الهوا محاولا صفعها لتغمض فجر عينيها في انتظار تلك الصفعة لكن طال انتظارها لهالتفتح عينيها ببطء لتري نظرة خبيثة تطل من عين سيف لها بينما عاصم يقف امام الباب تشتعل عينيه بالنيران يصرخ بغضب
= ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟
التفت اليه سيف بكامل جسده قائلا بخبث وتهكم.
= اللي شايفه واعتقد انك مش صغير وفاهم احنا بنعمل ايه بالظبط
من ان اتم كلماته حتى هوت قبضة عاصم فوق فكه ردا علي كلماته الوقحة تلك ليسقط سيف ارضا بعنف ثم يضع يده فوق فكه يفركه بألم يرفع عينيه إلى عاصم الواقف بتأهب قائلابصوت حقود
= اااااه انا كده بقي فهمت هي بقي رمت عنيها عليك! بس تبقي عبيط لو فكرت انك الوحيد اللي بتلعب عليه.

هم عاصم بالهجوم عليه مرة اخري لتسرع فجر التي كانت تقف في الركن ترتعش برعب وخوف تتابع مايحدث حتى رأت عاصم يزمجر بغضب يهم بالهجوم علي سيف مرة اخري لتقف حائلا بينهم بجسدها تمسك بذراع عاصم بقوة تتضرع اليه
= بلاش يا عاصم علشان خاطرى تضربه تاني كفاية اللي حصل لحد كده.

سكنت عضلات ذراعه عاصم المتهبه للعراك تحت اناملها المشبثة به يخفض عينيه اليها ناظرا لها كما لو كان يراها لاول مرة لعدة ثواني هم خلالها بالكلام لكنه توقف فجاءة ينفض يدها الموضوعة عليه بعنف يغادر الغرفة يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر لتظل تنظر في اثره بجمود يسيطر علي جميع اطرافها حتى افاقت علي صوت سيف قائلا بتشفى
= مش قولتلك ملكيش حد غيرى في البيت ده.

لم تلتفت اليه فجر تسرع في مغادرة الغرفة تغشي الدموع عينيها لا تجعلها ترى شيئ مما امامها.

= نهار ابوك اسود بتقول نيلت ايه؟
صرخ صلاح بتلك الكلمات في ابنه الجالس مخفض الرأس يتحسس ذقنه بألم لا يعير لصراخ ابيه بال ليجذبه صلاح من قميصه يوقفه علي قدميه صارخا بجنون
= انطق يازفت عملت ايه ونيلت الدنيا علينا
جذب سيف نفسه من يدين والده قائلا بملل ولا مبالاة
= متخفش كده مفيس حاجة هتحصل بقولك مرضيتش تخلي عاصم يضربني علشان خايفة من الفضايح يبقي تعتقد هتقول لحد علي اللي حصل.

ضيق صلاح عينيه يسأله بأهتمام وشك = طب وعاصم؟
هز سيف راسه بلامبالاة
= اطمن اللي كنت عوزه حصل وشافنا سوا والغبية اكدت اللي شافه لما مرضيتش تخليه يضربني وافتكرنا سوا
زفر صلاح براحة وهو يتحرك في ارجاء الغرفة لتتوقف فجاءة خطواته قائلا
= بس تفتكر يقول لجدك حاجة؟
هز سيف كتفيه بلا اكتراث قائلا.

= يقول ساعتها هعمل فيها الشهيد اللي بيضحى علشان سمعة بنت خاله وهعرض الجواز ادام الكل وبرضه ساعتها مش هتقدر ترفض هي او امها وهبان ادام الكل الراجل الشهم
ويبقي وصلنا للي عاوزينه من غير تعب ولا وجع دماغ
نظر صلاح إلى ولده ترتسم في عينه نظرة فخر قائلا
= برافو هو ده الكلام الصح وان كان علي امك انا هقنعها
ليبتسم بانتصار مكملا.
= فعلا الحل الوحيد جوازك من فجر وبكده نضمنها هي وحقها يبقي نكلم جدك في اقرب وقت بس استني ارتبها صح ونشوف هنقنع امك ازاي الاول بدل ما تعملنا دوشة وتبوظلنا الدنيا
ابتسم سيف ابتسامة صفراء موافقا علي كلمات والده يتوعد في سره لتلك المتمنعة فلم تخلق بعد من ترفض سيف العمرى.

جلس عاصم داخل غرفة جده بعد طلب الاخير له شارد الذهن تدور في راسه الافكار كالاعصار فما راه اليوم قلب كل الموازين امامه فبرغم كل ما سمعه عنهامنذ حضوره الا انه لم يستطع تصديق ان كل هذة البراءة امامه قد تكون بكل هذة الانحطاط يتذكر ماراته عينه يشعر بالنيران تشتعل في راسه راغبا في تلقينها درسا لا تستطيع نسيانه طوال حياتها لكنه صمت ليس خوفا عليها بل خوفا مما قد يحدثه كلامه من انقلاب داخل العائلة فيكفيهم افكارهم السابقة عنها وعن والدتها فلن يأتى هو ليزيد الطين بله عليهم لكن ماذا هو بفاعل في تلك النيران التي تتأكل بداخله تجعله يرغب في تحطيم شيئ فأن لم يكن هي فليكن ذلك الحقير الاخر شريكها.

يجب ان يتحدث اليه حتى يعرف نواياه اتجاهها وما ينتوى القيام به من خطوات جادة بعد ماحدث بينهم اليوم فبعد رؤيته لهم لم يعد من الممكن ان يظل هذا الحال بينهم طويلا بعد الان.
زفر عاصم بقوة محاولا تهدئة النيران المشتعلة داخله لينته جده إلى حالته تلك يسأله بأهتمام
= مالك ياعاصم من ساعة ماجيت وانت في دنيا ثانية ومش مش معايا خالص
هز عاصم رأسه قائلا بخشونة
= ابدا ياجدي انا معاكاهو خير كنت عوزني في ايه.

تتنحنح عبد الحميدلايدرى كيف كيف يستطيع بدء حديثه ليقول بخفوت
= شوف ياعاصم انت عارفة انها كلها ايام وبقضيها في الدنيا
اسرع عاصم بمقاطعته بلهفة
= متقولش كده يا جدي **** يخليك لينا
هز عبد الحميد، راسه يبتسم بحنان
= ويخليك ليا يا حبيبي انت عارف انت اللي هتشيل كل حاجة من بعدي وعارف انك قدها بس انا مفيش حاجة قلقاني اكتر من اني اسيب بنت عمك من غير ما اطمن عليها
نطق عاصم دون ارادة او تفكير منه.

=تقصد مين؟ فجر، مالها! في حاجة قلقاك بخصوصها
ضيق عبد الحميد ما بين عينيه بشك قائلا بغضب
= فجر مين اللي اقلق علشانها يا عاصم مبقاش ناقص غير بنت عواطف كمان
تنحنح عاصم يتحدث بهدؤء محاولا تدارك الموقف
= افتكرتك تقصدها لما قلت بنت عمك خصوصا انها اصغرحد في العيلة
ظلت نظرة الشك داخل عيني عبد الحميد لكنه حاول التظاهر بالعكس قائلا بنبرة طبيعية
= لا مقصدش فجر خالص انا اقصد نادين بنت عمك.

انقلبت ملامح عاصم ترتسم فوقها مظاهر النفور والاشمئزاز ليلاحظ عبد الحميد ذلك ليسرع بالقول
= انا عارف انها غلطت في حقك غلط كبير، بس هي كانت عيلة صغيرة وقتها ومش اد انها تتخط في كل المشاكل اللي كنا فيها
ضحك عاصم بسخرية قائلا
= ودلوقت كبرت وعقلت يا جدي!
رد عبد الحميد بلهفة متجاهلا نبرته الساخرة.
= جدا يا عاصم تعرف انها رفضت تخليني اساعد طليقها وقت ماكانوا لسه متجوزين طلبت منه الطلاق لما عرفت انه داخل علي طمع وجات عاشت معايا هنا تاني علشان متسبنش لوحدي بعد ما انت سافرت واستقريت بره ومن وقتها بترفض اي خد يتقدم ليها علشان خاطري
استمع عاصم إلى كلمات جده بأبتسامة ساخرة ترتسم فوق شفتيه ليقاطع كلمات جده الحماسية المسترسلة قائلا بتهكم
= في ايه جدي بالظبط ايه لازمتها كل الأشعار دي في نادين هانم.

عبد الحميد بلهفة
= تتجوزوا وتجيبوا الاحفاد اللي تشيل اسم السيوفي واظن مش هتلاقي احسن من بنت عمك
نهض عاصم واقفت فوق قدميه ببطء قائلا بتمهل وهدوء
= شوف يا جدي الكلام اللي هقوله ده الرأي الاخير ليه في كلامك اللي بتفكر فيه ده استحالة هيحصل نادين مش ممكن في يوم من الايام تكون اكتر من بنت عمي ولازم تعرف انها لو اخر واحدة في الدنيا استحالة اتجوزها
هتف عبد الحميد بحزن
= بس يا عاصم فكر في كلامي واكيد هاا…

قاطع عاصم حديثه ببرود قاسي
= اللي عندي قلته في الموضوع ده وياريت مانفتحوش تاني
ثم تقدم بخطوات ثابتة ناحية، جده ينحني مقبلا يده قائلا
= عن اذنك دلوقت لاني ورايا شغل كتير لازم اخلصه
ليغادر الغرفة يغلق بابها خلفه بهدوء يسير في الممر بين الغرف غافلا عن تلك الواقفة خلف احدى الاركان بعد استماعها لكل مادار بينه وبين جده تشتعل عينيها بالغل والحقد.

= بتقولي ايه يا ماما انتي ازاي عوزانى اعمل كده
صرخت نادين بتلك الكلمات من والدتها التي اخذت تنهب ارضية الغرفة ذهابا وايابا بعصبية لتلتفت اليها صارخة بغضب
= اللي سمعتيه ولازم يتنفذ كمان
وقفت نادين هي الاخرى تصرخ بعصبية = انتي عارفة بتقولي ايه! عوزة جدو يشوفني انا وعاصم في اوضة وسرير واحد سوا ده جنان اللي بتقوليه ده
تحدثت ثريا بصوت كالفحيح.

= لا مش جنان يا نادين ده اللي لازم يحصل نجبره يتجوزك حتى ولو بفضيحة
هزت نادين رسها بذهول قائلة
= طب وليه كل ده ماهو جدو هيقدر عليه وهيقنعه بده يبقي ليه نعمل الصيبة دي
اقتربت منها ثريا تمسك بذراعيها بقسوة تغرز اظافرها في لحمها قائلة.

= البيه رافض تماما ان حتى جده في الموضوع ده فاهمة يا هانم يعني انا وانت هنفشل هنا تحت رحمة شهيرة وصفية العمر كله وطبعا مرات عاصم لما تيجي هتعمل علي الكل ست القصر وانا معنديش استعداد لده فاهمة
صرحت ثريا بكلمتها الاخيرة لتجلس بعدها بانهزام فوق الفراس تنهار في البكاء قائلة من بين شهقاتها.

= لازم تتجوزيه يا نادين ده لو حصل انا متأكدة جدك هيسيب كل حاجة ليكم ولولادكم ساعتها لا شهيرة ولا اي حد هيقدر يقف في وشنا
جلست نادين بجوارها تحتضنها قائلة
= خلاص يا ماما اللي عوزاة هعمله بس بلاش تعملي في نفسك كده
تبدلت ملامح ثريا في لحظة تهتف بانتصار
= يبقي اسمعيني كويس وخلينا نشوف هنعمل ايه.


يتبع

مشاهدة المرفق 57559

البارت الخامس

جلست فجر بداخل المطبخ شاردة الذهن يسود الشحوب ملامحها لتسألها والدتها بقلق =: مالك يافجر بقالك كام يوم مش عجباني وسرحانة علي طول
رسمت فجر ابتسامة باهتة فوق شفتيها قائلة بضعف =: مفيش ياماما انا كويسة متقلقيش عليا
ثم صمتت قليلا تسأل بتلعثم: متعرفيش عاصم هيرجع امتي من اسكندرية
رفعت عواطف عينيها اليها تسألها ببطء =: وبتسألي ليه يا فجر.

هزت فجر كتفيها تحاول التظاهر بعدم الاهتمام =: ابدا اصله يعني غاب اوووي هو عمي صلاح فبسأل اطمن مش اكتر
اخفضت عواطف رأسها تكمل تقطيع الخضار المتراص في احدي الاطباق امامها قائلة بعدم اكتراث=: معرفش هيجوا امتي بس الظاهر هيوصلوا النهاردة مدام طلبوا اجهز كل الاكل ده مانتي عارفة عمتك بتعمل اكل يكفي جيش كل ما جوزها ولا ابنها يرجعوا من السفر.

هزت فجر رأسها تستمع إلى والدتها بشرود لا تعي من كلماتها سوي رجوع عاصم الليلة إلى القصر فهو منذ تلك الحادثة وقد غادر ليلتها فجرا هو وزوج عمتها إلى الاسكندرية لمتابعة الاعمال في فرع الشركة هناك فلم تجد فرصها من وقتها لمحادثته عن حقيقة ماحدث ومحاولة توضيح الامور له.

ولكن بماذا قد تحدثه فهي واثقة انها اذا اخبرته بمحاولات **** سيف الدائمة بها لقلب الدنيا فوق رأسه وتلقينه درسا لن ينساه مثلما فعل وقتها ولمن هل ستسمح عمتها او زوجها بهذا الن يقوموا بتحمليها كل الذنب
وهل سيصدقها جدها ام كما تتوقع سوف يقف في جانب سيف مصدقا اياه في كل ما سيخبره به عنها وماذا ايضا عن والدتها هل ستتحمل ان تستمع لكل ما يتفوهوا به في حقها دفاعا عن ابنهم.

وان استمرت علي صمتها فسوف يظن بها كل الظنون والتي تعلم انه له كل الحق بها بعد رفضها محاولته الدفاع عنها ووقفها كما الغبية في طريقه حتى لايقوم بأذية ذلك اللزج ليفسر محاولتها تلك بأنها دفاعا عن ذلك الاحمق
تنهدت فجر بألم تعصف الافكار برأسها تشعر بصداع يكاد، يفتك بها لاتدري كيفية الخروج من، مأذقها هذا.

جلست نادين تجاورها والدتها التي سألتها بقلق =: عرفتي يانادين هتعملي ايه
هزت نادين رأسها بالايجاب تهتف بعصبية =: ايوه عرفت خلاص بس انا خايفة افرضي رفض بعدها موضوع الجواز تاني وقتها شكلي هيبقي ايه
امسكت ثريا بيديها تضغطها بقوة قائلة =: متخفيش مش هيقدر يرفض خصوصا لو جدك وصل في الوقت الصح وسيبي الباقي، عليا.

اسرعت نادين تهتف وقد ارتسمت فوق ملامحها الذعر =: انا خايفة لو حد غيرك انتي او جدي وصل ساعتها هعمل ايه
صرخت ثريا بعنف=: محدش غيرنا هيعرف وموضوع جدك انا هعرف اظبط ازاي يوصل في الوقت المناسب ملكيش دعوة انتي وسبيني وانا هتصرف
زفرت نادين نادين تهز رأسها بالايجاب قائلة بخفوت=: هتنفذي امتي؟

ثريا بتجهم=: النهاردة انا اتفقت مع البت هناء هتحط ليه الحبوب في فنجان القهوة اللي بيطلبه قبل مايطلع اوضته واحنا بقي علينا الباقي
لترتسم ضحكة خبيثة واثقة فوق شفتيها لتراها ابنتها لكنها لم تستطع مبادلتها ثقتها هذة فبداخلها يراودها شعور، غير مريح ان هذا الامر لن يمر علي خير ابدا.

ظلت فحر تعد الساعات والدقائق في انتظار تلك اللحظات التي يظل فيها عاصم بداخل حجرة المكتب وحيدا ليلا لمراجعة بعض الاعمال حتى تستطيع محادثته وتوضح الامور له لتحين اللحظة حين رأت هناء الفتاة العاملة في القصر تذهب وفي يدها فنجانا من القهوة والتي اعتاد تناولها اثناء عمله في اتجاه غرفة المكتب لتسرع في ايقافها تناديها بهمس لتلتفت اليها الفتاة متعجبة لتتقدم فجر منها تنظر إلى مافي يدها تسألها =: مش القهوة دي لعاصم بيه.
توترت ملامح الفتاة تهز رأسها ببطء بالايجاب لتسرع فجر تهتف بلهفة =: طب هاتيها وانا هدخلها انا ليه
هناء بتلعثم وخوف =: بس يا ست فجر…
قاطعتها فجر بلهفة =: اسمعي الكلام وروحي انتي علشان تنامي، الوقت اتأخر
ترددت هناء لعدة لحظات قبل ان تستسلم لتعطي الصينية وما عليها لفجر ثم تسرع في الانسحاب بخطوات سريعة متعثرة.

زفرت فجر ببطء في محا ولة منها لتهدئة نبضات قلبها المتسارعة لاتدري ردة فعله علي رؤيته لها هل سيقبل بالاستماع لهاوتصديقها عن حقيقة ماحدث، في ذلك اليوم ام فات الاوان واصبحت مدانة في نظره إلى الابد.

تقدمت بخطوات متعثرة تقف امام باب الغرفة تطرق فوقه برقة لتسمع بعدها صوته القوي الامر بالدخول لتفتح الباب تتقدم إلى الداخل بقدر ما استطاعت من هدوء تراه يقف امام مكتبه مستندا عليه بيده عدة اوراق ينظر اليها بأهتمام يقول بصوت خافت =: شكرا حطيها عندك وتقدري تتفضلي.

ترددت فجر لثواني ثم تقدمت تضع ما بيدها فوق الطاولة بهدوء تقف امامه بصمت تتردد بكيفية بدئها الحديث لتتنحنح بقوة هاتفة باسمه بصوت عالي لتراه يرفع راسه سريعا ينظر اليها بدهشة هامسا باسمها تتجهم ملامحه فورا عاقدا حاجبيه ينظر مرة اخري إلى الاوراق بين يديه قائلا بجمود=: عاوزة حاجة يا فجر؟
ابتلعت فجر ريقها في محاولة منها لتهدئة ذلك الخوف الشديد بداخلها قائلة بتردد وصوت خافت=: كنت محتاجة اتكلم معاك شوية.

رفع عاصم رأسه بحدة تطل من عينيه نظرة صارمة ارسلت الرعب في اوصالها لتتملل في وقفتها وهي تراه يتقدم منها بخطوات هادئة وهو مازال علي نظراته تلك حتى وقف امامها ينحني إلى الطاولة يتناول فنجان القهوة ثم يجلس براحة فوق احدي المقاعد واضعا ساقا فوق اخري يرتشف منه ببطء ينظر اليها من فوق حافته بحدة جعلت الدماء تهرب من وجهها لتتركه شاحب ليسود الصمت عدة دقائق وهي تقف تحت وطأة نظراته تلك تراه يرتشف تلك القهوة كما لو كانت لديه اهم من اي كلام قد يقال بينهم حتى تحدث اليها اخيرا وهو يضع الفنجان مكانه مرة اخري قائلا بقسوة =: وانا مش عاوز اسمع اي كلام منك واعتقد الوقت اتاخر.

اسرعت فجر قائلة بزعر =: انا كنت عاوزة اتكلم معاك من بدري بس انت كنت، مسافر وهو…
قاطعها عاصم قائلا بخشونة وقسوة =: الوقت متأخر علي انك تيجي فيه لمكتب الساعة 2 بعد نص الليل علشان نتكلم ولا ايه، يا فجر هانم
شحبت فجر من قسوة كلماته والتي وصل لها معناها لتمتلئ عينيها بالدموع تخفض رأسها هامسة =: انا اسفةالظاهر فعلا ان الوقت اتأخر،.

استدارت ناحية، الباب، تنوي، المغادرة سريعا ليوقفها صوته هاتفا بها بشراسة =: استني عندك رايحة فين
فجر وهي مازالت تخفض رأسها بصوت اجش =: هروح اوضتي.

نهض عاصم ببطء يتقدم منها ليقف امامها يراها مازالت تخفض رأسها بصمت ليمد انامله ممسكا بذقنها برقة يرفع وجهها اليه ببطء لتتسع عينيه بذهول من رؤية تلك الدموع تزين عينيها تجعلها كما الياقوت في لمعته ليهتز بداخله شيئ جعل من ضربات قلبه عالية متسارعة بقوة مؤلمة ليحاول التنفس ببطء وهدوء في محاولة منه لتهدئة تلك المشاعر الهائجة بداخله لرؤية كل هذا الجمال والبراءة امامه قائلا بهمس اجش =: رجعنا تاني لشغل العيال والدموع لما الكلام ميعجبناش مش كده يافجر.
هزت فجر رأسها بضعف تنفي كلماته ليبتسم بشراسة مكملا حديثه =: لا! اومال ايه اللي انا شايف ده؟ مش دموع دي ولا انا غلطان
لتمتد يده إلى عينيها يمرر انامله فوقها بخفةجعلتها تغمضها دون ارادة منها تتساقط دموعها الحبيسة فوق وجنتهالتتبع هو بانامله مسارتلك الدموع برقة حتى وصلت إلى حافة عنقها لتتوقف هناك فوق، ذلك النبض الخافق سريعا وبقوة.

لتشعر، انامله بتلك الخفقات السريعة بجنون ليخفض راسه مقربا شفتيه من اذنيها هامسا=: وده بقي بيدق بسرعة كده من الخوف ولا حاجة تانية.

اتسعت عينيها بصدمة تبتعد سريعا عنه لتتعثر خطواتها تكاد تسقط ارضا ليسرع عاصم بالامساك بها مقربا ايها اليه بقوة ولكن ماان امسكهاحتي تركها بعنف يترنح إلى الخلف ليسقط فوق الاريكة مغمض العينين يأن بقوة من الالم لتسرع اليه فجر تجثو فوق ركبتيها امامه تسأله بلهفة وقلق=: عاصم مالك ايه اللي حصلك؟

لم تتلقي اي رد منه، تراه مازال مغمض العينين يستند براسه إلى الاريكة يتنفس بقوة وعنف لتصرخ فجر برعب =: عاصم رد عليا مالك؟
احس عاصم، كما لو كان يستمع إلى صوتها من مكان بعيد مناديا عليه يرغب في اجابتها لكنه لايستطيع تحرك شفتيه يشعر بفمه جاف ولسانه ثقيل لكنه اخذ يحرك شفتيه يحاول التحدت ليقول بصوت ضعيف =: فجر!
اخذت فجر تتحسس وجهه بلهفة ورعب قائلة =: ايوه يا عاصم انا هنا جنبك بس قولي مالك ايه حصلك؟

وعندما لم تتلقي ردا منه اسرعت بالنهوض قائلة بذعر=: انا هروح انادي حد بسرعة…
لتتوقف في مكانها عندما امتدت يده اليها تمسك بها بضعف قائلا بهمس=: لااا. بس ساعديني اوصل لفوق
وقفت فجر مكانها حائرة لاتدري ماتفعله تراه ينهض واقفا يترنح مقتربا منها يضع يده فوق كتفيها مستندا عليها لتحاول مرة اسناءه عن التحرك حتى تأتي بالمساعدة ولكنه رفض هذة المرة بقوة قائلا =: قلتلك لا وصليني لاوضتي وبس.

لم تجد فجر مفر سوي بتنفيذ امره الغاضب لتحيط خصره بيدها تحاول اسناده ليسيرا ببطء وخطوات متعثرة ليقوم بالتوجه إلى غرفته ليصلا بعد جهد مضني اليها ليقفا امام بابها تتردد فجر في الدخول اليها لكنها حزمت امرها حين رأت مدي حالة الضعف التي وصل اليها عاصم وقد اخذ العرق يتصبب من كل جسده يغرق القميص الذي يرتديه لتسرع بفتح الباب تدفعه برفق إلى الدخول حتى وصلت به إلى الفراش ليهبط جالسا فوقه بضعف ينهج بصوت عالي كما لو كان بداخل سباق للجري.

وقفت فجر تنظر اليه بقلق وخوف لتهتف سريعا =: انا هروح اجيبلك كوباية ماية بسرعة
هز عاصم راسه بضعف واختناق رافضا قائلا =: لاا بس عوزك تساعديني اقلع القميص حاسس اني بتخنق
ليتبع كلماته محاولا فك ازرار قميصه باصابع مرتعشة ليهتف بها بعد عدة محاولات منه للقيام بذلك يهمس بضعف=: ساعديني يا فجر ارجوكي حاسس اني بموت.

اسرعت فجر اليه تنحني عليه تحبس انفاسها هي تتلمس باصابعها ازرار قميصه تحاول فكها بينما جلس هو باستسلام لها بينماهي تقوم بتلك المهمة الشاقة لها تشعر بحرارة جسده تداعب اطراف اصابعها كلما فتحت احدي الازرار حتى نجحت اخير افي فعلها لتبتعد عنه بتعثر تطلق لانفاسها العنان تشعر بالنيران مشتعل بوجهها لتهتف سريعا مبتعدة عنه =: انا هروح اصحي طنط صفىي…
لتقطع كلماتها تصرخ برعب حين امسك عاصم بيدها يجذبها اليه بقوة جعلتها تسقط فوق صدره يرجع بها إلى الخلف محتضنا ايها بين ذراعيه لكنها اخذت تحاول مقاومته للنهوض والافلات من بين يديه لكنه وبحركة خاطفة تقلب بها فوق الفراش ليصبح هو فوقها مكبلا لحركتها تماما ليزداد ذعرها وصراخها تحاول الافلات من بين يديه ليخفض رأسه بين حنايا عنقها هامسا بضعف وصوت اجش مرتعش =: خليكي معايا يا فجر متسبنيش لوحدي انا حاسس اني تعبان اووي.

ادتيله القهوة يا هناء
سألت ثريا هناء الواقفة امامها لاتدري اتخبرها بأمر فجر ام لا لكنها قررت عدم اخبارها فما هو الفرق اذا كانت هي ام فجر من قام بأدخال القهوة ففي النهاية النتيجة واحدة لتهز رأسها يالايجاب بتردد تري ثريا تبتسم بانتصار تشع من عينيها نظرة خبيثة قائلة =: طيب روحي نفذي اللي قلتلك عليه بسرعة
ثم التفتت إلى ابنتها الواقفة بجمود بعد خروج هناء قائلة لها =: جاهزة يا نادين.

نادين بخوف =: انا خايفة يا ماما الموضوع لو اتكشف هنروح في داهية ده غير سمعتي اللي هتبقي في الطين
صرخت ثريا بقسوة =: مش هنعيده تاني يا نادين وبعدين سمعتك ايه اللي، بتتكلمي عنها مانا وانتي عارفين اللي فيها
شحبت ملامح نادين تنظر إلى والدتها شاهقة بصدمة لتزفر ثريا بقوة تدرك مدي قسوة كلماتها لتسرع اليها تمسك بها بين ذراعيها تحتضنها قائلة بأسف=: انا اسفة يا حبيبتي سا محيني بس انا متوترة.

وانتي مش بتساعديني وبتوتريني اكتر
ابعدتها عنها قليلا قائلة =: مش هنتراجع يا نادين بعد كل االي عملناه مبقاش ادمنا غير خطوة واحدة وكله يعتمد عليكي انتي يا قلب ماما ماشي يا حبيبتي
هزت نادين راسها بالموافقة لتقول ثريا برقة =: يلا يا حبيبتي زمان عاصم دلوقت مش داري بحاجة ومفعول الحبوب بدء بسرعة انتي بقي قبل ما جدك يوصل وانا هستني هنا لحد ما المراد يحصل.

تقدمت نادين تخرج من الغرفة تنظر نظرة اخيرة إلى والدتها التي ابتسمت لها بتشجيع لم تستطع نادين مبادلتها اياه لتخرج من الغرفة تغلق الباب خلفها ببطء.

بتقولي ايه يابت
صرخ عبد الحميد في تلك الفتاة الواقفة امامه تخبره برؤيتها لعاصم يصعد إلى غرفته مريضا بشدة لتهرع اليه سريعا تبلغه بعد ان قامت بأيقاظه من نومه
هناءبلهفة =: سامحني يا سيدي بس مكنتش عارفة اعمل ايه ورحت لاوضة الست صفية فضلت اخبط عليها كتير بس محدش در عليا فمعرفتش اروح اقول لمين غيرك.

اسرع عبد الحميد مغادرا الغرفة يهرول مسرعا في الرواق المؤدي للغرف بخطوا ت متعثرة تتبعه هناء ليلتفت اليها قائلا بعنف =: روحي يا بت صحي ستك صفية وافضلي خبطي لحد ما ترد عليكي وخليها تحصلني علي اوضة عاصم يلا يابت بسرعة
هزت هناء راسها لتسرع في تنفيذ اوامره.

بينما عبد الحميد لم يتوقف للحظة واحدة يسير بسرعة في الرواق حتى وصل إلى اخره حيث تقع غرفة عاصم في الاتجاه المعاكس لغرفته ليتوقف امام بابها يتنفس بقوة وعنف لعدة دقائق في محاولة لالتقاط الانفاسه الهاربة ثم ادار المقبض دافعا الباب بقوة إلى الداخل ليتسمر بذهول وصدمة امام ما تراه عينيه صارخا باستنكار وعنف =: ايه اللي بيحصل هنا بالظبط يا عاصم.

يتبع


مشاهدة المرفق 57560

البارت السادس

= صدقينى ياماما و**** ماحصل حاجة من اللى بيقولوها دى.

اخذت فجر تبكى بحرقة تحاول افهام امها حقيقة ماحدث ليلا وتنفي عنها كل تلك الكلمات القاسية التي نالت منها من الجميع متهمين اياها بأبشع الصفات ولكن اكثر ما اوجعها هو صمت والدتها فهى لم تنطق بكلمة منذ حدوث تلك الكارثة لاتنظر اليها ابدا كما لو كانت تكره النظر اليها لاتفعل سوى البكاء بصمت لتحاول فجر بشتى الطرق جعلها تتحدث اليها حتى ولو لتأنيبها او حتى تعنيفها ولكنها لاتحصل منها على اى ردة فعل.

= ماما ردى عليا ماما قولى انك مصدقانى
اخفضت عواطف عينيها الباكية اليها تظهر بهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان قائلة بحسرة وصوت هامس اجش
= ليه يافجر! غلطت في تربيتي ليكي في ايه علشان يكون جزائى منك كده انا استحملت كل الذل والمرار اللى انا فيه علشانك في الاخر يكةن ده مكافئتي منك
اخذت فجر تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج من فم امها تقتلها بكلماتها تلك لتهتف فجر بألم.

= لا يا ماما لو كلهم صدقوا انى اعمل كده انتى لا يا ماما
اقتربت عواطف بوجهها منها تنظر الى عينيها قائلة بلوم
= كنت بتعملى ايه في اوضته وعلى سريره في نص الليل يافجر من امتى وانتى بتدخلى اوض اللى في القصر في نص الليل يافجر لتصرخ بعنف وقسوة
= انطقى يافجر ردى عليا يا بنت قلبى وفهمينى
همت فجر بأعادة ما ارهقت في روايته دائما للجميع دون ان يصدقها احد لتقاطعها عواطف
صارخة.

= اياكى تقوليلى كان تعبان وبتوصليه اوضته لو ده صحيح ايه وصلك لحضنه وعلى سريره!
لتأخذ في لطم وجهها بعنف تكرر كلماتها بهستريا وجنون لتسرع فجر تحاول ايقافها تضمها اليها لتنهار عواطف في بكاء مرير وهي مازالت تردد كلامها
= ليه يافجر ليه يا بنتي تدلهم الفرصة يؤذوني بيكى كسرتني يا فجر.

لتدخل في نوبو بكاء حادة تشاركها فجر البكاء لاتجد القدرة في نفسها على الاستمرار في دفاعها عن نفسها تعلم ان لوالدتها كل الحق في غضبها والمها فبعد ان تم رؤيتهم بذلك الوضع يحق لاى سخص ان يظن بيهم الظنون فقد دخل جدها الغرفة ليجدهم فوق السرير يستقر عاصم فوقها دافنا وجهه في عنقها مغمض العين في نوم عميق لم يستيقظ منه حتى الان ليصرخ جدها ميقظا الجميع ليهرعوا الى الغرفة لتسمر الجميع لدى رؤيتهم لذلك المشهد لتحاول وقتها افهام الجميع سوء الفهم وحقيقة ماحدث ومرص عاصم المستغرق في النوم لايدرى شيئ مما يرور حوله ولكنها ما ان انتهت من روايتها حتى اسرعت عمتها بالقول بلؤم.

= تلاقيكى حطيتى ليه حاجه تخليه بالشكل ده وتورطيه معاكى ماهو مش طبيعى نومه ده ابدا.

وما ان انتهت كلامتها حتى اسرع جدها بأمساكها من شعرها جارا لها خارج الغرفة يقزفها بأبشع الصفات حتى وصل بها الى بهو القصر ليقف صارخا ينادى امها والتي هرعت من غرفتهم تتعثر في خطواتها لتتوقف بصدمة هي تراها بهذا المنظر المزري ليقص عليها جدها ماحدث ولكن من رؤيته هو لاحداث مصدقا كلمات عمتها الخبيثة لينسج هو قصته الخاصة ليجعلها الحقيقة الوحيدة ليصبح انتظار عاصم ليفق من نومه ليروى هو ماحدثهو املها الوحيد لتبريئتها وها هي في انتظاره كمن بينتظرحكما اما بالاعدام او بالبراء.

اخذ عاصم يذرع ارض غرفته بخطوات عنيفة هاتفا لامه الجالسة فوق الفراش تنظر اليه بتوتر ليهتف بشراسة
= انا مش فاكر اى حاجة كن اللى بتقوليها دى يا ماما انا اخر حاجة فاكرها ان فجر جت المكتب ومعاها قهوتى وطلبت نتكلم سوا غير كده مش فاكر اى حاجة خالص
هبت صفية واقفة قائلة برعب
= اياك ياعاصم تقول الكلام ده ادامهم انت كده يا بنى بتثبت كلامهم عليها
لتقترب منها تضع كفها فوق ذراعه قائلة برجاء.

= اتصرف ياعاصم دي بنت غلبانة وهما ما صدقوا يالقوا ليها غلطة ده قليل لو ماجدك موتها فيها علشان خاطرى ياعاصم اتصرف.

وقف عاصم ينظر الى نظرة الرجاء في عينى والدته ليدرك مدى حبها لفحر ولكنه وجد في نفسه التساؤل هل ستظلعلى حبها هذا اذا علمت ماراه بنفسه في ذلك اليوم مع ذلك المدعو سيف او ما قصه عليه جده من اقاويل وصلت اليه عنها وعن والدتها ومدى ما تطمح اليه من مكانة في هذا القصر وانه قد اصبح هو الاخر يشك في صدق تلك الاقاويل والشكوك بعد ان كان رافضا لها وبرغم هذا لايجد امامه سوي حل واحد لتصحيح كل هذة الفوضي التي حدتث لاشيئ سوى رفضه ان يكون يوما السبب في اى اذية لها.

= جدك مستنيكى في اوضة المكتب يا فجر هانم.

نطقت ثربا بكلماتها تلك بتشفى وهي ترى امامها مشهد احتضان فجر لوالدتها تبكى بحرقة بينما عواطف توظر امامها لاتظهر علي وجهها اى ردة فعل كما لو كانت بعالم اهر لتشعر ثريا بالسعادة والفرحة فلو كانت خطتها فيما يخص نادين وعاصم قد فشلت لكن قد تم تعويضها بسقوط تلك الفتاة في ذلك الفخ ينتظرها عقاب اسوء من الموت من جدها وكما يعرف الجميع ماهو عقاب عبد الحميد السيوفى من قسوة وعنف ليشعرها هذا بالنشوة والسعادة لتطغى علي احساسها الاخر بالفشل وهي ترى فجر تترك والدتها ببطء تنهض على قدميها تسير بخطوات ثقيلة كمن يساق الى الموت. وماان خطت عدة خطوات حتى نهضت عواطف هي الاخرى تهتف بقوة.
= استنى يافجر انا جايه معاكى
لترتسم فوق شفتى ثريا ابتسامة شامتة تشعر بحظها الجيد فسيتم تعويضها برؤيتها لعواطف وهي ترى عقاب ابنتها امام الحميع.

تقدمت فجر الى داخل الغرفة بخطوات بطيئة مرتعشة ترى الجميع مجتمعين ماعدا من بيده خلاصها ودليل برائتها فاخدت تمرر عينها بين الوجوه من حولها تطالعها نظرات الشماتة من عمتها والحزن والرأفة من هنا ابنتها اما صدمتها الكبرى كانت حين رأت الكره والحقد من عيني اختها لاتدرى لها سببا بينما سيف وقف ينظر اليها بتشفى وغل تطل من عينه تلك النظرةالتى تخبرها ان لا خلاص لها اليوم مما هي فيه.

اخفضت فجر عينيها تنظر إلى الارض تقف بجوارها والدتها تسندها اليها بضعف ليهدر صوت الجد بعنف
= ايه اللى جابك هنا يا عواطف انا قلت عوازها لوحدها
ردت عواطف بصوت قوى متماسك رغم كل ما تشعر به من خوف وضعف
= وانا مش هسيب بنتي ياعبد الحميد بيه لوحدها ليكم اى كلام هتقال يتقال هنا وادامى
نهض عبد الحميد صارخا بوحشية
=ولسه ليكى عين تدافعى عنها طبعا ماهى بتنفذ رسمك وخططك ليها مش ماشية من دماغها لا بدماغك انتي.

رفعت فجر عينيها تهتف بغضب
=ماما ملهاش دعوة ولا كانت تعرف اى حاجة
ارتفعت ضحكة شهيرة الساخرة في ارجاء الغرفة قائلة بتشفى
= ومستنين ايه من حية غير انها تخلف حية زيها دماغها سم ولدغتها والموت
لتتقدم بخطوات سريعة تقبض فوق خصلات شعر فجر بين يدها تشدها بقوة وعنف تصرخ بشراسة
= وليكى عين ترفعى صوت علينا اللى زيك المفروض تحط وشها في الارض وهي بتكلم والموت احسن عقاب ليها.

صرخت فجر تتوجع من قسوة قبضتها تندفع الدموع من عينيهامن الألم لتسرع عواطف تحاول ابعاد شهيرة عنها والتي زادت من قسوة.

قبضتها حول خصلات فجر حتى كادت تقتلع رأسها في قبضتها ليزداد الصراخ في الغرفة بعد ماحاول صلاح هو الاخر تخليص فجر من يديها حتى نجح اخيرا في ابعاد شهيرة عنها التي اخذت تنهج بعنف تطل من عينيها نظرة جنونية تنظر الى فجر التي دفنت نفسها في احضان امها تبكى بألم وانكسار ليتكلم عبد الحميد بصوت قاسى
= اسمعى يا عواطف ملكيش دخل بالموضوع ده دى بنتنا واحنا اللى هنربيها من اول وجديد
ليلتف الى صلاح قائلا بقسوة.

= صلاح خد البت دى على البدروم لحد ما اشوف هعمل معاها ايه
= مرات عاصم السيوفى مش محتاجة حد يربيها يا جدى.
دوت كلمات عاصم داخل الغرفة بقوة ليسود الصمت ارجاء الغرفة بعد كلماته تلك ليدخل عاصم الى الغرفة بخطوات واثقة ثابتة ونظراته القوية ترهب اى شخص يفكر في تحديه تتبعه والدته بصمت الاان شهيرة في حالتها الجنونية تلك لم تعير نظراته اى اهتمام
لتصرخ
= مين دى اللى مراتك بنت عواطف الخدامة
التفت اليها عاصم بهدوء.

= ايوه ياعمتى بنت عواطف وبنت ماهر عبد الحميد السيوفى برضه ولا نسيتى
هب عبد الحميدقائلا بغضب
= ايه الجنان اللي بتتكلم فيه ده مين دى اللى مراتك
عاصم وهو على حالته من الهدوء
= فجر ياجدى النهاردة كتب كتابنا وبعد اسبوع هيكون الفرح
صرخ عبد الحميد بشراسة
= ده على جثتى لوده حصل استحالة عواطف وبنتها ينفذوا اللى عوزينه.

هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا ببرود = يبقى براحتك ياجدى انا مش مستني موافقة حد ثم التفت الى عواطف الواقفة هي وفجر منذ القى عاصن بقنبلته لحظة دخوله تستمع الى الحوار الدائر بذهول وصدمة بينما تظهر في عينى فجر نظر انكسار وألم تجاهلها عاصم وهو يلتفت الى عواطف قائلا بجمود
=ست عواطف انا يشرفنى اطلب ايد بنتك فجر ليا وبستاذنك اننا نكتب الكتاب النهاردة.

وقفت عواطف تنظر حولها بهستريا تطالعها ونظرات الغل والحقد والغضب من جميع من حولها حتى توقفت نظراتها فوق ابنتها الدافنة لرأسها برعب في صدرها لتشدد من ذراعيها حولها تقول بنبرة قوية واثقة
= وانا موافقة يا عاصم ابعت هات المأذون.

= انت هتسكت يابابا علي اللي هيحصل ده؟
نطقت شهيرة بغضب وجنون تتحدث إلى والدها الجالس فوق مقعده يظهر اكبر من سنوات عمره بمراحل صامتا لايصدر عنه اى حركة
ليسرع صلاح باستغلال الموقف واضعا االكثير من البنزين فوق النار لتزداد اشتعالا قائلا بأسف مزيف
=ملوش حق عاصم يعمل كده ويعصى امرك يعنى خلاص ملقاش غير بنت عواطف يتجوزها
لم يتلقى من عبد الحميداى ردة فعل على حديثه لتسرع شهيرة بالجلوس بجواره تهتف بعصبية.

= اتصرف يا بابا لازم اللى هيحصل ده يتوقف حالا
نطق عبد الحميد اخيرا بصوت اجش مرير
= انا اكتر واحد عارف عاصم مش ممكن يرجع عن قرار خده ابدا
ليغمض عينيه قائلابألم وحسرة
= لعبتها صح بنت عواكف وخليته يقف ادامالكل علشانها
نهضت شهيرة على قدميهابغضب
= يعنى ايه عواطف قدرت علينا كلنا ده يبقى اخر يوم في عمرها هي والحربايةبنتها انا استحالة هسكت
صرخ عبد الحميد قائلا بعنف.

= شهيرة ملكيش دخل بالحكاية دى انا هعرف اتصرف واياكى تتصرفى من دماغك فاهمة
وقفت تنظر الى والدها يظهر الحقد والغل بداخل عيونها تجز على اسنانها بغيظ تهمس قائلة
= يبقى انت هتوافق يابابا وهطوعه في اللى هيعمله هتخاف يمشى وسيبلك القصر طبعا ماهو الغالى اللى هيشيل اسم السيوفى فلازم الكل يقوله حاضر ونعم بس لازم تعرف يا بابا بنت عواطف لو اتجوزته هتطلع القديم والجديد على الكل اولهم انت.
ثم التفتت لتغادر بخطوات غاضبة ليلتفت عبد الحميد الى صلاح قائلا بنبرة محذرة = عقل مراتك يا صلاح ومتخلهاش تدخل مع عاصم في مشاكل انا معنديش استعداد اخسره ابداا و انه يسيب القصر ويبعد عنى حتى ولو كان التمن ينفذ اللى هو عاوزه
شحبت ملامح صلاح قائلا بجمود
= بعنى هتوافق على جنانه ياعمى؟
عبد الحميد بأسف.

= وادامى ايه اعمل انتوا مش عاوزين تفهموا ليه عاصم دماغه انشف من الحجر ومبيجيش بالعند واديك شايف لما هددته بالميراث وحرمانه من كل حاجة رده عليا كان ايه
صلاح بغيظ وشراسة
= انه مش محتاج لينا بالعكس وانه عنده اللى يكفيه العمر كله.

اغمض عبد الحميد عينيه بألم قائلا =كمل كلامك وانه معندوش استعداد يقعد هنا دقيقةواحدة فاهم يا صلاح يعنى هيسيب القصر علشان خاطرها انا مش عارف البت دى عملتله ايه وهل فعلا حصل ما بينهم حاجة علشان يبقى متمسك بيها كده
صلاح بغضب
= اكيد ياعمي حصل و الا مكنش عجل بجوازهم لما كشفنا اللى ما بينهم
نهض عبد الحميد واقفا يستند على عصاه قائلا.

= حصل ولا محصلش معدش يفيد بس لازم نوافق على اللى عوزه يا صلاح مش ممكن يسيب القصر ويسبني وان كان التمن اني اوافق على الجوازة دى انا هوافق ولازن كلكم توافقوا واياك حد فيكم يزعلها او يقولها حاجة تضايقها لحد ما نشوف اخرة الموضوع ده ايه
هتف صلاح محدثا نفسه
= اخرته سودا على دماغه ابن عزيز راجع يخرب ليا كل حاجة ويضيع منى كل اللى برسم عليه من سنين مبقاش صلاح اما وريتهم ايام سودا هما الاتنين.

اخذت نادين تجوب ارضية الغرفة بغضب عنيف تكاد تخرج النيران من عينيها تحدث نفسها بذهول
= بقى كده يا عاصم تفضل عليا انا بنت الشغالة تقف تتحدى الكل علشانها لا وانا اللى بأيدى ساعدتها على كده
لتصرخ بصوت عالى متألم تهتف بحرقة = ااااه يا نارى ليه مسمعتش كلام ماما وعملت اللى قالت عليه ليه بغبائى سلمته لاديها من غير حتى ما تتعب.

لتتبع كلماتها بصرخة اخرى لتدخل والدتها سريعا الى الغرفة تراها على حالتها هذة من الانهيار لتقف امام الباب تنظر اليها بقسوة قائلة بتهكم
=ايه يا هانم زعلانة على اللى عملتيه اهو ضاع بغبائك وبقى لواحدة تانية اشربى بقى اللى هيحصل اليومين الجاين لما فجر تقعد وتحط رجل على رجل وتعمل فيها الهانم على الكل وده كله ليه علشان نادين هانم خافت على سمعتها لتتبع كلماتها بضحكة ساخرة هسيترية قائلة بغل.

=سمعتك اللى مخفتيش عليها الا دلوقت علشان تضيعى وضيعينى معاك بغبائك
لتغص بالبكاء تكمل كلامها بمرارة =ضيعتى كل اللى استحملته كل السنين دى علشان في الاخر بنت غرمتى تاخد كل حاجة.

وقفت نادين تستمع الى كلمات والدتها القاسية لا تجد السبيل في الرد عليها ولكنها اخذت تقسم بداخلها مع كل كلمة قاسية تخرج من فمها لها ان تذيق من كانت السبب في كل ما تعانيه من ألم ويلات ما سوف تفعله بها لتجعل من ايامها معه في هذا القصر جحيما لها.

ساد الصمت غرفة المكتب فعاصم يجلس يجلس فوق مقعده عاقدا لحاجبيه بشدة ترتسم فوق ملامحه الوجوم بينما تجلس بجواره والدته تحتضن اليها فجر التي كانت تشهق بالبكاء بشدةتحاول صفية تهدئتها والهمس بكلمات مطمئنة لها حتى تحدثت عواطف عواطف بصوت منخفض باكي.

= انا مش عارفة بيعملوا معايا ومع بنتي ليه كده دي اخرتها واخرة صبرى على كل اللى عملوه معانا يتهموا بنتى في شرفها خلاص ما صدقوا يلاقوا غلطة علشان يعلقوا لها المشانق لازم عاصم يقول ليهم ان مفيش حاجة من اللى في دماغهم حصلت لازم الكل يعرف الحقيقة
زفر عاصم بقوة قائلا
= ياست عواطف انا مش محتاج تقوليلى بس تعتقدى حتى لو اتكلمت في حاجة هتتغير من اللى في دماغهم هما خلاص صدقوا اللى عاوزين يصدقوه
صفية بهدوء.

= كلام عاصم مظبوط يا عواطف عمر السيوفى الكبير ما هيصدق غير اللى فدماغه وهتفصل بنتك في نظره لازم تتعاقب بعد شهر بعد سنة هيعملها وانتى عارفة يعنى ايه عقاب السيوفي يبقى ازاى صرخت عواطف تسرع في النهوض قائلة بهستريا وبكاء
= يبقى استحالة اقعد استنى دقيقة واحدة في البيت ده كفاية اووى لحد كده
لتنهض صفية هي الاخرى تهتف
= اهدى يا عواطف مش كده وهو الامر اتحل خلاص
صرخت عواطف قائلة.

= اتحل انتى شايفة كده دى اخرتها علشان محدش يجيب سرة بينتى اجوزها رد جميل وشفقة
عند كلمتها هذة نهض عاصم على قدميه بعنف قائلا
= رد جميل ايه وشفقة ايه انا لما طلبت فجر للجواز كان علشان انا عاوز كده مش علشون حاجة تانية واعتقد انك تعرفينى كويس ياست عواطف انا محدش يقدر يخلينى اعمل حاحة مش عاوزها ياريت كلامى تفهميه كويس
ظهرت نظرة رجاء في عيني عواطف تسأله.

= بجد يا عاصم يعنى انت عاوز فجر مراتك علشانها هي مش لاى سبب تانى
اجابها عاصم بثقة
= طبعا. الجواز مش لعبة وانا يشرفنى ان فجر تكون مراتى
اشرقت ملامح عواطف بالفرحة لتسرع باتجاه عاصم تقوم باحتضانه بقوة قائلة بصوت متحجرش من البكاء
= **** يخليك يا بنى زاى مانت جبرت بخطرى وخاطر بينتى.
ظل عاصم بين احضان عواطف لكن عينيه كانت مثبتة على تلك الجالسة منذ ما حدث لايصدر عنها اى ردة فعل سوى البكاء تنظر امامها بشرود بينما عينيها تذرف الدموع هن دون ارادة او سيطرة منها من يراها يظنها بعالم اخر ليسأل عاصم بصوت خالى من التعبير قائلا
= بس مش ممكن تكون فجر هي اللى تكون رافضة الجواز منى
ابتعدت عنه عواطف تنظر اليه باستنكار = لا طبعا موافقة ازاى ما انا كمان موافقة
لتسرع في اتجاه ابنتها تسألها.

= مش كده يافجر؟
ظلت فجر على وضعها لاتتحرك منها عضلة واحدة لتهتف عواطف بصوت عالى
= فجر يا حبيبتى ردى عليا
رفعت فجر عينيها بنظرات شاردة خائفة لتكرر عواطف سؤالها لها بينما ظلت فجر على حالة الشرود قائلةبلا احساس او تعبير
= اللى تشوفيه ياماما
ظلت عيني غاصم معلقة عليها يحاول معرفة مايدور في عقلها من افكار ليقول بصوت حازم
= ممكن لو سمحتوا تسيبونى مع فجر شوية اعتقد ان فيه كلام بينا لازم يتقال.

ظلت عواطف واقفة بتردد توزع نظراتها بين ابنتها وعاصم بقلق لتهتف صفية قائلة بلطف
= تعالى يا عواطف نخرج احنا ونسيبهم لوحدهم يتكلموا سوا.

هزت عواطف رأسها ببطئ بالموافقة لتمسك صفية بيدها تغادران الغرفة بهدوء وما ان اغلق الباب خلفهم حتى رجع عاصم للجلوس فوق مقعده واضعا ساق فوق الاخرى يستند بدقنه فوق كفيه ينظر الى تلك الجالسة بصمت لا تصدر عنها غير شهقات بكائها الخافتة ليظل مراقبا لها يرى خصلاتها المشعثة بجنون حول وجهها شديد الاحمرار ليحدثها بجمود
=مش كفاية لحد كده شغل العيال بتاعك ده.

لم تصدر عن فجر اى ردة فعل تدل على سماعه ليهتف عاصم بقسوة
= قلت كفاية كده يافجر متزودهاش
شحبت ملامح فجر من طريقة حديثه معها لترفع عينيها الحمراء من كثرة بكاءها تنظر اليه لتسمعه يحدثها بجمود وقسوة
= اسمعينى كويس علشان لازم نحط النقط فزق الحروف من اولها والكلام اللى هتقال ما بينا دلوقت انا وانت بس اللى هنكون عرفينه يعنى ولا مخلوق هيعرف بيه واضح كلامى
ظلت تنظر اليه بتوجس وخشية دون رد عليه ليهتف عاصم بقوة.

= فاهمة يا فجر؟
اسرعت تهز راسها بالايجاب لينهض عاصم واقفا فوق قدميه يذرع ارضية الغرفة بخطوات ثائرة ثم توقف فجاءة امامها قائلاببرود
= انا عارف ان مش دى احلامك بالنسبة للجواز ولا انا اللى كنتى بتحلمى بيه شريك لحياتك
لتحاول فجر مقاطعته ليوقفها بأشارة من يده قائلا.

= واللى لازم تعرفيه ان ولا انا كمان كان ممكن فيوم افكر ان اتجوزك بس زاى مانت شايفة ولظروف خلت مفيس ادامنا غير الحل ده واللى رضيت بيه مش علشان خاطرك لا علشان خاطر الست والدتك اللى كان ممكن تموت فيها لو استمر الحال على الوضع ده.

صمت عاصم تاركا لها الفرصة لاستعاب كلماته لها ينظر الى وجهها محاولا ان يرى ردة فعلها ليرى الجمود يرتسم فوق وجهها ليحدثها برقة هذة المرة محاولا جعل كلماته هادئة النبرات قائلا = فجر انتى مش صغيرة علشان تفهمى ايه اللى اتقال علينا بالظبط وان مكنش ادامى غير الحل ده بس عوزك تعرفى ان الوضع مابينا مش هتغير انا هفضل الاخ الكبير وللى لو احتاجتى اى حاجة انا عمرى ما هتأخر عنها فاهمة يا فجر.

هزت فجر رأ سها بأنكسار تشعر بنيران حارقة تسرى في صدرها من وقع كلماته تشعر بأهانة كبيرة من حقيقة انه مجبر على زواجهم هذا بدافع الشهامة واحساسه القوى بالدفاع عن كل ماهو ضعيف ترغب بالصراخ برفضها لتلك المشاعر منه لكنها تعلم صدق كلماته وانها لو قامت بالرفض لظلت موصومة بالعار للباقي من حياتها هذا غير ما سوف تعانيه امها من ذل ومهانة قد تقضى عليها
تحدث عاصم بهدوء يكمل الباقى من حديثه.

= احنا هنكون ادام الكل اتنين متجوزين طبيعى ليكمل بنبرة تحذرية
= وما اقول الكل يبقى بقصد الكل يافجر اما بينى وبينك هيفضل الحال زاى ماهو من غير تغير لحد ما نشوف هنعمل ايه قولتى ايه احب اعرف رايك في كلامى ده قبل ما نتمم اى حاجة
ظلت فجر صامتة لفترة طويلة كان خلالها عاصم ينظر اليها ببرود دون ان يحاول النطق بحرف اليها حتى تحدثت فحر بصوت متحشرج خالى من التعبير = انا موافقة على كل اللى قلته بس ليه طلب واحد.

ظهر الاهتمام على وجه عاصم ليسالها بفضول
= وايه هو؟!
فجر بصوت حازم قوى النبرات
= جوازنا مستمرش اكتر من سنة بعد كده كل واحد حر في حياته
قست تعابير وجه عاصم لدى نطقها لكلماتها هذة تطب من عينيه نظرة سامة يسألها بحدة
= واقدر اعرف السبب
فحر قائلة بأقتضاب
= لا اعتقد مش من المهم تعرفه كده او كده جوازنا مش هيستمر فمش هتفرق مدته تبقى اد ايه.

ظلت فجر بعد حديثها هذا تحت وقع نظراته الحادة عدة دقائق ساد خلالها صمت قاتل حتى سمعته يتحدث اليها بلهجة تحمل الكثير من التهكم
= اللى تشوفيه وزى ما قةلتى مش مهم اعرف السبب المهم اننا اتفقنا على اللى جاى هيكون ازاى
لتتحدد بعد حديثهم هذا ايامها القادمة معه لاتدرى ما تحمله لها وهل ستظل دائما تعيش على هامش الحياة…


يتبع
تم اضافة الأجزاء
 

ℬℰℬ𝒪_𝒢𝒪ℒ𝒟

إداري أقسام الصور
إدارة ميلفات
إداري
العضو الملكي
ميلفاوي صاروخ نشر
حكمدار صور
ملك الحصريات
ميلفاوي أكسلانس
ميلفاوي كاريزما
عضو
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
ميلفاوي حريف سكس
شاعر ميلفات
ميلفاوي نشيط
ناشر محتوي
نجم ميلفات
ملك الصور
صائد الحصريات
كوماندا الحصريات
ناشر عدد
ميلفاوي علي قديمو
ميلفاوي ساحر
ميلفاوي متفاعل
ميلفاوي دمه خفيف
ميلفاوي خواطري
مزاجنجي أفلام
ميلفاوي فنان
إنضم
25 أغسطس 2025
المشاركات
1,319
مستوى التفاعل
2,004
النقاط
0
نقاط
15,786
ميلفاوي صاروخ نشر
العضو الملكي
النوع
ذكر
الميول
طبيعي

𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ

نائب المدير
إدارة ميلفات
نائب مدير
رئيس الإداريين
إداري
العضو الملكي
ميلفاوي صاروخ نشر
حكمدار صور
أسطورة ميلفات
ملك الحصريات
أوسكار ميلفات
مؤلف الأساطير
رئيس قسم الصحافة
نجم الفضفضة
محرر محترف
كاتب ماسي
محقق
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
صقر العام
إستشاري مميز
شاعر ميلفات
ناشر موسيقي
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
مترجم قصص
نجم ميلفات
ملك الصور
ناقد قصصي
صائد الحصريات
فضفضاوي أسطورة
كوماندا الحصريات
ميتادور النشر
مسؤول المجلة
ناشر عدد
ناقد مجلة
ميلفاوي علي قديمو
كاتب مميز
كاتب خبير
مزاجنجي أفلام
إنضم
30 مايو 2023
المشاركات
14,762
مستوى التفاعل
11,567
النقاط
37
نقاط
38,966
العضو الملكي
ميلفاوي صاروخ نشر
ميلفاوي كاريزما
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
أعلى أسفل